فصل: باب: الجيم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


باب‏:‏ الجيم

الجيم من الحروف المجهورة، وهي ستة عشر حرفاً، وهي أَيضاً من الحروف المحقورة وهي‏:‏ القاف والجيم والطاء والدال والباء، يجمعها قولك‏:‏ «جد قطب» سميت بذلك لأَنها تُحقر في الوقف، وتُضْغَطُ عن مواضعها، وهي حروف القلقلة لأَنك لا تستطيع الوقوف عليها إِلاَّ بصوت، وذلك لشدة الحَقْرِ والضَّغْطِ، وذلك نحو الْحَقْ، واذْهَبْ، واخْرُجْ‏.‏ وبعض العرب أَشدَّ تصويتاً من بعض، والجيم والشين والضاد ثلاثة في حيز واحد، وهي من الحروف الشَّجْرية، والشَّجْرُ مَفْرَجُ الفم، ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ اللسان، وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفَم‏.‏ وقال أَبو عمرو بن العلاء‏:‏ بعض العرب يبدل الجيم من الياء المشددة، قال‏:‏ وقلت لرجل من حنظلة‏:‏ ممن أَنت‏؟‏ فقال‏:‏ فُقَيْمِجٌّ، فقلت‏:‏ مِن أَيهم‏؟‏ قال‏:‏ مُرِّجٌّ؛‏:‏ يريد فُقَيْمِيٌّ مُرِّيٌّ؛ وأَنشد لِهمْيان بن قحافة السعدي‏:‏

يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجا

قال‏:‏ يريد الصُّهابِيَّا، من الصُّهْبة؛ وقال خلف الأَحمر‏:‏ أَنشدني رجل من أَهل البادية‏:‏

خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ *** المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ *** وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ

يريد عليّاً، والعشيً، والبرنيّ‏.‏ قال‏:‏ وقد أَبدلوها من الياء المخففة أَيضاً؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

يا رَبِّ، إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ، فلا يزال شاحِجٌ يأْتيك بِجْ، أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ

وأَنشد أَيضاً‏:‏

حتى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا

يريد أَمست وأَمسى، قال‏:‏ وهذا كله قبيح؛ قال أَبو عمر الجرمي‏:‏ ولو رَدَّهُ إِنسانٌ لكان مذهباً؛ قال محمد بن المكرم‏:‏ أَمست وأَمسى ليس فيهما ياء ظاهرة ينطق بها، وقوله‏:‏ أَمسجت وأَمسجا، يقتضي أَن يكون الكلام أَمسيت وأَمسيا، وليس النطق كذلك، ولا ذكر أَيضاً أَنهم يبدلونها في التقدير المعنوي، وفي هذا نظر‏.‏ والجيم حرف هجاء، وهي من الحروف التي تؤنث، ويجوز

تذكيرها‏.‏ وقد جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كتبتها‏.‏

أجج‏:‏ الأَجِيجُ‏:‏ تَلَهُّبُ النار‏.‏ ابن سيده‏:‏ الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت

النار؛ قال الشاعر‏:‏

أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور، كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور

وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛ قال‏:‏

كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ

أَجِيجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ

وكذلك ائْتَجَّتْ، على افْتَعَلَتْ، وتَأَجَّجَتْ، وقد أَجَّجَها

تَأْجيجاً‏.‏

وأَجِيجُ الكِيرِ‏:‏ حفيفُ النار، والفعل كالفعل‏.‏

والأَجُوجُ‏:‏ المضيءُ؛ عن أَبي عمرو، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً‏:‏

يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً، أَغَرَّ، كمصباح اليَهُودِ، أَجُوج

قال ابن بري‏:‏ يصف سحاباً متتابعاً، والهاء في سناه تعود على السحاب، وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب، وراتقاً حال من الهاء في سناه؛ ورواه الأَصمعي، راتق متكشف، بالرفع، فجعل الراتق البرق‏.‏ وفي حديث

الطُّفَيْلِ‏:‏ طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يضيء، من أَجِيج النار

تَوَقُّدِها‏.‏ أَجَّجَ بينهم شَرًّا‏:‏ أَوقده‏.‏ وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم‏:‏ اخْتِلاطُ

كلامهم مع حَفيف مشيهم‏.‏ وقولهم‏:‏ القومُ في أَجَّة أَي في اختلاط؛ وقوله‏:‏

تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج

إِنما أَراد الأَوَاجَّ، فاضطر، ففك الإِدغام‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ أَجَّج إِذا حمل على العدوّ، وجَأَجَ إِذا وقف جُبْناً، وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً‏:‏ سُمع حَفيفُه في عَدْوِه؛ قال يصف ناقة‏:‏

فرَاحَتْ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ، تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ

وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً‏:‏ صَوَّتَ؛ حكاه أَبو زيد، وأَنشد

لجميل‏:‏

تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ، لمَّا تَحَسَّرَتْ

مَناكِبُها، وابْتُزَّ عنها شَليلُها

وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً‏:‏ أَسرع؛ قال‏:‏

سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره، كأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب

التهذيب‏:‏ أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وهرول؛ وأَنشد‏:‏

يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ

قال ابن بري‏:‏ صوابه تؤُج بالتاء، لأَنه يصف ناقته؛ ورواه ابن دريد‏:‏

الظليم المُفَزَّعُ‏.‏ وفي حديث خيبر‏:‏ فلما أَصبح دعا عليّاً، فأَعطاه الراية، فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ‏.‏ الأَجُّ‏:‏ الإِسراعُ

والهَرْوَلةُ‏.‏

والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ‏:‏ شدَّةُ الحرِّ؛ قال ذو الرمة‏:‏

بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ

والأَجَّةُ‏:‏ شدة الحرِّ وَتَوَهُّجه، والجمع إِجاجٌ، مثل جَفْنَةٍ

وجِفَانٍ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً؛ قال رؤبة‏:‏

وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلاَ

ويقال‏:‏ جاءت أَجَّةُ الصيف‏.‏ وماءٌ أُجاجٌ أَي ملح؛ وقيل‏:‏ مرٌّ؛ وقيل‏:‏

شديد المرارة؛ وقيل‏:‏ الأُجاجُ الشديد الحرارة، وكذلك الجمع‏.‏ قال الله عز

وجل‏:‏ وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ؛ وهو الشديد الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر‏.‏ وقد

أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ وعَذْبُها

أُجاجٌ؛ الأُجاج، بالضم‏:‏ الماءُ الملح، الشديد الملوحة؛ ومنه حديث

الأَحنف‏:‏ نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لها بالفلاة، وطَرَفٌ لها بالبحر

الأُجاج‏.‏

وأَجِيجُ الماءِ‏:‏ صوتُ انصبابه‏.‏

ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ‏:‏ قبليتان من خلف الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز

وغير همز‏.‏ قال‏:‏ وجاءَ في الحديث‏:‏ أَن الخلق عشرة أَجزاء‏:‏ تسعة منها

يأْجوجُ ومأْجوجُ، وهما اسمان أَعجميان، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ، ومن الماء الأُجاج، وهو الشديد الملوحة، المُحْرِقُ من ملوحته؛ قال‏:‏ ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول، وفي مأْجوج مفعول، كأَنه من أَجِيج النار‏.‏؛ قال‏:‏ ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً، وكذلك مأْجوج؛ قال‏:‏ وهذا لو كان الاسمان عربيين، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا

الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية؛ ومن لم يهمز، وجعل الأَلفين زائدتين

يقول‏:‏ ياجوج من يَجَجْتُ، وماجوج من مَجَجْتُ، وهما غير مصروفين؛ قال

رؤبة‏:‏لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا، وعَادَ عادٌ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا

ويَأْجِجُ، بالكسر‏:‏ موضع؛ حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث، وحكاه سيبويه

يَأْجَجُ، بالفتح، وهو القياس، وهو مذكور في موضعه‏.‏

أذج‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ أَذَجَ إِذا أَكثر من الشراب‏.‏

أذربج‏:‏ أَذْرَبِيجَانُ‏:‏ موضع، أَعجمي معرَّب؛ قال الشماخ‏:‏

تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وقد حالَ دُونها، قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسَالِحُ والحالي وجعله ابن جني مركباً، قال‏:‏ هذا اسم فيه خمسة موانع من الصرف، وهي التعريف والتأْنيث والعجمة والتركيب والأَلف والنون‏.‏

أرج‏:‏ الأَرَجُ‏:‏ نَفْحَةُ الريحِ الطيبة‏.‏ ابن سيده‏:‏ الأَرِيجُ

والأَرِيجةُ‏:‏ الريحُ الطيبة، وجمعها الأَرائِجُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

كأَنَّ رِيحاً من خُزَامَى عالِجِ، أَو رِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرائِجِ

وأَرِجَ الطِّيبُ، بالكسر، يَأْرَجُ أَرَجاً، فهو أَرِجٌ‏:‏ فاحَ؛ قال

أَبو ذؤيب‏:‏

كَأَنَّ عليها بَالَةً لَطَمِيَّةً، لها، من خِلالِ الدَّأْيَتَيْنِ، أَرِيجُ

وقال‏:‏ أَرِجَ البيتُ يَأْرَجُ، فهو أَرِجٌ بريح طيبة‏.‏ والأَرَجُ

والأَريجُ‏:‏ تَوَهُّجُ ريح الطيب‏.‏ والتَّأْريجُ‏:‏ شِبْهُ التَّأْرِيشِ في الحرب؛ قال العجاج‏:‏

إِنَّا إِذا مُذْكي الحُرُوبِ أَرَّجَا

وأَرَّجْتُ بين القوم تأْرِيجاً إِذا أَغريت بينهم‏.‏ وهَيَّجْتَ مثل

أَرَّشْتَ؛ قال أَبو سعيد‏:‏ ومنه سمي المُؤَرِّجُ الذُّهْلِيُّ جَدُّ

المُؤَرِّج الراوية، وذلك أَنه أَرَّجَ الحرب بين بكر وتغلب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لمَّا

جاءَ نَعِيُّ عمر، رضي الله عنه، إِلى المدائن أَرِجَ النَّاسُ أَي

ضَجُّوا بالبكاء؛ قال‏:‏ وهو من أَرِجَ الطيبُ إِذا فاح‏.‏ وأَرَّجْتُ الحربَ إِذا

أَثَرْتَها‏.‏ والأَرَجَانُ‏:‏ الإِغْراءُ بَينَ الناس؛ وقد أَرَّجَ بينهم‏.‏

وأَرَّجَ بالسَّبُعِ كَهَرَّجَ‏:‏ إِما أَن تكون لغة، وإِما أَن تكون بدلاً‏.‏

وأَرَجَ الحَقَّ بالباطل يَأْرِجُه أَرْجاً‏:‏ خَلَطه‏.‏ ورجل أَرَّاجٌ

ومِئْرَجٌ‏.‏ وأَرَّجَ النارَ وأَرَّثَها‏:‏ أَوْقَدَها، مشدد؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والتَّأْرِيجُ والإِرَاجَةُ‏:‏ شيءٌ من كُتُبِ أَصحاب الدواوين‏.‏ التهذيب‏:‏

والأَوَارِجَةُ من كُتُب أَصحاب الدواوين في الخَرَاج ونحوه؛ ويقال‏:‏ هذا

كتابُ التَّأْرِيج‏.‏

ورَوَّجْتُ الأَمرَ فَرَاجَ يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه‏.‏

وأَرَّجانُ‏:‏ موضعٌ؛ حكاه الفارسي وأَنشد‏:‏

أَرادَ اللهُ أَن يُخْزِي بُجَيْراً، فسَلَّطَني عليه بأَرَّجانِ

وقيل‏:‏ هو بلد بفارس، وخففه بعض متأَخري الشعراء فأَقْدَم على ذلك

لعُجْمته‏.‏

والأَيارِجَةُ‏:‏ دواء، وهو معرَّب‏.‏

أزج‏:‏ الأَزَجُ‏:‏ بيْتٌ يُبْنى طُولاً، ويقال له بالفارسية أَوستان‏.‏

والتَّأْزِيجُ‏:‏ الفِعْلُ، والجمع آزُجٌ وآزاجٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

بناه سليمانُ بنُ داودَ حِقْبَةً *** له أَزَجٌ صَمٌّ وطِيءٌ مُوَثَّقُ

والأُزُوجُ‏:‏ سُرْعَةُ الشّدِّ‏.‏ وفرس أَزُوجٌ‏.‏ وأَزَجَ في مشيته يَأْزِجُ أُزُوجاً‏:‏ أَسرع؛ قال‏:‏

فَزَجَّ رَبْدَاءَ جَوَاداً تَأْزِجُ، فَسَقَطَتْ، مِن خَلْفِهِنَّ، تَنْشِجُ وأَزِجَ وأَزَجَ العُشْبُ‏:‏ طالَ‏.‏

اسبرج‏:‏ في الحديث‏:‏ مَن لَعِبَ بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فَقَد غَمَسَ

يَدَه في دم خنزير؛ قال ابن الأَثير في النهاية‏:‏ هو اسم الفرس التي في الشطرنج، واللغة فارسية معرّبة‏.‏

أشج‏:‏ الأُشَّجُ‏:‏ دواء وهو أَكثر استعمالاً من الأُشَّقِ‏.‏

أمج‏:‏ الأَمَجُ‏:‏ حَرٌّ وعَطَشٌ؛ يقال‏:‏ صيف أَمَجٌ أَي شديد الحرِّ؛ وقيل‏:‏

الأَمَجُ شدَّة الحر والعطش والأَخذ بالنفس‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الأَمَجُ

تَهَوُّجُ الحرِّ؛ وأَنشد للعجاج‏:‏

حَتى إِذا ما الصَّيْفُ كان أَمَجَا، وفَرَغَا مِنْ رَعْيِ ما تَلَزَّجَا

وأَمِجَتِ الإِبلُ تَأْمَجُ أَمَجاً إِذا اشتد بها حر أَو عطش‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ وأَمَجَ إِذا سار سيراً شديداً، بالتخفيف‏.‏ وأَمَجُ‏:‏ موضعٌ‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ حتى إِذا كان بالكَديدِ ماءٌ بين عُسْفانَ وأَمَج‏.‏ أَمَج، بفتحتين وجيم‏:‏ موضع بين مكة والمدينة؛ وأَنشد أَبو العباس

المبرد‏:‏

حُمَيْدُ الذي أَمَجٌ دارُه، أَخو الخَمْر، ذو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ

أنبج‏:‏ في الحديث‏:‏ ايتوني بأَنْبِجانِيَّة أَبي جَهْم؛ قال ابن الأَثير‏:‏

قيل هي منسوبة إِلى مَنْبِجَ، المدينة المعروفة؛ وقيل‏:‏ إِنها منسوبة إِلى

موضع اسمه أَنْبِجانُ، وهو أَشبه، لأَنَّ الأَول فيه تعسف، قال‏:‏ والهمزة

فيها زائدة، وسيأْتي ذكر ذلك مستوفىً في ترجمة نبج، إِن شاء الله تعالى‏.‏

باج‏:‏ الباجُ‏:‏ التُّبَّانُ‏.‏ والناسُ باجٌ واحد أَي شيءٌ واحد‏.‏ وجَعَلَ

الكلامَ باجاً واحداً أَي وَجْهاً واحداً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الباجُ، يهمز ولا

يهمز، وهو الطريقة من المَحاجِّ المستوية، ومنه قول عمر، رضي الله عنه‏:‏

لأَجْعَلَنَّ النَّاسَ بَاجاً واحداً أَي طريقة واحدة في العطاء، ويُجْمَعُ باجٌ على أَبْواجٍ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ اجعل هذا الشيء باجاً واحداً؛ قال‏:‏

ويقال أَول من تكلم به عثمان، رضي الله عنه، أَي طريقةً واحدةً؛ قال‏:‏ ومثله

الجاش والفاس والكاس والراس‏.‏ الجوهري‏:‏ قولهم اجعلْ الباجات باجاً واحداً

أَي ضرباً واحداً ولوناً واحداً، وهو معرَّب وأَصله بالفارسية بَاهَا

أَي أَلوان الأَطعمة‏.‏

بجج‏:‏ بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَة يَبُجُّها بَجًّا‏:‏ شَقَّها؛ قال

جُبَيْهَا الأَشجعيُّ في عنزٍ له منحها لرجل ولم يردّها‏:‏

فجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها

عَسالِيجُه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ

وكلُّ شَقٍّ بَجٌّ؛ قال الراجز‏:‏

بَجَّ المَزاد مُوكَراً مَوْفُورا

ويقال‏:‏ انْبَجَّتْ ماشيتُكَ من الكَلإِ إِذا فتقها السِّمَنُ من العُشْبِ، فأَوْسَعَ خواصرها؛ وقد بَجَّها الكَلأُ؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعيّ، وهذا البيت أَورده الجوهري‏:‏ فجاءَت؛ قال ابن بري‏:‏ وصوابه لجاءَت، قال‏:‏

واللام فيه جوابُ لو في بيت قبله وهو‏:‏

فَلَوْ أَنها طافتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِحُ

قال‏:‏ والقَسْوَرُ ضَرْبٌ من النبت، وكذلك الثامر‏.‏ والكالح‏:‏ ما اسْوَدَّ

منه‏.‏ والمتناوح‏:‏ المتقابل‏.‏ يقول‏:‏ لو رعت هذه الشاة نبتاً أَيبسه الجدبُ

قد ذهب دِقُّه، وهو الذي تنتفع به الراعية، لجاءَت كأَنها قد رعت

قَسْوَراً شديد الخُضْرَةِ، فسمنت عليه حتى شَقَّ الشحمُ جِلْدَها؛ قال محمد بن المكرم‏:‏ ورأَيت بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي، صاحبنا، رحمه الله، ما صورته‏:‏ قال أَبو الحسن بن سيده أَخبرنا أَبو العلاءِ أَن الرِّقَّ

ورَقُ الشجر؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعي‏:‏

فَلَو أَنها قامَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفى الجدبُ عنه رِقَّهُ، فهو كالح

قال‏:‏ هكذا أَنشدَناه رِقَّه، وليس من لفظ الوَرَق، إِنما هو في معناه‏.‏

والطُّنْبُ‏:‏ العود اليابس‏.‏ قال‏:‏ وفي الجمهرة لابن دريد‏:‏ دِقُّ كلِّ شيءٍ

دون جِلِّه، وهو صِغارُه ورَدِيُّه‏.‏ ودِقُّ الشجر‏:‏ حشيشُه، وقالوا‏:‏ دِقُّه

صغارُ وَرَقِه، وأَنشدوا بيت جبيها‏:‏

نفى الدِّقُّ عنه جَدْبُه، فهو كالح

والبَجُّ‏:‏ الطعنُ يخالط الجوف ولا ينفذ؛ يقال‏:‏ بَجَجْتُه أَبُجُّهُ

بَجّاً أَي طعنته؛ وأَنشد الأَصمعي لرؤْبة‏:‏

قَفْخاً، على الهامِ، وبَجّاً وَخْضا

ابن سيده‏:‏ بَجَّه بَجّاً طَعَنَهُ؛ وقيل طعنه فخالطت الطعنةُ جوفَه‏.‏

وبَجَّه بَجّاً‏:‏ قطعه؛ عن ثعلب، وأَنشد‏:‏

بَجَّ الطبيبُ نائطَ المَصْفُور

وقوله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِن الله قد أَراحكم من الشَّجَّة

والبَجَّة؛ قيل في تفسيره‏:‏ البَجَّةُ الفَصِيد الذي كانت العرب تأْكُلُهُ في الأَزْمَةِ، وهو من هذا، لأَن الفاصدَ يشق العِرْقَ؛ وفسره ابن الأَثير فقال‏:‏

البَجُّ الطعن غير النافذ، كانوا يفصدون عِرق البعير ويأْخذون الدم، يتبلَّغون به في السنة المجدبة، ويسمونه الفصيد، سمي بالمرة الواحدة من البَجِّ؛ أَي أَراحكم الله من الفحط والضيق بما فتح عليكم من الإِسلام‏.‏

وبَجَّه بالعصا وغيرها بَجّاً‏:‏ ضربه بها عن عِراضٍ، حيثما أَصابت منه‏.‏ وبَجَّهُ بمكروه وشر وبلاء‏:‏ رماه به‏.‏

والبَجَجُ‏:‏ سَعَةُ العين وضَخْمُها‏.‏ بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً، وهو بَجِيجٌ، والأُنثى بَجَّاءُ‏.‏

وفلانٌ أَبَجُّ العين إِذا كان واسعَ مَشَقِّ العين؛ قال ذو الرمة‏:‏

ومُخْتَلَقٍ لِلْمُلكِ أَبْيَضَ فَدْغَمٍ، أَشَمَّ أَبَجَّ العَين، كالقَمَرِ البَدْرِ

وعينٌ بَجَّاءُ‏:‏ واسعةٌ‏.‏

والبُجُّ‏:‏ فَرخُ الحمام كالمُجِّ؛ قال ابن دريد‏:‏ زعموا ذلك؛ قال‏:‏ ولا

أَدري ما صحتها‏.‏

والبَجَّةُ‏:‏ صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل، وبه فسر بعضهم ما تقدم

من قوله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكمْ من الشَّجَّةِ

والبَجَّة‏.‏

ورجل بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ‏:‏ بادِنٌ مُمْتَلِئٌ منتفخ؛ وقيل‏:‏ كثير اللحم

غليظه‏.‏ وجاريةٌ بَجْباجَةٌ‏:‏ سمينة؛ قال أَبو النجم‏:‏

دارٌ لبَيْضاءَ حَصانِ السِّترِ، بَجْباجَةِ البَدْنِ، هَضِيمِ الخَصْرِ

قال ابن السكيت‏:‏ إِذا كان الرجل سميناً ثم اضطرب لحمه، قيل‏:‏ رجلٌ

بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ؛ قال نقادة الأَسدي‏:‏

حتى تَرى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا، يَمْسَحُ، لمَّا حالَفَ الإِغْباطا، بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه، المُخاطا

الإِغباط‏:‏ ملازمة الغبيط وهو الرَّحْل‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال ابن خالويه‏:‏

البَجْباجُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد الراعي‏:‏

كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعاقِدُهُ

بِواضِحٍ، من ذُرى الأَنْقاءِ، بَجْباجِ

مِنْطَقُها‏:‏ إِزارها؛ يقول‏:‏ كأَن إِزارها دِيرَ على نَقا رَمْلٍ، وهو الكثيب‏.‏ ورمل بَجْباجٌ‏:‏ مجتمعٌ ضَخْمٌ‏.‏ وقال المفضل‏:‏ بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ

ضعيفٌ سريعُ العَرَق؛ وأَنشد‏:‏

فليس بالكابي ولا البَجْباجِ

ابن الأَعرابي‏:‏ البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ حَبْلٌ جُباجِبٌ بُجابِجٌ‏:‏ ضَخْمٌ‏.‏

والبَجْبَجَةُ‏:‏ شيءٌ يفعله الإِنسان عند مناغاة الصبي بالفم‏.‏ وفي حديث

عثمان، رضي الله عنه‏:‏ أَن هذا البَجْباجَ النَّفَّاج لا يدري أَيْنَ الله، عز وجل؛ من البَجْبَجَةِ التي تُفْعَل عند مُناغاة الصبي‏.‏ وبَجْباجٌ

فَجْفاجٌ‏:‏ كثير الكلام‏.‏ والبَجْباجُ‏:‏ الأَحمقُ‏.‏ والنَّفَّاج‏:‏ المتكبر‏.‏

بحزج‏:‏ البَحْزَجُ‏:‏ الجُوذَرُ؛ وقيل‏:‏ البَحْزَجُ ولد البقرة الوحشية؛ قال رؤْبة‏:‏

بِفاحِمٍ وَحْفٍ، وعَيْنَيْ بَحْزَجِ

والأُنثى بَحْزَجَةٌ‏.‏

والمُبَحْزَجُ‏:‏ الماءُ المسَخَّنُ؛ قال الشماخ يصف حماراً‏:‏

كأَنَّ، على أَكْسائِها من لُغامِهِ *** وخِيفَةَ خِطْمِيٍّ بماءٍ مُبَحْزَجِ

التهذيب‏:‏ المُبَحْزَجُ الماءُ المُغْلَى، النِّهاية في الحَرارَة‏.‏

والسَّخيمُ‏:‏ الماءُ الذي لا حارٌّ ولا باردٌ‏.‏ قال‏:‏ والمُبَحْزَجُ الماءُ الحار، ورأَيت في حواشي بعض نسخ الصحاح‏:‏ البَحْزَج، من الناس، القصير العظيم البطن، والله أَعلم‏.‏

بختج‏:‏ في حديث النخعي‏:‏ أُهْدِيَ إِليه بُخْتُجٌ، فكان بشربه مع

العَكَرِ‏.‏ البُخْتُجُ‏:‏ العصير المطبوخ، وأَصله بالفارسية مِيبُخْتَه أَي عصير

مطبوخ، وإِنما شربه مع العَكَرِ خيفةَ أَن يصفيه فيَشْتَدَّ ويُسْكِرَ‏.‏

بخدج‏:‏ اسم شاعر‏.‏

بدج‏:‏ في حديث ابن الزبير‏:‏ أَنه حَمَلَ يوم الخَنْدَقِ على نَوْفَلِ بن عبد الله بالسيف حتى قطع أُبْدُوجَ سَرْجه، يعني لِبْدَهُ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الخطابي هكذا فسره أَحد رواته، قال‏:‏ ولست أَدْري ما صحته‏.‏

بذج‏:‏ البَذَجُ‏:‏ الحَمَلُ؛ وقيل‏:‏ هو أَضعَف ما يكون من الحُمْلان، والجمع بِذْجانٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يُؤْتَى بابن آدمَ يوم القيامة كأَنه بَذَجٌ من الذُّلِّ؛ الفراء‏:‏ البَذَجُ من أَولاد الضأْنِ، بمنزلة العَتُودِ من أَولاد المعز؛ وأَنشد لأَبي مُحْرِزٍ المحاربي، واسمه عبيد‏:‏

قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ، وإِنْ تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ

قال ابن خالويه‏:‏ الهَمَجُ هنا الجُوعُ؛ قال‏:‏ وبه سمي البَعُوض لأَنه

إِذا جاع عاش، وإِذا شبع مات‏.‏

بذرج‏:‏ الباذَرُوج‏:‏ نَبْتٌ طيب الريح‏.‏

بذنج‏:‏ الباذَنْجَانُ‏:‏ اسم فارسي، وهو عند العرب كثير‏.‏

اسبرج‏:‏ في الحديث‏:‏ مَن لَعِبَ بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فَقَد غَمَسَ

يَدَه في دم خنزير؛ قال ابن الأَثير في النهاية‏:‏ هو اسم الفرس التي في الشطرنج، واللغة فارسية معرّبة‏.‏

برثج‏:‏ البُرْثُجانِيَّةُ‏:‏ أَشدُّ القمح بياضاً وأَطيبه وأَثمنه حنطة‏.‏

بردج‏:‏ أَنشد ابن السكيت يصف الظليم‏:‏

كما رأَيتَ في المِلاءِ البَرْدَجا

قال‏:‏ البَرْدَجُ السَّبْيُ، معرَّب، وأَصله بالفارسية برده؛ قال ابن بري‏:‏ صوابه أَن يقول يصف البقر، وقبله‏:‏

وكلّ عَيْنَاءَ تُزَجِّي بَحْزَجا، كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجا

قال‏:‏ العَيْناء البقرة الوحشية، والبَحْزَجُ‏:‏ ولدها‏.‏ وتُزَجِّي‏:‏ تسوق

برفق أَي تَرْفُقُ به ليتعلم المشي‏.‏ والأَرَنْدَجُ‏:‏ جِلْدٌ أَسود تُعمل منه

الأَخفافُ؛ وإِنما قال ذلك لأَن بقر الوحش في قوائمها سواد‏.‏ والمِلاءُ‏:‏

المَلاحِفُ‏.‏ والبَرْدَجُ‏:‏ ما سُبِيَ من ذراري الرُّوم وغيرها؛ شبَّه هذه

البقر البيضَ المُسَرْوَلَةَ بالسواد بسَبْيِ الرُّوم، لبياضِهم ولباسهم

الأَخفافَ السُّودَ‏.‏

برنج‏:‏ البارَنْجُ‏:‏ جَوْزُ الهند، وهو النَّارَجِيلُ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

بزج‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَازجُ المُفاخِرُ‏.‏

وقال أَعرابي لرجل‏:‏ أَعْطِني مالاً أُبازِجُ فيه أَي أُفاخر به‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ هو يَبْزُج على فلان ويَمْزُجُه ويَمْرُكُه أَي يُحَرِّشُه‏.‏

وهما يَتَبازَجانِ ويَتَمازجانِ أَي يَتَفَاخرانِ؛ وأَنشد شمر‏:‏

فإِن يَكنْ ثَوْبُ الصِّبَا تَضَرَّجا، فقد لَبِسْنَا وَشْيَه المُبَزَّجا

قال ابن الأَعرابي‏:‏ المُبَزَّجُ المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ، وكذلك قال

أَبو نصر، وقال شمر في كلامه‏:‏ أَتينا فلاناً فجعل يَبْزُجُ في كلامه أَي

يُحَسِّنُه‏.‏

بستج‏:‏ التهذيب، أَبو مالك، وَقَعَ في طَعامٍ بَسْتَجانٍ أَي كثير‏.‏

بعج‏:‏ بَعَجَ بَطْنَه بالسكين يَبْعَجُه بَعْجاً، فهو مَبْعُوجٌ

وبَعِيجٌ، وبَعَّجه‏:‏ شَقَّهُ فزال ما فيه من موضعه وبدا متعلقاً‏.‏ وفي حديث أُمِّ

سُليم‏:‏ إِنْ دنا مِنِّي أَحدٌ أَبْعَجْ بَطْنَه بالخَنْجَرِ أَي أَشُقُّ؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

فذلك أَعْلَى مِنْكَ فَقْداً لأَنه

كريمٌ، وَبَطْنِي بالكرامِ بَعِيجُ

ورجلٌ بَعِيجٌ من قوم بَعْجَى، والأَنثى بَعِيجٌ، بغير هاء، من نسوة

بَعْجَى، وقد انْبَعَجَ هو‏.‏ وبطنٌ بَعِجٌ‏:‏ مُنْبَعِجٌ؛ أُراه على النَّسَب‏.‏

وامرأَة بعِيجٌ أَي بَعَجَتْ بطْنَها لزوجها ونَثَرَتْ‏.‏ ورجلٌ بَعِجٌ‏:‏

ضعيفٌ، كأَنه مبعوج البطن مِن ضَعْف مَشْيه؛ قال الشاعر‏:‏

لَيْلَةَ أَمْشي، علَى مُخاطَرَةٍ، مَشْياً رُويَداً، كَمِشيَةِ البَعِجِ

والانْبِعَاجُ‏:‏ الانشقاق‏.‏

وتقول‏:‏ بَعَجَهُ حُبُّ فلان إذا اشتَدَّ وَجْدُهُ وحَزِنَ له‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ لَعَجَهُ حُبه أَصوبُ من بَعَجَهُ لأَن البَعْجَ الشَّقُّ‏.‏ يقال‏:‏

بَعَجَ بَطْنَه بالسكين إِذا شقه وخَضْخَضَهُ فيه؛ قال الهذلي‏:‏

كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيجُ

شَبَّه ظُباتِ النِّصال بنار جمر سُخِىَ فَظَهَرَتْ حُمْرَتُه؛ يقال‏:‏

اسْخُ النار أَي افتح عينها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا رأَيتَ مكةَ قد بُعِجَتْ

كظَائمَ، وساوى بناؤُها رؤوسَ الجبال، فاعْلَم أَنَّ الأَمْرَ قد أَظَلَّكَ؛ بُعِجَتْ أَي شُقَّت، وفُتِحت كظائمُها بَعْضُها في بعض، واسْتُخْرِجَ

منها عيونها‏.‏ وبَعَجْتُ بطني لفلان‏:‏ بالغت في نصيحته؛ قال الشماخ‏:‏

بَعَجْتُ إِليه البَطْنَ حتى انْتَصَحْتُه، وما كلُّ مَنْ يُفْشَى إِليه بِناصِحِ

وقيل في قول أَبي ذؤَيب‏:‏

وبطني بالكرام بعيج

أَي نُصْحي لهم مبذول‏.‏ وفي حديث عَمْرٍو وَوَصَفَ عمر، رضي الله عنه، فقال‏:‏ إِن ابن حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ له الدنيا مِعَاها‏.‏ هذا مثل ضربه؛ أَراد

أَنها كشفت له عما كان فيها من الكنوز والأَموال والفيء، وحنتمة أُمُّه‏.‏

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، في صفة عمر، رضي الله عنه‏:‏ بَعَجَ

الأَرضَ وبَجَعَها أَي شقَّها وأَذلَّها؛ كَنَتْ به عن فتوحه‏.‏ وتَبَعَّجَ

السحابُ وانْبَعَجَ بالمطر‏:‏ انْفَرَجَ عن الوَدْقِ والوَبْلِ الشديد؛ قال

العجاج‏:‏

حَيْثُ اسْتَهَلَّ المُزْنُ أَو تَبَعَّجَا

وتَبَعَّجَتِ السماءُ بالمطر، كذلك؛ وكلُّ ما اتسع فقد انْبَعَجَ‏.‏

وبَعَّجَ المطرُ تَبْعِيجاً في الأَرض‏:‏ فَحَصَ الحجارةَ لشدَّة

وَقْعِهِ‏.‏ باعِجَةُ الوادي‏:‏ حيث يَنْبَعِجُ فيَتَّسِع، والباعِجَة‏:‏ أَرْضٌ

سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ؛ وقيل‏:‏ الباعِجَةُ آخر الرَّمْلِ، والسُّهولَةُ

إِلى القُفِّ‏.‏ والبَوَاعِجُ‏:‏ أَماكِنُ في الرَّمل تَسْتَرِقُّ، فإِذا نبت

فيها النَّصِيُّ كان أَرَقَّ له وأَطيبَ؛ وقال الشاعر يصف فرساً‏:‏

فأَنَى له بالصَّيْفِ ظِلٌّ باردٌ، ونَصِيُّ باعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ

وَبَعَجَهُ الأَمْرُ‏:‏ حَزَبَه‏.‏ وباعِجَةُ القِرْدانِ‏:‏ موضعٌ معروف؛ قال

أَوس بن حَجَر‏:‏

وبَعْدَ لَيَالِينا بِنَعْفِ سُوَيْقَةٍ، فبَاعِجَةِ القِرْدانِ، فالمُتَثَلم وبنُو بَعْجَةَ‏:‏ بطنٌ‏.‏ وابنُ باعِج‏:‏ رجلٌ؛ قال الراعي‏:‏

كَأَنَّ بقايا الجَيْشِ، جَيْشِ ابنِ باعِجٍ، أَطافَ بِرُكْنٍ، من عَمايَة، فاخِرِ

وباعِجَةُ‏:‏ اسم موضع‏.‏ ويقال‏:‏ بَعَجْتُ هذه الأَرض عَذاةً طيبةَ الأَرض أَي تَوَسَّطْتُها‏.‏

بعزج‏:‏ بَعْزَجَةُ‏:‏ اسمُ فرس المِقْداد، شهد عليها يوم السَّرْحِ‏.‏

بغج‏:‏ بَغَجَ الماءَ‏:‏ كَغَبَجَهُ؛ والبُغْجَةُ كالغُبْجَةِ‏.‏

بلج‏:‏ البُلْجَةُ والبَلَجُ‏:‏ تباعدُ ما بين الحاجبين؛ وقيل‏:‏ ما بين

الحاجبين إِذا كان نَقِيّاً من الشعر؛ بَلِجَ بَلَجاً، فهو أَبْلَجُ، والأُنثى

بَلْجاءُ‏.‏ وقيل‏:‏ الأَبْلَجُ الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه، يكون في الطول والقصر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البُلْجُ النَّقِيُّو مواضعِ القَسَماتِ من الشَّعَرِ‏.‏ الجوهري‏:‏ البُلْجَةُ نَقاوَةُ ما بين الحاجبين؛ يقال‏:‏ رجلٌ

أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ إِذا لم يكن مقروناً‏.‏ وفي حديث أُمِّ معبد في صفة

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَبْلَجُ الوجهِ أَي مُسْفِرهُ مُشْرِقُه، ولم تُرِدْ بَلَجَ الحاجِبِ لأَنها تَصِفُه بالقَرَنِ‏.‏ والأَبْلَجُ‏:‏ الذي

قد وَضَح ما بين حاجبيه فلم يقترنا‏.‏ ابن شميل‏:‏ بَلِجَ الرجلُ يَبْلَجُ

إِذا وَضَحَ ما بين عينيه، ولم يكن مقرون الحاجبين، فهو أَبْلَجُ‏.‏

والأَبْلَدُ إِذا لم يكن أَقْرَنَ‏.‏ ويقال للرجلِ الطَّلْقِ الوجهِ‏:‏ أَبْلَجُ

وبَلْجٌ‏.‏ ورجل أَبْلَجُ وبَلْجٌ وبَلِيجٌ‏:‏ طَلْقٌ بالمعروفِ؛ قالت

الخنساء‏:‏كَأَنْ لَمْ يَقُلْ‏:‏ أَهْلاً، لطالِبِ حاجةٍ، وكان بَلِيجَ الوجهِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ

وشيء بليج‏:‏ مشرق مضيء؛ قال الداخل بن حرام الهذلي‏:‏

بِأَحْسَنَ مَضْحَكاً منها وجِيداً، غَداةَ الحَجْرِ، مَضْحَكُها بَليجُ

والبُلْجَةُ‏:‏ ما خلف العارض إِلى الأُذن ولا شعر عليه‏.‏ والبُلْجَةُ

والبَلْجَةُ‏:‏ آخر الليل عند انصداع الفجر‏.‏ يقال‏:‏ رأَيت بُلْجَةَ الصبح إِذا

رأَيت ضَوْءَهُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ليلة القَدْرِ بَلْجَةٌ أَي مشرقة‏.‏

والبَلْجَةُ، بالفتح، ويالبُلْجَةُ، بالضم‏:‏ ضَوْءُ الصبح‏.‏

وبَلَجَ الصُّبْحُ يَبْلُجُ، بالضم، بُلُوجاً، وانْبَلَجَ، وتَبَلَّجَ‏:‏

أَسْفَرَ وأَضاء‏.‏ وتَبَلَّجَ الرجل إِلى الرجل‏:‏ ضحك وهَشَّ‏.‏ والبَلَجُ‏:‏

الفَرَحُ والسرور، وهو بَلْجٌ، وقد بَلِجَتْ صدورُنا‏.‏ الأَصمعي‏:‏ بَلِجَ

بالشيء وثَلِجَ إِذا فرح، وقد أَبْلَجَني وأَثْلَجَني‏.‏ وابْلاجَّ الشيءُ‏:‏

أَضاء‏.‏ وأَبْلَجَتِ الشمسُ‏:‏ أَضاءَت‏.‏ وأَبْلَجَ الحَقُّ‏:‏ ظهر؛ ويقال‏:‏ هذا

أَمْرٌ أَبْلَجُ أَي واضح؛ وقد أَبَْلَجَهُ‏:‏ أَوضحه، ومنه قوله‏:‏

أَلحَقُّ أَبْلَجُ، لا تَخْفَى مَعالِمُهُ، كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نورٍ وإِبْلاجِ

والبُلُوجُ‏:‏ الإِشراقُ‏.‏ وصُبْحٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ أَي مشرق

مضيء؛ قال العجاج‏:‏

حتى بَدَتْ أَعناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا

وكذلك الحق إِذا اتضح؛ يقال‏:‏ الحقُّ أَبْلَجُ، والباطل لَجْلَجٌ‏.‏ وكل

شيء وَضَحَ‏:‏ فقد ابْلاجَّ ابْلِيجاجاً‏.‏ والبُلْجَةُ‏:‏ الاسْتُ، وفي كتاب

كراع‏:‏ البَلْجَةُ، بالفتح، الاست، قال‏:‏ وهي البَلْحَةُ، بالحاء‏.‏

وبَلْجٌ وبَلاَّجٌ وبالِجٌ‏:‏ أَسماء‏.‏

بنج‏:‏ البِنْجُ‏:‏ الأَصْلُ‏.‏ التهذيب‏:‏ البُنُجُ الأُصول‏.‏ وأَبْنَجَ الرجل

ِذا ادَّعى إِلى أَصل كريم‏.‏

ويقال‏:‏ رجع فلان إِلى حِنْجِهِ وبِنْجِهِ أَي إِلى أَصله وعِرْقه‏.‏

والبَنْجُ‏:‏ ضرب من النبات‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وأُرى الفارسي قال‏:‏ إِنه مما

يُنْتَبَذُ، أَو يُقَوَّى به النبيذُ‏.‏ وبَنَّج القَبَجَةَ‏:‏ أَخرجها من جُحْرها، دخيلٌ‏.‏

بهج‏:‏ البَهْجَةُ‏:‏ الحُسْنُ؛ يقال‏:‏ رجل ذو بَهْجَةٍ‏.‏ البَهْجَةُ‏:‏ حُسْنُ

لون الشيء ونَضَارَتُه؛ وقيل‏:‏ هو في النبات النَّضارَةُ، وفي الإِنسان

ضَحِكُ أَسارير الوجه، أَو ظهورُ الفَرَحِ البتة‏.‏

بَهِجَ بَهَجاً، فهو بَهِجٌ، وبَهُجَ، بالضم، بَهْجَةً وبَهاجَةً

وبَهَجاناً، فهو بَهِيجٌ؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

فذَلك سُقْيا أُمِّ عَمْرٍو، وإِنَّني، بما بَذَلَتْ من سَيْبها، لبَهِيجُ

أَشار بقوله ذلك إِلى السحاب الذي استسقى لأُم عمرو، وكانت صاحبته التي

يشبب بها في غالب الأَمر‏.‏

ورجلٌ بَهِجٌ أَي مُسْتَبْهِجٌ بأمرٍ يَسُّرُّه؛ وأَنشد‏:‏

وقد أَراها، وَسْطَ أَتْرابِها، في الحَيِّ ذي البَهْجَةِ والسَّامِرِ

وامرأَةٌ بَهِجَةٌ‏:‏ مبتهجةٌ؛ وقد بَهُجَتْ بَهْجَةً، وهي مِبْهاجٌ، وقد

غَلَبَتْ عليها البهجةُ‏.‏ وبَهُجَ النباتُ، فهو بَهيجٌ‏:‏ حَسُنَ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ من كُلِّ زَوْجٍ بهيج‏.‏

وتباهَجَ الرَّوْضُ إِذا كَثُرَ نَوْرُه؛ وقال‏:‏

نُوَّارُهُ مُتَباهجٌ يَتَوَهَّجُ

وقوله‏:‏ من كل زوج بَهِيج أَي من كل ضَرْب من النبات حَسَنٍ ناضر‏.‏ أَبو

زيد‏:‏ بَهيج حسنٌ؛ وقج بَهُجَ بَهاجةً وبَهْجَةً‏.‏ وفي حديث الجنة‏:‏ فإِذا

رأَى الجنةَ وبَهْجَتَها أَي حُسْنَها وحُسْنَ ما فيها من النعيم‏.‏ وأَبهجتِ

الأَرضُ‏:‏ بَهُجَ نباتُها‏.‏ وتباهَجَ النُّوَّارُ‏:‏ تضاحك‏:‏ وبهِج بالشيء

وله، بالكسر، بَهاجةً، وابتَهَج‏:‏ سُرَّ به وفَرح؛ قال الشاعر‏:‏

كانَ الشبابُ رِداءً قد بَهِجْتُ به، فقد تطايَرَ، منه لِلبِلَى، خِرَقُ

والابتهاجُ‏:‏ السُّرور‏.‏ وبَهَجَني الشيءُ وأَبْهَجَني، وهي بالأَلف

أَعلى‏:‏ سَرَّني‏.‏ وأَبْهَجَت الأَرضُ‏:‏ بَهُجَ نباتُها‏.‏ ورجلٌ بَهِجٌ مُبتهج‏:‏

مسرورٌ؛ قال النابغة‏:‏

أَو دُرَّةٌ صَدَفِيَّةٌ، غَوَّاصُها

بَهِجٌ، متى يَرَها يُهِلَّ ويَسْجُدِ

وامرأَةٌ بهِجةٌ ومِبْهاجٌ‏:‏ غلب عليها الحُسْنُ؛ وقول العجاج‏:‏

دَعْ ذا، وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا

فَخْماً، وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا

قال ابن سيده‏:‏ لم أَسمع ببَهْجْ إِلاَّ ههنا، ومعناه حَسِّنْ وجَمِّلْ، وكأَنَّ معناه‏:‏ زِدْ هذا الحَسَبَ جمالاً بوصفك له، وذكرك إِياه‏.‏

وسَنِّنْ‏:‏ حَسِّنْ كما يُسَنَّنُ السيفُ أَو غيرُه بالمِسَنِّ، وإِن شئت قلت‏:‏

سَنِّنْ سَهِّلْ‏.‏ وقوله مُزَوِّجاً أَي مقروناً بعضُه ببعض؛ وقيل‏:‏ معناه

مَنْطِقاً يُشْبه بعضُه بعضاً في الحُسْنِ، فكأَنَّ حُسْنَهُ يتضاعف لذلك‏.‏

الأَصمعي‏:‏ باهَجْتُ الرجلَ وباهيته وبازَجْتُه وبارَيْتُه، بمعنى واحد‏.‏

بهرج‏:‏ مكانٌ بَهْرَجٌ‏:‏ غيرُ حِمًى؛ وقد بَهْرَجه فَتَبَهْرَج‏.‏

والبَهْرجُ‏:‏ الشيء المباحُ؛ يقال‏:‏ بهرجَ دَمَهُ‏.‏ ودِرْهَمٌ بَهْرَجٌ‏:‏ رديء‏.‏

والدرهمُ البَهْرَجُ‏:‏ الذي فضَّته رديئة‏.‏ وكلُّ رديء من الدراهم وغيرها‏:‏

بَهْرَجٌ؛ قال‏:‏ وهو إِعراب نبهره، فارسي‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَهْرَجُ الدرهم

المُبْطَلُ السِّكَّةِ، وكلُّ مردودٍ عند العرب بَهْرَجٌ ونَبَهْرَجٌ‏.‏

والبَهْرَجُ‏:‏ الباطلُ والرديء من الشيء؛ قال العجاج‏:‏

وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا

أَي باطلاً‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه بَهْرَجَ دَمَ ابن الحارث أَي أَبطله‏.‏ وفي حديث أَبي

مِحْجَنٍ‏:‏ أَمَّا إِذْ بَهْرَجْتَني فلا أَشْرَبُها أَبداً؛ يعني الخمرَ، أَي أَهْدَرْتَني بإِسقاط الحَدِّ عني‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه أَتى بجراب لُؤْلؤٍ بَهْرَجٍ أَي رديءٍ‏.‏ قال وقال

القتيبي‏:‏ أَحسبه بِجِراب لؤْلؤٍ بُهْرِجَ أَي عُدِلَ به عن الطريق المسلوك

خوفاً من العَشَّار، واللفظة معرّبة؛ وقيل‏:‏ هي كلمة هندية أَصلها

نَبَهْلَهْ، وهو الرديء، فنقلت إِلى الفارسية فقيل نَبَهْرَهْ، ثم عُرّبت

بَهْرَج‏.‏ لأَزهري‏:‏ وبُهْرِجَ بهم إِذا أُخِذَ بهم في غير المَحَجَّةِ‏.‏

والبَهْرَجُ‏:‏ التعويجُ من الاستواء إِلى غير الاستواء‏.‏

بهرمج‏:‏ البَهْرامَجُ‏:‏ الشجر الذي يقال له الرِّنْفُ، وهو من أَشجار

الجبال‏.‏ وقال أَبو عبيد في بعض النسخ‏:‏ لا أَعرف ما البَهْرامَجُ‏.‏ وقال أَبو

حنيفة‏:‏ البَهْرامَجُ فارسي، وهو الرَّنفُ، قال‏:‏ وهو ضربان، ضرب منه

مُشْرَبٌ لونُ شعره حُمْرَةً، ومنه أَخضر هَيادِبِ النَّوْرِ، كلا النوعين طيب

الرائحة، والله أَعلم‏.‏

بوج‏:‏ بَوَّجَ‏:‏ صَبَّحَ‏.‏ ورجل بَوَّاجٌ‏:‏ صَيَّاحٌ‏.‏

وباجَ البرقُ يبوجُ بَوْجاً وبَوَجاناً، وتَبَوَّجَ إِذا بَرَق ولَمَع

وتَكَشَّفَ‏.‏ وانْباجَ البرقُ انْبِياجاً إِذا تكشَّف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ثم هَبَّتْ ريحٌ سوداءُ فيها برقٌ مُتَبَوِّجٌ أَي متَأَلِّقٌ برعُود

وبُرُوق‏.‏ تبوّج البرقُ‏:‏ تفرّق في وجه السحاب، وقيل‏:‏ تتابع لَمْعُهُ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ باجَ الرجلُ يبوجُ بَوْجاً إِذا أَسْفَرَ وجهُه بعد

شُحُوب السفر‏.‏

والبائجُ‏:‏ عِرْقٌ في باطن الفخذ؛ قال الراجز‏:‏

إِذا وَجِعْنَ أَبْهَراً أَو بائِجا

وقال جندل‏:‏

بالكاسِ والأَيْدي دَمُ البَوائَج

يعني العروق المفتقة‏.‏ ابن سيده‏:‏ والبائج عرق محيط بالبدن كله، سمي بذلك

لانتشاره وافتراقه‏.‏ والبائجةُ‏:‏ ما اتسع من الرمل‏.‏ والبائجةُ‏:‏ الداهيةُ؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

أَمْسى، وأَمْسَيْنَ لا يَخْشَيْنَ بائجَةً، إِلاّ ضَوارِيَ، في أَعْناقها القِدَدُ

والجمعُ البوائجُ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ جاءَ فلان بالبائجة والفَلِيقَةِ، وهي من أَسماء الداهية؛ يقال‏:‏ باجَتْهُم البائجةُ تَبُوجُهُم أَي أَصابتهم، وقد

باجتْ عليهم بَوْجاً وانباجت‏.‏ وانباجتْ بائجةٌ أَي انفتق فَتْقٌ منكر‏.‏

وانباجتْ عليهم بَوائجُ منكَرةٌ إِذا انفتحت عليهم دَواهٍ؛ قال الشماخ يرثي

عمر بن الخطاب، رضي الله عنه‏:‏

قَضَيْتَ أُموراً، ثم غادَرْتَ بعدَها

بوائِجَ في أَكمامِها، لم تُفَتَّقِ

أَبو عبيد‏:‏ البائجةُ الداهيةُ‏.‏ والباجةُ‏:‏ الاختلاطُ‏.‏ وباجَهُم بالشر

بَوْجاً‏:‏ عَمَّهُم‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الباجُ يهمز ولا يهمز، وهو الطريقة من المَحاجِّ

المستوية، وقد تقدم‏.‏ ونحن في ذلك باجٌ واحدٌ أَي سواءٌ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ حكاه أَبو

زيد غير مهموز، وحكاه ابن السكيت مهموزاً، وقد تقجم في الهمز‏.‏ قال‏:‏ وهو من ذوات الواو لوجود «ب و ج» وعدم «ب ي ج»‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏

اجعلها باجاً واحداً، وهو فارسي معرب‏.‏ ابن بزرج‏:‏ وبعيرٌ بائجٌ إِذا

أَعيا‏.‏ وقد بُجْتُ أَنا‏:‏ مَشَيْتُ حتى أَعْيَيْتُ؛ وأَنشد‏:‏

قَدْ كُنْتَ حِيناً تَرْتَجِي رِسْلَها، فاطَّرَدَ الحائلُ والبائجُ

يعني المُخِفُّ والمُنْقِلُ‏.‏

تجج‏:‏ تَج تَج‏:‏ دعاءُ الدجاجة‏.‏

ترج‏:‏ الأُتْرُجُّ، معروف، واحدته تُرُنْجَةٌ وأُتْرُجَّةٌ؛ قال علقمة بن عَبَدة‏:‏

يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العَبِيرِ بها، كَأَنَّ تَطْيابَها، في الأَنْفِ، مَشْمُومُ

وحكى أَبو عبيدة‏:‏ تُرُنْجَةٌ وتُرُنْجٌ، ونظيرها ما حكاه سيبويه‏:‏ وتَرٌ

عُرُنْدٌ أَي غليظ، والعامَّةُ تقول أُتْرُنْجٌ وتُرُنْجٌ، والأَول كلام

الفصحاء‏.‏

وفي الحديث‏:‏ نهى عن لُبْسِ القَسِّيِّ المُتَرَّجِ، هو المصبوغُ

بالحُمْرَةِ صَبْغاً مُشْبَعاً‏.‏

وتَرْجُ، بالفتح‏:‏ موضع؛ قال مزاحم العقيلي‏:‏

وهَابٍ كجُثْمانِ الحمامةِ، أَجْفَلَتْ

به ريحُ تَرْجٍ والصِّبا، كلَّ مَجْفَلِ

الهابي‏:‏ الرَّمادُ؛ ويقول في هذه القصيدة‏:‏

وَدِدْتُ، على ما كانَ من شَرَفِ الهوى

وجَهْلِ الأَماني، أَنَّ ما شَئتُ يُفْعَلِ

فَتَرْجِعُ أَيامٌ مَضَيْنَ، ونَعْمَةٌ

علينا، وهل يُثْنى، من الدَّهْرِ، أَوَّلُ‏؟‏

قوله‏:‏ أَنَّ ما شِئتُ يُفْعَلِ؛ ما‏:‏ ههنا شرط، واسم ان مضمر تقديره‏:‏

أَنه أَيّ شيء شئت يفعل لي، وأَقوى في البيت الثاني‏.‏ والقصيدة كلها مخفوضة

الروي‏.‏ وقيل‏:‏ تَرْجٌ موضع يُنسَبُ إِليه الأَسدُ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ، يُنازِلُهُمْ، لِنابَيْهِ قَبِيبُ

وفي التهذيب‏:‏ تَرْجٌ مَأْسَدَةٌ بناحية الغَوْرِ‏.‏ ويقال في المثل‏:‏ هو أَجرأُ من الماشي بِتَرْجٍ لأَنها مَأْسَدَةٌ‏.‏ التهذيب‏:‏ تَرِجَ الرجلُ إِذا

أَشكل عليه الشيءُ من علم أَو غيره‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ تَرَجَ إِذا اسْتَتَرَ، ورَتِجَ إِذا أَغْلَقَ كلاماً أَو غيره، والله أَعلم‏.‏

تفرج‏:‏ التَفارِيجُ‏:‏ فُرَجُ الدَّرابزين‏.‏ قال‏:‏ والتَّفاريجُ فَتَحاتُ

الأَصابع وأَفواتُها، وهي وَتائرها، واحدها تِفْراجٌ‏.‏

تلج‏:‏ التَّوْلَجُ‏:‏ كِناسُ الظَّبْي، فَوْعَلٌ عند كراع، وتاؤه أَصل

عنده؛ قال الشاعر‏:‏

مُتَّخِذاً في صَفَواتِ تَوْلَجا

وفي ترجمة ترب‏:‏ التَّوْلَج الكناس الذي يلج فيه الظبي وغيره من الوحش‏.‏

الأَزهري‏:‏ التُّلَجُ فَرْخُ العُقابِ، أَصله وُلَج‏.‏

توج‏:‏ التَّاجُ، معروف، والجمعُ أَتواجٌ وتِيجانٌ، والفعل التَّتْويجُ‏.‏

وقد تَوَّجَهُ إِذا عَمَّمَهُ؛ ويكون تَوَّجَهُ‏:‏ سَوَّدَهُ‏.‏

والمُتَوَّجُ‏:‏ المُسَوَّدُ، وكذلك المُعَمَّمُ‏.‏ ويقال‏:‏ تَوَّجَهُ فتَتَوَّجَ أَي

أَلبسه التاجَ فلبسه‏.‏

والإِكْلِيلُ والقُصَّةُ والعِمامةُ‏:‏ تاجٌ على التشبيه‏.‏ والعربُ تسمي

العمائمَ التاجَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ العمائمُ تِيجانُ العربِ، جمع تاج، وهو ما

يصاغ للملوك من الذهب والجوهر؛ أَراد أَن العمائم للعرب بمنزلة التيجان

للملوك لأَنهم أَكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أَو بالقلانس، والعمائمُ فيهم قليلةٌ‏.‏ والأَكاليلُ‏:‏ تيجان ملوك العجم‏.‏ والتاجُ‏:‏ الإِكليلُ‏.‏

ابن سيده‏:‏ ورجلٌ تائجٌ ذو تاج، على النَّسَبِ، لأَنا لم نسمع له بفعل غير

متعدٍّ؛ قال هِمْيان بن قحافة‏:‏

تَقَدُّمَ النَّاسِ الإِمامَ التَّائَجا

أَرادَ تَقَدَّمَ الإِمامُ التائجُ الناسَ‏.‏ فقلب‏.‏ والتاجُ‏:‏ الفضة‏.‏ ويقال

للصَّلِيجَةِ من الفضة‏:‏ تاجةٌ، وأَصله تازه بالفارسية للدرهم المضروب

حديثاً؛ قال‏:‏ ومنه قول هميان‏:‏

تَنَصُّفَ الناسِ الهُمامَ التَّائجا

أَراد مَلِكاً ذا تاج، وهذا كما يقال‏:‏ رجل دارِعٌ ذو دِرْعٍ‏.‏

وتاجٌ وتُوَيْجٌ ومُتَوَّجٌ‏:‏ أَسماء‏.‏ وتاجٌ وبنو تاجٍ‏.‏ قبيلةٌ من عَدْوانَ، مصروف؛ قال‏:‏

أَبَعْدَ بَني تاجٍ وسَعْيِكَ بَيْنَهُمْ‏؟‏

فلا تُتْبِعَنْ عَيْنَيْكَ ما كان هالِكا

وتاجةُ‏:‏ اسمُ امرأَة؛ قال‏:‏

يا وَيْحَ تاجَةَ، ما هذا الذي زَعَمَتْ‏؟‏

أَشَمَّها سَبُعٌ أَمْ مَسَّها لَمَمُ‏؟‏

وتَوَّجُ‏:‏ اسمُ موضع، وهو مأْسدة ذكره مُلَيْحٌ الهُذَليُّ‏:‏

ومِن دونِهِ أَثْباجُ فَلْجٍ وتَوَّجُ

وفي ترجمة بَقَّمَ‏:‏ تَوَّجُ على فَعَّل موضعٌ؛ قال جرير‏:‏

أَعْطُوا البَعِيثَ حَفَّةً ومِنْسَجا، وافْتَحِلُوهُ بَقَراً بِتَوَّجا

ثأج‏:‏ الثُّؤَاجُ‏:‏ صياح الغنم؛ ثأَجَتْ تَثْأَجُ ثَأَجاً وثُؤَاجاً، بفتح

الهمزة في جميع ذلك‏:‏ صاحت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تأْتي يومَ القيامة وعلى

رَقَبَتِكَ شاةٌ لها ثُؤَاجٌ؛ وأَنشد أَبو زيد في كتاب الهمز‏:‏

وقد ثَأَجُوا كثُؤَاجِ الغنَمْ

وهي ثائجةٌ، والجمعُ ثَوائِجُ وثائجاتٌ؛ ومنه كتاب عمرو بن أَفْصى‏:‏

إِنَّ لهم الثائجةَ؛ هي التي تصوّت من الغنم؛ وقيل‏:‏ هو خاص بالضأن منها‏.‏

وثَأَجَ يَثْأَجُ‏:‏ شَربَ شربات؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏

ثبج‏:‏ ثَبَجُ كلِّ شيء‏:‏ مُعْظَمُهُ ووَسَطُهُ وأَعلاه، والجمع أَثْباجٌ

وثُبُوجٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ خيارُ أُمتي أَوَّلُها وآخرُها، وبين ذلك ثَبَجٌ

أَعْوَجُ ليس منك ولستَ منه‏.‏ الثَّبَجُ‏:‏ الوسط ما بين الكاهل إِلى الظهر؛ ومنه كتاب لوائل‏:‏ وأَنْطُوا الثَّبَجَةَ أَي أَعطوا الوَسَطَ في الصدقة لا

من خيار المال ولا من رُذالته، وأَلحقها هاء التأْنيث لانتقالها من الاسمية إِلى الوصف؛ ومنه حديث عبادة‏:‏ يوشك أَن يُرى الرجلُ من ثَبَجِ

المسلمين أَي من وَسَطِهم؛ وقيل‏:‏ مِن سَراتهم وعِلْيَتِهم؛ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ وعليكم الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضْرِبُوا ثَبَجَهُ، فإن الشيطانَ راكِدٌ في ِكِسْرِه‏.‏ وثَبَجُ الرَّمْلِ‏:‏ مُعْظَمُه، وما غَلُظَ من وَسَطه، وثَبَجُ الظَّهْرِ‏:‏ مُعْظَمُه وما فيه مَحاني الضُّلوع؛ وقيل‏:‏ هو ما

بين العَجُزِ إِلى المَحْرَكِ، والجمع أَثْباجٌ‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏

الثَّبَجُ من عَجْبِ الذَّنَبِ إِلى عُذْرَتِه؛ وقالت بنت القتال الكلابي ترثي

أَخاها‏:‏

كأَنَّ نَشَيجَها، بذَواتِ غِسْلٍ، نَهيمُ البُزْلِ تُثْبَجُ بالرِّحالِ

أَي توضع الرحال على أَثباجها‏.‏ وقال أَبو مالك‏:‏ الثَّبَجُ مُسْتَدارٌ

على الكاهل إِلى الصدر‏.‏ قال‏:‏ والدليل على أَن الثَّبَجَ من الصدر أَيضاً

قولهم‏:‏ أَثْباجُ القَطا؛ وقال أَبو عمرو‏:‏ الثَّبَجُ نُتُوءُ الظهر‏.‏

والثَّبَجُ‏:‏ عُلُوُّ وسط البحر إِذا تلاقت أَمواجه‏.‏ وفي حديث أُمِّ حَرامٍ‏:‏

يَرْكَبُون ثَبَجَ هذا البحر أَي وسَطَه ومُعْظَمَه؛ ومنه حديث الزهري‏:‏ كنتُ

إِذا فاتَحْتُ عُرْوَةَ ابن الزُّبير فَتَقْتُ به ثَبَجَ بحرٍ‏.‏ وثَبَجُ

البحرُ والليل‏:‏ مُعْظَمُه‏.‏

ورجلٌ أَثْبَجُ‏:‏ أَحدَبُ‏.‏ والأَثْبَجُ أَيضاً‏:‏ الناتئُ الصَّدْر؛ وفيه

ثَبَجٌ وثَبَجَةٌ‏.‏ والأَثْبَجُ‏:‏ العظيم الجوف‏.‏ والأَثْبَجُ‏:‏ العريضُ

الثَّبَجِ؛ ويقال‏:‏ الناتئُ الثَّبَجِ، وهو الذي صُغِّر في حديث اللِّعان‏:‏

إِن جاءت به أُثَيْبِجَ، فهو لهِلالٍ؛ تصغيرُ الأَثْبَجِ الناتئ الثَّبَجِ

أَي ما بين الكتفين والكاهل؛ وقول النمري‏:‏

دَعاني الأَثْبَجان بِيا بَغِيض

وأَهْلِي بالعراقِ، فَمَنَّيَاني

فسر بهذا كله‏.‏

ورجلٌ مُثَبَّجٌ‏:‏ مضطرِبُ الخَلْقِ مع طول‏.‏

وثَبَّجَ الراعي بالعصا تَثْبيجاً أَي جعلها على ظهره، وجعل يديه من ورائها، وذلك إِذا أَعيا‏.‏

وثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً‏:‏ أَقعى على أَطراف قدميه كأَنه يستنجي؛ قال‏:‏

إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَب، ثَبَجْتَ يا عَمْرُو ثُبُوجَ المُحْتَطِب

وقول الشماخ‏:‏

أَعائِشُ ما لأهْلِكِ لا أَراهُمْ

يُضِيعُونَ الهِجانَ مع المُضِيعِ‏؟‏

وكَيْفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، على أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ‏؟‏

قال‏:‏ هِجان الإِبل كرائمها أَي أَن على أَوساطها وبراً كثيراً يقيها

البرد، قد أُدفئت به‏.‏

وثَبَّجَ الكتابَ والكلامَ تَثْبيجاً‏:‏ لم يبينه؛ وقيل‏:‏ لم يأْت به على

وجهه‏.‏

والثَّبَجُ‏:‏ اضطرابُ الكلام وتَفَنُّنُه‏.‏ والثَّبَجُ‏:‏ تَعْمِيَةُ الخَط

وتَرْكُ بيانه‏.‏ الليث‏:‏ التَّثْبيجُ التخليط‏.‏ وكتابٌ مُثَبَّجٌ، وقد

ثُبِّجَ تَثْبيجاً‏.‏ والثَّبَجُ‏:‏ طائر يصيح الليلَ أَجمعَ كأَنه يَئِنُّ، والجمع ثِبْجانٌ؛ وأَما قولُ الكُمَيتِ يَمْدَحُ زِيادَ من مَعْقِلٍ‏:‏

ولم يُوايِمْ لَهُمْ في ذَبِّها ثَبَجاً، ولمْ يَكُنْ لهُمْ فيها أَبا كَرِبِ

ثَبَجٌ هذا‏:‏ رجلٌ من أَهل اليمن، غزاه ملك من الملوك فصالحه عن نفسه

وأَهله وولده، وترك قومه فلم يدخلهم في الصلح، فغزا الملك قومه، فصار ثَبَجٌ

مثلاً لمن لا يَذُبُّ عن قومه، فأَراد الكميت‏:‏ أَنه لم يفعل فِعْلَ

ثَبَجٍ، ولا فِعْلَ أَبي كَرِبٍ، ولكنه ذَبَّ عن قومه‏.‏

ثجج‏:‏ الثَّجُّ‏:‏ الصَّبُّ الكثيرُ، وخص بعضهم به صَبَّ الماء الكثير؛ ثَجَّهُ يَثُجُّهُ ثَجّاً فَثَجَّ وانْثَجَّ، وثَجْثَجَهُ فَتَثَجْثَجَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تمامُ الحج العَجُّ والثَّجُّ‏.‏ العج‏:‏ العجيج في الدعاء‏.‏

والثَّجُّ‏:‏ سفكُ دماء البُدْنِ وغيرها‏.‏ وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج

فقال‏:‏ أَفضلُ الحجِّ العَجُّ والثَّجُّ‏.‏ سَيَلانُ دماء الهَدْيِ

والأَضاحي‏.‏ وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ‏:‏ فحَلَب فيه ثَجّاً أَي لبناً سائلاَ

كثيراً‏.‏ والثَّجُّ‏:‏ السَّيَلانُ‏.‏ ومَطَرٌ مِثَجٌّ وثَجَّاجٌ وثَجِيجٌ؛ قال أَبو

ذؤيب‏:‏

سَقَى أُمِّ عَمْروٍ، كلَّ آخِر لَيْلَةٍ، حَناتِمُ سُحْمٌ، ماؤُهُنَّ ثَجِيجُ

معنى كلَّ آخر لَيلةٍ‏:‏ أَبداً‏.‏

وثَجِيجُ الماء‏:‏ صوتُ انصبابه‏.‏ وفي حديث رُقَيْقَةَ‏:‏ اكْتَظَّ الوادي

بِثَجيجِه أَي امتلأَ بسيله‏.‏

وماء ثَجُوجٌ وثَجّاجٌ‏:‏ مَصْبوبٌ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وأَنزَلْنا من المُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً‏.‏ المحكم‏:‏ قال ابن دريد‏:‏ هذا مما جاء في لفظ فاعل، والموضع مفعول، لأَن السحاب يَثُجُّ الماءَ، فهو مَثْجُوجٌ‏.‏ وقال بعض أَهل

اللغة‏:‏ ثَجَجْتُ الماءَ أَثُجُّه ثَجّاً إِذا أَساله‏.‏ وثَجَّ الماءُ

نفْسُه يَثُجُّ ثُجُوجاً إِذا انْصَبَّ، فإِذا كان كذلك فأَنْ يكون ثَجَّاجٌ

في معنى ثاجٍّ أَحسنُ من أَن يُتكلف وَضْعُ الفاعل موضعَ المفعول، وإن كان ذلك كثيراً‏.‏ ويجوز أَثْجَجْتُه بمعنى ثَجَجْتُه‏.‏ ودَمٌ ثَجّاجُ‏:‏

مُنْصَبٌّ مُصَوَّبٌ؛ قال‏:‏

حتى رَأَيْتُ العَلَقَ الثَّجَّاجا، قد أَخْضَلَ النُّحُورَ والأَوْداجا

وفي حديث المستحاضة فقالت‏:‏ إِني أَثُجُّه ثَجّاً؛ قال‏:‏ هو من الماء

الثَّجَّاجِ السائل‏.‏ ومَطَرٌ ثَجَّاجٌ‏:‏ شديد الانصباب جدّاً‏.‏ وأَتانا الوادي

بثَجِيجِه أَي بسيله‏.‏ وقولُ الحسن في ابن عباس‏:‏ إِنه كان مِثَجّاً أَي

كان يصُبُّ الكلام صَبّاً؛ شبَّه فصاحته وغَزارةَ منطقه بالماء

الثَّجُوجِ‏.‏ المِثَجُّ، بالكسر، من أَبنية المبالغة‏.‏ وعَينٌ ثَجُوجٌ‏:‏ غزيرةُ الماء؛ قال‏:‏

فصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ، عَيْناً، بِغَضْيانَ، ثَجُوجِ العُنْبُبِ

والمُثَجَّجُ من اللبن‏:‏ الذي قد بَرَقَ

في السِّقاءِ مِن حَرٍّ أَو بَرْدٍ فلا يَجْتَمِعُ زُبْدُهُ‏.‏

ورجلٌ مِثَجٌّ إِذا كان خطيباً مُفَوَّهاً‏.‏

ابن سيده، أَبو حنيفة‏:‏ الثَّجَّةُ الأَرضُ التي لا سِدْرَ بها، يأْتيها

الناسُ فيَحْفِرونَ فيها حياضاً، ومن قِبَلِ الحِياضِ سميت ثَجَّةً‏.‏ قال‏:‏

ولا تُدعى قبل ذلك ثَجَّةً، وجمعها ثَجَّاتٌ، ولم يَحْكِ فيها جمعاً

مكسراً‏.‏ التهذيب‏:‏ ابن شميل‏:‏ الثَّجَّةُ الرَّوْضةُ إِذا كان فيها حياض

ومِساكاتٌ للماء يصوّب في الأَرض، لا تُدعى ثَجَّةً ما لم يكن فيها حياض‏.‏ وقال

الأَزهري عقيب ترجمة ثوج‏:‏ أَبو عبيد الثَّجَّةُ الأُقْنَةُ، وهي

حُفْرَةٌ يحتفرها ماء المطر؛ وأَنشد‏:‏

فَوَرَدَتْ صادِيَةً حِرَارا، ثَجَّاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارا، أَوْقاتَ أُقْنٍ، تَعْتَلي الغِمارا

وقال شمر‏:‏ الثَّجَّةُ، بفتح الثاء وتشديد الجيم، الروضة التي حَفَرَت

الحياضَ، وجمعُها ثَجَّاتٌ؛ سميت بذلك لثَجِّها الماءَ فيها‏.‏

ثحج‏:‏ ثَحَجَهُ برجله ثَحْجاً‏:‏ ضربه، مهرية مرغوب عنها‏.‏ الأَزهري‏:‏

سَحَجَهُ وثَحَجَهُ إِذا جَرَّهُ جَرّاً شديداً‏.‏

ثعج‏:‏ العَثَجُ والثَّعَجُ‏:‏ لغتان وأَصوبهما العَثَجُ‏:‏ جماعةُ الناس في السفر‏.‏

ثفج‏:‏ ثَفَجَ الرجلُ ومَفَجَ‏:‏ حَمُقَ؛ عن الهروي في الغريبين‏.‏

ثلج‏:‏ الثَّلْجُ‏:‏ الذي يسقط من السماء، معروف‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ واغْسِلْ

خَطايَ بماء الثَّلْجِ والبَرَدِ، إِنما خصهما بالذكر تأْكيداً للطهارة

ومبالغةً فيها لأَنهما ماءَان مفطوران على خلقتهما، لم يُستعملا ولم تنلهما الأَيدي ولم تخضهما الأَرجل، كسائر المياه التي خالطت التراب وجرت في الأَنهار وجمعت في الحياض، فكانا أَحق بكمال الطهارة‏.‏

وقد أَثْلَجَ يَومُنا‏.‏ وأَثْلَجُوا‏:‏ دخلوا في الثَّلْجِ‏.‏ وثُلِجُوا‏:‏

أَصابهم الثَّلْجُ‏.‏ وأَرضٌ مَثْلُوجَةٌ‏:‏ أَصابها ثَلْجٌ‏.‏ وماءٌ مَثْلُوجٌ‏:‏

مُبَرَّدٌ بالثَّلج؛ قال‏:‏

لو ذُقْتَ فاها، بَعْدَ نَوْمِ المُدْلِجِ، والصُّبْحِ لمَّا هَمَّ بالتَّبَلُّجِ، قُلْتَ‏:‏ جَنى النَّحْلِ بماء الحَشْرَجِ، يُخالُ مَثْلُوجاً، وإِنْ لمْ يُثْلَجِ

وثُلِجَتِ الأَرضُ وأُثْلِجَتْ‏:‏ أَصابها الثَّلْجُ‏.‏ وثَلَجَتْنا السماءُ تَثْلُجُ، بالضم‏:‏ كما

يقال مَطَرَتْنا‏.‏ وأَثْلَجَ الحافرُ‏:‏ بَلَغَ الطينَ‏.‏

وثَلِجَتْ نفسي بالشيء ثَلَجاً، وثَلَجَتْ تَثْلُجُ وتَثْلَجُ ثُلُوجاً‏:‏

اشتفت به واطمأَنت إِليه؛ وقيل‏:‏ عرفَته وسُرَّت به‏.‏ الأَصمعي‏:‏ ثَلِجَتْ

نفسي، بكسر اللام، لغة فيه‏.‏ ابن السكيت‏:‏ ثَلِجْتُ بما خبرتني أَي اشتفيت

به وسكن قلبي إِليه‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ حتى أَتاه الثَّلَجُ

واليقينُ‏.‏ يقال‏:‏ ثَلَجَتْ نفسي بالأَمر إِذا اطمأَنت إِليه وسكنت وثبت فيها

ووَثِقَتْ به؛ ومنه حديث ابن ذي يَزَن‏:‏ وثَلَجَ صدْرُك؛ ومنه حديث

الأَحوض‏:‏ أُعطيك ما تَثْلُجُ إِليه‏.‏ وثَلَجَ قَلْبُه وثَلِجَ‏:‏ تيَقَّن‏.‏

وثُلِجَ قَلْبُه‏:‏ بَلُدَ وذَهَبَ‏.‏ ورجل مَثْلُوجُ الفؤاد‏:‏ بليد؛ قال أَبو خراش

الهذلي‏:‏

ولَمْ يَكُ مَثْلوجَ الفؤادِ مُهَيَّجاً، أَضاعَ الشَّبابَ في الرَّبِيلَةِ والخَفْضِ

وقال كعب بن لؤَي لأَخيه عامر بن لؤي‏:‏

لَئِنْ كُنْتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لَقَدْ بَدا، لِجَمْعِ لُؤَيٍّ مِنْكَ، ذِلَّةُ ذي غَمْضِ

ابن الأَعرابي‏:‏ ثُلِجَ قَلْبُه إِذا بَلُدَ‏.‏ وثَلِجَ به إِذا سُرَّ به وسَكَنَ إِليه؛ وأَنشد‏:‏

فلو كنتُ مَثْلُوجَ الفؤادِ، إِذا بَدَتْ

بلادُ الأَعادي، لا أُمِرُّ ولا أُحْلِي

أَي لو كنت بليد الفؤاد، كنت لا آتي بحلو ولا مرٍّ من الفعل‏.‏ شمر‏:‏

ثَلِجَ صدري لذلك الأَمر أَي انشرح ونَقَعَ به، يَثْلَجُ ثَلَجاً‏.‏ وقد

ثَلَجْتهُ إِذا نَقَعْتَه وبللته؛ وقال عبيد‏:‏

في رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرَّبيعُ قَرارَها، مَوْلِيَّةٍ، لم يَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ

وماءٌ ثَلْجٌ‏:‏ باردٌ‏.‏ قال الفارسي‏:‏ وهو كما قالوا بارد القلْب؛ وأَنشد‏:‏

ولكنَّ قَلْباً، بين جَنْبَيْكَ، باردُ

والثُّلْجُ‏:‏ البُلَداءُ من الرجال‏.‏

والثُّلَجُ‏:‏ فَرْخُ العُقابِ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الثُّلْجُ الفرِحون بالأَخبار‏.‏

وثُلِجَ الرجل إِذا برد قلبه عن شيء، وإِذا فرح أَيضاً‏:‏ فقد ثُلِجَ‏.‏

وحَفَرَ حتى أَثْلَجَ أَي بلَغَ الطين‏.‏ وحَفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلغ الثرى

والنَّبَطَ‏.‏ ويقال‏:‏ قد أَثْلَجَ صدري خَبَرٌ واردٌ أَي شفاني وسكنني

فَثَلَجْتُ إِليه‏.‏

ونَصْلٌ ثُلاجِيٌّ إِذا اشتدَّ بياضه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ إِذا انتهى الحافر

إِلى الطين في النهر قال‏:‏ أَثْلَجْتُ‏.‏

ثمج‏:‏

الأَزهري عقيب ترجمة ثوج‏:‏ أَبو عبيد الثَّجَّةُ الأُقْنَةُ، وهي

حُفْرَةٌ يحتفرها ماء المطر؛ وأَنشد‏:‏

فَوَرَدَتْ صادِيَةً حِرَارا، ثَجَّاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارا، أَوْقاتَ أُقْنٍ، تَعْتَلي الغِمارا

وقال شمر‏:‏ الثَّجَّةُ، بفتح الثاء وتشديد الجيم، الروضة التي حَفَرَت

الحياضَ، وجمعُها ثَجَّاتٌ؛ سميت بذلك لثَجِّها الماءَ فيها‏.‏

جبج‏:‏ التهذيب‏:‏ قد جَبَجَ إِذا عظم جسمُه بعد ضَعْفٍ‏.‏

جرج‏:‏ الجَرِجُ‏:‏ الجائل القَلِقُ‏.‏

وقد جَرِجَ جَرَجاً‏:‏ قَلِقَ واضطرب؛ قال‏:‏

جاءَتْكَ تَهْوِي، جَرِجاً وضِينُها

وجَرِجَ الخَاتَمُ في يدي يَجْرَجُ جَرَجاً إِذا قلق واضطربَ من سَعَته

وجال‏.‏ وفي مناقب الأَنصار‏:‏ وقتلت سَرَواتهم وجَرِجُوا؛ قال ابن الأَثير‏:‏

هكذا رواه بعضهم بجيمين من الجَرَجِ، وهو الاضطراب والقَلَقُ، قال‏:‏

والمشهور من الرواية‏:‏ وجُرِحُوا، مِن الجِراحِ‏.‏ وسِكِّينٌ جَرِجُ النِّصابِ‏:‏

قَلِقُهُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

إِني لأَهْوَى طَفْلَةً فيها غَنَجْ، خَلْخَالُها في ساقها غَيرُ جَرِجْ

وجَرِجَ الرَّجلُ إِذا مشى في الجَرَجَةِ، وهي المَحَجَّةُ وجادَّةُ

الطريق؛ قال الأَزهري‏:‏ وهما لغتان‏.‏

ابن سيده‏:‏ جَرَجَةُ الطريق وَسَطُه ومعظمه‏.‏

والجَرَجُ‏:‏ الأَرضُ ذات الحجارة‏.‏ والجَرَجُ‏:‏ الأَرض الغليظة؛ وأَرضٌ

جَرِجَةٌ‏.‏

وركبَ فلانٌ الجادَّة والجَرَجَةَ والمَحَجَّة‏:‏ كُلُّهُ وَسَطُ الطريق‏.‏

الأَصمعي‏:‏ خَرَجَةُ الطريق، بالخاء، وقال أَبو زيد‏:‏ جَرَجَةُ؛ قال

الرياشي‏:‏ والصواب ما قال الأَصمعي‏.‏

وجَرَجَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ‏:‏ أَكلته‏.‏

والجُرْجُ‏:‏ وعاء من أَوعية النساء؛ وفي التهذيب‏:‏ الجُرْجَةُ والجَرَجَةُ

ضرب من الثياب‏.‏ والجُرْجَةُ‏:‏ خريطةٌ من أَدَمٍ كالخُرْجِ، وهي واسعة

الأَسفل ضيقة الرأْس يجعل فيها الزاد؛ قال أَوس بن حجر يصف قوساً حسنة، دفع

من يسومها ثلاثَة أَبرادٍ وأَدْكَنَ أَي زقّاً مملوءاً عسلاً‏:‏

ثلاثةُ أَبرادٍ جيادٍ، وجُرْجَةٌ، وأَدْكَنُ، مِنْ أَرْيِ الدَّبورِ، مُعَسَّلُ

وبالخاء تصحيف، والجمعُ جُرْجٌ مثل بُسْرَةٍ وبُسْرٍ؛ ومنه جُرَيج‏:‏ مصغر

اسم رجل‏.‏ والجُرْجَةُ، بالضم‏:‏ وعاء مثل الخُرْجِ‏.‏ وابن جُريج‏:‏ رجلٌ‏.‏ قال

ابن بري في قوله الجَرَجَةُ، بتحريك الراء‏:‏ جادَّةُ الطريق؛ قد اختلف في هذا الحرف، فقال قوم‏:‏ هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة ذكره أَبو سهل ووافقه

ابن السكيت وزعم أَن الأَصمعي وغيره صحفوه فقالوا‏:‏ هو جَرَجَة، بجيمين، وقال ابن خالويه وثعلب‏:‏ هو جَرَجَة، بجيمين؛ قال أَبو عمرو الزاهد‏:‏ هذا هو الصحيح؛ وزعم أَن من‏:‏ يقول هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة، فقد صحفه؛ وقال

أَبو بكر بن الجراح‏:‏ سأَلت أَبا الطيب عنها، فقال‏:‏ حكى لي بعض العلماء عن

أَبي زيد أَنه قال‏:‏ هي الجَرَجَةُ، بجيمين، فلقيت أَعرابيّاً فسأَلته

عنها فقال‏:‏ هي الجَرَجَةُ، بجيمين، قال‏:‏ وهو عندي من جَرِجَ الخاتَمُ في إِصبعي؛ وعند الأَصمعي أَنه من الطريق الأَخْرَجِ أَي الواضح، فهذا ما

بينهم من الخلاف، والأَكثر عندهم أَنه بالخاء، وكان الوزير ابن المغربي يسأَل

عن هذه الكلمة على سبيل الامتحان ويقول‏:‏ ما الصواب من القولين‏؟‏ ولا

يفسره‏.‏

جلج‏:‏ الجَلَجُ‏:‏ القَلَقُ والاضطراب‏.‏ والجَلَجُ‏:‏ رؤوس الناس، واحدها

جَلَجَةٌ بالتحريك، وهي الجُمْجُمَةُ والرأْسُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لما أُنزلت‏:‏ إِنَّا فَتَحْنا لك فَتْحاً مُبيناً

ليَغْفِرَ لك اللهُ ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؛ هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبقينا نحن في جَلَجٍ، لا نَدْري ما يُصْنَعُ بنا؛ قال أَبو حاتم‏:‏ سأَلت الأَصمعي عنه فلم يعرفه‏.‏ قال الأَزهري روى أَبو

العباس عن ابن الأَعرابي وعن عمرو عن أَبيه‏:‏ الجَلَجُ رؤوس الناس، واحدها

جَلَجَةٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ فالمعنى إِنا بقينا في عدد رؤوس كثيرة من المسلمين؛ وقال ابن قتيبة‏:‏ معناه وبقينا نحن في عدد من أَمثالنا من المسلمين لا

ندري ما يُصنع بنا‏.‏ وقيل‏:‏ الجَلَجُ، في لغة أَهل اليمامة، حَبابُ الماء، كأَنه يريد تركنا في أَمرٍ ضَيِّقٍ كضيق الحَبَابِ‏.‏ وفي حديث أَسلم‏:‏ أن المغيرة بن شعبة تكنى بأَبي عيسى؛ فقال له عمر‏:‏ أَما يكفيك أَن تكنى

بأَبي عبد الله‏؟‏ فقال‏:‏ إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأَبي عيسى، فقال‏:‏ إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأَخر، وإِنا بعد في جَلَجِنا، فلم يزل يكنى بأَبي عبد الله حتى

هلك‏.‏ وكتب عمر، رضي الله عنه، إِلى عامله على مصر‏:‏ أَن خُذْ من كلِّ

جَلَجَةٍ من القبط كذا وكذا‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ الجَلَجُ جماجم الناس؛ أَراد مِن كل

رأْس‏.‏ ويقال‏:‏ على كلِّ جَلَجَةٍ كذا، والجمع جَلَجٌ‏.‏

جوج‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجاجَةُ جمع جاج، وهي خَرَزةٌ وضيعة لا تساوي

فَلْساً‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الجاجَةُ الخرزة التي لا قيمة لها‏.‏ غيره‏:‏ ما رأَيت عليه

عاجة ولا جاجة؛ وأَنشد لأَبي خراش الهذلي يذكر امرأَته وأَنه عاتبها

فاستحيت وجاءت إِليه مستحيية‏:‏

فجاءَتْ كَخَاصِي العَيْرِ، لم تَحْلَ عاجَةً، ولا جَاجَةٌ منها تَلُوحُ على وَشْمِ

يقال‏:‏ جاء فلان كَخَاصِي العَيْرِ إِذا جاء مستحيياً وخائباً أَيضاً‏.‏

والعاجَةُ‏:‏ الوَقْفُ من العاج تجعله المرأَة في يدها، وهي المَسَكَةُ؛ قال

جرير‏:‏

تَرَى العَبَسَ الحَوْلِيَّ جَوْناً بِكُوعِها

لَها مَسَكاً، من غير عاجٍ ولا ذَبْلِ

أَبو عمرو‏:‏ أَجَّجَ إِذا حمل على العدو، وجَاجَ إِذا وَقَفَ جُبْناً‏.‏

حبج‏:‏ حَبَجَة بالعصا يَحْبِجُه حَبْجاً‏:‏ ضربه‏.‏ وحَبَجَ يَحْبِجُ

حَبْجاً‏:‏ ضَرَطَ‏.‏ وخَبَجَ يَخْبِجُ أَيضاً‏.‏ ويقال‏:‏ حَبَجَهُ بالعَصا حَبْجَةً

وحَبَجاتٍ ضربه بها، مثل خَبَجَه وهَبَجَه‏.‏ والحَبَجُ‏:‏ الحَبْقُ‏.‏ قال

أَعرابي‏:‏ حَبَجَ بها، وربِّ الكعبة‏.‏

وحَبِجَت الإِبلُ، بالكسر، حَبَجاً، فهي حَبْجَى وحَباجَى، مثل حَمْقَى

وحَماقى، وحَبِجَةٌ‏:‏ ورِمَتْ بطونُها من أَكل العَرْفَجِ واجتمع فيها

عُجَرٌ حتى تشتكي منه، فتمرَّغت وزَحَرَتْ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الحَبْجُ أَن يأْكل البعيرُ لِحاءَ العَرْفَجِ

فَيَسْمَنَ على ذلك، ويصير في بطنه مثلُ الأَفْهارِ، وربما قتله ذلك‏.‏

والحَبِجُ‏:‏ السمين الكثيرُ الأَعْفاجِ‏.‏

وروي عن ابن الزبير أَنه قال‏:‏ إِنَّا والله لا نموت على مضاجعنا

حَبَجاً، كما يموت بنو مروان، ولكنا نموت فَعْصاً بالرِّماح ومَوْتاً تحت ظلال

السيوف؛ قال ابن الأَثير‏:‏ الحَبَجُ، بفتحتين، هو ما ذكرناه من أَكل البعير

لِحَاء العَرْفَجِ ويسمن عليه، وربما بَشِمَ منه فقتله؛ يُعَرِّضُ

بِبَني مروان لكثرة أَكلهم وإِسرافهم في ملاذ الدنيا، وأَنهم يموتون بالتخمة‏.‏

الأَزهري‏:‏ حَبَجَ البعيرُ إِذا أَكل العَرْفَج فتَكَبَّبَ في بطنه وضاق

مَبْعَرُه عنه ولم يخرج من جوفه، فربما هلك وربما نجا؛ قال وأَنشدنا أَبو

عبد الرحمن‏:‏

أَشْبَعْتُ رَاعِيَّ مِنَ اليَهْيَرْ، وظَلَّ يَبْكي حَبَجاً بِشَرِّ، خَلْفَ اسْتِهِ مثل نَقِيقِ الهِرِّ

قال أَبو زيد‏:‏ الحَبَجُ للبعير بمنزلة اللَّوَى للإِنسان، فإِن سَلَحَ

أَفاق وإِلاَّ مات‏.‏ ابن سيده‏:‏ حَبَجَ الرجل حُباجاً وَرِمَ بطنُه

وارْتُطِمَ عليه؛ وقيل‏:‏ الحَبَجُ الانتفاخ حيثما كان، من ماء أَو غيره‏.‏

ورجل حَبِجٌ‏:‏ سمين‏.‏

والحَبْجُ والحِبْجُ‏:‏ مُجْتَمَعُ الحَيّ ومعظمُه‏.‏

وأَحْبَجَتْ لنا النارُ‏:‏ بدت بغتة، وكذلك العَلَمُ؛ قال العجاج‏:‏

عَلَوْتُ أَحْشاهُ إِذا ما أَحْبَجَا

وأَحْبَجَ لك الأَمرُ إُذا اعترض فأَمكن‏.‏ والحَبَجُ‏:‏ شُجيرة سُحَيْماءُ

حجازية تُعمل منها القداح، وهي عتيقة العود، لها وُرَيْقَةٌ تعلوها

صُفْرَةُ، وتعلو صُفْرَتَها غُبْرَةٌ دون ورق الخُبَّازَى‏.‏

والحَوْبَجَةُ‏:‏ وَرَمٌ يصيب الإِنسان في يديه، يمانية، حكاه ابن دريد

قال‏:‏ ولا أَدري ما صحتها، فلذلك أُخرت عن موضعها‏.‏

حبرج‏:‏ الحُبْرُجُ والحُبارِجُ‏:‏ ذَكَر الحُبَارَى كالحُبجُرِ والحُباجِر‏.‏

والحُبرُجُ والحُبارِجُ‏:‏ دُويْبَّة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الحَبارِيجُ طيور

الماء المُلَعَّمَة‏.‏ وقال‏:‏ الحَبارِجُ من طير الماء‏.‏

حجج‏:‏ الحَجُّ‏:‏ القصدُ‏.‏ حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه

حَجّاً‏:‏ قصده‏.‏ وحَجَجْتُ فلاناً واعتَمَدْتُه أَي قصدته‏.‏ ورجلٌ محجوجٌ

أَي مقصود‏.‏ وقد حَجَّ بنو فلان فلاناً إِذا أَطالوا الاختلاف إليه؛ قال

المُخَبَّلُ السعدي‏:‏

وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثِيرةً، يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا

أَي يَقْصِدُونه ويزورونه‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ يقول يُكْثِرُونَ الاختلاف

إِليه، هذا الأَصل، ثم تُعُورِفَ استعماله في القصد إِلى مكة للنُّسُكِ

والحجِّ إِلى البيت خاصة؛ تقول حَجَّ يَحُجُّ حَجًّا‏.‏ والحجُّ قَصْدُ

التَّوَجُّه إِلى البيت بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة؛ تقول‏:‏ حَجَجْتُ

البيتَ أَحُجُّه حَجًّا إِذا قصدته، وأَصله من ذلك‏.‏ وجاء في التفسير‏:‏ أن النبي، صلى الله عليه ولم، خطب الناسَ فأَعلمهم أَن الله قد فرض عليهم

الحجَّ، فقام رجل من بني أَسد فقال‏:‏ يا رسول الله، أَفي كلِّ عامٍ‏؟‏ فأَعرض عنه

رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد الرجلُ ثانيةً، فأَعرض عنه، ثم عاد

ثالثةً، فقال عليه الصلاة والصلام‏:‏ ما يؤمنك أَن أَقولَ نعم، فَتَجِبَ، فلا تقومون بها فتكفرون‏؟‏ أَي تدفعون وجوبها لثقلها فتكفرون‏.‏ وأَراد عليه

الصلاة والسلام‏:‏ ما يؤمنك أَن يُوحَى إِليَّ أَنْ قُلْ نعم فَأَقولَ‏؟‏

وحَجَّه يَحُجُّه، وهو الحجُّ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ حجَّه يَحُجُّه حِجًّا، كما

قالوا‏:‏ ذكره ذِكْراً؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

يومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلوجا،

وكلَّ أُنثَى حَمَلَتْ خَدُوجا

وكلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا، ويَسْتَخِفُّ الحَرَمَ المَحْجُوجا

فسَّره فقال‏:‏ يستخف الناسُ الذهابَ إِلى هذه المدينة لأَن الأَرض

دُحِيَتْ من مكة، فيقول‏:‏ يذهب الناس إِليها لأَن يحشروا منها‏.‏ ويقال‏:‏ إِنما

يذهبون إِلى بيت المقدس‏.‏

ورجلٌ حاجٌّ وقومٌ حُجَّاجٌ وحَجِيجٌ والحَجِيجُ‏:‏ جماعةُ الحاجِّ‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ ومثله غازٍ وغَزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونادٍ ونَدِيٌّ، للقومِ

يَتَناجَوْنَ ويجتمعون في مجلس، وللعادِينَ على أَقدامهم عَدِبٌّ؛ وتقول‏:‏

حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا، فأَنا حاجٌّ‏.‏ وربما أَظهروا التضعيف في ضرورة الشعر؛ قال الراجز‏:‏

بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَو حاجِجِ

ويجمع على حُجٍّ، مثل بازلٍ وبُزْلٍ، وعائذٍ وعُودٍ؛ وأَنشد أَبو زيد

لجرير يهجو الأَخطل ويذكر ما صنعه الجحافُ بن حكيم السُّلمي من قتل بني

تَغْلِبَ قوم الأَخطل باليُسُرِ، وهو ماءٌ لبني تميم‏:‏

قد كانَ في جِيَفٍ بِدِجْلَةَ حُرِّقَتْ، أَو في الذينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ

وكأَنَّ عافِيَةَ النُّسُور عليهمُ

حُجٌّ، بأَسْفَلِ ذي المَجَازِ نُزُولُ

يقول‏:‏ لما كثر قتلى بني تَغْلِبَ جافَتِ الأَرضُ فحُرّقوا لِيَزُولَ

نَتْنُهُمْ‏.‏ والرَّحُوبُ‏:‏ ماءٌ لبني تغلب‏.‏ والمشهور في رواية البيت‏:‏ حِجٌّ، بالكسر، وهو اسم الحاجِّ‏.‏ وعافِيةُ النسور‏:‏ هي الغاشية التي تغشى لحومهم‏.‏

وذو المجاز‏:‏ سُوقٌ من أَسواق العرب‏.‏ والحِجُّ، بالكسر، الاسم‏.‏

والحِجَّةُ‏:‏ المرَّة الواحدة، وهو من الشَّواذِّ، لأَن القياس بالفتح‏.‏ وأَما

قولهم‏:‏ أَقْبَلَ الحاجُّ والداجُّ؛ فقد يكون أَن يُرادَ به الجِنسُ، وقد يكون

اسماً للجمع كالجامل والباقر‏.‏ وروى الأَزهري عن أَبي طالب في قولهم‏:‏ ما

حَجَّ ولكنه دَجَّ؛ قال‏:‏ الحج الزيارة والإِتيان، وإِنما سمي حاجًّا

بزيارة بيت الله تعالى؛ قال دُكَين‏:‏

ظَلَّ يَحُجُّ، وظَلِلْنا نَحْجُبُهْ، وظَلَّ يُرْمَى بالحَصى مُبَوَّبه قال‏:‏ والداجُّ الذي يخرج للتجارة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لم يترك حاجَّةً ولا

داجَّة‏.‏ الحاجُّ والحاجَّةُ‏:‏ أَحد الحُجَّاجِ، والداجُّ والدَّاجَّةُ‏:‏

الأَتباعُ؛ يريد الجماعةَ الحاجَّةَ ومَن معهم مِن أَتباعهم؛ ومنه الحديث‏:‏

هؤلاء الداجُّ وليْسُوا بالحاجِّ‏.‏

ويقال للرجل الكثير الحجِّ‏:‏ إِنه لحَجَّاجٌ، بفتح الجيم، من غير إِمالة، وكل نعت على فَعَّال فهو غير مُمَالِ الأَلف، فإِذا صيَّروه اسماً

خاصّاً تَحَوَّلَ عن حالِ النعت، ودخلته الإِمالَةُ، كاسم الحَجَّاجِ

والعَجَّاجِ‏.‏ والحِجُّ‏:‏ الحُجَّاجُ؛ قال‏:‏

كأَنما، أَصْواتُها بالوادِي، أَصْواتُ حِجٍّ، مِنْ عُمانَ، عادي

هكذا أَنشده ابن دريد بكسر الحاء‏.‏ قال سيبويه‏:‏ وقالوا حَجَّةٌ واحدةٌ، يريدون عَمَلَ سَنَةٍ واحدة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ

واحدةٍ، وبعضٌ يَكسر الحاء، فيقول‏:‏ الحِجُّ والحِجَّةُ؛ وقرئ‏:‏ ولله على

الناسِ حِجُّ البيتِ، والفتح أَكثر‏.‏ وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ ولله على

الناس حَِجُّ البيت؛ يقرأُ بفتح الحاء وكسرها، والفتح الأَصل‏.‏ والحَجُّ‏:‏

اسم العَمَل‏.‏ واحْتَجَّ البَيْتَ‏:‏ كحَجَّه عن الهجري؛ وأَنشد‏:‏

تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَيْتِ، حتى تَظَاهَرَتْ

عليَّ ذُنُوبٌ، بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ

وقوله تعالى‏:‏ الحجُّ أَشهُرٌ معلوماتٌ؛ هي شوَّال وذو القعدة، وعشرٌ من ذي الحجة‏.‏ وقال الفراء‏:‏ معناه وقتُ الحج هذه الأَشهرُ‏.‏ وروي عن الأَثرم

وغيره‏:‏ ما سمعناه من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً، ولا رأَيتُ رأْيَةً، وإِنما

يقولون حَجَجْتُ حِجَّةً‏.‏ قال‏:‏ والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائي بينهما

فُرْقانٌ‏.‏ وغيره يقول‏:‏ الحَجُّ حَجُّ البيْتِ، والحِجُّ عَمَلُ

السَّنَةِ‏.‏ وتقول‏:‏ حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة، فقيل‏:‏ حُجَّ

البَيْتُ لأَن الناسَ يأَتونه كلَّ سَنَةٍ‏.‏ قال الكسائي‏:‏ كلام العرب كله

على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلاّ قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيتُ

رُؤْيَةً‏.‏ الحِجَّةُ‏:‏ السَّنَةُ، والجمع حِجَجٌ‏.‏

وذو الحِجَّةِ‏:‏ شهرُ الحَجِّ، سمي بذلك لِلحَجِّ فيه، والجمع ذَواتُ

الحِجَّةِ، وذَواتُ القَعْدَةِ، ولم يقولوا‏:‏ ذَوُو على واحده‏.‏

وامرأَة حاجَّةٌ ونِسْوَةٌ حَواجُّ بَيْتِ الله بالإِضافة إِذا كنّ قد

حَجَجْنَ، وإِن لم يَكُنَّ قد حَجَجْنَ، قلت‏:‏ حَواجُّ بَيْتَ الله، فتنصب

البيت لأَنك تريد التنوين في حَواجَّ، إِلا أَنه لا ينصرف، كما يقال‏:‏ هذا

ضارِبُ زيدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زيداً غداً، فتدل بحذف التنوين على أَنه قد

ضربه، وبإِثبات التنوين على أَنه لم يضربه‏.‏

وأَحْجَجْتُ فلاناً إِذا بَعَثْتَه لِيَحُجَّ‏.‏ وقولهم‏:‏ وحَجَّةِ الله لا

أَفْعَلُ بفتح أَوَّله وخَفْضِ آخره، يمينٌ للعرب‏.‏

الأَزهريُّ‏:‏ ومن أَمثال العرب‏:‏ لَجَّ فَحَجَّ؛ معناه لَجَّ فَغَلَبَ

مَنْ لاجَّه بحُجَجِه‏.‏ يقال‏:‏ حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حتى

حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ التي أَدْلَيْتُ بها؛ قيل‏:‏ معنى قوله

لَجَّ فَحَجَّ أَي أَنه لَجَّ وتمادَى به لَجاجُه، وأَدَّاه اللَّجاجُ إِلى

أَن حَجَّ البيتَ الحرام، وما أَراده؛ أُريد‏:‏ أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه

حتى خرج حاجّاً‏.‏

والمَحَجَّةُ‏:‏ الطريق؛ وقيل‏:‏ جادَّةُ الطريق؛ وقيل‏:‏ مَحَجَّة الطريق

سَنَنُه‏.‏

والحَجَوَّجُ‏:‏ الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى؛ وأَنشد‏:‏

أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ، إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ

والحُجَّة‏:‏ البُرْهان؛ وقيل‏:‏ الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم؛ وقال

الأَزهري‏:‏ الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة‏.‏

وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ‏.‏

والتَّحاجُّ‏:‏ التَّخاصُم؛ وجمع الحُجَّةِ‏:‏ حُجَجٌ وحِجاجٌ‏.‏ وحاجَّه

مُحاجَّةً وحِجاجاً‏:‏ نازعه الحُجَّةَ‏.‏

وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً‏:‏ غلبه على حُجَّتِه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فَحَجَّ آدمُ

موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة‏.‏

واحْتَجَّ بالشيءِ‏:‏ اتخذه حُجَّة؛ قال الأَزهري‏:‏ إِنما سميت حُجَّة

لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن القصد لها وإِليها؛ وكذلك مَحَجَّة الطريق هي

المَقْصِدُ والمَسْلَكُ‏.‏ وفي حديث الدجال‏:‏ إِن يَخْرُجْ وأَنا فيكم فأَنا

حَجِيجُه أَي مُحاجُّهُ ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عليه‏.‏ والحُجَّةُ‏:‏

الدليل والبرهان‏.‏ يقال‏:‏ حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ، فَعِيل بمعنى

فاعل‏.‏ ومنه حديث معاوية‏:‏ فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي أَي أَغْلِبه بالحُجَّة‏.‏ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً، فهو مَحْجوجٌ وحَجِيج، إِذا قَدَحَ

بالحَديد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حى يَتَلَطَّخ الدِّماغُ بالجم

فيَقْلَعَ الجِلْدَة التي جَفَّت، ثم يُعالَج ذلك فَيَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ ويكون

آمَّةً؛ قال أَبو ذؤَيب يصف امرأَة‏:‏

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتى كأَنَّها

أُسِيٌّ، على أُمِّ الدِّماغ، حَجِيجُ

وكذلك حَجَّ الشجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرها بالمِيلِ

ليُعالِجَها؛ قال عذارُ بنُ دُرَّةَ الطائي‏:‏

يَحُجُّ مَأْمُومَةً، في قَعْرِها لَجَفٌ، فاسْتُ الطَّبِيب قَذاها كالمَغاريدِ

المَغاريدُ‏:‏ جمع مُغْرُودٍ، هو صَمْغٌ معروف‏.‏ وقال‏:‏ يَحُجُّ يُصْلِحُ

مَأْمُومَةً شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس؛ وفسر ابن دريد هذا الشعر فقال‏:‏

وصف هذا الشاعر طبيباً يداوي شجة بعيدَة القَعْر، فهو يَجْزَعُ من هَوْلِها، فالقذى يتساقط من استه كالمَغاريد؛ وقال غيره‏:‏ استُ الطبيب يُرادُ

بها مِيلُهُ، وشَبَّهَ ما يَخْرُجُ من القَذى على ميله بالمغاريد‏.‏

والمَغاريدُ‏:‏ جمع مُغْرُودٍ، وهو صمغ معروف‏.‏

وقيل‏:‏ الحَجُّ أَن يُشَجَّ الرجلُ فيختلط الدم بالدماغ، فيصب عليه السمن المُغْلَى حتى يظهر الدم، فيؤْخذَ بقطنة‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الحَجِيجُ من الشِّجاجِ الذي قد عُولِجَ، وهو ضَرْبٌ من علاجها‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ الحَجُّ أن تُفْلَقَ الهامَةُ فَتُنْظَرَ هل فيها عَظْم أَو دم‏.‏ قال‏:‏ والوَكْسُ أن يقَعَ في أُمِّ الرأْس دم أَو عظام أَو يصيبها عَنَتٌ؛ وقيل‏:‏ حَجَّ

الجُرْحَ سَبَرَهُ ليعرف غَوْرَهُ؛ عن ابن الأَعرابي‏:‏

والحُجُجُ‏:‏ الجِراحُ المَسْبُورَةُ‏.‏ وقيل‏:‏ حَجَجْتُها قِسْتُها، وحَجَجْتُهُ حَجّاً، فهو حَجِيجٌ، إِذا سَبَرْتَ شَجَّتَه بالمِيل

لِتُعالِجَه‏.‏ المِحْجاجُ‏:‏ المِسْبارُ‏.‏

وحَجَّ العَظْمَ يَحُجُّهُ حَجّاً‏:‏ قَطَعَهُ من الجُرْح واستخرجه، وقد

فسره بعضهم بما أُنشِدْنا لأَبي ذُؤَيْبٍ‏.‏ ورأْسٌ أَحَجُّ‏:‏ صُلْبٌ‏.‏

واحْتَجَّ الشيءُ‏:‏ صَلُبَ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ يصف الركاب في سفر كان

سافره‏:‏

ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأْسٍ

أَحَجَّ، كَأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ

والحَجاجُ والحِجاجُ‏:‏ العَظْمُ النابِتُ عليه الحاجِبُ‏.‏ والحِجاجُ‏:‏

العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ العين، ويقال‏:‏ بل هو الأَعلى تحت الحاجب؛ وأَنشد قول العجاج‏:‏

إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا

وقال ابن السكيت‏:‏ هو الحَجَّاجُ‏.‏ والحِجَاجُ‏:‏ العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العين وعليه

مَنْبَتُ شعَر الحاجب‏.‏ والحَجَاجُ والحِجَاجُ، بفتح الحاءِ وكسرها‏:‏ العظم الذي

ينبت عليه الحاجب، والجمع أَحِجَّة؛ قال رؤْبة‏:‏

صَكِّي حِجاجَيْ رَأْسِه وبَهْزي

وفي الحديث‏:‏ كانت الضبُعُ وأَولادُها في حَِجاجِ عينِ رجل من العماليق‏.‏

الحِجاج، بالكسر والفتح‏:‏ العظم المستدير حول العين؛ ومنه حديث جَيْشِ

الخَبَطِ‏:‏ فجلس في حَِجَاج عينه كذا كذا نفراً؛ يعني السمكة التي وجدوها على

البحر‏.‏ وقيل‏:‏ الحِجاجان العظمان المُشرِفانِ على غارِبَي العينين؛ وقيل‏:‏

هما مَنْبَتا شعَرِ الحاجبين من العظم؛ وقوله‏:‏

تُحاذِرُ وَقْعَ الصَّوْتِ خَرْصاءُ ضَمَّها

كَلالٌ، فَحالَتْ في حِجا حاجِبٍ ضَمْرِ

فإِن ابن جني قال‏:‏ يريد في حِجاجِ حاجِبٍ ضَمْرٍ، فحذف للضرورة؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه أَراد بالحجا ههنا الناحية؛ والجمع‏:‏ أَحِجَّةٌ

وحُجُجٌ‏.‏ قال أَبو الحسن‏:‏ حُجُجٌ شاذ لأَن ما كان من هذا النحو لم يُكَسَّر على

فُعُلٍ، كراهية التضعيف؛ فأَما قوله‏:‏

يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ، للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ، كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ

فإِنه جمع حِجاجاً على غير قياس، وأَظهر التضعيف اضطراراً‏.‏

والحَجَجُ‏:‏ الوَقْرَةُ في العظم‏.‏

والحِجَّةُ، بكسر الحاءِ، والحاجَّةُ‏:‏ شَحْمَةُ الأُذُنِ، الأَخيرة اسم

كالكاهل والغارب؛ قال لبيد يذكر نساء‏:‏

يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ في كلِّ حِجَّةٍ، وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْناقُهُنَّ عَواطِلا

غَرائِرُ أَبْكارٌ، عَلَيْها مَهابَةٌ، وعُونٌ كِرامٌ يَرْتَدينَ الوَصائِلا

يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ أَي يَثْقُبْنَهُ‏.‏ والوصائِلُ‏:‏ بُرُودُ

اليَمن، واحدتها وَصِيلة‏.‏ والعُونُ جمع عَوانٍ‏:‏ للثيِّب‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ الحِجَّةُ

ههنا المَوْسِمُ؛ وقيل‏:‏ في كل حِجَّة أَي في كل سنة، وجمعها حِجَجٌ‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ الحِجَّةُ والحَجَّةُ ثُقْبَةُ شَحْمَة الأُذن‏.‏ والحَجَّة

أَيضاً‏:‏ خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّق في الأُذن؛ قال ابن دريد‏:‏ وربما

سميت حاجَّةً‏.‏

وحَِجاجُ الشمس‏:‏ حاجِبُها، وهو قَرْنها؛ يقال‏:‏ بدا حِجاجُ الشمس‏.‏

وحَِجاجا الجبل‏:‏ جانباه‏.‏ والحُجُجُ‏:‏ الطرُقُ المُحَفَّرَةُ‏.‏

والحَجَّاجُ‏:‏ اسم رجل؛ أَماله بعض أَهل الإِمالة في جميع وجوه الإِعراب

على غير قياس في الرفع والنصب، ومثل ذلك الناس في الجرِّ خاصة؛ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما مثلته به لأَن أَلف الحجاج زائدة غير منقلبة، ولا يجاورها مع

ذلك ما يوجب الإِمالة، وكذلك الناس لأَن الأَصل إِنما هو الأُناس فحذفوا

الهمزة، وجعلوا اللام خَلَفاً منها كالله إِلا أَنهم قد قالوا الأُناس، قال‏:‏ وقالوا مررت بناس فأَمالوا في الجر خاصة، تشبيهاً للألف بأَلف

فاعِلٍ، لأَنها ثانية مثلها، وهو نادر لأَن الأَلف ليست منقلبة؛ فأَما في الرفع والنصب فلا يميله أَحد، وقد يقولون‏:‏ حَجَّاج، بغير أَلف ولام، كما

يقولون‏:‏ العباس وعباس، وتعليل ذلك مذكور في مواضعه‏.‏

وحِجِجْ‏:‏ من زَجْرِ الغنم‏.‏

وفي حديث الدعاءِ‏:‏ اللهم ثَبِّت حُجَّتي في الدنيا والآخرة أَي قَوْلي

وإِيماني في الدنيا وعند جواب الملكين في القبر‏.‏

حجحج‏:‏ الحَجْحَجَة‏:‏ النُّكُوصُ‏.‏

يقال‏:‏ حملوا على القوم حملةً ثم حَجْحَجُوا‏.‏ وحَجْحَجَ الرجلُ‏:‏ نَكَصَ، وقيل‏:‏ عجز؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

ضَرْباً طِلَحْفاً ليس بالمُحَجْحِجِ

أَي ليس بالمتواني المُقَصِّر‏.‏

وحَجْحَجَ الرجل إِذا أَراد أَن يقول ما في نفسه ثم أَمسك، وهو مثل المَجْمَجَة‏.‏ وفي المحكم‏:‏ حَجْحَجَ الرجل‏:‏ لم يُبْدِ ما في نفسه‏.‏ والحَجْحَجَةُ‏:‏ التَّوَقُّفُ عن الشيءِ والارتداعُ‏.‏

وحَجْحَجَ عن الشيء‏:‏ كفَّ عنه‏.‏ وحَجْحَجَ‏:‏ صاح‏.‏ وتَحَجْحَجَ‏:‏ صاح‏.‏

وتحجحج القومُ بالمكان‏:‏ أَقاموا به فلم يبرحوا‏.‏

وكَبْشٌ حَجْحَجٌ‏:‏ عظيم؛ قال‏:‏

أَرْسَلْتُ فيها حَجْحَجاً قَدْ أَسْدَسا