فصل: (تابع: حرف الحاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الحاء‏]‏

صمدح‏:‏ الصُّمادِحُ والصُّمادِحِيُّ‏:‏ الصُّلْب الشديد‏.‏ وصوت صُمادِحٌ

وصُمادِحِيٌّ وصَمَيْدَحٌ‏:‏ شديد؛ قال‏:‏

ما لي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحا

وقال أَبو عمر‏:‏ الصُّمادِحُ الشديدُ من كل شيء؛ وأَنشد‏:‏

فَشامَ فيها مُدْلِغاً صُمادِحا

ورجل صَمَيْدَحٌ‏:‏ صُلْبٌ شديد‏.‏ وضرب صُرَادِحِيٌّ وصُمادِحيٌّ‏:‏ شديد بَيِّنٌ؛ أَبو عمرو‏:‏ الصُّمادِحُ الخالص من كل شيء‏.‏ الأَزهري‏:‏ سمعت

أَعرابيّاً يقول لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدَثَتْ ببعير فشُكَّ فيها أَبَثْر أَم

جَرَبٌ‏:‏ هذا خاقٌ صُمادِحٌ‏:‏ الجَرَب‏.‏

والصَّمَيْدَحُ‏:‏ الخيار

؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد بيتاً فيه‏:‏

وسَكُوا الصَّمَيْدَحَ وانما

ونبيذ صُمادِحِيٌّ‏:‏ قد أَدْرَكَ وخَلَصَ‏.‏

صنبح‏:‏ صُنابِح‏:‏ اسم، وهو أَبو بطن من العرب، منه صَفْوانُ بن عَسَّالٍ

الصُّنابِحِيُّ صحب النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقيل‏:‏ صُنابِحُ بَطْنٌ من مُرادٍ‏.‏

صوح‏:‏ تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ‏:‏ تَمّ يُبْسُه؛ وقيل‏:‏ إِذا أَصابته

آفة ويبس؛ قال ابن بري‏:‏ وقد جاء صَوَّحَ البَقْلُ غير متعد بمعنى تَصَوَّح

إِذا يبس؛ وعليه قول أَبي عليّ البَصِير‏:‏

ولكنَّ البلادَ، إِذا اقْشَعَرَّتْ

وصَوَّحَ نَبْتُها، رُعِيَ الهَشِيمُ

وصَوَّحَتْه الريحُ‏:‏ أَيْبَسَتْه؛ قال ذو الرمة‏:‏

وصَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ به هَيْفٌ يَمانِيةٌ، في مَرِّها نَكَبُ

وقيل‏:‏ تَصَوَّحَ البقلُ إِذا يبس أَعلاه وفيه نُدُوَّةٌ؛ وأَنشد للراعي‏:‏

وحارَبَت الهَيْفُ الشَّمالَ، وآذَنَتْ

مَذانِبُ، منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ

وتَصَوَّحَتِ الأَرضُ من اليُبْسِ ومن البَرْدِ‏:‏ يَبِسَ نَباتُها‏.‏

والانْصِياحُ‏:‏ كالتَّصَوُّحِ‏.‏

والصَّاحَةُ من الأَرض‏:‏ التي لا تُنْبِتُ شيئاً أَبداً‏.‏

الأَصمعي‏:‏ إِذا تَهَيَّأَ النباتُ لليُبْسِ قيل‏:‏ قد اقْطارَّ، فإِذا

يَبِسَ وانْشَقَّ قيل‏:‏ قد تَصَوَّحَ؛ قال الأَزهري‏:‏ وتَصَوُّحُه من يُبْسِه

زمانَ الحرِّ لا من آفَةٍ تُصيبه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نهى عن بيع النخل قبل أن يُصَوِّحَ أَي قبل أَن يستبين صلاحُه وجَيِّدُه من رَديئه‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ أَنه سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل‏؟‏ قال‏:‏ حين يُصَوِّحُ، ويروى

بالراء، وقد تقدم‏.‏ وفي حديث الاستسقاء‏:‏ اللهم انْصاحتْ جِبالُنا أَي تَشَققت

وجَفَّتْ لعدم المطر‏.‏ يقال‏:‏ صاحَه يَصُوحُه، فهو مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه‏.‏

وصَوَّحَ النباتُ إِذا يَبِسَ وتَشَقَّقَ؛ وفي حديث عليّ‏:‏ فبادِرُوا

العِلم من قبل تَصْوِيح نَبْتِه؛ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ فهو يَنْصاحُ عليكم

بوابل البَلايا أَي يَنْشَقُّ عليكم؛ قال الزمخشري‏:‏ ذكره الهروي بالصاد

والحاء، قال‏:‏ وهو تصحيف‏.‏ وانْصاحَ الثوبُ انْصِياحاً‏:‏ تشقق من قِبَلِ

نَفْسه؛ ومنه قول عَبيدٍ يصف مطراً قد ملأَ الوِهادَ والقَرارات‏:‏

فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً، ما بين مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ

قال شمر‏:‏ ورواه ابن الأَعرابي‏:‏

من بين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ

وفَسَّرَ‏:‏ المُنْصاحُ الفائض الجاري على وجه الأَرض، قال‏:‏ والمُرْتَفِقُ

الممتلئ‏.‏ والمُرْتَتِقُ من النبات‏:‏ الذي لم يخرج نَوْرُهُ وزَهْرُه من أَكمامه‏.‏ والمُنْصاحُ‏:‏ الذي قد ظهر زَهْرُه‏.‏ وقوله‏:‏ منها، يريد من نبتها

فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه؛ قال‏:‏ وروي عن أَبي تَمَّام

الأَسَدِيِّ أَنه أَنشده‏:‏

من بين مُرْتَفِقٍ منها ومن طاحي

وقال‏:‏ الطاحي الذي فاضَ وسالَ وذهب‏.‏

وتَصَايَحَ غِمْدُ السيف إِذا تشقق‏.‏

وفي النوادر‏:‏ صَوَّحَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْهُ

وآذَتْهُ‏.‏ والتَّصَوُّحُ‏:‏ التَّشقُّق في الشَّعَر وغيره‏.‏ وتَصَوُّحُ

الشعر‏:‏ تشقُّقُه من قِبَلِ نفسه وتَناثره؛ وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ‏.‏

وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ أَي شققته فانشقَّ‏.‏ وانْصاحَ القمر‏:‏ استنار‏.‏

وانْصاحَ الفجرُ انْصِياحاً إِذا استنار وأَضاءَ، وأَصله الانشقاق‏.‏

والصُّوَّاحةُ، على تقدير فُعَّالة‏:‏ من تشقق الصُّوف

؛ وقد صَوَّحه‏.‏

والصُّوَاحُ‏:‏ عَرَقُ الخيل خاصةً، وقد يُعَمُّ به؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

جَلَبْنَ الخَيْلَ دامِيةً كُلاها، يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّواحُ

ويروى يسيل؛ ومثله قوله‏:‏

تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ

وفي الحديث‏:‏ أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ الليثي قتل رجلاً يقول‏:‏ لا إِله

إِلاَّ الله؛ فلما مات هو دفنوه فلفظته الأَرض فأَلقته بين صَوْحَيْنِ

فأَكلته السباع؛ ابن الأَعرابي‏:‏ الصَّوْحُ، بفتح الصاد‏:‏ الجانب من الرأْس والجبل؛ ويقال‏:‏

صُوحٌ لوجه الجبل القائم كأَنه حائط، وهما لغتان صحيحتان؛ وصُوحا الوادي‏:‏

حائطاه ويفرد، فيقال‏:‏ صُوحٌ، ووجه الجبل القائم

تراه كأَنه حائط؛ وأَلْقَوْه بين الصُّوحَيْنِ حتى

أَكلته السباع أَي بين الجبلين، فأَما ما أَنشده بعضهم‏:‏

وشِعْبٍ كَشَكِّ الثوب شَكْسٍ طريقُه، مَدارِجُ صُوحَيْهِ عِذابٌ مَخاصِرُ

تَعَسَّفْتُهُ بالليْلِ، لم يَهْدِني له

دَلِيلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ خابِرُ

فإِنما عَنَى فَماً قَبَّله، فجعله كالشِّعْبِ لصغره، ومَثَّلَه بشَك

الثوب، وهي طريقة خياطته، لاستواء منابت أَضراسه وحسن اصطفافها

وتَراصُفِها، وجعل رِيقَه كالماء، وناحِيَتَيِ الأَضراس كصُوحَيِ الوادي‏.‏ وصُوحُ

الجبل‏:‏ أَسفله‏.‏

والصُّواحُ‏:‏ الطَّلْعُ حين يَجِفُّ فيتناثَرُ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

وصُوحانُ‏:‏ اسم؛ قال‏:‏

قتلت عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِ، وابْناً لِصُوحانَ على دِينِ عَلِي

وبنو صُوحانَ‏:‏ من بني عبد القيس‏.‏ والصُّواحُ‏:‏ الجِصُّ‏.‏ الأَزهري عن

الفراء قال‏:‏ الصُّواحِيُّ مأْخوذ من الصُّواحِ، وهو الجِصُّ؛ وأَنشد‏:‏

جَلَبْنا الخيلَ من تَثْلِيتَ، حتى

كأَنَّ على مَناسِجِها صُوَاحا

قال‏:‏ شَبَّه عَرَق الخيل لما ابيضَّ بالصُّواح، وهو الجِصُّ؛ قال ابن بري‏:‏ في هذا البيت شاهد على أَن الصُّواحَ العرق كما ذكر الجوهري، وفيه

أَيضاً شاهد على الجصِّ على ما رواه ابن خالويه هنا منصوباً، والبيت مجهول

القائل فلهذا وقع الاختلاف في روايته؛ أَبو سعيد‏:‏ الصُّواحُ من اللبن ما

غلب عليه الماء، وهو الضَّياحُ والشَّهابُ؛ والصُّواحُ‏:‏ النَّجْوَةُ من الأَرض‏.‏ وصاحةُ‏:‏ موضع؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَى خَذُولٍ

بصاحةَ، في أَسِرَّتِها السِّلامُ

وقيل‏:‏ صاحةُ اسم جبل؛ وفي الحديث ذِكْرُ الصاحة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هي

بتخفيف الحاء هِضابٌ حُمْرٌ بقرب عَقِيق المدينة‏.‏

صيح‏:‏ الصِّياحُ‏:‏ الصوتُ؛ وفي التهذيب‏:‏ صوتُ كل شيء إِذا اشتدّ‏.‏

صاحَ يَصِيحُ صَيْحة وصِياحاً وصُياحاً، بالضم، وصَيْحاً وصَيَحاناً، بالتحريك، وصَيَّحَ‏:‏ صَوَّتَ بأَقصى طاقته، يكون ذلك في الناس وغيرهم؛ قال‏:‏وصاحَ غُرابُ البَيْنِ، وانْشَقَّتِ العَصا، كما ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِيلُ المُعاهِدُ

والمُصايَحَةُ والتصايُحُ‏:‏ أَن يَصِيحَ القومُ بعضهم ببعض‏.‏

والصَّيْحَةُ‏:‏ العذابُ، وأَصله من الأَوّل؛ قال الله عز وجل‏:‏

فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ؛ يعني به العذاب؛ ويقال‏:‏ صِيحَ في آلِ فلان إِذا هَلَكُوا‏.‏

فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ أَي أَهلكتهم‏.‏ والصَّيحةُ‏:‏ الغارةُ إِذا فُوجِئَ

الحيُّ بها‏.‏ والصائِحةُ‏:‏ صَيْحَةُ المَناحةِ؛ يقال‏:‏ ما ينتظرون إِلاَّ

مثلَ صَيْحةِ الحُبْلى أَي شَرًّا سَيعاجِلُهم؛ قال الله عز وجل‏:‏ وأَخَذَ

الذين ظَلَموا الصيحةُ؛ فذكر الفعل لأَن الصيحة مصدر أُريد به الصِّياحُ، ولو قيل‏:‏ أَخذت الذين ظلموا الصيحةُ بالتأْنيث، كان جائزاً يذهب به إِلى

لفظ الصَّيْحة؛ وقال امرؤ القيس‏:‏

دَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ، ولكنْ حَديثاً، ما حديثُ الرَّواحِلِ‏؟‏

ولقيته قبل كل صَيْح ونَفْرٍ؛ الصَّيْحُ‏:‏ الصِّياحُ، والنفر‏:‏ التفرق؛ وكذلك إِذا لقيته قبل طلوع الفجر‏.‏ وغَضِبَ من غير صَيْحٍ ولا نَفْر أَي من غير شيء صِيحَ به؛ قال‏:‏

كذوبٌ مَحولٌ، يجعلُ اللهَ جُنَّةً

لأَيْمانِه، من غير صَيْحٍ ولا نَفْرِ

أَي من غير قليل ولا كثير‏.‏ وصاحَ العُنقُودُ يَصِيح إِذا اسْتَتَمَّ

خروجُه من أَكِمَّته وطال، وهو في ذلك غَضٌّ؛ وقول رؤبة‏:‏

كالكَرْم إِذ نادَى من الكافُورِ

إِنما أَراد صاحَ فيما زعم أَبو حنيفة فلم يستقم له، فإِن كان إِنما

فرَّ إِلى نادَى من صاحَ لأَنه لو قال صاحَ من الكافور لكان الجُزْءُ

مَطْوِيّاً، فأَراد رؤبة أَن يسلمه من الطَيِّ فقال نادَى، فتم الجزء‏.‏

وتَصَيَّحَ البقلُ والخَشَبُ والشَّعَرُ ونحو ذلك‏:‏ لغة في تَصَوَّحَ

تَشَقَّق ويَبِسَ‏.‏

وصَيَّحَتْه الريحُ والحرّ والشمس‏:‏ مثل صَوَّحَته؛ وأَنشد أَعرابي لذي

الرمة‏:‏

ويمو من الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَى، تَكادُ صَياحِي العينِ منه تَصَيَّحُ

وتَصَيَّحَ الشيءُ‏:‏ تكسر وتشقق، وصَيَّحْتُه أَنا‏.‏ وانْصاحَ الثوبُ‏:‏

تشقق من قِبَلِ نفسه‏.‏ وانْصاحَت الأَرض‏:‏ تَغَطَّى بعضُها بالنبات وبقي بعضها

فكانت كالثوب المُنْشَقِّ؛ قال عبيد‏:‏

وأَمْسَتِ الأَرضُ والقِيعانُ مُثْرِيَةً، من بَينِ مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ

وقد تقجم هذا البيت في صوح أَيضاً‏.‏

والصَّيْحانيُّ‏:‏ ضَرْبٌ من تمر المدينة؛ قال الأَزهري‏:‏ الصَّيْحانيُّ

ضرب من التمر أَسود صُلْبُ المَمْضَغَة، وسمي صَيْحانِيّاً لأَن صَيْحانَ

اسم كبش كان ربط إِلى نخلة بالمدينة، فأَثمرت تمراً صَيْحانِيّاً

فَنُسِبَ إِلى صَيْحانَ‏.‏

ضبح‏:‏ ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً‏:‏ أَحرق شيئاً من أَعاليه، وكذلك اللحم وغيره؛ الأَزهري‏:‏ وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت

كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ‏.‏ وضَبَحَ القِدْحَ بالنار‏:‏ لَوَّحَه‏.‏

وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ‏:‏ مُلَوَّح؛ قال‏:‏

وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه

على النارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ

أَصفر‏:‏ قِدْحٌ، وذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار

حتى يستوي‏.‏ والمَضْبوحةُ‏:‏ حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة؛ قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها‏:‏

يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ *** والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ

والصِّيَقُ‏:‏ الغُبار‏.‏ وجنونه‏:‏ تطايره‏.‏ والمَضْبُوحُ‏:‏ حجر الحَرَّة لسواده‏.‏

والضِّبْحُ‏:‏ الرَّمادُ، وهو من ذلك؛ الأَزهري‏:‏ أَصله من ضَبَحته النار‏.‏

وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ‏:‏ لَوَّحته

وغيَّرته؛ وفي التهذيب‏:‏ وغَيَّرَتْ لونَه؛ قال‏:‏

عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني *** وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ

والانْضِباحُ‏:‏ تغير اللون؛ وقيل‏:‏ ضَبَحَتْهُ النارُ غيرته ولم تبالغ

فيه؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ‏:‏

فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً، به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا، خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ

بماءٍ سَحابةٍ، خَضِلاً نَضُوحا

والمُلَهْوَجُ من الشواء‏:‏ الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه‏.‏ واللَّهَبانُ‏:‏

اتِّقادُ النار واشْتِعالُها‏.‏

وانْضَبَحَ لونُه‏:‏ تغير إلى السواد قليلاً‏.‏ وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ

من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً‏:‏

صَوَّت؛ أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس‏:‏

حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ، تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ

قال الأَزهري‏:‏ قال الليث الضُّباح، بالضم، صوت الثعالب؛ قال ذو الرمة‏:‏

سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها

من الصوتِ، إِلا من ضُباحِ الثعالبِ

وفي حديث ابن الزبير‏:‏ قاتل اللهُ فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ

قَبْعةَ القُنْفُذِ؛ قال‏:‏ والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً؛ ومنه قول

العَجَّاج‏:‏

من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام

وفي حديث ابن مسعود‏:‏ لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي

صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه، وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب؛ ويروى صيحة، بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها؛ وفي شعر أَبي طالب‏:‏

فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ

جمع ضابح‏.‏ يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة

الآدمي كفَوارس‏.‏

وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً‏:‏ نَبَحَ‏.‏ والضُّباحُ‏:‏ الصَّهيل‏.‏

وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً‏:‏ أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً

ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة؛ وقيل‏:‏ تَضْبَحُ تَنْحِمُ، وهو صوت أَنفاسها

إِذا عدون؛ قال عنترة‏:‏

والخيلُ تَعْلَمُ، حين تَضْـ *** ـبَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا

وقيل‏:‏ هو سير، وقيل‏:‏ هو عَدْوٌ دون التقريب؛ وفي التنزيل‏:‏ والعادياتِ

ضَبْحاً؛ كان ابن عباس يقول‏:‏ هي الخيل تَضْبَحُ، وكان، رضوان الله عليه، يقول‏:‏ هي الإِبل؛ يذهب إِلى وقعة بدر، وقال‏:‏ ما كان معنا يومئذ إِلاَّ فرس

كان عليه المِقْداد‏.‏ والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم؛ قال ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما‏:‏ ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس؛ وقال بعض أَهل اللغة‏:‏ من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً؛ يقال‏:‏

ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير؛ وقال أَبو إِسحق‏:‏ ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إِذا عَدَت؛ وقال أَبو عبيدة‏:‏

ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عدت، وهو السير؛ وقال في كتاب الخيل‏:‏ هو أن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً؛ يقال‏:‏

ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ؛ وأَنشد‏:‏

إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ في العَدَدْ

وقال ابن قتيبة في حديث أَبي هريرة‏:‏ تَعِسَ عبدُ الدينار والدرهم الذي

إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ، وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ، تَعِسَ فلا

انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ معنى ضَبَحَ‏:‏ صاح وخاصم عن مُعْطيه، وهذا كما

يقال‏:‏ فلان يَنْبَحُ دونك، ذهب إِلى الاستعارة؛ وقيل‏:‏ الضَّبْحُ

الخَضِيعة تُسْمَعُ من جوف الفرس؛ وقيل‏:‏ الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو؛ وقيل‏:‏ هو الحَمْحَمة؛ وقيل‏:‏ هو كالبَحَحِ؛ وقيل‏:‏ الضَّبْحُ في السير

كالضَّبْعِ‏.‏

وضُبَيْح ومَضْبوحٌ‏:‏ اسمان‏.‏

ضحح‏:‏ الضِّحُّ‏:‏ الشمس، وقيل‏:‏ هو ضوؤها، وقيل‏:‏ هو ضوؤها إِذا استمكن من الأَرض، وقيل‏:‏ هو قَرْنُها يصيبك، وقيل‏:‏ كلُّ ما أَصابته الشمس ضِحٌّ؛ وفي الحديث‏:‏ لا يَقْعُدَنَّ أَحدُكم بين الضِّحِّ والظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ

الشيطان أَي نصفه في الشمس ونصفه في الظل؛ قال ذو الرمة يصف الحِرْباء‏:‏

غدا أَكْهَبَ الأَعلى وراحَ كأَنه، من الضِّحِّ واستقبالهِ الشمسَ، أَخْضَرُ

أَي واستقباله عينَ الشمس‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ الضِّحُّ نقيض

الظل، وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الأَرض، والشمس هو النور الذي

في السماء يَطْلُعُ ويَغْرُب، وأَما ضوؤه على الأَرض فضِحٌّ؛ قال‏:‏ وأَصله

الضِّحْيُ فاستثقلوا الياء مع سكون الحاء فَثَقَّلُوها، وقالوا

الضِّحُّ، قال‏:‏ ومثله العبدُ القِنُّ أَصله قِنْيٌ، من القِنْيَةِ؛ ومن أَمثال

العرب‏:‏ جاء بالضِّحِّ والرّيحِ‏.‏

وضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تبين؛ قال الأَصمعي‏:‏ هو مثلُ الضَّحْضاح

يَنْتَشِر على وجه الأَرض‏.‏

وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال‏:‏ الضِّحُّ كان في الأَصل

الوِضْحُ، وهو نور النهار وضَوْءُ الشمس، فحذفت الواو وزيدت حاءٌ مع الحاء

الأَصلية فقيل‏:‏ الضِّحُّ؛ قال الأَزهري‏:‏ والصواب أَن أَصله الضِّحْيُ من ضَحِيَتِ الشمسُ؛ قال الأَزهري في كتابه‏:‏ وكذلك القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ

فأُسقطت الواو وبُدِّلت الحاء مكانها فصارت قِحَّة بحاءَين‏.‏ وجاء فلان

بالضِّحِّ والريح إِذا جاء بالمال الكثير؛ يعنون إِنما جاء بما طلعت عليه

الشمس وجَرَت عليه الريح يعني من الكثرة، ومن قال‏:‏ الضِّيح والريح في هذا

المعنى فليس بشيء وقد أَخطأَ عند أَكثر أَهل اللغة، وإِنما قلنا عند

أَكثر أَهل اللغة لأَن أَبا زيد قد حكاه، وإِنما الضِّيحُ عند أَهل اللغة لغة

الضِّحِّ الذي هو الضوء وسيذكر؛ وفي حديث أَبي خَيْثَمة‏:‏ يكون رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الضِّحِّ والريح وأَنا في الظل أَي يكون

بارزاً لحرّ الشمس وهبوب الرياح؛ قال‏:‏ والضِّحُّ ضوء الشمس إِذا استمكن من الأَرض، وهو كالقَمْراء للقمر؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا هو أَصل الحديث

ومعناه، وذكر الهروي فقال‏:‏ أَراد كثرة الخيل والجيش؛ ابن الأَعرابي‏:‏ الضِّحُّ

ما ضَحا للشمس، والريحُ ما نالته الريحُ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ الضِّحُّ الشمس

بعينها؛ وأَنشد‏:‏

أَبيَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه، مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْغُوم

وفي حديث عَيَّاش بن أَبي ربيعة‏:‏ لما هاجر أَقْسَمَتْ أُمُّه بالله لا

يُظِلُّها ظِلٌّ ولا تزال في الضِّحِّ والريح حتى يرجع إِليها؛ وفي الحديث‏:‏ لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزبير؛ أَراد‏:‏ لو مات

عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح، كَنَى بهما عن كثرة المال؛ وكان

النبي صلى الله عليه وسلم قد آخَى بين الزبير وبين كعب بن مالك‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ ويروى عن الضِّيح والريح‏.‏ والضِّحُّ‏:‏ ما بَرَزَ من الأَرض للشمس‏.‏

والضِّحُّ‏:‏ البَراز الظاهرُ من الأَرض، ولا جمع لكل شيء من ذلك‏.‏

والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ‏:‏ الماء القليل يكون في الغدير وغيره، والضَّحْلُ مثله، وكذلك المُتَضَحْضِحُ؛ وأَنشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة‏:‏

واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ، والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً من الصَرَمِ

وقيل‏:‏ هو الماء اليسير؛ وقيل‏:‏ هو ما لا غَرَقَ فيه ولا له غَمْرٌ؛ وقيل‏:‏

هو الماءُ إِلى الكعبين إِلى أَنصاف السُّوقِ؛ وقول أَبي ذؤيب‏:‏

يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ، يَتْبَعُه

أُدْمٌ، تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ، ضَحْضاحُ

قال خالد بن كُلْثوم‏:‏ ضَحْضاحٌ في لغة هذيل كثير لا يعرفها غيرهم؛ يقال‏:‏

عنده إِبل ضَحْضاحٌ، قال الأَصمعي‏:‏ غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ

كثيرة؛ وقال الأَصمعي‏:‏ هي المنتشرة على وجه الأَرض؛ ومنه قوله‏:‏

تُرَى بُيوتٌ، وتُرَى رِماحُ، وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ

قال‏:‏ الأَصمعي‏:‏ هو القليل على كل حال، وأَراد هنا جماعة إِبل قليلة‏.‏

وقد تَضَحْضَحَ الماءُ؛ قال ابن مُقْبل‏:‏

وأَظْهَرش في عِلانِ رَقْدٍ، وسَبْلُه

عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

وماء ضَحْضاحٌ أَي قريب القعر‏.‏ وفي حديث أَبي المِنْهال‏:‏ في النار

أَوديةٌ في ضَحْضاح؛ شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره

فيه؛ ومنه الحديث الذي يروى في أَبي طالب‏:‏ وجدته في غمرات من النار

فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ؛ وفي رواية‏:‏ إِنه في ضَحْضاحٍ من نار يَغْلي منه

دِماغُه‏.‏ والضَّحْضاحُ في الأَصل‏:‏ ما رَقَّ من الماء على وجه الأَرض ما يبلغ

الكعبين واستعاره للنار‏.‏

والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ‏:‏ جَرْيُ السَّراب‏.‏ وضَحْضَحَ

السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ‏.‏

ضرح‏:‏ الضَّرْحُ‏:‏ التنحيةُ‏.‏

وقد صَرَحَه أَي نحاه ودفعه، فهو مُضْطَرحٌ أَي رَمَى به في ناحية؛ قال الشاعر‏:‏

فلما أَن أَتَيْنَ على أُضاخٍ، ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِينا

وضَرَحَ عنه شهادة القوم يَضْرَحُها ضَرْحاً‏:‏ جَرَّحَها وأَلقاها عنه

لئلا يشهدوا عليه بباطل‏.‏ والضَّرْحُ‏:‏ أَن يؤخذ شيء فيرمى به في ناحية؛ قال الهذلي‏:‏

تعلو السيوفُ بأَيديهم جَماجِمَهُمْ، كما يُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ

أَراد الضَّرْح، فحرك للضرورة‏.‏

واضْطَرَحُوا فلاناً‏:‏ رَمَوْه في ناحية، والعامة تقول‏:‏ اطَّرَحُوه، يظنونه من الطَّرْح، وإِنما هو من الضَّرْح‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وجائز أَن يكون

اطَّرَحُوه افتعالاً من الطَّرْح، قلبت التاء طاء ثم أُدغمت الضاد فيها

فقيل اطَّرَحَ‏.‏

قال المُؤَرِّجُ‏:‏ وفلان ضَرَحٌ من الرجال أَي فاسد‏.‏ وأَضْرَحْتُ فلاناً

أَي أَفسدته‏.‏ وأَضْرَحَ فلانٌ السُّوقَ حتى ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً

أَي أَكْسَدَها حتى كَسَدَتْ‏.‏

وقوسٌ ضَرُوحٌ‏:‏ شديدة الحَفْزِ والدفع للسهم؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

والضَّرُوحُ‏:‏ الفرس النَّفُوحُ برجله، وفيها ضِراحٌ، بالكسر‏.‏ وضَرَحَتِ الدابة

برجلها تَضْرَحُ

ضَرْحاً وضِراحاً، الأَخيرة عن سيبويه، فهي ضَرُوحٌ؛ رَمَحَتْ؛ قال العجاج‏:‏

وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ ضَرُوحُ

وقيل‏:‏ ضَرْحُ الخيل بأَيديها ورَمْحُها بأَرجُلها‏.‏ والضَّرْحُ

والضَّرْجُ، بالحاء والجيم‏:‏ الشَّقُّ‏.‏

وقد انْضَرَحَ الشيءُ وانْضَرَجَ إِذا انشق‏.‏ وكل ما شُقَّ، فقد ضُرِحَ؛ قال ذو الرمة‏:‏

ضَرَحْنَ البُرودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ، وعن أَعْيُنٍ قَتَّلْنَنا كلَّ مَقْتَلِ

وقال الأَزهري‏:‏ قال أَبو عمرو في هذا البيت‏:‏ ضَرَحْنَ البُرود أَي

أَلقَين، ومن رواه بالجيم فمعناه شَقَقْنَ، وفي ذلك تغاير‏.‏

والضَّرِيحُ‏:‏ الشَّقُّ في وسط القبر، واللحدُ في الجانب؛ وقال الأَزهري

في ترجمة لحد‏:‏ والضريح والضَّرِيحةُ ما كان في وسطه، يعني القبر؛ وقيل‏:‏

الضريح القبر كلُّه؛ وقيل‏:‏ هو قبر بلا لحد‏.‏

والضَّرْحُ‏:‏ حَفْرُكَ الضَّرِيحَ للميت‏.‏ وضَرَحَ الضَّرِيحَ للميت

يَضْرَحُه ضَرْحاً‏:‏ حفر له ضَرِيحاً؛ قال الأَزهري‏:‏ سمي ضريحاً لأَنه يُشَقُّ

في الأَرض شقّاً‏.‏ وفي حديث دَفْنِ النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ نُرْسِلُ

إِلى اللاحد والضارح فأَيُّهما سَبَقَ تركناه؛ وفي حديث سَطِيح‏:‏ أَوْفَى

على الضَّرِيح‏.‏ ورجل ضَريح‏:‏ بعيد، فعيل بمعنى مفعول؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

عَصاني الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ، ولم أَكُ مما عَناهُ ضَرِيحا

وقد ضَرَحَ‏:‏ تباعد‏.‏ وانضَرَحَ ما بين القوم‏:‏ مثل انْضَرَجَ إِذا تباعد

ما بينهم، وأَضرحه عنك أَي أَبعده‏.‏ وبيني وبينهم ضَرْحٌ أَي تباعُد

ووحْشة‏.‏ وضارَحْته ورامَيْته وسابَبْته واحد‏.‏

وقال عَرَّام‏:‏ نِيَّةٌ ضَرَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة؛ وقال غيره‏:‏ ضَرَحَه

وطَرَحه بمعنى واحد؛ وقيل‏:‏ نِيَّةٌ نَزَحٌ ونَفَحٌ وطَوَحٌ وضَرَحٌ ومَصَحٌ

وطَمَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة؛ وأَحال ذلك على نوادر الأَعراب‏.‏

والانْضِراحُ‏:‏ الاتساع‏.‏

والمَضْرَحِيُّ من الصُّقور‏:‏ ما طال جناحاه وهو كريم؛ وقال غيره‏:‏

المَضْرَحِيُّ النَّسْرُ وبجناحيه شبه طرف ذنب الناقة وما عليه من الهُلْبِ؛ قال طرفة‏:‏

كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا

حِفافَيْهِ، شُكَّا في العَسِيبِ بِمِسْرَدِ

شبَّه ذنب الناقة في طوله وضُفُوِّه بجناحي الصقر؛ وقد يقال للصقر

مَضْرَحٌ، بغير ياء؛ قال‏:‏

كالرَّعْنِ وافاه القَطامُ المَضْرَحُ

والأَكثر المَضْرَحِيُّ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الأَجْدَلُ والمَضْرَحِيُّ

والصَّقْرُ والقَطَامِيُّ واحِدٌ‏.‏ والمَضْرَحِيُّ‏:‏ الرجل السيد السَّرِيُّ

الكريم؛ قال عبد الرحمن بن الحكم يمدح معاوية‏:‏

بأَبْيَضَ من أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ، كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ

ومن هذه القصيدة‏:‏

أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها، تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ

ورجل مَضْرَحِيٌّ‏:‏ عتيقُ النِّجارِ‏.‏ والمَضْرَحِيُّ أَيضاً‏:‏ الأَبيض من كل شيء‏.‏

والمَضارِحُ‏:‏ مواضع معروفة‏.‏

والضُّراحُ، بالضم‏:‏ بيت في السماء مُقابِلُ الكعبة في الأَرض؛ قيل‏:‏ هو البيت المعمور؛ عن ابن عباس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الضُّراحُ بيت في السماء حِيالَ

الكعبة؛ ويروى الضَّرِيح، وهو البيت المعمور من المُضارَحة، وهي المقابلة

والمُضارَعة، وقد جاء ذكره في حديث عليّ ومجاهد؛ قال ابن الأَثير‏:‏ ومن رواه بالصاد فقد صحَّف‏.‏

وضَراحٌ ومِّضَرِّحٌ وضارِحُ وضُرَيْحٌ ومَضْرَحِيٌّ‏:‏ كلها أَسماء‏.‏

ضيح‏:‏ الضَّيْحُ والضَّيَاحُ‏:‏ اللبن الرقيق الكثير الماء؛ قال خالد بن مالك الهذلي‏:‏

يَظَلُّ المُصْرِمُونَ لهم سُجُوداً، ولو لم يُسْقَ عندهُمُ ضَياحُ

وفي التهذيب‏:‏ الضَّياحُ اللبن الخاثر يصبّ فيه الماء ثم يُجَدَّحُ‏.‏

وقد ضاحَه ضَيْحاً وضَيَّحه تَضْييحاً‏:‏ مزجه حتى صار ضَيْحاً؛ قال ابن دريد‏:‏ ضِحْتُه مُماتٌ وكل دواء أَو سَمٍّ يُصَبّ فيه الماء ثم يُجَدَّح

ضَياحٌ ومُضَيَّحٌ وقد تَضَيَّح‏.‏

وضَيَّحْتُ الرجلَ‏:‏ سقيتُه الضَّيْحَ؛ ويقال‏:‏ ضَيَّحْتُه فتَضَيَّحَ؛ الأَزهري عن الليث‏:‏ ولا يسمى ضَيَاحاً إِلا اللبن‏.‏ وتَضَيُّحه‏:‏ تَزَيُّده‏.‏

قال‏:‏ والضيَّاحُ والضَّيْح عند العرب أَن يُصَبَّ الماءُ على اللبن حتى

يَرِقَّ، سواء كان اللبن حليباً أَو رائباً؛ قال‏:‏ وسمعت أَعرابيّاً يقول‏:‏

ضَوِّحْ لي لُبَيْنَةً، ولم يقل ضَيِّحْ، قال‏:‏ وهذا مما أَعلمتك أَنهم

يُدْخِلُون أَحدَ حَرْفَي اللِّين على الآخر، كما يقال حَيَّضَه وحَوَّضَه

وتَوَّهَه وتَيَّهَه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِذا كثر الماء في اللبن، فهو الضَّيْح

والضيَّاحُ؛ وقال الكسائي‏:‏ قد ضَيَّحه من الضَّياحِ‏.‏ وفي حديث عَمَّار؛ إِن آخِرَ شَرْبةً تَشْرَبُها ضَياحٌ؛ الضَّيَاحُ والضَّيْحُ، بالفتح‏:‏

اللبن الخاثر يُصَبُّ فيه الماء ثم يخلط، رواه يوم قُتِلَ بصِفِّينَ وقد جيء

بلبن فشربه؛ ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه‏:‏ فسَقَتْه ضَيْحةً حامِضةً

أَي شربة من الضَّيْح‏.‏

وجاء بالريحِ والضِّيح؛ عن أَبي زيد؛ الضِّيح إِتباع للريحِ فإِذا أُفرد

لم يكن له معنى؛ وقال ابن دريد‏:‏ العامة تقول جاء بالضِّيح والريح وهذا

ما لا يُعرف؛ وقال الليث‏:‏ الضِّيح تقوية للفظ الريح؛ قال الأَزهري‏:‏ وغيره

لا يُجِيز الضِّيح؛ قال أَبو عبيد‏:‏ معنى الضِّيح الشمسُ أَي إِنما جاء

بمثل الشمس والريح في الكثرة؛ وقال أَبو عبيد‏:‏ العامة تقول جاء بالضِّيح

والريخ وليس الضِّيحُ بشيء؛ وفي حديث كعب بن مالك‏:‏ لو مات يومئذ عن

الضِّيحِ والريح لوَرِثه الزُّبير؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا جاء في رواية، والمشهور الضِّحُّ، وهو ضوء الشمس، قال‏:‏ وإِن صحت الرواية، فهو مقلوب من ضُحَى

الشمس، وهو إِشراقها؛ وقيل‏:‏ الضِّيحُ قريب من الريح‏.‏

وضاحَتِ البلادُ‏:‏ خلت؛ وفي دعاء الاستسقاء‏:‏ اللهم ضاحت بلادُنا أَي خلت

جَدْباً‏.‏

والمُتَضَيِّحُ‏:‏ الذي يجيء آخر الناس في الوِرْدِ؛ وفي الحديث‏:‏ من لم يَقْبَلِ العُذْرَ ممن تَنَصَّل إِليه، صادقاً كان أَو كاذباً، لم يَرِدْ

عَليَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَيِّحاً؛ التفسير لأَبي الهيثم حكاه الهروي في الغريبين؛ وقال ابن الأَثير‏:‏ معناه أَي متأَخراً عن الواردين يجيء بعدما

شربوا ماء الحوض إِلا أَقله، فيبقى كدراً مختلطاً بغيره كاللبن المخلوط

بالماء؛ وأَنشد شمر‏:‏

قد علمتْ يوم وَرَدْنا سَيْحا، أَني كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحا، فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحا

والمُتَضَيِّحُ‏:‏ موضع؛ قال تَوْبَةُ‏:‏

تَرَبَّعَ لَيْلِي بالمُضَيَّحِ فالحِمَى

طبح‏:‏ المُطَبَّحُ، بشدّ الباء وفتحها‏:‏ السمين؛ عن كراع‏.‏

طحح‏:‏ الطَّحُّ‏:‏ البَسْطُ‏.‏

طَحَّه يَطُحُّه طَحًّا إِذا بسطه فانْطَحَّ؛ قال‏:‏

قد رَكِبَتْ مُنْبَسِطاً مُنْطَحَّا، تَحْسَبُه تحتَ السَّرابِ المِلْحا

يصف خَرْقاً قد علاه السراب‏.‏ والطَّحُّ أَيضاً‏:‏ أَن تَضَعَ عَقِبَك على

شيء ثم تَسْحَجَه؛ قال الكسائي‏:‏ طَحَّانُ فَعْلانُ من الطَّحِّ، ملحق

بباب فَعْلانَ وفَعْلى، وهو السَّحْجُ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الطُّحُحُ المَساحِجُ، والمِطَحَّة من الشاة مُؤَخَّرُ

ظِلْفها، وتحت الظِّلْف في موضع المِطَحَّةِ عُظَيم كالفَلَكَةِ؛ وقال أَحمد بن يحيى‏:‏ يقال لهَنَةٍ مثل الفَلَكَةِ تكون في رِجْل الشاة تَسْحَجُ

بها‏:‏ المِطَحَّةُ‏.‏

وطَحْطَحَ الشيءَ فتَطَحْطَحَ‏:‏ فرّقه وكسره إِهلاكاً‏.‏ وطَحْطَحَ بهم

طَحْطَحَةً وطِحْطاحاً، بكسر الطاء، إِذا بَدَّدهم‏.‏ الليث‏:‏ الطَّحْطَحةُ

تفريق الشيء إِهلاكاً؛ وأَنشد‏:‏

فتُمْسِي نابِذاً سُلْطانَ قَسْرٍ، كضَوْءِ الشمسِ طَحْطَحه الغُرُوبُ

ويروى طخطخه، بالخاء؛ وقال رؤبة‏:‏

طَحْطَحه آذِيُّ بَحْرٍ مِتْأَقِ

وروى أَبو العباس عن عمرو عن أَبيه قال‏:‏ يقال طَحْطَحَ في ضَحِكه

وطَخْطَخَ وطَهْطَهَ وكَتْكَتَ وكَدْكَدَ وكَرْكَرَ بمعنى واحد‏.‏

وجاءنا وما عليه طِحْطِحةٌ‏:‏ كما تقول طِحْرِيَةٌ؛ عن اللحياني‏.‏ أَبو زيد‏:‏ ما على رأْسه طِحْطِحة أَي ما عليه شعرة‏.‏

طرح‏:‏ ابن سيده‏:‏ طَرَحَ بالشيء وطَرَحَه يَطْرَحُه طَرْحاً واطَّرَحَه

وطَرَّحه‏:‏ رمى به؛ أَنشد ثعلب‏:‏

تَنَحَّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها، وطَرِّح الدَّلْوَ إِلى غُلامِها

الأَزهري‏:‏ والطِّرْحُ الشيء المطروحُ لا حاجة لأَحد فيه‏.‏ الجوهري‏:‏

وطَرَّحَه تَطْريحاً إِذا أَكثر من طَرْحه‏.‏ ويقال‏:‏ اطَّرَحَه أَي أَبعده، وهو افْتَعله؛ وشيء طَريح وطُرَّحٌ‏:‏ مطروح‏.‏

وطَرَحَ عليه مسأَلةً‏:‏ أَلقاها، وهو مثل ما تقدّم؛ قال ابن سيده‏:‏ وأُراه

مولَّداً‏.‏

والأُطْرُوحةُ‏:‏ المسأَلة تَطْرَحُها‏.‏

والطَّرَحُ، بالتحريك‏:‏ البُعْدُ والمكانُ البعيد؛ قال الأَعشى‏:‏

تَبْتَنِي الحمدَ وتَسْمُو للعُلى، وتُرَى نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ

والطَّرُوحُ من البلاد‏:‏ البعيدُ‏.‏ وبلد طَرُوحٌ‏:‏ بعيد‏.‏ وطَرَحَتِ

النَّوَى بفلان كلَّ مَطْرَح إِذا نأَتْ به‏.‏ وطَرَحَ به الدهرُ كلَّ مَطْرَح

إِذا نأَى عن أَهله وعشيرته‏.‏ ونِيَّةٌ طَرُوحٌ‏:‏ بعيدة وفي التهذيب‏:‏ نِيَّة

طَرَحٌ أَي بعيدة‏.‏ وقوس طَرُوحٌ مثل ضَرُوحٍ‏:‏ شديدة الحَفْزِ للسهم؛ وقيل‏:‏

قوس طَرُوحٌ بعيدةُ مَوْقِع السهم يَبْعُد ذهابُ سهمها؛ قال أَبو حنيفة‏:‏

هي أَبعد القِياسِ مَوْقِعَ سَهْمٍ؛ قال‏:‏ تقول طَروحٌ مَرُوح، تُعَجِّلُ

الظَّبْيَ أَن يَرُوح؛ وأَنشد‏:‏

وسِتِّينَ سهماً صِيغةً يَثْرَبِيَّةً، وقَوْساً طَروحَ النَّبْلِ غيرَ لَباثِ

وسيأْتي ذكر المَرُوح‏.‏ ونخلة طَرُوحٌ‏:‏ بعيدة الأَعلى من الأَسفل، وقيل‏:‏

طويلى العَراجين، والجمع طُرُحٌ‏.‏ وطَرْفٌ مِطْرَح‏:‏ بعيد النظر‏.‏ وفحل

مِطْرَحٌ‏:‏ بعيد موقع الماء في الرَّحِم‏.‏

الأَزهري عن اللحياني قال‏:‏ قالت امرأَة من العرب‏:‏ إِن زوجي لَطَرُوح؛ أَرادت أَنه إِذا جامع أَحبل‏.‏ ورُمْح مِطْرَحٌ‏:‏ بعيد طويل‏.‏

وسَنامٌ إِطْرِيح‏:‏ طال ثم مال في أَحد شقيه؛ ومنه قول تلك الأَعرابية‏:‏

شجرة أَبي الإِسْلِيح رَغْوةٌ وصَريح وسَنامٌ إِطْريح؛ حكاه أَبو حنيفة، وهو الذي ذهب طَرْحاً، بسكون الراء، ولم يفسره، وأَظنه طَرَحاً أَي

بُعْداً لأَنه إِذا طال تباعد أَعلاه من مركزه‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ طَرِحَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقُه وطَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ

تَنَعُّماً واسعاً‏.‏

وطَرَّحَ الشيءَ‏:‏ طَوّله، وقيل‏:‏ رَفَعه وأَعلاه، وخص بعضهم به البناء

فقال‏:‏ طَرَّح بناءه تَطْريحاً طوَّله جِدًّا؛ قال الجوهري‏:‏ وكذلك طَرْمَح، والميم زائدة‏.‏

والتَّطْريح‏:‏ بُعْدُ قَدْرِ الفرس في الأَرض إِذا عدا‏.‏ ومَشَى

مُتَطَرِّحاً أَي متساقطاً؛ وقد سَمَّت مُطَرَّحاً وطَرَّاحاً

وطُرَيحاً‏.‏ سَيْرٌ طُراحِيٌّ، بالضم، أَي بعيد، وقيل‏:‏ شديد؛ وأَنشد الأَزهري

لمُزاحِم العُقَيْليِّ‏:‏

بسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرَى، من نَجائه، جُلُودَ المَهارَى، بالنَّدَى الجَوْنِ، تَنْبَعُ

ومُطارَحة الكلام معروف‏.‏

طرشح‏:‏ الطَّرْشحةُ‏:‏ استرخاءٌ؛ وقَد طَرْشَح، وضربه حتى طَرْشَحه؛ قال أَبو زيد‏:‏ هذا الحرف في كتاب الجَمْهَرة لابن دريد مع غيره، وما وجدته

لأَحد من الثقات، وينبغي للناظر أَن يَفْحَصَ عنه فما وجده لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعي، وما لم يجده لثقة كان منه على رِيبة وحَذَرٍ‏.‏

طرمح‏:‏ طَرْمَح البناءَ وغيره‏:‏ عَلاَّه ورفعه، والميم زائدة؛ وقال يصف

إِبلاً مَلأَها شحماً عُشْبُ أَرض نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَد‏:‏

طَرْمَحَ أَقْطارَها أَحْوَى لوالِدةٍ

صَحْماءَ، والفَحْلُ للضِّرْغامِ يَنْتَسبُ

ومنه سمي الطِّرِمَّاح بنُ حكيم الشاعر؛ وسُمِّيَ الطِّرِمَّاحُ في بني

فلان إِذا كان عاليَ الذكر والنسب‏.‏ أَبو زيد يقال‏:‏ انك لَطِرِمَّاح

وإِنهما لَطرِمَّاحانِ، وذاك إِذا طَمَحَ في الأَمر‏.‏ والطِّرِمَّاحُ‏:‏

المرتفِع، وهو أَيضاً الطويل لا يكاد يوجد في الكلام على مثال فِعِلاَّلٍ إِلا

هذا، وقولُهم‏:‏ السِّجِلاَّط لضرب من النبات؛ وقيل‏:‏ هو بالرومية

سِجِلاَّطُسْ، وقالوا سِنِمَّار، وهو أَعجمي أَيضاً‏.‏ والطِّرِمَّاحُ‏:‏ الرافع رأْسه

زَهْواً؛ عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي‏.‏ والطِّرِمَّاحُ والطُّرْمُوح‏:‏

الطويل‏.‏

والطُّرْحُومُ‏:‏ نحو الطُّرْمُوحِ، قال ابن دريد‏:‏ أَحسبه مقلوباً‏.‏

طفح‏:‏ طَفَحَ الإِناءُ والنهر يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً‏:‏ امْتَلأَ

وارتفع حتى يفيض‏.‏ وطَفَحه طَفْحاً وطَفَّحَه تَطْفِيحاً وأَطْفَحَه‏:‏ مَلأَه

حتى ارتفع‏.‏ وطَفَحَ عَقْلُه‏:‏ ارتفع‏.‏ ورأَيته طافِحاً أَي ممتلئاً‏.‏

الأَزهري عن أَبي عبيدة‏:‏ الطافِحُ والدِّهاقُ والمَلآنُ واحد‏.‏ قال‏:‏ والطافِحُ

الممتلئ المرتفع، ومنه قيل للسكران‏:‏ طافِحٌ أَي أَن الشراب قد مَلأَه حتى

ارتفع؛ ومنه سَكرانُ طافِحٌ؛ ويقال‏:‏ طَفَحَ السَّكْرانُ فهو طافِحٌ؛ أَي

مَلأَه الشرابُ؛ الأَزهري‏:‏ يقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلئ سُكْراً‏:‏

طافِحٌ‏.‏

والطُّفاحَةُ‏:‏ زَبَدُ القِدْرِ‏.‏ وكلُّ ما علا‏:‏ طُفاحةٌ كَزَبَدِ

القِدْرِ وما علا منها‏.‏ واطَّفَحَ الطُّفاحةَ على وزن افتعل‏:‏ أَخذها؛ وأَنشد‏:‏أَتَتْكُمُ الجَوْفاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ، طُفاحةَ الإِثْرِ، وطَوْراً تَجْتَدِحْ

وقال غيره‏:‏ طُفَّاحةُ القوائم

أَي سريعتها؛ وقال ابن أَحمر‏:‏

طُفَّاحةُ الرِّجلَين مَيْلَعةٌ، سُرُحُ المِلاطِ، بعيدةُ القَدْرِ

الأَصمعي‏:‏ الطافِحُ الذي يَعْدُو‏.‏ وقد طَفَحَ يَطْفَحُ إِذا عَدا؛ وقال المُتَنَخِّلُ يصف المنهزمين‏:‏

كانوا نَعائِمَ حَفَّانِ مُنَفَّرةً، مُعْطَ الحُلُوقِ، إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا

أَي ذهبوا في الأَرض يَعْدُونَ‏.‏ والريح تَطْفَحُ القُطْنَة‏:‏ تَسْطَعُ

بها؛ قال أَبو النجم‏:‏

مُمَزَّقاً في الرِّيح أَو مَطْفُوحا

واطْفَحْ عَني أَي اذهبْ عني‏.‏ الأَزهري في ترجمة طحف‏:‏ وفي الحديث‏:‏ من قال كذا وكذا غفر له، وإِن كان عليه طِفاحُ الأَرض ذنوباً؛ وهو أَن تمتلئَ

حتى تَطْفَحَ أَي تَفيض؛ قال‏:‏ ومنه أُخِذَ طُفاحةُ القِدر‏.‏ ويقال لما

تؤْخذ به الطُّفاحة‏:‏ مِطْفَحة، وهو كِفْكِير بالفارسية‏.‏

طلح‏:‏ الطِّلاحُ‏:‏ نقيض الصَّلاح‏.‏

والطالِحُ‏:‏ خلاف الصالح‏.‏

طَلَحَ يَطْلُح طَلاحاً‏:‏ فسد‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال بعضهم رجل طالح أَي فاسد لا

خير فيه‏.‏

ابن السكيت‏:‏ الطَّلْحُ مصدر طَلِحَ البعيرُ يَطْلَحُ طَلْحاً إِذا أَعيا

وكَلَّ؛ ابن سيده‏:‏ والطَّلْحُ والطَّلاحة الإِعياء والسقوط من السفر؛ وقد طَلَح طَلْحاً وطُلِحَ؛ وبعير طَلْحٌ وطَلِيح وطِلْحٌ وطالِحٌ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

عَرَضْنا فقلنا‏:‏ إِيه سِلمٌ فِسَلَّمَتْ، كما انْكَلَّ بالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ

وقالت لنا أَبصارُهُنَّ تَفَرُّساً‏:‏

فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ، وأَدْماءُ طالِحُ

يقول‏:‏ لما سلَّمْنا عليهن بدت ثغورهن كبرق في جانب غمام، ورضيننا فقلن‏:‏

فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ، وجمع طِلْحٍ أَطْلاحٌ وطِلاحٌ، وجمع طَلِيح

طَلائِحُ وطَلْحَى، الأَخيرة على غير قياس لأَنها بمعنى فاعلة، ولكنها شبهت

بمريضة، وقد يُقْتَاسُ ذلك للرجل‏.‏ الأَزهري عن أَبي زيد قال‏:‏ إِذا أَضمره

الكَلالُ والإِعياءُ قيل‏:‏ طَلَحَ يَطْلَحُ طَلْحاً، قال وقال شمر‏:‏ يقال سار

على الناقة حتى طَلَحَها وطَلَّحَها‏.‏

وحكي عن ابن الأَعرابي‏:‏ إِنه لَطَلِيحُ سفر وطِلْحُ سفر ورجيعُ سفر

ورَذِيَّةُ سفر بمعنى واحد‏.‏ قال وقال الليث‏:‏ بعير طَلِيح وناقة طَلِيح‏.‏

الأَزهري‏:‏ أَطلحته أَنا وطَلَّحته حَسَرْتُه؛ ويقال‏:‏ ناقة طَلِيحُ أَسفار إِذا

جَهَدَها السيرُ وهَزَلها؛ وإِبل طُلَّحٌ وطَلائحُ‏.‏ ومن كلام العرب‏:‏

راكبُ الناقة طَلِيحانِ أَي والناقةُ، لكنه حذف المعطوف لأَمرين‏:‏ أَحدهما

تقدّم ذكر الناقة، والشيء إِذا تقدم دل على ما هو مثله؛ ومثلُه من حذف

المعطوف قولُ الله عز وجل‏:‏ فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه أَي فضرب

فانفجرت، فحذف فضرب، وهو معطوف على قوله فقلنا؛ وكذلك قول التَّغْلَبي‏:‏

إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا

أَي فَشَرِبْناها سَخِيناً، فإِن قلت‏:‏ فهلا كان التقدير على حذف المعطوف

عليه أَي الناقةُ وراكبُ الناقةِ طَليحانِ، قيل لبُعْدِ ذلك من وجهين‏:‏

أَحدهما أَن الحذف اتساع، والاتساع بابه آخِرُ الكلام وأَوسطُه، لا صدره

وأَوّله، أَلا ترى أَن من اتسع بزيادة كان حشواً أَو آخراً لا يجيز

زيادتها أَوّلاً؛ والآخر أَنه لو كان تقديره «الناقة وراكب الناقة طليحان» كان

قد حذف حرف العطف وبَقَاء المعطوفِ به، وهذا شاذ، إِنما حكى منه أَبو عثمان‏:‏ أَكلت خبزاً سمكاً تمراً؛ والآخر أَن يكون الكلام محمولاً على حذف

المضاف أَي راكب الناقة أحد طَليحين، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه

مقامه‏.‏

الأَزهري‏:‏ المُطَّلِحُ في الكلام البَهَّاتُ‏.‏ والمُطَّلِحُ في المال‏:‏

الظالِمُ‏.‏

والطِّلْحُ‏:‏ القُرادُ، وقيل‏:‏ هو المهزول؛ قال الطِّرِمَّاحُ‏:‏

وقد لَوَى أَنْفَه، بِمشْفَرِها، طِلْحٌ قَراشِيمُ، شَاحِبٌ جَسَدُهْ

ويروى‏:‏ قراشين؛ وقيل‏:‏ الطِّلْح العظيم من القِردان‏.‏ الجوهري‏:‏ وربما قيل

للقُراد طِلْح وطَلِيح؛ وفي قصيد كعب‏:‏

وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَيِّسُه

طِلْحٌ، بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ، مَهزُولُ

أَي لا يؤثر القُرادُ في جلدها لمَلاسَته؛ وقول الحطيئة‏:‏

إِذا نامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرأْسِ خَلْفَها، هَداه لها أَنفاسُها وزَفِيرُها

قيل‏:‏ الطِّلحُ هنا القُرادُ؛ وقيل‏:‏ الراعي المُعْيي؛ يقول‏:‏ إِن هذه

الإِبل تتنفس من البِطْنَة تَنَفُّساً شديداً فيقول‏:‏ إِذا نام راعيها عنها

ونَدَّت تنفست فوقع عليها وإِن بعدت‏.‏

الأَزهري‏:‏ والطُّلُح التََّعِبون‏.‏ والطُّلُح‏:‏ الرُّعاةُ‏.‏ الجوهري‏:‏

والطِّلْحُ، بالكسر، المُعْيِي من الإِبل وغيرها يَسْتَوي فيه الذكر والأُنثى، والجمع أَطلاح؛ وأَنشد بيت الحطيئة، وقال‏:‏ قال الحطيئة يذكر إِبلاً

وراعيها «إِذا نام طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ» وفي حديث إِسلام عمر‏:‏ فما بَرِحَ

يقاتلُهم حتى طَلَح أَي أَعيا؛ ومنه حديث سَطِيح على جمل طَلِيح أَي

مُعْيٍ‏.‏ والطَّلَحُ، بالفتح‏:‏ النِّعْمةُ

؛ قال الأَعشى‏:‏

كم رأَينا من أُناسٍ هَلَكوا، ورأَينا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ

قاعداً يُجْبَى إِليه خَرْجُه، كلُّ ما بينَ عُمَانٍ فالمَلَحْ

قال ابن بري‏:‏ يريد بعمرو هذا عمرو بن هند؛ حكى الأَزهري عن ابن السكيت

أَيضاً قال‏:‏ قيل طَلَحٌ بي بيت الأَعشى موضع‏.‏ قال وقال غيره‏:‏ أَتى الأَعشى

عمراً وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طَلَحٍ، وكان عمرو ملكاً فاجتزأَ

الشاعر بذكر طَلَحٍ دليلاً على النعمة، وعلى طَرْح ذي منه، قال‏:‏ وذو طَلَح

هو الموضع الذي ذكره الحطيئة، فقال وهو يخاطب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه‏:‏ماذا تقول لأَفْراخٍ بذي طَلَحٍ، حُمْرِ الحواصِلِ، لا ماءٌ ولا شجرْ‏؟‏

أَلْقَيْتَ كاسِبَهم في قَعْرِ مُظْلِمةٍ، فاغْفِرْ، عليك سلامُ الله، يا عُمَرُ

والطَّلْحُ، ما بقي في الحوض من الماءِ الكَدِرِ‏.‏ والطَّلْحُ‏:‏ شجرة

حجازية جَناتها كجَناةِ السَّمْرَةِ، ولها شَوْك أَحْجَنُ ومنابتها بطون

الأَودية؛ وهي أَعظم العِضاه شوكاً وأَصْلَبُها عُوداً وأَجودها صَمْغاً؛ الأَزهري‏:‏ قال الليث‏:‏ الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ ووصفه بهذه الصفة، وقال‏:‏ قال ابن شميل‏:‏ الطَّلْحُ شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإِبل، وورقها قليل ولها أَغصان طِوالٌ عِظامٌ تنادي السماء من طولها، ولها شوك

كثير من سُلاَّء النخل، ولها ساق غظيمة لا تلتقي عليه يدا الرجل، تأْكل

الإبل منها أَكلاً كثيراً، وهي أُم غَيْلانَ تنبت في الجبل، الواحدة

طَلْحَة؛ وأَنشد‏:‏

يا أُمَّ غَيْلانَ لَقِيتِ شَرَّا، لقد فَجَعْتِ أَمِناً مُغْبَرَّا، يَزُورُ بيتَ اللهِ فِيمَنْ مَرَّا، لاقَيْتِ نَجَّاراً يَجُرُّ جَرَّا، بالفأْسِ لا يُبْقِي على ما اخْضَرَّا

يقال‏:‏ إِنه ليجرّ بفأْسه جرّاً إِذا كان يقطع كل شيء مَرَّ به، وإِن كان

واضعها على عُنُقِه؛ وقال‏:‏

يا أُمَّ غَيْلانَ، خُذِي شَرَّ القومْ، ونَبِّهِيهِ وامْنَعِي منه النَّوْم

وقال أَبو حنيفة‏:‏ الطَّلْح أَعظم العِضاه وأَكثره ورقاً وأَشدَّه

خُضْرة، وله شوك ضِخامٌ طِوالٌ وشوكه من أَقل الشوك أَذًى، وليس لشوكته حرارة

في الرِّجْل، وله بَرَمَةٌ طيبة الريح، ليس في العِضاه أَكثر صمغاً منه

ولا أَضْخَمُ، ولا يَنْبُتُ الطَّلْحُ إِلا بأَرض غليظة شديدة خِصبَة، واحدته طَلْحَة، وبها سمي الرجل؛ قال ابن سيد‏:‏ وجَمْعُها، عند سيبويه، طلُوح

كصَخْرة وصُخُور، وطِلاحٌ؛ قال‏:‏ شبهوه بقصْعَة وقِصاع يعني أشن الجمع

الذي هو على فِعال إِنما هو للمصنوعات كالجِرار والصِّحافِ، والاسم الدال

على الجمع أَعني الذي ليس بينه وبين واحده إِلا هاء التأْنيث إِنما هو للمخلوقات نحو النخل والتمر، وإِن كان كل واحد من الحَيِّزَيْنِ داخلاً على

الآخر؛ قال‏:‏

إِني زَعِيمٌ يا نُوَيْـ *** ـقةُ، إِن نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ

أَن تَهْبِطِينَ بلادَ قَو مٍ، يَرْتَعُونَ من الطِّلاحْ

وأَن ههنا يجوز أَن تكون أَن الناصبة للاسم مخففة منها غير أَنه أَولاها

الفعل بلا فصل‏.‏ وجمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ‏.‏

وأَرض طَلِحَة‏:‏ كثيرة الطَّلْح على النسب‏.‏

وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة‏:‏ ترعة الطَّلْح‏.‏ وطَلاحَى وطَلِحَة‏:‏ تشتكي

بطونَها من أَكل الطَّلْح؛ وقد طَّلِحَت طَلَحاً

؛ قال الأَزهري‏:‏ ورجل

نِياطِيٌّ ونُباطِيّ‏:‏ منسوب إِلى النَّبَط؛ وأَنشد‏:‏

كيف تَرَى وَقْعَ طِلاحِيَّاتِها

بالغَضَوِيَّاتِ، على عِلاَّتِها‏؟‏

ويروى بالحَمَضِيَّاتِ؛ وأَنكر أَبو سعيد‏:‏ إِبل طَلاحَى إِذا أَكلت

الطَّلْح؛ قال‏:‏ والطَّلاحَى هي الكالَّةُ المُعْيِيَةُ؛ قال‏:‏ ولا يُمْرِضُ

الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فيها، قال‏:‏ والأَراكُ لا

تَمْرَضُ عنه الإِبلُ؛ ابن سيده‏:‏ والطَّلْحُ لغة في الطَّلْع، وقوله تعالى‏:‏

وطَلْحٍ مَنْضُود؛ فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ، قال‏:‏ وهذا غير معروف في اللغة‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال أَبو اسحق في قوله تعالى‏:‏

وطَلْحٍ منضود؛ جاء في التفسير أَنه شجر الموز، قال‏:‏ والطَّلْحُ شجر أُمِّ

غَيْلان أَيضاً، قال‏:‏ وجائز أَن يكون عنى به ذلك الشجر لأَن له نَوْراً طيب

الرائحة جدّاً، فَخُوطِبُوا به ووُعِدُوا بما يحبون مثله، إِلا أَن فضله

على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا، وقال مجاهد‏:‏ أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه، فقيل لهم‏:‏ وطَلْحٍ مَنْضُودٍ‏.‏

والطِّلاحُ‏:‏ نبت‏.‏ وطَلْحَةُ الطَّلَحات‏:‏ طَلْحَةُ ابن عبيد الله بن خلف

الخُزاعي؛ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح بخط من يوثق به‏:‏ الصواب طلحة بن عبد الله بن بري، رحمه الله؛ ذكر ابن الأَعرابي في طَلْحةَ هذا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة الطلحات بسبب أُمه، وهي صَفِيَّة بنت الحرث بن طلحة بن أَبي طلحة؛ زاد الأَزهري‏:‏ ابن عبد مناف، قال‏:‏ وأَخوها أَيضاً طلحة بن الحرث فقد تكَنَّفَه هؤلاء الطلحات كما ترى وقبره بسِجِسْتانَ؛ وفيه يقول ابن قَيس الرُّقَيَّاتِ‏:‏

رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها *** بسِجِسْتانَ‏:‏ طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ

ابن الأَثير قال‏:‏ وفي بعض الحديث ذكر طلحة الطَّلحات، قال‏:‏ هو رجل من خُزاعة اسمه طلحة ابن عبيد الله بن خلف، قال‏:‏ وهو غير طلحة بن عبيد الله التَّيْمِيّ الصحابيّ، قيل‏:‏ إِنه جمع بين مائة عربي وعربية بالمَهْر

والعطاء الواسعين فولد لكل واحد منهم ولد فسمي طلحة فأُضيف إِليهم‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ومن الطَّلَحات طلة بن عبيد الله بن عوف الزُّهْرِيّ وقبره بالمدينة، ومنهم طلحة بن عمر بن عبيد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ، ويقال له طلحة

الجُودِ، ومنهم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر الصدّيق، رضي الله تعالى عنه، ويقال له طلحة الدراهم؛ ومدح سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ

طلحةَ الطَّلَحاتِ، فقال‏:‏

يا طَلْحُ، أَكرمَ من مَشَى

حَسَباً، وأَعْطاهُمْ لِتالِدْ

منكَ العَطاءُ، فأَعْطِنِي، وعليَّ مَدْحُك في المَشاهِدْ

فقال له طلحة‏:‏ احْتَكِمْ، فقال‏:‏ بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ وغُلامَكَ

الخَبَّازَ وقَصْرَك الذي بمكان

كذا وعشرة آلاف درهم؛ فقال طلحة‏:‏ أفٍّ لك سأَلتني على قدرك لم تسأَلني على قدري، لو سأَلتني

كل عبد وكل دابة وكل قصر لي لأَعطيتك، وأَما طلحة بن عبيد الله بن عثمان

من الصحابة فتَيْمِيٌّ؛ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال‏:‏ كان يقال لطلحة بن عبيد الله‏:‏ طلحة الخير، وكان من أَجواد العرب وممن قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد‏:‏ إِنه قد أَوجَبَ‏.‏ روى الأَزهري بسنده عن

موسى بن طلحة عن أَبيه قال‏:‏ سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد‏:‏

طلحة الخَيْر، ويوم غزوة ذات العُشَيْرةِ‏:‏ طلحة الفَيَّاض، ويوم حُنَيْن‏:‏

طلحة الجودِ‏.‏

والطُّلَيْحَتانِ‏:‏ طُلَيْحَة بن خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وأَخُوه‏.‏

وطَلْحٌ وذو طَلَحٍ وذو طُلُوح‏:‏ أَسماء مواضع‏.‏

طلفح‏:‏ الطَّلَنْفَحُ‏:‏ الخالي الجَوْف، ويقال‏:‏ المُعْيي التَّعِبُ؛ وقال رجل من بني الحِرْمازِ‏:‏

ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شيءٍ، ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا وفي حديث عبد الله‏:‏ إِذا ضَنُّوا عليك بالمُطَلْفَحَة فكُلْ رغيفَكَ أَي إِذا بخل الأُمراء عليك بالرُّقاقة التي هي من طعام المُتْرَفِين والأَغنياء، فاقْنَعْ برغيفك‏.‏ يقال‏:‏ طَلْفَحَ الخُبْزَ وفَلْطَحَه إِذا رَقَّقَه وبَسَطه، وقال بعض المتأَخرين‏:‏ أَراد بالمُطَلْفحَة الدراهمَ، والأَوّل أَشبه لأَنه قابله بالرغيف‏.‏