فصل: (تابع: حرف التاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف التاء‏]‏

غتت‏:‏ غَتَّ الضَّحِكَ يَغُتُّه غَتًّا‏:‏ وَضَع يدَه أَو ثوبه على فيه، ليُخْفِيَهُ‏.‏ وغَتَّ في الماء يَغُتُّ غَتّاً‏:‏ وهو ما بين النَّفَسين من الشُّرْب، والإِناءُ على فيه‏.‏ أَبو زيد‏:‏ غَتَّ الشاربُ يَغُتُّ غَتّاً، وهو أَن يَتَنَفَّسَ من الشَّراب، والإِناءُ على فيه؛ وأَنشد بيت الهذلي‏:‏

شَدَّ الضُّحَى فغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ *** غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً على إِعْجالِ

أَي شَرِبْنَ أَنْفاساً غير بَواضِعٍ أَي غَيْرَ رِواءٍ‏.‏ وفي حديث المَبْعَثِ‏:‏ فأَخَذَني جبريلُ فغَتَّني؛ الغَتُّ والغَطُّ سواء، كأَنه أَراد عَصَرني عَصْراً شديداً حتى وَجَدْتُ منه المَشَقَّةَ، كما يَجِدُ من يُغْمَسُ في الماء قَهْراً‏.‏ وغَتَّهُ خَنِقاً يَغُتُّه غَتّاً‏:‏ عَصَر حَلْقَه نفَساً، أَو نَفَسين، أَو أَكثر من ذلك‏.‏ وغَتَّه في الماءِ يَغُتُّه غَتّاً‏:‏ غَطَّه، وكذلك إِذا أَكرهه على الشيء حتى يَكْرُبَه‏.‏ ويقال‏:‏ غَتَّه الكلامَ غَتّاً إِذا بَكَّتَه تَبْكيتاً‏.‏ وفي حديث الدُّعاء‏:‏ يا مَنْ لا يَغُتُّه دعاءُ الداعِينَ أَي يَغْلِبُه ويَقْهَرُه‏.‏ وفي حديث ثَوْبانَ قال‏:‏ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي، أَذُودُ الناس عنه لأَهل اليَمن أَي لأَذُودَهم بعَصايَ حتى يَرْفَضُّوا عنه، وإِنه ليَغُتُّ فيه ميزابانِ من الجنة‏:‏ أَحدُهما من وَرِقٍ، والآخرُ من ذهبٍ، طولُه ما بين مُقامِي إِلى عُمانَ‏.‏

قال الليث‏:‏ الغَتُّ كالغَطِّ‏.‏ روي في حديث ثوبان أَيضاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ في الحَوْض يَغُتُّ فيه ميزابانِ، مِدادُهما من الجنة؛ قال الأَزهري‏:‏ هكذا سمعته من محمد بن إِسحق يَغُتُّ، بضم الغين، قال‏:‏ ومعنى يَغُتُّ، يَجْري جَرْياً له صَوْتٌ وخَريرٌ؛ وقيل‏:‏ يَغُطُّ؛ قال‏:‏ ولا أَدري ممن حَفِظَ هذا التفسير‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ ولو كان كما قال، لقيل يَغُتُّ ويَغِطُّ، بكسر الغين، ومعنى

يَغُتُّ يُتابعُ الدَّفْقَ في الحوض لا يَنْقَطِعُ،مأْخوذ من غَتَّ

الشاربُ الماءَ جَرْعاً بعد جَرْع، ونَفَساً بعد نَفَس، من غير إِبانةِ

الإِناء عن فيه؛ قال‏:‏ فقوله يَغُتُّ فيه مِيزابانِ أَي يَدْفُقانِ فيه الماءَ

دَفْقاً مُتتابعاً دائماً، مِن غير أَن يَنْقَطِعَ، كما يَغُتُّ الشاربُ

الماءَ، ويَغُتُّ مُتَعَدٍّ ههنا، لأَن المُضاعف إِذا جاء على فَعَلَ

يَفْعُل، فهو متعدّ، وإِذا جاء على فَعَلَ يَفْعِلُ، فهو لازم، إِلا ما شَذَّ

عنه؛ قال ذلك الفراء وغيره‏.‏ وقال شمر‏:‏ غُتَّ، فهو مَغْتُوتٌ؛ وغُمَّ، فهو مَغْمومٌ، قال رؤْبة يذكر يونس والحُوتَ‏:‏

وجَوْشَنُ الحُوتِ له مَبيتُ، يُدْفَع عنه جوفُه المَسْحُوتُ

كِلاهُما مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ، والليلُ فَوْقَ الماء مُسْتَمِيتُ

قال‏:‏ والمَغْتُوت المَغْموم‏.‏

وغَتَّ الدابةَ طَلَقاً أَو طَلَقَيْن يَغُتُّها‏:‏ رَكَضَها، وجَهَدَها، وأَتْعَبها‏.‏ وغَتَّهم اللهُ بالعذاب غَتّاً كذلك‏.‏ وغَتَّ القَوْلَ

بالقَوْل، والشُّربَ بالشُّرْب، يَغُّتُّه غَتّاً‏:‏ أَتْبَعَ بَعْضَه بعضاً‏.‏

وغَتَّه بالأَمْر‏:‏ كَدَّه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يَغُتُّهم اللهُ في العذاب أَي

يَغْمِسُهم فيه غَمْساً مُتَتابعاً‏.‏ قال‏:‏ والغَتُّ أَن تُتْبِعَ القولَ

القَوْلَ، أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ؛ وأَنشد‏:‏

فغَتَتْنَ غير بَواضِعٍ أَنفاسَها، غَتَّ الغَطاطِ مَعاً على إِعْجالِ

وفي حديث أُم زَرْعٍ في بعض الروايات‏:‏ ولا تُغَتِّتْ طَعامَنا

تَغْتيتاً؛ قال أَبو بكر أَي لا تُفْسده‏.‏ يقال‏:‏ غَتَّ الطعامُ يَغُّتُّ، وأَغْتَتُّه أَنا، وغَتَّ الكلامُ‏:‏ فَسَدَ؛ قال قَبْسُ بن الخَطيم‏:‏

ولا يَغُتُّ الحديثُ إِذْ نَطَقَتْ، وهو، بفِيها، ذو لَذَّةٍ طَرَبُ

غلت‏:‏ الغَلَتُ والغَلَطُ سواء؛ وقد غَلِتَ‏.‏ ورجل غَلُوتٌ في الحساب‏:‏

كثيرُ الغَلَط؛ قال رؤْبة‏:‏

إِذا اسْتَدار البَرِمُ الغَلُوتُ

وقال بعضهم‏:‏ الغَلَتُ في الحساب، والغَلَطُ في سوى ذلك‏.‏ وقيل‏:‏ الغَلَطُ

في القول، وهو أَن يريد أَن يتكلم بكلمة فيَغْلَطَ، فيتكلم بغيرها‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ لا غَلَتَ في الإِسلام‏.‏ قال الليث‏:‏ غَلِتَ في الحساب

غَلَتاً، ويقال‏:‏ غَلِتَ في معنى غَلِطَ‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ الغَلَط في المَنْطِق، والغَلَتُ في الحساب، وقيل‏:‏ هما لغتان؛ وجعل الزمخشري الحديث عن ابن عباس؛ وقال رؤْبة‏:‏

إِذا اسْتَدَرَّ البَرِمُ الغَلُوتُ

والغَلوت‏:‏ الكثير الغَلَط؛ قال‏:‏ واسْتِدْراره كثرةُ كلامه‏.‏ وفي حديث

شُرَيْح‏:‏ كان لا يجيز الغَلَتَ؛ قال‏:‏ هو أَن يقول الرجل اشتريت هذا الثوب

بمائة، ثم تجده اشتراه بأَقل، فيَرجِعُ إِلى الحق ويَتْرُكُ الغَلَتَ‏.‏

وفي حديث النَخَعِيّ‏:‏ لا يجوز التَغَلُّتُ؛ هو تَفَعُّلٌ من الغَلَتِ‏.‏

تقول‏:‏ تَغَلَّتُّه أَي طَلَبْتُ غَلَته، وتَغَلَّتني فلانٌ واغتَلَتني

إِذا أَخذه على غِرَّةٍ‏.‏ والغَلْتُ‏:‏ الإِقالة في الشراء والبيع‏.‏ وغَلْتَةُ

الليلِ‏:‏ أَوّله؛ قال‏:‏

وجِئْ غَلْتةً في ظُلْمةِ الليلِ، وارْتَحِلْ

بيومِ مُحَاقِ الشَّهْرِ والدَّبَرانِ

واغْلَنْتَى القومُ على فلانٍ اغْلِنْتاءً‏:‏ عَلَوْه بالشَّتْم والضَّرْب

والقَهْر، مثل الاغْرِنْداء‏.‏

غمت‏:‏ الغَمَتُ والفَقَمُ‏:‏ التُّخَمة‏.‏

غَمَته الطعامُ يَغْمِتُه غَمْتاً‏:‏ أَكله دَسِماً، فغَلَبَ على قلبه، وثَقُلَ واتَّخَم؛ وقال الأَزهري‏:‏ هو أَن يَسْتَكْثِرَ منه حتى يَتَّخِم‏.‏

وقال شمر‏:‏ غَمَتَه الوَدَكُ يَغْمِتُه إِذا صَيَّره كالسَّكْرانِ‏.‏

وغَمَتَه إِذا غَطَّاه‏.‏ وغَمَتَه في الماس يَغْمِته غَمْتاً‏:‏ غَطَّه

فيه‏.‏

فأت‏:‏ افْتَأَتَ عليَّ ما لم أَقُلْ‏:‏ اخْتَلَقه‏.‏ أَبو زيد‏:‏ افْتَأَتَ

الرجلُ عَليَّ افتِئاتاً، وهو رجل مُفْتَئِتٌ، وذلك إِذا قال عليك الباطلَ‏.‏

وقال ابن شميل في كتاب المَنْطِق‏:‏ افْتَأَتَ فلانٌ علينا يَفْتَئِتُ إِذا

اسْتَبَدَّ علينا برأْيه؛ جاء به في باب الهمز‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏

افْتَأَتَ بأَمره ورأْيه إِذا اسْتَبَدَّ به وانفرد‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قد صح الهمز

عن ابن شميل، وابن السكيت في هذا الحرف، قال‏:‏ وما علمت الهمز فيه

أَصليّاً‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ هذا الحرف سمع مهموزاً، ذكره أَبو عمرو، وأَبو زيد، وابن السكيت، وغيرهم‏:‏ فلا يخلو إِما أَن يكونوا قد همزوا ما ليس بمهموز، كما قالوا‏:‏ حَلأْتُ السَّويقَ، ولَبَّأْتُ بالحج، ورَثَأْتُ الميتَ، أَو

يكون أَصل هذه الكلمة من غير الفَوْت‏.‏

فتت‏:‏ فَتَّ الشيءَ يَفُتُّه فَتّاً، وفَتَّتَه‏:‏ دَقَّه‏.‏ وقيل‏:‏ فَتَّه

كَسَره؛ وقيل‏:‏ كسره بأَصابعه‏.‏

قال الليث‏:‏ الفَتُّ أَن تأْخذ الشيء بإِصبعك، فَتُصَيِّرَه فُتاتاً أَي

دُقاقاً، فهو مَفْتُوتٌ وفَتِيتٌ‏.‏ وفي المثل‏:‏ كَفّاً مُطْلَقةً تَفُتُّ

اليَرْمَعَ؛ اليَرْمَع‏:‏ حجارة بيض تُفَتُّ باليد؛ وقد انْفَتَّ

وتَفَتَّتَ‏.‏ الفُتاتُ‏:‏ ما تَفَتَّت؛ وفُتاتُ الشيء‏:‏ ما تكسر منه؛ قال

زهير‏:‏كأَنَّ فُتاتَ العِهْنِ، في كُلِّ مَنْزِلٍ

نَزَلْنَ به، حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ

قال أَبو منصور‏:‏ وفُتاتُ العِهْنِ والصوف ما تساقط منه‏.‏

والفَتُّ والتَّتُّ‏:‏ الشَّقُّ في الصَّخْرة، وهي الفُتُوتُ والثُّتُوتُ‏.‏

والتَفَتُّتُ‏:‏ التَّكَسُّر‏.‏

والانْفِتاتُ‏:‏ الانكسار‏.‏

والفَتِيتُ والفَتُوتُ‏:‏ الشيءُ المَفْتُوتُ، وقد غَلَبَ على ما فُتَّ من الخُبْز؛ وفي التهذيب‏:‏ إِلا أَنهم خَصُّوا الخُبْز المَفْتُوتَ

بالفَتِيتِ‏.‏ والفَتِيتُ‏:‏ الشيءُ يَسْقُطُ فيَتَقَطَّعُ ويَتَفَتَّتُ‏.‏

وكلَّمه بشيءٍ ففَتَّ في ساعده أَي أَضْعَفَه وأَوْهَنَه‏.‏ ويقال‏:‏ فَتَّ

فلانٌ في عَضُدِي، وهَدَّ رُكْني‏.‏ وفَتَّ فلانٌ في عَضُدِ فلانٍ، وعَضُدُه أَهلُ بيتِه، إِذا رام إِضْرارَه بتَخَوُّنِه إِياهم‏.‏

والفُتَّة‏:‏ الكُتْلةُ من التمر‏.‏

الفراء‏:‏ أُولئك أَهلُ بيتٍ فَتٍّ وفُتٍّ وفِتٍّ إِذا كانوا مُنْتَشرين، غير مجتمعين‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ فَتْفَتَ الراعي إِبلَه إِذا رَدَّها عن الماء، ولم يَقْصَعْ صَوَّارها‏.‏

والفُتَّة‏:‏ بَعْرة، أَو رَوْثة مَفْتوتة، تُوضَع تحتَ الزَّنْدِ عند

القَدْح‏.‏ الجوهري‏:‏ الفُتَّةُ ما يُفَتُّ ويوضَع تحت الزَّنْدِ‏.‏

فخت‏:‏ الفاخِتةُ‏:‏ واحدة الفَواخِتِ، وهي ضَرْبٌ من الحَمام المُطَوَّق‏.‏

قال ابن بري‏:‏ ذكر ابن الجَوالِيقيِّ أَن الفاختة مشتقة من الفَخْتِ الذي

هو ظِلُّ القَمَر‏.‏ وفَخَّتَتِ الفاختةُ‏:‏ صَوَّتَتْ‏.‏

وتَفَخَّتَت المرأَةُ‏:‏ مَشَتْ مِشْية الفاختة‏.‏ الليث‏:‏ إِذا مشَت المرأَة

مُجْنِحةً، قيل‏:‏ تَفَخَّتَتْ تَفَخُّتاً؛ قال‏:‏ أَظنُّ ذلك مُشْتَقّاً من مَشْي الفاختة، وجمع الفاخِتةِ فَواخِتُ‏.‏ قوله مُجْنِحةً إِذا

تَوَسَّعَتْ في مَشْيِها، وفرَّجَتْ يَدَيْها من إِبْطَيْها‏.‏

والفَخْتُ‏:‏ ضَوْءُ القمر أَوَّلَ ما يَبْدُو، وعَمَّ به بعضُهم؛ يقال‏:‏

جَلَسْنا في الفَخْت؛ وقال شمر‏:‏ لم أَسمع الفَخْتَ إِلاّ ههنا‏.‏ قال أَبو

إِسحق‏:‏ قال بعض أَهل اللغة‏:‏ الفَخْتُ، لا أَدْرِي اسْمُ ضَوْئه، أَم اسمُ

ظُلْمته‏.‏ واسمُ ظُلْمة ظِلِّه على الحقيقة‏:‏ السَّمَر؛ ولهذا قيل

للمتحدّثين ليلاً‏:‏ سُمَّار؛ قال أَبو العباس‏:‏ الصواب فيه ظِلُّ القمر‏.‏ قال بعضهم‏:‏

الصواب ما قاله، لأَن الفاخِتَةَ بلَوْنِ الظِّلِّ، أَشْبَهُ منها

بلَوْنِ الضَّوْء‏.‏

وفَخَتَ رأْسَه بالسيف فَخْتاً‏:‏ قَطَعَه‏.‏ وفَخَتَ الإِناءَ فَخْتاً‏:‏

كَشَفَه‏.‏

والفَخْتُ‏:‏ نَشْلُ الطَّبَّاخ الفِدْرة من القِدْر‏.‏

ويقال‏:‏ هو يَتَفَخَّتُ أَي يَتَعَجَّبُ، فيقول‏:‏ ما أَحْسَنَه‏.‏

فرت‏:‏ الفُراتُ‏:‏ أَشَدُّ الماء عُذوبةً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ هذا عَذْبٌ

فُراتٌ، وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ‏.‏

وقد فَرُتَ الماءُ يَفْرُتُ فُروتةً إِذا عَذُبَ، فهو فُراتٌ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ فَرِتَ الرجلُ، بكسر الراء، إِذا ضَعُفَ عقلُه بعد مُسْكَةٍ‏.‏

والفُراتانِ‏:‏ الفُراتُ ودُجَيْلٌ؛ وقول أَبي ذؤَيب‏:‏

فَجاءَ بها ما شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ، يَدُومُ الفُراتُ فَوْقَها ويَمُوجُ

ليس هنالك فُراتٌ، لأَن الدُّرَّ لا يكون في الماء العذب، وإِنما يكون

في البحر‏.‏ وقوله‏:‏ ما شئت، في موضع الحال، أَي جاء بها كاملة الحُسْن، أَو

بالغةَ الحُسْن، وقد تكون في موضع جَرّ على البدل من الهاء أَي فجاء بما

شِئْتَ من لَطَمِيَّة‏.‏

ومياهٌ فِرْتانٌ وفُراتٌ‏:‏ كالواحدِ، والاسم الفُروتَةُ‏.‏ والفُراتُ‏:‏ اسم

نهر الكوفة، معروف‏.‏

وفَرْتَنى‏:‏ المرأَةُ الفاجرةُ؛ ذهب ابن جني فيه إِلى أَن نونه زائدة، وحكى فَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً‏:‏ فَجر؛ وأَما سيبويه فجعله

رباعياً‏.‏ الفِرْتُ‏:‏ لغةٌ في الفِتْر؛ عن ابن جني، كأَنه مقلوب عنه‏.‏

فلت‏:‏ أَفْلَتَني الشيءُ، وتَفَلَّت مني، وانْفَلَت، وأَفْلَتَ فلانٌ

فلاناً‏:‏ خَلَّصه‏.‏ وأَفْلَتَ الشيءُ وتَفَلَّتَ وانْفَلَتَ، بمعنى؛ وأَفْلَتَه غيرُه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ تَدارَسُوا القرآنَ، فَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً مِن الإِبل

من عُقُلِها‏.‏ التَّفَلُّتُ، والإِفْلاتُ، والانْفِلاتُ‏:‏ التَّخَلُّص من الشيء فَجْأَةً، من غير تَمَكُّثٍ؛ ومنه الحديث‏:‏ أَن عِفْريتاً من الجن

تَفَلَّتَ عليّ البارحةَ أَي تَعَرَّضَ لي في صَلاتي فَجْأَة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن رجلاً شرب خمراً فسَكِرَ، فانْطُلِقَ به إِلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، فلما حاذى دار العباس، انْفَلَتَ فدخل عليه، فذَكَر ذلك له، فضحِكَ

وقال‏:‏ أَفَعَلَها‏؟‏ ولم يأْمر فيه بشيء‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ فأَنا آخُذُ

بحُجَزكم، وأَنتم تَفَلَّتُونَ من يدي أَي تَتَفَلَّتُونَ، فحذف إِحدى التاءَين

تخفيفاً‏.‏

ويقال‏:‏ أَفْلَتَ فلانٌ بِجُرَيْعة الذَّقَن‏.‏ يُضْرَبُ مثلاً للرجل

يُشْرِفُ على هَلَكة، ثم يُفْلِتُ، كأَنه جَرَع الموتَ جَرْعاً، ثم أَفْلَتَ

منه‏.‏ والإِفْلاتُ‏:‏ يكون بمعنى الانْفِلاتِ، لازماً، وقد يكون واقعاً‏.‏

يقال‏:‏ أَفْلَتُّه من الهَلَكة أَي خَلَّصْتُه؛ وأَنشد ابن السكيت‏:‏

وأَفْلَتَني منها حِماري وجُبَّتي، جَزى اللهُ خيراً جُبَّتي وحِماريا

أَبو زيد، من أَمثالهم في إِفْلاتِ الجَبانِ‏:‏ أَفْلَتَني جُرَيْعةَ

الذَّقَنِ؛ إِذا كان قريباً كقُرْبِ الجُرْعةِ من الذَّقَن، ثم أَفْلَتَه‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ معنى أَفْلَتَني أَي انْفَلَت مني‏.‏

ابن شميل‏:‏ يقال ليس لك من هذا الأَمر فَلْتٌ أَي لا تَنْفَلِتُ منه‏.‏

وقد أَفْلَتَ فلانٌ من فلان، وانْفَلَتَ، ومرَّ بنا بعيرٌ مُنْفَلِتٌ، ولا يقال‏:‏ مُفْلِتٌ‏.‏ وفي الحديث عن أَبي موسى‏:‏ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِن الله يُمْلي للظالم حتى إِذا أَخَذَه لم يُفْلِتْه، ثم قرأَ‏:‏ وكذلك أَخْذُ رَبّك إِذا أَخَذَ القُرى وهي ظالمة‏.‏ قوله‏:‏ لم يُفْلِتْه

أَي لم يَنْفَلتْ منه، ويكون معنى لم يُفْلِتْه، لم يُفْلتْه أَحدٌ أَي

لم يُخَلِّصْه شيءٌ‏.‏ وتَفَلَّتَ إِلى الشيءِ وأَفْلَتَ‏:‏ نازع‏.‏

والفَلَتانُ‏:‏ المُتَفَلِّتُ إِلى الشرِّ؛ وقيل‏:‏ الكثير اللحم‏.‏

والفَلَتانُ‏:‏ السريعُ، والجمع فِلْتانٌ؛ عن كراع‏.‏ وفرس فَلَتانٌ أَي نَشيطٌ، حديد

الفؤَاد مثلُ الصَّلَتانِ‏.‏ التهذيب‏:‏ الفَلَتانُ والصَّلَتان، من التَّفَلُّتِ والانْفِلاتِ، يقال ذلك للرجل الشديد الصُّلْبِ‏.‏ ورجل فَلَتانٌ‏:‏

نَشِيطٌ، حديد الفؤَاد‏.‏ ورجل فَلَتانٌ أَي جريءٌ وامرأَة فَلَتانَةٌ‏.‏

وافْتَلَتَ الشيءَ‏:‏ أَخَذَه في سُرْعة؛ قال قيس ابن ذُرَيْح‏:‏

إِذا افْتَلَتَتْ منك النَّوى ذا مَوَدَّةٍ

حَبيباً، بتَصْداعٍ من البَيْنِ ذي شَعْبِ، أَذاقَتْكَ مُرَّ العَيْشِ، أَو مُتَّ حَسْرَةً، كما ماتَ مَسْقِيُّ الضَّياحِ على الأَلْب

وكان ذلك فَلْتةً أَي فَجْأَة‏.‏ يقال‏:‏ كان ذلك الأَمرُ فَلْتةً أَي

فَجأَة إِذا لم يكن عن تَدَبُّر ولا تَرَدُّدٍ‏.‏ والفَلْتة‏:‏ الأَمر يقع من غير

إِحكام‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أَنَّ بيعة أَبي بكر كانت فَلْتةً، وَقى الله شَرَّها‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ قال أَبو عبيد‏:‏ أَراد فجأَة،وكانت كذلك لأَنها لم يُنْتَظَرْ بها العوامُّ، إِنما ابْتَدَرَها أَكابرُ أَصحاب سيدنا محمد

رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين وعامّة الأَنصار، إِلا تلك

الطِّيرةَ التي كانت من بعضهم، ثم أَصْفَقَ الكلُّ له، بمعرفتهم أَن ليس

لأَبي بكر، رضي الله عنه، مُنازع ولا شريك في الفضل، ولم يكن يحتاج في أَمره

إِلى نظر، ولا مُشاورة؛ وقال الأَزهري‏:‏ إِنما معنى فَلْتةً البَغْتَة؛ قال‏:‏ وإِنما عُوجل بها، مُبادَرةً لانْتشارِ الأَمر، حتى لا يَطْمَعَ فيها

من ليس لها بموضع؛ وقال حُصَيبٌ الهُذَليُّ‏:‏

كانوا خَبيئةَ نَفْسي، فافْتُلِتُّهمُ، وكلُّ زادٍ خَبيءٍ، قَصْرُه النَّفَدُ

قال‏:‏ افْتُلِتُّهم، أُخِذوا مني فَلْتة‏.‏ زادٌ خبيءٌ‏:‏ يُضَنُّ به‏.‏ وقال

ابن الأَثير في تفسير حديث عمر، رضي الله عنه، قال‏:‏ أَراد بالفَلْتةِ

الفَجْأَة، ومثلُ هذه البَيْعةِ جَديرةٌ بأَن تكونَ مُهَيِّجةً للشرِّ

والفِتنة، فعَصَم اللهُ تعالى من ذلك ووَقى‏.‏ قال‏:‏ والفَلْتةُ كل شيءٍ فُعِلَ من غير رَوِيَّةٍ، وإِنما بوُدِرَ بها خَوْفَ انتشار الأَمر؛ وقيل‏:‏ أَراد

بالفَلْتة الخَلْسةَ أَي أَن الإِمامة يوم السَّقيفةِ، مالَت الأَنْفُسُ

إِلى تَوَلِّيها، ولذلك كَثُرَ فيها التشاجُر، فما قُلِّدَها أَبو بكر

إِلا انْتِزاعاً من الأَيْدي واختِلاساً؛ وقيل‏:‏ الفَلْتَةُ هنا مشتقة من الفَلْتة، آخر ليلةٍ من الأَشْهُر الحُرُم، فيَخْتَلِفون فيها أَمن الحِلِّ هي أَم من الحَرَم‏؟‏ فيُسارِعُ المَوْتُور إِلى دَرْكِ الثأْر، فيكثر

الفساد، وتُسْفَكُ الدماءُ؛ فشبَّه أَيام النبي صلى الله عليه وسلم بالأَشهر الحرم، ويوم موته بالفَلْتة في وُقوع الشَّرّ، من ارتداد العرب، وتوقف الأَنصار عن الطاعة، ومَنْع من منع الزكاة والجَرْي، على عادة العرب في أَن لا يَسُودَ القبيلةَ إِلا رجلٌ منها‏.‏ والفَلْتة‏:‏ آخرُ ليلةٍ من الشهر‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ آخر ليلة من كل شهر؛ وقيل‏:‏ الفَلْتة آخر يوم من الشهر

الذي بعده الشهرُ الحرام، كآخر يوم من جُمادى الآخرة؛ وذلك أَن يَرى فيه

الرجل ثأْرَه، فربما تَوانَى فيه، فإِذا كان الغَدُ، دَخَلَ الشهرُ الحرامُ، ففاتَه‏.‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ كان للعرب في الجاهلية ساعة يقال لها‏:‏

الفَلْتة، يُغِيرون فيها، وهي آخر ساعة من آخر يوم من أَيام جُمادى الآخرة، يُغيرون تلك الساعة، وإِن كان هلالُ رَجَب قد طَلَع تلك الساعةَ، لأَن تلك

الساعة من آخر جُمادى الآخرة، ما لم تَغِبِ الشَّمسُ؛ وأَنشد‏:‏

والخيلُ ساهِمةُ الوُجُوهِ، كأَنما يَقْمُصْنَ مِلْحا، صادَفْنَ مُنْصُلَ أَلَّةٍ

في فَلْتَةٍ، فَحَوَيْنَ سَرْحا

وقيل‏:‏ ليلةٌ فَلْتة، هي التي يَنْقُصُ بها الشهرُ ويَتم، فرما رأَى قومٌ

الهلالَ، ولم يُبْصِرْه آخرون، فيُغِير هؤُلاءِ على أُولئك، وهم

غارُّونَ، وذلك في الشهر؛ وسميت فَلْتةً، لأَنها كالشيءِ المُنْفَلِتِ بعد

وَثاق؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

وغارة، بينَ اليَوْم والليلِ، فَلْتَة، تَدارَكْتُها رَكْضاً بسِيدٍ عَمَرَّدِ

شبه فرسه بالذِّئب؛ وقال الكميت‏:‏

بفَلْتةٍ، بين إِظلامٍ وإِسْفار

والجمع فَلَتاتٌ، لا يُتَجاوَزُ بها جمع السلامة‏.‏ وفي حديث صفةِ مَجْلِس

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ولا تُنْثى فلَتاتُه أَي زَلاَّتُه‏.‏

الفَلَتاتُ‏:‏ الزَّلاَّتُ؛ والمعنى أَنه صلى الله عليه وسلم لم يكن في مجلسه

فَلَتاتٌ أَي زَلاَّتٌ فَتُنْثى أَي تُذْكَرَ أَو تُحْفَظَ وتُحْكى، لأن مجلسه كان مَصُوناً عن السَّقَطاتِ واللَّغْو، وإِنما كان مَجْلِسَ

ذِكْرٍ حَسَنٍ، وحِكَمٍ بالغةٍ، وكلامٍ لا فُضُولَ فيه‏.‏

وافْتُلِتَتْ نَفْسُه‏:‏ ماتَ فَلْتةً‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للموت الفَجْأَةِ الموتُ الأَبْيضُ، والجارفُ، واللافِتُ، والفاتِلُ‏.‏

يقال‏:‏ لَفَته الموتُ، وفَتَله، وافْتَلَتَه؛ وهو الموتُ الفَوات

والفُوات‏:‏ وهو أَخْذةُ الأَسف، وهو الوَحيُّ؛ والموتُ الأَحْمر‏:‏ القتلُ بالسيف‏.‏

والموتُ الأَسْود‏:‏ هو الغَرَقُ والشَّرَقُ‏.‏

وافْتُلِتَ فلانٌ، على ما لم يُسَمَّ فاعلهُ، أَي مات فجْأَةً‏.‏ وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَن رجلاً أَتاه، فقال‏:‏ يا رسول الله، إن أُمي افْتُلِتَتْ نَفْسُها فماتَتْ، ولم تُوصِ، أَفأَتَصَدَّقُ عنها‏؟‏

فقال‏:‏ نعم؛ قال أَبو عبيد‏:‏ افْتُلِتَتْ نفسُها، يعني ماتَتْ فجأَة، ولم تَمْرَضْ فتُوصِيَ، ولكنها أُخِذَتْ نَفْسُها فَلْتةً‏.‏ يقال‏:‏ افْتَلَتَه إِذا

اسْتَلَبه‏.‏ وافْتُلِتَ فلانٌ بكذا أَي فوجِئَ به قبل أَن يَسْتَعِدَّ

له‏.‏ ويروى بنصب النفس ورفعها؛ فمعنى النصب افْتَلَتها اللهُ نَفْسها، يتعدّى إِلى مفعولين، كما تقول اخْتَلَسه الشيءَ واسْتَلَبَه إِياه، ثم بُني

الفعل لِما لم يسمَّ فاعله، فتحوّل المفعول الأَول مضمراً، وبقي الثاني

منصوباً، وتكون التاءُ الأَخيرة ضمير الأُم أَي افْتُلِتَتْ هي نَفْسَها؛ وأَما الرفع فيكون متعدّياً إِلى مفعول واحد أَقامه مقام الفاعل،وتكون

التاءُ للنفس أَي أُخِذَتْ نفسُها فَلْتةً، وكلُّ أَمر فُعِلَ على غيرِ

تَلَبُّثٍ وتَمَكُّثٍ، فقد افْتُلِتَ، والاسم الفَلْتة‏.‏

وكِساءٌ فَلُوت‏:‏ لا ينضم طرفاه على لابسه من صغره‏.‏ وثوب فَلوت‏:‏ لا ينضم

طرفاه في اليد؛ وقول مُتَمِّم في أَخيه مالك‏:‏

عليه الشَّمْلةُ الفَلُوتُ

يعني التي لا تَنْضَمُّ بين المَزادتين‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَنه شهد فتح

مكة، ومعه جَمَل جَزورٌ وبُرْدة فَلُوتٌ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ أَراد أَنها

صغيرة، لا ينضم طرفاها، فهي تُفْلِتُ من يده إِذا اشتمل بها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الفَلُوتُ الثوبُ الذي لا يثبت على صاحبه، للِينه أَو خُشُونته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وهو في بُرْدةٍ له فَلْتةٍ أَي ضيقة صغيرى لا ينضم طرفاها، فهي

تَفَلَّتُ من يده إِذا اشتمل بها، فسماها بالمَرَّة من الانْفلات؛ يقال‏:‏

بُرْد فَلْتة وفَلُوتٌ‏.‏

وافْتَلَتَ الكلامَ واقْتَرحه إِذا ارْتَجله، وافْتَلَتَ عليه‏:‏ قضَى

الأَمْر دونَه‏.‏

والفَلَتان‏:‏ طائر زعموا أَنه يصيد القِرَدة‏.‏

وأَفْلَتُ وفُلَيْتٌ‏:‏ اسمان‏.‏

فوت‏:‏ الفَوْتُ‏:‏ الفَواتُ‏.‏

فاتَني كذا أَي سَبَقَني، وفُتُّه أَنا‏.‏ وقال أَعرابي‏:‏ الحمد لله الذي

لا يُفات ولا يُلاتُ‏.‏ وفاتَني الأَمرُ فَوْتاً وفَواتاً‏:‏ ذهَب عني‏.‏ وفاتَه

الشيءُ، وأَفاتَه إِياه غيره؛ وقول أَبي ذؤَيب‏:‏

إِذا أَرَنَّ عليها طارِداً، نَزِقَتْ، والفَوْتُ، إِن فاتَ، هادي الصَّدْرِ والكَتَدُ

يقول‏:‏ إِن فاتَتْه، لم تَفُتْه إِلا بقَدْرِ صَدْرها ومَنكِبها، فالفَوْتُ في معنى الفائت‏.‏ وليس عنده فَوْتٌ ولا فَواتٌ؛ عن اللحياني‏.‏

وتَفَوَّتَ الشيءُ، وتَفاوَتَ تَفاوُتاً، وتَفاوَتاً، وتَفاوِتاً‏:‏

حكاهما ابن السكيت‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ما تَرَى في خَلْقِ الرحمن من تَفاوُتٍ؛ المعنى‏:‏ ما تَرى في خَلْقِه تعالى السماءَ اختِلافاً، ولا اضْطراباً‏.‏

وقد قال سيبويه‏:‏ ليس في المصادر تَفاعَلٌ ولا تَفاعِلٌ‏.‏

وتَفاوَتَ الشيئان أَي تَباعد ما بينهما تَفاوُتاً، بضم الواو؛ وقال

الكلابيون في مصدره‏:‏ تَفاوَتاً، ففتحوا الواو؛ وقال العنبري‏:‏ تَفاوِِتاً، بكسر الواو، وهو على غير قياس، لأَن المصدر من تَفاعل يَتَفاعَلُ

تَفاعُلٌ، مضموم العين، إِلاَّ ما روي من هذا الحرف‏.‏ الليث‏:‏ فاتَ يَفُوتُ

فَوْتاً، فهو فائتٌ، كما يقولون‏:‏ بَوْنٌ بائنٌ، وبينهم تَفاوُتٌ وتَفَوُّتٌ‏.‏

وقرئَ‏:‏ ما ترى في خلقِ الرحمن من تَفاوُتٍ وتَفَوُّتٍ؛ فالأُولى قراءَة

أَبي عمرو؛ قال قتادة‏:‏ المعنى من اخْتلافٍ؛ وقال السُّدِّيُّ‏:‏ من تَفَوُّتٍ‏:‏ مِن عَيْبٍ، فيقول الناظر‏:‏ لو كان كذا وكذا، كان أَحسنَ؛ وقال الفراءُ‏:‏

هما بمعنى واحد، وبينهما فَوْتٌ فائتٌ، كما يقال بَوْنٌ بائنٌ‏.‏

وهذا الأَمْرُ لا يُفْتاتُ أَي لا يَفُوتُ، وافْتاتَ عليه في الأَمْرِ‏:‏

حكَمَ‏.‏ وكلُّ من أَحدَثَ دونك شيئاً‏:‏ فقد فاتَكَ به، وافْتاتَ عليك فيه؛ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ يُعاتِبُ امرأَته‏:‏

فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ قَريبٌ، وإِنَّكِ، بالمَلامة، لنْ تُفاتي

أَي لا أَفُوتُك، ولا يَفوتُك مَلامي إِذا أَصْبَحْت، فدَعِيني ونَومي

إِلى أَن نُصْبِحَ، وفلان لا يُفْتاتُ عليه أَي لا يُعْمَلُ شيءٌ دون

أَمره‏.‏ وزَوَّجَتْ عائشةُ ابنةَ أَخيها عبد الرحمن بن أَبي بكر، وهو غائب، مِن المنذر بن الزُّبير، فلما رجع من غَيبته، قال‏:‏ أَمِثْلي يُفْتاتُ عليه

في أَمْر بناتِه‏؟‏ أَي يُفْعَلُ في شَأْنهن شيءٌ بغير أَمره؛ نَقِمَ عليها

نكاحَها ابْنَته دونه‏.‏ ويقال لكل من أَحْدَثَ شيئاً في أَمْرِكَ دونك‏:‏

قد افْتاتَ عليك فيه؛ وروى الأَصمعي بيت ابن مقبل‏:‏

يا حُرُّ أَمْسَيْتُ شيخاً قد وَهَى بَصَري، وافْتِيتَ، ما دون يومِ البَعْثِ، من عُمُري

قال الأَصمعي‏:‏ هو من الفَوْتِ‏.‏ قال‏:‏ والافْتِيات الفَراغ‏.‏

يقال‏:‏ افْتاتَ بأَمره أَي مَضى عليه، ولم يَسْتَشِرْ أَحداً؛ لم يهمزه

الأَصمعي‏.‏ وروي عن ابن شميل وابن السكيت‏:‏ افْتَأَت فلانٌ بأَمره، بالهمز، إِذا اسْتَبَدَّ به‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قد صح الهمز عنهما في هذا الحرف، وما

علمت الهمز فيه أَصليّاً، وقد ذكرته في الهمز أَيضاً‏.‏ الجوهري‏:‏

الافْتِياتُ افْتِعالٌ من الفَوْت، وهو السَّبْقُ إِلى الشيءِ دون ائْتِمار من يُؤْتَمر‏.‏ تقول‏:‏ افْتاتَ عليه بأَمر كذا أَي فاتَه به، وتَفَوَّتَ عليه في ماله أَي فاته به‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ إِنَّ رجلاً تَفَوَّتَ على أَبيه في ماله، فأَتى أَبوه النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذَكَر له ذلك، فقال‏:‏

ارْدُدْ على ابنك مالَه، فإِنما هو سَهْمُ من كِنانَتِك؛ قوله‏:‏ تَفَوَّتَ، مأْخوذٌ من الفَوْت، تَفَعَّلَ منه؛ ومعناه‏:‏ أَنَّ الابنَ لم يَسْتَشِرْ

أَباه، ولم يستأْذنه في هبة مال نفسه، فأَتى الأَبُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأَخبره، فقال‏:‏ ارْتَجِعْه من المَوْهُوب له، وارْدُدْه على

ابْنِكَ، فإِنه وما في يده تحت يدك، وفي مَلَكَتِك، فليس له أن يَسْتَبِدَّ بأَمْرٍ دُونَكَ، فَضَرَب، كونَه سَهماً من كنانته، مَثَلاً لكونه

بعضَ كسبه، وأَعلمه أَنه ليس للابن أَن يَفتات على أَبيه بماله، وهو من الفَوْت السَّبقِ‏.‏ تقول‏:‏ تَفَوَّتَ فلانٌ على فلان في كذا، وافتاتَ عليه إِذا

انْفَرَدَ برأْيه دونه في التصرف فيه‏.‏ ولمَّا ضُمِّنَ معنى التَّغَلُّبِ

عُدِّيَ بعلى‏.‏

ورجل فُوَيْتٌ، مُنْفَرِدٌ برأْيه، وكذلك الأُنثى‏.‏ وزَعَمُوا أن رجلاً خرج من أَهله، فلما رَجَع قالت له امرأَتُه‏:‏ لو شَهِدْتَنا

لأَخْبَرناك، وحَدَّثْناك بما كان، فقال لها‏:‏ لن تُفاتي، فهاتي‏.‏

والفَوْتُ‏:‏ الخَلَل والفُرْجَةُ بين الأَصابع، والجمع أَفْواتٌ‏.‏ وهو مِنِّي فَوْتَ اليدِ أَي قَدْرَ ما يَفُوتُ يدي؛ حكاها سيبويه في الظروف

المخصوصة‏.‏ وقال أَعرابي لصاحبه‏:‏ ادْنُ دُونَك، فلما أَبطَأَ قال له‏:‏ جَعَلَ الله رِزْقكَ فَوْتَ فمِكَ أَي تَنْظُر إِليه قَدْرَ ما يَفوتُ فَمَكَ، ولا تَقْدِرُ عليه؛ وتقول‏:‏ هو مني فَوْتَ الرُّمْحِ أَي حَيْثُ لا

يَبْلُغه‏.‏ ومَوْتُ الفَواتِ‏:‏ مَوْتُ الفَجْأَةِ‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة، قال‏:‏

مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تحتَ جِدارٍ مائِلٍ، فأَسْرَعَ المَشْيَ، فقيل‏:‏ يا رسول الله، أَسْرَعْتَ المَشْيَ، فقال‏:‏ إِني أَكْرَه موتَ

الفَواتِ، يعني مَوْتَ الفُجاءَة؛ وفي رواية‏:‏ أَخافُ موتَ الفَواتِ؛ هو من قولك‏:‏ فاتني فلان بكذا أَي سَبَقَني به‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لِمَوتِ

الفَجْأَةِ‏:‏ المَوتُ الأَبْيضُ، والجارِفُ، واللاَّفِتُ، والفاتِلُ، وهو المَوْتُ الفَواتُ والفُوَاتُ، وهو أَخْذَةُ الأَسَفِ، وهو الوَحِيّ؛ ويقال‏:‏

مات فلانٌ مَوْتَ الفَواتِ أَي فُوجِئَ‏.‏

قتت‏:‏ القَتُّ‏:‏ الكَذِبُ المُهَيَّأُ، والنميمة‏.‏

قَتَّ يَقُتُّ قَتًّا، وقَتَّ بينهم قَتًّا‏:‏ نَمَّ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ، هو النَّمَّام‏.‏

والقِتِّيتَى، مثالُ الهِجِّيرَى‏:‏ تَتَبُّعُ النَّمائم، وهي النميمة‏.‏ ورجل قَتُوتٌ، وقَتَّاتٌ، وقِتِّيتى‏:‏ نَمَّام، يَقُتُّ الأَحاديثَ قَتًّا أَي

يَنِمُّها نَمّاً؛ وقيل‏:‏ هو الذي يَسْتَمِعُ أَحاديثَ الناس مِن حيثُ لا يعلمون، نَمَّها أَو لم يَنُمَّها‏.‏ وقال خالد بن جَنْبة‏:‏ القَتَّاتُ الذي

يَتَسَمَّعُ أَحاديثَ الناس، فيُخْبر أَعداءهم؛ وقيل‏:‏ هو الذي يكون مع القوم

يَتَحَدَّثون فَيَنِمُّ عليهم؛ وقيل‏:‏ هو الذي يَتَسَمَّع على القوم، وهم لا

يعلمون فيَنِمُّ عليهم‏.‏ وامرأَة قَتَّاتةٌ، وقَتُوتٌ‏:‏ نَمُومٌ‏.‏

والقَسَّاسُ‏:‏ الذي يَسْأَلُ عن الأَخْبار، ثم يَنِمُّها‏.‏

وقولٌ مَقْتُوتٌ‏:‏ مكذوبٌ؛ قال رؤبة‏:‏

قُلْتُ، وقَوْلي عِنْدهُمْ مَقْتُوتُ

أَي كَذِبٌ؛ وقيل‏:‏ مقْتُوتٌ مَوْشِيٌّ به، مَنْقُولٌ؛ وقيل‏:‏ معناه أن أَمْري عندهم زَرِيٌّ، كالنَّميمة والكَذِب‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال هو حَسَنُ

القَدِّ، وحَسَنُ القَتِّ، بمعنى واحد؛ وأَنشد‏:‏

كأَنَّ ثَدْيَيْها، إِذا ما ابْرَنْتى، حُقَّانِ من عاجٍ، أُجِيدا قَتَّا

قوله‏:‏ إِذا ما ابْرَنْتَى أَي انْتَصَبَ، جَعَلَه فعلاً للثَّدْيِ‏.‏

وقَتَّ أَثَرَهُ يَقُتُّه قَتًّا‏:‏ قَصَّه‏.‏

وتَقَتَّتَ الحديثَ‏:‏ تَتَبَّعه، وتَسَمَّعَه، وقيل‏:‏ إِن القَتَّ، الذي

هو النميمةُ، مُشْتَقٌّ منه‏.‏

وقَتَّ الشَّيءَ يَقُتُّهُ قَتًّا‏:‏ هَيَّأَه‏.‏ وقَتَّه‏:‏ جَمَعَه قليلاً

قليلاً‏.‏ وقَتَّه‏:‏ قَلَّلَه‏.‏

واقْتَتَّهُ‏:‏ اسْتَأْصَلَه؛ قال ذو الرمة‏:‏

سِوَى أَنْ تَرى سَوداءَ من غيرِ خِلْقةٍ

تَخاطأَها،واقْتَتَّ جاراتِها النَّغَلْ

والقَتُّ‏:‏ الفِصْفِصَةُ، وخَصَّ بعضُهم به اليابسةَ منها، وهو جمع عند

سيبويه، واحدتُه قَتَّةٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

ونَأْمُرُ للمَحْمُومِ، كلَّ عَشِيَّةٍ، بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كان يَسسْنَقُ

وفي التهذيب‏:‏ القَتُّ الفِسْفِسةَ، بالسين‏.‏ والقَتُّ يَكون رطباً ويكون

يابساً، الواحدة‏:‏ قَتَّةٌ، مثال تَمْرة وتَمْر‏.‏ وفي حديث ابن سلام‏:‏ فإن أَهْدى إِليك حِمْلَ تِبْنٍ، أَو حِملَ قَتٍّ، فإِنه رباً‏.‏ القَتُّ‏:‏

الفِصْفِصةُ، وهي الرَّطْبةُ من عَلَف الدَّواب‏.‏ ودُهْنٌ مُقَتَّتٌ‏:‏

مُطَيَّبٌ مطبوخ بالرياحين، وقال ثعلب‏:‏ مَخْلُوطٌ بغيره من الأَدهان المُطَيَّبة‏.‏

وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه ادَّهَنَ بزَيْتٍ غيرِ

مُقَتَّتٍ، وهو مُحْرِمٌ‏.‏ قوله غير مُقَتَّت أَي غَيْر مُطَيَّبٍ؛ وقيل‏:‏

المُقَتَّتُ الذي فيه الرَّياحين، يُطْبَخُ بها الزَّيْتُ بَحْتاً، لا

يُخالِطُه طِيبٌ؛ وقيل‏:‏ هو الذي تُطْبَخُ فيه الرياحينُ حتى تَطِيبَ ريحُه، ويُتَعالَجُ به للرِّياح‏.‏ والمُقَتَّتُ من الزيت‏:‏ الذي أُغْلِيَ بالنار

ومعه أَفواهُ الطِّيبِ‏.‏ ومُقَتَّتُ المدينة لا يُوفي به شيءٌ أَي لا

يَغلُو بشيء‏.‏ والتَّقتِيتُ‏:‏ جمعُ الأَفاويه كُلِّها في القِدْر وطَبْخُها؛ ولا

يقال قُتِّتَ، إِلاّ الزَّيتُ، على هذه الصفة؛ وقال‏:‏ يُنَشُّ بالنار كما

يُنَشُّ الشَّحمُ والزُّبْدُ، قال‏:‏ والأَفْواه من الطِّيبِ كثيرةٌ‏.‏

وقَتَّةُ‏:‏ اسمُ أُمِّ سُلَيْمان بن قَتَّةَ‏:‏ نُسِبَ إِلى أُمه‏.‏

قرت‏:‏ قَرَتَ الدَّمُ يَقْرِتُ ويَقْرُتُ قَرْتاً وقُرُوتاً، وقَرِتَ‏:‏

يَبِسَ بعضُه على بعض، أَو ماتَ في الجُرْحِ؛ وأَنشد الأَصمعي للنمر بن تَوْلَب‏:‏

يُشَنُّ عليها الزَّعْفرانُ، كأَنه

دَمٌ قارِتٌ، تُعْلى به ثم تُغْسَلُ

ودم قارِتٌ‏:‏ قد يَبسَ بين الجِلدِ واللحم‏.‏ وقَرِتَ الظُّفْرُ‏:‏ ماتَ فيه

الدَّمُ‏.‏ وقَرِتَ جِلدُه‏:‏ اخْضَرَّ عن الضَّرْبِ‏.‏ ومِسْك قارِتٌ

وقَرَّاتٌ‏:‏ وهو أَجَفُّ المِسْك وأَجْوَدُه؛ قال‏:‏

يُعَلُّ بقَرَّاتٍ، من المِسْكِ، فاتِقِ

أَي مَفْتوقٍ، أَو ذي فَتْقٍ‏.‏ وقَرِتَ وجهُه‏.‏ تغير‏.‏ وقَرَتَ قُرُوتاً‏:‏

سَكَتَ؛ ومنه قول تُمَاضِرَ امرأَةِ زُهَيْر بن جَذيمَة لأَخيها الحرث‏:‏

إِنه لَيَريبُني اكتِباناتُكَ وقُرُوتُكَ‏.‏

قربت‏:‏ القَرَبُوتُ‏:‏ القَرَبُوسُ؛ عن اللحياني‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وأَرى

التاء بدلاً من السين في قَرَبُوسِ السَّرْج‏.‏

قلت‏:‏ القَلْتُ، بإِسكان اللام‏:‏ النُّقْرةُ في الجَبَل تُمْسكُ الماءَ؛ وفي التهذيب‏:‏ كالنُّقْرة تكون في الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، والوَقْبُ نحوٌ منه؛ كذلك كلُّ نُقْرة في أَرضٍ أَو بَدَنٍ؛ أُنثى، والجمع قِلاتٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وقِلاتُ الصَّمَّانِ نُقَرٌ في رؤوس قِفافِها، يَملأُها ماءُ السماء في الشتاء؛ قال‏:‏ وقد وَردْتُها، وهي مُفْعَمةٌ، فوجدتُ

القَلْتةَ منها تأْخُذُ مِلْءَ مائةِ راوية وأَقلَّ وأَكثَرَ، وهي حُفَرٌ

خَلَقَها الله في الصُّخور الصُّمِّ‏.‏ والقَلْتُ‏:‏ حُفْرَة يَحْفِرها ماءٌ

واشلٌ، يَقْطُرُ من سَقْفِ كَهْفٍ، على حَجَرٍ لَيِّنٍ، فيُوَقِّبُ على

مَرِّ الأَحْقابِ فيه وَقْبةً مستديرةً‏.‏ وكذلك إِن كان في الأَرض

الصُّلْبة، فهو قَلْتٌ، كقَلْتِ العين، وهو وَقْبَتُها‏.‏ وفي الحديث، ذِكْرُ

قِلاتِ السَّيْل، هي جمع قَلْتٍ، وهو النُّقْرة في الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيها

الماءُ إِذا انْصَبَّ السَّيْلُ‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ القَلْت المطمئنُّ في الخاصرة‏.‏ والقَلْتُ‏:‏ ما بين التَّرْقُوَة والعُنُق‏.‏ وقَلْتُ العين‏:‏

نُقْرَتُها‏.‏ وقَلْتُ الكَفِّ‏:‏ ما بين عَصَبة الإِبهام والسَّبَّابة، وهي البُهْرة

التي بينهما، وكذلك نُقْرة التَّرقُوة قَلْتٌ، وعينُ الرُّكْبَة قَلْتٌ‏.‏

وقَلْتُ الفَرسِ‏:‏ ما بين لَهَواتِه إِلى مُحَنَّكِه‏.‏ وقَلْتُ

الثَّريدةِ‏:‏ الوَقْبةُ، وهي أُنْقُوعَتُها‏.‏ وقَلْتُ الإِبهام‏:‏ النُّقْرَةُ التي في أَسفلها‏.‏ وقَلْتُ الصُّدْغِ‏.‏ والقَلَتُ، بالتحريك‏:‏ الهلاك؛ قَلِتَ، بالكسر، يَقْلَتُ قَلَتاً، وأَقْلَتَهُ اللهُ‏.‏ وتقول‏:‏ ما انْفَلَتُوا، ولكن

قَلَتُوا‏.‏ وقال أَعرابيٌّ‏:‏ إِن المسافر ومَتاعَه لَعَلى قَلَتٍ، إِلاَّ ما

وَقَى اللهُ‏.‏ وأَقْلَتَه فلانٌ‏:‏ أَهْلَكه‏.‏ ابن سيده‏:‏ أَقْلَتَ فلانٌ

فلاناً‏:‏ عَرَّضَه للهَلَكة‏.‏

والمَقْلَتة‏:‏ المَهْلَكة، والمكانُ المَخُوفُ‏.‏ وفي حديث أَبي مِجْلَز‏:‏

لو قُلْتَ لرجل، وهو على مَقْلَتَةٍ‏:‏ اتَّقِ اللهَ، فَصُرِعَ، غَرِمْتَه؛ أَي على مَهْلَكةٍ، فهَلَك، غَرِمْتَ دِيَتَه‏.‏

وأَصبح على قَلَتٍ أَي على شَرَفِ هَلاكٍ، أَو خَوْفِ شيء يَغِرُهُ

بشَرٍّ‏.‏ وأَمْسَى على قَلَتٍ أَي على خَوْفٍ‏.‏

وأَقْلَتَتِ المرأَةُ إِقْلاتاً، فهي مُقْلِتٌ ومِقْلاتٌ إِذا لم يَبْقَ

لها ولدٌ؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم‏:‏

تَظَلُّ مَقالِيتُ النساءِ يَطَأْنَه، يَقُلْنَ‏:‏ أَلا يُلْقَى على المَرءِ مِئْزَرُ‏؟‏

وكانت العربُ تزعم أَن المِقْلاتَ، إِذا وَطِئَتْ رجلاً كريماً قُتِلَ

غَدْراً، عاشَ ولَدُها‏.‏

والمِقْلاتُ‏:‏ التي لا يعيش لها ولد، وقد أَقْلَتَتْ؛ وقيل‏:‏ هي التي

تَلِدُ واحداً، ثم لا تَلِدُ بعد ذلك؛ وكذلك الناقة، ولا يقال ذلك للرجل‏.‏ قال

اللحياني‏:‏ وكذلك كلُّ أُنثى إِذا لم يَبْقَ لها ولَدٌ؛ ويُقَوِّي ذلك

قولُ كُثَيِّرٍ أَو غيره‏.‏

بُغاثُ الطيرِ أَكثرُها فِراخاً، وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ

فاستعمله في الطير، كأَنه أَشْعَر أَنه يُسْتَعْمَلُ في كلِّ شيء؛ والاسم‏:‏ القَلَتُ‏.‏

الليث‏:‏ ناقةٌ بها قَلَتٌ أَي هي مِقْلاتٌ، وقد أَقْلَتَتْ، وهو أن تَضَعَ واحداً، ثم تَقْلَتُ رَحِمُها، فلا تَحْمِلُ؛ وأَنشد‏:‏

لَنا أُمٌّ، بها قَلَتٌ ونَزْرٌ، كأُمِّ الأُسْدِ، كاتِمَةُ الشَّكاةِ

قال‏:‏ وامرأَةٌ مِقْلاتٌ، وهي التي ليس لها إِلا ولد واحد؛ وأَنشد‏:‏

وَجْدِي بها وَجْدُ مِقْلاتٍ بواحِدها، وليس يَقْوَى مُحِبٌّ فوقَ ما أَجِدُ

وأَقْلَتَتِ المرأَةُ إِذا هَلَك ولدها‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ تكون

المرأَة مِقْلاتاً، فتَجْعَلُ على نَفْسِها، إِن عاشَ لها ولد، أَن تُهَوِّدَه؛ لم يفسره ابن الأَثير بغير قوله‏:‏ ما تَزْعُم العربُ من وَطْئها الرجلَ

الكريم المقتولَ غَدْراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الحَزاءَة يشتريها أَكائسُ

النساء للخافية والإِقْلاتِ؛ الخافِيةُ‏:‏ الجنُّ‏.‏

التهذيب‏:‏ والقَلَتُ مؤنثة، تصغيرها قُلَيْتةٌ‏.‏

وأَقْلَتَهُ فقَلِتَ أَي أَفْسَدَه ففَسَدَ‏.‏

ورجل قَلْتٌ وقَلِتٌ‏:‏ قليل اللحم؛ عن اللحياني‏.‏

ودارةُ القَلْتَيْن‏:‏ موضعٌ؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

سمعتُ بدارةِ القَلْتَيْنِ صَوْتاً

لحَنْتَمَةَ، الفُؤادُ به مَضُوعُ

والخُنْعُبة والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمة والوَهْدة والقَلْتةُ‏:‏

مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بحِيالِ الوَتَرة، والله أَعلم‏.‏

قلعت‏:‏ اقْلَعَتَّ الشَّعَرُ، كاقْلَعَدَّ‏:‏ جَعُدَ‏.‏

قلهت‏:‏ قَلْهَتٌ وقِلْهاتٌ‏:‏ موضعان، كذا حكاه أَهل اللغة في الرباعي‏.‏ قال

ابن سيده‏:‏ وأُراه وَهَماً، ليس في الكلام فِعْلالٌ إِلا مُضاعَفاً غير

الخِزْعالِ‏.‏

قنت‏:‏ القُنوتُ‏:‏ الإِمساكُ عن الكلام، وقيل‏:‏ الدعاءُ في الصلاة‏.‏

والقُنُوتُ‏:‏ الخُشُوعُ والإِقرارُ بالعُبودية، والقيامُ بالطاعة التي ليس معها

مَعْصِيَةٌ؛ وقيل‏:‏ القيامُ، وزعم ثعلبٌ أَنه الأَصل؛ وقيل‏:‏ إِطالةُ القيام‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وقُوموا للهِ قانِتين‏.‏ قال زيدُ بنُ أَرْقَم‏:‏ كنا

نتكلم في الصلاة حتى نزلتْ‏:‏ وقوموا لله قانتين؛ فأُمِرْنا بالسُّكوتِ، ونُهِينا عن الكلام، فأَمْسَكنا عن الكلام؛ فالقُنوتُ ههنا‏:‏ الإِمساك عن

الكلام في الصلاة‏.‏ ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قَنَتَ شهراً

في صلاةِ الصبح، بعد الركوع، يَدْعُو على رِعْلٍ وذَكْوانَ‏.‏ وقال أَبو

عبيد‏:‏ أَصلُ القُنوت في أَشياء‏:‏ فمنها القيام، وبهذا جاءَت الأَحاديثُ في قُنوت الصلاة، لأَِنه إِنما يَدْعُو قائماً، وأَبْيَنُ من ذلك حديثُ جابر، قال‏:‏ سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الصلاة أَفْضلُ‏؟‏ قال‏:‏ طُولُ

القُنوتِ؛ يريد طُولَ القيام‏.‏

ويقال للمصلي‏:‏ قانِتٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَثَلُ المُجاهدِ في سبيل الله، كَمَثلِ القانِتِ الصائم أَي المُصَلِّي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تَفَكُّرُ ساعةٍ خيرٌ

من قُنوتِ ليلةٍ، وقد تكرر ذكره في الحديث‏.‏ ويَرِدُ بمعانٍ متعدِّدة‏:‏

كالطاعةِ، والخُشوع، والصلاة، والدعاء، والعبادة، والقيام، وطول القيام، والسكوت؛ فيُصْرَفُ في كل واحد من هذه المعاني إِلى ما يَحتَملُه لفظُ الحديث

الوارد فيه‏.‏ وقال ابن الأَنباري‏:‏ القُنوتُ على أَربعةِ أَقسام‏:‏ الصلاة، وطول القيام، وإِقامة الطاعة، والسكوت‏.‏ ابن سيده‏:‏ القُنوتُ الطاعةُ، هذا

هو الأَصل،ومنه قوله تعالى‏:‏ والقانتينَ والقانتاتِ؛ ثم سُمِّيَ القيامُ

في الصلاة قُنوتاً، ومنه قُنوتُ الوِتْر‏.‏

وقَنَت اللهَ يَقْنُتُه‏:‏ أَطاعه‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ كلٌّ له قانتونَ أَي مُطيعون؛ ومعنى الطاعة ههنا‏:‏ أَن من في السموات مَخلُوقون كإِرادة الله تعالى، لا يَقْدرُ أَحدٌ على تغيير

الخِلْقةِ، ولا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فآثارُ الصَّنْعَة والخِلْقةِ تَدُلُّ على

الطاعة، وليس يُعْنى بها طاعة العبادة، لأَنَّ فيهما مُطيعاً وغَيرَ

مُطيع، وإسما هي طاعة الإِرادة والمشيئة‏.‏ والقانتُ‏:‏ المُطيع‏.‏ والقانِتُ‏:‏

الذاكر لله تعالى، كما قال عز وجل‏:‏ أَمَّنْ هو قانِتٌ آناءَ الليلِ ساجداً

وقائماً‏؟‏ وقيل‏:‏ القانِتُ العابدُ‏.‏ والقانِتُ في قوله عز وجل‏:‏ وكانتْ من القانتين؛ أَي من العابدين‏.‏ والمشهورُ في اللغة أَن القُنوتَ

الدعاءُ‏.‏ حقيقة القانتِ أَنه القائمُ بأَمر الله، فالداعي إِذا كان قائماً، خُصَّ بأن يقالَ له قانتٌ، لأَنه ذاكر لله تعالى، وهو قائم على رجليه، فحقيقةُ

القُنوتِ العبادةُ والدعاءُ لله، عز وجل، في حال القيام، ويجوز أَن يقع في سائر الطاعة، لأَنه إِن لم يكن قيامٌ بالرِّجلين، فهو قيام بالشيءِ

بالنية‏.‏ ابن سيده‏:‏ والقانتُ القائمُ بجميع أَمْرِ الله تعالى، وجمعُ القانتِ من ذلك كُلِّه‏:‏ قُنَّتٌ؛ قال العجاج‏:‏

رَبُّ البِلادِ والعِبادِ القُنَّتِ

وقَنَتَ له‏:‏ ذَلَّ‏.‏ وقَنَتَتِ المرأَةُ لبَعْلها‏:‏ أَقَرَّتْ‏.‏ والاقْتِناتُ‏:‏ الانْقِيادُ‏.‏

وامرأَةٌ قَنِيتٌ‏:‏ بَيِّنةُ القناتة قليلةُ الطَّعْم، كقَتِينٍ‏.‏

قنعت‏:‏ رجل قِنْعاتٌ‏:‏ كثير شَعَر الوجه والجَسَد‏.‏

قوت‏:‏ القُوتُ‏:‏ ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرًِّزْق‏.‏ ابن سيده‏:‏ القُوتُ، والقِيتُ، والقِيتَةُ، والقائِتُ‏:‏ المُسْكة من الرزق‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ هو ما

يَقُوم به بَدَنُ الإِنسان من الطعام؛ يقال‏:‏ ما عنده قُوتُ ليلةٍ، وقِيتُ

ليلةٍ، وقِيتَةُ ليلةٍ؛ فلما كُسِرتِ القافُ صارت الواو ياء، وهي

البُلْغة؛ وما عليه قُوتٌ ولا قُواتٌ، هذانِ عن اللحياني‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ولم يفسره، وعندي أَنه من القُوت‏.‏

والقَوْتُ‏:‏ مصدرُ قاتَ يَقُوتُ قَوْتاً وقِياتَةً‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏ قاتَه

ذلك قَوْتاً وقُوتاً، الأَخيرة عن سيبويه‏.‏

وتَقَوَّتَ بالشيء، واقْتاتَ به واقْتاتَهُ‏:‏ جَعَلَه قُوتَهُ‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ أَن الاقْتِياتَ هو القُوتُ، جعله اسماً له‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

ولا أَدري كيفَ ذلك؛ قال وقول طُفَيلٍ‏:‏

يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ

قال‏:‏ عندي أَنَّ يَقْتاته هنا يأْكله، فيجعله قُوتاً لنفسه؛ وأَما ابن الأَعرابي فقال‏:‏ معناه يَذْهَبُ به شيئاً بعد شيء، قال‏:‏ ولم أَسمع هذا

الذي حكاه ابن الأَعرابي، إِلاّ في هذا البيت وحده، فلا أَدْري أَتَأَوُّلٌ

منه، أَم سماعٌ سمعه؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ وحَلَفَ العُقَيْليُّ يوماً، فقال‏:‏ لا، وَقائتِ نَفَسِي القَصير؛ قال‏:‏ هو من قوله‏:‏

يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ

قال‏:‏ والاقْتِياتُ والقَوتُ واحدٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ لا، وقائِتِ

نَفَسِي؛ أَراد بنَفَسِه روحَه؛ والمعنى‏:‏ أَنه يَقْبِضُ رُوحَه، نَفَساً بعد

نَفَسٍ، حتى يَتَوفَّاه كلَّه؛ وقوله‏:‏

يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ

أَي يأْخذ الرحلُ، وأَنا راكبُه، شَحْمَ سَنام الناقةِ قليلاً قليلاً، حتى لا يَبْقَى منه شيءٌ، لأَنه يُنْضِيها‏.‏ وأَنا أَقُوتُه أَي أَعُولُه

برزقٍ قليلٍ‏.‏ وقُتُّه فاقتاتَ، كما تقول رَزَقْتُه فارْتَزَقَ، وهو في قائِتٍ من العَيْش أَي في كِفايةٍ‏.‏

واسْتَقاتَه‏:‏ سأَله القُوتَ؛ وفلانٌ يَتَقَوَّتُ بكذا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ اللهم اجْعَلْ رِزْقَ آلِ محمدٍ قُوتاً أَي بقَدْرِ ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من المَطْعَم‏.‏

وفي حديث الدُّعاء‏:‏ وجَعَلَ لكل منهم قِيتَةً مَقْسومةً من رِزْقِه، هي

فِعْلَة من القَوْتِ، كمِيتَة من المَوتِ‏.‏

ونَفَخَ في النار نَفْخاً قُوتاً، واقْتاتَ لها‏:‏ كلاهما رَفَقَ بها‏.‏

واقْتَتْ لنارِك قِيتةً أَي أَطْعِمْها؛ قال ذو الرمة‏:‏

فقلتُ له‏:‏ خُذْها إِليكَ، وأَحْيِها

بروحِكَ، واقْتَتْه لها قِيتةً قَدْرا

وإِذا نَفَخَّ نافخٌ في النار، قيل له‏:‏ انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً، واقْتْ

لها نَفْخَك قِيتةً؛ يأْمُرُه بالرِّفْقِ والنَّفْخِ القليل‏.‏

وأَقاتَ الشيءَ وأَقاتَ عليه‏:‏ أَطاقَه؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

وبِما أَسْتَفِيدُ، ثم أُقِيتُ ال

مالَ، إِني امْرُؤٌ مُقِيتٌ مُفِيدُ

وفي أَسماء الله تعالى‏:‏ المُقِيتُ، هو الحَفِيظ، وقيل‏:‏ المُقْتَدِرٌ، وقيل‏:‏ هو الذي يُعْطِي أَقْواتَ الخلائق؛ وهو مِن أَقاتَه يُقِيتُه إِذا

أَعطاه قُوتَه‏.‏ وأَقاته أَيضاً‏:‏ إِذا حَفِظَه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وكان الله على كلِّ شيء مُقِيتاً‏.‏ الفراء‏:‏ المُقِيتُ المُقْتَدِرُ

والمُقَدِّرُ، كالذي يُعْطِي كلَّ شيءٍ قوتَه‏.‏ وقال الزجاجُ‏:‏ المُقِيتُ القَديرُ، وقيل‏:‏ الحفيظ؛ قال‏:‏ وهو بالحفيظ أَشبه، لأَنه مُشْتَقُّ من القُوتِ‏.‏

يقال‏:‏ قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه قَوْتاً إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بما

يَقُوته‏.‏ القُوتُ‏:‏ اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه، ولا فَضْلَ فيه على قَدْرِ

الحِفْظِ، فمعنى المُقِيتِ‏:‏ الحفيظُ الذي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحاجة، من الحِفْظِ؛ وقال الفراس‏:‏ المُقِيتُ المُقْتَدِرُ، كالذي يُعْطِي كلَّ

رَجُلٍ قُوتَه‏.‏ ويقال‏:‏ المُقِيتُ الحافِظُ للشيء والشاهِدُ له؛ وأَنشد

ثعلب للسَّمَوْأَل بن عادِياء‏:‏

رُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتُه وتَصامَمْ

تُ، وعِيٍّ تَرَكْتُه‏.‏ فكُفِيتُ

لَيتَ شِعْري وأَشْعُرَنَّ إِذا ما

قَرَّبُوها مَنْشُورةً، ودُعِيتُ

أَلِيَ الفَضْلُ أَمْ عَليَّ، إِذا حُو

سِبْتُ‏؟‏ إِني عَلى الحِسابِ مُقِيتُ

أَي أَعْرِفُ ما عَمِلْتُ من السُّوء، لأَن الإِنسان على نفسه بصيرة‏.‏

حكى ابن بري عن أَبي سعيد السيرافي، قال‏:‏ الصحيح رواية من رَوَى‏:‏

رَبِّي على الحِسابِ مُقِيتُ

قال‏:‏ لأَن الخاضعَ لربِّه لا يَصِفُ نفسَه بهذه الصفة‏.‏ قال ابن بري‏:‏

الذي حَمَلَ السيرافيَّ على تصحيح هذه الرواية، أَنه بَنَى على أَن مُقِيتاً

بمعنى مُقْتَدِرٍ، ولو ذَهَبَ مَذْهَبَ من يقول إِنه الحافظ للشيء

والشاهد له، كما ذكر الجوهري، لم يُنْكِر الروايةَ الأَوَّلَة‏.‏ وقال أَبو

إِسحق الزجاج‏:‏ إِن المُقِيتَ بمعنى الحافظ والحفيظ، لأَنه مشتق من القَوتِ

أَي مأْخوذ من قولهم‏:‏ قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه إِذا حَفِظْتَ نفسه بما

يَقُوتُه‏.‏ والقُوتُ‏:‏ اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه، قال‏:‏ فمعنى المُقِيت

على هذا‏:‏ الحفيظُ الذي يُعْطِي الشيءَ على قدر الحاجة، مِن الحِفْظ؛ قال‏:‏

وعلى هذا فُسِّرَ قولُه عز وجل‏:‏ وكان اللهُ على كل شيء مُقِيتاً أَي

حفيظاً‏.‏ وقيل في تفسير بيت السَّمَوأَل‏:‏ إِني على الحِسابِ مُقِيتُ؛ أَي

مَوقوفٌ على الحساب؛ وقال آخر‏:‏

ثم بَعْدَ المَماتِ يَنشُرني من هُو على النَّشْرِ، يا بُنَيَّ، مُقِيتُ

أَي مُقْتَدِرٌ‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏ المُقِيتُ، عند العرب، المَوقُوفُ على

الشيء‏.‏ وأَقاتَ على الشيء‏:‏ اقْتَدَرَ عليه‏.‏ قال أَبو قَيْسِ بن رِفاعة، وقد رُوِيَ أَنه للزبَير بن عبد المطلب، عَمَّ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ وأَنشده الفراء‏:‏

وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه، وكنتُ على مَساءَتِه مُقِيتا

وقوله في الحديث‏:‏ كفَى بالمرء إِثماً أَن يُضَيِّعَ من يَقُوتُ؛ أَراد

من يَلْزَمُهُ نَفَقَتُه من أَهله وعياله وعبيده؛ ويروى‏:‏ من يَقِيتُ، على

اللغة الأُخْرى‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ قُوتوا طعامَكم يُبارَك لكم فيه؛ سئِلَ

الأَوزاعِيُّ عنه، فقال‏:‏ هو صِغَرُ الأَرغِفَةِ؛ وقال غيره‏:‏ هو مثل

قوله‏:‏ كِيلُوا طعامَكم‏.‏

كبت‏:‏ الكَبْتُ‏:‏ الصَّرْعُ؛ كَبَتَه يَكْبِتُه كَبْتاً، فانْكَبَتَ؛ وقيل‏:‏ الكَبْتُ صَرْعُ الشيء لوجهه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الله كَبَتَ الكافرَ أَي

صَرَعَه وخَيَّبَه‏.‏ وكَبَتَه اللهُ لوجْهه كَبْتاً أَي صَرَعَه الله لوجهه، فلم يَظْفَرْ‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ كُبِتُوا كما كُبِتَ الذين من قبلهم؛ وفيه‏:‏ أَو

يَكْبِتَهُمْ فيَنْقَلِبُوا خائبين؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ معنى كُبِتُوا

أُذِلُّوا وأُخِذُوا بالعذاب بأَن غُلِبُوا، كما نزلَ بمن كان قبلَهم ممن حادَّ الله؛ وقال الفراء‏:‏ كُبِتُوا أَي غِيظُوا وأُحْزنُوا يوم الخَنْدَقِ، كما

كُبِتَ مَن قاتَلَ الأَنبياءَ قبلهم؛ قال الأَزهري‏:‏ وقال من احْتَجَّ

للفراء‏:‏ أَصلُ الكَبْتِ الكَبْدُ، فقلبت الدال تاء، أُخذ من الكَبِدِ، وهو مَعْدِنُ الغَيْظ والأَحْقادِ، فكأَن الغَيْظَ، لما بَلَغَ بهم مَبْلَغه، أَصابَ أَكبادَهم فأَحْرَقَها، ولهذا قيل للأَعداء‏:‏ هم سُودُ الأَكْباد‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه رأَى كلحةً حَزيناً مَكْبُوتاً أَي شديدَ الحُزْن؛ قيل‏:‏ الأَصل فيه مَكْبُودٌ، بالدال، أَي أَصابَ الحُزْنُ كَبِدَه، فقلب

الدال تاء‏.‏

الجوهري‏:‏ الكَبْتُ الصَرْفُ والإِذْلال، يقال‏:‏ كَبَتَ اللهُ العدُوَّ

أَي صَرَفَه وأَذَلَّه، وكَبَتَه‏:‏ أَي صَرَعَه لوجهه‏.‏ والكَبْتُ‏:‏ كَسْرُ

الرجُلِ وإِخزاؤُه‏.‏ وكَبَتَ اللهُ العَدُوَّ كَبْتاً‏:‏ رَدَّه بغيظِه‏.‏

كبرت‏:‏ الكِبْريتُ‏:‏ من الحجارة المُوقَد بها؛ قال ابن دريد‏:‏ لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً‏.‏ الليث‏:‏ الكِبْريت عَينٌ تجْري، فإِذا جَمَدَ ماؤُها صارَ

كِبْريتاً أَبيضَ وأَصفَرَ وأَكْدَرَ‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ يقال كَبْرَتَ فلانٌ بعيرَه إِذا طَلاه بالكِبْريتِ

مَخلُوطاً بالدَّسم‏.‏

التهذيب‏:‏ والكِبْريتُ الأَحمرُ يقال هو من الجَوْهر، ومَعْدِنُه خَلْفَ

بلادِ التُّبَّتِ، وادي النمل الذي مَرَّ به سليمان،على نبينا وعليه

الصلاة والسلام؛ ويقال في كل شيء كِبْريتٌ، وهو يُبْسُه، ما خلا الذَّهَبَ

والفضة، فإِنه لا ينكسر، فإِذا صُعِّدَ، أَي أُذِيبَ، ذهَبَ كِبْريتُه‏.‏

والكِبْريتُ‏:‏ الياقوتُ الأَحمرُ‏.‏ والكِبْريتُ‏:‏ الذهبُ الأَحمر؛ قال

رؤبة‏:‏هَلْ يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ، أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ‏؟‏

قال ابن الأَعرابي‏:‏ ظَنَّ رؤبةُ أَن الكِبْريتَ ذهبٌ‏.‏

كتت‏:‏ كَتَّتِ القِدْرُ والجَرَّةُ ونحوُهما تَكِتُّ كَتِيتاً إِذا

غَلَتْ، وهو صوتُ الغَلَيان؛ وقيل‏:‏ هو صوتُها إِذا قَلَّ ماؤُها، وهو أَقَلُّ

صَوْتاً وأَخْفَضُ حالاً من غَلَيانها إِذا كثُر ماؤُها، كأَنها تقول‏:‏

كَتْ كَتْ، وكذلك الجَرَّة الحديدُ إِذا صُبَّ فيها الماءُ‏.‏ وكَتَّ النبيذُ

وغيرُه كَتّاً وكَتِيتاً‏:‏ ابْتَدأَ غَلَيانُه قبل أَن يَشْتَدَّ‏.‏

والكَتِيتُ‏:‏ صوتُ البَكْرِ، وهو فوق الكَشِيشِ‏.‏ وكَتَّ البَكْرُ يَكِتُّ

كَتّاً وكَتِيتاً إِذا صاحَ صِياحاً لَيِّناً، وهو صَوتٌ بين الكَشِيشِ

والهَديرِ‏.‏ وقيل‏:‏ الكَتِيتُ ارتفاع البَكْرِ عن الكَشِيشِ، وهو أَوَّل

هَديره‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِذا بلغ الذَّكَرُ من الإِبل الهَدير، فأَوّله

الكَشِيشُ، فإِذا ارْتَفع قليلاً، فهو الكَتِيتُ؛ قال الليث‏:‏ يَكِتُّ، ثم يَكِشُّ، ثم يَهْدِرُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والصواب ما قال الأَصمعي‏.‏ والكَتِيتُ‏:‏ صوتٌ

في صَدْر الرجل يُشْبِهُ صوتَ البَكارة، من شدَّةِ الغَيْظ؛ وكَتَّ

الرجُلُ من الغَضَب‏.‏ وفي حديث وَحْشِيٍّ ومَقْتلِ حمزة، وهو مُكَبِّسٌ‏:‏ له

كَتِيتٌ أَي هديرٌ وغَطيط‏.‏ وفي حديث أَبي قتادة‏:‏ فتَكاتَّ الناسُ على

المِيضَأَة، فقال‏:‏ أَحْسِنُوا المَلْءَ، فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى‏.‏ التَّكاتُّ‏:‏

التَّزاحُمُ مع صَوتٍ، وهو من الكَتِيتِ الهَدير والغَطِيط‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا رواه الزمخشري وشرحه،والمحفوظُ تَكابَّ، بالباء الموحدة، وقد مضى

ذكره‏.‏

وكَتَّ القومَ يَكُتُّهم كَتّاً‏:‏ عَدَّهم وأَحْصاهم، وأَكثرُ ما

يستعملونه في النفي، يقال‏:‏ أَتانا في جَيشٍ ما يُكَتُّ أَي ما يُعْلَمُ عَدَدُهم

ولا يُحْصَى؛ قال‏:‏

إِلاَّ بِجَيْشٍ، ما يُكَتُّ عَدِيدُه، سُودِ الجُلُودِ، من الحديدِ، غِضابِ

وفي المثل‏:‏ لا تَكُتُّه أَو تَكُتُّ النجومَ أَي لا تَعُدُّه ولا

تُحْصِيه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ جَيْشٌ لا يُكَتُّ أَي لا يُحْصَى، ولا يُسْهَى أَي

لا يُحْزَرُ، ولا يُنْكَفُ أَي لا يُقْطَعُ‏.‏ وفي حديث حُنَين‏:‏ قد جاء جيش

لا يُكَتُّ، ولا يُنْكَفُ أَي لا يُحْصى، ولا يُبْلَغُ آخِرُه‏.‏

والكَتُّ‏:‏ الإِحْصاءُ‏.‏

وفَعَل به ما كَتَّه أَي ما ساءَه‏.‏

ورجل كَتٌّ‏:‏ قليلُ اللحم؛ ومَرْأَةٌ كَتٌّ، بغير هاء‏.‏ ورجل كَتِيتٌ‏:‏

بخيل؛ قال عمرو بن هُمَيْل اللحياني‏:‏

تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُناسٍ

وأَوضَعَه، خُزاعِيٌّ كَتِيتُ

إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال‏:‏ أَوكي

على ما في سِقائِكِ، قد رَوِيتُ

وفي التهذيب‏:‏ هو الكَتِيتة واللَّوِيَّة والمَعْصُودة والضَّويطَة؛ والكَتِيتُ‏:‏ الرجلُ البخيلُ السيّء الخُلُق المُغْتاظُ؛ وأَورد هذين البيتين

ونسبهما لبعض شعراء هُذَيل، ولم يُسَمِّه‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه لكَتِيتُ اليَدَين

أَي بخيلٌ؛ قال ابن جني‏:‏ أَصلُ ذلك من الكَتيتِ الذي هو صَوتُ غَلَيانِ

القِدْرِ‏.‏

وكَتَّ الكلامَ في أُذنه يَكُتُّه كَتّا‏:‏ سارَّه به، كقولك‏:‏ قَرَّ

الكلامَ في أُذُنِه‏.‏ ويقال‏:‏ كُتَّني الحديثَ وأَكِتَّنِيه، وقُرَّني

وأَقِرَّنِيه أَي أَخْبرْنِيه كما سمعتَه‏.‏ ومِثْله فِرَّني وأَفِرَّنِيه، وقُذَّنِيه‏.‏ وتقول‏:‏ اقْتَرَّه مني يا فلانُ، واقْتَذَّه، واكْتَتَّه أَي اسمعه

مني كما سمِعتُه‏.‏ التهذيب عن اللحياني عن أَعرابي فصيح، قال له‏:‏ ما

تَصْنَعُ بي‏؟‏ قال‏:‏ ما كَتَّكَ وعَظاكَ وأَوْرَمَك وأَرْغَمكَ، بمعنى

واحد‏.‏ الكَتْكَتةُ‏:‏ صَوْتُ الحُبَارَى‏.‏ ورجل كَتْكاتٌ‏:‏ كثير الكلام، يُسْرِعُ

الكلامَ ويُتْبِعُ بعضَه بعضاً‏.‏

والكَتِيتُ والكَتْكَتَةُ‏:‏ المَشْيُ رُوَيْداً‏.‏ والكَتِيتُ والكَتْكَتة‏:‏

تَقَارُبُ الخَطْوِ في سُرْعةٍ، وإِنه لكَتْكاتٌ، وقد تَكَتْكَتَ‏.‏

والكَتْكَتةُ في الضحك‏:‏ دون القَهْقَهة‏.‏

وكَتْكَتَ الرجلُ‏:‏ ضَحِكَ ضَحِكاً دُوناً؛ قال ثعلب‏:‏ وهو مثلُ الخَنين‏.‏

الأَحمر‏:‏ كَتْكَتَ فلانٌ بالضك كَتْكَتَةً، وهو مثل الخَنينِ‏.‏

الفراء‏:‏ الكُتَّة شَرَطُ المال وقَزَمُه، وهو رُذالُه‏.‏ وفي الحديث

ذِكْرُ كُتاتَة، وهي بضم الكاف، وتخفيف التاء الأُولى‏:‏ ناحية من أَعراض

المدينة لآل جَعْفر بن أَبي طالب، عليه وعليهم السلام‏.‏

كرت‏:‏ سَنَة كَرِيتٌ، وحَوْلُ كَريتٌ أَي تامُّ العددِ، وكذلك اليومُ

والشهرُ‏.‏

وتَكْريتُ‏:‏ أَرضٌ؛ قال‏:‏

لَسْنا كَمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دارَها

تكريتَ، تَرْقُبُ حَبَّها أَن يُحْصَدا

قال ابن جني‏:‏ تقدير لسنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دارها؛ أَي كإِيادٍ التي

حَلَّتْ ثم فَلَّتْ من بَعْد أَنْ حَلَّت دارَها، فَدَلَّ حَلَّتْ في الصلة على حَلَّتْ هذه التي نَصَبَتْ دارَها؛ وقيل‏:‏ تَكْريتُ موضع‏.‏

كست‏:‏ الكُسْتُ‏:‏ الذي يُتَبَخَّر به، لغة في الكُسْطِ والقُسْطِ؛ كلُّ

ذلك عن كراع‏.‏ وفي حديث غُسْل الحيضِ‏:‏ نُبْذَةٌ من كُسْتِ أَظْفارٍ؛ هو القُسْطُ الهِنْدِيّ عُقَارٌ معروف؛ وفي رواية‏:‏ كُسْطٍ، بالطاء، وهو هو؛ والكاف والقاف يبدل أَحدهما من الآخر‏.‏

كعت‏:‏ الكُعَيْتُ‏:‏ البُلْبُل، مبني على التصغير، كما تَرَى، والجمع‏:‏

كِعْتانٌ‏.‏ وقد ورد في الحديث ذِكْرُ الكُعَيْت، قال ابن الأَثير‏:‏ هو عُصْفُور، وأَهل المدينة يسمونه النُّغَرَ، وقيل‏:‏ هو البُلْبُلُ‏.‏ وأَبو مُكْعِتٍ، على مثال مُلْجِمٍ‏:‏ شاعرٌ معروف؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَعرف له فعلاً‏.‏

أَبو زيد‏:‏ رجل كَعْتٌ وامرأَة كَعْتة، وهما القصيران؛ ورأَيت في حواشي

بعض نسخ الصحاح الموثوق بها‏:‏ والكُعْتةُ طَبَقُ القارُورةِ‏.‏

كفت‏:‏ الكَفْتُ‏:‏ صَرْفُكَ الشيءَ عن وَجْهه‏.‏

كَفَته يَكْفِتُه كَفْتاً فانْكَفَتَ أَي رَجَعَ راجعاً‏.‏ وكَفَتَه عن

وَجْهه أَي صَرَفه‏.‏ وفي حديث عبد الله بن عمر‏:‏ صلاةُ الأَوَّابين ما بين

أَن يَنْكَفِتَ أَهلُ المَغْرب إِلى أَن يَثُوبَ أَهلُ العُشَراء أَي

يَنْصرِفوا إِلى مَنازلهم‏.‏ وكَفَتَ يَكْفِتُ كَفْتاً وكَفَتاناً وكِفاتاً‏:‏

أَسْرَع في العَدْوِ والطَّيَرانِ وتَقَبَّضَ فيه‏.‏ والكَفَتانُ من العَدْوِ

والطيران‏:‏ كالحَيَدانِ في شِدَّة‏.‏ وفرسٌ كَفْتٌ‏:‏ سريع؛ وفَرَسٌ كَفِيتٌ

وقَبيضٌ؛ وعَدْوٌ كَفيتٌ أَي سَريع؛ قال رؤْبة‏:‏

تَكادُ أَيْديها تَهاوى في الزَّهَقْ، من كَفْتِها شَدًّا، كإِضْرامِ الحَرَقْ

قال الأَزهري‏:‏ والكَفْتُ في عَدْوِ ذي الحافر سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ‏.‏

الجوهري‏:‏ الكَفْتُ السَّوْقُ الشَّديد‏.‏ ورجل كَفْتٌ وكَفِيتٌ‏:‏ سريع خفيفٌ

دَقيقٌ، مثلُ كَمْشٍ وكَمِيشٍ‏.‏ وعَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفاتٌ‏:‏ سريعٌ‏.‏ ومَرُّ

كَفِيتٌ وكِفاتٌ‏:‏ سريعٌ؛ قال زهير‏:‏

مَرًّا كِفاتاً، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها، حتى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ

وكافَتَهُ‏:‏ سابَقَهُ‏.‏

والكَفِيتُ‏:‏ الصاحب الذي يُكافِتُكَ أَي يُسابِقُك‏.‏ والكَفِيتُ‏:‏ القُوتُ

من العَيْش؛ وقيل‏:‏ ما يُقِيمُ العَيْشَ‏.‏ والكَفِيتُ‏:‏ القُوَّةُ على

النكاح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ حُبِّبَ إِليّ

النساءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي ما أَكْفِتُ به مَعِيشَتي أَي

أَضُمُّها وأُصْلِحُها؛ وقيل في تفسير رُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي القُوَّة على

الجماع؛ وقال بعضهم في قوله رُزِقْتُ الكَفِيتَ‏:‏ إِنها قِدْرٌ أُنزلت له

من السماء، فأَكل منها وقَوِيَ على الجماع، كما يروى في الحديث الآخر

الذي يروي أَنه قال‏:‏ أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ يقالُ لها الكَفِيتُ، فوَجَدْتُ

قوَّة أَرْبَعِينَ رجلاً في الجماع‏.‏

والكِفْتُ، بالكسر‏:‏ القِدْرُ الصغيرة، على ما سنذكره في هذا الفصل؛ ومنه

حديث جابر‏:‏ أُعْطِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الكَفِيتَ؛ قيل

للحَسَنِ‏:‏ وما الكَفِيتُ‏؟‏ قال‏:‏ البِضَاعُ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِنه ليَكْفِتُني عن

حاجَتي ويَعْفِتُني عنها أَي يَحْبِسُني عنها‏.‏ وكَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُه

كَفْتاً، وكَفَّتَه‏:‏ ضَمَّه وقَبَضَه؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

أَتَوْها بِريحٍ حاوَلَتْهُ، فأَصْبَحَتْ

تُكَفَّتُ قد حَلَّتْ، وساغَ شَرابُها

ويقال‏:‏ كَفَتَه اللهُ أَي قَبَضه اللهُ‏.‏

والكِفاتُ‏:‏ الموضعُ الذي يُضَمُّ فيه الشيءُ ويُقْبَضُ‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحْياءَ وأَمواتاً‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

هذا قول أَهل اللغة، قال‏:‏ وعندي أَن الكِفاتَ هنا مصدر من كَفَتَ إِذا

ضَمَّ وقَبَضَ، وأَنَّ أَحْياءً وأَمواتاً مُنْتَّصَبٌ به أَي ذاتَ كِفاتٍ

للأَحياء والأَموات‏.‏ وكِفاتُ الأَرضِ‏:‏ ظَهْرُها للأَحْياءِ، وبَطْنُها

للأَمْواتِ، ومنه قولهم للمنازل‏:‏ كِفاتُ الأَحياء، وللمقابر‏:‏ كِفاتُ

الأَمْواتِ‏.‏ التهذيب‏:‏ يُريد تَكْفِتُهم أَحياءً على ظَهْرها في دُورهم

ومَنازلهم، وتَكْفِتُهم أَمواتاً في بَطْنها أَي تَحْفَظُهم وتُحْرِزهم، ونَصَبَ

أَحياءً وأَمواتاً بوُقُوع الكِفاتِ عليه، كأَنك قلت‏:‏ أَلم نجعل الأَرضَ

كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ‏؟‏ فإِذا نَوَّنْتَ، نَصَبْتَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يقول الله، عز وجل، للكرام الكاتبين‏:‏ إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا له مِثْل

ما كان يَعْمَلُ في صِحَّتهِ، حتى أُعافِيَه أَو أَكْفِتَه أَي أَضُمَّه

إِلى القبر؛ ومنه الحديث الآخر‏:‏ حتى أُطْلِقَه من وَثاقي، أَو أَكْفِتَه

إِليّ‏.‏ وفي حديث الشعبي‏:‏ أَنه كان بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلى

بُيوتها، فقال‏:‏ هذه كِفاتُ الأَحْياء، ثم الْتَفَتَ إِلى المَقْبُرة، فقال‏:‏

وهذه كِفاتُ الأَموات؛ يريد تأْويلَ قوله، عز وجل‏:‏ أَلم نَجْعل الأَرضَ

كِفاتاً أَحياءً وأَمواتاً‏.‏

وبَقِيعُ الغَرْقَد يسمى‏:‏ كَفْتة، لأَنه يُدْفَنُ فيه، فيَقْبِضُ

ويَضُمُّ‏.‏

وكافِتٌ‏:‏ غارٌ كان في جبل يَأْوِي إِليه اللُّصوصُ، يَكْفِتُون فيه

المتاعَ أَي يَضُمُّونه، عن ثعلب، صفةٌ غالبة‏.‏ وقال‏:‏ جاءَ رجالٌ إِلى

إِبراهيم بن المُهاجِرِ العَرَبيّ، فقالوا‏:‏ إِننا نَشْكو إِليك كافِتاً؛ يَعْنُونَ هذا الغارَ‏.‏

وكَفَتُّ الشيءَ أَكْفِتُه كَفْتاً إِذا ضَمَمْته إِلى نفسك‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نُهِينا أَن نَكْفِتَ الثِّيابَ في الصلاة أَي نَضُمَّها ونَجْمَعَها

من الانتشار، يريد جمعَ الثَّوْب باليدين، عند الركوع والسجود‏.‏

وهذا جِرابٌ كَفِيتٌ إِذا كان لا يُضَيِّعُ شيئاً مما يُجْعَل فيه؛ وجِرابٌ كِفْتٌ، مثله‏.‏

وتَكَفَّتَ ثوبي إِذا تَشَمَّر وقَلَصَ‏.‏ وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال‏:‏ اكْفِتُوا صبيانَكم، فإِن للشيطان خَطْفةً؛ قال أَبو

عبيد‏:‏ يعني ضُمُّوهم إِليكم،واحْبِسُوهم في البيوت؛ يريد عند انْتِشار

الظلام‏.‏

وكَفَتَ الدِّرْعَ بالسيف يَكْفِتُها، وكَفَّتها‏:‏ عَلَّقَها به، فضَّمَها إِليه؛ قال زهير‏:‏

خَدْباءُ يَكْفِتُها نِجادُ مُهَنَّدِ

وكلُّ شيء ضَمَمْتَه إِليكَ، فقد كَفَتَّه؛ قال زهير‏:‏

ومُقاضةٍ، كالنِّهْيِ تَنْسُجُه الصَّبا، بَيْضاءَ، كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ

يَّصِفُ دِرْعاً عَلَّق لابسُها، بالسيف، فُضُولَ أَسافِلها، فضَمَّها

إِليه؛ وشَدَّده للمبالغة‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ المُكْفِتُ الذي يَلْبَسُ دِرْعاً طويلة، فيَضُمُّ

ذَيْلَها بمعاليقَ إِلى عُرًى في وَسَطها، لتَشَمَّرَ عن لابسها‏.‏ والمُكْفِتُ‏:‏

الذي يَلْبَسُ دِرْعَين، بينهما ثوبٌ‏.‏

والكَفْتُ‏:‏ تَقَلُّبُ الشيء ظَهْراً لبَطْنٍ، وبَطْناً لظَهْر‏.‏

وانْكَفَتُوا إِلى منازلهم‏:‏ انْقَلَبُوا‏.‏

والكَفْتُ‏:‏ المَوْتُ؛ يقال‏:‏ وقَعَ في الناس كَفْتٌ شديد أَي موت‏.‏

والكِفْتُ، بالكسر‏:‏ القِدْر الصغيرة‏.‏ أَبو الهيثم في الأَمثال لأَبي

عبيد، قال أَبو عبيدة‏:‏ من أَمثالهم فيمن يظلم إِنساناً ويُحَمِّلُه مكروهاً

ثم يَزيدُه‏:‏ كِفْتٌ إِلى وَئِيَّةٍ أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِها أُخْرَى؛ قال‏:‏ والكِفْتُ في الأَصل هي القِدْر الصغيرة، والوَئِيَّةُ هي الكبيرة

من القُدور؛ قال الأَزهري‏:‏ هكذا رواه كِفْتٌ، بكسر الكاف، وقاله الفراء

كَفْتٌ، بفتح الكاف، للقِدْر؛ قال أَبو منصور‏:‏ وهما لغتان، كَفْتٌ

وكِفْتٌ‏.‏ الكَفِيتُ‏:‏ فرسُ حَسَّانَ بن قَتادة‏.‏

كلت‏:‏ كَلَتَ الشيءَ كَلْتاً‏:‏ جَمَعَه، كَكَلَده‏.‏ وامرأَةٌ كَلُوتٌ‏:‏

جَمُوعٌ‏.‏

والكَلِيتُ‏:‏ الحَجر الذي يُسَدُّ به وجارُ الضَّبُع، ثم يُحْفَرُ عنها؛ وقيل‏:‏ هو حَجَر مُسْتَطيل كالبِرْطِيل، يُسْتَرُ به وجارُ الضَّبُع

كالكِلِّيتِ؛ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏

وصاحبٍ، صاحَبْتُه، زِمِّيتِ، مُنْصَلِتٍ بالقَوْم كالكِلِّيتِ

والكُلْتةُ‏:‏ النَّصِيبُ من الطعام وغيره‏.‏

الثعلبي‏:‏ فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ، وفُلَتٌ كَلَتٌ إِذا كان سريعاً‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ إِنه لكُلَتةٌ فُلَتةٌ كُفَتَةٌ أَي يَثِبُ جميعاً، فلا

يُسْتَمْكَنُ منه لاجْتماع وَثْبه‏.‏ الفراء‏:‏ يقال خُذْ هذا الإِناءَ

فاقْمَعْه في فمه، ثم اكْلِتْه في فيه، فإِنه يَكْتَلِتُه؛ وذلك أَنه وصف

رجلاً يشرب النبيذَ يَكْلِتُه كَلْتاً ويَكْتَلِتُه‏.‏

والكالِتُ‏:‏ الصَّابُّ‏.‏

والمُكْتَلِتُ‏:‏ الشاربُ‏.‏

قال‏:‏ وسمعت أَعرابيّاً يقول‏:‏ أَخَذْتُ قَدَحاً من لبن فكَلَتُّه في آخر‏.‏

أَبو مِحْجَنٍ وغيرُه‏:‏ صَلَتُّ الفرسَ وكَلَتُّه إِذا رَكَضْتَه؛ قال‏:‏

وصَبَبْتُه مثلهُ‏.‏ ورجل مِصْلَتٌ مِكْلَت إِذا كان ماضياً في الأُمور‏.‏ قال

الأَزهري في هذه الترجمة قال أَبو بكر الأَنباريُّ‏:‏ كِلْتا لا تُمال

لأَن أَلفها أَلف تثنية، كأَلف غلاما وذوا؛ قال‏:‏ وواحد كِلْتَا كِلْتٌ، ثم قال‏:‏ ومن وقف على كِلْتَا، بالإِمالة، قال‏:‏ كِلْتَى، اسم واحد عُبِّر به عن التثنية، بمنزلة شِعْرَى وذِكْرَى؛ وقال أَيضاً في هذه الترجمة ابن السكيت‏:‏ رجل وُكَلة تُكَلَة إِذا كان عاجزاً يَكِلُ أَمْرَه إِلى غيره، ويَتَّكِلُ عليه؛ قال الأَزهري‏:‏ والتاء في تُكَلَةٍ أَصلها الواو، قلبت تاء؛ وكذلك التُكْلانُ أَصله وُكْلانٌ‏.‏