فصل: زيد بن خالد الجهني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.زيد بن خارجة بن زيد:

بن أبي زهير بن مالك من بني الحارث بن الخزرج روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك وذلك أنه غشي علي قبل موته وأسري بروحه فسجى عليه بثوبه ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام حفظ عنه في أبي بكر وعمر وعثمان ثم مات في حينه. روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا علي بن المديني قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن سعيد بن المسيب، أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن الخزرج. توفي زمن عثمان بن عفان فسجى بثوب ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال: أحمد أحمد في الكتاب الأول صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول. صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول. صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم. مضت أربع سنين وبقيت اثنتان أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة وسيأتيكم خبر بير أريس وما بير أريس.
قال يحيى بن سعيد: قال سعيد بن المسيب: ثم هلك رجل من بني خطمة فسجى بثوب فسمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال: إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق.
وكانت وفاته في خلافة عثمان وقد عرض مثل قصته لأخي ربعي بن خراش أيضًا.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا علي بن المديني قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: حدثني ربعي بن خراش قال: مات لي أخ كان أطولنا صلاة وأصومنا في اليوم الحار فسجيناه وجلسنا عنده؛ فبينا نحن كذلك إذ كشف عن وجهه ثم قال: السلام عليكم، قلت: سبحان الله! أبعد الموت! قال: إني لقيت ربي فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان وكساني ثيابًا خضرًا من سندس وإستبرق وأسرعوا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قد أقسم لا يبرح حتى أدركه أو آتيه وإن الأمر أهون مما تذهبون إليه فلا تغتروا. وأيم الله كأنما كانت نفسه حصاة ثم ألقيت في طست.
قال علي: وقد روى هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير غير واحد ومنهم جرير بن عبد الحميد وزكريا بن يحيى بن عمارة. قال علي: ورواه عن ربعي بن خراش حميد بن هلال كما رواه عبد الملك بن عمير ورواه عن حميد بن هلال أيوب السختياني وعبد الله بن عون وذكر علي الأحاديث عنهم كلهم.

.زيد بن خالد الجهني:

اختلف في كنيته وفي وقت وفاته وسنه اختلافًا كثيرًا فقيل يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبا طلحة. وقيل أبا زرعة كان صاحب لواء جهينة يوم الفتح. توفي بالمدينة سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وثمانين. وقيل: بل مات بمصر سنة خمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة وقيل توفي بالكوفة في آخر خلافة معاوية وقيل: إن زيد بن خالد توفي سنة ثمان وسبعين وهو ابن خمس وثمانين سنة وقيل سنة اثنتين وسبعين وهو ابن ثمانين سنة. روى عنه ابناه خالد وأبو حرب وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وبشر بن سعيد.
زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العدوي. أخو عمر بن الخطاب لأبيه يكنى أبا عبد الرحمن. أمه أسماء بنت وهب بن حبيب من بني أسد بن خزيمة وأم عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومي، كان زيد أسن من عمر وكان من المهاجرين الأولين أسلم قبل عمر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدي العجلاني حين آخى بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه المدينة فقتلا باليمامة شهيدين. وكان زيد بن الخطاب طويلًا بائن الطول أسمر شهد بدرًا وأحدًا والخندق وما بعدها من المشاهد وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، ثم قتل باليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة وحزن عليه عمر حزنًا شديدًا.
ذكر أبو زرعة الدمشقي في باب الإخوة من تاريخه قال: أخبرني محمد بن أبي عمر قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قتل زيد بن الخطاب باليمامة فوجد عليه عمر وجدًا شديدًا قال: أبو زرعة وشهدت أبا مسهر يملي على يحيى بن معين قال: حدثنا صدقة بن خالد عن ابن جابر قال: قال عمر بن الخطاب: ما هبت الصبا إلا وأنا أجد منها ريح زيد. وروى نافع عن ابن عمر قال: قال عمر لأخيه زيد يوم أحد. خذ درعي. قال: إني أريد من الشهادة ما تريد فتركاها جميعًا.
وكانت مع زيد راية المسلمين يوم اليمامة فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو ويضارب بسيفه حتى قتل رحمه الله ووقعت الراية فأخذها سالم بن معقل مولى أبي حذيفة.
وذكر محمد بن عمر الواقدي قال: حدثني الحجاف بن عبد الرحمن من ولد زيد بن الخطاب عن أبيه قال: كان زيد بن الخطاب يحمل راية المسلمين يوم اليمامة وقد انكشف المسلمون حتى غلبت حنيفة على الرجال فجعل زيديقول: أما الرجال فلا رجال وأما الرجال فلا رجال ثم جعل يصيح بأعلى صوته: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل وجعل يشير بالراية يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قتل ووقعت الراية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة فقال المسلمون: يا سالم، إنا نخاف أن نؤتى من قبلك! فقال: بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي.
وزيد بن الخطاب هو الذي قتل الرجال بن عنفوة. وقيل عفوة، واسمه نهار بن عنفوة وكان قد هاجر وقرأ القرآن ثم سار إلى مسيلمة مرتدًا وأخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يشركه في الرسالة، فكان أعظم فتنة على بني حنيفة.
وروى عن أبي هريرة قال: جلست مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط ومعنا الرجال بن عنفوة فقال: «إن فيكم لرجلًا ضرسه في النار مثل أحد». فهلك القوم وبقيت أنا والرجال بن عنفوة فكنت متخوفًا لها حتى خرج الرجال مع مسيلمة وشهد له بالنبوة. وقتل يوم اليمامة قتله زيد بن الخطاب.
وذكر خليفة بن خياط، قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عوف عن محمد بن سيرين قال: كانوا يرون أن أبا مريم الحنفي قتل زيد بن الخطاب يوم اليمامة قال: وقال أبو مريم لعمر: يا أمير المؤمنين إن الله أكرم زيدًا بيدي ولم يهني بيده.
قال: وأخبرنا علي بن محمد قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: كانوا يرون أن أبا مريم الحنفي قتل زيد بن الخطاب.
قالك حدثنا علي بن محمد أبو الحسن عن أبي خزيمة الحنفي عن قيس بن طلق قال: قتله سلمة بن صبيح ابن عم أبي مريم.
قال أبو عمر رحمه الله: النفس أميل إلى هذا، لأن أبا مريم لو كان قاتل زيد ما استقضاه عمر والله أعلم.
وقد كان مالك يقول: أول من استقضى معاوية وينكر أن يكون استقضى أحد من الخلفاء الأربعة وهذا عندنا محمول على حضرتهم لا على ما نأى عنهم وأمروا عليه من أعمالهم غيرهم لأن استقضاء عمر لشريح على الكوفة أشهر عند علمائها من كل شهرة وصحة.
ولما قتل زيد بن الخطاب ونعي إلى أخيه عمر قال: رحم الله أخي سبقني إلى الحسنيين أسلم قبلي واستشهد قبلي.
وقال عمر لمتمم بن نويرة حين أنشده مراثيه في أخيه: لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي زيد مثل ما قلت في أخيك. فقال: متمم لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه. فقال عمر: ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به.

.زيد بن الدثنة البياضي:

زيد بن الدثنة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي. شهد بدرًا وأحدًا وأسر يوم الرجيع مع خبيب بن عدي، فبيع بمكة من صفوان بن أمية فقتله، وذلك في سنة ثلاث من الهجرة.

.زيد بن سراقة بن كعب:

بن عمرو بن عبد العزي بن خزيمة بن عمرو بن عبد عوف بن غنم قتل يوم جسر أبي عبيد بالقادسية.
زيد بن سعنة. ويقال سعية بالياء والنون أكثر في هذا. كان من أحبار يهود أسلم وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة، وتوفي في غزوة تبوك مقبلًا إلى المدينة.
روى عنه عبد الله بن سلام، وكان عبد الله بن سلام يقول: قال زيد بن سعية: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه محمد صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم.

.زيد بن سهل بن الأسود:

بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أبو طلحة الأنصاري النجاري، وأمه أيضًا من بني مالك بن النجار وهي عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار وهو مشهور بكنيته. شهد بدرًا.
روى عنه من الصحابة ابن عباس وأنس، وزيد بن خالد.
روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني وعلي بن زيد عن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على قوله عز وجل: {انفروا خفافًا وثقالًا} فقال: لا أرى ربنا إلا استنفرنا شبانًا وشيوخًا، يا بني جهزوني جهزوني. فقالوا له يرحمك الله. قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات ومع أبي بكر حتى مات ومع عمر حتى مات فدعنا نغز عنك. قال: لا جهزوني. فغزا البحر، فمات في البحر فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه بها إلا بعد سبعة أيام فدفنوه بها وهو لم يتغير.
قال أبو عمر: يقال: أن أبا طلحة توفي سنة إحدى وثلاثين. وقيل سنة اثنتين وثلاثين. وقال أبو زرعة: عاش أبو طلحة بالشام بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة يسرد الصيام. قال أبو زرعة: سمعت أبا نعيم يذكر ذلك عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني عن أنس أنه- يعني أبا طلحة- سرد الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة.
وهذا خلاف بين لما تقدم. وقال المدائني مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين.
حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثنا شعبة. قال: حدثنا ثابت قال: سمعت أنسًا يقول كان أبو طلحة لا يكاد يصوم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته مفطرًا إلا يوم فطر وأضحى وقال سفيان بن عيينة اسمه زيد بن سهل وهو القائل الرجز:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ** وكل يوم في سلاحي صيد

وأبو طلحة هذا هو ربيب أنس بن مالك خلف بعد أبيه مالك بن النضر على أمه أم سليم بنت ملحان فولد له منها عبد الله بن أبي طلحة والد إسحاق وإخوته.