فصل: باب الإستخارة والمشاورة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين **


 ‏(‏‏(‏كتاب الأدب‏)‏‏)‏

 84-باب الحياء وفضله والحث على التخلق به

681- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏”دعه فإن الحياء من الإيمان” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

682- وعن عمران بن حصين، رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “ الحياء لا يأتى إلا بخير” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

وفي رواية لمسلم” ‏"‏الحياءه خير كله”أوقال‏:‏ “الحياء كله خير‏"‏‏.‏

683-وعن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

(1)

684- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئياً يكرهه عرفناه في وجهه‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

(2)

 85-باب حفظ السر

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏34‏)‏‏)‏‏.‏

685- عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

686- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه حين تأيمت بنته حفصة قال‏:‏ لقيت عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فعرضت عليه حفصة فقلت‏:‏ إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر‏؟‏ قال‏:‏ سأنظر في أمري‏.‏ فلبثت ليالي، ثم لقيني فقال ‎‏:‏ قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا‏.‏ فلقيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فلم يرجع إلى شيئاً‏!‏ فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه‏.‏ فلقيني أبو بكر فقال‏:‏ لعلك وجدت حين عرضت على حفصة فلم أرجع إليك شيئاً‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت على إلا أني كنت علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوتركها النبى صلى الله عليه وسلم لقبلتها ‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخارى‏)‏‏)‏‏.‏

(3)

683- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم عنده، فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشى، ما تخطئ من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فلما رآها رحب بها وقال‏:‏ “مرحباً بابنتى” ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديداً، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت، فقلت لها‏:‏ خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار، ثم أنت تبكين ‏!‏ فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها‏:‏ ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏ قالت‏:‏ ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره‏.‏ فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ عزمت عليك بما لي عليك من الحق، لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقالت‏:‏ أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني “أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين، وأنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقى الله واصبرى، فغنه نعم السلف أنا لك” فبكيت بكائى الذى رأيت‏.‏ فلما رأى جزعى سارنى الثانية، فقال‏:‏ ‏"‏يا فاطمة أما ترضين أن تكونى سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة” فضحكت ضحكى الذى رأيت‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏(‏‏(‏وهذا لفظ مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

688- وعن ثابت عن أنس، رضي الله عنه قال‏:‏ أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، فسلم علينا، فبعثنى في حاجةٍ، فأبطأت على أمي‏.‏ فلما جئت قالت‏:‏ ما حبسك‏؟‏ فقلت‏:‏ بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت‏:‏ ما حاجته‏؟‏ قلت‏:‏ إنها سر‏.‏قالت‏:‏ لا تخبرن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً‏.‏ قال أنس‏:‏ والله لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا ثابت‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم، وروى البخارى بعضه مختصراً‏)‏‏)‏‏.‏

 86-باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏34‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم‏}‏ ‏(‏‏(‏النحل‏:‏ 91‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود‏}‏ ‏(‏‏(‏المائدة‏:‏1‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى ‏:‏‏{‏يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون‏}‏ ‏(‏‏(‏الصف‏:‏2، 3‏)‏‏)‏‏.‏

689- وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏آية المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

زاد في ‏(‏‏(‏رواية لمسلم‏)‏‏)‏‏:‏ ‏"‏وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم‏"‏‏.‏

690- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً‏.‏ ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ‏:‏ إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر‏"‏‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

691- وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا‏"‏ فلم يجئ مال البحرين حتى قبض النبى صلى الله عليه وسلم، فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر رضي الله عنه فنادي‏:‏ من كان له عند رسول صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا‏.‏ فأتيته وقلت له‏:‏ إن النبى صلى الله عليه وسلم قال لى كذا وكذا، فحثى لى حثية، فعددتها، فإذا هى خمسمائة، فقال لى‏:‏ خذ مثلها‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

87-  باب المحافظة على ما اعتاده من الخير

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏}‏ ‏(‏‏(‏الرعد‏:‏11‏)‏‏)‏‏.‏وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً‏}‏ ‏(‏‏(‏النحل‏:‏92‏)‏‏)‏‏.‏

(4)

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم‏}‏ ‏(‏‏(‏الحديد‏:‏16‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فما رعوها حق رعايتها‏}‏ ‏(‏‏(‏الحديد‏:‏27‏)‏‏)‏‏.‏

692- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا عبد الله ، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل ‏!‏‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

88-  باب استحباب طيبب الكلام وطلاقته الوجه عند اللقاء‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واخفض جناحك للمؤمنين‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجر‏:‏88‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك‏}‏‏.‏ ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏159‏)‏‏)‏‏.‏

693- عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

694- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏والكلمة الطيبة صدقة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ وهو بعض حديث تقدم بطوله‏.‏

695- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

89-  باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك

696- عن أنس رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

697- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من يسمعه‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود‏)‏‏)‏‏.‏

90-  باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذى ليس بحرام واستنصات العالم والواعظ حاضري مجلسه

698- عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع‏:‏ ‏"‏استنصت الناس‏"‏ ثم قال‏:‏ لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

91 - باب الوعظ والأقتصاد فيه

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة‏}‏ ‏(‏‏(‏النحل‏:‏125‏)‏‏)‏‏.‏

699- عن أبى وائل شقيق بن سلمة قال‏:‏ كان ابن مسعود رضي الله عنه يذكرنا في كل خميس، فقال له رجل‏:‏ يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، فقال‏:‏ أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

(5)

700- وعن أبى اليقظان عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

(6)

701- وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا عطس رجل من القوم فقلت‏:‏ يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم ‏!‏ فقلت‏:‏ واثكل أمياه ‏!‏ ما شأنكم تنظرون إلى‏؟‏ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ‏!‏ فلما رأيتهم يصمتونني لكنى سكت‏.‏ فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال‏:‏ ‏"‏إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس، إنما هى التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن‏"‏ أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ يا رسول الله، إنى حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالً يأتون الكهان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فلا تأتهم، قلت‏:‏ ومنا رجال يتطيرون‏؟‏ قال‏:‏ ذاك شئ يجدونه في صدورهم، فلا يصدهم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

(7)

702- وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال‏:‏ وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون وذكر الحديث وقد سبق بكماله في باب الأمر بالمحافظة على السنة، وذكرنا أن الترمذي قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إنه حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

92-  باب الوقار والسكينة

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً‏}‏ ‏(‏‏(‏الفرقان‏:‏63‏)‏‏)‏‏.‏

703- عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكاً حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم ‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

(8)

93-  باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب‏}‏ ‏(‏‏(‏الحج‏:‏32‏)‏‏)‏‏.‏

704- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ “إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ زاد مسلم في رواية له‏:‏ ‏"‏فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة‏"‏‏.‏

705- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال‏:‏ “أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري، وروى مسلم بعضه‏)‏‏)‏‏.‏

(9)

94-  باب إكرام الضيف

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً، قال سلام قوم منكرون، فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، فقربه إليهم قال‏:‏ ألا تأكلون‏}‏ ‏(‏‏(‏الذاريات‏:‏24-27‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وجاءه قومه يهرعون إليه، ومن قبل كانوا يعملون السيئات ‏!‏ قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد‏}‏ ‏(‏‏(‏هود‏:‏78‏)‏‏)‏‏.‏

706- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

707- وعن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته‏"‏ قالوا‏:‏ وما جائزته يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يومه وليلته‏.‏ والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

وفي ‏(‏‏(‏رواية لمسلم‏)‏‏)‏‏:‏ ‏"‏لا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمة‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ، وكيف يؤثمه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يقيم عنده ولا شيء له يقريه به‏"‏‏.‏

95-  باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‏}‏ ‏(‏‏(‏الزمر‏:‏17-18‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم‏}‏ ‏(‏‏(‏التوبة‏:‏21‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏}‏ ‏(‏‏(‏فصلت‏:‏30‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ ‏(‏‏(‏الصافات‏:‏ 101‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى‏}‏ ‏(‏‏(‏هود‏:‏69‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب‏}‏ ‏(‏‏(‏هود‏:‏71‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمرا، ‏:‏ 39‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏ 45‏)‏‏)‏ الآية، والآيات في الباب كثيرة معلومة‏.‏

وأما الأحاديث فكثيرة جداً، وهي مشهورة في الصحيح، منها‏:‏

708- عن أبي إبراهيم- ويقال أبو محمد، ويقال أبو معاوية- عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة، رضي الله عنها، ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

(10)

709- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أنه توضأ في بيته، ثم خرج فقال‏:‏ لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأكونن معه يومي هذا، فجاء المسجد، فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ، فقالوا‏:‏ وجه ههنا، قال‏:‏ فخرجت على أثره أسأل عنه ، حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب فقلت‏:‏ لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم، فجاء أبو بكر رضي الله عنه فدفع الباب فقلت‏:‏ من هذا‏؟‏ فقال‏:‏ أبو بكر، فقلت على رسلك، ثم ذهبت فقلت‏:‏ يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال‏:‏ ‏"‏ائذن له وبشره بالجنة‏"‏ فأقلبت حتى قلت لأبي بكر‏:‏ ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر حتى جلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكشف عن ساقيه، ثم رجعت وجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني ، فقلت‏:‏ إن يرد الله بفلان -يرد أخاه- خيراً يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت‏:‏ من هذا‏؟‏ فقال‏:‏ عمر بن الخطاب‏:‏ فقلت‏:‏ على رسلك ، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلمت عليه وقلت‏:‏ هذا عمر يستأذن‏؟‏ فقال‏:‏”ائذن له وبشره بالجنة‏"‏ فجئت عمر، فقلت‏:‏ أذن ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست فقلت‏:‏ إن يرد الله بفلان خيراً -يعني أخاه- يأت به، فجاء إنسان فحرك الباب‏.‏ فقلت‏:‏ من هذا ‏؟‏ فقال‏:‏ عثمان بن عفان فقلت‏:‏ على رسلك، وجئت النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ، فأخبرته فقال‏:‏ ‏"‏ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه‏"‏ فجئت فقلت له‏:‏ ادخل ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مع بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ، فجلس وجاههم من الشق الآخر‏.‏ قال سعيد بن المسيب‏:‏ فأولتها قبورهم ‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

وزاد في رواية‏:‏ “وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ الباب‏.‏ وفيها أن عثمان حين بشره حمد الله تعالى، ثم قال‏:‏ الله المستعان‏.‏

(11)

710- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعنا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار، فدرت به هل أجد له باب، فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجه -والربيع‏:‏ الجدول الصغير -فاحتفزت، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ “أبو هريرة‏؟‏” فقلت‏:‏ نعم يا رسول الله ، قال‏:‏ “ما شأنك” قلت‏:‏ كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا، فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفرت كما يحتفر الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا هريرة‏"‏ وأعطاني نعليه فقال‏:‏ ‏"‏اذهب بنعلي هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، فبشره بالجنة‏"‏ وذكر الحديث بطوله، ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

(12)

711- وعن ابن شماسة قال‏:‏ حضرنا عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وهو في سياقة الموت فبكى طويلاً، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول‏:‏ يا أبتاه، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا‏؟‏ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا‏؟‏ فأقبل بوجهه فقال‏:‏ إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، إني قد كنت على أطباق ثلاث‏:‏ لقد رأيتني وما أحد أشداً بغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ، ولا أحب إلي من أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ أبسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه فقبضت يدي، فقال‏:‏”مالك يا عمرو‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ أردت أن أشترط قال‏:‏ ‏"‏تشترط ماذا‏؟‏‏"‏ قلت ‏:‏ أن يغفر لي، قال‏:‏ ‏"‏أماعلمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله” وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن املأ عيني منه إجلالاً له؛ ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملاً عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء ما أدري مال حالي فيها‏؟‏ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني، فشنوا على التراب شناً، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ما أراجع به رسل ربي ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

(13)

96-  باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏132،133‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏وأما الأحاديث ‏)‏‏)‏‏:‏

712- فمنها حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه -الذي سبق في باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيباً، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال‏:‏ “أما بعد”ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول الله ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين ‏:‏‏"‏ أولهما‏:‏ كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذو بكتاب الله، واستمسكوا به” فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال‏:‏ “وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏ وقد سبق بطوله‏.‏

713- وعن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال‏:‏ أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببه متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً، فظن أنّا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال‏:‏ “ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم ، وصلو صلاة كذا في حين كذا، وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

‏(‏‏(‏زاد البخاري في رواية له‏:‏ ‏"‏ وصلوا كما رأيتموني أصلي‏"‏‏)‏‏)‏

(14)

714- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم في العمرة، فأذن ، وقال‏:‏‏"‏لا تنسانا يا أخي من دعائك‏"‏ فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا‏.‏

وفي رواية قال‏:‏ “أشركنا يا أخي في دعائك” ‏(‏‏(‏رواه أبوداود، والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

715- وعن سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول للرجل إذا أراد سفراً‏:‏ ادن مني حتى أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول‏:‏ أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

716- وعن عبد الله بن يزيد الخطمي الصحبي رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يودع الجيش قال‏:‏ ‏"‏أستودع الله دينكم، وأماناتكم،وخواتيم أعمالكم‏"‏‏.‏

حديث صحيح، ‏(‏‏(‏رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

717- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ، إني أريدُ سفراً، فزودني، فقال‏:‏ زودك الله التقوى‏"‏ قال‏:‏ زدني، فقال‏:‏ ‏"‏وغفر ذنبك‏"‏ ، قال‏:‏ زدني، قال‏:‏ “ويسر لك الخير حيثما كنت” ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال ‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏

97-  باب الإستخارة والمشاورة

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وشاورهم في الأمر‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏159‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأمرهم شورى بينهم‏}‏ ‏(‏‏(‏الشورى‏:‏38‏)‏‏)‏‏.‏ أي‏:‏ يتشاورون بينهم فيه‏.‏

718-وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ، يقول ‏:‏ إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل، اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب‏.‏ اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري‏"‏ أو قال‏:‏ ‏"‏عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري‏"‏ أو قال‏:‏ ‏"‏عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال‏:‏” عاجل أمري وآجله فاصرفه عني ، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به‏"‏ قال‏:‏ ويسمي حاجته‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

98-  باب استحباب الذهاب إلى العيد وعيادة المريض والحج والغزو الجنازة ونحوها من طريق والرجوع من طريق آخر لتكثير مواضع العبادة

719- عن جابر رضي الله عنه ‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

(15)

720- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس، وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

99-  باب استحباب تقديم اليمين في كل ماهو من باب التكريم كالوضوء والغسل والتيمم، ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، وتقليم الأظفار، وقص الشارب ونتف الإبط، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، والأكل والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الأسود، والخرود من الخلاء، والأخذ والعطاء، وغير ذك مما هو في معناه‏.‏ ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك، كالامتخاط والبصاق عن اليسار، ودخول الخلاء، والخروج من المسجد، وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب، والإستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول‏:‏ هاؤوم اقرؤا كتابيه‏}‏ الآيات ‏(‏‏(‏الحاقة‏:‏19‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة‏}‏ ‏(‏‏(‏الواقعة 8،9‏)‏‏)‏‏.‏

721- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله‏:‏ في طهوره، وترجله، وتنعله‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

722- وعنها قالت‏:‏ كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اليمنى لطهوره وطعامه، وكان اليسرى لخلائه وما كان من أذى‏.‏ حديث صحيح، ‏(‏‏(‏رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

723- وعن أم عطية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم ، قال لهن في غسل ابنته زينب رضي الله عنها ‏:‏ ‏"‏ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

724- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “ إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا نزع فليبدأ بالشمال‏.‏لتكن اليمنى أولهما تنعل، وآخرهما تنزع‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

725- وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل يساره لما سوى ذلك‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وغيره‏)‏‏)‏‏.‏

726- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “ إذا لبستم،وإذا توضأتم، فابدؤا بأيمانكم” حديث صحيح، ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

727- وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى‏:‏ فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى، ونحر، ثم قال للحلاق “خذ” وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏وفي رواية‏:‏ لما رمى الجمرة، ونحر نسكه وحلق‏:‏ ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصارى رضي الله عنه ، فأعطاه إياه،ثم ناوله الشق الأيسر فقال “احلق” فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال‏:‏ ‏"‏اقسمه بين الناس‏"‏‏.‏