فصل: تفسير الآية رقم (55):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (55):

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عطية بن سعد قال: نزلت في عبادة بن الصامت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}.
وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدَّق علي بخاتمه وهو راكع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل «من أعطاك هذا الخاتم؟» قال: ذاك الراكع، فأنزل الله: {إنما وليكم الله ورسوله}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إنما وليكم الله ورسوله...} الآية. قال: نزلت في علي بن أبي طالب.
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: «وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوّع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ذلك، فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: «نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته {إنما وليكم الله ورسوله والذين} إلى آخر الآية. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد، جاء والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي، فإذا سائل فقال: يا سائل، هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا، إلا ذاك الراكع- لعلي بن أبي طالب- أعطاني خاتمه».
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فنزلت {إنما وليكم الله} الآية.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {إنما وليكم الله ورسوله...} الآية. نزلت في علي بن أبي طالب، تصدق وهو راكع.
وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبة بن حكيم مثله.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله صلى الله عليه وسلم عند الظهر، فقالوا: يا رسول الله، إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا ان لا يخالطونا ولا يؤاكلونا، فشق ذلك علينا، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} ونودي بالصلاة صلاة الظهر، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أعطاك أحد شيئاً؟» قال: نعم. قال: «من؟» قال: ذاك الرجل القائم. قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: وهو راكع. قال: وذلك علي بن أبي طالب، فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول {ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [ المائدة: 56].
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم يوحى إليه، فإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أبيت عليها، فأوقظ النبي صلى الله عليه وسلم، وخفت أن يكون يوحى إليه، فاضطجعت بين الحية وبين النبي صلى الله عليه وسلم، لئن كان منها سوء كان فيَّ دونه، فمكثت ساعة فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} الحمد لله الذي أتمَّ لعلي نعمه، وهيأ لعلي بفضل الله اياه».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي، فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه، فنزلت هذه الآية. {إنما وليكم الله ورسوله...} الآية. قال: نزلت في الذين آمنوا، وعلي بن أبي طالب أوّلهم.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس في قوله: {إنما وليكم الله...} الآية. قال: يعني من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي جعفر. أنه سئل عن هذه الآية، من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا. قيل له: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب. قال: علي من الذين آمنوا.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قلت يقولون: علي؟ قال: علي منهم.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن جرير بن مغيرة قال: كان في قراءة عبد الله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة}.

.تفسير الآية رقم (56):

{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} قال: أخبرهم من الغالب فقال: لا تخافوا الدولة ولا الدائرة.

.تفسير الآية رقم (57):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت، وسويد بن الحارث، قد أظهرا الإسلام ونافقا، وكان رجال من المسلمين يوادّونهما، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتَّخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً} إلى قوله: {أعلم بما كانوا يكتمون}.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن ابن مسعود. أنه كان يقرأ {من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا}.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58)}
أخرج البيهقي في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} أمر الله. قال: «كان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نادى بالصلاة فقام المسلمون إلى الصلاة قالت اليهود: قد قاموا لا قاموا، فإذا رأوهم ركعاً وسجداً استهزأوا بهم وضحكوا منهم».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعباً} قال: كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المنادي ينادي: أشهد أن محمداً رسول الله. قال: أحرق الله الكاذب، فدخل خادمه ذات ليلة من الليالي بنار وهو قائم وأهله نيام، فسقطت شرارة فاحرقت البيت واحترق هو وأهله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن شهاب الزهري قال: قد ذكر الله الأذان في كتابه فقال: {وإذا ناديتم إلى الصلاة}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال: «ائتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كيف يجعلون شيئاً إذا أرادوا جمع الصلاة اجتمعوا لها به؟ فائتمروا بالناقوس، فبينا عمر بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس إذ رأى في المنام أن لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا بالصلاة، فذهب عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي رأى، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك، فما راع عمر إلا بلال يؤذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد سبقك بذلك الوحي، حين أخبره بذلك عمر».

.تفسير الآية رقم (59):

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من يهود، فيهم أبو ياسر بن أخطب، ونافع بن أبي نافع، وغازي بن عمرو، وزيد بن خالد، وازار بن أبي أزار، وأسقع، فسألوه عمن يؤمن به من الرسل؟ قال: أؤمن بالله {وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى، وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرِّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} فلما ذكر عيسى جحدوا نبوّته، وقالوا: لا نؤمن بعيسى، فأنزل الله: {قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا} إلى قوله: {فاسقون}.

.تفسير الآية رقم (60):

{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)}
أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: المثوبة. الثواب، مثوبة الخير ومثوبة الشر، وقرئ {بشر ثواباً}.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله: {مثوبة عند الله} يقول: ثواباً عند الله.
قوله تعالى: {وجعل منهم القردة والخنازير}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وجعل منهم القردة والخنازير} قال: مسخت من يهود.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك. أنه قيل: أكانت القردة والخنازير قبل أن يمسخوا؟ قال: نعم، وكانوا مما خلق من الأمم.
وأخرج مسلم وابن مردويه عن ابن مسعود قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله؟ فقال: إن الله لم يهلك قوماً أو يمسخ قوماً فيجعل لهم نسلاً ولا عاقبة، وإن القردة والخنازير قبل ذلك».
وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود قال: «سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي من نسل اليهود؟ فقال: لا، إن الله لم يعلن قوماً قط فمسخهم فكان لهم نسل، ولكن هذا خلق، فلما غضب الله على اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة والخنازير».
وأخرج ابن جرير عن عمرو بن كثير عن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري قال: حدثت ان المسخ في بني إسرائيل من الخنازير كان أن امرأة كانت من بني إسرائيل كانت في قرية من قرى بني إسرائيل، وكان فيها ملك بني إسرائيل، وكانوا قد استجمعوا على الهلكة، إلا أن تلك المرأة كانت على بقية من الإسلام متمسكة، فجعلت تدعو إلى الله حتى إذا اجتمع إليها ناس فبايعوها على أمرها، قالت لهم: أنه لا بد لكم من أن تجاهدوا عن دين الله وأن تنادوا قومكم بذلك، فاخرجوا فإني خارجة، فخرجت وخرج إليها ذلك الملك في الناس، فقتل أصحابها جميعاً وانفلتت من بينهم، ودعت إلى الله حتى تجمع الناس إليها، إذا رضيت منهم أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعاً، وانفلتت منهم، ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع اليها رجال واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعاً، وانفلتت منهم، ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع إليها رجال واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعاً، وانفلتت من بينهم فرجعت وقد أيست وهي تقول: سبحان الله... ! لو كان لهذا الدين ولي وناصر لقد أظهره بعد، فباتت محزونة وأصبح أهل القرية يسعون في نواحيها خنازير مسخهم الله في ليلتهم تلك، فقالت حين أصبحت ورأت ما رأت: اليوم أعلم أن الله قد أعز دينه وأمر دينه قال: فما كان مسخ الخنازير في بني إسرائيل إلا على يدي تلك المرأة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيكون في أمتي خسف، ورجف، وقردة، وخنازير»
والله أعلم. أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زهير قال: قلت لابن أبي ليلى: كيف كان طلحة يقرأ الحرف {وعبد الطاغوت}؟ فسره ابن أبي ليلى وخففه.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء بن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن يقرأ {وعبد الطاغوت} بنصب العين والباء.
وأخرج ابن جرير عن أبي جعفر النحوي. أنه كان يقرأها {وعبد الطاغوت} كما يقول: ضرب الله.
وأخرج ابن جرير عن بريدة. أنه كان يقرؤها {وعابد الطاغوت}.
وأخرج ابن جرير من طريق عبد الرحمن بن أبي حماد قال: حدثني الأعمش، وعن يحيى بن وثاب، أنه قرأ {وعبد الطاغوت} يقول: خدم قال عبد الرحمن: وكان حمزة رحمه الله يقرؤها كذلك.