فصل: إعراب الآية رقم (11):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (11):

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (من قوم) متعلّق ب (يسخر)، (عسى) فعل ماض تامّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (منهم) متعلّق ب (خيرا).
والمصدر المؤوّل (أن يكونوا..) في محلّ رفع فاعل عسى الواو عاطفة (لا) مثل الأولى (نساء) فاعل لفعل محذوف يفسره ما قبله أي: لا يسخر نساء.. (من نساء) متعلّق بالفعل المقدّر، (عسى أن يكنّ خيرا منهنّ) مثل عسى أن يكونوا خيرا منهم، و(يكنّ) مضارع ناقص مبنيّ على السكون في محلّ نصب..
والمصدر المؤوّل (أن يكنّ..) في محلّ رفع فاعل عسى الثاني.
الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (بالألقاب) متعلّق ب (تنابزوا)، (الفسوق) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو- وهو المخصوص بالذمّ-، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (الفسوق)، (من) اسم شرط جازم مبتدأ (لم) للنفي فقط (يتب) مجزوم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل.
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يسخر قوم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (عسى أن يكونوا) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يكونوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: لا يسخر (نساء) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (عسى أن يكنّ) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يكنّ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لا تلمزوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لا تنابزوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (بئس الاسم) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: هو (الفسوق) في محلّ نصب حال من الاسم.
وجملة: (من لم يتب) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لم يتب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أولئك هم الظالمون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(يكنّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون بدخول نون النسوة، أصله يكونن- بنون ساكنة بعدها نون مفتوحة- اجتمع ساكنان فحذفت الواو فأصبح يكنّ- بعد إدغام النونين- وزنه يفلن.
(تنابزوا)، حذف منه إحدى التاءين أصله تتنابزوا.
(الألقاب)، جمع لقب، اسم لما يسمّى به المرء- غير اسمه الأول- مشعرا برفعة أو ضعة، وزنه فعل بفتحتين ووزن ألقاب أفعال.
البلاغة:
سر الجمع: في قوله تعالى: (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ) حيث لم يقل: رجل من رجل: ولا امرأة من امرأة، على التوحيد، إعلاما بإقدام غير واحد من رجالهم، وغير واحدة من نسائهم، على السخرية، واستفظاعا للشأن الذي كانوا عليه، لأن مشهد الساخر لا يكاد يخلو ممن يتلهي ويستضحك على قوله، ولا يأتي ما عليه من النهي والإنكار، فيكون شريك الساخر وتلوه في تحمل الوزر، وكذلك كلّ من يطرق سمعه فيستطيبه ويضحك به، فيؤدي ذلك- وإن أوجده واحد- إلى تكثر السخرة وانقلاب الواحد جماعة وقوما.
التنكير: في قوله تعالى: (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ).
حيث نكّر القوم والنساء، لأن كلّ جماعة منهية، على التفصيل في الجماعات، والتعرض بالنهي لكلّ جماعة على الخصوص، ومع التعريف تحصيل النهي، لكن لا على التفصيل بل على الشمول، والنهي على التفصيل أبلغ وأوقع.
الفوائد:
- مكارم الأخلاق..
هذه الآية نزلت في ثلاثة أسباب..
1- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) قال ابن عباس: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، ذلك أنه كان في أذنه وقر، فكان إذا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد سبقوه بالمجلس، أو سعوا له حتّى يجلس إلى جنبه فيسمع ما يقول، فأقبل ذات يوم، وقد فاتته ركعة من صلاة الفجر، فلما انصرف النبي صلى اللّه عليه وسلم فلم يجد مجلسا، قام قائما كما هو، فلما فرغ ثابت من الصلاة أقبل نحو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتخطى رقاب الناس، ثم يقول: تفسحوا، فجعلوا يتفسحون له، حتى انتهى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وبينه وبينه رجل، فقال: تفسح فقال له الرجل: أصبت مجلسا فاجلس، فجلس ثابت خلفه مغضبا، فلما انجلت الظلمة غمز ثابت الرجل فقال: من هذا. قال: أنا فلان، قال له ثابت: ابن فلانة، وذكر أما له كان يعير بها في الجاهلية، فنكس الرجل رأسه واستحيا، فأنزل اللّه هذه الآية.
وقال الضحاك: نزلت في وفد بني تميم، كانوا يستهزئون بأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الفقراء.
2- السبب الثاني قوله تعالى: (وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ) روي عن أنس أنها نزلت في نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عيرن أم سلمة بالقصر. وعن ابن عباس أنها نزلت في صفية بنت حيي، قال لها بعض نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم: يهودية بنت يهوديين.
3- والسبب الثالث قوله تعالى: (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ).
عن أبى جبيرة بن الضحاك هو أخو ثابت بن الضحاك الأنصاري قال: فينا نزلت هذه الآية، في بني سلمة، قدم علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول يا فلان فيقولون: مه يا رسول اللّه يغضب من هذا الاسم، فأنزل اللّه هذه الآية، وقال بعض العلماء: المراد بهذه الألقاب ما يكرهه المنادي، أو يفيد ذما له، فأما الألقاب التي صارت كالأعلام لأصحابها، كالأعمش والأعرج وما أشبه ذلك، فلا بأس بها إذا لم يكرهها المدعو بها، وأما الألقاب التي تكسب حمدا ومدحا، وتكون حقا وصدقا، فلا تكره. فمدار الأمر ذم المرء والنيل منه، فإن كان اللقب يفيد ذلك فهو حرام، وإلا فلا.

.إعراب الآية رقم (12):

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا، (من الظنّ) متعلّق بنعت ل (كثيرا)، الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (تجسّسوا) مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (ميتا) حال من أخيه منصوب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والواو في (كرهتموه) زائدة إشباع حركة الميم..
جملة: (اجتنبوا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إنّ بعض الظنّ إثم) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا تجسّسوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لا يغتب بعضكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (يحبّ أحدكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يأكل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل (أن يأكل..) في محلّ نصب مفعول به.
وجملة: (كرهتموه) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا..
والجملة الاسميّة جواب شرط مقدّر أي إن لم تحبّوا ذلك فهذا كرهتموه.
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فاكرهوا الظنّ والتجسّس والغيبة واتّقوا اللّه.
وجملة: (إنّ اللّه توّاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
1- التنكير: في قوله تعالى: (كَثِيراً).
حيث أن مجيئه نكره يفيد معنى البعضية، وإن في الظنون ما يجب أن يجتنب من تبيين لذلك ولا تعيين، لئلا يجترئ أحد على ظنّ إلا بعد نظر وتأمّل، وتمييز بين حقه وباطله، بأمارة بينة، مع استشعار للتقوى والحذر ولو عرّف لكان الأمر باجتناب الظنّ منوطا بما يكثر منه دون ما يقل. ووجب أن يكون كل ظنّ متصف بالكثرة مجتنبا، وما اتصف منه بالقلة مرخصا في تظننه.
2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ).
في هذه الآية الكريمة تمثيل وتصوير لما يناله المغتاب من عرض المغتاب على أفظع وجه وأفحشه.
وفيه مبالغات شتى، منها الاستفهام الذي معناه التقرير، ومنها جعل ما هو في الغاية من الكراهة موصولا بالمحبة، ومنها إسناد الفعل إلى أحدكم والإشعار بأن أحدا من الأحدين لا يحب ذلك، ومنها أنه لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان، حتى جعل الإنسان أخا، ومنها أنه لم يقتصر على أكل لحم الأخ حتى جعل ميتا.
الفوائد:
- تحريم الغيبة..
دلت هذه الآية على تحريم الغيبة.
فقد ورد عن أبي هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة. قلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قلت: وإن كان في أخي ما أقول. قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته.
عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قلت للنبي صلى اللّه عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا، قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته. عن أنس رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم ولحومهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.
وقد نزلت هذه الآية في رجلين اغتابا رفيقهما، وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين، يخدمهما ويأكل معهما. فكان سلمان مع رجلين يخدمهما، فغلبته عيناه، فلم يهيئ لهما طعاما، قالا: انطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاطلب لنا منه طعاما، فجاء سلمان، فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأمر أسامة أن يلتمس له طعاما، فلم يجد، فرجع إليهما، فقالا: بخل أسامة، فبعثاه إلى طائفة من الصحابة، فلم يجد شيئا، فلما رجع قالا: لو بعثناه الى بئر سميحة لغار ماؤها. ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة طعام أم لا، فلما جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لهما: مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول اللّه ما تناولنا يومنا هذا لحما، قال: ظللتما تأكلان من لحم سلمان وأسامة، فنزلت هذه الآية.

.إعراب الآية رقم (13):

{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}.
الإعراب:
(يأيّها الناس) مثل يأيّها الذين..، والمتابعة هنا لفظيّة (من ذكر) متعلّق ب (خلقناكم)، (شعوبا) مفعول به ثان منصوب اللام للتعليل- أو لام العاقبة- (تعارفوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وحذف منه إحدى التاءين..
والمصدر المؤوّل (أن تعارفوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلناكم).
(عند) ظرف منصوب متعلّق ب (أكرمكم)..
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا خلقناكم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (خلقناكم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (جعلناكم) في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقناكم.
وجملة: (تعارفوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إنّ أكرمكم أتقاكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه عليم) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(شعوبا)، جمع شعب، اسم جمع لمجموع الناس، قيل سمّي بذلك لتشعّب القبائل منه، وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن شعوب فعول بضمّ الفاء.
(قبائل)، جمع قبيلة زنة فعيلة، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، وهم بنو أب واحد.
(أكرمكم)، اسم تفضيل من الثلاثيّ كرم، وزنه أفعل.
(أتقاكم)، اسم تفضيل من الثلاثيّ وقى، وزنه أفعل وفيه إبدال الواو تاء جريا على الإبدال في الخماسيّ.. ثمّ بقي القلب، والأصل أوقى. أو هو من الثلاثيّ تقى يتقي باب ضرب تقى- بضمّ التاء- وتقاء- بكسرها- وتقية.. بمعنى اتّقى، فالإبدال حاصل من الأصل بدءا من الثلاثيّ أو لا إبدال أصلا، انظر مزيد شرح وتفصيل في الآية (13) من سورة مريم في كلمة (تقيّ).