فصل: زيد بن ثابت بن الضحاك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.زيد بن ثابت بن الضحاك:

بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار يكنى أبا سعيد وقيل يكنى أبا عبد الرحمن قاله الهيثم بن عدي وقيل: يكنى أبا خارجة بابنه خارجة، يقال: إنه كان في حين قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ابن إحدى عشرة سنة وكان يوم بعاث ابن ست سنين وفيها قتل أبوه. وقال الواقدي استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر جماعة فردهم منهم زيد بن ثابت فلم يشهد بدرًا.
قال أبو عمر: ثم شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد. وقيل: إن أول مشاهده الخندق. قبل وكان ينقل التراب يومئذ مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنه نعم الغلام»! وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعها إلى زيد بن ثابت فقال عمارة: يا رسول الله أبلغك عني شيء؟ قال: لا، ولكن القرآن مقدم وزيد أكثر أخذًا منك للقرآن. وهذا عندي خبر لا يصح.
وأما حديث أنس بن مالك إن زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني من الأنصار- فصحيح وقد عارضه قوم بحديث ابن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت أن أبا بكر أمره في حين مقتل القراء باليمامة بجمع القرآن من الرقاع والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت آخر آية من التوبة مع رجل يقال له: خزيمة. قالوا: فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأملاه من صدره، وما احتاج إلى ما ذكره. قالوا: وأما خبر جمع عثمان للمصحف فإنما جمعه من الصحف التي كانت عند حفصة من جمع أبي بكر.
وكان زيد يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وكانت ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب بالسريانية فأمر زيدًا فتعلمها في بضعة عشر يومًا، وكتب بعده لأبي بكر وعمر وكتب لهما معيقيب الدوسي معه أيضًا.
واستخلف عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على المدينة ثلاث مرات في الحجتين وفي خروجه إلى الشام، وكتب إليه من الشام إلى زيد بن ثابت من عمر بن الخطاب.
وقال نافع، عن ابن عمر قال: كان عمر يستخلف زيدًا إذا حج وكان عثمان يستخلفه أيضًا على المدينة إذا حج. ورمي يوم اليمامة بسهم فلم يضره، وكان أحد فقهاء الصحابة الجلة الفراض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفرض أمتي زيد بن ثابت».
وكان أبو بكر الصديق قد أمره بجمع القرآن في الصحف فكتبه فيها فلما اختلف الناس في القراءة زمن عثمان واتفق رأيه ورأي الصحابة على أن يرد القرآن إلى حرف واحد وقع اختياره على حرف زيد فأمره أن يملي المصحف على قوم من قريش جمعهم إليه فكتبوه على ما هو عليه اليوم بأيدي الناس والأخبار بذلك متواترة المعنى وإن اختلفت ألفاظها وكانوا يقولون: غلب زيد بن ثابت الناس على اثنين: القرآن والفرائض.
وقال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
وروى حميد بن الأسود، عن مالك بن أنس قال: كان إمام الناس عندنا بعد عمر بن الخطاب زيد بن ثابت- يعني بالمدينة. قال: وكان إمام الناس بعده عندنا عبد الله بن عمر.
وروى أبو معاوية عن الأعمش عن ثابت بن عبيد قال: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس إذا خلا مع أهله وأصمتهم إذا جلس مع القوم.
وروى المعتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند عن يوسف بن سعد عن وهيب عبد كان لزيد بن ثابت وكان زيد على بيت المال في خلافة عثمان فدخل عثمان فأبصر وهيبًا يعينهم في بيت المال فقال: من هذا؟ فقال زيد: مملوك لي، فقال عثمان: أراه يعين المسلمين وله حق. وإنا نفرض له ففرض له ألفين فقال زيد: والله لا نفرض لعبد ألفين ففرض له ألفًا.
قال أبو عمر: كان عثمان يحب زيد بن ثابت وكان زيد عثمانيًا ولم يكن فيمن شهد شيئًا من مشاهد علي مع الأنصار وكان مع ذلك يفضل عليًّا ويظهر حبه وكان فقيهًا رحمه الله.
اختلف في وقت وفاة زيد بن ثابت. فقيل: مات سنة خمس وأربعين وقيل سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث وأربعين وهو ابن ست وخمسين. وقيل: ابن أربع وخمسين وقيل بل توفي سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. وقيل: سنة خمسين. وقيل: سنة خمس وخمسين، وصلى عليه مروان. وقال المدائني: توفي زيد بن ثابت سنة ست وخمسين.

.زيد بن جارية الأنصاري:

العمري، وقد قيل فيه: زيد بن حارثة. كان ممن استصغر يوم أحد وهو من بني عمرو بن عوف كان زيد بن جارية وأبو سعيد الخدري والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وسعد ابن حبتة ممن استصغر يوم أحد. ورواه أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي قال: حدثنا عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية الأنصاري عن عمر بن زيد بن جارية الأنصاري قال: حدثني زيد جارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغره يوم أحد والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وسعد ابن حبتة وأبا سعيد الخدري.
وقال أبو عمر: هو زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف الأنصاري من الأوس وكان أبوه جارية من المنافقين أهل مسجد الضرار، كان يقال له: حمار الدار، شهد زيد بن جارية هذا صفين مع علي رضي الله عنه وهو أخو مجمع بن جارية. روى عنه أبو الطفيل حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه». قال: فصففنا صفين.
قال أبو عمر: ذكره أبو حاتم الرازي في باب من اسم أبيه علي من باب زيد وقال: زيد بن جارية العمري الأوسي، له صحبة. وقال: سمعت أبي يقول ذلك. وقال لا أعرفه.
وذكر أبو يحيى الساجي قال: حدثني زياد بن عبيد الله المزني، قال: حدثني مروان بن معاوية قال: حدثنا عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة القرشي عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال: حدثني زيد بن جارية أخو بني الحارثة بن الخزرج قال: قلت: يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك. فكيف نصلي عليك؟ قال: «صلوا علي وقولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
هكذا رواه خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة. ورواه إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبيه. وربما قال فيه: أراه عن أبيه. قال: قلت يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فذكره.

.زيد بن الجلاس الكندي:

حديثه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخليفة بعده فقال: أبو بكر. إسناده ليس بالقوي.

.زيد بن حارثة بن شراحيل:

الكلبي. أبو أسامة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزي بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران بن عبد عوف بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان هكذا نسبه ابن الكلبي وغيره وربما اختلفوا في الأسماء وتقديم بعضها على بعض، وزيادة شيء فيها.
قال ابن الكلبي: وأم زيد سعدي بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت من بني معن من طيء.
وكان ابن إسحاق يقول: زيد بن حارثة بن شرحبيل ولم يتابع على قوله شرحبيل وإنما هو شراحيل.
كان زيد هذا قد أصابه سباء في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام في سوق حباشة وهي سوق بناحية مكة كانت مجمعًا للعرب يتسوقون بها في كل سنة اشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد فوهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه بعشر سنين وقد قيل بعشرين سنة وطاف به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تبناه على حلق قريش يقول: «هذا ابني وارثًا وموروثًا». يشهدهم على ذلك هذا كله معنى قول مصعب والزبير بن بكار وابن الكلبي وغيرهم.
قال عبد الله بن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: «ادعوهم لآبائهم».
ذكر الزبير عن المدائني عن ابن الكلبي عن جميل بن يزيد الكلبي وعن أبي صالح عن ابن عباس- وقول جميل أتم- قال: خرجت سعدي بنت ثعلبة أم زيد بن حارثة وهي امرأة من بني طيء تزور قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية فمروا على أبيات معن- رهط أم زيد فاحتملوا زيدًا وهو يومئذ غلام يفعة فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له فقبضه. وقال أبوه حارثة بن شراحيل- حين فقده الطويل:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ** أحي يرجى أم أتى دونه الأجل

فوالله ما أدري وإن كنت سائلًا ** أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة ** فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكرنيه الشمس عند طلوعها ** وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل

وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ** فيا طول ما حزني عليه ويا وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدًا ** ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي علي منيتي ** وكل امرئ فان وإن غره الأجل

سأوصي به عمرًا وقيسًا كليهما ** وأوصى يزيد ثم من بعده جبل

يعنى جبلة بن حارثة أخا زيد، وكان أكبر من زيد ويعني يزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل. فحج ناس من كلب فرأوا زيدًا فعرفهم وعرفوه فقال لهم: أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي فقال الطويل:
أحن إلى قومي وإن كنت نائيًا ** فإني قعيد البيت عند المشاعر

فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ** ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر

فإني بحمد الله في خير أسرة ** كرام معد كابرًا بعد كابر

فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال: ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو. فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: هو في المسجد فدخلا عليه فقال: يا بن عبد المطلب يابن هاشم يابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه. قال: «ومن هو»؟ قالوا: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا غير ذلك»! قالوا: وما هو؟ قال: «أدعوه فأخيره، فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدًا». قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال: «هل تعرف هؤلاء»؟ قال: نعم. قال: من هذا؟ قال: هذا أبي. وهذا عمي. قال: «فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما». قال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدًا أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك! قال: نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئًا. ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال: «يا من حضر. اشهدوا أن زيدًا ابني يرثني وأرثه». فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا. ودعي زيد بن محمد، حتى جاء الإسلام فنزلت: «ادعوهم لآبائهم». فدعي يومئذ زيد بن حارثة ودعى الأدعياء إلى آبائهم فدعي المقداد بن عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود لأن الأسود بن عبد يغوث كان قد تبناه.
وذكر معمر في جامعه، عن الزهري قال: ما علمنا أحدًا أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزاق: وما أعلم أحدًا ذكره غير الزهري.
قال أبو عمر: قد روي عن الزهري من وجوه أن أول من أسلم خديجة وشهد زيد بن حارثة بدرًا، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة بن زيد وبه كان يكنى وكان يقال لزيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أحب الناس إلي من أنعم الله عليه وأنعمت عليه».- يعني زيد بن حارثة- أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتق.
وقتل زيد بن حارثة بمؤتة من أرض الشام سنة ثمان من الهجرة وهو كان كالأمير على تلك الغزوة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن قتل زيد فجعفر فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة»، فقتلوا ثلاثتهم في تلك الغزوة. لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي جعفر بن أبي طالب وزيد ابن حارثة بكى وقال: أخواي ومؤنساي ومحدثاي.
حدثنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان بن جيرون قال: حدثنا أبو محمد قاسم بن أصبغ حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا ابن معين حدثنا يحيى ابن عبد الله بن بكير المصري حدثنا الليث بن سعد قال: بلغني أن زيد ابن حارثة اكترى من رجل بغلًا من الطائف اشترط عليه الكرى أن ينزله حيث شاء. قال: فمال به إلى خربة فقال له: انزل فنزل فإذا في الخربة قتلى كثيرة فلما أراد أن يقتله قال له: دعني أصلي ركعتين قال: صل. فقد صلى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئًا. قال: فلما صليت أتاني ليقتلني. قال: فقلت: يا أرحم الرحمين قال: فسمع صوتًا لا تقتله. قال: فهاب ذلك فخرج يطلب فلم ير شيئًا فرجع إلي فناديت: يا أرحم الراحمين ففعل ذلك ثلاثًا، فإذا أنا بفارس على فرس في يده حربة حديد، في رأسها شعلة من نار فطعنه. بها فأنفذه من ظهره فوقع ميتًا ثم قال: لي لما دعوت المرة الأولى يا أرحم الراحمين كنت في السماء السابعة فلما دعوت في المرة الثانية يا أرحم الراحمين كنت في السماء الدنيا فلما دعوت في المرة الثالثة يا أرحم الراحمين أتيتك.