فصل: باب: الصاد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


باب‏:‏ الصاد

الصاد المهملة حرف من الحروف العشرة المهموسة، والزايُ والسينُ والصادُ في حَيّز واحد، وهذه الثلاثة أَحْرُف هي الأَسَلِيَّة لأَن مبناها من أَسَلَة اللسان، وهي مُسْتدَقّ طرف اللسان، ولا تَأْتَلِف الصاد مع السين ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب‏.‏

أبص‏:‏ رجل أَبِصٌ وأَبُوصٌ‏:‏ نشيط، وكذلك الفرس؛ قال أَبو دُواد‏:‏

ولقد شَهِدْتُ تَغاؤراً *** يومَ اللِّقاءِ، على أَبُوص

وقد أَبَصَ يَأْبِصُ أَبْصاً، فهو آبِصٌ وأَبُوصٌ‏.‏ الفراء‏:‏ أَبِصٌ يأْبَصُ وهَبِصَ يَهْبَص إِذا أَرِنَ ونَشِطَ‏.‏

أجص‏:‏ الإِجّاصُ والإِنْجاصُ‏:‏ من الفاكهة معروف، قال أُميّة بن أَبي عائذ الهذلي يصف بقرة‏:‏

يَتَرَقّبُ الخَطْبُ السَّواهِمَ كلَّها ** بِلَواقِحٍ كَحوالِك الإِجّاص

ويروى‏:‏ الإِنْجاص‏.‏ قال الجوهري‏:‏ الإِجّاصُ دَخيل لأَن الجيم والصاد لا

يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب، والواحدة إِجّاصة‏.‏ قال يعقوب‏:‏ ولا

تقل إِنْجاص؛ قال ابن بري‏:‏ وقد حكى محمد ابن جعفر القزّاز إِجّاصة

وإِنْجاصة وقال‏:‏ هما لغتان‏.‏

أصص‏:‏ الأَصُّ والإِصُّ والأُصُّ‏:‏ الأَصلُ؛ وأَنشد ابن بري للقُلاخ‏:‏

ومِثْلُ سَوَّارٍ رَدَدْناه إِلى

إِدْرَوْنِه ولُؤْمِ أَصِّه على

الرَّغْمِ مَوْطُؤَ الحَصَى مُذَلَّلا

وقيل‏:‏ الأَصّ الأَصلُ الكريم، قال‏:‏ والجمع آصاصٌ؛ أَنشد ابن دريد‏:‏

قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا، وعِزَّةً قَعْساءَ لن تُنَاصا

وكذلك العَصُّ، وسيأْتي ذكره‏.‏ وبِناءٌ أَصِيصٌ‏:‏ مُحْكَم كرَصِيص‏.‏ وناقة

أَصُوصٌ‏:‏ شديدةٌ مُوَثَّقةٌ، وقيل كريمة‏.‏ تقول العرب في المَثَل‏:‏ ناقة

أَصُوصٌ عليها صُوص أَي كريمة عليها بَخِيل، وقيل‏:‏ هي الحائلُ التي قد

حُمِل عليها فلم تَلْقَحْ، وجمعُها أُصُصٌ، وقد أَصَّتْ تَئِصّ؛ وقيل‏:‏

الأَصُوصُ الناقةُ الحائلُ السَّمِينةُ؛ قال امرؤ القيس‏:‏

فهل تُسْلِيَنَّ الهَمَّ عَنْكَ شِمِلَّةٌ، مُداخَلَةٌ صَمُّ العِظامِ أَصُوصُ‏؟‏

أَرادَ صَمَّ عِظامُها‏.‏ وقد أَصّتْ تَؤُصُّ أَصَيصاً إِذا اشْتَدّ لحمها

وتَلاحَكَتْ أَلْواحُها‏.‏ ويقال‏:‏ جِئْ به من إِصِّكَ من حيث كان‏.‏ وإِنه

لأَصيصٌ كَصيصٌ أَي مُنْقبض‏.‏ وله أَصيصٌ أَي تحرُّكٌ والتواء من الجَهد‏.‏

والأَصيصُ‏:‏ الرِّعْدةُ‏.‏ وأَفْلَت وله أَصيصٌ أَي رِعْدة، يقال‏:‏ ذُعْرٌ

وانْقِباضٌ‏.‏ والأَصِيصُ‏:‏ الدِّنُّ المقطوع الرأْس؛ قال عبدة بن الطَّبِيب‏:‏لنا أَصِيصٌ كجِزمِ الحَوْضِ، هَدَّمَه

وطْءُ الغَزال، لَدَيْه الزِّقُّ مَغْسُول

وقال خالد بن يزيد‏:‏ الأَصِيصُ أَسْفلُ الدَّنِّ كانَ يُوضَعُ لِيُبالَ

فيه؛ وقال عديّ بن زيد‏:‏

يا ليتَ شِعْري، وأَنا ذو غِنىً، متى أَرَى شَرْباً حَوَالَيْ أَصِيص‏؟‏

يعني به أَصْل الدَّنّ، وقيل‏:‏ أَراد بالأَصِيصِ الباطِيةَ تشبيهاً

بأَصْل الدَّنِّ، ويقال‏:‏ هو كهيئة الجَرِّ له عُرْوتانِ يُحْمل فيه الطينُ‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الأَصِيصُ ما تكَسّر من الآنية وهو نصف الجَرِّ أَو الخابية

تُزْرَعْ فيه الرياحينُ‏.‏

أمص‏:‏ الآمِصُ‏:‏ الخامِيزُ، وهو ضَرْبٌ من الطعام، وهو العامِصُ أَيضاً؛ فارسي حكاه صاحب العين‏.‏ التهذيب‏:‏ الآمِصُ إِعرابُ الخامِيز، والخامِيزُ‏:‏

اللحمُ يَشَرَّح رقيقاً ويؤكل نِيئاً، وربما يُلْفح لَفحة النار‏.‏

أيص‏:‏ جئ به من أَيصِك أَي من حيث كان‏.‏

بخص‏:‏ البَخْصُ‏:‏ مصدر بَخَصَ عينَه يَبْخَصُها بَخْصاً أَغارها؛ قال

اللحياني‏:‏ هذا كلام العرب، والسين لغة‏.‏ والبَخَصُ‏:‏ سُقوطُ باطنِ الحجَاجِ على

العين‏.‏ والبَخَصة‏:‏ شَحْمةُ العَيْنِ من أَعلى وأَسفل‏.‏ التهذيب‏:‏

والبَخَصُ في العَيْن لحمٌ عند الجفن الأَسفل كاللَّخَصِ عند الجَفْن الأَعْلى‏.‏

وفي حديث القُرَظِيِّ في قوله عز وجل‏:‏ قل هو اللّه أَحد اللّه الصمد، لو

سُكِتَ عنها لتَبَخَّص لها رجالٌ فقالوا‏:‏ ما صَمَدٌ‏؟‏ البَخَصُ، بتحريك

الخاء‏:‏ لحمٌ تحت الجفن الأَسفل يظهر عند تَحْدِيق الناظر إِذا أَنكر شيئاً

وتعجَّب منه، يعني لولا أَن البيان اقْتَرَنَ في السُّورة بهذا الاسم

لتَحَيَّروا فيه حتى تَنْقَلِب أَبصارُهم‏.‏ غيره‏:‏ البَخَصُ لحمٌ ناتئٌ فوق

العينين أَو تحتهما كهيئة النَّفْخة، تقول منه‏:‏ بَخِص الرجلُ، بالكسر، فهو أَبْخَصُ إِذا نَتَأَ ذلك منه‏.‏ وبَخَصْتُ عَيْنَه أَبْخَصُها بَخْصاً

إِذا قَلَعتها مع شَحْمَتِها‏.‏ قال يعقوب‏:‏ ولا تقل بَخَسْتُ‏.‏ وروى الأَصمعي‏:‏

بَخَصَ عَيْنَه وبَخَزَها وبَخَسَها، كله بمعنى فَقَأَها‏.‏ والبَخَصُ، بالتحريك‏:‏ لحمُ القَدَمِ ولحمُ فِرْسِن البعير ولحمُ أُصولِ الأَصابعِ مما

يَلي الراحةَ، الواحدةُ بَخَصةٌ‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ الوَجَى في عظْم الساقين

وبَخَصِ الفَراسِنِ؛ والوَجى قِيل الحَفا‏.‏ وفي صفته، صلّى اللّه عليه

وسلّم‏:‏ أَنه كان مَبْخُوصَ العَقِبَيْن أَي قليلَ لحمِهِما‏.‏ قال الهروي‏:‏ وإن روي بالنون والحاء والضاد، فهو من النَّحْضِ اللحم‏.‏ يقال‏:‏ نَحَضْتُ

العظْمَ إِذا أَخذتَ عنه لحمَهُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ والبَخَصةُ لحمُ الكفِّ والقدمِ، وقيل‏:‏ هي لحمُ باطنِ القدم، وقيل‏:‏ هي ما وَليَ الأَرضَ من تحتِ أَصابعِ

الرجلين وتحت مناسمِ البعير والنِّعام، والجمع بَخَصات وبَخَصٌ؛ قال‏:‏

وربما أَصابَ الناقةَ داءٌ في بَخَصِها، فهي مَبْخوصة تَظْلَعُ من ذلك‏.‏

والبَخَصُ‏:‏ لحمُ الذراعين‏.‏ وناقة مبْخُوصَة‏:‏ تَشْتكِي بَخَصَتَها‏.‏ وبَخَصُ

اليدِ‏:‏ لحمُ أُصول الأَصابع مما يلي الراحة‏.‏ والبَخَصةُ‏:‏ لحمُ أَسفلِ خُفِّ

البعير، والأَظَلُّ‏:‏ ما تحتَ المناسم‏.‏ المبرّد‏:‏ البَخَصُ اللحم الذي

يَرْكبُ القدم، قال‏:‏ وهو قول الأَصمعي، وقال غيره‏:‏ هو لحمٌ يُخالطُه بياضٌ من فسادٍ يَحُلّ فيه؛ ومما يدل على أَنه اللحم خالَطَهُ الفسادُ قولُ أَبي

شُراعةَ من بني قيس بن ثعلبة‏:‏

يا قَدَمَيّ، ما أَرى لي مَخْلَصا

ممّا أَرَاه، أَو تَعُودا بَخَصَا

بخلص‏:‏ بَخْلَصٌ وبَلْخَصٌ‏:‏ غليظٌ كثيرُ اللحمِ، وقد تَبَخْلصَ

وتَبَلْخَصَ‏.‏

برص‏:‏ البَرَصُ‏:‏ داءٌ معروف، نسأَل اللّه العافيةَ منه ومن كل داءِ، وهو بياض يقع في الجسد، برِصَ بَرَصاً، والأُنثى بَرْصاءُ؛ قال‏:‏

مَنْ مُبْلغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أَنه

هَجانا ابنُ بَرْصاءِ العِجانِ شَبِيبُ

ورجل أَبْرَصُ، وحيّة بَرْصاءُ‏:‏ في جلدها لُمَعُ بياضٍ، وجمع الأَبْرصِ

بُرْصٌ‏.‏ وأَبْرَصَ الرجلُ إِذا جاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ، ويُصَغَّرُ

أَبْرَصُ فيقال‏:‏ بُرَيْصٌ، ويجمع بُرْصاناً، وأَبْرَصَه اللّهُ‏.‏

وسامُّ أَبْرَصَ، مضاف غير مركب ولا مصروف‏:‏ الوَزَغةُ، وقيل‏:‏ هو من كِبارِ الوزَغ، وهو مَعْرِفة إِلا أَنه تعريفُ جِنْس، وهما اسمان جُعِلا

اسماً واحداً، إِن شئت أَعْرَبْتَ الأَول وأَضَفْتَه إِلى الثاني، وإن شِئْتَ بَنَيْت الأَولَ على الفتح وأَعْرَبت الثاني بإِعراب ما لا ينصرف، واعلم أَن كلَّ اسمين جُعِلا واحداً فهو على ضربين‏:‏ أَحدهما أَن يُبْنَيا

جميعاً على الفتح نحو خمسةَ عَشَرَ، ولقيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، وهو جارِي

بَيْت بَيْت، وهذا الشيءُ بينَ بينَ أَي بين الجيِّد والرديءِ، وهمزةٌ بينَ

بينَ أَي بين الهمزة وحرف اللين، وتَفَرّق القومُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ

وشغَرَ بَغَرَ وشَذَرَ مَذَرَ، والضربُ الثاني أَن يُبْنى آخرُ الاسم الأَول

على الفتح ويعرب الثاني بإِعراب ما لا ينصرف ويجعلَ الاسمان اسماً واحداً

لِشَيءٍ بعَيْنِه نحو حَضْرَمَوْت وبَعْلَبَكّ ورامَهُرْمُز ومارَ

سَرْجِسَ وسامَّ أَبْرَصَ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت‏:‏ هذا

حَضْرَمَوْتٍ، أَعْرَبْتَ حَضْراً وخفضْتَ مَوْتاً، وفي مَعْدِي كَرِب ثلاثُ

لغات ذُكِرَتْ في حرف الباء؛ قال الليث‏:‏ والجمع سَوامُّ أَبْرَصَ، وإن شئت قلت هؤلاء السوامُّ ولا تَذْكر أَبْرَصَ، وإِن شئت قلت هؤُلاءِ

البِرَصةُ والأَبارِصةُ والأَبارِصُ ولا تَذْكر سامَّ، وسَوامُّ أَبْرَصَ لا

يُثَنى أَبْرَص ولا يُجْمَع لأَنه مضاف إِلى اسم معروف، وكذلك بناتُ آوَى

وأُمَّهات جُبَين وأَشْباهها، ومن الناس من يجمع سامَّ أَبْرَص البِرَصةَ؛ ابن سيده‏:‏ وقد قالوا الأَبارِص على إِرادة النسب وإِن لم تثبت الهاء كما

قالوا المَهالِب؛ قال الشاعر‏:‏

واللّهِ لو كُنْتُ لِهذا خالِصَا، لَكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبارِصَا

وأَنشده ابن جني‏:‏ آكِلَ الأَبارِصا أَراد آكلاً الأَبارصَ، فحذف التنوين

لالتقاء الساكنين، وقد كان الوَجْهُ تحريكَه لأَنه ضارَعَ حُروفَ

اللِّينِ بما فيه من القُوّة والغُنّةِ، فكما تُحْذَف حروفُ اللين لالتقاء

الساكنين نحو رَمى القومُ وقاضي البلدِ كذلك حُذِفَ التنوينُ لالتقاء

الساكنين هنا، وهو مراد يدُلّك على إِرادته أَنهم لم يَجُرُّوا ما بَعْده

بالإِضافة إِليه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ سامُّ أَبْرَصَ، بتشديد الميم، قال‏:‏ ولا أَدري لم سُمِّيَ بهذا، قال‏:‏ وتقول في التثنية هذان سَوامّا أَبْرَصَ؛ ابن سيده‏:‏

وأَبو بُرَيْصٍ كنْيةُ الوزغةِ‏.‏ والبُريْصةُ‏:‏ دابةٌ صغيرةٌ دون الوزَغةِ، إِذا عَضَّت شيئاً لم يَبْرأْ، والبُرْصةُ‏.‏ فَتْقٌ في الغَيم يُرى منه

أَدِيمُ السماء‏.‏

وبَرِيصٌ‏:‏ نَهْرٌ في دِمَشق، وفي المحكم‏:‏ والبَرِيصُ نهرٌ بدمشق

، قال ابن دريد‏:‏ وليس بالعربي الصحيح وقد تكلمت به العرب؛ قال حسان بن ثابت‏:‏

يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَريصَ عليهمُ

بَرَدى يُصَفَّقُ بالرحِيقِ السَّلْسَل

وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ أَيضاً‏:‏

فما لحمُ الغُرابِ لنا بِزادٍ، ولا سَرَطان أَنْهارِ البَرِيصِ

ابن شميل‏:‏ البُرْصةُ البُلُّوقةُ، وجمعها بِراصٌ، وهي أَمكنةٌ من الرَّمْل بيضٌ ولا تُنْبِت شيئاً، ويقال‏:‏ هي مَنازِلُ الجِنّ‏.‏ وبَنُو

الأَبْرَصِ‏:‏ بَنُو يَرْبُوعِ بن حَنْظلة‏.‏

بصص‏:‏ بَصّ القومُ بَصِيصاً‏:‏ صَوَّتَ‏.‏

والبَصِيصُ‏:‏ البَريقُ‏.‏ وبَصّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصيصاً‏:‏ بَرَقَ

وتلأْلأَ ولَمَع؛ قال‏:‏

يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِصُ، كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ

وفي حديث كعب‏:‏ تُمْسَكُ النارُ يوم القيامة حتى تَبِصّ كأَنها مَتْنُ

إِهالةٍ أَي تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها‏.‏ والبَصّاصةُ‏:‏ العَينُ في بعض

اللغات، صفة غالبة‏.‏

وبَصَّص الشجرُ‏:‏ تَفَتَّحَ للإِيراقِ، يقال‏:‏ أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً

وأَوْبَصَت إِيباصاً أَوّل ما يظهر نبتُها‏.‏ ويقال‏:‏ بَصَّصَت البَراعِيمُ

إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الرياضِ‏.‏ وبَصْبَصَ بسَيفِه‏:‏ لَوَّحَ‏.‏ وبَصَّ

الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصِيصاً‏:‏ أَضاءَ‏.‏ وبَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِيصاً‏:‏

فتَحَ عَيْنَيه، وبَصْبَصَ لغةٌ‏.‏ وحكى ابن بري عن أَبي عَليٍّ القالي قال‏:‏

الذي يَرْوِيه البصريون يَصَّصَ، بالياء المثناة، لأَن الياء قد تبدل

منها الجيم لقربها في المخرج ولا يمتنع أَن يكون بَصَّصَ من البَصِيصِ وهو البَريق لأَنه إِذا فَتَح عينيه فَعَل ذلك‏.‏ والبَصِيصُ‏:‏ لَمَعانُ حَبِّ

الرُّمّانة‏.‏ وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ‏:‏ وهي الرِّعْدةُ والالتواءُ من الجَهْد‏.‏ بَصْبَصَ الكلبُ وتَبَصْبَصَ‏:‏ حَرَّكَ ذنَبَه‏.‏ والبَصْبَصةُ‏:‏ تحريكُ

الكلب ذنَبه طمعاً أَو خوْفاً، والإِبِل تفعل ذلك إِذا حُدي بها؛ قال رؤبة

يصف الوحش‏:‏

بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ

والتَّبَصْبُصُ‏:‏ التملّق؛ وأَنشد ابن بري لأَبي داودٍ‏:‏

ولقد ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ

المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ

وفي حديث دانِيال، عليه السلام، حين أُلْقِيَ في الجُبّ‏:‏ وأُلْقِي عليه

السباعُ فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه ويُبَصْبِصْنَ إِليه؛ يقال‏:‏ بَصْبَصَ

الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه وإِنما يَفْعل ذلك من طمع أَو خوف‏.‏ ابن سيده‏:‏

وبَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ به، وقيل‏:‏ حرّكه؛ وقول الشاعر‏:‏

ويَدُلّ ضَيْفي، في الظَّلامِ، على القِرى، إِشْراقُ ناري، وارْتِياحُ كِلابي

حتى إِذا أَبْصَرْنه وعَلِمْنَه، حَيّيْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ

يجوز أَن يكون جمع بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ منها له بَصْبَصَةٌ وهو كذلك؛ قال‏:‏ ويجوز أَن يكون جمع مُبَصْبِص، وكذلك الإِبلُ إِذا حُدِي بها‏.‏

والبَصْبَصةُ‏:‏ تحريكُ الظِّباء أَذْنابها‏.‏ الأَصمعي‏:‏ من أَمثالهم في فِرارِ

الجَبانِ وخُضوعِه‏:‏ بَصْبَصْنَ إِذ حُدِينَ بالأَذْنابِ؛ قال‏:‏ ومثله

قولهم‏:‏ دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَي ذَلّ وخَضَع‏.‏ وقَرَبٌ بَصْباصٌ‏:‏

شديدٌ لا اضطرابَ فيه ولا فُتُورَ، وفي التهذيب‏:‏ إِذا كان السيرُ

مُتْعِباً‏.‏ وقد بَصْبَصَت الإِبلُ‏:‏ قَرَبَها إِذا سارت فأَسْرَعَتْ؛ قال

الشاعر‏:‏وبَصْبَصْنَ بينَ أَداني الغَضا، وبَيْنَ غُداتةَ شَأْواً بَطِينا

أَي سِرْنَ سيراً سريعاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

أَرى كُلَّ ريحٍ سوف تَسْكُنُ مُرّةً، وكلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ

فإِنَّكَ، والأَضيافَ في بُرْدةٍ معاً، إِذا ما تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ

لِحافي لحافُ الضَّيْفِ، والبَيتُ بيتُه، ولم يُلْهِني عنه غَزالٌ مُقَنَّعُ أُحَدِّثهُ أَن الحديثَ من القِرى، وتَعْلَمُ نفْسي أَنَّه سوف يَهْجَع

أَي يَشْبَع فيَنامُ‏.‏ وتنزع أَي تجري إِلى المغرِب‏.‏ وسيرٌ بَصْباصٌ

كذلك؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ الهذلي‏:‏

إِدْلاج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ، ووِصال يوم واصِبٍ بَصْباصِ

أَراد‏:‏ شديدٍ بِحرِّه ودَوَمانه‏.‏ وخِمْسٌ بَصْباصٌ‏:‏ بعيدٌ جادٌّ مُتْعِب

لا فُتورَ في سيره‏.‏ والبَصْباصُ من الطَّريفة‏:‏ الذي يبقى على عُودٍ

كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع‏.‏ وماءٌ بَصْباصٌ أَي قليلٌ؛ قال أَبو النجم‏:‏

ليس يَسِيل الجَدْوَلُ البَصْباصُ

بعص‏:‏ البَعْصُ والتَّبَعُّصُ‏:‏ الاضطرابُ‏.‏ وتَبَعْصَصَت الحيةُ‏:‏ ضُرِبَتْ

فَلَوَتْ ذَنَبها‏.‏ والبُعْصُوصُ والبَعَصُوصُ‏:‏ الضَّئِيلُ الجسمِ‏.‏

والبَعْصُ‏:‏ نَحافةُ البدَن ودِقّتُه، وأَصله دُودةٌ يقال لها البُعْصُوصةُ‏:‏

دُوَيْبّة صغيرة كالوزَغةِ لها بَريقٌ من بياضها‏.‏ قال‏:‏ وسَبُّ الجواري‏:‏ يا

بُعْصوصةُ كُفِّي ويا وجهَ الكُتَع‏.‏ ويقال للصبي الصغير والصبيَّة

الصغيرة‏:‏ بُعْصُوصةٌ لصِغَر خَلْقِه وضَعْفِه‏.‏ والبُعْصُوص من الإِنسان‏:‏

العظْمُ الصغيرُ الذي بين أَلْيتيه‏.‏ قال يعقوب‏:‏ يقال للحيّة إِذا قُتِلَتْ

فَتَلوّتْ‏:‏ قد تَبَعْصَصَت وهي تَبَعْصَصُ؛ قال العجاج يصف ناقته‏:‏

كأَنّ تَحْتي حيّةً تَبَعْصَصُ

قال ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للجُوَيْرية الضاوِيةِ البُعْصُوصة والعِنْفِصُ

والبَطِيطة والحَطِيطةُ‏.‏

بلص‏:‏ البِلِّصُ والبَلَصُوصُ‏:‏ طائر، وقيل‏:‏ طائر صغير، وجمعه البَلَنْصى، على غير قياس، والصحيح أَنه اسم للجمع وربما سُمِّي به النحيفُ الجسم؛ قال الجوهري‏:‏ قال سيبويه‏:‏ النون زائدة لأَنك تقول الواحد البَلَصُوصُ‏.‏ قال

الخليل بن أَحمد‏:‏ قلت لأَعرابي‏:‏ ما اسمُ هذا الطائر‏؟‏ قال‏:‏ البَلَصُوصُ، قال‏:‏ قلت‏:‏ ما جمعُه‏؟‏ قال‏:‏ البَلَنْصى، قال‏:‏ فقال الخليل أَو قال قائل‏:‏

كالبَلَصُوصِ يَتْبَعُ البَلَنْصَى

التهذيب في الرباعي‏:‏ البِلَنْصاةُ بقْلةٌ ويقال طائر، والجمع البَلَنْصَى‏.‏

بلأص‏:‏ بَلأَصَ الرجلُ وغيرُه مِنِّي بَلأَصَةً، بالهمز‏:‏ فَرَّ‏.‏

بلخص‏:‏ بَخْلَصٌ وبَلْخَصٌ‏:‏ غليظٌ كثير اللحم، وقد تَبَخْلَصَ

وتَبَلْخَصَ‏.‏

بلهص‏:‏ بَلْهَصَ كبَلأَصَ أَي فَرَّ وعَدَا من فزَعٍ وأَسرع؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

ولو رَأَى فاكَرِشٍ لَبَلْهَصا

وقد يجوز أَن يكون هاؤه بدلاً من همزة بَلأَصَ‏.‏ قال محمد بن المكرم‏:‏ وقد

رأَيت هذا الشعر في نسخة من نسخ التهذيب‏:‏

ولو رأَى فاكرش لبَهْلَصا

وفاكَرِشٍ أَي مكاناً ضَيِّقاً يَسْتَخْفي فيه‏.‏ وتَبَلْهَصَ من ثيابه‏:‏

خرج عنها‏.‏

بنقص‏:‏ بَنْقَصٌ‏:‏ اسم‏.‏

بهلص‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ التَّبَهْلُصُ خروجُ الرجل من ثيابه‏.‏ تقول‏:‏ تَبَهْلَصَ

وتَبَلْهَصَ من ثيابه؛ ومنه قول أَبي الأَسود العجلي‏:‏

لَقِيتُ أَبا لَيْلى، فلمّا أَخَذْتُه، تَبَهْلَصَ من أَثوابِه ثم جَبَّبا

يُقال‏:‏ جَبَّبَ إِذا هَرَب‏.‏

بوص‏:‏ البَوْصُ‏:‏ الفَوْتُ والسَّبْق والتقدُّم‏.‏ باصَه يَبُوصُه بَوْصاً

فاسْتَباصَ‏:‏ سَبَقَه وفاتَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

فلا تَعْجَلْ عَلَيَّ، ولا تَبُصْنِي، فإِنَّك إِنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيص

هكذا أَنشده‏:‏ فإِنك، ورواه بعضهم‏:‏ فإِني إِن تبصني، وهو أَبْيَنُ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرُّمّة‏:‏

على رَعْلَةٍ صُهْب الذَّفارَى، كأَنها

قَطاً باصَ أَسْرابَ القَطا المُتَواتِرِ

والبَوْصُ أَيضاً‏:‏ الاستعجالُ؛ وأَنشد الليث‏:‏

فلا تعجل عليّ، ولا تبصني، ولا تَرْمي بيَ الغَرَضَ البَعِيدا

ابن الأَعرابي‏:‏ بَوَّصَ إِذا سبَق في الحَلْبةِ، وبوّص إِذا صفَا لونه، وبَوَّصَ إِذا عَظُم بَوْصُه‏.‏ وبُصْتُه‏:‏ استعجلته‏.‏ قال الليث‏:‏ البَوْصُ

أَن تستعجل إِنساناً في تَحْميلِكَه أَمراً لا تدَعُه يتَمَهَّلُ فيه؛ وأَنشد‏:‏

فلا تعجل عليَّ، ولا تبصني، ودالِكْنِي، فإِني ذُو دَلالِ

وبُصْتُه‏:‏ استعجلته‏.‏ وسارُوا خِمْساً بائِصاً أَي معجلاً سريعاً

مُلِحّاً؛ أَنشد ثعلب‏:‏

أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائِصا

وباصَه بَوْصاً‏:‏ فاتَه‏.‏ التهذيب‏:‏ النَّوْصُ التأَخرُ في كلام العرب، والبَوْصُ التقدم، والبُوصُ والبَوْصُ العَجُزُ، وقيل‏:‏ لِينُ شَحْمتِه‏.‏

وامرأَة بَوْصاءُ‏:‏ عظيمة العَجُزِ، ولا يقال ذلك للرجل‏.‏ الصحاح‏:‏ البُوصُ

والبَوْصُ العَجِيزةُ؛ قال الأَعشى‏:‏

عَرِيضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ، هَضِيم الحَشَا شَخْتة المُحْتَضَنْ

والبَوْصُ والبُوصُ‏:‏ اللّونُ، وقيل‏:‏ حُسْنُهُ، وذكره الجوهري أَيضاً

بالوجهين؛ قال ابن بري‏:‏ حكاه الجوهري عن ابن السكيت بضم الباء، وذكره

السيرافي بفتح الباء لا غير‏.‏ وأَبْواصُ الغنمِ وغيرها من الدواب‏:‏ أَلوانُها، الواحدُ بُوصٌ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ البَوْصُ اللَّوْنُ، بفتح الباء‏.‏ يقال‏:‏ حالَ

بَوْصُه أَي تغيَّر لونُه‏.‏ وقال يعقوب‏:‏ ما أَحسن بُوصَه أَي سَحْنَتَه

ولونَه‏.‏ والبُوصِيُّ‏:‏ ضرْبٌ من السُّفُن، فارسي معرب؛ وقال‏:‏

كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلةَ مُصْعِد

وعبر أَبو عبيد عنه بالزَّوْرَقِ، قال ابن سيده‏:‏ وهو خطأ‏.‏ والبُوصِيُّ‏:‏

المَلاَّحُ؛ وهو أَحد القولين في قول الأَعشى‏:‏

مثلَ الفُراتِيّ، إِذا ما طَمَا، يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ

وقال أَبو عمرو‏:‏ البُوصِيُّ زَوْرَقٌ وليس بالملاَّح، وهو بالفارسية

بُوزِيْ؛ وقول امرئ القيس‏:‏

أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى، إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ، فتَقْصُر عنها خَطْوةً وتَبُوصُ‏؟‏

أَي تَحْمِل على نفْسِك المشقَّةَ فتَمْضِي‏.‏ قال ابن بري‏:‏ البيت الذي في شعر امرئ القيس فتَقْصُر، بفتح التاء‏.‏ يقال‏:‏ قَصَر خَطْوه إِذا قصَّر

في مشيه، وأَقْصَرَ كَفَّ؛ يقول‏:‏ تَقْصُر عنها خَطْوةً فلا تُدْرِكُها

وتَبُوص أَي تَسْبِقُك وتتقدَّمُك‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان جالساً في حُجْرة

قد كاد يَنْباصُ عنه الظِّلُّ أَي ينتقص عنه ويسبِقُه ويفُوته‏.‏ ومنه حديث

عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ أَنه أَراد أَن يَسْتعْمِلَ سعيدَ بنَ العاصِ

فَبَاصَ منه أَي هرب واستتر وفاتَه‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ أَنه ضرَبَ أَزَبّ

حتى باصَ‏.‏ وسَفَرٌ بائِصٌ‏:‏ شديدٌ‏.‏ والبَوْصُ‏:‏ البُعْد‏.‏ والبائِصُ‏:‏

البَعِيد‏.‏ يقال‏:‏ طريق بائِصٌ بمعنى بَعِيد وشاقٍّ لأَن الذي يَسْبِقك ويفُوتُك

شاقٌّ وُصولُك إِليه؛ قال الراعي‏:‏

حتى وَرَدْنَ، لِتِمِّ خِمْس بائصٍ، جُدًّا تَعاوَرَه الرِّياحُ وَبِيلا

وقال الطرماح‏:‏

مَلا بائِصاً ثم اعْتَرَتْه حَمِيّة

على نَشْجِه من ذائدٍ غير واهِنِ

وانْباصَ الشيءُ‏:‏ انْقَبَض‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كادَ يَنْباصُ عنه الظِّلُّ‏.‏

والبَوْصاءُ‏:‏ لُعْبةٌ يَلْعَبُ بها الصبيانُ يأْخذون عُوداً في رأْسه

نارٌ فيُدِيرُونه على رؤوسِهم‏.‏

وبُوصان‏:‏ بطنٌ من بني أَسد‏.‏

بيص‏:‏ يقال‏:‏ وقَعُوا في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بِيصٍ وحَيْص

بَيْص مبني

على الكسر، أَي شدّة، وقيل‏:‏ أَي في اختلاط

من أَمر ولا مخرج لهم ولا مَحِيص منه‏.‏ وإِنك لتَحْسَب عَليَّ الأَرض

حَيْصاً بَيْصاً أَي ضَيِّقةً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَيْصُ الضيِّقُ والشدّةُ‏.‏

وجعلْتُمْ عليه الأَرضَ حَيْصَ بَيْصَ أَي ضيَّقْتم عليه‏.‏ والبَيْصةُ‏:‏

قُفٌّ

غليظٌ أَبْيَضُ بإِقبال العارِضِ في دار

قُشَيْرٍ لِبَني لُبَيْنى وبني قُرة من قُشَيرٍ وتلْقاءَها دارُ نُمير‏.‏

تخرص‏:‏ التِّخْرِيص‏:‏ لغة في الدِّخرِيص‏.‏

ترص‏:‏ التَّرِيصُ‏:‏ المحكمُ، تَرُصَ الشيءُ تَراصةً، فهو مُتْرَصٌ وتَرِيص

مثل ماء مُسْخَن وسَخِين وحبْل مُبْرم وبَرِيم أَي مُحْكم شديد؛ قال‏:‏

وشُدَّ يدَيْكَ بالعَقْدِ التَّرِيصِ

وأَتْرَصَه هو وتَرَصه وتَرَّصَه‏:‏ أَحْكَمه وقَوَّمَه؛ قال ذو الإِصْبع

العَدْوانيّ يصف نَبْلاً‏:‏

تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها

أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعا

أَنْبَلُها‏:‏ أَعْمَلُها بالنَّبْل، وقيل‏:‏ أَحْذَقُها؛ قال ابن بري‏:‏

وشاهدُ أَتْرَصَه قول الأَعشى‏:‏

وهل تُنْكَرُ الشمسُ في ضَوْئِها، أَو القَمَرُ الباهِرُ المُتْرَصُ‏؟‏

ومِيزانٌ تَرِيصٌ أَي مُقَوَّم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لو وُزِنَ رَجاءُ المؤمن وخَوْفُه بميزانٍ تَرِيصٍ ما زادَ أَحدُهما على الآخر أَي بميزان مُسْتوٍ، والتَّرِيصُ، بالصاد المهملة‏:‏ المُحْكَم المُقَوَّمُ‏.‏ ويقال‏:‏ أَتْرِصْ

ميزانَك فإِنه شائلٌ أَي سَوِّه وأَحْكِمْه‏.‏ وفرسٌ تارِصٌ‏:‏ شديد وَثِيقٌ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

قد أَغْتَدي بالأَعْوَجِيِّ التارِصِ

تعص‏:‏ تَعِصَ تَعَصاً‏:‏ اشتكى عصَبَه من شِدَّةِ المَشْي‏.‏ والتَّعَصُ‏:‏

شبيه بالمَعَصِ، قال‏:‏ وليس بثَبَت‏.‏

تلص‏:‏ تَلَّصَ الشيء‏:‏ أَحْكَمه مثل تَرَّصَه‏.‏ ويقال‏:‏ تَلَّصَه ودَلَّصَه

إِذا ملَّسَه ولَيَّنَه‏.‏

جبلص‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ جَابَلَق وجابَلَص مَدينتان إِحداهما بالمشرق

والأُخرى بالمغرب ليس وراءهما شيء، روي عن الحسن بن علي، رضي الله عنهما، حديث ذَكرَ فيه هاتين المَدِينَتَيْن‏.‏

جرص‏:‏ الجُرَاصِيةُ‏:‏ العظيمُ من الرِّجال؛ قال الشاعر‏:‏

مِثْل الهَجِين الأَحمر الجُرَاصِيَهْ

جصص‏:‏ الجِصُّ والجَصُّ‏:‏ معروف، الذي يُطْلى به، وهو معرب، قال ابن دريد‏:‏

هو الجِصُّ ولم يُقَل الجَصّ، وليس الجصّ بعربي وهو من كلام العجم، ولغةُ أَهل الحجاز في الجَصّ‏:‏ القَصّ‏.‏ ورجل جَصَّاصٌ‏:‏ صانع للجِصّ‏.‏

والجَصَّاصةُ‏:‏ الموضعُ الذي يُعمل به الجِصُّ‏.‏

وجَصَّصَ الحائطَ وغَيره‏:‏ طلاه بالجِصّ‏.‏ ومكان جُصاجِصٌ‏:‏ أَبيضُ مستوٍ‏.‏

وجصّصَ الجِرْوُ وفَقَح إِذا فتحَ عينيه‏.‏ وجَصّصَ العُنْقودُ‏:‏ هَمَّ

بالخروج‏.‏ وجَصّصَ على القوم‏:‏ حَمَلَ‏.‏ وجَصّصَ عليه بالسيف‏:‏ حَمَلَ أَيضاً، وقد قيل بالضاد، وسنذكره لأَن الصاد والضاد في هذا لغتان‏.‏ الفراء‏:‏ جَصّصَ

فلانٌ إِناءَه إِذا مَلأَه‏.‏

جلبص‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ الجَلْبَصةُ الفِرارُ، وصوابه خَلْبَصة، بالخاء‏.‏

جمص‏:‏ الجَمْصُ‏:‏ ضربٌ من النبت، وليس بثَبَت‏.‏

جنص‏:‏ جَنَّصَ، رُعِبَ رُعْباً شديداً‏.‏ وجَنَّصَ إِذا هرَبَ من الفزَع‏.‏

وجَنَّصَ بِسَلْحهِ‏:‏ خرج بعضُه من الفَرَق ولم يَخْرج بعضُه‏.‏ أَبو مالك‏:‏

ضرَبه حتى جَنَّصَ بِسَلْحِه إِذا رَمَى به‏.‏ وجَنَّصَ بَصرَه‏:‏ حدّدَه؛ عن

ابن الأَعرابي‏.‏ وجَنَّصَ‏:‏ فتَحَ عَيْنيه فزَعاً‏.‏

ورجل إِجْنِيصٌ‏:‏ فَدْمٌ عَييٌّ لا يَضُرُّ ولا ينفع؛ قال مُهاصر

النهشلي‏:‏باتَ على مُرْتَبإٍ شَخِيصِ، ليس بنَوّام الضُّحى إِجْنِيصِ

وقيل‏:‏ رجل إِجْنِيصٌ شَبْعان؛ عن كراع‏.‏ أَبو مالك واللحياني وابن الأَعرابي‏:‏ جَنّصَ الرجلُ إِذا ماتَ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الجَنِيصُ الميّتُ‏.‏

جيص‏:‏ جاصَ‏:‏ لغة في جاضَ؛ عن يعقوب وسيأْتي ذكره‏.‏

حبص‏:‏ حَبَص حَبْصاً‏:‏ عدا عَدْواً شديداً‏.‏

حبرقص‏:‏ الحَبَرْقَصةُ‏:‏ المرأَةُ الصغيرةُ الخَلْقِ‏.‏ والحَبَرْقَصُ‏:‏

الجملُ الصغير وهو الحَبرْبَر أَيضاً‏.‏ وجَملٌ حَبرْقَصٌ‏:‏ قمِيءٌ زَرِيٌّ‏.‏

والحَبَرْقَصُ‏:‏ صِغارُ الإِبل؛ عن ثعلب‏.‏ وناقة حَبَرْقَصةٌ‏:‏ كريمةٌ على

أَهلها‏.‏ والحَبَرْقِيصُ‏:‏ القصير الرديء، والسين في كل ذلك لغة‏.‏

حرص‏:‏ الحِرْصُ‏:‏ شدّةُ الإِرادة والشَّرَه إِلى المطلوب‏.‏ وقال الجوهري‏:‏

الحِرْصُ الجَشَعُ، وقد حَرَصَ عليه يَحْرِصُ ويَحْرُصُ حِرْصاً وحَرْصاً

وحَرِصَ حَرَصاً؛ وقول أَبي ذؤيب‏:‏

ولقد حَرَِِصْت بأَن أُدافعَ عنهمُ، فإِذا المَنيّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ

عدَّاه بالباء لأَنه في معنى هَمَمْتُ، والمعروف حَرَصْتُ عليه‏.‏

الأَزهري‏:‏ قول العرب حَرِيصٌ عليك معناه حَرِيصٌ على نَفْعِك، قال‏:‏ واللغة

العالية حَرَصَ يَحْرِصُ وأَما حَرِصَ يَحْرَصُ فلغة رديئة، قال‏:‏ والقُراء

مُجْمِعون على‏:‏ ولو حَرَصْت بمؤمنين؛ ورجل حَرِيصٌ من قوم حُرَصاءَ وحِرَاصٍ

وامرأَة حَريصةٌ من نسوة حِرَاصٍ وحَرائِصَ‏.‏

والحَرْصُ‏:‏ الشَّقُّ‏.‏ وحَرَصَ الثوبَ يَحْرُصُهُ حَرْصاً‏:‏ خَرَقَه، وقيل‏:‏ هو أَن يَدُقَّه حتى يجعل فيه ثُقَباً وشُقوقاً‏.‏ والحَرْصةُ من الشِّجاج‏:‏ التي حَرَصَت من وراء الجِلْد ولم تُخَرِّقه، وقد ذُكرت في الحديث؛ قال الراجز‏:‏

وحَرْصة يُغْفِلُها المأْمُومُ

والحارِصةُ والحَرِيصةُ‏:‏ أَولُ الشجاج، وهي التي تَحْرِصُ الجلد أَي

تشقُه قليلاً؛ ومنه قيل‏:‏ حَرَصَ القَصّارُ الثوبَ يَحْرُصُهُ شقَّه وخرقه

بالدَّقّ‏.‏ وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي‏:‏ الحَرْصةُ والشَّقْفة

والرَّعْلة والسَّلْعَة الشّجَّة، والحَريصةُ والحارِصةُ السحابةُ التي تَحْرِصُ

وجه الأَرض بقَشْرِه وتُؤَثِّرُ فيه بمطرها من شدة وَقعها؛ قال

الحُوَيْدرة‏:‏

ظَلَمَ البِطاحَ، له انْهِلالُ حَرِيصة، فصَفا النِّطافُ له بَعِيدَ المُقْلَعِ

يعني مَطَرتْ في غير وقت مَطَرِها فلذلك ظَلَم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ أَصلُ

الحَرْصِ القَشْرُ، وبه سميت الشَّجّة حارِصةً، وقد ورد في الحديث كما

فسرناه، وقيل للشَّرِه حَرِيصٌ لأَنه يَقْشِرُ بِحرْصِه وُجُوه الناس‏.‏

والحِرْصِيَان‏:‏ فِعْلِيانٌ من الحَرْصِ وهو القَشْر، وعلى مثاله

حِذْرِيان وصِلِّيان‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لِباطنِ جِلْد الفِيل حِرْصِيان، وقيل في قوله تعالى‏:‏ في ظُلُمات ثلاث؛ هي الحِرْصِيانُ والغِرْسُ

والبَطْن، قال‏:‏ والحِرصِيان باطنُ جلْد البطْن، والغِرْسُ ما يكون فيه الولد؛ وقال في قول الطِّرِمَّاح‏:‏

وقد ضُمِّرتْ حتى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها، إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السنَّاسِن

قال‏:‏ ذُو ثلاثها أَراد الحِرْصِيانَ والغِرْس والبطْن‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏

الحِرْصِيانُ جلدةٌ حمراءُ بين الجلد الأَعْلى واللحمِ تُقْشَر بعد

السَّلْخ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والحِرْصِيانُ قشْرة رقيقة بين الجلد واللحم

يَقْشِرها القَصّاب بعد السَّلْخ، وجمعُها حِرْصِياناتٌ ولا يُكَسَّر، وقيل في قوله ذو ثلاثها في بيت الطرماح عَنى به بطْنَها، والثلاثُ‏:‏ الحِرْصِيانُ

والرَّحِم والسابِياءُ‏.‏

وأَرض مَحْروصةٌ‏:‏ مَرْعِيّة مُدَعْثرة‏.‏ ابن سيده‏.‏ والحَرْصَةُ

كالعَرْصة، زاد الأَزهري‏:‏ إِلا أَن الحَرْصةُ مُسْتَقِرّ وسطِ كل شيء والعَرْصةُ

الدارُ؛ وقال الأَزهري‏:‏ لم أَسمع حَرْصة بمعنى العَرْصة لغير الليث، وأَما

الصَّرْحةُ فمعروفة‏.‏

حربص‏:‏ حَرْبَصَ الأَرضَ‏:‏ أَرْسلَ فيها الماءَ‏.‏ ويقال‏:‏ ما عليه

حَرْبَصِيصةٌ ولا خَرْبَصِيصةٌ، بالحاء والخاء، أَي شيء من الحليّ؛ قال أَبو عبيد‏:‏

والذي سمعناه خَرْبَصِيصة، بالخاء؛ عن أَبي زيد والأَصمعي، ولم يعرف

أَبو الهيثم بالحاء‏.‏

حرقص‏:‏ الحُرْقُوصُ‏:‏ هُنَيٌّ مثل الحصاة صغير أُسَيّد

أُرَيْقِط بحمرة وصفرة

ولونُه الغالب عليه السواد، يجتمع ويَتّلج تحت الأَناسي وفي أَرْفاغِهم

ويعَضُّهم ويُشَقِّقُ الأَسْقية‏.‏ التهذيب‏:‏ الحَراقِيصُ دُوَيْبّات صغار

تَنْقُب الأَساقيَ وتَقْرضُها وتَدْخل في فُروج النساء وهي من جنس

الجُعْلان إِلا أَنها أَصْغر منها وهي سُودٌ مُنَقّطة بِبَياض؛ قالت

أَعرابيّة‏:‏ما لَقِيَ البيضُ من الحُرْقُوصِ، من مارِدٍ لِصٍّ من اللُّصوصِ، يَدْخُل تَحْتَ الغَلَقِ المَرْصُوصِ، بِمَهْرِ لا غالٍ ولا رَخِيصِ

أَرادت بلا مهر، قال الأَزهري‏:‏ ولا حُمَةَ لها إِذا عَضّت ولكن عَضّتها

تُؤْلم أَلماً لا سمّ فيه كسمّ الزَّنابير‏.‏ قال ابن بري‏:‏ معنى الرجز أن الحُرْقُوصَ يدخل في فرج الجارية البِكْر، قال‏:‏ ولهذا يسمى عاشق

الأَبكار، فهذا معنى قولها‏:‏

يدخل تحت الغلق المرصوص، بمهر لا غال ولا رخيص

وقيل‏:‏ هي دُوَيْبَّة صغيرة مثل القُراد؛ قال الشاعر‏:‏

زكْمةُ عَمّارٍ بَنُو عَمّارِ، مِثْل الحَراقِيص على الحِمارِ

وقيل‏:‏ هو النِّبْرُ، ومن الأَول قول الشاعر‏:‏

ويْحَكَ يا حُرْقُوصُ مَهْلاً مَهْلا، أَإِبِلاً أَعْطيْتَني أَم نَخْلا‏؟‏

أَمْ أَنت شيءٌ لا تُبالي جَهْلا‏؟‏

الصحاح‏:‏ الحُرْقُوصُ دُوَيْبّة كالبُرْغوثِ، وربما نبَت له جناحانِ

فطارَ‏.‏ غيرُه‏:‏ الحُرْقوصُ دويبة مُجَزَّعة لها حُمَةٌ كحُمَةِ الزُّنْبور

تَلْدَغ تشْبِهُ أَطْراف السِّياطِ‏.‏ ويقال لمن ضُرِبَ بالسِّياط‏:‏ أَخَذَتْه

الحَراقِيصُ لذلك، وقيل‏:‏ الحُرْقوصُ دويبة سوداء مثل البرغوث أَو فوقه، وقال يعقوب‏:‏ هي دويبة أَصغر من الجُعَل‏.‏

وحَرَقْصى‏:‏ دويبة‏.‏ ابن سيده‏:‏ الحُرْقُصاءُ دويبة لم تُحَل‏.‏ قال‏:‏ والحَرْقَصةُ الناقةُ الكريمة‏.‏

حصص‏:‏ الحَصُّ والحُصاصُ‏:‏ شِدّةُ العَدْوِ في سرعة، وقد حَصَّ يَحُصُّ

حَصّاً‏.‏ والحُصاصُ أَيضاً‏:‏ الضُّراطُ‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ إِن الشيطان

إِذا سَمِعَ الأَذانَ وَلَّى وله حُصاصٌ؛ روى هذا الحديث حماد بن سلمة عن

عاصم بن أَبي النَّجُود، قال حماد‏:‏ فقلت لعاصم‏:‏ ما الحُصاصُ‏؟‏ قال‏:‏ أَما

رأَيتَ الحِمارَ إِذا صَرَّ بأُذُنيه ومَصَعَ بذَنبِه وعَدا‏؟‏ فذلك

الحُصاصُ؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا هو الصواب‏.‏ وحَصَّ الجَلِيدُ النَّبْتَ يَحُصُّه‏:‏

أَحْرَقَه، لغة في حَسّه‏.‏ والحَصُّ‏:‏ حَلْقُ الشعر، حَصَّه يَحُصُّه حَصّاً

فَحَصَّ حصَصاً وانْحَصَّ والحَصَّ أَيضاً‏:‏ ذهابُ الشعر سَحْجاً كما

تَحُصُّ البَيْضةُ رأْسَ صاحبها، والفِعل كالفعل‏.‏ والحاصّةُ‏:‏ الداءُ الذي

يَتَناثَرُ منه الشعر؛ وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَن امرأَة أَتته فقالت إن ابْنتي عُريّسٌ وقد تمعّطَ شعرُها وأَمَرُوني أَن أُرَجِّلَها بالخَمْر، فقال‏:‏

إِنْ فعلتِ ذاك أَلْقَى اللّهُ في رأْسها الحاصّةَ؛ الحاصّةُ‏:‏ هي

العِلّة ما تَحُصُّ الشعر وتُذْهِبه‏.‏

وقال أَبو عبيد‏:‏ الحاصّةُ ما تَحُصّ شعرها تَحْلِقه كله فتذهب به، وقد

حَصّت البَيْضةُ رأْسَه؛ قال أَبو قيس بن الأَسْلت‏:‏

قد حَصَّت البيضةُ رأْسي، فما

أَذُوقُ نوماً غيرَ تَهْجاع

وحصَّ شعَرُهُ وانْحَصَّ‏:‏ انْجَرَدَ وتناثَرَ‏.‏ وانْحَصَّ ورَقُ الشجر

وانْحَتّ إِذا تناثر‏.‏ ورجل أَحَصُّ‏:‏ مُنْحَصُّ الشعرِ‏.‏ وذنَبٌ أَحَصُّ‏:‏ لا

شِعْرَ عليه؛ أَنشد‏:‏

وذنَب أَحَصّ كالمِسْواطِ

قال أَبو عبيد‏:‏ ومن أَمثالهم في إِفْلات الجبان من الهلاك بعد الإِشْفاء

عليه‏:‏ أُفْلِت وانْحَصَّ الذنَب، قال‏:‏ ويُرْوى المثل عن معاوية أَنه كان

أَرسل رسولاً من غَسّان إِلى مَلكِ الروم وجعل له ثلاث دِيات على أن يُبادِرَ بالأَذانِ إِذا دخل مجلسه، ففعل الغسّانِيّ ذلك وعند الملِك

بَطارِقتُه، فوَثَبُوا لِيَقْتلوه فنهاهم الملك وقال‏:‏ إِنَّما أَراد معاوية

أَن أَقْتُلَ هذا غَدْراً، وهو رسول، فَيَفْعَل مثل ذلك مع كل مُسْتأْمن مِنّا؛ فلم يَقْتله وجَهّزه وردّه، فلما رآه معاوية قال‏:‏ أُفْلِتَ وانحصّ

الذنب أَي انقطع، فقال‏:‏ كلا إِنه لَبِهُلْبه أَي بشَعَره، ثم حدَّثه

الحديث، فقال معاوية‏:‏ لقد أَصابَ ما أَردْتُ؛ يُضْرب مثلاً لمن أَشْفى على

الهلاك ثم نَجا؛ وأَنشد الكسائي‏:‏

جاؤوا من المِصْرَينِ باللُّصوصِ، كل يَتِيمٍ ذي قَفاً مَحْصوصِ

ويقال‏:‏ طائر أَحَصُّ الجناحِ؛ قال تأَبّط شرّاً‏:‏

كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، أَو بِذي مِّ خَشْفٍ أُشَثٍّ وطُبّاقِ

اليزيدي‏:‏ إِذا ذهب الشعر كله قيل‏:‏ رجل أَحَصُّ وامرأَةَ حصّاءُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فجاءت سنَةٌ حصّت كلَّ شيء أَي أَذْهَبَتْه‏.‏ والحَصُّ‏:‏ إِذهابُ

الشعر عن الرأْس بحَلْقٍ أَو مرض‏.‏ وسنَة حَصَّاء إِذا كانت جَدْبة قليلةَ

النبات، وقيل‏:‏ هي التي لا نبات فيها؛ قال الحطيئة‏:‏

جاءَتْ به من بِلادِ الطُّورِ تَحْدُره

حَصّاء، لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصا شَذَبا

وهو شبيه بذلك‏.‏ الجوهري‏:‏ سنة حَصّاء أَي جَرْداءُ لا خيرَ فيها؛ قال

جرير‏:‏

يَأْوِي إِليكمْ بلا مَنٍّ ولا جَحَدٍ

مَنْ ساقَه السنةُ الحَصّاءُ والذِّيبُ

كأَنه أَراد أَن يقول‏:‏ والضَّبُعُ وهي السنة المُجْدِبة فوضع الذئب

موضعَه لأَجل القافية‏.‏ وتَحَصّصَ الحِمارُ والبعيرُ سَقَط شعرهُ، والحَصِيصُ

اسم ذلك الشعر، والحَصِيصةُ ما جُمِع مما حُلق أَو نُتِف وهي أَيضاً

شعَرُ الأُذُن ووَبَرُها، كان مَحْلوقاً أَو غيرَ مَحْلوق، وقيل‏:‏ هو الشعرُ

والوبَرُ عامّة، والأَوّلُ أَعْرَفُ؛ وقولُ امرئ القيس‏:‏

فصَبَّحه عِنْد الشُّروقِ، غُدَيَّة، كلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ

مغرَّثةً حُصّاً كأَنَّ عُيونَها، من الزجْرِ والإِيحَاء، نُوَّارُ عِضْرِسِ

حُصّاً أَي قد انْحَصَّ شعرُها‏.‏ وابنُ مُرٍّ وابنُ سِنْبِس‏:‏ صائدانِ

مَعْروفانِ‏.‏ وناقةٌ حَصّاء إِذا لم يكن عليها وبَرٌ؛ قال الشاعر‏:‏

عُلُّوا على سائفٍ صَعْبٍ مراكِبُها

حَصَّاءَ، ليس لها هُلْبٌ ولا وبَرُ

عُلُّوا وعُولوا‏:‏ واحد من عَلاّه وعالاه‏.‏ وتَحَصْحَصَ الوَبَرُ

والزِّئْبِرُ‏:‏ انْجَرَدَ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏

لما رأَى العبدُ مُمَرّاً مُتْرَصا؛ ومَسَداً أُجْرِدَ قد تَحَصْحَصا، يَكادُ لولا سَيْرُه أَن يُملَصا، جَدَّ به الكَصِيصُ ثم كَصْكَصا، ولو رَأَى فاكَرِشٍ لبَهلَصا

والحَصِيصةُ من الفرس‏:‏ ما فوق الأَشْعَرِ مما أَطاف بالحافِرِ لِقلّة

ذاك الشعر‏.‏

وفرسٌ أَحَصُّ وحَصِيصٌ‏:‏ قَلِيلُ شعر الثُّنَّةِ والذنَبِ، وهو عَيْبٌ، والاسم الحَصَصُ‏.‏ والأَحَصُّ‏:‏ الزمِنُ الذي لا يَطول شعره، والاسم

الحَصَصُ أَيضاً‏.‏ والحَصَصُ في اللحية‏:‏ أَن يَتَكَسَّرَ شعرُها ويَقْصُر، وقد

انْحَصّت‏.‏ ورجل أَحَصُّ اللِّحْية، ولِحْيةٌ حَصّاءُ‏:‏ مُنْحَصّة‏.‏ ورجل

أَحَصّ بَيّنُ الحَصَصِ أَي قليلُ شعرِ الرأْس‏.‏ والأَحص من الرجال‏:‏ الذي لا

شعر في صَدره‏.‏ ورجل أَحَصُّ‏:‏ قاطعٌ للرَّحم؛ وقد حَصَّ رَحِمَه يَحُصّها

حَصّاً‏.‏ ورحِمٌ حَصّاءُ‏:‏ مقطوعة؛ قال‏:‏ ومنه يقال بَيْنَ بَني فلان رَحِمٌ

حاصّة أَي قد قطعوها وحَصُّوها وحَصُّوها لا يَتواصَلُون عليها‏.‏

والأَحَصّ أَيضاً‏:‏ النَّكِدُ المَشْؤُوم‏.‏ ويوم أَحَصُّ‏:‏ شديد البرد لا سحاب فيه؛ وقيل لرجل من العرب‏:‏ أَيُّ الأَيّام أَبْرَدُ‏؟‏ فقال‏:‏ الأَحَصُّ

الأَزَبّ، يعني بالأَحَصِّ الذي تَصْفُو شَمالُه ويَحْمَرُّ فيه الأُفُق وتَطْلُع

شَمسُه ولا يوجد لها مَسٌّ من البَرْدِ، وهو الذي لا سحاب فيه ولا

يَنْكسِر خَصرُه، والأَزَبُّ يومٌ تَهُبُّه النَّكْباءُ وتَسُوق الجَهَامَ

والصُّرّاد ولا تطلع له شمس ولا يكون فيه مَطَرٌ؛ قوله تَهُبُّه أَي تَهُبّ

فيه‏.‏ وريح حَصّاءُ‏:‏ صافيةٌ لا غُبار فيها؛ قال أَبو الدُّقَيش‏:‏

كأَن أَطْرافَ ولِيّاتِها

في شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزاعِ

والأَحَصّانِ‏:‏ العَبْدُ والعَيْرُ لأَنهما يُماشِيانِ أَثْمانَهما حتى

يَهْرَما فتَنْقُص أَثْمانُهما ويَمُوتا‏.‏

والحِصّةُ‏:‏ النصيب من الطعام والشراب والأَرضِ وغير ذلك، والجمع الحِصَصُ‏.‏ وتَحاصّ القومُ تَحاصّاً‏:‏ اقتسَموا حِصَصَهم‏.‏ وحاصّه مُحاصّةً

وحِصاصاً‏:‏ قاسَمَه فأَخَذ كلُّ واحدٍ منهما حِصّتَه‏.‏ ويقال‏:‏ حاصَصْتُه الشيءَ

أَي قاسَمْته فحَصّني منه كذا وكذا يَحُصُّني إِذا صار ذلك حِصّتي‏.‏ وأَحَصّ

القومَ‏:‏ أَعطاهم حِصَصَهم‏.‏ وأَحَصّه المَكانَ‏:‏ أَنْزلَه؛ ومنه قول بعض

الخطباء‏:‏ وتُحِصُّ من نَظَرِه بَسْطة حال الكَفالة والكفايةِ أَي تُنْزِل؛ وفي شعر أَبي طالب‏:‏

بِميزانِ قِسْط لا يَحُصُّ شَعِيرةً

أَي لا يَنْقُص شعيرةً‏.‏

والحُصُّ‏:‏ الوَرْسُ؛ وجمعه أَحْصاصٌ وحُصوصٌ، وهو يُصْبَغ به؛ قال عمرو

بن كلثوم‏:‏

مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فيها، إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا

قال الأَزهري‏:‏ الحُصُّ بمعنى الوَرْسِ معروف صحيح، ويقال هو الزَّعْفران، قال‏:‏ وقال بعضهم الحُصُّ اللُّؤْلُؤ، قال‏:‏ ولست أَحُقُّه ولا أَعْرِفه؛ وقال الأَعشى‏:‏

ووَلَّى عُمَيْر وهو كأْبٌ كأَنه

يُطَلَّى بحُصٍّ، أَو يُغَشّى بِعظْلم ولم يذكر سيبويه تكسير فُعْلٍ من المُضاعَف على فُعُولٍ، إِنما كَسّره

على فِعالٍ كخِفافٍ وعِشَاشٍ‏.‏ ورجل حُصْحُصٌ وحُصْحوصٌ‏:‏ يَتَتَبّع

دَقائِقَ الأُمور فيَعْلمها ويُحْصِيها‏.‏

وكان حَصِيصُ القومِ وبَصِيصُهم كذا أَي عَدَدُهم‏.‏ والأَحَصُّ‏:‏ ماءٌ

معروف؛ قال‏:‏

نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ وأَصْبَحُوا، نَزَلَتْ مَنازِلَهم بَنُو ذُبْيانِ

قال الأَزهري‏:‏ والأَحَصُّ ماء كان نزل به كُلَيب ابن وائل فاسْتَأْثَر

به دُونَ بَكْر بن وائل، فَقِيل له‏:‏ اسقِنا؛ فقال‏:‏ ليس من فَضْلٍ عنه، فلما طَعَنه جَسّاس اسْتَسْقاهم الماء، فقال له جَسّاس‏:‏ تَجاوَزْت الأَحَصَّ

أَي ذهَبَ سُلْطانُك على الأَحَصِّ؛ وفيه يقول الجعدي‏:‏

وقال لِجَسّاس‏:‏ أَغِثْني بِشَرْبةٍ

تَدارَكْ بها طَوْلاً عَليَّ وأَنْعِمِ

فقال‏:‏ تَجاوَزْتَ الأَحصَّ وماءَه، وبَطْنَ شُبَيثٍ، وهو ذُو مُتَرَسّمِ

الأَصمعي‏:‏ هَزِئ به في هذا‏.‏ وبَنُو حَصِيصٍ‏:‏ بطْنٌ من العرب‏.‏

والحَصّاءُ‏:‏ فرسُ حَزْنِ بن مِرْداسٍ‏.‏ والحَصْحَصةُ‏:‏ الذهابُ في الأَرض، وقد

حَصْحَصَ؛ قال‏:‏

لَمَّا رآني بالبِرَاز حَصْحَصا

والحَصْحَصةُ‏:‏ الحركةُ في شيء حتى يَسْتَقِرّ فيه ويَسْتَمْكن منه

ويثبت، وقيل، تَحْرِيك الشيء في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه، وكذلك البعيرُ

إِذا أَثْبَتَ رُكْبتيه للنُّهوض بالثِّقْل؛ قال حميد بن ثور‏:‏

وحَصْحَصَ في صُمِّ الحَصى ثَفِنَاتِه *** ورامَ القيامَ ساعةً ثم صَمَّما

وفي حديث علي‏:‏ لأَنْ أُحَصْحِصَ في يَدَيّ جَمْرتَيْنِ أَحَبُّ إِليَّ

من أَن أُحَصْحِصَ كَعْبَيْنِ، هو من ذلك، وقيل‏:‏ الحَصْحَصَةُ التحريك

والتقليبُ للشيء والترديدُ‏.‏ وفي حديث سمرة بن جندب‏:‏ أَنه أُتي برجلِ

عِنِّينٍ فكتب فيه إليه معاوية، فكتب إِليه أَن اشْتَرِ له جاريةً من بيت المال

وأَدْخِلْها عليه ليلةً ثم سَلْها عنه، ففَعَل سمرةُ فلما أَصبح قال له‏:‏

ما صنعت‏؟‏ فقال‏:‏ فعلتُ حتى حَصْحَصَ فيها، قال‏:‏ فسأَل الجارية فقالت‏:‏ لم يَصْنَعْ شيذاً، فقال الرجل‏:‏ خَلِّ سبِيلَها يا مُحَصْحِصُ؛ قوله‏:‏

حَصْحَصَ فيها أَي حَرّكتُه حتى تمكن واستقرّ، قال الأَزهري‏:‏ أَراد الرجل أن ذَكَرَه انْشَامَ فيها وبالَغَ حتى قَرَّ في مَهْبِلِها‏.‏ ويقال‏:‏

حَصْحَصْتُ الترابَ وغيره إِذا حَرَّكْته وفحَصْتَه يميناً وشمالاً‏.‏ ويقال‏:‏

تَحَصْحَصَ وتحزحز أَي لَزِقَ بالأَرض واسْتَوى‏.‏ وحَصْحَصَ فلان ودَهْمَجَ إِذا

مَشَى مَشْيَ المُقَيَّدِ‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ ما تَحَصْحَصَ فلانٌ إِلاَّ

حَوْلَ هذا الدرهمِ لِيأْخُذَهُ‏.‏ قال‏:‏ والحَصْحَصَةُ لُزوقُه بكَ

وإِتْيانُه وإِلْحاحُه عليك‏.‏ والحَصْحَصَةُ‏:‏ بَيانُ الحَقِّ بعد كِتْمانِهِ، وقد

حَصْحَصَ‏.‏ ولا يقال‏:‏ حُصْحِصَ‏.‏ وقوله عزّ وجلّ‏:‏ الآن حَصْحَصَ الحقُّ؛ لما دَعَا النِّسْوةَ فَبَرَّأْنَ يوسُفَ، قالت‏:‏ لم يَبْقَ إِلا أن يُقْبِلْنَ عليّ بالتقرير فأَقَرّت وذلك قولُها‏:‏ الآن حَصْحَصَ الحقُّ‏.‏ تقول‏:‏

صافَ الكذبُ وتبيَّن الحقُّ، وهذا من قول امرأَة العزيز؛ وقيل‏:‏ حَصْحَصَ

الحقُّ أَي ظَهَرَ وبرَزَ‏.‏ وقال أَبو العباس‏:‏ الحَصْحَصَةُ المبالغةُ‏.‏

يقال‏:‏ حَصْحصَ الرجلُ إِذا بالَغ في أَمره، وقيل‏:‏ اشتقاقُه من اللغة من الحِصَّة أَي بانت حِصّة الحقِّ من حِصَّةِ الباطل‏.‏ والحِصْحِصُ، بالكسر‏:‏

الحجارةُ، وقيل‏:‏ الترابُ وهو أَيضاً الحَجر‏.‏

وحكى اللحياني‏:‏ الحِصْحِصَ لِفُلانٍ أَي الترابَ له؛ قال‏:‏ نُصبَ كأَنه

دُعاءٌ، يذهب إِلى أَنهم شبَّهوه بالمصدر وإِن كان اسماً كما قالوا

الترابَ لك فنصَبُوا‏.‏ والحِصْحِصُ والكِثْكِثُ، كلاهما‏:‏ الحجارة‏.‏ بفيه

الحِصْحِصُ أَي الترابُ‏.‏

والحَصْحَصةُ‏:‏ الإِسراعُ في السير‏.‏ وقَرَبٌ حَصْحاصٌ‏:‏ بَعِيدٌ‏.‏ وقَرَبٌ

حَصْحاصٌ مثل حَثْحاث‏:‏ وهو الذي لا وتِيرةَ فيه، وقيل‏:‏ سيرٌ حَصْحاص أَي

سريع ليس فيه فُتور‏.‏ والحَصْحَاصُ‏:‏ موضعٌ‏.‏ وذو الحَصْحاص‏:‏ موضعٌ؛ وأَنشد

أَبو الغَمْر الكلابي لرجل من أَهل الحجاز يعني نساء‏:‏

أَلا ليت شِعْرِي، هل تَغَيّر بَعْدَنا

ظِباءٌ بِذي الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُيونُها‏؟‏

حفص‏:‏ حَفَصَ الشيءَ يَحْفِصُه حَفْصاً‏:‏ جَمَعَه‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وحَفَضْتُ

الشيء، بالضاد المعجمة، إِذا أَلْقَيْتَه من يَدِك‏.‏ والحُفَاصةُ‏:‏ اسمُ

ما حُفِصَ‏.‏ وحَفَص الشيءَ‏:‏ أَلْقاه، قال ابن سيده‏:‏ والضاد أَعْلى، وسيأْتي

ذكره‏.‏

والحَفْصُ‏:‏ زَبيلٌ من جُلودٍ، وقيل‏:‏ هو زَبِيلٌ صغيرٌ من أَدَمٍ، وجمعُه

أَحْفاصٌ وحُفوصٌ، وهي المِحْفَصةُ أَيضاً‏.‏ والحَفْصُ‏:‏ البيتُ الصغيرُ‏.‏

والحَفْصُ‏:‏ الشِّبْلُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ولَدُ الأَسد يُسمَّى حَفْصاً، وقال

ابن الأَعرابي‏:‏ هو السبعُ أَيضاً، وقال ابن بري‏:‏ قال صاحب العين الأَسدُ

يُكَنَّى أَبا حَفْصٍ ويُسمَّى شِبْلُه حَفْصاً، وقال أَبو زيد‏:‏ الأَسد

سَيّدُ السباع ولم تُعرف له كنْيةٌ غير أَبي الحرث، واللَّبْوةُ أُم

الحرث‏.‏

وحَفْصةُ وأُم حَفْصةَ، جميعاً‏:‏ الرَّخَمةُ‏.‏ والحَفْصةُ‏:‏ من أَسماء

الضبُعِ؛ حكاه ابن دريد قال‏:‏ ولا أَدري ما صحتها‏.‏ وأُمُّ حَفْصةَ‏:‏

الدَّجاجةُ‏.‏ وحَفْصةُ‏:‏ اسم امرأَة‏.‏ وحَفْصٌ‏:‏ اسم رجل‏.‏

حقص‏:‏ الأَزهري خاصة‏:‏ قال أَبو العميثل‏:‏ يقال حَقَص ومَحَصَ إِذا مرَّ

مَرّاً سريعاً، وأَقْحَصْته وقَحّصْته إِذا أَبْعَدْته عن الشيء‏.‏ وقال أَبو

سعيد‏:‏ يقال فَحَصَ برِجْلهِ وقَحَصَ إِذا رَكَضَ برجله‏.‏ قال ابن الفرج‏:‏

سمعت مُدْرِكاً الجعفريَّ يقول‏:‏ سبَقَني فلانٌ قَبْصاً وحَقْصاً وشَدّاً

بمعنى واحد‏.‏

حكص‏:‏ الأَزهري خاصة‏:‏ الحَكِيصُ المَرْمِيُّ بالرِّيبة؛ وأَنشد‏:‏

فلن تَراني أَبداً حَكيصا، مع المُرِيبِين، ولن أَلُوصا

قال الأَزهري‏:‏ لا أَعرفُ الحَكِيصَ ولم أَسمعه لغير الليث‏.‏

حمص‏:‏ حَمَصَ القَذاةَ‏:‏ رَفَقَ بإِخراجها مسْحاً مَسْحاً‏.‏ قال الليث‏:‏

إِذا وقَعَت قذاةٌ في العين فرَفَقْتَ بإِخراجها مَسْحاً رُوَيْداً قلت‏:‏

حَمَصْتُها بيدي‏.‏ وحَمَصَ الغُلامُ حَمْصاً‏:‏ تَرَجَّح من غير أَن يُرَجَّحَ‏.‏

والحَمْصُ‏:‏ أَنْ يُضَمَّ الفرسُ فيُجْعَلَ إِلى المكان الكَنِين

وتُلْقَى عليه الأَجِلّةُ حتى يَعْرَقَ لِيَجْرِيَ‏.‏ وحَمَصَ الجُرْحُ‏:‏ سكَنَ

وَرَمُه‏.‏ وحَمَصَ الجُرْحُ يَحْمُصُ حُموصاً، وهو حَمِيصٌ، وانْحَمَصَ

انْحِماصاً، كلاهما‏:‏ سكن ورمه‏.‏ وحَمَّصَه الدواءُ، وقيل‏:‏ حَمَزه الدواء

وحَمَصَه‏.‏ وفي حديث ذي الثُّديّةِ المقتول بالنَّهْرَوان‏:‏ أَنه كانت له

ثُدَيّةٌ مثل ثَدْي المرأَة إِذا مُدَّت امْتَدَّت وإِذا تُرِكَت تحَمّصَت؛ قال

الأَزهري‏:‏ تحَمّصَت أَي تقَبّضَتْ واجْتَمعت؛ ومنه قيل للورَمِ إِذا

انْفَشّ‏:‏ قد حَمَصَ، وقد حَمّصَه الدواءُ‏.‏

والحِمَّصُ والحِمِّصُ‏:‏ حَبُّ القدر

، قال أَبو حنيفة‏:‏ وهو من القَطَانِيّ، واحدتُه حِمَّصةٌ وحِمِّصة، ولم يعرف ابنُ الأَعرابي كَسْرَ الميم في الحِمِّص ولا حكى سيبويه فيه إِلا

الكسر فهما مختلفان؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الحِمَّصُ عربي وما أَقلَّ ما في الكلام على بنائه من الأَسماء‏.‏ الفراء‏:‏ لم يأْت على فِعَّل، بفتح العين وكسر

الفاء، إِلا قِنَّفٌ وقِلَّفٌ، وهو الطين المتشقق إِذا نَضَبَ عنه الماء، وحِمَّصٌ وقِنَّبٌ، ورجلٌ خِنّبٌ وخِنّاب‏:‏ طويلٌ؛ وقال المبرد‏:‏ جاء على

فِعِّل جِلِّقٌ وحِمِّصٌ وحِلِّز، وهو القصير، قال‏:‏ وأَهل البصرة اختاروا

حِمِّصاً، وأَهل الكوفة اختاروا حِمَّصاً، وقال الجوهري‏:‏ الاختيار فتح

الميم، وقال المبرد بكسرها‏.‏

والحَمَصِيصُ‏:‏ بَقْلةٌ دون الحُمَّاضِ في الحُموضة طيّبةُ الطعم تنبُت

في رَمْل عالج وهي من أَحْرار البُقول، واحدته حَمَصيصةٌ‏.‏ وقال أَبو

حنيفة‏:‏ بقْلةُ الحَمَصِيص حامضةٌ تُجْعَلُ في الأَقِطِ تأْكلُه الناسُ والإِبل

والغنم؛ وأَنشد‏:‏

في رَبْرَبٍ خِماصِ، يأْكُلْنَ من قُرَّاصِ، وحَمَصِيصٍ واصِ

قال الأَزهري‏:‏ رأَيت الحَمَصِيصَ في جبال الدَّهْناء وما يَلِيها وهي

بَقْلة جَعْدة الورَق حامضةٌ، ولها ثمرة كثمرة الحُمَّاضِ وطعمُها كطعْمةِ

وسمعتهم يُشَدِّدون الميم من الحَمصِيص، وكنَّا نأْكله إِذا أَجَمْنا

التمر وحلاوتَه نَتَحَمّضُ به ونَسْتَطيبُه‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ وقرأْت في كتب الأَطِبّاءِ حبٌّ مُحَمَّصٌ يريد به المَقْلُوَّ؛ قال الأَزهري‏:‏ كأَنه مأْخوذ من الحَمْصِ، بالفتح، وهو الترجُّح‏.‏

وقال الليث‏:‏ الحَمْصُ أَن يترجَّحَ الغلامُ على الأُرْجُوحةِ من غير أن يُرَجِّحَه أَحدٌ‏.‏ يقال‏:‏ حَمَصَ حَمْصاً، قال‏:‏ ولم أَسمع هذا الحرف لغير

الليث‏.‏

والأَحْمَصُ‏:‏ اللِّصُّ الذي يَسْرِقُ الحَمائِصَ، واحِدَتُها حَمِيصةٌ، وهي الشاة المسروقةُ وهي المَحْمُوصةُ والحَريسةُ‏.‏ الفراء‏:‏ حَمَّص الرجلُ إِذا اصطادَ الظباءَ نِصْفَ النهار‏.‏

والمِحْماصُ من النساء‏:‏ اللِّصَّةُ الحاذقة‏.‏

وحَمَصَت الأُرْجُوحةُ‏:‏ سكنَتْ فَوْرَتُها‏.‏

وحِمْصُ‏:‏ كُورةٌ من كُوَرِ الشام أَهلُها يمانُون، قال سيبويه‏:‏ هي أَعجمية، ولذلك لم تَنْصَرِف، قال الجوهري‏:‏ حِمْص يذكر ويؤَنث‏.‏