فصل: تفسير الآيات (36- 40):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (28- 35):

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنهما في قوله: {وتقطعون السبيل} قال: الطريق إذا مر بهم المسافر، وهو ابن السبيل قطعوا به وعملوا به ذلك العمل الخبيث.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله: {وتأتون في ناديكم} قال: مجلسكم.
وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والشاشي في مسنده والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: «كانوا يجلسون بالطريق فيخذفون ابن السبيل ويسخرون منهم».
وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف، وهو قول الله: {وتأتون في ناديكم المنكر}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الخذف، فقال رجل: وما لي قلت هكذا؟ فأخذ ابن عمر كفا من حصباء، فضرب به وجهه وقال: في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بالمعاريض.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الخذف.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كانوا يخذفون الناس.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوي الأخلاق عن مجاهد في قوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كان يجامع بعضهم بعضاً في المجالس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وتأتون في ناديكم المنكر} قال كانوا يعملون الفاحشة في مجالسهم.
وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها في قوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الضراط.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سئل عن قول الله: {وتأتون في ناديكم المنكر} ماذا كان المنكر الذي كانوا يأتون؟ قال: كانوا يتضارطون في مجالسهم، يضرط بعضهم على بعض. والنادي هو المجلس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الصفير، ولعب الحمام، والجلاهق، وحل ازرار القباء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {قال إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها} قال: لا يلقى المؤمن إلا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما كان وفي قوله: {إلا امرأته كانت من الغابرين} قال: من الباقين في عذاب الله.
وفي قوله: {ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً} قال: ساء بقومه ظناً، يتخوّفهم على اضيافه، وضاق ذرعاً بضيفه مخافة عليهم. وفي قوله: {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً من السماء} قال: عذاباً من السماء. وفي قوله: {ولقد تركنا منها آية بينة} قال: هي الحجارة التي أمطرت عليهم أبقاها الله.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولقد تركنا منها آية بينة} قال: عبرة.

.تفسير الآيات (36- 40):

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)}
أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فأخذتهم الرجفة} قال: الصيحة. وفي قوله: {وكانوا مستبصرين} قال: في الضلالة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فأصبحوا في دارهم جاثمين} قال: ميتين. وفي قوله: {وكانوا مستبصرين} قال: معجبين بضلالتهم. وفي قوله: {فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً} قال: هم قوم لوط {ومنهم من أخذته الصيحة} قال: قوم صالح، وقوم شعيب {ومنهم من خسفنا به الأرض} قال: قارون {ومنهم من أغرقنا} قال: قوم نوح، وفرعون وقومه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {أرسلنا عليه حاصباً} قال: حجارة.

.تفسير الآيات (41- 42):

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت} قال: هذا مثل ضربه الله للمشرك. انه لن يغني عنه إلهه شيئاً من ضعفه وقلة اجزائه، مثل ضعف بيت العنكبوت.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء} قال: ذاك مثل ضربه الله لمن عبد غيره. إن مثله كمثل بيت العنكبوت.
وأخرج أبو داود في مراسيله عن يزيد بن مرثد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العنكبوت شيطان مسخها الله، فمن وجدها فليقتلها».
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ميسرة قال العنكبوت شيطان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال: نسجت العنكبوت مرتين. مرة على داود عليه السلام. والثانية على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الخطيب عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت أنا وأبو بكر الغار، فاجتمعت العنكبوت فنسجت بالباب، فلا تقتلوهن».

.تفسير الآيات (43- 44):

{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44)}
أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني، لأني سمعت الله تعالى يقول {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.

.تفسير الآية رقم (45):

{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} يقول: في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: الصلاة فيها ثلاث خلال: الاخلاص، والخشية، وذكر الله، فكل صلاة ليس فيها من هذه الخلال فليس بصلاة. فالاخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله القرآن يأمره وينهاه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه أنه كان يقرأها {إن الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر}.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} فقال: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له».
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعداً».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له. وفي لفظ لم يزدد بها من الله إلا بعداً».
وأخرج الخطيب في رواة مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لم تأمره بالمعروف وتَنْهَهُ عن المنكر لم تزده صلاته من الله إلا بعداً».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا صلاة لمن لم يطع الصلاة، وطاعة الصلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قيل له: إن فلاناً يطيل الصلاة قال: إن الصلاة لا تنفع إلا من أطاعها، ثم قرأ {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من لم تأمره الصلاة بالمعروف، وتنهه عن المنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً.
وأخرج أحمد وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق قال: إنه سينهاه ما تقول».
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: يا ابن آدم نما الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإن لم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر فإنك لست تصلي.
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عون الأنصاري في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر...} قال: إذا كنت في صلاة فأنت في معروف، وقد حجزتك الصلاة عن الفحشاء والمنكر، والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حماد بن أبي سليمان رضي الله عنه في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: ما دمت فيها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} قال: القرآن الذي يقرأ في المساجد.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولذكر الله أكبر} قال: ولذكر الله لعباده إذا ذكروه أكبر من ذكرهم إياه.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عبد الله بن ربيعة قال: سألني ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله: {ولذكر الله أكبر} فقلت: ذكر الله بالتسبيح، والتهليل، والتكبير. قال: لا. ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، ثم قرأ {اذكروني أذكركم} [ البقرة: 152].
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه {ولذكر الله أكبر} قال: ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لله.
وأخرج ابن السني وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {ولذكر الله أكبر} قال ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عطية رضي الله عنه في قوله: {ولذكر الله أكبر} قال: هو قوله: {فاذكروني أذكركم} فذكر الله إياكم أكبر من ذكركم اياه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ولذكر الله أكبر} قال: لذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه، في الصلاة وغيرها.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {ولذكر الله أكبر} يقول: لذكر الله إياكم إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم اياه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن جابر قال: سألت أبا قرة عن قوله: {ولذكر الله أكبر} قال: ذكر الله أكبر من ذكركم إياه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولذكر الله} عندما حرمه، وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه {ولذكر الله أكبر} قال: ذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولذكر الله أكبر} قال: لا شيء أكبر من ذكر الله.
وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع، لأن الله تعالى يقول في كتابه {ولذكر الله أكبر}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الإِيمان عن عنترة قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: أي العمل أفضل؟ قال: ذكر الله أكبر، وما قعد قوم في بيت من بيوت الله يدرسون كتاب الله ويتعاطونه بينهم، إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها، وكانوا أضياف الله ما داموا فيه حتى يفيضوا في حديث غيره، وما سلك رجل طريقاً يلتمس فيه العلم إلا سهل الله له طريقاً إلى الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم، وأنماها في درجاتكم، وخير من أن تلقوا عدوكم، فيضربوا رقابكم، وتضربوا رقابهم، وخير من اعطاء الدنانير والدراهم. قالوا: وما هو يا أبا الدرداء؟ قال: ذكر الله {ولذكر الله أكبر}.
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت {ولذكر الله أكبر} وإن صليت فهو من ذكر الله، وإن صمت فهو من ذكر الله، وكل خير تعمله فهو من ذكر الله، وأفضل من ذلك تسبيح الله.
وأخرج ابن جرير عن سلمان رضي الله عنه أنه سئل أي العمل أفضل؟ قال: أما تقرأ القرآن {ولذكر الله أكبر} لا شيء أفضل من ذكر الله. والله أعلم.