فصل: باب ما يختص بالنساء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء



.باب ما يختص بالنساء

وهي ثلاث: "حيضٌ ونفاسٌ واستحاضةٌ".
قال الشيخ الإمام العلامة "أبو نصر أحمد بن محمد البغدادي" رحمهما الله:
(الحيض) في اللغة: عبارة عن خروج الدم يقال: حاضت الشجرة إذا خرج منها الصمغ الأحمر، وفي الشرع: "هو دم ينفضه رحم امرأة سالمة عن داء" وفي الاختيار: قال "الإمام أبو بكر محمد بن الفضل البخاري"رحمهما الله "الحيض: هو الدم الذي ينفضه رحم امرأة سليمة عن صغر وداء والجمع الحيض".
(والاستحاضة): وهو الدم الخارج من الفرج دون الرحم.
(والنفاس): وهو ما يخرج مع الولد وعقيبه.
(الاستحاضة) استفعال من الحيض وقالت فاطمة بنت قيس للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أستحيض فلا أطهر.
وأما الشرع فإنه خص الاسم بدم دون دم ومن شخص دون شخص وسمى كل نوع منهما باسم.
وفي الإشراف: أما الفرق بين الدمين فدم الحيض ثخين منتن ودم الاستحاضة أحمر لا نتن فيه.
وفي المغرب: النفاس: مصدر نفست المرأة بضم النون وفتحها إذا ولدت فهي نفساء وهن نِفَاس وكل هذا من النفس وهو الدم وفي الصحاح والنفاس بالفتح ولادة المرأة إذا وضعت فهي نفساء ونسوة نفاس وليس في الكلام فعلاء يجمع على فعال غير نفساء وعشراء ويجمع أيضا على نفساوات وعشراوات وامرأتان نفساوان أبدلوا من همزة التأنيث واوا.
وقولهم: النفاس هو الدم الخارج عقيب الولد تسمية بالمصدر كالحيض.
وفي مصرحة الأسماء: "أوغلن طوغرت عورت نفساوان جمع نفاس جمع نفس "تنى وستى وجان نفس دم ودماء.
وفي المغرب والنَّفَس بفتحتين واحد الأنفاس وهو ما يخرج من الحي حال التنفس ومنه لك في هذا نفس أي وسعة، ونفسة أي: مهلة، ونفس الله تعالى كربتك أي: فرجها.
(الإياس): بمعنى اليأس وهو انقطاع الرجاء.
قال ابن السكيت: أيست منه آيس يأساً لغة في يئست منه أيأس يأسا ومصدرهما واحد.
وآيسني منه فلان مثل أيأسني وكذلك التأييس. كذا في الصحاح.
وفي المغرب: وأما الإياس في مصدر الآيسة من الحيض فهو في الأصل أيئاس بوزن أيعاس كما قرره الأزهري إلا أنه حذف منه الهمزة التي هي عين الكلمة تخفيفا وليس بمصدر أيس كما ظنه بعضهم وتمام الفصل في المغرب.

.كتاب الصلاة

وهي فعلة من صلى كالزكاة من زكى واشتقاقها من الصَّلا وهو العظم الذي عليه الإليتان لأن المصلي يحرك صلويه في الركوع والسجود وقيل للثاني من خيل السباق المصلي لأن رأسه يلي صلوى السابق.
ومنه سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر وثلث عمر رضي الله تعالى عنهما وعن سائر الصحابة. وسمى الدعاء صلاة لأنه منها. ومنه: «إذا كان صائما فليصل أي فليدع». ثم سمي بها الرحمة والاستغفار لأنهما من لوازم الدعاء كذا في المغرب.
(والصلاة) لغة: الدعاء.
وشرعاً: الأركان المعهودة المقصودة.
قال الجوهري رحمه الله تعالى الصلاة من الله تعالى رحمة، والصلاة واحدة الصلوات المفروضة، وهي اسم يوضع موضع المصدر يقال صليت صلاة ولا يقال تصلية.
وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم وصليت العصا إذا لينتها وقومتها.
معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته».
(والمصلى): موضع الصلاة والدعاء أيضا في قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} [سورة البقرة: آية 125].
وصلوات في قوله تعالى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [سورة الحج: آية40]. قال ابن السكيت: هي كنائس اليهود أي: مواضع الصلوات.
أوقات الصلوات المفروضة:
(الوقت): من الأزمنة المبهمة.
(والميقات): الوقت المضروب للفعل والموضع، والجمع: المواقيت فاستعير للمكان. ومنه مواقيت الحج لمواضع الإحرام يقال: هذا ميقات أهل الشام: للموضع الذي يحرمون منه، وتقول أيضاً: وقته فهو موقوت إذا بين للفعل وقتا يفعل فيه ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [سورة النساء: آية 103] أي مفروضا في الأوقات.
(والتوقيت): تحديد الأوقات.
(والمُوقِت): مفعل من الوقت.
(الفَجْر): الشق والفتح، يقال فجر الماء إذا فتحه والفجر أيضا: ضوء الصبح لأنه انصداع ظلمة عن نور أي انشقاقها عنه ولهذا سمي به الصديع.
وهو فجران:
كاذب: وهو المستطيل وصادق وهو المستطير هذا أصله ثم سمي به الوقت. وقولهم: الفجر ركعتان على حذف المضاف لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الفجر فجران فجر مستطيل يحل به الطعام ويحرم فيه الصلاة وفجر مستطير أي منتشر يحرم به الطعام ويحل فيه الصلاة». رواه ابن عباس رضي الله عنه.
وفي رواية أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم: «إن للصلاة أولا وآخراً، وأول وقت الفجر حين يطلع الفجر الثاني وآخر وقتها حين تطلع الشمس». كذا في المحيط والاختيار وتبيين الحقائق وشرح مختصر القدوري للشيخ الإمام العلامة أبي نصر أحمد بن محمد البغدادي.
وفي التبيين أيضا: وإنما قدم وقت الفجر وإن كان الواجب تقديم وقت الظهر لأنها أول وقت فرضت فيها الصلاة لعدم الاختلاف في أوله وآخره بخلاف غيره.
وفي الهداية: ولا معتبر بالفجر الكاذب لقوله صلى الله عليه وسلم: «ولا يغرنكم أذان بلال ولا الفجر المستطيل».
(والخيط الأسود): الفجر المستطيل ويقال: سواد الليل.
(والخيط الأبيض): الفجر المعترض كذا في الصحاح وفي المغرب: الخيط الأبيض ما يبدو من الفجر الصادق وهو المستطير والخيط الأسود ما يمتد معه من ظلمة الليل وهو الفجر المستطيل وهو استعارة.
قال قاضي خان: الفجر فجران تسمي العرب الأول كاذبا وهو البياض الذي يبدو كذنب السرحان ويعقبه ظلام لا يخرج به وقت العشاء ولا يثبت به شيء من أحكام النهار.
والثاني: وهو الذي يستطير ويعترض في الأفق ولا يزال يزداد حتى ينتشر، وسمي مستطيرا لذلك يثبت به أحكام النهار في حرمة الطعام والشراب للصائم وجواز أداء الفجر.
(الإسفار) الإضاءة يقال أسفر الصبح إذا أضاء وفي الحديث: «أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر».
(الغلس): ظلمة الليل والتغليس خلاف النور.
(الظهر): بعد الزوال ومنه صلاة الظهر كذا في الصحاح والمغرب وفيه "وأما ابردوا بالظهر، وصلى الظهر فعلى حذف المضاف"
(والفيء): ما بعد الزوال من الظل، وإنما سمي الظل فيئاً لرجوعه من جانب إلى جانب.
(الظل): ما نسخته الشمس والفيء ما نسخ الشمس.
(والزوال): الذي يتحرك في مشيته كثيرا وما يقطعه من المسافة قليل. يقال زال الشيء من مكانه يزول زوالا وأزاله غيره. كذا في الصحاح.
(العَصْر): الدهر وفيه لغتان أخريان عُصْر وعُصُر مثل: عُسْر وعُسُر.
(والعصران): الليل والنهار، والعصران أيضاً: الغداة والعشي ومنه سميت صلاة العصر.
(الدهر): الزمان ويجمع على دهور ويقال للدهر أبد، وقولهم: دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم: أبد أبيد، والدُهري بالضم: المسن.
والدَّهري بالفتح: الملحد.
(والعَشي والعشية): من صلاة المغرب إلى العتمة.
(والعِشاء) بالكسر والمد: مثل العشى، والعشاءان: المغرب، والعتمة، والعشاء بالفتح والمد: الطعام بعينه وهو خلاف الغداء، والعشى بالقصر: مصدر.
(والعَتَمَة): وقت صلاة العشاء، قال الخليل: العتمة هو الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق هكذا في الصحاح.
قال الإمام الفخر الرازي : فذهب عامة العلماء إلى أن الشفق هو الحمرة وهو قول ابن عباس والكلبي ومقاتل رضي الله تعالى عنهم، ومن أهل اللغة: قول الليث والفراء والزجاج.
قال صاحب الكشاف : الشفق الحمرة التي ترى في المغرب بعد سقوط الشمس وبسقوطه يخرج وقت المغرب ويدخل وقت العتمة عند عامة العلماء إلا ما يروى عن أبي حنيفة رحمه الله في إحدى الروايتين أنه البياض وروى أسد بن عمرو رحمه الله أنه رجع عنه، سمي لرقته.
ومنه الشفقة على الإنسان: رقة القلب عليه كذا في الكبير.

.باب الأذان

هو في اللغة: الإعلام مطلقا قال الله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [سورة التوبة: آية 3]. أي إعلام منهما.
وفي الشرع: هو الإعلام على الوجه المخصوص.
ولما كان الأذان موقوفا على تحقق الوقت أخره عنه.
وأما الأذان المتعارف فهو من التأذين كالسلام من التسليم.
وفي الدرر: وشرعا هو إعلام وقت الصلاة بوجه مخصوص ويطلق على الألفاظ المخصوصة.
واعلم أن أصل الأذان على ما اختاره صاحب النهاية إنما ثبت بالسنة: ذلك ما روي أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لما أسري بي إلى بيت المقدس فأذن جبريل وأقام وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه الملائكة وأرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام».
وفي المحيط: والأصل في ثبوته ما روي أن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت وكنت بين النائم واليقظان نازلا من السماء قائم على جذم حائط واستقبل القبلة وقال: الله أكبر الله أكبر، وذكر الأذان إلى آخره ثم قعد على هيئته ثم قام وقال مثل ذلك إلا أنه قد زاد فيه: قد قامت الصلاة مرتين فقال صلى الله عليه وسلم علمه بلالا فإنه أندى صوتا منك».
وفي شرح الطحاوي أصل الأذان ثبت برؤيا عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه: وذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه جمع أصحابه رضي الله عنهم وشاورهم في الأمر للأذان فقال بعضهم يضرب بالناقوس فقال صلى الله عليه وسلم: «هو للنصارى».
وقال بعضهم: يضرب بالدف فقال صلى الله عليه وسلم: «هو لليهود».
وقال بعضهم: ينفخ بالشبور وهو البوق وهو شيء ينفخ فيه ليس بعربي محض، وقال بعضهم: توقد النار فقال: «هو للمجوس» فلم تتفق آراؤهم على شيء ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهتما مغتما فلما أصبح جاء عبد الله بن زيد فقال يا رسول الله: كنت بين النائم واليقظان فرأيت شخصا نزل من السماء وعليه ثوبان أخضران وقام على جذم حائط من الحرم واستقبل القبلة وقال: الله أكبر الله أكبر فحكى الأذان المعروف.
ثم قعد هنيهة ثم قام فقال مثل ذلك إلا أنه زاد فيه قد قامت الصلاة مرتين.
فقال صلى الله عليه وسلم: «علمه بلالا فإنه أندى صوتا».
وقال عمر رضي الله عنه وأنا أيضاً رأيت مثل ما رأى هو إلا أنه سبقني فكرهت أن أقطع عليه قوله.
وقيل: أمر الأذان أجل من أن يثبت بالرؤيا وإنما ثبت بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لما أسري بي إلى بيت المقدس فأذن جبريل صلى الله عليه وسلم وأقام وتقدم صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه الملائكة وأرواح الأنبياء عليهم السلام» كذا في الاختيار.
وقيل: نزل به جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: أذن جبريل عليه السلام في السماء فسمعه عمر بن الخطاب في الأرض.
قال صاحب النهاية: يجوز أن يكون كلها واقعا لعدم المنافاة.
وفي شرح السنة: الأذان إعلام بحضور الوقت.
(والإقامة): أذان بفعل الصلاة فيه.
وقال الخطابي : أراد بالأذانين الأذان والإقامة، حمل أحد الاسمين على الآخر كقولهم: الأسودين للتمر والماء وإنما الأسود أحدهما، وكقولهم: سيرة العمرين يريدون أبا بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما ويحتمل أن يكون الاسم لكل واحد منهما حقيقة كما ذكر آنفا.
وفي الإشراف: اختلفوا في الأذان والإقامة فقال أبو حنيفة والشافعي ومالك رحمهم الله تعالى: هما سنتان، وقال أحمد : هما فرضان على أهل الأمصار على الكفاية إذا قام بهما بعضهم أجزأ عن جميعهم.
واتفقوا على أنه إن أجمع أهل البلد على ترك الأذان والإقامة قوتلوا على ذلك لأنه من شعائر الإسلام فلا يجوز تعطيله.
وقيل: إنه واجب. وعن عطاء رحمه الله: من ترك الإقامة أعاد الصلاة كذا في مجمع الفتاوى.
روي عن أبي محذورة مؤذن مكة أنه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشر كلمة "بدايع".
(الإقامة): مصدر أقام بالمكان إقامةً، والهاء عوض عن عين الفعل لأن أصله إقواماً.
وأقام الشيء أي: أدامه من قوله تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} [سورة البقرة: آية 3] كذا في الصحاح.
وتخالج في روع الفقير أن يكون الإقامة المتعارفة من أقام الشيء بمعنى أدامه، لكن المرئي من سياق الجوهري من أقام بالمكان. وعلى هذا التقدير تكون الإقامة بمعنى القيام لأن أقام في أقام بالمكان لازم، يشم روح التعدية في الإقامة لأنه إعلام للحاضرين لأن يقوموا إلى الصلاة وإعلام القيام إلى الصلاة ينزل بمنزلة الإقامة لها فتأمل.
وفي الكافي: الأولى أن يتولى العلماء أمر الأذان. وفي مجمع الفتاوى: وينبغي أن يكون المؤذن مهيباً ويتفقد أحوال الناس ويزجر المتخلفة عن الجماعة. وسنة الأذان في موضع عال والإقامة على الأرض.
وفي الملتقط: لا ينبغي أن يقول لمن فوقه في العلم والجاه: حان وقت الصلاة سوى المؤذنين لأنه استفضال لنفسه. وعن الحلواني رحمه الله تعالى: أن الإجابة بالقدم لا باللسان حتى لو أجاب باللسان ولم يمش إلى المسجد لا يكون مجيباً. ولو كان في المسجد ولم يجب لا يكون آثما. كذا في النهاية والقنية.
وفي حلية الأبرار في فصل أحوال تعرض للذاكر.
إذا سمع المؤذن أجابة في كلمات الأذان والإقامة. قالوا إن إجابتهما واجبة على كل من سمعه وإن كان جنبا أو حائضا إذا لم يكن في الخلاء أو على الجماع.
وفي مجمع الفتاوى: سمع من كل جانب.. يكفيه إجابة واحدة... يتكلم في الفقه فسمع الأذان يجب الإجابة، سمع الأذان وهو يمشي.... فالأولى أن يقف ساعة ويجيب.
عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - إذا سمع الأذان فما عمل بعده فهو حرام، وكانت تضع مغزلها".

.باب شروط الصلاة

(الشرط): ما يتوقف عليه الشيء وليس منه كالطهارة للصلاة. وفي الدرر: الشرط ما يتوقف عليه وجود الشيء ولا يدخل فيه. قيل: الشروط على ثلاثة أنواع.
(شرط الانعقاد): كالنية والتحريمة.
(وشرط الدوام): كالطهارة وستر العورة واستقبال القبلة.
(وشرط الوجود): في حالة البقاء وألا يشترط فيه التقدم والمقارنة بابداء الصلاة كالقراءة فإنه ركن في نفسه شرط في سائر الأركان لأن القراءة مأخوذة في جميع الصلاة تقديراً. كذا في الاختيارات.
(التحريمية): التكبيرة الأولى. والتحريم: جعل الشيء محرماً والهاء لتحقيق الاسمية وخصت التكبيرة الأولى بها لأنها تحرم الأشياء المباحة قبل الشروع بخلاف سائر التكبيرات. كذا في الدرر.
(والتكبير): هو الوصف بالكبرياء وهو العظمة وكذلك الكبر.
(والتكبير): التعظيم، والتكبر والاستكبار: التعظيم. كذا في الصحاح.
التحري في الأشياء: هو طلب ما هو أحرى بالاستعمال في غالب الظن. يقال: فلان حري بكذا على وزن فعيل أي: خليق.
وفي مجمل اللغة: تحرى فلان بالمكان إذا تمكث فالتحري من هذا هو التثبيت في الاجتهاد لطلب الحق والرشاد وعند تعذر الوصول إلى حقيقة المطلوب والمراد.
(القيام): مصدر قام الرجل قياما: والقومة المرة الواحدة والأصل فيه الواو ثم جعلت الواو ياء لأجل الكسرة.
والمقام بالفتح موضع القيام، ومنه مقام إبراهيم عليه السلام وهو الحجر وفيه أثر قدميه.
وأما المقام بالضم: فموضع الإقامة. كذا في المغرب.
(والقوم): الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه كذا في الصحاح.
(القراءة): مصدر قرأت الكتاب قراءةً. وفي الصحاح: قرأت الشيء قرآناً جمعته وضممت بعضه إلى بعض وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا. ومنه سمي القران لأنه يجمع السور قيضمها.
وقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [سورة القيامة: آية 17]. أي جمعه وقراءته. {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [سورة القيامة: آية 18].
قال ابن عباس رضي الله عنه: فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك.
وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلام بمعنى، وأقرأه القران فهو مقرىء، وجمع القارىء قرأه مثل: كافر وكفرة، والقراء: المتنسك، وقد تقرأ أي: تنسك، والجمع: القراءون.
وفي المغرب: القرآن اسم لهذا المقروء المجموع بين الدفتين على هذا التأليف وهو معجز بالاتفاق إلا أن وجه الإعجاز هو المختلف فيه، وأكثر المحققين على أن الوجه هو اختصاصه برتبة من الفصاحة خارجة عن المعتاد، وتقديره في المعرب وفي المختلف لهما.
(القرآن): اسم للنظم العربي والمعنى جميعاً.
وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} [سورة الزخرف: آية 3]. وقال عز وجل: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [سورة الشعراء: آية 195].
فإتيان أحدهما لا يكون قرآنا له.
(القرآن) اسم للمعنى دون النظم دل عليه قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [سورة الشعراء: آية 196] وقوله عز وجل: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى} [سورة الأعلى: آية 18] والزبر والصحف لم يكن بهذا النظم.
وأما قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} [سورة الزخرف: آية: 3] قلنا ذاك لا يوجب اختصاص القرآن بالعربي كما في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً} [سورة الرعد: آية 37]. والحكم بالعربي حكم بالفارسي سواء.
قال العلامة في الكشاف رحمه الله تعالى: التوراة والإنجيل اسمان أعجميان وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل تفعلة وأفعيل إنما يصح بعد كونهما عربيتين. كذا في حدائق الأزهار.
وفي الصحاح: الإنجيل كتاب عيسى عليه السلام يذكر ويؤنث فمن أنث أراد به الصحيفة ومن ذكر أراد به الكتاب.
(والحَصَر): بفتحتين العي وضيق الصدر يقال حصرت صدورهم أي ضاقت.
قال الله تعالى: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [سورة النساء: آية: 90] الآية.
وكل من امتنع من شيء فلم يقدر عليه فقد حصر عنه. ومنه الحصر في القراءة.
وفي التفسير الكبير للرازي رحمه الله تعالى: إذا لم يحسن الرجل قراءة الفاتحة بتمامها فإنه لا يخلو من أن يحفظ بعضها أو لا يحفظ شيئا منها أصلاً.
أما الأول: فإنه يقرأ ما حفظ منها ومعه شيء آخر من القرآن بقدر وسعها.
وأما الثاني: فإنه إن حفظ شيئا آخر لزمه قراءة ذلك المحفوظ لقوله تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [سورة المزمل: الآية: 20] وإن لم يحفظ شيئا من القرآن. يلزمه أن يأتي بالذكر وهو التكبير والتحميد، وهو قول الشافعي رحمه الله تعالى وعند أبي حنيفة رحمه الله لا يلزمه شيء.
وحجة الشافعي رحمه الله ما روى رفاعة بن مالك رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليتوضأ كما أمره الله تعالى ثم ليكبر فإن كان معه شيء من القرآن فليقرأ وإلا فليحمد الله وليكبر».
وإن لم يحفظ شيئا من الأذكار بالعربية فإنه يؤمر بذكر الله سبحانه وتعالى بأي لسان قدر عليه تمسكا بقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم». والله تعالى أعلم. من التفسير للرازي رحمه الله.
(فصل): هو المصدر يحتمل أن يكون بمعنى الفاعل كرجل عدل أي: فصل بين ما ذكر قبله وبين ما ذكر بعده.
ويحتمل أن يكون بمعنى المفعول، والمعنى: هذا المفصول عما قبله، فإذا ذكرت بعده "في" ترفع وتنون على أنه خبر لمبتدأ محذوف أي هذا فصل.
وإن لم تذكر يسكن آخره لأنك إذا وقفت على كلمة أسكنت.
(والإمام): من يؤتم به أي يقتدى به ذكراً كان أو أنثى ومنه: "قامت الإمام وسطهن". لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام إماما ليؤتم به فلا تختلفوا عليه».
وفي بعض النسخ: الإمامة وترك الهاء هو الصواب لأنه اسم لا وصف "كالإنسان والفرس" فهو يشمل الذكور والإناث فلا يحتاج في الوصف.
(وأمَام) بالفتح قدام وهو من الأسماء اللازمة للإضافة كذا في المغرب.
(والمؤتم المقتدي) والمقتدي: من أدرك الإمام مع تكبيرة الافتتاح والقدوة: من يقتدى به.
(والدرك): من أدرك الإمام بعد تكبيرة الافتتاح.
(والمسبوق): من سبق في الصلاة وغيرها، ولكن يغلب على من سبق في الصلاة وهو الذي أدرك الإمام بعد ركعة أو أكثر.
(واللاحق): من أدرك أول الصلاة ولم يتم مع الإمام بعذر.
(الركوع): الانحناء ومنه ركوع الصلاة يقال انحنى إذا انعطف وعطفت أي: ملت.
وعطفت العود فانعطف... يتعدى ولا يتعدى كذا في الصحاح.
وفي المغرب: يقال ركع إذا صلى ومنه: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [سورة البقرة: آية: 43].
وأما قوله تعالى: {وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} [سورة ص: آية: 24] فمعناه: ساجداً شاكراً وركعة الصلاة معروفة.
(السجود): الخضوع، ومنه سجود الصلاة وهو وضع الجبهة على الأرض. والاسم السجدة بالكسر، يقال: أسجد الرجل: أي طأطأ رأسه وانحنى.
(والطأطأ من الأرض): ما انهبط، وهبط هبوطا كذا في الصحاح.
(والمسجد): بيت الصلاة والمسجدان مسجدا مكة والمدينة، والجمع: المساجد، والمَسْجِد والمَسْجد واحد المساجد، وسورة السجدة بالفتح. كذا في الصحاح.
وأما المساجد في قولهم: ويجعل الكافور في مساجده فهي موضع السجود من بدن الإنسان جمع مسجَد بفتح الجيم لا غير.
قال الجوهري رحمه الله: والمسجد بالفتح: جبهة الرجل حيث يصيبه ندب السجود. والآراب السبعة: مساجد.
وفي الحدائق: السجود في اللغة: التطامن والذلة.
وفي الشريعة: وضع الجبهة والأنف أو أحدهما على الأرض.
وفي أنوار التنزيل: والسجود في الأصل: تذلل مع تطامن.
وفي الشرع وضع الجبهة على الأرض على قصد العبادة.
وفي الكشاف: السجود لله تعالى على سبيل العبادة، ولغيره على وجه التكرمة: كسجود الملائكة لآدم عليه السلام وأبوي يوسف عليه السلام وإخوته له.
ويجوز أن يختلف الأحوال والأوقات فيه.
(والسَّجَادة): الخمرة وأثر السجود في الجبهة أيضاً.
(والإسجاد): إدامة النظر.
(والخمرة): المسجد وهي حصير صغير قدر ما يسجد عليه سميت بذلك لأنها تستر الأرض على وجه المصلي وتركيبها دال على معنى الستر، ومنه الخمار: وهو ما تغطي به المرأة رأسها.
قال الفراء: كل ما كان على فعل يفعل مثل: دخل يدخل والمفعل منه بالفتح اسماً كان أو مصدراً، ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مدخلاً وهذا مدخله إلا أحرفاً من الأسماء ألزموها كسر العين.
من ذلك: المسجد، والمطلع، والمشرق، والمسقط، والمفرق، والمجز، والمسكن، والمرفق، والمنبت، والمنسك.
فجعلوا الكسر علامة للاسم وربما فتحه بعض العرب في الاسم، وقد روي: مَسكِنٌ ومَسكَن وقال:
سمعت المَسْجِد والمَسْجَد والمطلِع والمطلَع، وقال: والفتح في كله جائر وإن لم نسمعه.
وفي مصرحة الأسماء: سجادة بالتخفيف: "نشان سجدة بريشاني" وسجادة بالتشديد: "جاي نماز".
المحراب: مقدم المجلس وأشرفه، وكذلك هو في المسجد، والجمع: المحاريب. كذا في تفسير الغريب.
قال الفراء: المحاريب: صدور المجالس، ومنه سمي محراب المسجد. والمحراب أيضاً: الغرفة. وقوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} [سورة مريم: آية: 11] قالوا: من المسجد. كذا في الصحاح.
(التشهد): قراءة التحيات لله لاشتمالها على الشهادتين.
ومعنى التحيات لله: كلمات التحايا والأدعية، لا أن هذه تحية له وتسليم عليه فإن ذلك منهي عنه، وبوجه آخر معنى التحيات لله أي: العبادات القولية، والصلوات أي: العبادات الفعلية.
والطيبات أي: العبادات المالية مختصة ومستحقة لله تعالى.
وقال الجوهري رحمه الله: التحية: الملك، والتحيات لله تعالى: قال يعقوب: أي الملك لله تعالى.
ويقال: حياك الله أي: ملكك.
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: «كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام على الله من عباده فقال عليه السلام: لا تقولوا السلام على الله ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات» إلى آخر الحديث.
(القُنُوت): الطاعة والدعاء والقيام كما في قوله عليه السلام: «أفضل الصلاة طول القنوت».
والمشهور الدعاء وقولهم دعاء القنوت إضافة بيان وهو: «اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوب إليك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونركع ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق». المعنى يا الله نطلب منك العون على الطاعة وترك المعصية ونطلب المغفرة للذنوب ونثني من الثناء وهو المدح وانتصاب الخبر على المصدر، والكفر نقيض الشكر وقولهم كفرت فلانا على حذف المضاف والأصل كفرت نعمتة، ونخلع: من خلع الفرس رسنه إذا ألقاه وطرحه، والفعلان موجهان إلى "من" والمعمل منهما نترك، ويفجرك: يعصيك ويخالفك.
(والسعي): الإسراع في الشيء، ونحفد أي: نعمل لك بطاعتك في الحفد وهو الإسراع في الخدمة، وألحق بمعنى: لحق ومنه إن عذابك بالكفار ملحق أي: لاحق.
(القَعْدة): بالفتح: المرة الواحدة، والقِعدة بالكسر: نوع منه، وذو القعدة شهر والجمع ذوات القعدة، كذا في الصحاح.
(الجِلسة): بالكسر: الحال التي يكون عليها الجالس، وجالسته: فهو جِلسي وجليسي، والمجلس: موضع الجلوس، والمجلس بفتح اللام: المصدر، ورجل جلسة مثال همزة أي: كثير الجلوس. كذا في الصحاح.
(السلام) والسلامة والسلم بالتحريك: الاستسلام، واستسلم: أي انقاد، والسلام: الاسم من التسليم، والسلام: اسم من أسماء الله تعالى.
(والتسليم): بذل الرضا بالحكم، والتسليم: السلام، وأسلم أمره إلى الله تعالى أي سلم وأسلم أي دخل في السلم وهو الاستسلام وهو الانقياد لما مر آنفا.
(والسلم): بالكسر: الإسلام والمذهب، والسلم: الصلح يفتح ويكسر ويذكر ويؤنث والتسالم: التصالح، والمسالمة: المصالحة.
(واستلم الحجر): لمسه بالقبلة أوباليد كذا في الصحاح.
وفي مصرحة الأسماء: الإسلام والإيمان: مسلماني. المسلم والمؤمن والحنيف: مسلمان والمسلمون والمؤمنون والحنفاء جمع.
(الحَدَث): الحادث ومنه: «إياك والحَدَث في الإسلام» يعني: لا تحدث شيئا لم يعهد قبل. كذا في المغرب وفي الصحاح:
(الحدوث): كون شيء لم يكن، يقال: حدث أمر حدوثا، والحديث: نقيض القديم، وحدث أمر أي: وقع، والحَدَث والحُدْثى والحادثه والحدثان بمعنى واحد، وأحدث الرجل من الحدث. ورجل حديث مثال فسيق أي: كثير الحديث، والحديث: الخبر يأتي على القليل والكثير ويجمع على أحاديث على غير قياس.
قال الفراء: نرى أن واحد الأحاديث أحدوثة، والأحدوثة ما يتحدث به ثم جعلوه جمعا للحديث.