فصل: (تابع: حرف الباء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الباء‏]‏

قطب‏:‏ قَطَبَ الشيءَ يَقْطِبُهُ قَطْباً‏:‏ جَمَعه‏.‏ وقَطَبَ يَقْطِبُ

قَطْباً وقُطوباً، فهو قاطِبٌ وقَطُوبٌ‏.‏

والقُطوبُ‏:‏ تَزَوِّي ما بين العينين، عند العُبوس؛ يقال‏:‏ رأَيتُه

غَضْبانَ قاطِباً، وهو يَقْطِبُ ما بين عينيه قَطْباً وقُطوباً، ويُقَطِّبُ ما بين عينيه تقطيباً‏.‏ وقَطَبَ يَقْطِبُ‏:‏ زَوَى ما بين عينيه، وعَبَس، وكَلَح من شَرابٍ وغيره، وامرأَة قَطُوبٌ‏.‏ وقَطَّبَ ما بين عينيه أَي جَمعَ كذلك‏.‏ والمُقَطَّبُ والمُقَطِّبُ والمُقْطِبُ ما بين الحاجبين‏.‏

وقَطَّبَ وجهَه تَقْطيباً أَي عَبَسَ وغَضِبَ‏.‏ وقَطَّب بين عينيه أَي

جَمعَ الغُضُونَ‏.‏ أَبو زيد في الجَبِينِ‏:‏ المُقَطِّبُ وهو ما بين

الحاجبين‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أُتِيَ بنَبيذٍ فشَمَّه فقَطَّبَ أَي قَبَضَ ما بين عينيه، كما يفعله العَبُوسُ، ويخفف ويثقل‏.‏ وفي حديث العباس‏:‏ ما بالُ قريش يَلْقَوْننا بوُجُوهٍ قاطبةٍ‏؟‏ أَي مُقَطَّبة‏.‏

قال‏:‏ وقد يجيءُ فاعل بمعنى مفعول، كعيشة راضية؛ قال‏:‏ والأَحسن أَن يكون فاعل، على بابه، من قَطَبَ، المخففة‏.‏ وفي حديث المغيرة‏:‏ دائمةُ القُطوب أَي العُبُوس‏.‏

يقال‏:‏ قَطَبَ يَقْطِبُ قُطوباً، وقَطَبَ الشرابَ يَقْطِبُه قَطْباً وقَطَّبه وأَقْطَبه‏:‏ كلُّه مَزَجه؛ قال ابن مُقْبِل‏:‏

أَناةٌ، كأَنَّ المِسْكَ تحت ثيابِها *** يُقَطِّبُه، بالعَنْبَرِ الوَرْدِ، مُقْطِبُ

وشَرابٌ قَطِيبٌ‏:‏ مَقْطُوبٌ‏.‏

والقِطابُ‏:‏ المِزاجُ، وكل ذلك من الجمع‏.‏

التهذيب‏:‏ القَطْبُ المَزْجُ، وذلك الخَلْطُ، وكذلك إِذا اجتمع القومُ

وكانوا أَضيافاً، فاختلَطوا، قيل‏:‏ قَطبوا، فهم قاطِبون؛ ومن هذا يقال‏:‏ جاءَ القومُ قاطِبَةً أَي جميعاً، مُخْتَلِطٌ بعضُهم ببعض‏.‏

الليث‏:‏ القِطابُ المِزاجُ فيما يُشْرَبُ ولا يُشْرَبُ، كقول الطائفية

في صَنْعَةِ غِسْلَة؛ قال أَبو فَرْوة‏:‏ قَدِمَ فَرِيغُونُ بجارية، قد

اشتراها من الطائف، فصيحةٍ، قال‏:‏ فدخلتُ عليها وهي تُعالِجُ شيئاً، فقلتُ‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقالت‏:‏ هذه غِسْلة‏.‏ فقلتُ‏:‏ وما أَخلاطُها‏؟‏ فقالت‏:‏ آخُذُ الزبيبَ الجَيِّدَ، فأُلْقِي لَزَجَه، وأُلَجِّنُه وأُعَبِّيه بالوَخِيف، وأَقْطِبه؛ وأَنشد غيره‏:‏

يَشرَبُ الطِّرْمَ والصَّريفَ قِطابا

قال‏:‏ الطِّرْم العَسل، والصَّريفُ اللَّبن الحارُّ، قِطاباً‏:‏ مِزاجاً‏.‏

والقَطْبُ‏:‏ القَطْع، ومنه قِطابُ الجَيب؛ وقِطابُ الجَيْب‏:‏ مَجمَعُه؛ قال طرفة‏:‏

رَحِيبُ قِطابِ الجَيبِ منها، رَقيقَةٌ *** بجَسِّ النَّدامى، بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ

يعني ما يَتَضامُّ من جانبي الجَيب، وهي استعارة؛ وكلُّ ذلك من القَطْبِ الذي هو الجمع بين الشيئين؛ قال الفارسي‏:‏ قِطابُ الجَيبِ أَسفلُه‏.‏

والقَطِيبَةُ‏:‏ لَبَنُ المِعْزى والضأْن يُقْطَبانِ أَي يُخلَطانِ، وهي

النَّخِيسَةُ؛ وقيل‏:‏ لبنُ الناقة والشاة يُخلَطان ويُجمَعان؛ وقيل اللبنُ الحليب أَو الحَقِينُ، يُخلَطُ بالإِهالة‏.‏ وقد قَطَبْتُ له قَطِيبةً فشَرِبَها؛ وكلُّ مَمْزوج قَطِيبَةٌ‏.‏ والقَطِيبة‏:‏ الرَّثِيئَةُ‏.‏ جاءَ القومُ بقَطِيبِهم أَي بجَماعَتهم‏.‏ وجاؤُوا قاطِبةً أَي جميعاً؛ قال سيبويه‏:‏ لا يُستعمل إِلاَّ حالاً، وهو اسم يَدُلُّ على العموم‏.‏

الليث‏:‏ قاطبة اسم يجمع كلَّ جِيل من الناس، كقولك‏:‏ جاءَت العربُ قاطبةً‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها‏:‏ لما قُبِضَ سيدنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ارْتَدَّتِ العَرَبُ قاطبةً أَي جميعُهم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا جاءَ في الحديث، نكرة منصوبة، غير مضافة، ونصبها على المصدر أَو الحال‏.‏

والقَطْبُ أَن تُدْخَلَ إِحْدى عُرْوَتي الجُوالِقِ في الأُخرى عند

العَكْم، ثم تُثْنى، ثم يُجمَع بينهما، فإِن لم تُثْنَ، فهو السَّلْقُ؛ قال

جَنْدَلٌ الطُّهَويّ‏:‏

وحَوْقَلٍ ساعِدُه قد انْمَلَقْ *** يقول‏:‏ قَطْباً ونِعِمّا، إِنْ سَلَقْ

ومنه يقال‏:‏ قَطَبَ الرجلُ إِذا ثَنَى جِلْدةَ ما بين عينيه‏.‏ وقَطَبَ

الشيءَ يَقْطِبُه قَطْباً‏:‏ قَطَعه‏.‏ والقُطَابة‏:‏ القِطْعة من اللحم، عن

كُراع‏.‏

وقِرْبة مَقْطُوبة أَي مملوءة، عن اللحياني‏.‏

والقُطْبُ والقَطْبُ والقِطْبُ والقُطُبُ‏:‏ الحديدة

القائمة التي تدور عليها الرَّحَى‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ القُطْبُ القائم الذي تَدُور عليه الرَّحَى، فلم يذكر الحديدة‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ قُطْبُ الرَّحى التي تَدُورُ حَوْلَها العُلْيا‏.‏ وفي حديث فاطمة، عليها السلام‏:‏ وفي يدها أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَى؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هي الحديدة المركبة في وسط حجَر الرَّحَى السُّفْلى، والجمع أَقْطابٌ وقُطُوبٌ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وأُرَى أَنَّ أَقْطاباً جمع قُطْبٍ وقُطُبٍ وقِطْبٍ، وأَنَّ قُطُوباً جمعُ قَطْبٍ‏.‏

والقَطْبة‏:‏ لُغة في القُطْب، حكاها ثعلب‏.‏

وقُطْبُ الفَلَك وقَطْبُه وقِطْبُه‏:‏ مَدَاره؛ وقيل القُطْبُ‏:‏ كوكبٌ بين

الجَدْيِ والفَرْقَدَيْن يَدُورُ عليه الفَلَكُ، صغير أَبيضُ، لا يَبْرَحُ مكانه أَبداً، وإِنما شُبِّه بقُطْبِ الرَّحَى، وهي الحديدة التي في الطَّبَقِ الأَسْفَل من الرَّحَيَيْنِ، يدور عليها الطَّبَقُ الأَعْلى، وتَدُور الكواكبُ على هذا الكوكب الذي يقال له‏:‏ القُطْبُ‏.‏ أَبو عَدْنان‏:‏

القُطْب أَبداً وَسَطُ الأَربع من بَنَات نَعْش، وهو كوكب صغير لا يزول الدَّهْرَ، والجَدْيُ والفَرْقدانِ تَدُور عليه‏.‏ ورأَيت حاشية في نسخة الشيخ ابن الصلاح المحدّث، رحمه اللّه، قال‏:‏ القَطْبُ ليس كوكباً، وإِنما هو بقعة من السماءِ قريبة من الجَدْي‏.‏ والجَدْيُ‏:‏ الكوكب الذي يُعْرَفُ به القِبلة في البلاد الشَّمالية‏.‏ ابن سيده‏:‏ القُطْبُ الذي تُبْنَى عليه القِبْلَة‏.‏ وقُطْبُ كل شيء‏:‏ مِلاكُه‏.‏ وصاحبُ الجيش قُطْبُ رَحَى الحَرْب‏.‏

وقُطْبُ القوم‏:‏ سيدُهم‏.‏ وفلان قُطْبُ بني فلان أَي سيدُهم الذي يدور عليه أَمرهم‏.‏ والقُطْبُ‏:‏ من نِصالِ الأَهْداف‏.‏

والقُطْبةُ‏:‏ نَصْلُ الهَدَفِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ القُطْبةُ نَصْلٌ صغير، قصير،مُرَبَّع في طَرَف سهم، يُغْلى به في الأَهْداف؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ وهو من المَرامي‏.‏ قال ثعلب‏:‏ هو طَرَفُ السهم الذي يُرْمى به في الغَرَض‏.‏ النضر‏:‏ القُطْبةُ لا تُعَدُّ سَهْماً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لرافع بن خَديج، ورُمِيَ بسهم في ثَنْدُوَتِه‏:‏ إِن شِئْتَ نَزَعْتُ السهم، وتركتُ القُطْبة، وشَهِدْتُ لك يوم القيامة أَنك شهيدُ القُطْبة‏.‏

والقُطْبُ‏:‏ نصلُ السهم؛ ومنه الحديث‏:‏ فيأْخذ سهمَه، فينظر إِلى قُطْبه، فلا يَرَى عليه دَماً‏.‏

والقُطْبة والقُطْبُ‏:‏ ضربان من النبات؛ قيل‏:‏ هي عُشْبة، لها ثمرة وحَبٌّ مثل حَبِّ الهَراسِ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ هو ضربٌ من الشَّوْك يَتَشَعَّبُ منها ثلاثُ شَوْكات، كأَنها حَسَكٌ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ القُطْبُ يذهب حِبالاً على الأَرض طولاً، وله زهرة صفراء وشَوْكةٌ إِذا أَحْصَدَ ويَبِسَ، يَشُقُّ على الناس أَن يطؤُوها مُدَحْرَجة، كأَنها حَصاةٌ؛ وأَنشد‏:‏

أَنْشَيْتُ بالدَّلْوِ أَمْشِي نحوَ آجنةٍ *** من دونِ أَرْجائِها، العُلاَّمُ والقُطَبُ

واحدتُه قُطْبةٌ، وجمعها قُطَبٌ، وورَقُ أَصلِها يشبه ورق النَّفَل

والذُّرَقِ؛ والقُطْبُ ثَمَرُها‏.‏ وأَرض قَطِبةٌ‏:‏ يَنْبُتُ فيها ذلك النَّوْعُ

من النبات‏.‏ والقِطِبَّى‏:‏ ضَرْبٌ من النبات يُصْنَعُ منه حَبْل كحبل

النارَجيلِ، فَيَنْتَهي ثمنُه مائةَ دينار عَيْناً، وهو أَفضل من الكِنْبارِ‏.‏ والقَطَبُ المنهيُّ عنه‏:‏ هو أَن يأْخذَ الرجلُ الشيء، ثم يأْخذ ما بقي

من المتاع، على حسب ذلك بغير وزن، يُعْتَبر فيه بالأَول؛ عن كراع‏.‏

والقَطِيبُ‏:‏ فرس معروف لبعض العرب‏.‏

والقُطَيبُ‏:‏ فرسُ سابقِ بن صُرَدَ‏.‏

وقُطْبَة وقُطَيْبة‏:‏ اسمان‏.‏

والقُطَيْبِيَّةُ‏:‏ ماءٌ بعينه؛ فأَما قول عَبيدٍ في الشعر الذي كَسَّرَ

بعضَه‏:‏

أَقْفَرَ، من أَهْلِه، مَلْحُوبُ *** فالقُطَبِيَّاتُ، فالذَّنُوبُ

إِنما أَراد القُطَبِيَّة هذا الماءَ، فجمعه بما حَوْلَه‏.‏

وهَرمُ بنُ قُطْبَةَ الفَزاريّ‏:‏ الذي نافَرَ إِليه عامِرُ ابنُ الطُّفيل

وعَلْقَمةُ بنُ عُلاثَةَ‏.‏

قطرب‏:‏ القُطْرُبُ‏:‏ دويبة كانتْ في الجاهلية، يزعمون أَنها ليس لها قَرارٌ البتة؛ وقيل‏:‏ لا تَسْتَريح نهارَها سَعْياً؛ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ لا أَعْرِفَنَّ أَحدكم جيفَةَ لَيْل، قُطْرُبَ نَهارٍ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ يقال إِن القُطْرُبَ لا تستريح نهارها سَعْياً؛ فشَبَّه عبدُاللّه الرجلَ يَسْعى نَهارَه في حوائج دُنْياه، فإِذا أَمْسَى أَمْسَى كالاًّ تَعِباً، فينامُ ليلَتَه حتى يُصْبِح كالجِيفة لا يَتحرك، فهذا جِيفةُ ليلٍ، قُطْرُبُ نَهار‏.‏ والقُطْرُبُ‏:‏ الجاهل الذي يَظْهَرُ بجَهْله‏.‏ والقُطْرُب‏:‏ السفيه‏.‏ والقَطارِيبُ‏:‏ السُّفَهاء، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

عادٌ حُلُوماً، إِذا طاشَ القَطارِيبُ

ولم يذكر له واحداً؛ قال ابن سيده‏:‏ وخَلِيقٌ أَن يكون واحدُه

قُطْرُوباً، إِلاَّ أَن يكون ابنُ الأَعرابي أَخَذ القَطارِيبَ مِن هذا البيت، فإِن كان ذلك، فقد يكون واحدُه قُطْرُوباً، وغير ذلك مما تثبت الياءُ في جَمْعِه رابعة مِن هذا الضرب، وقد يكون جمعَ قُطْرُب، إِلاَّ أَن الشاعر احتاج فأَثبت الياء في الجمع؛ كقوله‏:‏

نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّياريفِ

وحكى ثعلب أَن القُطْرُبَ‏:‏ الخفيف، وقال على إِثْر ذلك‏:‏ إِنه لَقُطْرُبُ لَيْلٍ؛ فهذا يدل على أَنها دويبة، وليس بصفة كما زعم‏.‏

وقُطْرُبٌ‏:‏ لقبُ محمد بن المُسْتَنِير النَّحْوِيّ، وكان يُبَكِّر إِلى سيبويه، فيَفْتَحُ سيبويه بابه فيَجِدُه هنالك، فيقول له‏:‏ ما أَنتَ

إِلاَّ قُطْرُبُ ليل، فلُقِّبَ قُطْرُباً لذلك‏.‏

وتَقَطْرَبَ الرجلُ‏:‏ حَرَّك رأْسَه؛ حكاه ثعلب وأَنشد‏:‏

إِذا ذَاقَها ذو الحِلْمِ منهمْ تَقَطْرَبا

وقيل تَقَطْرَب، ههنا‏:‏ صار كالقُطْرُب الذي هو أَحدُ ما تقدم ذكره‏.‏

والقُطْرُبُ‏:‏ ذَكَرُ الغِيلانِ‏.‏ الليث‏:‏ القُطْرُبُ والقُطْرُوبُ الذَّكَرُ من السَّعالي‏.‏ والقُطْرُبُ‏:‏ الصغيرُ من الكِلاب‏.‏ والقُطْرُبُ‏:‏ اللِّصُّ الفارِهُ في اللُّصُوصِيَّة‏.‏ والقُطْرُبُ‏:‏ طائر‏.‏ والقُطْرُبُ‏:‏ الذئبُ

الأَمْعَط‏.‏ والقُطْرُبُ‏:‏ الجَبانُ، وإِن كان عاقلاً‏.‏ والقُطْرُبُ‏:‏

المَصْرُوعُ من لَمَمٍ أَو مِرارٍ، وجمعُها كلها قَطارِيبُ، والله أَعلم‏.‏

قعب‏:‏ القَعْبُ‏:‏ القَدَح الضَّخْمُ، الغلِيظُ، الجافي؛ وقيل‏:‏ قَدَح من خَشَب مُقَعَّر؛ وقيل‏:‏ هو قدح إِلى الصِّغَر، يُشَبَّه به الحافرُ، وهو يُرْوِي الرجلَ‏.‏ والجمع القليل‏:‏ أَقْعُبٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

إِذا ما أَتَتْكَ العِيرُ فانْصَحْ فُتُوقَها *** ولا تَسْقِيَنْ جارَيْكَ منها بأَقْعُبِ

والكثير‏:‏ قِعَابٌ وقِعَبةٌ، مثل جَبْءٍ وجِبَأَةٍ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَوَّلُ الأَقداح الغُمَرُ، وهو الذي

لا يَبْلُغُ الرِّيَّ، ثم القَعْبُ، وهو قد يُرْوِي الرجلَ، وقد يُرْوِي الاثنين والثلاثة، ثم العُسُّ‏.‏

وحافر مُقَعِّبٌ‏:‏ كأَنه قَعْبةٌ لاستدارته، مُشَبَّهٌ بالقَعْب‏.‏

والتَّقْعِيبُ‏:‏ أَن يكون الحافر مُقَبَّباً، كالقَعْبِ؛ قال العجاج‏:‏

ورُسُغاً وحافِراً مُقَعَّبا

وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبا *** بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا

والقَعْبةُ‏:‏ حُقَّةٌ؛ وفي التهذيب‏:‏ شِبْهُ حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يكون فيها سَوِيقُ المرأَة؛ ولم يُخَصِّصْ في المحكم بسويق المرأَة‏.‏

والقاعِبُ‏:‏ الذئبُ الصَّيَّاحُ‏.‏

والتَّقْعِيبُ في الكلام‏:‏ كالتَّقْعِير‏.‏ قَعَّبَ فلانٌ في كلامه وقَعَّر، بمعنى واحد‏.‏

وهذا كلام له قَعْبٌ أَي غَوْرٌ؛ وفي ترجمة قنع‏:‏

بمُقْنَعاتٍ كقِعابِ الأَوْراقْ

قال قِعابُ الأَوْراق‏:‏ يعني أَنها أَفتاء، فأَسْنانُها بيضٌ‏.‏

والقَعِيبُ‏:‏ العدد؛ قال الأَفْوَه الأَوْديّ‏:‏

قَتَلْنا منهمُ أَسلافَ صِدْقٍ *** وأُبْنَا بالأُسارَى والقَعِيبِ

قعثب‏:‏ القَعْثَبُ والقَعْثَبان‏:‏ الكثيرُ من كل شيءٍ‏.‏ وقيل‏:‏ هي

دُوَيْبَّة كالخُنْفُساءِ، تكون على النَّبات‏.‏

قعسب‏:‏ القَعْسَبَة‏:‏ عَدْوٌ شديدٌ بفَزَعٍ‏.‏

قعضب‏:‏ القَعْضَبُ‏:‏ الضَّخْمُ الشديدُ الجَريءُ‏.‏ وخِمْسٌ قَعْضَبِيٌّ‏:‏

شديد، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

حَتَّى إِذا ما مَرَّ خِمْسٌ قَعْضَبِيّ

ورواه يعقوب‏:‏ قَعْطَبِيٌّ، بالطاءِ، وهو الصحيح‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وكذلك قَرَبٌ مُقَعِّطٌ‏.‏

والقَعْضَبَة‏:‏ اسْتِئْصالُ الشيء؛ تقول‏:‏ قَعْضَبَه أَي استأْصله‏.‏

والقَعْضَبَةُ‏:‏ الشِّدَّة‏.‏ وقَرَبٌ قَعْضَبِيٌّ، وقَعْطَبِيٌّ، ومُقَعِّطٌ‏:‏ شديد‏.‏

وقَعْضَبٌ‏:‏ اسم رجل كان يَعْمَلُ الأَسِنَّة في الجاهلية، إِليه تُنْسَبُ أَسِنَّةُ قَعْضَبٍ‏.‏

قعطب‏:‏ قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقَعْضَبِيٌّ ومُقَعِّطٌ‏:‏ شديد‏.‏ وخِمْسٌ

قَعْطَبِيٌّ‏:‏ شَديدٌ، كخِمْسٍ بَصْباصٍ، لا يُبْلَغُ إِلاَّ بالسَّيْر الشَّديدِ‏.‏

وقَعْطَبَه قَعْطَبَةً‏:‏ قَطَعَه وضَرَبه فقَعْطَبَه أَي قَطَعَه‏.‏

قعنب‏:‏ الأَزهري‏:‏ القُعْنُبُ الأَنْفُ المُعْوَجُّ‏.‏

والقَعْنَبةُ‏:‏ اعْوِجاجٌ في الأَنف‏.‏ والقَعْنَبة‏:‏ المرأَةُ القَصِيرَةُ‏.‏ عُقَابٌ عَقَنْباة وعَبَنْقاةٌ وقَعَنْباةٌ وبَعَنْقاةٌ‏:‏ حديدةُ المَخالِبِ؛ وقيل‏:‏ هي السريعة الخَطْفِ المُنْكَرةُ؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ كل ذلك على المبالغة، كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ، وكلْبٌ كَلِبٌ‏.‏

والقَعْنَبُ‏:‏ الصُّلْبُ الشَّديدُ مِن كل شيءٍ‏.‏

وقَعْنَبٌ‏:‏ اسم رجل من بني حَنْظلة، بزيادة النون‏.‏

وفي حديث عيسى بن عمر‏:‏ أَقبلتُ مُجْرَمِّزاً حتى اقْعَنْبَيْتُ بين

يَدَيِ الحَسَنِ‏.‏

اقْعَنْبَى الرجلُ إِذا جَعَلَ يَدَيْه على الأَرض، وقَعَدَ مُسْتَوْفِزاً‏.‏

ققب‏:‏ القَيْقَبُ‏:‏ سَيرٌ يَدُورُ على القَرَبُوسَيْنِ كلَيْهما‏.‏

والقَيْقَبُ والقَيْقَبانُ، عند العرب‏:‏ خَشَبٌ تُعمل منه السُّرُوجُ؛ قال ابن دريد‏:‏ وهو بالفارسية آزاذْدِرَخْت، وهو عند المُوَلَّدين سَيْرٌ يَعْتَرضُ وراءَ القَرَبُوسِ المُؤَخَّر؛ قال الشاعر‏:‏

يَزِلُّ لِبْدُ القَيْقَبِ المِركاحِ *** عن مَتْنِه، مِنْ زَلَقٍ رَشَّاحِ

فجعل القَيْقَبَ السَّرْجَ نفسه، كما يسمون النَّبْل ضالاً، والقوسَ

شَوْحَطاً‏.‏ وقال أَبو الهيثم‏:‏ القَيْقَبُ شجر تُتَّخَذُ منه السُّروجُ؛

وأَنشد‏:‏

لَوْلا حِزَاماهُ ولَوْلا لَبَبُهْ، لقَحَّمَ الفارِسَ لولا قَيْقَبُه، والسَّرْجُ حتى قَدْ وَهَى مُضَبِّبه وهي الدُّكَيْنُ‏.‏ قال‏:‏ واللِّجامُ حَدائِدُ قد يَشْتَبك بعضُها في بعض، منها العِضَادَتانِ والمِسْحَلُ، وهو تحت الذي فيه سَيْر العِنانِ، وعليه يسيل زَبَدُ فَمِه ودَمُه، وفيه أَيضاً فأْسُه، وأَطرافُه الحدائدُ

الناتئةُ عند الذَّقَن، وهما رأْسا العِضَادَتَيْنِ؛ والعِضَادَتانِ‏:‏ ناحيتا

اللجام‏.‏

قال‏:‏ والقَيْقَبُ الذي في وسط الفأْس؛ وأَنشد‏:‏

إِنيَ منْ قومِيَ في مَنْصِبٍ *** كمَوْضِعِ الفَأْس من القَيْقَبِ

فجعل القَيْقَبَ حديدةً في فأْس اللِّجامِ‏.‏

والقَيْقَبانُ‏:‏ شجر معروف‏.‏

قلب‏:‏ القَلْبُ‏:‏ تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه‏.‏

قَلَبه يَقْلِبُه قَلْباً، وأَقْلَبه، الأَخيرةُ عن اللحياني، وهي ضعيفة‏.‏ وقد انْقَلَب، وقَلَبَ الشيءَ، وقَلَّبه‏:‏ حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ‏.‏

وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ‏.‏ وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِيباً، وكلام مَقْلوبٌ، وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب‏.‏ القَلْبُ أَيضاً‏:‏ صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِبُه عن وَجْهه الذي يُريده‏.‏

وقَلَّبَ الأُمورَ‏:‏ بَحَثَها، ونَظَر في عَواقبها‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وقَلَّبُوا لك الأُمور؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم‏.‏

وتَقَلَّبَ في الأُمور وفي البلاد‏:‏ تَصَرَّف فيها كيف شاءَ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد‏.‏ معناه‏:‏ فلا يَغْرُرْكَ

سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ‏.‏

ورجل قُلَّبٌ‏:‏ يَتَقَلَّبُ كيف شاءَ‏.‏

وتَقَلَّبَ ظهراً لبطْنٍ، وجَنْباً لجَنْبٍ‏:‏ تَحَوَّل‏.‏

وقولُهم‏:‏ هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَي مُحتالٌ، بصير بتَقْليبِ الأُمور‏.‏

والقُلَّبُ الحُوَّلُ‏:‏ الذي يُقَلِّبُ الأُمُورَ، ويحْتال لها‏.‏ وروي عن

مُعاوية، لما احْتُضِرَ‏:‏ أَنه كان يُقَلَّبُ على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه، فقال‏:‏ إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لو وُقيَ هَوْلَ المُطَّلَعِ؛ وفي النهاية‏:‏ إِن وُقيَ كُبَّةَ النار، أَي رجلاً عارفاً بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول، وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، وكان مُحْتالاً في أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّبِ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ والأَبصار؛ قال الزجاج‏:‏ معناه

تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ‏.‏ قال‏:‏ ومعناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة، ازدادَ بصيرة، ورأَى ما وُعِدَ به، ومن كانَ قلبه على غير ذلك، رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث، فعَلِم ذلك بقلبه، وشاهَدَه ببصره؛ فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار‏.‏

ويقال‏:‏ قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه، عند الوَعيدِ والغَضَبِ؛ وأَنشد‏:‏

قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّ

وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه؛ وأَقْلَبها‏:‏ لغة عن اللحياني، وهي ضعيفة‏.‏

وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ‏:‏ حان لها أَن تُقْلَبَ‏.‏ وأَقْلَبَ العِنَبُ‏:‏ يَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ‏.‏ والقَلَبُ، بالتحريك‏:‏ انْقِلابٌ في الشفة العُلْيا، واسْتِرخاءٌ؛ وفي الصحاح‏:‏ انْقِلابُ الشَّفَةِ، ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا‏.‏ وشَفَة قَلْباءُ‏:‏ بَيِّنَةُ القَلَب، ورجل أَقْلَبُ‏.‏

وفي المثل‏:‏ اقْلِبي قَلابِ؛ يُضْرَب للرجل يَقْلِبُ لسانَه، فيَضَعُه

حيث شاءَ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ

اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ، فأَقْبَلَ عليه، فقال‏:‏ ما تقول ياجرير‏؟‏

وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه، فقال‏:‏ ذكرتُ أَبا بكر وفضله، فقال عمر‏:‏ اقْلِبْ قَلاَّبُ، وسكتَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هذا مثل يُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة، فيتداركها بأَن يَقْلِبَها عن جِهتها، ويَصْرِفَها إِلى غير معناها؛ يريد‏:‏ اقْلِبْ يا قَلاَّبُ‏!‏ فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ، وهو غريب؛ لأَنه إِنما يحذف مع الأَعْلام‏.‏

وقَلَبْتُ القومَ، كما تقولُ‏:‏ صَرَفْتُ الصبيانَ، عن ثعلب‏.‏

وقَلَبَ المُعَلِّم الصبيان يَقْلِبُهم‏:‏ أَرسَلَهم، ورَجَعَهُم إِلى منازلهم؛ وأَقْلَبَهم‏:‏ لغةٌ ضعيفةٌ، عن اللحياني، على أَنه قد قال‏:‏ إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو‏:‏ قَلَبْتُه، بغير أَلف‏.‏ وفي حديث أَبي

هريرة‏:‏ أَنه كان يقالُ لمُعَلِّم الصبيان‏:‏ اقْلِبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى

منازلهم‏.‏

والانْقِلابُ إِلى اللّه، عز وجل‏:‏ المصيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ، وقد قَلَبه اللّهُ إِليه؛ هذا كلامُ العرب‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ أَقْلَبه؛ قال وقال أَبو ثَرْوانَ‏:‏ أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَوليائه، ومُقْلَبَ أَوليائه، فقالها بالأَلف‏.‏

والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً، ويكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف‏.‏

والمُنْقَلَبُ‏:‏ مَصِيرُ العِبادِ إِلى الآخرة‏.‏ وفي حديث دعاءِ السفر‏:‏ أَعوذُ بِكَ من كآبة المُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ من السفر، والعَوْدِ إِلى

الوَطَن؛ يعني أَنه يعود إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه‏.‏

والانْقِلابُ‏:‏ الرجوعُ مطلقاً؛ ومنه حديث المنذر ابن أَبي أَسِيدٍ، حين وُلِدَ‏:‏ فاقْلِبُوه، فقالوا‏:‏ أَقْلَبْناه يا رسول اللّه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا جاءَ في صحيح مسلم، وصوابه قَلَبْناه أَي رَدَدْناه‏.‏ وقَلَبه عن وجهه‏:‏ صَرَفَه؛ وحكى اللحيانيُّ‏:‏ أَقْلَبه، قال‏:‏ وهي مَرْغُوبٌ عنها‏.‏

وقَلَبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ‏:‏ حَوَّله؛ وحكى اللحياني فيهما أَقْلَبه‏.‏ وقد تقدم أَن المختار عنده في جميع ذلك قَلَبْتُ‏.‏

وما بالعليل قَلَبةٌ أَي ما به شيء، لا يُسْتَعْمَل إِلا في النفي، قال

الفراءُ‏:‏ هو مأْخوذ من القُلابِ‏:‏ داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها، فيَقْلِبُها إِلى فوق؛ قال النمر‏:‏

أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِبه *** وقد بَرِئْتُ، فما بالقلبِ من قَلَبه أَي بَرِئْتُ من داءِ الحُبِّ؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏

معناه ليست به علة، يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه‏.‏

تقول‏:‏ ما بالبعير قَلَبة أَي ليس به داءٌ يُقْلَبُ له، فيُنْظَرُ إِليه؛ وقال الطائي‏:‏ معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه، فَيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه على فراشه‏.‏ الليث‏:‏ ما به قَلَبة أَي لا داءَ ولا غائلة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فانْطَلَق يَمشي، ما به قَلَبة أَي أَلمٌ وعلة؛ وقال الفراءُ‏:‏ معناه ما بهِ علة

يُخْشى عليه منها، وهو مأْخوذ مِن قولهم‏:‏ قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه وَجَعٌ في قلبه، وليس يَكادُ يُفْلِتُ منه؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُقْلَبُ منه حافرُه؛ قال حميدٌ الأَرْقَطُ

يصف فرساً‏:‏

ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ *** ولا لِحَبْلَيْه بها حَبارُ

أَي لم يَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها‏.‏

وما بالمريضِ قَلَبَة أَي علة يُقَلَّبُ منها‏.‏

والقَلْبُ‏:‏ مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع‏:‏ أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عن اللحياني‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِينُ على قَلْبك؛ قال الزجاج‏:‏ معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً‏.‏ وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى‏:‏ إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ‏.‏ قال الفراءُ‏:‏ وجائزٌ في العربية أَن تقولَ‏:‏ ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول‏:‏ ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك‏؟‏ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ‏؟‏ وقال غيره‏:‏ لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ‏.‏

وَرُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة، والأَفْئِدَةَ باللِّين‏.‏ وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا‏:‏ أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، وسُوَيْداءَ قلبه؛ وأَنشد بعضهم‏:‏

لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ *** عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ

وقيل‏:‏ القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما، لاختلاف اللفظين تأْكيداً‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد‏:‏

ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه *** والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ سُبْحانَ مُقَلِّب

القُلُوب‏!‏ وقال اللّه تعالى‏:‏ ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها، شَحْمَها وحِجابَها‏:‏ قَلْباً وفُؤَاداً، قال‏:‏ ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛ قال‏:‏ ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه‏.‏

وقَلَبه يَقْلِبُه ويَقْلُبه، الضم عن اللحياني وحدَه‏:‏ أَصابَ قَلْبَه، فهو مَقْلُوب، وقُلِبَ قَلْباً‏:‏ شَكا قَلْبه‏.‏

والقُلابُ‏:‏ داءٌ يأْخذ في القَلْبِ، عن اللحياني‏.‏ والقُلابُ‏:‏ داءٌ يأْخُذُ البعير، فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه، يقال‏:‏ بعير مَقْلُوبٌ، وناقة مَقْلوبة‏.‏ قال كراع‏:‏ وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ

العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب، والكُباد من الكَبِدِ، والنُّكاف من النَّكَفَتَيْن، وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي‏.‏

وقد قُلِبَ قِلاباً؛ وقيل‏:‏ قُلِبَ البعير قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فمات‏.‏ وأَقْلَبَ القومُ‏:‏ أَصابَ إِبلَهم القُلابُ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ، فهو مَقْلُوب، وقد قُلِبَ قِلاباً‏.‏

وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها‏:‏ لُبُّها، وشَحْمَتُها، وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، وفيه ثلاث لغات‏:‏ قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ‏.‏ وقال أَبو حنيفة مَرَّة‏:‏ القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة، وأَشدُّه بياضاً، وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها، واحدته قُلْبة، بضم القاف، وسكون

اللام، والجمع أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ‏.‏

وقَلَبَ النخلة‏:‏ نَزَع قُلْبَها‏.‏ وقُلُوبُ الشجر‏:‏ ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن يحيى بن زكريا، صلوات اللّه على نبينا وعليه، كان يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشجر؛ يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قبل أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضم، للفَرْق‏.‏ وقَلْبُ النخلة‏:‏ جُمَّارُها، وهي شَطْبة بيضاءُ، رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها، كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ، سُمِّيَ قَلْباً لبياضه‏.‏

شمر‏:‏ يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النخلة، ويُجْمَع قِلَبةً‏.‏ التهذيب‏:‏

القُلْبُ، بالضم، السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ القَلْب‏.‏ والقَلْبُ‏:‏ هو الجُمَّارُ، وقَلْبُ كلّ شيءٍ‏:‏ لُبُّه، وخالِصُه، ومَحْضُه؛ تقول‏:‏ جئْتُك

بهذا الأَمرِ قَلْباً أَي مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن لكلِّ

شيءٍ قَلْباً، وقلبُ القرآن يس‏.‏

وقَلْبُ العقْرب‏:‏ منزل من منازل القَمَر، وهو كوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْه كوكبان‏.‏

وقولهم‏:‏ هو عربيّ قَلْبٌ، وعربية قَلْبة وقَلْبٌ أَي خالص، تقول منه‏:‏ رجل قَلْبٌ، وكذلك هو عربيٌّ مَحْضٌ؛ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة‏:‏

قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ *** يُرْمَى المَقانبُ عنها والأَراجِيلُ

ورجل قَلْبٌ وقُلْبٌ‏:‏ مَحْضُ النسَبِ، يستوي فيه المؤَنث، والمذكر، والجمع، وإِن شئت ثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ، وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد، والأُنثى قَلْبٌ وقَلْبةٌ؛ قال سيبويه‏:‏ وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصفة والمصدر، والصفة أَكثرُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم قريش‏.‏ وقيل‏:‏ أَراد فَهِماً فَطِناً، من قوله تعالى‏:‏ لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ‏.‏

والقُلْبُ من الأَسْوِرَة‏:‏ ما كان قَلْداً واحداً، ويقولون‏:‏ سِوارٌ قُلْبٌ؛ وقيل‏:‏ سِوارُ المرأَة‏.‏ والقُلْبُ‏:‏ الحيةُ البيضاءُ، على التشبيه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة‏.‏ وفي حديث ثَوْبانَ‏:‏ أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ

والحسين، عليهم السلام، بقُلْبَيْن من فضة؛ القُلْبُ‏:‏ السوار‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ أَنه رأَى في يد عائشة قُلْبَيْن‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، في قوله تعالى‏:‏ ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها؛ قالت‏:‏ القُلْبُ، والفَتَخَةُ‏.‏

والمِقْلَبُ‏:‏ الحديدةُ التي تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة‏.‏ وقَلَبْتُ

المَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى عُيوبه‏.‏

والقُلَيْبُ، على لفظ تصغير فَعْلٍ‏:‏ خَرَزة يُؤَخَّذُ بها، هذه عن

اللحياني‏.‏

والقِلِّيبُ، والقَلُّوبُ، والقِلَّوْبُ، والقَلُوبُ، والقِلابُ‏:‏ الذئبُ، يَمانية؛ قال شاعرهم‏:‏

أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ *** أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض المَذانبِ

والقَلِيبُ‏:‏ البئرُ ما كانت‏.‏ والقليبُ‏:‏ البئر، قبل أَن تُطْوَى، فإِذا

طُوِيَتْ، فهي الطَّوِيُّ، والجمع القُلُبُ‏.‏ وقيل‏:‏ هي البئر العاديَّةُ

القديمةُ، التي لا يُعْلم لها رَبٌّ، ولا حافِرٌ، تكونُ بالبَراري، تُذكَّر وتؤَنث؛ وقيل‏:‏ هي البئر القديمة، مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ‏.‏

ابن شميل‏:‏ القَلِيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِيّ، مَطْويَّةٌ أَو غير

مَطْوية، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ‏.‏ وقال شمر‏:‏ القَلِيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ‏.‏ قال‏:‏ وسميت قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ القَلِيبُ ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا، والجمع أَقْلِبةٌ؛ قال

عنترة يصف جُعَلاً‏:‏

كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً *** هَدُوجاً بينَ أَقْلِبةٍ مِلاحِ

وفي الحديث‏:‏ أَنه وقَفَ على قَلِيبِ بَدْرٍ‏.‏ القَلِيبُ‏:‏ البئر لم تُطْوَ، وجمع الكثير‏:‏ قُلُبٌ؛ قال كثير‏:‏

وما دامَ غَيْثٌ، من تِهامةَ، طَيِّبٌ *** بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

والكِرارُ‏:‏ جمعُ كَرٍّ للحِسْيِ‏.‏ والعاديَّة‏:‏ القديمةُ، وقد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال‏:‏

عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ

وقيل‏:‏ الجمع قُلُبٌ، في لغة مَنْ أَنثَ، وأَقْلِبةٌ وقُلُبٌ جميعاً، في لغة مَن ذَكَّر؛ وقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ‏.‏

وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ القُلْبةُ الحُمْرَةُ‏.‏ الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب‏:‏ القالِبُ، بالكسر، البُسْرُ الأَحمر؛ يقال منه‏:‏ قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ‏.‏

وقال أَبو حنيفة‏:‏ إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فهي القالِبُ‏.‏ وشاة

قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب، قال لموسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام‏:‏ لَكَ من غَنَمِي ما جاءَت به قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ، غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين‏.‏ تفسيره في الحديث‏:‏ أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب‏.‏ وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهَه، في صفة الطيور‏:‏ فمنها مغموس في قالِبِ لونٍ، لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه‏.‏

أَبو زيد‏:‏ يقال للبليغ من الرجال‏:‏ قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ، وقد طَبَّقَ

المَفْصِلَ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان نساءُ

بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ؛ جمع قالَبٍ، وهو نَعْل من خَشَب

كالقَبْقابِ، وتُكسَر لامه وتفتح‏.‏ وقيل‏:‏ انه مُعَرَّب‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ، تطاولُ بهما‏.‏

والقالِبُ والقالَبُ‏:‏ الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ، ليكون مِثالاً لما يُصاغُ منها، وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوه، دَخِيل‏.‏

وبنو القلَيْب‏:‏ بطن من تميم، وهو القُلَيْبُ بنُ عمرو ابن تميم‏.‏

وأَبو قِلابةَ‏:‏ رجلٌ من المحدّثين‏.‏

قلتب‏:‏ التهذيب‏:‏ قال وأَما القَرْطَبانُ الذي تَقُوله العامة للذي لا

غَيْرةَ له، فهو مُغَيَّر عن وجهه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ القَلْتَبانُ مأْخوذ من الكَلَبِ، وهي

القِيادَةُ، والتاء والنون زائدتان؛ قال‏:‏ وهذه اللفظة هي القديمة عن العرب‏.‏ قال‏:‏ وغَيَّرتها العامّةُ الأُولى، فقالت‏:‏ القَلْطَبانُ؛ قال‏:‏ وجاءَت عامّة سُفْلى، فغيرت على الأُولى فقالت‏:‏ القَرْطبانُ‏.‏

قلطب‏:‏ القَلْطَبانُ‏:‏ أَصلها القَلْتبانُ، لفظة قديمة عن العرب، غيرتها العامّة الأُولى فقالت‏:‏ القَلْطَبان، وجاءَت عامة سفلى، فغيرت على الأُولى، فقالت‏:‏ القَرْطَبان‏.‏

قلهب‏:‏ الليث‏:‏ القَلْهَبُ القديم الضَّخْمُ مِنَ الرجال‏.‏

قنب‏:‏ القُنْبُ‏:‏ جِرَابُ قَضِيبِ الدابة‏.‏ وقيل‏:‏ هو وِعاء قَضِيبِ كُلِّ ذي حافر؛ هذا الأَصلُ، ثم استُعمِل في غير ذلك‏.‏ وقُنْبُ الجَمل‏:‏ وِعاءُ ثِيلِه‏.‏ وقُنْبُ الحِمارِ‏:‏ وِعاءُ جُرْدَانِه‏.‏ وقُنْبُ المرأَة‏:‏

بَظْرُها‏.‏ وأَقْنَبَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَى من سُلْطان أَو غريم‏.‏ والمِقْنَبُ‏:‏ كَفُّ الأَسَد‏.‏ ويقال‏:‏ مِخْلَبُ الأَسَدِ في مِقْنَبه، وهو الغِطَاء الذي يَسْتُره فيه‏.‏

وقد قَنَبَ الأَسدُ بمِخْلَبه إِذا أَدْخَلَه في وِعائه، يَقْنِبُه قَنْباً‏.‏

وقُنْبُ الأَسد‏:‏ ما يُدْخِلُ فيه مَخالِبَه من يَدِه، والجمع قُنُوبٌ، وهو المِقْنابُ، وكذلك هو من الصَّقْر والبازِي‏.‏ وقَنَّبَ الزرعُ تَقْنِيباً إِذا أَعْصَفَ‏.‏ وقِنَابَةُ الزَّرْعِ وقُنَّابُه‏:‏ عَصِيفَتُه عند الإِثْمار؛ والعَصِيفة‏:‏ الورقُ المجتمع الذي يكون فيه السُّنْبل، وقد قَنَّبَ‏.‏

وقَنَّبَ العنبَ‏:‏ قَطَع عنه ما يُفْسِدُ حَمْلَه‏.‏

وقَنَّبَ الكرمَ‏:‏ قَطَعَ بعضَ قُضْبانه، للتخفيف عنه، واستيفاء بعض

قوّته؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ وقال النَّضْر‏:‏ قَنَّبُوا العنبَ إِذا ما قَطَعُوا عنه ما ليس يحْمِل، وما قد أَدَّى حَمْلَهُ يُقْطَع من أَعلاه؛ قال أَبو منصور‏:‏ وهذا حين يُقْضَبُ عنه شَكِيرُه رَطْباً‏.‏

والقَانِبُ‏:‏ الذِّئْبُ العَوَّاءُ‏.‏ والقَانِبُ‏:‏ الفَيْج المُنْكَمِشُ‏.‏

والقَيْنابُ‏:‏ الفَيْجُ النَّشيطُ، وهو السِّفْسِيرُ‏.‏

وقَنَّبَ الزَّهْرُ‏:‏ خَرَج عن أَكمامه‏.‏

وقال أَبو حنيفة‏:‏ القُنُوبُ بَراعِيمُ النبات، وهي أَكِمَّةُ زَهَرِه، فإِذا بَدَتْ، قيل‏:‏ قد أَقْنَبَ‏.‏

وقَنَبَتِ الشَّمسُ تَقْنِبُ قُنُوباً‏:‏ غابت فلم يَبْقَ منها شيء‏.‏

والقُنْبُ‏:‏ شِراعٌ ضَخْمٌ من أَعظم شُرُعِ السفينة‏.‏ والمِقْنَبُ‏:‏ شيء

يكون مع الصائد، يَجْعَلُ فيه ما يَصيده، وهو مشهور شِبْهُ مِخْلاةٍ أَو خَريطة؛ وأَنشد‏:‏

أَنْشَدْتُ لا أَصْطادُ منها عُنْظُبا، إِلاَّ عَوَاساء تَفاسَى مُقْرِبا، ذاتَ أَوانَيْنِ تُوَقِّي المِقْنَبا

والمِقْنَب من الخيل‏:‏ ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين، وقيل‏:‏ زُهاءُ

ثلثمائة‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، واهْتمامِه بالخلافة‏:‏ فذُكِرَ له سَعْدٌ حين طُعِنَ، فقال‏:‏ ذاك إِنما يكون في مِقْنَبٍ من مَقانِبكم؛ المِقْنَبُ‏:‏ بالكسر، جماعةُ الخيل والفُرْسانِ، وقيل‏:‏ هي دون المائة؛ يريد أَنه صاحبُ حرب وجُيوشٍ، وليس بصاحب هذا الأَمر‏.‏ وفي حديث عَدِيٍّ‏:‏ كيف بِطَيِّئٍ ومَقانِبها‏؟‏

وقَنَّبَ القومُ وأَقْنَبُوا إِقْناباً وتَقْنِيباً إِذا صاروا مِقْنَباً؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَية الهُذَليّ‏:‏

عَجِبْتُ لقَيْسٍ، والحوادثُ تُعْجِبُ *** وأَصحابِ قَيْسٍ يومَ ساروا وقَنَّبُوا

وفي التهذيب‏:‏

وأَصحابِ قيسٍ يومَ ساروا وأَقنبوا

أَي باعدوا في السير، وكذلك تَقَنَّبُوا‏.‏

والقَنِيبُ‏:‏ جماعةُ الناس؛ وأَنشد‏:‏

ولعبدِالقَيسِ عِيصٌ أَشِبٌ *** وقَنِيبٌ وهِجاناتٌ زُهْرُ

وجمع المِقْنَب‏:‏ مقَانِبُ؛ قال لبيد‏:‏

وإِذا تَواكَلَتِ المَقانِبُ لم يَزَلْ *** بالثَّغْرِ مِنَّا، مِنْسَرٌ مَعْلُومُ

قال أَبو عمرو‏:‏ المَنْسَرُ ما بين ثلاثين فارساً إِلى أَربعين‏.‏ قال‏:‏

ولم أَره وَقَّتَ في المِقْنَبِ شيئاً‏.‏ والقَنِيبُ‏:‏ السحابُ‏.‏

والقِنَّبُ‏:‏ الأَبَق، عربيّ صحيح‏.‏ والقِنَّبُ والقُنَّبُ‏:‏ ضَرْبٌ من الكَتَّانِ؛ وقولُ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ‏:‏

فظَلَّ يَذُودُ، مثلَ الوَقْفِ، عِيطاً *** سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْراكِ القِنَابِ

قيل في تفسيره‏:‏ يُريدُ القِنَّبَ، ولا أَدري أَهي لغة فيه أَم بَنَى من القِنَّبِ فِعالاً؛ كما قال الآخر‏:‏

من نَسْج داودَ أَبي سَلاَّمْ

وأَراد سُلَيْمانَ‏.‏ والقُنَابة والقُنَّابة‏:‏ أُطُمٌ من آطامِ المَدينة، واللّه أَعلم‏.‏

قهب‏:‏ القَهْبُ‏:‏ المُسِنُّ؛ قال رؤبة‏:‏

إِنَّ تميماً كان قَهْباً مِنْ عادْ

وقال‏:‏

إِنَّ تَمِيماً كان قَهْباً قَهْقَبَا

أَي كان قَديمَ الأَصل عادِيَّهُ‏.‏ ويقال للشيخ إِذا أَسَنَّ‏:‏ قَحْرٌ وقَحْبٌ وقَهْبٌ‏.‏

والقَهْبُ من الإِبل‏:‏ بعد البازل‏.‏ والقَهْبُ‏:‏ العظيم‏.‏ وقيل‏:‏ الطويلُ من الجبال، وجمعُه قِهابٌ‏.‏ وقيل‏:‏ القِهابُ جبال سُود تُخالِطُها حُمْرة‏.‏

والأَقْهَبُ‏:‏ الذي يَخْلِطُ بياضَه حُمْرة‏.‏ وقيل‏:‏ الأَقْهَبُ الذي فيه

حُمْرَة إِلى غُبْرة؛ ويقال‏:‏ هو الأَبيضُ الأَكْدَرُ؛ وأَنشد لامرئ

القيس‏:‏

وأَدْرَكَهُنّ، ثانِياً من عِنانِه *** كغَيْثِ العَشِيِّ الأَقْهَبِ المُتَوَدِّقِ

الضمير الفاعل في أَدْرَكَ يَعُودُ على الغلام الراكبِ الفرس للصيد، والضمير المؤَنث المنصوبُ عائد على السِّرْبِ، وهو القَطِيعُ من البَقر والظباءِ وغيرهما؛ وقوله‏:‏ ثانياً من عِنانِه أَي لم يُخْرِجْ ما عند الفرس من جَرْيٍ، ولكنه أَدْرَكَهُنَّ قبل أَن يَجْهَدَ؛ والأَقْهَبُ‏:‏ ما كان لَوْنُه إِلى الكُدْرة مع البياض للسواد‏.‏

والأَقْهَبانِ‏:‏ الفِيلُ والجامُوسُ؛ كل واحد منهما أَقْهَبُ، لِلَونه؛

قال رؤْبة يَصِفُ نَفْسَه بالشدَّة‏:‏

لَيْثٌ يَدُقُّ الأَسدَ الهَمُوسا *** والأَقْهَبَيْنِ‏:‏ الفِيلَ والجامُوسا

والاسم القُهْبة؛ والقُهْبة‏:‏ لَوْنُ الأَقْهَبِ، وقيل‏:‏ هو غُبْرة إِلى

سَواد، وقيل‏:‏ هو لونٌ إِلى الغُبْرة ما هو، وقد قَهِبَ قَهَباً‏.‏

والقَهْبُ‏:‏ الأَبيضُ تَعْلوه كُدْرة، وقيل‏:‏ الأَبيضُ، وخَصَّ بعضُهم به الأَبيضَ من أَولاد المَعَز والبقر‏.‏

يقال‏:‏ إِنه لقَهْبُ الإِهابِ، وقُهابُه، وقُهَابِيُّه، والأُنثى قَهْبةٌ لا غير؛ وفي الصحاح‏:‏ وقَهْباء أَيضاً‏.‏ الأَزهري‏:‏ يقال إِنه لقَهْبُ الإِهابِ، وإِنه لقُهابٌ وقُهابيٌّ‏.‏

والقَهْبِيُّ‏:‏ اليَعْقُوب، وهو الذَّكَر من الحَجَل؛ قال‏:‏

فأَضْحَتِ الدارُ قَفْراً، لا أَنِيسَ بها *** إِلا القُهَابُ مع القَهْبيّ، والحَذَفُ

والقُهَيْبةُ‏:‏ طائر يكون بتِهامةَ، فيه بياضٌ وخُضْرة، وهو نوع من الحَجَل‏.‏ والقَهَوْبَةُ والقَهَوْباةُ من نِصَالِ السِّهامِ‏:‏ ذاتُ شُعَبٍ ثلاثٍ، وربما كانَتْ ذاتَ حَديدَتَيْنِ، تَنْضَمَّانِ أَحْياناً، وتَنْفَرِجانِ أُخْرى‏.‏ قال ابن جني‏:‏ حكى أَبو عبيدة القَهَوْباةُ، وقد قال سيبويه‏:‏ ليس في الكلام فَعَوْلى، وقد يمكن أَن يحتج له، فيقال‏:‏ قد يمكن أَن يأْتي مع الهاء ما لولا هي لما أَتى، نحو تَرْقُوَةٍ وحِذْرِيَةٍ، والجمع القَهَوْبات‏.‏

والقَهُوبات‏:‏ السِّهامُ الصِّغارُ المُقَرْطِساتُ، واحدها قَهُوبَةٌ؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا هو الصحيح في تفسير القَهُوبَة؛ وقال رؤْبة‏:‏

عن ذي خَناذيذَ قُهَابٍ أَدْلَمُه

قال أَبو عمرو‏:‏ القُهْبَةُ سَواد في حُمْرة‏.‏ أَقْهَبُ‏:‏ بَيِّنُ القُهْبة‏.‏ والأَدْلَم‏:‏ الأَسْوَدُ‏.‏ فالقَهْبُ‏:‏ الأَبيضُ، والأَقْهَبُ‏:‏ الأَدْلَم، كما تَرى‏.‏

قهزب‏:‏ القَهْزَبُ‏:‏ القصير‏.‏

قهقب‏:‏ القَهْقَبُّ أَو القَهْقَمُّ‏:‏ الجمل الضَّخْم‏.‏ وقال الليث‏:‏

القَهْقَبُ، بالتخفيف‏:‏ الطويل الرَّغِيبُ‏.‏ وقيل‏:‏ القَهْقَبُ، مثالُ قَرْهَبٍ، الضَّخْمُ المُسِنُّ‏.‏ والقَهْقَبُّ‏:‏ الضَّخْمُ؛ مَثَّل به سيبويه، وفَسَّره السيرافي‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ القَهْقَبُ البَاذِنْجَانُ‏.‏ المحكم‏:‏ القَهْقَبُ الصُّلْبُ الشديد‏.‏ الأَزهري‏:‏ القَهْقَابُ الارمى

قوب‏:‏ القَوْبُ‏:‏ أَن تُقَوِّبَ أَرْضاً أَو حُفْرةً شِبْهَ التَّقْوير‏.‏

قُبْتُ الأَرضَ أَقُوبُها إِذا حَفَرْتَ فيها حُفْرة مُقَوَّرة، فانْقَابَتْ هي‏.‏ ابن سيده‏:‏ قابَ الأَرضَ قَوْباً، وقَوَّبَها تَقْويباً‏:‏ حَفَر فيها شِبْهَ التَّقْويرِ‏.‏ وقد انْقَابَتْ، وتَقَوَّبَتْ، وتَقَوَّبَ من رأْسه مواضعُ أَي تَقَشَّرَ‏.‏ والأَسْوَدُ المُتَقَوِّبُ‏:‏ هو الذي سَلخَ جِلْدَه من الحَيَّات‏.‏

الليث‏:‏ الجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ البعير، فتَرى فيه قُوباً قد انْجَرَدَتْ من الوَبَر، ولذلك سميت القُوَباءُ التي تَخْرُجُ في جلد الإِنسان، فتُداوَى بالرِّيق؛ قال‏:‏

وهل تُدَاوَى القُوَبا بالرِّيقَهْ

وقال الفراء‏:‏ القُوباء تؤَنث، وتذكر، وتُحرَّك، وتسكَّن، فيقال‏:‏ هذه قُوَباءُ، فلا تصرف في معرفة ولا نكرة، وتلحق بباب فُقَهاءَ، وهو نادر‏.‏

وتقول في التخفيف‏:‏ هذه قُوباءُ، فلا تصرف في المعرفة، وتصرف في النكرة‏.‏

وتقول‏:‏ هذه قُوباءٌ، تَنْصَرِفُ في المعرفة والنكرة، وتُلْحقُ بباب طُومارٍ؛ وأَنشد‏:‏

به عَرَصاتُ الحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَه *** وجَرَّدَ، أَثْباجَ الجَراثِيم، حاطِبه قَوَّبْنَ مَتْنَه أَي أَثرْنَ فيه بمَوْطئِهم ومَحَلِّهم؛ قال العجاج‏:‏

من عَرَصاتِ الحَيِّ أَمْسَتْ قُوبا

أَي أَمْسَتْ مُقَوَّبة‏.‏

وتَقَوَّبَ جِلْدُه‏:‏ تَقَلَّعَ عنه الجَرَبُ، وانْحَلَق عنه الشَّعَرُ، وهي القُوبةُ والقُوَبةُ والقُوباءُ والقُوَباءُ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ القُوباء واحدةُ القُوبةِ والقُوَبةِ؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدْري كيف هذا‏؟‏ لأَن فُعْلَة وفُعَلَةً لا يكونان جمعاً لفُعْلاء، ولا هما من أَبنية الجمع، قال‏:‏ والقُوَبُ جمع قُوبةٍ وقُوَبة؛ قال‏:‏ وهذا بَيِّن، لأَن فُعَلاً جمع لفُعْلة وفُعَلَةٍ‏.‏

والقُوباءُ والقُوَباءُ‏:‏ الذي يَظْهَر في الجسد ويخرُج عليه، وهو داءٌ

معروف، يَتَقَشَّر ويتسعُ، يعالج ويُدَاوى بالريق؛ وهي مؤَنثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ؛ وقال ابن قَنَانٍ الراجز‏:‏

يا عَجَبَا لهذه الفَلِيقَهْ ‏!‏

هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءُ الريقَهْ‏؟‏

الفليقةُ‏:‏ الداهية‏.‏ ويروى‏:‏ يا عَجَباً، بالتنوين، على تأْويل يا قوم

اعْجَبُوا عَجَباً؛ وإِن شئتَ جعلته مُنادى منكوراً، ويروى‏:‏ يا عَجَبَا، بغير تنوين، يريد يا عَجَبي، فأَبدَل من الياءِ أَلِفاً؛ عل حدّ قول الآخر‏:‏

يا ابْنَةَ عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعِي

ومعنى رجز ابن قَنانٍ‏:‏ أَنه تَعَجَّبَ من هذا الحُزاز الخَبيث، كيف

يُزيلُه الريقُ، ويقال‏:‏ إِنه مختص بريق الصائِم، أَو الجائِع؛ وقد تُسَكَّنُ الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإِن سكنتها، ذَكَّرْتَ وصَرَفْتَ، والياء فيه للإِلحاق بقِرْطاس، والهمزة مُنْقلبة منها‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ وليس في الكلام فُعْلاء، مضمومة الفاء ساكنة العين، ممدودةَ الآخر، إِلاَّ الخُشَّاءَ وهو العظمُ الناتئ وراء الأُذن وقُوباءَ؛ قال‏:‏ والأَصل فيهما تحريك العين، خُشَشَاءُ وقَوَباءُ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ والمُزَّاءُ عندي مثلُهما؛ فمن قال‏:‏ قُوَباء، بالتحريك، قال في تصغيره‏:‏ قُوَيْباء، ومن سَكَّنَ، قال‏:‏ قُوَيْبيٌّ؛ وأَما قول رؤبة‏:‏

من ساحرٍ يُلْقي الحَصى في الأَكْوابْ *** بنُشْرَةٍ أَثارةٍ كالأَقْوابْ

فإِنه جمع قُوباءَ، على اعتِقادِ حذف الزيادة،على أَقوابٍ‏.‏ الأَزهري‏:‏ قابَ الرجلُ‏:‏ تَقَوَّب جِلْدُه، وقابَ يَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ‏.‏ وقابَ الرجل إِذا قَرُبَ‏.‏ وتقول‏:‏ بينهما قابُ قَوْسٍ، وقِيبُ قَوْسٍ، وقادُ قَوْسٍ، وقِيدُ قَوس أَي قَدْرُ قَوْسٍ‏.‏ والقابُ‏:‏ ما بين المَقْبِضِ

والسِّيَة‏.‏ ولكل قَوْس قابانِ، وهما ما بين المَقْبِضِ والسِّيَةِ‏.‏ وقال

بعضهم في قوله عز وجل‏:‏ فكان قابَ قَوْسَيْن؛ أَراد قابَيْ قوْس، فَقَلَبَه‏.‏

وقيل‏:‏ قابَ قَوْسَيْن، طُولَ قَوْسَين‏.‏ الفراء‏:‏ قابَ قَوْسَين أَي قَدْرَ قَوْسين، عربيتين‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لَقابُ قَوسِ أَحدكم، أَو موضعُ قِدِّه من الجنة، خيرٌ من الدنيا وما فيها‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ القابُ والقِيبُ بمعنى القَدْرِ، وعينُها واو مِن قولهم‏:‏ قَوَّبوا في الأَرض أَي أَثروا فيها بوَطْئِهم، وجعَلوا في مَساقيها علامات‏.‏

وقَوَّبَ الشيءَ‏:‏ قَلَعَه من أَصله‏.‏ وتَقَوَّبَ الشيءُ إِذا انْقَلَعَ من أَصله‏.‏

وقابَ الطائرُ بيضَتَه أَي فَلَقَها، فانْقابت البيضةُ؛ وتَقَوَّبَتْ

بمعنًى‏.‏

والقائبةُ والقابَةُ‏:‏ البَيْضة‏.‏ والقُوبُ، بالضم‏:‏ الفَرْخُ‏.‏

والقُوبِيُّ‏:‏ المُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ، وهي الفِراخُ؛ وأَنشد‏:‏

لهُنَّ وللمَشِيبِ ومَنْ عَلاهُ *** من الأَمْثالِ، قائِبَةٌ وقُوبُ

مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ من الشيوخ بهَرَبِ القُوبِ، وهو الفَرْخُ، من القائبةِ، وهي البَيْضة، فيقول‏:‏ لا تَرْجِعُ الحَسْناءُ إِلى الشيخ، كما

لا يَرْجِعُ الفرخُ إِلى البيضة‏.‏ وفي المثل‏:‏ تَخَلَّصَتْ قائبةٌ من قُوبٍ، يُضْرَبُ مثلاً للرجل إِذا انْفَصَلَ من صاحبه‏.‏ قال أَعرابي من بني أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره‏:‏ إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا، فَبَرِئَتْ

قائِبةٌ من قُوبٍ أَي أَنا بريءٌ من خِفارَتِكَ‏.‏ وتَقَوَّبَتِ البيضةُ إِذا

تَفَلَّقَتْ عن فَرْخها‏.‏

يقال‏:‏ انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبِها، وانْقَضَى قُوبِيٌّ من قاوِبَةٍ؛ معناه‏:‏ أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بيضَتَه، لم يَعُدْ إِليها؛ وقال‏:‏

فقائِبةٌ ما نَحْنُ يوماً، وأَنْتُمُ *** بَني مالكٍ، إِن لم تَفيئوا وقُوبُها

يُعاتِبُهم على تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلى اليمن؛ يقول‏:‏ إِن لم ترجعوا

إِلى نسبكم، لم تعودوا إِليه أَبداً‏.‏ فكانت ثلْبةَ ما بيننا وبينكم‏.‏

وسُمِّيَ الفَرْخُ قُوباً لانقِيابِ البيضةِ عنه‏.‏

شمر‏:‏ قِيبَتِ البيضةُ، فهي مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها‏.‏

ويقال‏:‏ قَابَةٌ وقُوبٌ، بمعنى قائبةٍ وقُوبٍ‏.‏ وقال ابن هانئ‏:‏ القُوَبُ

قُشْوُرُ البيض؛ قال الكميت يصِف بيضَ النَّعامِ‏:‏

على تَوائِم أَصْغَى من أَجِنَّتِها *** إِلى وَساوِس، عنها قابتِ القُوَبُ

قال‏:‏ القُوَبُ‏:‏ قشور البيض‏.‏ أَصْغَى من أَجنتها، يقول‏:‏ لما تحرَّك الولد في البيض، تَسَمَّع إِلى وسْواس؛ جَعَلَ تلك الحركة وسوسةً‏.‏ قال‏:‏ وقابَتْ تَفَلَّقَت‏.‏ والقُوبُ‏:‏ البَيْضُ‏.‏

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، أَنه نهى عن التَّمَتُّع بالعمرة إِلى الحج، وقال‏:‏ إِنكم إِن اعتمرتم في أَشهر الحج، رأَيتموها مُجْزئةً من حجكم، فَفَرَغَ حَجكم، وكانت قائِبةً من قُوبٍ؛ ضرب هذا مثلاً لخَلاء مكة من المعتمرين سائر السنة‏.‏ والمعنى‏:‏ أَن الفرخ إِذا فارق بيضته لم يعد إِليها، وكذا إِذا اعْتَمروا في أَشهر الحج، لم يعودوا إِلى مكة‏.‏

ويقال‏:‏ قُبْتُ البَيْضة أَقُوبُها قَوْباً، فانْقابَتِ انقِياباً‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وقيل للبيضة قائِبةٌ، وهي مَقُوبة، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ؛ ويقال لها قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ، والفرخُ الخارج يقال له‏:‏ قُوبٌ وقُوبيّ؛ قال الكميت‏:‏

وأَفْرَخَ منْ بيضِ الأَنوقِ مَقُوبُها

ويقال‏:‏ انْقابَ المكانُ، وتَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فيه مواضعُ من الشجر

والكلإِ‏.‏

ورجل مَليءٌ قُوَبَةٌ، مثل هُمَزة‏:‏ ثابتُ الدارِ مُقِيمٌ؛ يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل‏.‏ وقَوِبَ من الغُبار أَي اغْبرَّ؛ عن ثعلب‏.‏

والمُقَوَّبةُ من الأَرضين‏:‏ التي يُصِيبُها المطرُ فيبقَى في أَماكِنَ

منها شجرٌ كان بها قديماً؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏

كأب‏:‏ الكآبةُ‏:‏ سُوءُ الحالِ، والانكِسارُ من الحُزن‏.‏ كَئِبَ يَكْأَبُ

كَأْباً وكأْبةً وكآبة، كنَشْأَةٍ ونشاءة، ورَأْفَةٍ ورَآفة، واكْتَأَبَ اكتِئاباً‏:‏ حَزِنَ واغْتَمَّ وانكسر، فهو كَئِبٌ وكَئِيبٌ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَعوذُ بك من كآبةِ المُنْقَلَبِ‏.‏ الكآبةُ‏:‏ تَغَيُّر النَّفْس بالانكسار، مِن شِدَّةِ الهمِّ والحُزْن، وهو كَئِيبٌ ومُكْتَئِبٌ‏.‏ المعنى‏:‏ أَنه يرجع من سفره بأَمر يَحْزُنه، إِما أَصابه من سفره وإِما قَدِمَ عليه مثلُ أَن يعودَ غير مَقضِيِّ الحاجة، أَو أَصابت مالَه آفةٌ، أَو يَقْدَمَ على أَهله فيجدَهم مَرْضَى، أَو فُقِدَ بعضهم‏.‏ وامرأَةٌ كَئِيبةٌ

وكَأْباءُ أَيضاً؛ قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى‏:‏

عَزَّ على عَمِّكِ أَنْ تَأَوَّقي، أَو أَن تَبِيتي ليلةً لم تُغْبَقي، أَو أَنْ تُرَيْ كَأْباء لم تَبْرَنشِقي

الأَوْقُ‏:‏ الثِّقَلُ؛ والغَبُوقُ‏:‏ شُرْبُ العَشِيِّ؛ والإِبْرِنْشاقُ‏:‏ الفَرَح والسُّرور‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَكْأَبَكَ‏!‏ والكَأْباءُ‏:‏ الحُزْنُ الشديد، على فَعْلاء‏.‏ وأَكْأَبَ‏:‏ دَخَل في الكَآبة‏.‏ وأَكْأَبَ‏:‏ وَقَعَ في هَلَكة؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

يَسِيرُ الدَّليلُ بها خِيفةً *** وما بِكآبَتِه مِنْ خَفاءْ

فسره فقال‏:‏ قد ضَلَّ الدليلُ بها؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن الكآبةَ، ههنا، الحُزْنُ، لأَن الخائفَ محزون‏.‏

ورَمادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ‏:‏ إِذا ضَرَبَ إِلى السَّواد، كما يكون وجه

الكَئِيبِ‏.‏

كبب‏:‏ كَبَّ الشيءَ يَكُبُّه، وكَبْكَبَه‏:‏ قَلَبه‏.‏ وكَبَّ الرجلُ إِناءَه

يَكُبُّه كَبّاً، وحكى ابن الأَعرابي أَكَبَّهُ؛ وأَنشد‏:‏

يا صاحبَ القَعْوِ المُكَبِّ المُدْبِرِ *** إِنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي

وكَبَّه لوجهه فانْكَبَّ أَي صَرَعَه‏.‏

وأَكَبَّ هو على وجْهه‏.‏ وهذا من النوادر أَن يقال‏:‏ أَفْعَلْتُ أَنا، وفَعَلْتُ غيري‏.‏ يقال‏:‏ كَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المسلمين، ولا يقال أَكَبَّ‏.‏

وفي حديث ابن زِمْلٍ‏:‏ فأَكَبُّوا رواحِلَهم على الطريق، هكذا الروايةُ؛ قيل والصوابُ‏:‏ كَبُّوا أَي أَلْزَموها الطريقَ‏.‏ يقال‏:‏ كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وأَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه؛ وقيل‏:‏ هو من باب حذف الجارِّ، وإِيصال الفعل، فالمعنى‏:‏ جَعَلُوها مُكِبَّةً على قَطْع الطريق أَي لازمةً له غيرَ عادلةٍ عنه‏.‏ وكَبَبْتُ القَصْعَةَ‏:‏ قَلَبْتُها على وجْهِها، وطَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كذلك؛ قال أَبو النجم‏:‏

فكَبَّه بالرُّمْح في دِمائِه

وفي حديث معاوية‏:‏ إِنكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النار؛ الكَبَّة، بالفتح‏:‏ شِدَّة الشيء ومُعْظَمُه‏.‏ وكَبَّةُ النار‏:‏ صَدْمَتُها‏.‏ وأَكَبَّ على الشيءِ‏:‏ أَقبلَ عليه يفعله؛ ولَزِمَه؛ وانْكَبَّ بمعنًى؛ قال لبيد‏:‏

جُنُوحَ الهالِكيِّ على يَدَيهِ *** مُكِبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

وأَكَبَّ فلانٌ على فلانٍ يُطالِبُه‏.‏ والفرسُ يَكُبُّ الحِمارَ إِذا

أَلقاه على وجهه؛ وأَنشد‏:‏

فهو يَكُبُّ العِيطَ منها للذَّقَنْ

والفارسُ يَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طعنها فأَلقاها على وجوهها‏.‏ وكَبَّ

فلانٌ البعير إِذا عَقَرَه؛ قال‏:‏

يَكُبُّونَ العِشارَ لمن أَتاهم *** إِذا لم تُسْكِتِ المائةُ الوَليدا

أَي يَعْقِرُونَها‏.‏

وأَكَبَّ الرَّجلُ يُكِبُّ إِكْباباً إِذا ما نَكَّسَ‏.‏ وأَكَبَّ على الشيءِ‏:‏ أَقبل عليه ولزمه‏.‏ وأَكَبَّ للشَّيء‏:‏ تَجانَأَ‏.‏

ورجل مُكِبٌّ ومِكْبابٌ‏:‏ كثير النَّظَر إِلى الأَرض‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ أَفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً على وَجْهه‏.‏ وكَبْكَبه أَي كَبَّه، وفي التنزيل العزيز‏:‏ فكُبْكِبُوا فيها‏.‏

والكُبَّةُ، بالضم‏:‏ جماعةُ الخيل، وكذلك الكَبْكَبةُ‏.‏ وكُبَّةُ الخيلِ‏:‏

مُعْظَمُها، عن ثعلب‏.‏ وقال أَبو رِياشٍ‏:‏ الكُبَّة إِفْلاتُ الخيل، وهي على المُقَوَّسِ للجَرْي، أَو للحملة‏.‏

والكَبَّةُ، بالفتح‏:‏ الحَمْلةُ في الحرب، والدَّفْعة في القتال والجَرْي، وشدَّتُه؛ و أَنشد‏:‏

ثارَ غبار الكَبَّة الماثرُ

ومن كلام بعضهم لبعضِ الملوك‏:‏ طَعَنْتُه في الكَبَّة، طَعْنةً في السَّبَّة، فأَخرجْتُها من اللَّبَّة‏.‏

والكَبْكَبة‏:‏ كالكَبَّةِ‏.‏ ورماهم بكَبَّتِه أَي بجماعته ونَفْسِه وثِقْلِه‏.‏ وكَبَّةُ الشِّتاءِ‏:‏ شدَّته ودَفْعَتُه‏.‏ والكَبَّةُ‏:‏ الزِّحام‏.‏ وفي حديث أَبي قتادة‏:‏ فلما رأَى الناسُ المِيضأَة تَكابُّوا عليها أَي ازْدَحَموا، وهي تَفَاعَلُوا من الكُبَّةِ، بالضم، وهي الجماعة من الناس وغيرهم‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ أَنه رأَى جماعة ً ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقال‏:‏

إِياكم وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشيطان أَي جماعةَ السُّوق‏.‏

والكُبُّ‏:‏ الشيءُ المُجْتَمِعُ من ترابٍ وغيره‏.‏

وكُبَّةُ الغزل‏:‏ ما جُمِعَ منه، مشتق من ذلك‏.‏ الصِّحاح‏:‏ الكُبَّةُ

الجَرَوْهَقُ من الغزلِ، تقول منه‏:‏ كَبَبْتُ الغَزل أَي جَعَلْته كُبَباً‏.‏ ابن سيده‏:‏ كَبَّ الغَزْلَ‏:‏ جَعَله كُبَّةً‏.‏

والكُبَّةُ‏:‏ الإِبلُ العظيمة‏.‏ وفي المثل‏:‏ إِنَّكَ لكالبائع الكُبَّةَ بالهُبَّة؛ الهُبَّةُ‏:‏ الريحُ‏.‏ ومنهم مَن رواه‏:‏ لكالبائع الكُبَةَ بالهُبَة، بتخفيف الباءَين من الكلمتين؛ جعل الكُبَة من الكابي، والهُبَة من الهابي‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وهكذا قال أَبو زيد في هذا المثل، شدّد الباءَين

من الكُبَّة والهُبَّةِ؛ قال‏:‏ ويقال عليه كُبَّةٌ وبَقَرة أَي عليه عِيالٌ‏.‏

ونَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بعضاً من كثرته؛ قال الفرزدق‏:‏

كُبابٌ من الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ *** عليها، فأَوْدَى الظِّلْفُ منه وجامِلُهْ

والكُبابُ‏:‏ الكثيرُ من الإِبل، والغنم ونحوهما؛ وقد يُوصَفُ به فيقال‏:‏ نَعَمٌ كُبابٌ‏.‏

وتَكَبَّبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ من داءٍ أَو هُزال‏.‏ والكُبابُ‏:‏ التُّراب؛ والكُبابُ‏:‏ الطين اللازِبُ؛ والكُبابُ‏:‏ الثَّرَى؛ والكُبابُ، بالضم‏:‏ ما تَكَبَّبَ من الرَّمل أَي تَجَعَّدَ لرُطوبته؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ ليَكْنِسَ فيه من الحَرِّ‏:‏

تَوَخَّاه بالأَظْلافِ، حتى كأَنما *** يُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتنِ مِحْمَلِ

هكذا أَورده الجوهري يُثِرْنَ؛ قال ابن بري‏:‏ وصواب إِنشاده‏:‏ يُثِيرُ أَي توخَّى الكِناسَ يَحْفِرُه بأَظْلافِه‏.‏ والمِحْمَل‏:‏ محمل السيفِ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَى به‏.‏

ويقال‏:‏ تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِيَ فتَعَقَّد، ومنه سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل‏.‏

والكُبابُ‏:‏ الثَّرى النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكثير الذي قد لَزمَ بعضُه

بعضاً؛ وقال أُمَيَّة يذكر حمامةَ نوحٍ‏:‏

فجاءَت بعدما ركَضَتْ بقطْفٍ *** عليه الثَّأْطُ والطينُ الكُبابُ

والكَبَابُ‏:‏ الطَّباهِجَةُ، والفعل التَّكْبِيبُ، وتَفْسيرُ الطَّباهجة مذكور في موضعه‏.‏ وكَبَّ الكَبَابَ‏:‏ عَمِلَهُ‏.‏

والكُبُّ‏:‏ ضَرْبٌ من الحَمْضِ، يَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيْلِ، يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ، يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرض وسَهُلَ، واحدَتُه‏:‏ كُبَّة؛ وقيل‏:‏ هو من نَجِيلِ العَلاةِ؛ وقيل‏:‏ هو شجر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ من الحَمْضِ النَّجيلُ والكُبُّ؛ وأَنشد‏:‏

يا إِبلَ السَّعْدِيِّ ‏!‏لا تَأْتَبِّي *** لِنُجُلِ القَاحَةِ، بعدَ الكُبِّ

أَبو عمرو‏:‏ كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، وهو شجر جَيِّدُ الوَقُود، والواحدة كُبَّة‏.‏

وكُبَّ إِذا قُلِبَ‏.‏ وكَبَّ إِذا ثَقُلَ‏.‏ وأَلْقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَه‏.‏

قال‏:‏ والمُكَبَّبة حِنْطة غَبْراء، وسُنْبُلُها غليظٌ، أَمثالُ العصافير، وتِبْنُها غَليظٌ لا تَنشَطُ له الأَكَلة‏.‏ والكُبَّة‏:‏ الجماعةُ من الناس؛ قال أَبو زُبَيْدٍ‏:‏

وصَاحَ مَنْ صاحَ في الإِحْلابِ وانْبَعَثَتْ *** وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعِيرِ

وقال آخر‏:‏

تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقيلٌ *** وأَنَّ ذِيادَ كُبَّتِنا شَديدُ

والكَبْكَبُ والكَبْكَبةُ‏:‏ كالكُبَّةِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كَبْكَبَةٌ مِن بني إِسرائيل أَي جماعةٌ‏.‏ والكَبابةُ‏:‏ دواء‏.‏

والكَبْكَبَةُ‏:‏ الرَّمْيُ في الهُوَّةِ، وقد كَبْكَبَه‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ فَكُبْكِبُوا فيها هُمْ والغاوونَ؛ قال الليثُ‏:‏ أَي دُهْوِرُوا، وجُمِعُوا، ثم رُمِيَ بهم في هُوَّةِ النار؛ وقال الزجاج‏:‏

كُبْكِبُوا طُرحَ بعضُهم على بعض؛ قال أَهلُ اللغة‏:‏ معناه دُهْوِرُوا، وحقيقةُ ذلك في اللغة تكرير الانْكِبابِ، كأَنه إِذا أُلْقِيَ

يَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مرَّة، حتى يَسْتَقِرَّ فيها، نَسْتَجيرُ باللّه منها؛ وقيل قوله‏:‏ فكُبْكِبُوا فيها أَي جُمِعُوا، مأْخوذ من الكَبْكَبة‏.‏

وكَبْكَبَ الشيءَ‏:‏ قَلَبَ بعضَه على بعض‏.‏

ورجل كُباكِبٌ‏:‏ مجتمع الخَلْق‏.‏ ورجل كُبَكِبٌ‏:‏ مجتمع الخَلْق شديد؛ ونَعَمٌ كُبَاكِبٌ‏:‏ كثير‏.‏ وجاءَ مُتَكَبْكِباً في ثيابه أَي مُتَزَمِّلاً‏.‏ وكَبْكَبٌ‏:‏ اسم جبل بمكة، ولم يُقَيِّده في الصحاح بمكان؛ قال الشاعر‏:‏

يَكُنْ ما أَساءَ النارَ في رَأْسِ كَبْكَبَا

وقيل‏:‏ هو ثَنِيَّة؛ وقد صَرَفَه امْرؤ القيس في قوله‏:‏

غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ *** وآخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ

وتَرَكَ الأَعْشَى صَرْفَه في قوله‏:‏

ومَنْ يَغْتَرِبْ عن قَوْمِهِ، لا يَزَلْ يَرَى *** مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَبا

وتُدْفَنُ منه الصالحاتُ، وإِن يُسِئْ *** يكنْ ما أَساءَ النارَ في رأْسِ كَبْكَبا

ويقال للجارية السمينة‏:‏ كَبْكابة وبَكْباكَةٌ‏.‏

وكَبابٌ وكُبابٌ وكِبابٌ‏:‏ اسم ماء بعينه؛ قال الراعي‏:‏

قامَ السُّقاةُ، فناطُوها إِلى خَشَبٍ *** على كُبابٍ، وحَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ

وقيل‏:‏ كُبابٌ اسم بئرٍ بعَيْنها‏.‏

وقَيْسُ كُبَّةَ‏:‏ قبيلةٌ من بني بَجيلةَ؛ قال الراعي يَهْجُوهم‏:‏

قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها *** إِلى أَهْلِ نَجْدٍ، لُؤْمُها وافْتِقارُها

وفي النوادر‏:‏ كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْتُه صَرْصَرةً، وكَرْكَرْتُه إِذا جمعته، ورَدَدْتَ أَطْرافَ ما انْتَشرَ منه؛ وكذلك كَبْكَبْتُه‏.‏

كتب‏:‏ الكِتابُ‏:‏ معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ‏.‏ كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً، وكَتَّبَه‏:‏ خَطَّه؛ قال أَبو النجم‏:‏

أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ، تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ

قال‏:‏ ورأَيت في بعض النسخِ تِكِتِّبانِ، بكسر التاء، وهي لغة بَهْرَاءَ، يَكْسِرون التاء، فيقولون‏:‏ تِعْلَمُونَ، ثم أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ

التاء‏.‏ الكِتابُ أَيضاً‏:‏ الاسمُ، عن اللحياني‏.‏ الأَزهري‏:‏ الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً؛ والكِتابُ مصدر؛ والكِتابةُ لِمَنْ تكونُ له صِناعةً، مثل الصِّياغةِ والخِياطةِ‏.‏

والكِتْبةُ‏:‏ اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه‏.‏

ويقال‏:‏ اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْتُبَ له كِتاباً في حاجة‏.‏ واسْتَكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْتُبَه له‏.‏ ابن سيده‏:‏ اكْتَتَبَه ككَتَبَه‏.‏ وقيل‏:‏ كَتَبَه خَطَّه؛ واكْتَتَبَه‏:‏ اسْتَمْلاه، وكذلك اسْتَكْتَبَه‏.‏ واكْتَتَبه‏:‏ كَتَبه، واكْتَتَبْته‏:‏ كَتَبْتُه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ اكْتَتَبَها فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِيلاً؛ أَي اسْتَكْتَبَها‏.‏ ويقال‏:‏ اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه في دِيوانِ السُّلْطان‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً، وإِني اكْتُتِبْت في غزوة كذا وكذا؛ أَي كَتَبْتُ اسْمِي في جملة الغُزاة‏.‏ وتقول‏:‏ أَكْتِبْنِي هذه القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ‏.‏ والكِتابُ‏:‏ ما كُتِبَ فيه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَن نَظَرَ في كِتابِ أَخيه بغير إِذنه، فكأَنما يَنْظُرُ في النار؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هذا تمثيل، أَي كما يَحْذر النارَ، فَلْيَحْذَرْ هذا الصنيعَ، قال‏:‏ وقيل معناه كأَنما يَنْظُر إِلى ما يوجِبُ عليه النار؛ قال‏:‏ ويحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن الجناية منه، كما يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قوم، وهم له كارهُونَ؛ قال‏:‏ وهذا الحديث محمولٌ على الكِتابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانة، يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع عليه؛ وقيل‏:‏ هو عامٌّ في كل كتاب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَكْتُبوا عني غير القرآن‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وَجْهُ الجَمْعِ بين هذا الحديث، وبين اذنه في كتابة الحديث

عنه، فإِنه قد ثبت إِذنه فيها، أَن الإِذْنَ، في الكتابة، ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت، وبإِجماع الأُمة على جوازها؛ وقيل‏:‏ إِنما نَهى أَن يُكْتَبَ الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، والأَوَّل الوجه‏.‏ وحكى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العَلاء‏:‏ أَنه سمع بعضَ العَرَب يقول، وذَكَر إِنساناً فقال‏:‏ فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها، فقلتُ له‏:‏ أَتَقُولُ جاءَته كِتابي‏؟‏ فقال‏:‏ نَعَمْ؛ أَليس بصحيفة‏!‏ فقلتُ له‏:‏ ما اللَّغُوبُ‏؟‏ فقال‏:‏ الأَحْمَقُ؛ والجمع كُتُبٌ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ هو مما اسْتَغْنَوْا فيه ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه، فقالوا‏:‏ ثلاثةُ كُتُبٍ‏.‏

والمُكاتَبَة والتَّكاتُبُ، بمعنى‏.‏ والكِتابُ، مُطْلَقٌ‏:‏ التوراةُ؛ وبه فسر الزجاج قولَه تعالى‏:‏ نَبَذَ فَريقٌ من الذين أُوتُوا الكِتابَ‏.‏ وقوله‏:‏ كتابَ اللّه؛ جائز أَن يكون القرآنَ، وأَن يكون التوراةَ، لأَنَّ الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد نَبَذُوا التوراةَ‏.‏ وقولُه تعالى‏:‏ والطُّورِ وكتابٍ مَسْطور‏.‏ قيل‏:‏ الكِتابُ ما أُثْبِتَ على بني آدم من أَعْمالهم‏.‏ والكِتابُ‏:‏ الصحيفة والدَّواةُ، عن اللحياني‏.‏ قال‏:‏ وقد قرئ ولم تَجدوا كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِباً؛ فالكِتابُ ما يُكْتَبُ فيه؛ وقيل الصّحيفة والدَّواةُ، وأما الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ‏.‏ وكَتَّبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتاباً‏:‏ عَلَّمَه الكِتابَ‏.‏ ورجل مُكْتِبٌ‏:‏ له أَجْزاءٌ تُكْتَبُ من عنده‏.‏ والمُكْتِبُ‏:‏ المُعَلِّمُ؛ وقال اللحياني‏:‏ هو المُكَتِّبُ الذي يُعَلِّم الكتابَة‏.‏ قال الحسن‏:‏ كان الحجاج مُكْتِباً بالطائف، يعني مُعَلِّماً؛ ومنه قيل‏:‏ عُبَيْدٌ المُكْتِبُ، لأَنه كان مُعَلِّماً‏.‏

والمَكْتَبُ‏:‏ موضع الكُتَّابِ‏.‏ والمَكْتَبُ والكُتَّابُ‏:‏ موضع تَعْلِيم الكُتَّابِ، والجمع الكَتَاتِيبُ والمَكاتِبُ‏.‏ المُبَرِّدُ‏:‏ المَكْتَبُ موضع التعليم، والمُكْتِبُ المُعَلِّم، والكُتَّابُ الصِّبيان؛ قال‏:‏ ومن جعل الموضعَ الكُتَّابَ، فقد أَخْطأَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لصبيان المَكْتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً‏.‏ ورجلٌ كاتِبٌ، والجمع كُتَّابٌ وكَتَبة، وحِرْفَتُه الكِتابَةُ‏.‏ والكُتَّابُ‏:‏ الكَتَبة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الكاتِبُ عِنْدَهم العالم‏.‏ قال اللّه تعالى‏:‏ أَم عِنْدَهُم الغيبُ فَهُمْ يَكْتُبونَ‏؟‏ وفي كتابه إِلى أَهل اليمن‏:‏ قد بَعَثْتُ إِليكم كاتِباً من أَصحابي؛ أَراد عالماً، سُمِّي به لأَن الغالبَ على من كان يَعْرِفُ الكتابةَ، أَن عنده العلم والمعرفة، وكان الكاتِبُ عندهم عزيزاً، وفيهم قليلاً‏.‏

والكِتابُ‏:‏ الفَرْضُ والحُكْمُ والقَدَرُ؛ قال الجعدي‏:‏

يا ابْنَةَ عَمِّي ‏!‏ كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَني *** عَنْكُمْ، وهل أَمْنَعَنَّ اللّهَ ما فَعَلا‏؟‏

والكِتْبة‏:‏ الحالةُ‏.‏ والكِتْبةُ‏:‏ الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ‏.‏

ويقال‏:‏ اكْتَتَبَ فلانٌ أَي كَتَبَ اسمَه في الفَرْض‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ من اكْتَتَبَ ضَمِناً، بعَثَه اللّه ضَمِناً يوم القيامة، أَي من كَتَبَ اسْمَه في دِيوانِ الزَّمْنَى ولم يكن زَمِناً، يعني الرجل من أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الدِّيوانِ فَرْضٌ، فلما نُدِبَ للخُروجِ مع

المجاهدين، سأَل أَن يُكْتَبَ في الضَّمْنَى، وهم الزَّمْنَى، وهو صحيح‏.‏

والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض‏.‏ قال اللّه تعالى‏:‏ كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى‏.‏ وقال عز وجل‏:‏ كُتِبَ عليكم الصيامُ؛ معناه‏:‏ فُرِضَ‏.‏

وقال‏:‏ وكَتَبْنا عليهم فيها أَي فَرَضْنا‏.‏ ومن هذا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين احتَكما إِليه‏:‏ لأَقْضِيَنَّ بينكما بكِتابِ اللّه أَي بحُكْم اللّهِ الذي أُنْزِلَ في كِتابه، أَو كَتَبَه على عِبادِه، ولم يُرِدِ القُرْآنَ، لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْر لَهُما فيه؛ وقيل‏:‏ معناه أَي بفَرْضِ اللّه تَنْزيلاً أَو أَمْراً، بَيَّنه على لسانِ رسوله، صلى اللّه عليه وسلم‏.‏ وقولُه تعالى‏:‏ كِتابَ اللّهِ عليكم؛ مصْدَرٌ أُريدَ به الفِعل أَي كَتَبَ اللّهُ عليكم؛ قال‏:‏ وهو قَوْلُ حُذَّاقِ النحويين‏.‏

وفي حديث أَنَسِ بن النَّضْر، قال له‏:‏ كِتابُ اللّه القصاصُ أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه، صلى اللّه عليه وسلم؛ وقيل‏:‏ هو إِشارة إِلى قول اللّه، عز وجل‏:‏ والسِّنُّ بالسِّنِّ، وقوله تعالى‏:‏ وإِنْ عاقَبْتُمْ فعاقِبوا بمثل ما عُوقِبْتُمْ به‏.‏ وفي حديث بَريرَةَ‏:‏ من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كتاب اللّه أَي ليس في حكمه، ولا على مُوجِبِ قَضاءِ كتابِه، لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول، وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ له، وقد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ، لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور في القرآن نصّاً‏.‏

والكِتْبَةُ‏:‏ اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه‏.‏

واسْتَكْتَبه‏:‏ أَمَرَه أَن يَكْتُبَ له، أَو اتَّخَذه كاتِباً‏.‏ والمُكاتَبُ‏:‏ العَبْدُ يُكاتَبُ على نَفْسه بثمنه، فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ‏.‏

وفي حديث بَريرَة‏:‏ أَنها جاءَتْ تَسْتَعِينُ بعائشة، رضي اللّه عنها، في كتابتها‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه على مالٍ يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً، فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً‏.‏ قال‏:‏ وسميت

كتابةً، بمصدر كَتَبَ، لأَنه يَكْتُبُ على نفسه لمولاه ثَمَنه، ويَكْتُبُ

مولاه له عليه العِتْقَ‏.‏ وقد كاتَبه مُكاتَبةً، والعبدُ مُكاتَبٌ‏.‏ قال‏:‏

وإِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول، لأَن أَصلَ المُكاتَبة من المَوْلى، وهو الذي يُكاتِبُ عبده‏.‏ ابن سيده‏:‏ كاتَبْتُ العبدَ‏:‏ أَعْطاني ثَمَنَه على أَن أُعْتِقَه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ والذينَ يَبْتَغُون الكِتاب مما

مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِبُوهم إِنْ عَلِمْتم فيهم خَيْراً‏.‏ معنى الكِتابِ

والمُكاتَبةِ‏:‏ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه على مالٍ يُنَجِّمُه

عليه، ويَكْتُبَ عليه أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه، في كلِّ نَجْمٍ كذا

وكذا، فهو حُرٌّ، فإِذا أَدَّى جميع ما كاتَبه عليه، فقد عَتَقَ، وولاؤُه

لمولاه الذي كاتَبهُ‏.‏ وذلك أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأَصْل لمولاه، فالسيد مُكاتِب، والعَبدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المال؛ سُمِّيت مُكاتَبة لِما يُكْتَبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه، ولِما يُكتَبُ للسيد على العبد من النُّجُوم التي يُؤَدِّيها في مَحِلِّها، وأَنَّ له تَعْجِيزَه إِذا

عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عليه‏.‏ الليث‏:‏ الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة بالسَّيْرِ، وجمعها كُتَبٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الكُتْبَةُ، بالضم، الخُرْزَة

التي ضَمَّ السيرُ كِلا وَجْهَيْها‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ الكُتْبة السَّيْر

الذي تُخْرَزُ به المَزادة والقِرْبةُ، والجمع كُتَبٌ، بفتح التاءِ؛ قال

ذو الرمة‏:‏

وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها *** مُشَلْشَلٌ، ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ

الوَفْراءُ‏:‏ الوافرةُ‏.‏ والغَرْفيةُ‏:‏ المَدْبُوغة بالغَرْف، وهو شجرٌ

يُدبغ به‏.‏ وأَثْأَى‏:‏ أَفْسَدَ‏.‏ والخَوارِزُ‏:‏ جمع خارِزَة‏.‏ وكَتَبَ السِّقاءَ والمَزادة والقِرْبة، يَكْتُبه كَتْباً‏:‏ خَرَزَه بِسَيرين، فهي كَتِيبٌ‏.‏ وقيل‏:‏ هو أَن يَشُدَّ فمَه حتى لا يَقْطُرَ منه شيء‏.‏ أَكْتَبْتُ القِرْبة‏:‏ شَدَدْتُها بالوِكاءِ، وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتِيبٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سمعت أَعرابياً يقول‏:‏ أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فلم يَسْتَكْتِبْ أَي لم يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه‏.‏

وفي حديث المغيرة‏:‏ وقد تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ

عليه ثيابَه، من كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ اكْتُبْ

قِرْبَتَك اخْرُزْها، وأَكْتِبْها‏:‏ أَوكِها، يعني‏:‏ شُدَّ رأْسَها‏.‏

والكَتْبُ‏:‏ الجمع، تقول منه‏:‏ كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بين شُفْرَيْها

بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ‏.‏

والكُتْبَةُ‏:‏ ما شُدَّ به حياءُ البغلة، أَو الناقة، لئلا يُنْزَى عليها‏.‏ والجمع كالجمع‏.‏ وكَتَبَ الدابةَ والبغلة والناقةَ يَكْتُبها، ويَكْتِبُها كَتْباً، وكَتَبَ عليها‏:‏ خَزَمَ حَياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها، لئلا يُنْزَى عليها؛ قال‏:‏

لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً، خَلَوْتَ به *** على بَعِيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ

وذلك لأَنَّ بني فزارة كانوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل‏.‏ والبعيرُ

هنا‏:‏ الناقةُ‏.‏ ويُرْوَى‏:‏ على قَلُوصِك‏.‏ وأَسْيار‏:‏ جمع سَيْر، وهو الشَّرَكَةُ‏.‏

أَبو زيد‏:‏ كَتَّبْتُ الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها‏.‏ والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غير ولدها، كُتِبَ مَنْخُراها بخَيْطٍ، قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها، ليكونَ أَرْأَم لها‏.‏ ابن سيده‏:‏ وكَتَبَ الناقة يَكْتُبُها كَتْباً‏:‏ ظَأَرها، فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ، لئلا تَشُمَّ البَوَّ، فلا تَرْأَمَه‏.‏ وكَتَّبَها تَكْتيباً، وكَتَّبَ عليها‏:‏ صَرَّرها‏.‏ والكَتِيبةُ‏:‏ ما جُمِعَ فلم يَنْتَشِرْ؛ وقيل‏:‏ هي الجماعة المُسْتَحِيزَةُ من الخَيْل أَي في حَيِّزٍ على حِدَةٍ‏.‏ وقيل‏:‏ الكَتيبةُ جماعة الخَيْل إِذا أَغارت، من المائة إِلى الأَلف‏.‏ والكَتيبة‏:‏ الجيش‏.‏ وفي حديث السَّقيفة‏:‏ نحن أَنصارُ اللّه وكَتيبة الإِسلام‏.‏ الكَتيبةُ‏:‏ القِطْعة العظيمةُ من الجَيْش، والجمع الكَتائِبُ‏.‏ وكَتَّبَ الكَتائِبَ‏:‏ هَيَّأَها كَتِيبةً كتيبةً؛ قال طُفَيْل‏:‏

فأَلْوَتْ بغاياهم بنا، وتَباشَرَتْ *** إِلى عُرْضِ جَيْشٍ، غيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ

وتَكَتَّبَتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ‏.‏ قال شَمِرٌ‏:‏ كل ما ذُكِرَ في الكَتْبِ قريبٌ بعضُه من بعضٍ، وإِنما هو جَمْعُكَ بين الشيئين‏.‏ يقال‏:‏

اكْتُبْ بَغْلَتَك، وهو أَنْ تَضُمَّ بين شُفْرَيْها بحَلْقةٍ، ومن ذلك سميت

الكَتِيبَةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ فاجْتَمَعَتْ؛ ومنه قيل‏:‏ كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حرف؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة‏:‏

لا يُكْتَبُون ولا يُكَتُّ عَدِيدُهم *** جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا

قيل‏:‏ معناه لا يَكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتهم، وقد قيل‏:‏ معناه لا

يُهَيَّؤُونَ‏.‏

وتَكَتَّبُوا‏:‏ تَجَمَّعُوا‏.‏ والكُتَّابُ‏:‏ سَهْمٌ صغير، مُدَوَّرُ الرأْس، يَتَعَلَّم به الصبيُّ الرَّمْيَ، وبالثاءِ أَيضاً؛ والتاء في هذا الحرف أَعلى من الثاءِ‏.‏

وفي حديث الزهري‏:‏ الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ، وفيها صُلْحٌ‏.‏ الكُتَيْبةُ، مُصَغَّرةً‏:‏ اسم لبعض قُرى خَيْبَر؛ يعني أَنه فتَحَها قَهْراً، لا عن صلح‏.‏ وبَنُو كَتْبٍ‏:‏ بَطْنٌ، واللّه أَعلم‏.‏

كثب‏:‏ الكَثَبُ، بالتحريك‏:‏ القُرْبُ‏.‏ وهو كَثَبَك أَي قُرْبَكَ؛ قال

سيبويه‏:‏ لا يُستعمل إِلاَّ ظر فاً‏.‏ ويقال‏:‏ هو يَرْمِي من كَثَبٍ، ومن كَثَمٍ أَي من قُرْبٍ وتَمَكُّنٍ؛ أَنشد أَبو إِسحق‏:‏

فهذانِ يَذُودانِ *** وذا، مِنْ كَثَبٍ، يَرْمِي

وأَكْثَبَك الصيدُ والرَّمْيُ، وأَكْثَبَ لك‏:‏ دنا منكَ وأَمْكَنَك، فارْمِه‏.‏ وأَكْثَبُوا لكم‏:‏ دَنَوْا منكم‏.‏ النضر‏:‏ أَكْثَبَ فلانٌ إِلى القوم أَي دنا منهم؛ وأَكْثَبَ إِلى الجَبل أَي دنا منه‏.‏ وكاثَبْتُ القومَ أَي دَنَوْتُ منهم‏.‏ وفي حديث بَدْرٍ‏:‏ إِنْ أَكْثَبَكُمُ القومُ فانْبِلوهم؛ وفي رواية‏:‏ إِذا

كَثَبُوكم فارْمُوهُمْ بالنَّبْل من كَثَب‏.‏

وأَكْثَبَ إِذا قارَبَ، والهمزة في أَكْثَبكم لتعدية كَثَبَ، فلذلك عَدّاها إِلى ضميرهم‏.‏ وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي اللّه عنهما‏:‏ وظَنَّ رجالٌ أَنْ قد أَكْثَبَتْ أَطْماعُهم أَي قَرُبَتْ‏.‏

ويقال‏:‏ كَثَبَ القومُ إِذا اجتَمعوا، فهم كاثِبُون‏.‏ وكَثَبُوا لكم‏:‏ دخَلوا بينكم وفيكم، وهو من القُرْب‏.‏ وكَثَبَ الشيءَ يَكْثِبُه ويَكْثُبه كَثْباً‏:‏ جَمَعَه من قُرْبٍ وصَبَّه؛ قال الشاعر‏:‏

لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى *** مكانَ النبيِّ من الكاثِبِ

قال‏:‏ يريد بالنبيِّ، ما نَبا من الحَصَى إِذا دُقَّ فَنَدَر‏.‏

والكاثِبُ‏:‏ الجامِعُ لما ندَر منه؛ ويقال‏:‏ هما موضعان، وسيأْتي في أَثناءِ هذه الترجمة أَيضاً‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ كنتُ في الصُّفَّةِ، فبَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بتَمْرِ عَجْوةٍ فكُثِبَ بيننا، وقيل‏:‏ كُلُوه ولا تُوَزِّعُوه أَي تُرِكَ بين أَيدينا مَجْموعاً‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ جئتُ عليّاً، عليه السلام، وبين يديه قَرَنْفَلٌ مَكْثُوبٌ أَي مجموع‏.‏ وانْكَثَبَ الرمل‏:‏ اجْتَمع‏.‏

والكَثِيبُ من الرمل‏:‏ القِطْعةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبةً‏.‏ وقيل‏:‏ هو ما

اجتَمع واحْدَوْدَبَ، والجمع‏:‏ أَكْثِبةٌ وكُثُبٌ وكُثْبانٌ، مُشْتَقٌّ من ذلك، وهي تلالُ الرمل‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وكانتِ الجبالُ كَثيباً مَهِيلاً‏.‏ قال الفراء‏:‏ الكَثيبُ الرَّمْل‏.‏ والمَهِيلُ‏:‏ الذي تُحَرِّكُ

أَسْفَلَه، فيَنْهالُ عليك من أَعلاه‏.‏

الليث‏:‏ كَثَبْتُ الترابَ فانْكَثَب إِذا نَثَرْتَ بعضَه فوقَ بعض‏.‏ أَبو

زيد‏:‏ كَثَبْتُ الطعامَ أَكْثُبه كَثْباً، ونَثَرْتُه نَثْراً، وهما واحدٌ‏.‏ وكلُّ ما انْصَبَّ في شيءٍ واجتمع، فقد انْكَثَب فيه‏.‏ والكُثْبة من الماءِ واللَّبن‏:‏ القَلِيلُ منه؛ وقيل‏:‏ هي مثل الجَرْعَةِ تَبْقَى في الإِناءِ؛ وقيل‏:‏ قَدْرُ حَلْبة‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ ملْءُ القَدَح من اللَّبن؛ ومنه

قولُ العرب، في بعض ما تَضَعُه على أَلسنة البهائم، قالت الضَّائنةُ‏:‏ أُوَلَّدُ رُخالاً، وأُجَزُّ جُفَالاً، وأُحْلَبُ كُثَباً ثِقالاً، ولم تَرَ مِثْلي مالاً‏.‏ والجمع الكُثَبُ؛ قال الراجز‏:‏

بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خطَّابُ الكُثَبْ، يقولُ‏:‏ إِني خاطِبٌ وقد كَذَبْ، وإِنما يَخْطُبُ عُسّاً منْ حَلَبْ

يعني الرجلَ يَجيءُ بعِلَّةِ الخِطْبةِ، وإِنما يُريدُ القِرَى‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للرَّجُل إِذا جاءَ يَطْلُبُ القِرَى، بعِلَّةِ الخِطْبة‏:‏ إِنه لَيَخْطُبُ كُثْبةً؛ وأَنشد الأَزهري لذي الرمة‏:‏

مَيْلاءَ، من مَعْدِنِ الصِّيرانِ، قاصِيَةً *** أَبْعارُهُنَّ على أَهْدافِها كُثَبُ

وأَكْثَبَ الرجلَ‏:‏ سقاه كُثْبةً من لَبَن‏.‏ وكلُّ طائفةٍ من طعام أَو تمر

أَو تراب أَو نحو ذلك، فهو كُثْبةٌ، بعد أَن يكون قليلاً‏.‏ وقيل‏:‏ كلُّ

مُجْتَمِعٍ من طعامٍ، أَو غيره، بعد أَن يكون قليلاً، فهو كُثْبةٌ‏.‏ ومنه

سُمِّيَ الكَثِيبُ من الرمل، لأَنه انْصَبَّ في مكانٍ فاجتمع فيه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ثلاثةٌ على كُثُبِ المِسْكِ، وفي رواية على كُثْبانِ المِسْك، هما جمع كَثِيبٍ‏.‏ والكَثِيبُ‏:‏ الرملُ المُسْتَطيلُ المُحْدَوْدِبُ‏.‏ ويقال للتَّمْر، أَو للبُرِّ ونحوه إِذا كان مَصْبوباً في مواضع، فكُلُّ صُوبةٍ منها‏:‏ كُثْبة‏.‏ وفي حديثِ ماعزِ بن مالكٍ‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَر بِرَجْمِه حين اعْتَرَفَ بالزنى، ثم قال‏:‏ يَعْمِدُ أَحَدُكم إِلى المرأَة المُغِيبَة، فيَخْدَعُها بالكُثْبَة، لا أُوتى بأَحدٍ منهم فَعَلَ ذلك، إِلاَّ جعلْتُه نَكالاً‏.‏ قال أَبو عبيد قال شُعْبةُ‏:‏ سأَلتُ سِماكاً عن الكُثْبة، فقال‏:‏ القليلُ من اللَّبن؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وهو كذلك في غير اللبن‏.‏

أَبو حاتم‏:‏ احْتَلَبوا كُثَباً أَي من كلِّ شاةٍ شيئاً قليلاً‏.‏ وقد كَثَبَ لَبَنُها إِذا قَلَّ إِمَّا عند غزارةٍ، وإِما عند قِلَّةِ كَلإٍ‏.‏ والكُثْبة‏:‏ كلُّ قليل جَمَعْتَه من طعام،أَو لبن، أَو غير ذلك‏.‏ والكَثْباءُ، ممدود‏:‏ التُّرابُ‏.‏

ونَعَمٌ كُثابٌ‏:‏ كثير‏.‏ والكُثَّابُ‏:‏ السَّهْمُ عامَّةً، وما رماه بكُثَّابٍ أَي بسَهْمٍ؛ وقيل‏:‏ هو الصغير من السِّهام ههنا‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الكُثَّابُ سهم لا نَصْلَ له، ولا ريشَ، يَلْعَبُ به الصِّبيان؛ قال الراجز في صفة الحية‏:‏

كأَنَّ قُرْصاً من طَحِينٍ مُعْتَلِثْ *** هامَتُه في مِثْلِ كُثَّابِ العَبِثْ

وجاءَ يَكْثُبه أَي يَتْلُوه‏.‏ والكاثِبةُ من الفَرس‏:‏ المَنْسِجُ؛ وقيل‏:‏ هو ما ارْتَفَعَ من المَنْسِج؛ وقيل‏:‏ هو مُقَدَّمُ المَنْسِج، حيث تَقَع عليه يَدُ الفارِس، والجمعُ الكواثِبُ؛ وقيل‏:‏ هي من أَصل العُنُق إِلى ما بين الكَتِفَيْن؛ قال النابغة‏:‏

لَهُنَّ عليهم عادةٌ قد عَرَفْنَها *** إِذا عُرِضَ الخَطِّيُّ فَوْقَ الكَواثِبِ

وقد قيل في جمعه‏:‏ أَكْثابٌ؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري كيف ذلك‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يَضَعُونَ رِماحَهم على كَواثِبِ خيلهم، وهي من الفَرس، مُجْتَمع كَتِفَيْه قُدَّامَ السَّرْج‏.‏

والكاثِبُ‏:‏ موضعٌ، وقيل‏:‏ جبل؛ قال أَوْسُ بنُ حَجَر يَرْثي فَضالةَ بنَ كِلْدَة الأَسَدِيَّ‏:‏

على السَّيِّدِ الصَّعْبِ، لو أَنه *** يَقُوم على ذِرْوَةِ الصَّاقِبِ

لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصى *** مَكانَ النبيّ من الكاثِبِ

النبيُّ‏:‏ موضع، وقيل‏:‏ هو ما نَبا وارْتَفَع‏.‏ قال ابن بري‏:‏ النبيُّ

رَمْل معروف؛ ويقال‏:‏ هو جمع نابٍ، كغازٍ وغَزِيٍّ‏.‏ وقوله‏:‏ لأَصْبَحَ، هو جواب لو في البيت الذي قبله؛ يقول‏:‏ لو عَلا فَضالةُ هذا على الصاقِبِ، وهو جبل معروف في بلاد بني عامر، لأَصْبَحَ مَدْقُوقاً مكسوراً، يُعَظِّم بذلك أَمْرَ فَضالةَ‏.‏ وقيل‏:‏ إِن قوله يقوم، بمعنى يُقاومُه‏.‏