فصل: (تابع: حرف الحاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الحاء‏]‏

سجح‏:‏ السَّجَحُ‏:‏ لِينُ الخَدِّ‏.‏

وخَدٌّ أَسْجَحُ‏:‏ سهلٌ طويل قليل اللحم واسع؛ وقد سَجِحَ سَجَحاً

وسَجاحةً‏.‏

وخُلُقٌ سَجِيح‏:‏ لَيِّنٌ سهل؛ وكذلك المِشْيةُ، بغير هاء، يقال‏:‏ مَشى

فلان مشياً سُجُحاً وسَجِيحاً‏.‏ ومِشْيةٌ سُجُحٌ أَي سهلة؛ وورد في حديث

عليّ،رضي الله عنه، يُحَرِّضُ أَصحابه على القتال‏:‏ وامْشُوا إِلى الموت

مِشْيةً سُجُحاً؛ قال حسان‏:‏

دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً، إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ

قال الأزهري‏:‏ هو أَن يعتدل في مشيه ولا يتمايَل فيه تَكَبُّراً‏.‏

ووجهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ أَي حَسَنٌ معتدل؛ قال ذو الرمة‏:‏

لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ، ووجهٌ، كَمِرآةِ الغَرِيبةِ، أَسْجَحُ

وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على لين الخد، وأَنشد‏:‏ «وخدٍّ كمرآة

الغريبة» قال ابن بري‏:‏ خص مرآة الغريبة، وهي التي لم تتَزوَّج في قومها، فلا تجد في نساء ذلك الحي من يُعْنى بها ويُبَيِّن لها ما تحتاج إِلى

إِصلاحه من عيب ونحوه، فهي محتاجة إِلى مرآتها التي ترى فيها ما يُنْكِرُه

فيها من رآها، فمرآتها لا تزال أَبداً مَجْلُوَّة؛ قال‏:‏ والرواية المشهورة

في البيت «وخَدّ كمرآة الغريبة»‏.‏

الأَزهري‏:‏ وفي النوادر يقال‏:‏ سَجَحْتُ له بشيء من الكلام وسَرَحْتُ

وسَجَّحْتُ وسَرَّحْتُ وسَنَحْتُ وسَنَّحْتُ إِذا كان كلام فيه تعريض بمعنى

من المعاني‏.‏ وسُجُحُ الطريق وسُجْحُه‏:‏ مَحَجَّتُه لسهولتها‏.‏ وبَنَوْا

بيوتهم على سُجُحٍ واحد وسُجْحةٍ واحدةٍ وعِذارٍ واحد أَي قدْرٍ واحد‏.‏ ويقال‏:‏

خَلِّ له عن سُجحِ الطريق، بالضم، أَي وَسَطه وسَنَنه‏.‏

والسَّجِيحة والمَسْجُوحُ والمَسْجيوحُ‏:‏ الخُلُق؛ وأَنشد‏:‏

هُنا وهَنَّا وعلى المَسْجُوحِ

قال أَبو الحسن‏:‏ هو كالمَيْسُور والمَعْسُور وإِن لم يكن له فِعْلٌ أَي

إِنه من المصادر التي جاءت على مثال مفعول‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ السَّجِيحة

السَّجِيَّة والطبيعة‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال ركب فلان سَجِيحَةَ رأْسه، وهو ما اختاره

لنفسه من الرأْي فركبه‏.‏

والأَسْجَعُ من الرجال‏:‏ الحَسَنُ المعتدل‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال أَبو عبيد‏:‏

الأَسْجَحُ الخَلْق المعتدل الحسن‏.‏

الليث‏:‏ سَجَحَتِ الحمامةُ وسَجَعَت‏.‏ قال‏:‏ وربما قالوا مُزْجِح في مُسْجِحٍ كالأَسْدِ والأَزْدِ‏.‏ والسَّجْحاء من الإِبل‏:‏ التامَّة طولاً

وعظماً‏.‏ الإِسْجاحُ‏:‏ حُسْنُ العفو؛ ومنه المثل السائر في العفو عند

المَقْدُِرَةِ‏:‏ مَلَكْتَ فأَسْجِحْ؛ وهو مرويٌّ عن عائشة، قالته لعلي، رضي الله عنهما، يوم الجمل حين ظَهَرَ على الناس، فَدَنا من هَوْدَجها ثم كلمها بكلام

فأَجابته‏:‏ مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ وقَدَرْتَ

فَسَهِّلْ وأَحْسِنِ العَفْوَ؛ فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهاز إِلى

المدينة؛ وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ في غزوة ذي قَرَدٍ‏:‏ ملكت فأَسْجِحْ؛ ويقال‏:‏ إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَي سَهِّلْ أَلفاظَكَ وارْفُقْ‏.‏

ومِسْجَحٌ‏:‏ اسم رجل‏.‏

وسَجاحِ‏:‏ اسم المرأَة المُتَنَبِّئة، بكسر الحاء، مثل حَذامِ وقَطامِ، وهي من بني يَرْبُوعٍ؛ قال‏:‏

عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسا، ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسا، قد حِيسَ هذا الدِّينُ عندي حَيْسا

قال الأَزهري‏:‏ كانت في تميم امرأَة كذابة أَيام مسيلمة المُتَنَبِّئ

فتَنَبَّأَتْ هي أَيضاً، واسمها سَجاحِ، وخطبها مسيلمة وتزوَّجته ولهما

حديث مشهور‏.‏

سحح‏:‏ السَّحُّ والسُّحُوحُ‏:‏ هما سِمَنُ الشاةِ‏.‏

سَحَتِ الشاةُ والبقرة تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً وسُحُوحةً إِذا سمنت

غاية السِّمَن؛ قيل‏:‏ سَمِنَتْ ولم تَنْتَهِ الغايةَ؛ وقال‏:‏ اللحياني

سَحَّتْ تَسُحُّ، بضم السين؛ وقال أَبو مَعَدٍّ الكِلابيُّ‏:‏ مهزولٌ ثم مُنْقٍ

إِذا سَمِنَ قليلاً ثم شَنُونٌ ثم سَمِينٌ ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّمٌ، وهو الذي انتهى سِمَناً؛ وشاة ساحَّةٌ وساحٌّ، بغير هاء، الأَخيرة على النسب‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ قال الخليل هذا مما يُحتج به أَنه قول العرب فلا

نَبْتَدِعُ فيه شيئاً‏.‏

وغنمٌ سِحاحٌ وسُحاحٌ‏:‏ سِمانٌ، الأَخيرة من الجمع العزيز كظُؤَارٍ

ورُخالٍ؛ وكذا روي بيت ابن هَرْمة‏:‏

وبَصَّرْتَني، بعدَ خَبْطِ الغَشُومِ، هذي العِجافَ، وهذي السِّحاحا

والسِّحَاحُ والسُّحاحُ، بالكسر والضم، وقد قيل‏:‏ شاةٌ سُحاحٌ أَيضاً، حكاها ثعلب‏.‏

وفي حديث الزبير‏:‏ والدنيا أَهْوَنُ عَلَيَّ من مِنْحَةٍ ساحَّةٍ أَي شاة

ممتلئة سِمَناً، ويروى‏:‏ سَحْساحة، وهو بمعناه؛ ولحمٌ ساحٌّ؛ قال الأَصمعي‏:‏ كأَنه من سِمَنِه يَصُبُّ الوَدَكَ‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ مررتُ على

جزورٍ ساحٍّ أَي سمينة؛ وحديث ابن مسعود‏:‏ يَلْقَى شيطانُ المؤمن شيطانَ

الكافر شاحباً أَغْبَر مَهْزُولاً وهذا ساحٌّ أَي سمين؛ يعني شيطان الكافر‏.‏

وسحابة سَحُوحٌ، وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ والماءُ يَسُحُّ سَحّاً

وسُحُوحاً أَي سال من فوق واشتدَّ انصبابُه‏.‏ وساحَ يَسِيحُ سَيْحاً إِذا جَرَى

على وجه الأَرض‏.‏ وعينٌ سَحْساحة‏:‏ كثيرة الصب للدُّموع‏.‏ ومطر سَحْسَحٌ

وسَحْساحٌ‏:‏ شديد يَسُحُّ جدّاً يَقْشِرُ وجهَ الأَرض‏.‏

وتَسَحْسَحَ الماءُ والشيءُ‏:‏ سال‏.‏ وانْسَحَّ إِبطُ البعير عَرَقاً، فهو مُنْسَحُّ أَي انْصَبَّ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ يمينُ الله سَحَّاءُ لا يَغِيضُها شيءٌ الليلَ والنهارً أَي

دائمة الصَّبِّ والهَطْلِ بالعطاء‏.‏ يقال‏:‏ سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً، فهو ساحٌّ، والمؤنثة سَحَّاءُ، وهي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها، كهَطْلاء؛ وفي رواية‏:‏ يَمِينُ الله ملأَى سَحّاً، بالتنوين على المصدر، واليمين ههنا كناية

عن محل عطائه ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعين الثَّرَّةِ

لا يَغِيضُها الاستقاءُ ولا ينقُصُها الامْتِياحُ، وخَصَّ اليمين لأَنها

في الأَكثر مَظِنَّة للعطاء على طريق المجاز والاتساعِ، والليلَ والنهار

منصوبان على الظرف‏.‏ وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لأُسامة حين أَنْفَدَ

جَيْشَه إِلى الشام‏:‏ أَغِرْ عليهم غارَةً سَحَّاءَ أَي تَسُحُّ عليهم

البَلاءَ دَفْعَةً من غير تَلَبُّثٍ‏.‏ وفرس مِسَحٌّ، بكسر الميم‏:‏ جَوادٌ سريع

كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبّاً، شُبِّه بالمطر في سرعة انصبابه‏.‏ وسَحَّ

الماءَ وغيره يَسُحُّه سَحّاً‏:‏ صَبَّه صَبّاً متتابعاً كثيراً؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ‏:‏

ورُبَّةَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها، كسَحِّ الخَزْرَجِيِّ جَرِيمَ تَمْرِ

معناه أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كَصَبِّ الخَزْرَجِيِّ جريم التمر، وهو النوى‏.‏ وحَلِفٌ سَحٌّ‏:‏ مُنْصَبٌّ متتابع؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

لو نَحَرَتْ في بيتها عَشْرَ جُزُرْ، لأَصْبَحَتْ من لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ، بِحَلِفٍ سَحٍّ ودَمْعٍ مُنْهَمِرْ

وسَحَّ الماءُ سَحّاً‏:‏ مَرَّ على وجه الأَرض‏.‏

وطعنة مُسَحْسِحةٌ‏:‏ سائلة؛ وأَنشد‏:‏

مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ

الأَزهري‏:‏ الفراء قال‏:‏ هو السَّحَاحُ والإِيَّارُ واللُّوحُ والحالِقُ

للهواء‏.‏

والسُّحُّ والسَّحُّ‏:‏ التمر الذي لم يُنْضَح بماء، ولم يُجْمَعْ في وعاء، ولم يُكْنَزْ، وهو منثور على وجه الأَرض؛ قال ابن دريد‏:‏ السُّحُّ تمر

يابس لا يُكْنَز، لغة يمانية؛ قال الأَزهري‏:‏ وسَمعت البَحْرانِيِّينَ

يقولون لجِنْسٍ من القَسْبِ السُّح، وبالنِّباجِ عين يقال لها عُرَيْفِجان

تَسْقي نَخْلاً كثيراً، ويقال لتمرها‏:‏ سُحُّ عُرَيْفِجانَ، قال‏:‏ وهو من أَجود قَسْبٍ رأَيت بتلك البلاد‏.‏ وأَصاب الرجلَ لَيلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ

إِذا قعد مقاعِدَ رِقاقاً‏.‏

والسَّحْسَحة والسَّحْسَحُ‏:‏ عَرْصَة الدار وعَرْصَة المحَلَّة‏.‏ الأَحمر‏:‏

اذهبْ فلا أَرَيَنَّك بسَحْسَحِي وسَحايَ وحَرايَ وحَراتي وعَقْوتي

وعَقاتي‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال نزل فلانٌ بسَحْسَحِه أَي بناحيته وساحته‏.‏

وأَرض سَحْسَحٌ‏:‏ واسعة؛ قال ابن دريد‏:‏ ولا أَدري ما صحتُها‏.‏

وسَحَّه مائةَ سَوْطٍ يَسُحُّه سَحّاً أَي جَلَده‏.‏

سدح‏:‏ السَّدْحُ‏:‏ ذَبْحُك الشيءَ وبَسْطُكَه على الأَرض وقد يكون

إِضْجاعَك للشيءٍ؛ وقال الليث‏:‏ السَّدْحُ ذَبْحُك الحيوان ممدوداً على وجه

الأَرض، وقد يكون إِضْجاعُك الشيءَ على وجه الأَرض سَدْحاً، نحو القِرْبة

المملوءة المَسْدوحة؛ قال أَبو النجم يصف الحية‏:‏

يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا، ثم يَبِيتُ عنده مَذْبُوحا، مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا

قال الأَزهري‏:‏ السَّدْحُ والسَّطْحُ واحد، أُبدلت الطاء فيه دالاً، كما

يقال‏:‏ مَطَّ ومَدَّ وما أَشبهه‏.‏

وسَدَحَ الناقةَ سَدْحاً‏:‏ أَناخها كسَطَحَها، فإِما أَن يكون لغة، وإِما

أَن يكون بدَلاً‏.‏

وسادِحٌ‏:‏ قبيلة أَو حيّ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

وقد أَكثرَ الواشُونَ بيني وبينه، كما لم يَغِبْ، عن عَيِّ ذُبيانَ، سادِحُ

وعَلَّق أَكثر ببيني لأَنه في معنى سَعَى‏.‏

وسَدَحه، فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ‏:‏ صَرَعه كسَطَحه‏.‏ والسَّادِحةُ‏:‏

السحابةُ الشديدة التي تَصْرَعُ كلَّ شيء‏.‏ وانْسَدح الرجلُ‏:‏ استلقى وفرَّج

رجليه‏.‏

والسَّدْحُ‏:‏ الصَّرْعُ بَطْحاً على الوجه أَو إِلقاءً على الظهر، لا يقع

قاعداً ولا متكوِّراً؛ تقول‏:‏ سَدَحه فانْسَدَح، فهو مَسْدوح وسَدِيحٌ؛ قال خِداشُ بنُ زهير‏:‏

بين الأَراكِ وبينَ النَّخْلِ تَسْدَحُهُمْ

زُرْقُ الأَسِنَّةِ، في أَكرافِها شَبَمُ

ورواه المُفَضَّل تَشْدَخُهم، بالخاء والشين المعجمتين، فقال له

الأَصمعي‏:‏ صارت الأَسنة كأَفْرَكُوباتٍ

تَشْدَخ الرؤوس، إِنما هو تَسْدَحُهم، وكان الأَصمعي

يَعِيبُ من يرويه تشدخهم، ويقول‏:‏ الأَسنة لا تَشْدَخ إِنما ذلك يكون

بَحَجَر أَو دَبُّوس أَو عمودٍ أَو نحو ذلك مما لا قطع له؛ وقبل هذا

البيت‏:‏قد قَرَّت العينُ إِذ يَدْعُونَ خَيْلَهُمُ

لكَي تَكُرَّ، وفي آذانها صَمَمُ

أَي يطلبون من خيلهم أَن تكرّ فلا تطيعهم‏.‏

وفلان سادِحٌ أَي مُخْصِبٌ‏.‏

وسَدَحَ القِرْبَة يَسْدَحُها سَدْحاً‏:‏ ملأَها ووضعها إِلى جنبه‏.‏

وسَدَحَ بالمكان‏:‏ أَقام‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سَدَحَ بالمكان ورَدَحَ إِذا أَقام

بالمكان أَو المَرْعى‏.‏ وقال ابن بُزُرْج‏:‏ سَدَحَتِ المرأَةُ ورَدَحَتْ إِذا

حَظِيَتْ عند زوجها ورُضِيَتْ‏.‏

سرح‏:‏ السَّرْحُ‏:‏ المالُ السائم‏.‏ الليث‏:‏ السَّرْحُ المالُ يُسامُ في المرعى من الأَنعام‏.‏

سَرَحَتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُرُوحاً‏:‏ سامتْ‏.‏ وسَرَحها هو‏:‏

أَسامَها، يَتَعَدَّى ولا يتعدى؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

وكانَ مِثْلَيْنِ‏:‏ أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً، حيثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهم، وتَسْرِيحُ

تقول‏:‏ أَرَحْتُ الماشيةَ وأَنْفَشْتُها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها

وسَرَحْتُها سَرْحاً، هذه وحدها بلا أَلف‏.‏ وقال أَبو الهيثم في قوله تعالى‏:‏

حين تُرِيحُونَ وحين تَسْرَحُونَ؛ قال‏:‏ يقال سَرَحْتُ الماشيةَ أَي

أَخرجتها بالغَداةِ إلى المرعى‏.‏ وسَرَحَ المالُ نَفْسُهُ إِذا رَعَى بالغَداةِ

إِلى الضحى‏.‏

والسَّرْحُ‏:‏ المالُ السارحُ، ولا يسمى من المال سَرْحاً إِلاَّ ما

يُغْدَى به ويُراحُ؛ وقيل‏:‏ السَّرْحُ من المال ما سَرَحَ عليك‏.‏

يقال‏:‏ سَرَحَتْ بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ، ويقال‏:‏ سَرَحْتُ أَنا

أَسْرَحُ سُرُوحاً أَي غَدَوْتُ؛ وأَنشد لجرير‏:‏

وإِذا غَدَوْتُ فَصَبَّحَتْك تحِيَّةٌ، سَبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجاتِ الحُجَّلِ

قال‏:‏ والسَّرْحُ المال الراعي‏.‏ وقول أَبي المُجِيبِ ووصف أَرضاً

جَدْبَةً‏:‏ وقُضِمَ شَجرُها والتَقى سَرْحاها؛ يقول‏:‏ انقطع مَرْعاها حتى التقيا

في مكان واحد، والجمع من كل ذلك سُرُوحٌ‏.‏

والمَسْرَحُ، بفتح الميم‏:‏ مَرْعَى السَّرْح، وجمعه المَسارِحُ؛ ومنه

قوله‏:‏

إِذا عاد المَسارِحُ كالسِّباحِ

وفي حديث أُم زرع‏:‏ له إِبلٌ قليلاتُ المسارِحِ؛ هو جمع مَسْرَح، وهو الموضع الذي تَسْرَحُ إِليه الماشيةُ بالغَداة للرَّعْيِ؛ قيل‏:‏ تصفه بكثرة

الإِطْعامِ وسَقْيِ الأَلبان أَي أَن إِبله على كثرتها لا تغيب عن الحيِّ

ولا تَسْرَحُ في المراعي البعيدة، ولكنها باركة بفِنائه ليُقَرِّب

للضِّيفان من لبنها ولحمها، خوفاً من أَن ينزل به ضيفٌ، وهي بعيدة عازبة؛ وقيل‏:‏

معناه أَن إَبله كثيرة في حال بروكها، فإِذا سَرَحت كانت قليلة لكثرة ما

نُحِرَ منها في مَباركها للأَضياف؛ ومنه حديث جرير‏:‏ لا يَعْزُب سارِحُها

أَي لا يَبْعُدُ ما يَسْرَحُ منها إِذا غَدَت للمرعى‏.‏ والسارحُ‏:‏ يكون

اسماً للراعي الذي يَسْرَحُ الإِبل، ويكون اسماً للقوم الذين لهم السَّرْحُ

كالحاضِرِ والسَّامِر وهما جميعٌ‏.‏ وما له سارحةٌ ولا رائحة أَي ما له

شيءٌ يَرُوحُ ولا يَسْرَحُ؛ قال اللحياني‏:‏ وقد يكون في معنى ما له قومٌ‏.‏

وفي كتاب كتبه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِر دُومةِ

الجَنْدَلِ‏:‏ لا تُعْدَلُ سارِحَتُم ولا تُعَدُّ فارِدَتُكم‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ أَراد

أَن ماشيتهم لا تُصْرَفُ عن مَرْعًى تريده‏.‏ يقال عَدَلْتُه أَي صرفته، فَعَدَلَ أَي انصرف‏.‏ والسارحة‏:‏ هي الماشية التي تَسْرَحُ بالغداة إِلى

مراعيها‏.‏

وفي الحديث الآخر‏:‏ ولا يُمْنَعُ سَرْحُكم؛ السَّرْحُ والسارحُ والسارحة

سواء‏:‏ الماشية؛ قال خالد بن جَنْبَةَ‏:‏ السارحة الإِبل والغنم‏.‏ قال‏:‏

والسارحة الدابة الواحدة، قال‏:‏ وهي أَيضاً الجماعة‏.‏ والسَّرْحُ‏:‏ انفجار البول

بعد احتباسه‏.‏

وسَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ‏:‏ فَرَّجَ‏.‏ وإِذا ضاق شيءٌ

فَفَرَّجْتَ عنه، قلت‏:‏ سَرَّحْتُ عنه تسريحاً؛ قال العجاج‏:‏

وسَرَّحَتْ عنه، إِذا تَحَوَّبا، رَواجِبُ الجَوْفِ الصَّهِيلَ الصُّلَّبا

ووَلَدَتْه سُرُحاً أَي في سُهولة‏.‏ وفي الدعاء‏:‏ اللهم اجعَلْه سهلاً

سُرُحاً‏.‏ وفي حديث الفارعة‏:‏ أَنها رأَت إِبليس ساجداً تسيل دموعه كسُرُحِ

الجَنِينِ؛ السُّرُحُ‏:‏ السهل‏.‏ وإِذا سَهُلت ولادة المرأَة، قيل‏:‏ وَلَدَتْ

سُرُحاً‏.‏ والسُّرُحُ والسَّرِيحُ‏:‏ إِدْرارُ البول بعد احتباسه؛ ومنه حديث

الحسن‏:‏ يا لها نِعْمَةً، يعني الشَّرْبة من الماء، تُشْرَبُ لذةً وتخرج

سُرُحاً أَي سهلاً سريعاً‏.‏

والتسريحُ‏:‏ التسهيل‏.‏ وشيءٌ سريح‏:‏ سهل‏.‏

وافْعَل ذلك في سَراحٍ وَرواحٍ أَي في سهولة‏.‏

ولا يكون ذلك إِلاَّ في سَريح أَي في عَجَلة‏.‏ وأَمرٌ سَرِيحٌ‏:‏ مُعَجَّلٌ

والاسم منه السَّراحُ، والعرب تقول‏:‏ إِن خَيْرَك لفي سَرِيح، وإن خَيْرَك لَسَريحٌ؛ وهو ضد البطيء‏.‏

ويقال‏:‏ تَسَرَّحَ فلانٌ من هذا الكان إِذا ذهب وخرج‏.‏ وسَرَحْتُ ما في صدري سَرْحاً أَي أَخرجته‏.‏ وسمي السَّرْحُ سَرْحاً لأَنه يُسَْحُ فيخرُجُ؛ وأَنشد‏:‏

وسَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمن والتسريحُ‏:‏ إِرسالك رسولاً في حاجة سَراحاً‏.‏ وسَرَّحْتُ فلاناً إِلى

موضع كذا إِذا أَرْسلته‏.‏ وتَسْرِيحُ المرأَة‏:‏ تطليقُها‏.‏ والاسم السِّراحُ، مثل التبليغ والبلاغ‏.‏ وتَسْرِيحُ دَمِ العِرْقِ المفصود‏:‏ إِرساله بعدما

يسيل منه حين يُفْصَد مرة ثانية‏.‏ وسمى الله، عز وجل، الطلاق سَراحاً، فقال‏:‏

وسَرِّحُوهنّ سَراحاً جميلاً؛ كما سماه طلاقاً من طَلَّقَ المرأَة، وسماه الفِرَاقَ، فهذه ثلاثة أَلفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لا يُدَيَّنُ فيها

المُطَلِّقُ بها إِذا أَنكر أَن يكون عنى بها طلاقاً، وأَما الكنايات

عنها بغيرها مثل البائنة والبتَّةِ والحرام وما أَشبهها، فإِنه يُصَدَّق

فيها مع اليمين أَنه لم يرد بها طلاقاً‏.‏ وفي المثل‏:‏ السَّراحُ من النَّجاح؛ إِذا لم تَقْدِرْ على قضاء حاجة الرجل فأَيِّسْه فإِن ذلك عنده بمنزلة

الإِسعاف‏.‏ وتَسْرِيحُ الشَّعر‏:‏ إِرساله قبل المَشْطِ؛ قال الأَزهري‏:‏

تَسْرِيحُ الشعر ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط؛ والمشط يقال له‏:‏ المِرجل

والمِسرح، بكسر الميم‏.‏ والمَسْرَحُ، بفتح الميم‏:‏ المرعى الذي تَسْرَحُ فيه

الدواب للرّعي‏.‏ وفرسٌ سَريح أَي عُرْيٌ، وخيل سُرُحٌ وناقةٌ سُرُحٌ

ومُنْسَرِحة في سيرها أَي سريعة؛ قال الأَعشى‏:‏

بجُلالةٍ سُرُحٍ، كأَنَّ بغَرْزِها

هِرّاً، إِذا انتَعَل المَطِيُّ ظِلالَها

ومِشْيَةٌ سُرُحُ مثل سُجُح أَي سهلة‏.‏

وانْسَرَحَ الرجلُ إِذا استلقى وفَرَّجَ بين رجليه‏:‏ وأَما قول حُمَيْد بن ثور‏:‏

أَبى اللهُ إِلاَّ أَنَّ سَرْحَةَ مالكٍ *** على كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ، تَرُوقُ

فإِنما كنى بها عن امرأَة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ العرب تكني عن المرأَة بالسَّرْحةِ النابتة على الماء؛ ومنه قوله‏:‏

يا سَرْحةَ الماءِ قد سُدَّتْ موارِدُه *** أَما إِليكِ طريقٌ غيرُ مسْدُودِ

لحائمٍ حامَ حتى لا حَراكَ به، مُحَّلإٍ عن طريقِ الوِرْدِ، مَرْدودِ

كنى بالسَّرْحةِ النابتة على الماء عن المرأَة لأَنها حينئذٍ أَحسن ما

تكن؛ وسَرْحةٌ في قول لبيد‏:‏

لمن طَلَلٌ تَضَّمَنهُ أُثالُ، فَسَرْحةُ فالمَرانَةُ فالخَيالُ‏؟‏

هو اسم موضع‏.‏

والسَّرُوحُ والسُّرُحُ من الإِبل‏:‏ السريعةُ المشي‏.‏

ورجل مُنْسَرِحٌ‏:‏ متجرِّد؛ وقيل‏:‏ قليل الثياب خفيف فيها، وهو الخارج من ثيابه؛ قال رؤبة‏:‏

مُنْسَرِحٌ إِلاَّ ذَعاليب الخِرَقْ

والمُنْسَرِحُ‏:‏ الذي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه‏.‏ والمُنْسَرِحُ‏:‏ ضربٌ من الشِّعْر لخفته، وهو جنس من العروض تفعيله‏:‏ مستفعلن مفعولات مستفعلن ست

مرات‏.‏ ومِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ‏:‏ مُنْسَرِحٌ للذهاب والمجيء؛ يعني بالملاط

الكَتِفَ، وفي التهذيب‏:‏ العَضُد؛ وقال كراع‏:‏ هو الطين؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا

أَدري ما هذا‏.‏ ابن شميل‏:‏ ابنا مِلاطَي البعير هما العَضُدانِ، قال‏:‏

والملاطان ما عن يمين الكِرْكِرَةِ وشمالها‏.‏

والمِسْرَحةُ‏:‏ ما يُسَرَّحُ به الشعَر والكَتَّان ونحوهما‏.‏ وكل قطعة من خرقة متمزقة أَو دم سائل مستطيل يابس، فهو ما أَشبهه سَرِيحة، والجمع سَرِيحٌ وسَرائِحُ‏.‏ والسَّريحة‏:‏ الطريقة من الدم إِذا كانت مستطيلة؛ وقال لبيد‏:‏

بلَبَّته سَرائِحُ كالعَصيمِ

قال‏:‏ والسَّريحُ السيرُ الذي تُشَدُّ به الخَدَمَةُ فوق الرُّسْغ‏.‏

والسَّرائح والسُّرُح‏:‏ نِعالُ الإِبل؛ وقيل‏:‏ سِيُورُ نِعالها، كلُّ سَيرٍ منها

سَريحة؛ وقيل‏:‏ السيور التي يُخْصَفُ بها، واحدتها سَرِيحة، والخِدامُ

سُيُورٌ تُشَدُّ في الأَرْساغ، والسَّرائِحُ‏:‏ تُشَدُّ إِلى الخَدَم‏.‏

والسَّرْحُ‏:‏ فِناءُ الباب‏.‏ والسَّرْحُ‏:‏ كل شجر لا شوك فيه، والواحدة سَرْحة؛ وقيل‏:‏ السَّرْحُ كلُّ شجر طال‏.‏

وقال أَبو حنيفة‏:‏ السَّرْحةُ دَوْحة مِحْلالٌ واسِعةٌ يَحُلُّ تحتها

الناسُ في الصيف، ويَبْتَنُون تحتها البيوت، وظلها صالح؛ قال الشاعر‏:‏

فيا سَرْحةَ الرُّكْبانِ، ظِلُّك بارِدٌ، وماؤُكِ عَذْب، لا يَحِلُّ لوارِدِ

والسَّرْحُ‏:‏ شجر كبار عظام طِوالٌ لا يُرْعَى وإِنما يستظل فيه‏.‏ وينبت

بنَجدٍ في السَّهْل والغَلْظ، ولا ينبت في رمل ولا جبل، ولا يأْكله المالُ إِلاَّ قليلاً، له ثمر أَصفر، واحدته سَرْحة، ويقال‏:‏ هو الآءُ، على وزن العاعِ، يشبه الزيتون، والآءُ ثمرةُ السَّرْح؛ قال‏:‏ وأَخبرني أَعرابي قال‏:‏ في السَّرْحة غُبْرَةٌ وهي دون الأَثْلِ في الطول، ووَرَقُها صغار، وهي سَبْطَة الأَفْنان‏.‏ قال‏:‏ وهي مائلة النِّبتة أَبداً ومَيلُها من بين جميع الشجر في شِقّ اليمين، قال‏:‏ ولم أَبْلُ على هذا الأَعرابي كذباً‏.‏

الأَزهري عن الليث‏:‏ السَّرْحُ شجر له حَمْل وهي الأَلاءَة، والواحدة سرحة؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا غلط ليس السرح من الأَلاءَة في شيء‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏

السَّرْحة ضرب من الشجر، معروفة؛ وأَنشد قول عنترة‏:‏

بَطَلٌ، كأَنَّ ثِيابَه في سَرْحةٍ، يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، ليس بتَؤْأَمِ

يصفه بطول القامة، فقد بيَّن لك أَن السَّرْحَة من كبار الشجر، أَلا ترى

أَنه شبه به الرجل لطوله، والأَلاء لا ساق له ولا طول‏؟‏ وفي حديث ابن عمر

أَنه قال‏:‏ إِنَّ بمكان كذا وكذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَلْ، سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً؛ وهذا يدل على أَن السَّرْحةَ من عظام الشجر؛ ورواه

ابن الأَثير‏:‏ لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَحْ، قال‏:‏ ولم تُسْرَحْ لم يصبها

السَّرْحُ فيأْكل أَغصانها وورقها، قال‏:‏ وقيل هو مأْخوذ من لفظ السَّرْحة، أَراد‏:‏ لم يؤْخذ منها شيء، كما يقال‏:‏ شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ

بعضَها‏.‏ وفي حديث ظَبْيانَ‏:‏ يأْكلون مُلاَّحها ويَرْعَوْنَ سِراحَها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ، والذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ

العَساليح‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ سَرَحَ السيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جرى جرياً

سهلاً، فهو سيلٌ سارحٌ؛ وأَنشد‏:‏

ورُبَّ كلِّ شَوْذَبِيٍّ مُنْسَرِحْ، من اللباسِ، غيرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ

والجَرْدُ‏:‏ الخَلَقُ من الثياب‏.‏ وما نُصِحَ أَي ما خيط‏.‏

والسَّرِيحةُ من الأَرض‏:‏ الطريقة الظاهرة المستوية في الأَرض ضَيِّقةً؛ قال الأَزهري‏:‏ وهي أَكثر نبْتاً وشجراً مما حولها وهي مُشرفة على ما

حولها، والجمع السَّرائح، فتراها مستطيلة شَجِيرة وما حولها قليل الشجر، وربما كانت عَقَبة‏.‏ وسَرائحُ السهم‏:‏ العَقَبُ الذي عُقِبَ به؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ هي العَقَبُ الذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ، واحدته سَرِيحة‏.‏ والسَّرائحُ

أَيضاً‏:‏ آثار فيه كآثار النار‏.‏

وسُرُحٌ‏:‏ ماءٌ لبني عَجْلاَنَ ذكره ابن مقبل فقال‏:‏

قالت سُلَيْمَى ببَطْن القاعِ من سُرُحٍ

وسَرَحَه اللهُ وسَرَّحه أَي وَفَّقه الله؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا حرف غريب

سمعته بالحاء في المؤلف عن الإِيادي‏.‏ والمَسْرَحانِ‏:‏ خشبتانِ تُشَدَّانِ

في عُنُق الثور الذي يحرث به؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

وسَرْحٌ‏:‏ اسمٌ؛ قال الراعي‏:‏

فلو أَنَّ حَقَّ اليوم منكم أَقامَه، وإِن كان سَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا

ومَسْرُوحٌ‏:‏ قبيلة‏.‏ والمَسْرُوحُ‏:‏ الشرابُ، حكي عن ثعلب وليس منه على

ثقة‏.‏

وسِرْحانُ الحَوْضِ‏:‏ وَسَطُه‏.‏ والسِّرْحانُ‏:‏ الذِّئبُ، والجمع سَراحٍ

وسَراحِينُ

وسَراحِي، بغير نونٍ، كما يقالُ‏:‏ ثَعَالِبٌ وثَعَالِي‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

وأَما السِّراحُ في جمع السِّرْحان فغير محفوظ عندي‏.‏ وسِرْحانٌ‏:‏ مُجْرًى من أَسماء الذئب؛ ومنه قوله‏:‏

وغارةُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ

والأُنثى بالهاء والجمع كالجمع، وقد تجمع هذه بالأَلف والتاء‏.‏

والسِّرْحانُ والسِّيدُ الأَسدُ بلغة هذيل؛ قال أَبو المُثَلَّمِ يَرْثي صَخْر

الغَيّ‏:‏

هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ، حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ، شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ، سِرْحانُ فِتْيانِ

والجمع كالجمع؛ وأَنشد أَبو الهيثم لطُفَيْلٍ‏:‏

وخَيْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ، ذَخائِرَ ما أَبقى الغُرابُ ومُذْهَبُ

قال أَبو منصور‏:‏ وقد جاء في شعر مالك بن الحرث الكاهلي‏:‏

ويوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً، فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ

شَفْعاً أَي ضِعف ما قتلوا وقِيسَ على ضِبْعانٍ وضِباعٍ؛ قال الأَزهري‏:‏

ولا أَعرف لهما نظيراً‏.‏ والسِّرْحانُ‏:‏ فِعْلانٌ من سَرَحَ يَسْرَحُ؛ وفي حديث الفجر الأَول‏:‏ كأَنه ذَنَبُ السِّرْحانِ؛ وهو الذئب، وقيل‏:‏ الأَسد‏.‏

وفي المثل‏:‏ سَقَط العَشاءُ

به على سِرْحانٍ؛ قال سيبويه‏:‏ النون زائدة، وهو فِعْلانٌ والجمع سَراحينُ؛ قال الكسائي‏:‏ الأُنثى سِرْحانة‏.‏ والسِّرْحالُ‏:‏ السِّرْحانُ، على

البدل عند يعقوب؛ وأَنشد‏:‏

تَرَى رَذايا الكُومُ فوقَ الخالِ

عِيداً لكلِّ شَيْهمٍ طِمْلالِ، والأَعْوَرِ العينِ مع السِّرحالِ

وفرس سِرْياحٌ‏:‏ سريع‏:‏ قال ابن مُقْبل يصف الخيل‏:‏

من كلِّ أَهْوَجَ سِرْياحٍ ومُقْرَبةٍ *** نفات يوم لكال الورْدِ في الغُمَرِ

قالوا‏:‏ وإِنما خص الغُمَرَ وسَقْيَها فيه لأَنه وصفها بالعِتْق وسُبُوطة

الخَدِّ ولطافة الأَفواه، كما قال‏:‏

وتَشْرَبُ في القَعْب الصغير، وإِن فُقِدْ، لمِشْفَرِها يوماً إِلى الماء تنقد

والسِّرْياحُ من الرجال‏:‏ الطويلُ‏.‏ والسِّرياح‏:‏ الجرادُ‏.‏ وأُم سِرْياحٍ‏:‏

امرأَةٌ، مشتق منه؛ قال بعض أُمراء مكة، وقيل هو لدرَّاج بن زُرْعة‏:‏

إِذا أُمُّ سِرياحٍ غَدَتْ في ظَعائِنٍ

جَوَالِسَ نَجْداً، فاضتِ العينُ تَدْمَعُ

قال ابن بري‏:‏ وذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم سِرْياح في غير هذا الموضع

كنية الجرادة‏.‏ والسِّرياحُ‏:‏ اسم الجراد‏.‏ والجالسُ‏:‏ الآتي نَجْداً‏.‏

سرتح‏:‏ أَرض سِرتاحٌ‏:‏ كريمة‏.‏

سرجح‏:‏ هم على سُرْجُوحةٍ واحدة إِذا استوت أَخلاقهم‏.‏

سردح‏:‏ السِّرْداحُ والسِّرْداحةُ‏:‏ الناقة الطويلة، وقيل‏:‏ الكثيرة اللحم؛ قال‏:‏

إِن تَرْكَبِ النَّاجِيَةَ السِّرْداحا

وجمعها السَّرادِحُ‏.‏ والسِّرادحُ أَيضاً‏:‏ جماعة الطَّلح، واحدته

سِرْداحةٌ‏.‏ والسِّرْداحُ‏:‏ مكانٌ لَيِّنٌ يُنْبِتُ النَّجْمَةَ والنَّصِيَّ

والعِجْلَة، وهي السَّرادِحُ؛ وأَنشد الأَزهري‏:‏

عليك سِرداحاً من السَّرادِحِ، ذا عِجْلَة، وذا نَصِيٍّ واضِحِ

أَبو خيرة‏:‏ هي أَماكن مستوية تُنْبِتُ العِضاهَ، وهي لَينة‏.‏ وفي حديث

جُهَيْشٍ‏:‏ ودَيْمُومَةٍ سَرْدَحٍ؛ قال‏:‏ السَّرْدَحُ الأَرض اللينة

المستوية؛ قال الخطابي‏:‏ الصَّرْدَحُ، بالصاد، هو المكان المستوي، فأَما بالسين، فهو السِّرْداحُ وهي الأَرض اللينة‏.‏ وأَرض سِرْداحٌ‏:‏ بعيدة‏.‏ والسِّرْداحُ‏:‏

الضخْمُ؛ عن السيرافي وفي التهذيب؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

وكأَني في فَحْمةِ ابنِ جَمِيرٍ، في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ

الأُسامة‏:‏ الأَسد‏.‏ ونقابه‏:‏ جلده‏.‏ والسِّرْداح، من نعته‏:‏ وهو القوي

الشديد التامُّ‏.‏

سطح‏:‏ سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه، فهو مسْطوحٌ وسَطِيح‏:‏ أَضْجَعَه

وصرعه فبسطه على الأَرض‏.‏ ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ‏:‏ قَتيلٌ منبَسِطٌ؛ قال الليث‏:‏ السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل‏:‏ وأَنشد‏:‏

حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا

والسَّطِيح‏:‏ المنبسط، وقيل‏:‏ المنبسط البطيء القيام من الضعف‏.‏

والسَّطِيح‏:‏ الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود، فهو أَبداً منبسط‏.‏

والسَّطِيح‏:‏ المستلقي على قفاه من الزمانة‏.‏

وسَطِيحٌ‏:‏ هذا الكاهن الذِّئْبيُّ، من بني ذِئْب، كان يتكهن في الجاهلية، سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا؛ وقيل‏:‏ سمي بذلك

لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه، فكان أَبداً منبسطاً

مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال‏:‏ كان لا عظم فيه سوى

رأْسه‏.‏ روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه‏:‏

وأَتت له خمسون ومائة سنة؛ قال‏:‏ لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع

عشرة شُرْفةً، وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام، وغاضت

بُحَيْرَة ساوَةَ؛ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً

قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها، فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى

فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى، فورد عليه كتاب بخمود النار؛ فقال المُوبِذانُ‏:‏ وأَنا رأَيت في هذه الليلة، وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل، فقال له‏:‏ وأَيُّ شيء يكون هذا‏؟‏ قال‏:‏ حادث من ناحية العرب‏.‏ فبعث كسرى إِلى

النعمان بن المنذر‏:‏ أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله؛ فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ، فأَخبره بما

رأَى؛ فقال‏:‏ علم هذا عند خالي سَطِيح، قال‏:‏ فأْتِه وسَلْه وأْتنِي

بجوابه؛ فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت، فأَنشأَ يقول‏:‏

أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ‏؟‏

أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ‏؟‏

يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومن ، أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ

رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ، وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ

أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ، تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ، تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ، حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ، لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ، تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمن ، كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ

قال‏:‏ فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه، فقال‏:‏ عبدُ المسيح، على جَمَل

مُسيح، إِلى سَطيح، وقد أَوْفى على الضَّريح، بعثك مَلِكُ بني ساسان، لارتجاس

الإِيوان، وخُمُود النيران، ورُؤيا المُوبِذان، رَأَى إِبلاً صِعاباً، تَقُود خَيْلاً عِراباً، يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة، وبُعِثَ

صاحب الهِراوة، وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة، فليس الشام لسطيح شاماً، يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات، على عددِ

الشُّرُفاتِ، وكل ما هو آتٍ آت، ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه، ونهض عبد المسيح إِلى

راحلته وهو يقول‏:‏

شَمَّرْ فإِنك، ما عُمِّرْتَ، شِمِّيرُ

لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ

إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ، فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ

فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ، تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ

منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، وإِخْوَتُهُمْ، وهُرْمُزانٌ، وسابورٌ، وسَابُورُ

والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ، فمن عَلِمُوا

أَن قد أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ

وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً، فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ

والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ، فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ

فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح؛ فقال كسرى‏:‏ إِلى أَن يملك منا

أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور، فملك منهم عشرة في أَربع سنين، وملك الباقون

إِلى زمن عثمان، رضي ا‏؟‏لله عنه؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا الحديث فيه ذكر آية من آيات نبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، قال‏:‏ وهو حديث

حسن غريب‏.‏

وانْسَطَحَ الرجلُ‏:‏ امتدَّ على قفاه ولم يتحرك‏.‏

والسَّطْحُ‏:‏ سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب‏:‏

سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض‏.‏ وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ‏:‏

انبسط‏.‏ في حديث عمر، رضي الله تعالى عنه، قال للمرأَة التي معها الصبيان‏:‏

أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ‏.‏

والسَّطْحُ‏:‏ ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه؛ معروف، وهو من كل شيء

أَعلاه، والجمع سُطوح، وفعلُك التَّسطيحُ‏.‏ وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه

سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه‏.‏ ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها‏:‏

شبهت بالبيوت المسطوحة‏.‏

والسُّطَّاحُ من النبت‏:‏ ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً‏:‏ بسطها‏.‏ وتَسطِيحُ القبر‏:‏ خلاف

تَسْنِيمِه‏.‏ وأَنفٌ مُسَطَّحٌ‏:‏ منبسِط جدًّا‏.‏ والسُّطَّاحُ، بالضم والتشديد‏:‏

نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض، واحدته سُطَّاحة‏.‏

وقيل‏:‏ السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة، وهي قليلة، وليست فيها منفعة؛ قال الأَزهري‏:‏ والسُّطَّاحة بقلة ترعاها

الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس‏.‏

وسَطَحَ الناقة‏:‏ أَناخها‏.‏

والسَّطيحة‏:‏ المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر، وتكون

صغيرة وتكون كبيرة، وهي من أَواني المياه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل عليّاً

وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن؛ قال‏:‏

السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها‏.‏

والمِسْطَحُ‏:‏ الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء؛ قال الأَزهري‏:‏ والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء

السماء؛ قال‏:‏ وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء

مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛ ومنه قول الطِّرِمَّاح‏:‏

في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ

والمِسْطَحُ‏:‏ كُوز ذو جَنْبٍ واحد، يتخذ للسفر‏.‏ والمِسْطَحُ

والمِسْطَحَةُ‏:‏ شبه مِطْهَرة ليست بمربعة، والمَِسْطَحُ، تفتح ميمه وتكسر‏:‏ مكان

مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ، يمانية‏.‏ والمِسْطَحُ‏:‏ حصير

يُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ ومنه قول تميم بن مقبل‏:‏

إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه، من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة، مِسْطَحُ

الأَزهري‏:‏ قال الفراء هو المِسْطَحُ

والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ‏.‏ والمِسْطَحُ‏:‏

عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ كنت بين جارتين لي

فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية المقتولة على عاقلة القاتلة؛ وجعل في الجنين غُرَّة؛ وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ، وفي حواشي ابن بري مالك بن عوف النضري‏:‏

تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا، وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

يقول‏:‏ ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح‏.‏ والضَّيْطارُ‏:‏ الضخم الذي لا

غَناءَ عنده‏.‏ والمِسْطَحُ‏:‏ الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم

بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَيْل‏:‏ إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دعائم يحفر

لها في الأَرض، لكل دِعامةً شُْعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على

الدِّعامَتين، وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، ويجعل على

المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها؛ تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ‏.‏

سفح‏:‏ السَّفْحُ‏:‏ عُرْضُ الجبل حيث يَسْفَحُ فيه الماءُ، وهو عُرْضُه

المضطجِعُ؛ وقيل‏:‏ السَّفْح أَصل الجبل؛ وقيل‏:‏ هو الحضيض الأَسفل، والجمع سُفوح؛ والسُّفوحُ أَيضاً‏:‏ الصخور اللينة المتزلقة‏.‏

وسَفَح الدمعَ يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفوحاً فَسَفَح‏:‏ أَرسله؛ وسَفَح

الدمعُ نفسُه سَفَحاناً؛ قال الطرماح‏:‏

مُفَجَّعة، لا دَفْعَ للضَّيْم عندها، سوى سَفَحانِ الدَّمع من كلِّ مَسفَح

ودُموعٌ سَوافِحُ، ودمع سَفُوحٌ سافِحٌ ومَسْفُوح‏.‏ والسَّفْحُ للدم‏:‏

كالصَّبّ‏.‏

ورجل سَفَّاح للدماء‏:‏ سَفَّاك‏.‏

وسَفَحْتُ دمه‏:‏ سَفَكته‏.‏ ويقال‏:‏ بينهم سِفاحٌ أَي سَفْك للدماء‏.‏ وفي حديث أَبي هلال‏:‏ فقتل على رأْس الماء حتى سَفَحَ الدمُ الماءَ؛ جاء تفسيره

في الحديث‏:‏ أَنه غَطَّى الماءَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وهذا لا يلائم اللغة

لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ، فيحتمل أَنه أَراد أَن الدم غلب الماء فاستهلكه، كالإِناء الممتلئ إِذا صُبَّ فيه شيء أَثقل مما فيه فإِنه يخرج مما فيه

بقدر ما صُبَّ فيه، فكأَنه من كثرة الدم انْصَبَّ الماء الذي كان في ذلك

الموضع فخلفه الدم‏.‏ وسَفَحْتُ الماءَ‏:‏ هَرَقْتُه‏.‏

والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة‏:‏ الزنا والفجور؛ وفي التنزيل‏:‏

مُحْصِنينَ غيرَ مُسافِحين؛ وأَصل ذلك من الصبِّ، تقول‏:‏ سافَحْته مُسافَحة

وسِفاحاً، وهو أَن تقيم امرأَةٌ مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح؛ ويقال لابن البَغيِّ‏:‏ ابنُ المُسافِحةِ؛ وفي الحديث‏:‏ أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه

نِكاح، وهي المرأَة تُسافِحُ رجلاً مدة، فيكون بينهما اجتماع على فجور ثم يتزوّجها بعد ذلك، وكره بعض الصحابة ذلك، وأَجازه أَكثرهم‏.‏ والمُسافِحة‏:‏

الفاجرة؛ وقال تعالى‏:‏ مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافِحات؛ وقال أَبو إِسحق‏:‏

المُسافِحة التي لا تمتنع عن الزنا؛ قال‏:‏ وسمي الزنا سِفاحاً لأَنه كان عن غير

عقد، كأَنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذي لا يحبسه شيء؛ وقال غيره‏:‏ سمي الزنا

سفاحاً لأَنه ليس ثَمّ حرمة نكاح ولا عقد تزويج‏.‏

وكل واحد منهما سَفَحَ مَنْيَتَه أَي دَفَقَها بلا حرمة أَباحت

دَفْقَها؛ ويقال‏:‏ هو مأْخوذ من سَفَحْت الماء أَي صببته؛ وكان أَهل الجاهلية إِذا

خطب الرجل المرأَة، قال‏:‏ أَنكحيني، فإِذا أَراد الزنا، قال‏:‏ سافحيني‏.‏

ورجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء، من ذلك، وهو أَيضاً الفصيح‏.‏ ورجل سَفَّاح أَي قادر

على الكلام‏.‏ والسَّفَّاح‏:‏ لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني

العباس‏.‏

وإِنه لمَسْفُوح العُنُق أَي طويله غليظه‏.‏

والسَّفِيحُ‏:‏ الكساء الغليظ‏.‏ والسَّفِيحان‏:‏ جُوالِقانِ كالخُرْج يجعلان

على البعير؛ قال‏:‏

يَنْجُو، إِذا ما اضْطَرَبَ السَّفِيحان، نَجاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَيْحان

والسَّفِيحُ‏:‏ قِدْحٌ من قداح المَيسِر، مما لا نصيب له؛ قال طَرَفَةُ‏:‏

وجامِلٍ خَوَّعَ من نِيبه زَجْرُ المُعَلَّى، أُصُلاً، والسَّفيحْ

قال اللحياني‏:‏ السَّفِيحُ الرابعُ من القِداح الغُفْلِ التي ليست لها

فروض ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم، وإِنما يُثَقَّلُ بها القداح اتقاء

التهمة؛ قال اللحياني‏:‏ يدخل في قداح الميسر قداح يتكثر بها كراهة التهمة، أَولها المُصَدَّر ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح، ليس لها غُنْم

ولا عليها غُرْم؛ وقال غيره‏:‏ يقال لكل من عَمِلَ عَمَلاً لا يُجْدي عليه‏:‏

مُسَفِّحٌ، وقد سَفَّح تَسْفيحاً؛ شبه بالقِدْح السَّفِيح؛ وأَنشد‏:‏

ولَطالَما أَرَّبْتُ غيرَ مُسَفِّحٍ، وكَشَفْتُ عن قَمَعِ الذُّرى بحُسامِ

قوله‏:‏ أَرَّبْتُ أَي أَحكمت، وأَصله من الأُرْبة وهي العُقدة وهي أَيضاً

خير نصيب في الميسر؛ وقال ابن مقبل‏:‏

ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ

وناقة مسفوحةُ الإِبطِ أَي واسعة الإِبط؛ قال ذو الرمة‏:‏

بمَسْفُوحةِ الآباط عُرْيانةِ القَرى، نِبالٌ تَواليها، رِحابٌ جُنُوبُها

وجمل مَسْفُوح الضلوع‏:‏ ليس بكَّزِّها؛ وقول الأَعشى‏:‏

تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فذا قا

رٍ، فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئالِ

هو اسم موضع بعينه‏.‏

سقح‏:‏ السَّقَحَة‏:‏ الصَّلَعُ، يمانية‏.‏ رجل أَسْقَحُ، وسيذكر في الصاد‏.‏