فصل: (تابع: حرف الدال)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الدال‏]‏

برد‏:‏ البَرْدُ‏:‏ ضدُّ الحرّ‏.‏ والبُرودة‏:‏ نقيض الحرارة؛ بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ، وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه‏:‏ جعله بارداً‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ فأَما من قال بَرَّدَه

سَخَّنه لقول الشاعر‏:‏

عافَتِ الماءَ في الشتاء

فقلنا‏:‏

بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا

فغالط، إِنما هو‏:‏ بَلْ رِدِيه، فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله‏.‏

الجوهري‏:‏ بَرُدَ الشيءُ، بالضم، وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته تبريداً، ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة؛ قال مالك بن الريب، وكانت المنية قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه ويحزن أَولياءه؛ فقال‏:‏

وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب فإِنها *** سَتَبْرُدُ أَكباداً وتُبْكِي بَواكيا

والبَرود، بفتح الباء‏:‏ البارد؛ قال الشاعر‏:‏

فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى

بَرُودُ الثَّنايا، واضحُ الثغر، أَشْنَبُ

وبَرَدَه يَبْرُدُه‏:‏ خلطه بالثلج وغيره، وقد جاء في الشعر‏.‏ وأَبْرَدَه‏:‏

جاء به بارداً‏.‏ وأَبْرَدَ له‏:‏ سقاهُ بارداً‏.‏ وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه

تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه‏.‏ ويقال‏:‏ اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي‏.‏

ويقال‏:‏ سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً‏.‏ وسقيته شربةً

بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا، بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب

أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا أَبصر أَحدكم

امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا

جاء في كتاب مسلم، بالباء الموحدة، من البَرْد، فإِن صحت الرواية فمعناه

أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي

تسكنه وتجعله بارداً، والمشهور في غيره يردّ، بالياء، من الرد أَي يعكسه‏.‏

وفي حديث عمر‏:‏ أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر‏.‏ ويُقال‏:‏ جدّ

في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي

قال له‏:‏ من أَنت‏؟‏ قال‏:‏ أَنا بريدة، قال لأَبي بكر‏:‏ بَرَدَ أَمرنا وصلح‏.‏ أَي سهل‏.‏

وفي حديث أُم زرع‏:‏ بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة، وفعول يستوي فيه الذكر

والأُنثى‏.‏

والبَرَّادة‏:‏ إِناء يُبْرِد الماء، بني على أَبْرَد؛ قال الليث‏:‏

البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء، قال الأَزهري‏:‏ ولا أَدري هي من كلام

العرب أَم كلام المولدين‏.‏ وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر‏:‏ بَرْدُهما‏.‏

والإِبْرِدَةُ‏:‏ بَرْدٌ في الجوف‏.‏

والبَرَدَةُ‏:‏ التخمة؛ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ كل داء أَصله البَرَدة وكله

من البَرْد؛ البَرَدة، بالتحريك‏:‏ التخمة وثقل الطعام على المعدة؛ وقيل‏:‏

سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ

ولا تُنْضِجُه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ إِن البطيخ يقطع الإِبردة؛ الإِبردة، بكسر الهمزة والراء‏:‏

علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة‏.‏

ورجل به إِبْرِدَةٌ، وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء‏.‏

وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال الراجز‏.‏

لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ، فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ، مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ

وابْتَرَد الماءَ‏:‏ صَبَّه على رأَسه بارداً؛ قال‏:‏

إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي، أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ

هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ، فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ‏؟‏

وتَبَرَّدَ فيه‏:‏ استنقع‏.‏ والبَرُودُ‏:‏ ما ابْتُرِدَ به‏.‏

والبَرُودُ من الشراب‏:‏ ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ وأَنشد‏:‏

ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ

والإِنسان يتبرّد بالماء‏:‏ يغتسل به‏.‏

وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الأَصمعي‏:‏ قلت لأَعرابي ما يحملكم على

نومة الضحى‏؟‏ قال‏:‏ إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء‏.‏

والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً‏:‏ الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما؛ قال الشماخ بن ضرار‏:‏

إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ

خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِينِ

سيأْتي في ترجمة جزأَ

؛ وقول أَبي صخر الهذلي‏:‏

فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى، ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ

يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما

الغداة والعشيّ؛ وقيل‏:‏ البردان العصران وكذلك الأَبردان، وقيل‏:‏ هما الغداة

والعشي؛ وقيل‏:‏ ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم؛ قال ابن الأَثير‏:‏

الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ؛ وقيل‏:‏ معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار، وهو أَوّله‏.‏ وأَبرد

القومُ‏:‏ دخلوا في آخر النهار‏.‏ وقولهم‏:‏ أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا

تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ‏.‏ ويقال‏:‏ جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ

الحر‏.‏ وقال محمد بن كعب‏:‏ الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس، قال‏:‏ والركب في السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا؛ قال ابن أَحمر‏:‏

في مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد

قال الأَزهري‏:‏ لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من كلام العرب، وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون، فإِذا زالت

الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم‏:‏

أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث‏:‏ يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت

القُرِّ آخر القيظ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة؛ البردانِ والأَبْرَدانِ‏:‏ الغداةُ والعشيّ؛ ومنه حديث ابن الزبير‏:‏ كان يسير بنا

الأَبْرَدَيْنِ؛ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك‏:‏ وسِرْ بها

البَرْدَيْن‏.‏ بَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا‏:‏ أَصابنا برده‏.‏

وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه‏:‏ هنيئته؛ قال نصيب‏:‏

فيا لَكَ ذا وُدٍّ، ويا لَكِ ليلةً، بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه

وأَما قوله‏:‏ لا بارد ولا كريم؛ فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه

قال‏:‏ وعيش بارد هنيء طيب؛ قال‏:‏

قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ، يَزِينُها

شبابٌ، ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ

أَي طاب لها عيشها‏.‏ قال‏:‏ ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها

ونعيمها‏.‏

قال ابن شميل‏:‏ إِذا قال‏:‏ وابَرْدَهُ

على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً، وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد‏.‏ ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول‏:‏ إِنما هي

إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى‏.‏ ويقول الرجل من العرب‏:‏ إِنها

لباردة اليوم فيقول له الآخر‏:‏ ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها‏.‏ والباردة‏:‏ الغنيمة

الحاصلة بغير تعب؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ الصوم في الشتاء

الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا

مشقة‏.‏ وكل محبوب عندهم‏:‏ بارد؛ وقيل‏:‏ معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت؛ ومنه حديث عمر‏:‏ وَدِدْتُ أَنه

بَرَدَ لنا عملُنا‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ

وبَرَّدَهُ‏.‏ المبرود‏:‏ خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة؛ يقال‏:‏

بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته، واسم ذلك الخبز

المبلول‏:‏ البَرُودُ والمبرود‏.‏

والبَرَدُ‏:‏ سحاب كالجَمَد، سمي بذلك لشدة برده‏.‏ وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ‏:‏

ذو قُرٍّ وبردٍ؛ قال‏:‏

يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ، أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ

وقال‏:‏

كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا

شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي حجارة صلبة، وسحابة بَرِدَةٌ على النسب‏:‏ ذات بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْداء‏.‏ الأَزهري‏:‏

أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد‏.‏ والبَرَدُ‏:‏ حبُّ

الغمام، تقول منه‏:‏ بَرُدَتِ الأَرض‏.‏ وبُرِدَ القوم‏:‏ أَصابهم البَرَدُ، وأَرض مبرودة كذلك‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها‏.‏

الأَزهري‏:‏ وأَما قوله عز وجل‏:‏ وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب

به؛ ففيه قولان‏:‏ أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ، والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً؛ ومن صلة؛ وقول الساجع‏:‏

وصِلِّياناً بَرِدَا

أَي ذو برودة‏.‏ والبَرْد‏.‏ النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها؛ وفي التنزيل العزيز‏:‏ لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً؛ قال العَرْجي‏:‏

فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ، وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا

قال ثعلب‏:‏ البرد هنا الريق، وقيل‏:‏ النقاخ الماء العذب، والبرد النوم‏.‏

الأَزهري في قوله تعالى‏:‏ لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً؛ روي عن ابن عباس

قال‏:‏ لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، قال‏:‏ وقال بعضهم لا يذوقون

فيها برداً، يريد نوماً، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه، وإِن العطشان لينام

فَيَبْرُدُ بالنوم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم‏:‏

بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْتُ على مُصطلاه أَيَّ برود قال أَبو الهيثم‏:‏ بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه‏.‏ وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت‏.‏ ومصطلاه‏:‏ يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلى النار ليسخنه‏.‏

وناجذاه‏:‏ السنَّان اللتان تليان النابين‏.‏ وقولهم‏:‏ ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات‏.‏ وأَما قولهم‏:‏ لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت؛ وأَنشد‏:‏اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه قال‏:‏ وأَصله من النوم والقرار‏.‏ ويقال‏:‏ بَرَدَ أَي نام؛ وقول الشاعر

أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا *** حُبّاً سَخَاخِينَ، وحبّاً باردا

قال‏:‏ سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي‏.‏ وسَمُوم بارد أَي

ثابت لا يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة‏:‏

اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه، مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه

وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً‏:‏ مات، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم

حرارة الروح؛ وفي حديث عمر‏:‏ فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات‏.‏ وبَرَدَ

السيفُ‏:‏ نَبا‏.‏ وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً‏:‏ ضعف وفتر عن هزال أَو مرض‏.‏

وأَبْرَده الشيءُ‏:‏ فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي‏:‏

الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي، الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي

ابن بُزُرج‏:‏ البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء، يقال‏:‏ به بُرادٌ‏.‏

وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه‏.‏ والبَرْد‏:‏ تبرِيد العين‏.‏ والبَرود‏:‏

كُحل يُبَرِّد العين‏:‏ والبَرُود‏:‏ كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ

وهو الكحل‏.‏ وبَرَدَ عينَه، مخففاً، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها

بَرْداً‏:‏ كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك، واسم الكحل

البَرُودُ، والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ؛ وفي حديث الأَسود‏:‏ أَنه

كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم؛ البَرُود، بالفتح‏:‏ كحل فيه أَشياء

باردة‏.‏ وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ‏:‏ بَرُود‏.‏ وبَرَدَ عليه حقٌّ‏:‏ وجب ولزم‏.‏ وبرد

لي عليه كذا وكذا أَي ثبت‏.‏ ويقال‏:‏ ما بَرَدَ لك على فلان، وكذلك ما ذَابَ

لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب‏.‏ ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت؛ قال‏:‏

اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه، مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه

أَي حره ثابت؛ وقال أَوس بن حُجر‏:‏

أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه، وكان ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ

وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب‏.‏

وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك‏.‏ وفي حديث

عائشة، رضي الله تعالى عنها‏:‏ لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي‏.‏ يقال‏:‏ لا

تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه، وفي الحديث‏:‏ لا

تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة

ذنبه‏.‏

والبَرِيدُ‏:‏ فرسخان، وقيل‏:‏ ما بين كل منزلين بَرِيد‏.‏ والبَريدُ‏:‏ الرسل

على دوابِّ البريد، والجمع بُرُد‏.‏ وبَرَدَ بَرِيداً‏:‏ أَرسله‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه

حسن الوجه حسن الاسم؛ البَرِيد‏:‏ الرسول وإِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز‏:‏

رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا

وقال بعض العرب‏:‏ الحُمَّى بَرِيد الموتِ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر

به‏.‏ وسِكَكُ البرِيد‏:‏ كل سكة منها اثنا عشر ميلاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا

تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ، وهي ستة عشر فرسخاً، والفرسخ

ثلاثة أَميال، والميل أَربعة آلاف ذراع، والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة

برد، وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة؛ وقيل لدابة البريد‏:‏ بَريدٌ، لسيره في البريد؛ قال الشاعر‏:‏

إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني، عليها بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِيدا

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا

أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين

عليّ؛ قال الزمخشري‏:‏ البُرْدُ، ساكناً، يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن

بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد‏.‏ قال‏:‏ والبَرِيد

كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد، وأَصلها «بريده دم» أَي محذوف

الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت

وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السكتين بريداً، والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط، وكان

يرتب في كل سكة بغال، وبُعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل أَربعة‏.‏

الجوهري‏:‏ البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد؛ وقال امرؤ القيس‏:‏

على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ

بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ، من خيلِ بَرْبَرَا

وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي‏:‏

فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي، وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها

أَي سيرها في البرِيد‏.‏ وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير، فهو مُبْرِدٌ‏.‏ والرسول بَرِيد؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام

الأَسد‏.‏

والبُرْدُ من الثيابِ، قال ابن سيده‏:‏ البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم

به الوشي، والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ‏.‏

والبُرْدَة‏:‏ كساء يلتحف به، وقيل‏:‏ إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب، فهي

بُرْدَة؛ وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ

قصيرة؛ قال شمر‏:‏ رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف

قد اتَّزَر به فقلت‏:‏ ما تسميه‏؟‏ قال‏:‏ بُرْدة؛ قال الأَزهري‏:‏ وجمعها

بُرَد، وهي الشملة المخططة‏.‏ قال الليث‏:‏ البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب

والوَشْي، قال‏:‏ وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب؛ وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري‏:‏

وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني، من قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ

فهو اسم عبد‏.‏ وشريت أَي بعت‏.‏ وقولهم‏:‏ هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في بُرَدة، والجمع بُرَد على غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها، كأَنَّهُنَّ، لَدَى إِنْسَائِهِ، البُرَد

يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ وقول يزيد بن المفرّغ‏:‏

مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا، طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا

قال ابن سيده‏:‏ يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام، وأَن يكون

جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ‏.‏

وثوب بَرُودٌ‏:‏ ليس فيه زِئبِرٌ‏.‏ وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا

لَيِّناً من الثياب‏.‏

وثوب أَبْرَدُ‏:‏ فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض، يمانية‏.‏

وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب‏:‏ جناحاه؛ قال ذو الرمة‏:‏

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ، إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ

وقال الكميت يهجو بارقاً‏:‏

تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، ولم يَطِرْ

لنا بارِقٌ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ

وأُم عوف‏:‏ كنية الجراد‏.‏

وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ هي لك بَرْدَةُ

نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً‏.‏

وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني؛ وقال أَبو عبيد‏:‏ هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا

كان لك معلوماً‏.‏

وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه‏:‏ سحله‏.‏

والبُرادة‏:‏ السُّحالة؛ وفي الصحاح‏:‏ والبُرادة ما سقط منه‏.‏ والمِبْرَدُ‏:‏ ما

بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارسية‏.‏ والبَرْدُ‏:‏ النحت؛ يقال‏:‏ بَرَدْتُ

الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها‏.‏

والبُرْدِيُّ، بالضم‏:‏ من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

وقيل‏:‏ البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف؛ وفي الحديث‏:‏ أَنه أَمر أن يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة، وهو بالضم، نوع من جيد التمر‏.‏

والبَرْدِيُّ، بالفتح‏:‏ نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَريـ *** ـفِ، ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا

وفي المحكم‏:‏

كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريـ *** ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

وقال في المحكم‏:‏ السرير ساقُ البَرْدي، وقيل‏:‏ قُطْنُهُ؛ وذكر ابن برّيّ

عجز هذا البيت‏:‏

إِذا خالط الماء منها السُّرورا

وفسره فقال‏:‏ الغِيل، بكسر الغين، الغيضة، وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه

الشجر‏.‏ والغريف‏:‏ نبت معروف‏.‏ قال‏:‏ والسرور جمع سُرّ، وهو باطن

البَرْدِيَّةِ‏.‏ والأَبارِدُ‏:‏ النُّمورُ، واحدها أَبرد؛ يقال للنَّمِرِ الأُنثى

أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ‏.‏

وبَرَدَى‏:‏ نهر بدمشق؛ قال حسان‏:‏

يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ

بَرَدَى، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

أَي ماء بَرَدَى

والبَرَدانِ، بالتحريك‏:‏ موضع؛ قال ابن مَيَّادة‏:‏

ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ

وبَرَدَيَّا‏:‏ موضع أَيضاً، وقيل‏:‏ نهر، وقيل‏:‏ هو نهر دمشق والأَعرف أَنه

بَرَدَى كما تقدم‏.‏

والأُبَيْرِد‏:‏ لقب شاعر من بني يربوع؛ الجوهري‏:‏ وقول الشاعر‏:‏

بالمرهفات البوارد

قال‏:‏ يعني السيوف وهي القواتل؛ قال ابن برّي صدر البيت‏:‏

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني

مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ

رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما

صورته‏:‏ قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها

زوجته؛ قال وصوابه‏:‏

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني

مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ

قال‏:‏ وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره

في الصحاح فقلده في ذلك، ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في السهو‏.‏ قال محمد بن المكرّم‏:‏ القاضي شمس الدين بن خلكان، رحمه الله، من الأَدب حيث هو، وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد، وخطأَه

في اتباعه الجوهري، ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات، والأَبيات مشهورة

والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء، وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها‏:‏

ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ

ودِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ‏؟‏

بلغت الرشيد فقال‏:‏ لمن هذه‏؟‏ فقيل‏:‏ لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم، فقال الرشيد‏:‏ ما منعه أَن يكون ببابنا‏؟‏ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ

فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف، وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير

سراويل، فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة، ويقام له وظيفة، فكان الطعام إِذا

جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله، وإِذا كان وقت

النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله، وأُخْبِرَ الرشِيدُ

بأَمره فطرده، فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته

وقالت‏:‏ هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى

ضياعاً وأَنت‏.‏ كما ترى؛ فقال‏:‏

تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ، زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ

رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا، مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد

أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ

من العَيْش، أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ‏؟‏

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي

مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ‏؟‏

دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً، ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ

فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ

بِمُسْتَوْدَعاتٍ، في بُطونِ الأَساوِدِ

برجد‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ البُرْجُد كساء من صوف أَحمر؛ وقيل‏:‏ البُرْجُد كساء

غليظ، وقيل‏:‏ البُرْجُد كساء مخطط ضخم يصلح للخباء وغيره‏.‏

وبَرْجَدُ‏:‏ لقب رجل‏.‏

والبَرْجَدُ‏:‏ السَّبْيُ، وهو دخيل، والله أَعلم‏.‏

برخد‏:‏ قال ابن سيده‏:‏ أَرى اللحياني حكى‏:‏ امرأَةٌ بَرَخْداةٌ في بخَنْداة‏.‏

برقعد‏:‏ الأَزهري في الخماسي العين‏:‏ بَرْقَعِيدُ موضع‏.‏

برند‏:‏ سيف بِرِنْدٌ‏:‏ عليه أَثرٌ قديمٌ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد‏:‏

أَحْمِلُها وعِلْجَةً وزادَا، وصارِماً ذا شُطَبٍ جَدَّادَا، سَيْفاً بِرِنْداً لم يكُنْ مِعْضادا

والمُبَرْنِدَةُ من النساء‏:‏ التي يكثُرُ لحمُها‏.‏

بعد‏:‏ البُعْدُ‏:‏ خلاف القُرْب‏.‏

بَعُد الرجل، بالضم، وبَعِد، بالكسر، بُعْداً وبَعَداً، فهو بعيد

وبُعادٌ؛ هم سيبويه، أَي تباعد، وجمعهما بُعَداءُ، وافق الذين يقولون فَعيل

الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان، وقد قيل بُعُدٌ؛ وينشد قول النابغة‏:‏

فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له

فَضْلاً على الناسِ، في الأَدْنى وفي البُعُدِ

وفي الصحاح‏:‏ وفي البَعَد، بالتحريك، جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم، وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً؛ وقول امرئ القيس‏:‏

قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ *** وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ

إِنما أَراد‏:‏ يا بُعْدَ مُتَأَمَّل، يتأَسف بذلك‏.‏

ومثله قول أَبي العيال‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ رَزيَّةَ قَوْمِهِ *** لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا

أَراد‏:‏ يا رزية قومه، ثم فسر الرزية ما هي فقال‏:‏ لم يأْخذوا ثمناً ولم يهبوا‏.‏ وقيل‏:‏ أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي‏.‏ وقوله عز وجل، في سورة السجدة‏:‏

أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد؛ قال ابن عباس‏:‏ سأَلوا الردّ حين لا ردّ؛ وقيل‏:‏ من مكان بعيد، من الآخرة إِلى الدنيا؛ وقال مجاهد‏:‏ أَراد من مكان

بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ

بمنزلة من كان في غاية البعد، وقوله تعالى‏:‏ ويقذفون بالغيب من مكان بعيد؛ قال قولهم‏:‏ ساحر كاهن شاعر‏.‏ وتقول‏:‏ هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد

به النعت ولكن يراد بهما الاسم، والدليل على أَنهما اسمان قولك‏:‏ قريبه قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ؛ قال الفراءُ‏:‏ العرب إِذا قالت دارك منا بعيدٌ أو قريب، أَو قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد، ذكَّروا القريب والبعيد لأن المعنى هي في مكان قريب أَو بعيد، فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان؛ قال الله عز وجل‏:‏ وما هي من الظالمين ببعيد؛ وقال‏:‏ وما يدريك لعل الساعة

تكون قريباً؛ وقال‏:‏ إن رحمة الله قريب من المحسنين؛ قال‏:‏ ولو أُنثتا

وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً‏.‏ قال‏:‏ ومن قال قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً، فقال‏:‏ هما منك قريب وهما منك

بعيد؛ قال‏:‏ ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات

وبعيدات؛ وأَنشد‏:‏

عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ

فَتَدْنو، ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ

وما أَنت منا ببعيد، وما أَنتم منا ببعيد، يستوي فيه الواحد والجمع؛ وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد‏.‏ قال‏:‏ وإِذا

أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير، لم تختلف العرب فيها‏.‏

وقال الزجاج في قول الله عز وجل‏:‏ إِن رحمة الله قريب من المحسنين؛ إِنما قيل

قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد، وكذلك كل تأْنيث ليس

بحقيقي؛ قال وقال الأَخفش‏:‏ جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر؛ قال وقال بعضهم‏:‏ يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب

من القرابة؛ قال‏:‏ وهذا غلط، كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ

على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث؛ وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة؛ قال الأَعشى‏:‏

بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ، ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا

وفي الدعاءِ‏:‏ بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره

أَي أَبعده الله‏.‏ وبُعْدٌ باعد‏:‏ على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار

النصب؛ وقوله‏:‏

مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا، حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا

فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد، ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف، وهو مما يجوز في الشعر؛ كقوله‏:‏

ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا

وقال الليث‏:‏ يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد

وأَقارب؛ وأَنشد‏:‏

منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه، ويشْقى به، حتى المَماتِ، أَقارِبه فإِنْ يَكُ خَيراً، فالبَعيدُ يَنالُهُ، وإِنْ يَكُ شَرّاً، فابنُ عَمِّكَ صاحِبه والبُعْدانُ، جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان‏.‏ ويقال‏:‏ فلان من قُرْبانِ

الأَمير ومن بُعْدانِه؛ قال أَبو زيد‏:‏ يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان

الأَمير فكن من بُعْدانِه؛ يقول‏:‏ إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا

يصيبك شره‏.‏ وفي حديث مهاجري الحبشة‏:‏ وجئنا إِلى أَرض البُعَداءِ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم، واحدهم بعيد‏.‏ وقال النضر في قولهم هلك الأَبْعَد قال‏:‏ يعني صاحبَهُ، وهكذا يقال إِذا كنى عن

اسمه‏.‏ ويقال للمرأَة‏:‏ هلكت البُعْدى؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا مثل قولهم فلا

مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه‏.‏ وقال‏:‏ أَبعد الله الآخر، قال‏:‏ ولا يقال للأُنثى منه شيء‏.‏ وقولهم‏:‏ كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي

أَلقاه لوجهه؛ والأَبْعَدُ‏:‏ الخائنُ‏.‏ والأَباعد‏:‏ خلاف الأَقارب؛ وهو غير

بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ‏.‏

وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد؛ ويُقرأُ‏:‏

ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا، وبَعِّدْ؛ قال الطرمَّاح‏:‏

تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ، وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ

ورجل مِبْعَدٌ‏:‏ بعيد الأَسفار؛ قال كثَّير عزة‏:‏

مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً، مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ

وقال الفراءُ في قوله عز وجل، مخبراً عن قوم سبا‏:‏ ربنا باعد بين

أَسفارنا؛ قال‏:‏ قرأَه العوام باعد، ويقرأُ على الخبر‏:‏ ربُّنا باعَدَ بين

أَسفارنا، وبَعَّدَ‏.‏ وبَعِّدْ جزم؛ وقرئَ‏:‏ ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا، وبَيْنَ أَسفارنا؛ قال الزجاج‏:‏ من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد، وهو على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة، كما قال قوم موسى‏:‏ ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض ؛ ومن قرأَ‏:‏

بَعُدَ بينُ أَسفارنا؛ فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا؛ ومن قرأَ بالنصب‏:‏ بَعُدَ بينَ أَسفارنا؛ فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين

أَسفارنا؛ قال الأَزهري‏:‏ قرأَ أَبو عمرو وابن كثير‏:‏ بَعَّد، بغير أَلف، وقرأَ يعقوب الحضرمي‏:‏ ربُّنا باعَدَ، بالنصب على الخبر، وقرأَ نافع وعاصم

والكسائي وحمزة‏:‏ باعِدْ، بالأَلف، على الدعاءِ؛ قال سيبويه‏:‏ وقالوا بُعْدَك

يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه‏.‏

وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد‏:‏ هلك أَو اغترب، فهو باعد‏.‏

والبُعْد‏:‏ الهلاك؛ قال تعالى‏:‏ أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود؛ وقال مالك بن الريب المازني‏:‏

يَقولونَ لا تَبْعُدْ، وَهُمْ يَدْفِنونَني *** وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا

وهو من البُعْدِ‏.‏ وقرأَ الكسائي والناس‏:‏ كما بَعِدَت، وكان أَبو عبد

الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت، يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من السواء، إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل

سَحُقَ وسَحِقَ؛ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك، وقال يونس‏:‏ العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ؛ ويقال في السب‏:‏ بَعِدَ وسَحِقَ لا غير‏.‏

والبِعاد‏:‏ المباعدة؛ قال ابن شميل‏:‏ راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت

إِلا أَن يجعل لها شيئاً، فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول‏:‏ غَمْزاً

ودِرْهماكَ لَكَ، فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ؛ رفعت البعد، يضرب مثلاً

للرجل تراه يعمل العمل الشديد‏.‏ والبُعْدُ والبِعادُ‏:‏ اللعن، منه أَيضاً‏.‏

وأَبْعَدَه الله‏:‏ نَحَّاه عن الخير وأَبعده‏.‏ تقول‏:‏ أَبعده الله أَي لا

يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به، وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً

على المصدر ولم يجعله اسماً‏.‏ وتميم ترفع فتقول‏:‏ بُعْدٌ له وسُحْقٌ، كقولك‏:‏ غلامٌ له وفرسٌ‏.‏ وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول‏:‏ بُعْداً

لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً؛ ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى، معناه المتباعد عن الخير

والعصمة‏.‏

وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك؛ يعني مكاناً بعيداً؛ وربما قالوا‏:‏

هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها؛ وفي التنزيل‏:‏ وما هي من الظالمين ببعيد‏.‏

وأَما بَعيدَةُ العهد، فبالهاء؛ ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ‏.‏

وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً، وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ‏.‏ يقال‏:‏

انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت؛ الكسائي‏:‏ تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ

أَي غير صاغرٍ؛ وقول النابغة الذبياني‏:‏

فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِ

قال أَبو نصر‏:‏ في القريب والبعيد؛ ورواه ابن الأَعرابي‏:‏ في الأَدنى وفي البُعُد، قال‏:‏ بعيد وبُعُد‏.‏ والبَعَد، بالتحريك‏:‏ جمع باعد مثل خادم

وخَدَم‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه، ولا له بُعْدٌ‏:‏

مَذْهَبٌ؛ وقول صخر الغيّ‏:‏

المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ، أَفْنَاءَ فَهْمٍ، وبَيْنَنا بُعَدُ

أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم‏.‏ بُعَد جَمع بُعْدةٍ‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏

أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه لذو بُعْدة أَي لذو رأْي وحزم‏.‏ يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ

رأْي‏.‏

وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل؛ قال رجل لابنه‏:‏ إِن غدوتَ على المِرْبَدِ

رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة‏.‏

وذو البُعْدة‏:‏ الذي يُبْعِد في المُعاداة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة‏:‏

يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا، ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا

وبَعْدُ‏:‏ ضدّ قبل، يبنى مفرداً ويعرب مضافاً؛ قال الليث‏:‏ بعد كلمة دالة

على الشيء الأَخير، تقول‏:‏ هذا بَعْدَ هذا، منصوب‏.‏ وحكى سيبويه أَنهم

يقولون من بَعْدٍ فينكرونه، وافعل هذا بَعْداً‏.‏ قال الجوهري‏:‏ بعد نقيض قبل، وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا، وأَصلهما الإِضافة، فمتى حذفت

المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم

لا يدخلهما إِعراباً، لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع

المبتدإِ ولا الخبر؛ وقوله تعالى‏:‏ لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل

الأَشياء وبعدها؛ أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان، فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة؛ ومعنى غاية أَي أَن الكلمة

حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف، وإِنما بنيتا على

الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض، تقول رأَيته قبلك ومن قبلك، ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما، استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما

حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب، فأَما وجوبُ

بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف، لأَنه حذف

منهما ما أُضيفتا إِليه، والمعنى‏:‏ لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن بعد ما غلبت‏.‏ وحكى الأَزهري عن الفراء قال‏:‏ القراءة بالرفع بلا نون

لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة، فلما أَدَّتا غير

معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر، ليكون الرفع دليلاً

على ما سقط، وكذلك ما أَشبههما؛ كقوله‏:‏

إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ

وقال الآخر‏:‏

إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ، ولم يكنْ

لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ

فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه؛ قال الفراء‏:‏

وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت‏:‏ لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ، جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد؛ قال ابن سيده‏:‏ ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين، المعنى‏:‏ لله

الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ، والأَوّل أَجود‏.‏ وحكى الكسائي‏:‏ لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ، بالكسر بلا تنوين؛ قال الفراء‏:‏ تركه على ما كان يكون عليه

في الإِضافة، واحتج بقول الأَوّل‏:‏

بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ

قال‏:‏ وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته، وقد ذكر أَحد

المضاف إِليهما، ولو كان‏:‏ لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا، لجاز على هذا

وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا؛ وقوله‏:‏

ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ، فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا

إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة؛ ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف؛ قال اللحياني وقال بعضهم‏:‏ ما هو بالذي لا بُعْدَ له، وما هو بالذي لا قبل له، قال أَبو حاتم‏:‏ وقالوا قبل وبعد من الأَضداد، وقال في قوله عز وجل‏:‏

والأَرض بعد ذلك دحاها، أَي قبل ذلك‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والذي قاله أَبو حاتم عمن قاله خطأٌ؛ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى

الآخر، وهو كلام فاسد‏.‏ وأَما قول الله عز وجل‏:‏ والأَرض بعد ذلك دحاها؛ فإِن السائل يسأَل عنه فيقول‏:‏ كيف قال بعد ذلك قوله تعالى‏:‏ قل أَئنكم

لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين؛ فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها قال‏:‏

ثم استوى إلى السماء، وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله، ولم يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء، والجواب فيما سأَل عنه

السائل أَن الدَّحو غير الخلق، وإِنما هو البسط، والخلق هو إِلانشاءُ

الأَول، فالله عز وجل، خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة، ثم خلق السماء، ثم دحا

الأَرض أَي بسطها، قال‏:‏ والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند

من يفهمها، وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة

غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب‏.‏

وقولهم في الخطابة‏:‏ أَما بعدُ؛ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك، فإِذا

قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل؛ وفي حديث زيد بن أَرقم‏:‏ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال‏:‏

أَما بعدُ؛ تقدير الكلام‏:‏ أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا‏.‏ وزعموا أَن داود، عليه السلام، أَول من قالها؛ ويقال‏:‏ هي فصل الخطاب ولذلك قال جل وعز‏:‏

وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب؛ وزعم ثعلب أَن أَول من قالها كعب بن لؤي‏.‏

أَبو عبيد‏:‏ يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين؛ وقيل‏:‏

بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق، وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان

صاحبه الزمانَ، ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً، ثم يأْتيه؛ قال‏:‏ وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً؛ وأَنشد شمر‏:‏

وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ، دعَوْتُه

بُعَيْداتِ بَيْنٍ، لا هِدانٍ ولا نِكْسِ

ويقال‏:‏ إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في الحين‏.‏

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد، وفي آخر‏:‏ يَتَبَعَّدُ؛ وفي آخر‏:‏ أَنه صلى الله عليه وسلم كان يُبْعِدُ

في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه في ذهابه إِلى

الخلاء‏.‏ وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها‏.‏ وفي حديث قتل أَبي جهل‏:‏ هَلْ

أَبْعَدُ من رجل قتلتموه‏؟‏ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا جاء في سنن أَبي داود

معناها أَنهى وأَبلغ، لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه، وهذا

أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه، والمعنى‏:‏ أَنك استعظمت شأْني واستبعدت

قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال‏:‏ والروايات الصحيحة أَعمد، بالميم‏.‏

بغدد‏:‏ بَغْدادُ وبغداذ وبغذاد وبغذاذ وبَغْدِينُ وبغدان ومَغْدان‏:‏ كلها

اسم مدينة السلام، وهي فارسية معناه عطاء صنم، لأَن بغ صنم، وداد

وأَخواتها عطية، يذكر ويؤنث؛ وأَنشد الكسائي‏:‏

فيا لَيْلَةً، خُرْسَ الدَّجاجِ، طَويلةً

ببغدانَ، ما كانت عن الصُّبح تَنْجَلي

قال‏:‏ يعني خُرْساً دَجاجُها؛ قال الأَزهري‏:‏ الفصحاء يقولون بغداد، بدالين، وقالوا بغ صنم، وداد بمعنى دوّد، وحرَّفوه عن الذال إِلى الدال لأن داذ بالفارسية معناه أُعطي، وكرهوا أَن يجعلوا للصنم عطاء وقالوا داد‏.‏ ومن قال‏:‏ دان فمعناه ذل وخضع، وقولهم تَبَغْدَدَ

فلانٌ‏:‏

مُوَلَّد‏.‏

بغذد‏:‏ بغذاد‏:‏ مدينة السلام، بذال معجمة أَوّلاً ودال مهملة آخراً، وقد

تقدّم ذكرها، والاختلاف في اسمها‏.‏

بلد‏:‏ البَلْدَةُ والبَلَدُ‏:‏ كل موضع أَو قطعة مستحيزة، عامرة كانت أو غير عامرة‏.‏ الأَزهري‏:‏ البلد كل موضع مستحيز من الأَرض، عامر أَو غير عامر، خال أَو مسكون، فهو بلد والطائفة منها بَلْدَةٌ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَعوذ بك من ساكن البَلَدِ؛ البلد من الأَرض‏:‏ ما كان مأْوى

الحيوان وإِن لم يكن فيه بناء، وأَراد بساكنه الجنّ لأَنهم سكان الأَرض، والجمع بلاد وبُلْدانٌ؛ والبُلدانٌ‏:‏ اسم يقع على الُكوَر‏.‏ قال بعضهم‏:‏

البَلَدُ جنسُ المكان كالعراق والشام‏.‏ والبَلدةُ‏:‏ الجزءُ المخصصُ منه

كالبصرة ودمَشق‏.‏ والبلدُ‏:‏ مكةُ تفخيماً لها كالنجم للثريا، والعودُ للمَنْدَل‏.‏

والبَلَدُ والبَلْدةُ‏:‏ الترابُ‏.‏ والبلَدُ‏:‏ ما لم يُحفَر من الأَرض ولم يوقد فيه؛ قال الراعي‏:‏

ومُوقِد النارِ قد بادتْ حمامتُه، ما إِن تَبَيَّنُه في جُدَّةِ البَلَد

وبيضةُ البلَدِ‏:‏ الذي لا نظير له في المدح والذم‏.‏ وبَيْضَةُ البلد‏:‏

التُّومَةُ تتركها النعامةُ في الأُدْحِيِّ أَو القَيِّ من الأَرض؛ ويقال لها‏:‏ البَلَدِيَّةُ وذاتُ البلدِ‏.‏ وفي المثل‏:‏ أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ، والبلدُ أُدْحِيُّ النعام؛ معناه أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ، والبلدُ

أُدْحِيُّ النعام؛ معناه أَذلُّ من بيضة النعام التي تتركها‏.‏ والبَلْدَةُ‏:‏

الأَرضُ، يقال‏:‏ هذه بَلدتُنا كما يقال بَحْرَتُنا‏.‏ والبَلَدُ‏:‏ المقبرة، وقيل‏:‏

هو نفس القبر؛ قال عديّ بن زيد‏:‏

مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو نَفْعَهُمْ، أَصبحوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ

والجمع كالجمع‏.‏ والبَلَدُ‏:‏ الدارُ، يمَانيةٌ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ هذه الدارُ

نعمت البلدُ، فأَنَّثَ حيث كان الدار؛ كما قال الشاعر أَنشده سيبويه‏:‏

هَلْ تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ‏؟‏

الدَّجْنُ يَوْماً والسحابُ المَهْمُورْ، لكلِّ ريحٍ فيه ذَيلٌ مَسْفُورْ

وبَلدُ الشيءِ‏:‏ عُنْصُرهُ؛ عن ثعلب‏.‏

وبَلَدَ بالمكانِ‏:‏ أَقام، يَبْلُدُ بُلُوداً اتخذه بَلَداً ولزمه‏.‏

وأَبْلَدَهُ إِياه‏:‏ أَلزمه‏.‏ أَبو زيد‏:‏ بَلَدْتُ بالمكان أَبْلُدُ بُلوداً

وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبُوداً‏:‏ أَقمت به‏.‏

وفي الحديث‏:‏ فهي لهم تالِدَةٌ بالِدَةٌ بالِدَةٌ؛ يعني الخلافة

لأَولاده؛ يقال للشيء الدائم الذي لا يزول‏:‏ تالِدٌ بالِدٌ، فالتالِدُ القديمُ، والبالِدُ إِتباعٌ له؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي يصف حوضاً‏:‏

ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بِمَهْلَكَةٍ، جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخَلْقِ، عِلْيانِ

قال‏:‏ المُبْلِدُ الحوضُ القديمُ ههنا؛ قال‏:‏ وأَراد مُلْبِد فَقَلَبَ، وهو اللاصق بالأَرض‏.‏ ومنه قول عليّ، رضوان الله عليه، لرجلين جاءَا

يسأَلانه‏:‏ أَلْبِدَا بالأَرض حتى تفهما‏.‏ وقال غيره‏:‏ حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك ولم يُستعمل فتداعى، وقد أَبْلَدَ إِبْلاَداً؛ وقال الفرزدقُ يصف إِبلاً سقاها في حوض داثر‏:‏

قَطَعْتُ لأُلْخِيِهنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ، يَنِشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جَوانِبه أَراد‏:‏ بذي الدلو المحيل الماء الذي قد تغير في الدلو‏.‏ والمُبالَدَةُ‏:‏

المبالَطَةُ بالسيوف والعِصِيِّ إِذا تجالدوا بها‏.‏

وبَلِدوا وبَلَّدوا‏:‏ لَزِموا الأَرضَ يقاتلون عليها؛ ويقال‏:‏ اشْتُقَّ من بِلاد الأَرض‏.‏ وبَلَّدَ تَبْليداً‏:‏ ضرب بنفسه الأَرض‏.‏ وأَبْلَدَ‏:‏ لَصِق

بالأَرض‏.‏

والبَلْدَةُ‏:‏ بَلْدةُ النحر، وهي ثُغرةُ النحر وما حولها، وقيل‏:‏ وسطها، وقيل‏:‏ هي الفَلْكةُ الثالثةُ من فَلْكِ زَوْرِ الفرس وهي ستة؛ وقيل‏:‏ هو رحى الزَّوْرِ، وقيل‏:‏ هو الصدر من الخُفِّ والحافر، قال ذو الرمة‏:‏

أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوق بَلْدَةٍ، قليلٍ بها الأَصواتُ إِلاَّ بُغامُها

يقول‏:‏ بركت الناقة وأَلقت صدرَها على الأَرض، وأَراد بالبَلْدَةِ

الأُولى ما يقع على الأَرض من صدرها، وبالثانية الفلاة التي أَناخ ناقَته فيها، وقوله إِلا بغامها صفة للأَصوات على حدّ قوله تعالى‏:‏ لو كان فيهما آلهةٌ

إِلا اللَّهُ؛ أَي غير الله‏.‏ والبُغامُ‏:‏ صوتُ الناقة، وأَصله للظبي

فاستعاره للناقة‏.‏ الصحاح‏:‏ والبَلْدَةُ الصدرُ؛ يقال‏:‏ فلانٌ واسعُ البلدة أَي

واسع الصدر؛ وأَنشد بيتَ ذي الرمة‏.‏ وبَلْدَةُ الفَرَسِ‏:‏ مُنْقَطَعُ

الفَهْدَتين من أَسافِلِهما إِلى عَضُده؛ قال النابغةُ الجعدي‏:‏

في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ، وله

بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ

ويُرْوَى بِرْكَةُ زَوْرٍ، وهو مذكور في موضعه‏.‏ وهي بلدةُ بيني وبينك‏:‏

يعني الفراق‏.‏ ولقيته بِبَلْدةِ إِصْمِتَ، وهي القَفْرُ التي لا أَحدَ بها؛ وإِعراب إِصْمِتَ مذكور في موضعه‏.‏

والأَبْلَدُ من الرجال‏:‏ الذي ليس بمقرون‏.‏ والبَلْدةُ والبُلدةُ‏:‏ ما بين

الحاجبين‏.‏ والبُلْدةُ‏:‏ فوق الفُلْجَةِ، وقيل‏:‏ قَدْرُ البُلْجَةِ، وقيل‏:‏

البَلْدَةُ والبُلْدةُ نَقاوةُ ما بين الحاجبين؛ وقيل‏:‏ البَلدةُ والبُلدةُ

أَن يكون الحاجبان غير مقرونين‏.‏ ورجل أَبْلَدُ بَيِّنُ البَلَدِ أَي

أَبْلَجُ وهو الذي ليس بمقرون، وقد بَلِدَ بَلَداً‏.‏

وحكى الفارسي‏:‏ تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج‏.‏ وتَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ‏:‏

نَوَّرَتْ‏.‏

والبَلْدةُ‏:‏ راحةُ الكف‏.‏ والبَلْدةُ‏:‏ من منازل القمر بين النعائم

وسَعْدِ الذابح خَلاءٌ إِلا من كواكبَ صغارٍ، وقيل‏:‏ لا نَجومَ فيها البتةَ؛ التهذيبُ‏:‏ البَلْدَةُ في السماء موضعٌ لا نجوم فيه ليست فيه كواكبُ عظامٌ، يكون عَلَماً وهو آخر البروج، سميت بَلدةً، وهي من بُرْج القَوْس؛ الصحاحُ‏:‏ البَلدةُ من منازل القمر، وهي ستة أَنجم من القوس تنزلها الشمسُ في أَقصر يوم في السنة‏.‏

والبَلَدُ‏:‏ الأَثر، والجمعُ أَبلادٌ؛ قال القطامي‏:‏

ليست تُجَرَّحُ، فُرَّاراً، ظُهورهُمُ، وفي النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلادِ

وقال ابن الرقاع‏:‏

عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها، مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلى أَبْلادَها

اعتادها‏:‏ أَعاد النظر إِليها مرةً بعد أُخرى لِدُروسها حتى عرفها‏.‏ وشمل‏:‏

عمّ؛ ومما يُستحسن من هذه القصيدة قولُه في صفة أَعلى قَرْنِ ولَدِ

الظبية‏:‏

تُزْجِي أَغَنَّ، كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِهِ

قَلَمٌ، أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها

وبَلِدَ جِلْدُه‏:‏ صارت فيه أَبْلادٌ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ البَلَدُ الأَثَرُ

بالجسد، وجمعه أَبْلادُ‏.‏

والبُلْدَةُ والبَلْدَةُ والبَلادَةُ‏:‏ ضِدُّ النَّفاذِ والذَّكاءِ

والمَضاءِ في الأُمور‏.‏ ورجلٌ بليدٌ إِذا لم يكن ذكيّاً، وقد بَلُدَ، بالضم، فهو بليد‏.‏ وتَبَلَّدَ‏:‏ تكلف البَلادَةَ؛ وقول أَبي زُبيد‏:‏

مِن حَمِيمٍ يُنْسِي الحَياءَ جَلِيدَ الـ *** ـقَوْمِ، حتى تَراه كالمَبْلودِ

قال‏:‏ المَبْلودُ الذي ذهب حياؤه أَو عقلُه، وهو البَليدُ، يقال للرجل

يُصاب في حَمِيمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبتُه الحياءَ حتى تراه كالذاهب

العقل‏.‏ والتَّبَلُّدُ‏:‏ نقيضُ التَّجَلد، بَلُدَ بَلادَةً فهو بليد، وهو استكانة وخضوع؛ قال الشاعر‏:‏

أَلا لا تَلُمْهُ اليومَ أَنْ يَتَبَلَّدا، فقد غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ يَتَجَلَّدا

وتَبَلَّدَ أَي تردّد متحيراً‏.‏ وأَبْلَدَ وَتَبَلَّدَ‏:‏ لحقته حَيْرَةٌ‏.‏

والمَبْلُودُ‏:‏ المتحيرُ لا فِعلَ له؛ وقال الشيباني‏:‏ هو المعتوه؛ قال الأَصمعي‏:‏ هو المُنْقَطَعُ به، وكل هذا راجع إِلى الحَيْرَة، وأَنشد بيت

أَبي زبيد «حتى تراه كالمبلود» والمُتَبَلِّدُ‏:‏ الذي يَتَرَدَّدُ متحيراً؛ وأَنشد للبيد‏:‏

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ، سَبْعاً تُواماً، كامِلاً أَيَّامُها

وقيل للمتحير‏:‏ مُتَبَلِّدٌ لأَنه شبه بالذي يتحير في فلاة من الأَرض لا

يهتدي فيها، وهي البَلْدَةُ‏.‏ وكل بلد واسع‏:‏ بَلْدَةٌ، قال الأَعشى يذكر

الفلاة‏:‏

وبَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ، للجِنِّ، بِالليلِ في حافاتِها، شُعَلُ

وبَلَّدَ الرجلُ إِذا لم يتجه لشيء‏.‏ وبَلَّدَ إِذا نَكَّسَ في العمل

وضَعُف حتى في الجَرْيِ؛ قال الشاعر‏:‏

جَرَى طَلَقاً حتى إِذا قُلْتُ سابِقٌ، تَدارَكَهُ أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَلَّدَا

والتَّبَلُّدُ‏:‏ التصفيقُ‏.‏ والتَّبَلُّدُ‏:‏ التلهف؛ قال عديّ بن زيد‏:‏

سأَكْسِبُ مالاً، أَو تَقُومَ نَوائِحٌ

عليَّ بِلَيْلٍ، مُبْدِياتِ التَّبَلُّدِ

وتَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إِذا نزل ببلد ليس به أَحدٌ يُلَهِّفُ

نفسه‏.‏ والمُتَبَلِّد‏:‏ الساقط إِلى الأَرض؛ قال الراعي‏:‏

ولِلدَّارِ فِيها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها

عَقِيرٌ، ولِلْبَاكي بها المُتَبلِّدِ

وكله من البَلادة‏.‏ والبَليدُ من الإِبل‏:‏ الذي لا ينشّطه تحريك‏.‏

وأَبْلَدَ الرجلُ‏:‏ صارت دوابه بليدةً؛ وقيل‏:‏ أَبْلَدَ الرجلُ‏:‏ صارت دوابه بليدةً، وقيل‏:‏ أَبْلَدَ إِذا كانت دابته بَليدَةً‏.‏ وفرس بَليدٌ إِذا تأَخر عن

الخيل السوابق، وقد بَلُدَ بَلادَةً‏.‏ وبَلَّدَ السحابُ‏:‏ لم يمطر‏.‏ وبَلَّدَ

الإِنسانُ‏:‏ لم يَجُدْ‏.‏ وبَلَّدَ الفَرَسُ‏:‏ لم يَسْبِق‏.‏ ورجلٌ أَبْلَدُ‏:‏

غليظ الخَلْقِ‏.‏ ويقال للجبال إِذا تقاصرت في رأْي العين لظلمة الليل‏:‏ قد

بَلَّدَتْ؛ ومنه قول الشاعر‏:‏

إِذا لم يُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَى

وبَلَّدَتِ الأَعْلامُ بالليلِ كالأَكَمْ

والبَلَنْدَى‏:‏ العَريضُ‏.‏ والبَلَنْدَى والمَلَنْدَى‏:‏ الكثير لحم

الجنبين‏.‏ والمُبْلَنْدى من الجمال الصلب الشديد‏:‏ وبَلْدٌ‏:‏ اسمُ موضع؛ قال الراعي

يصف صقراً‏:‏

إِذا ما انْجَلَتْ عنه غَدَاةُ صُبَابَةٍ، رأَى، وهو في بَلْدٍ، خَرانِقَ مُنْشِدِ

وفي الحديث ذكرُ بُلَيْدٍ؛ هو بضم الباء وفتح اللام، قرية لآل عليّ بواد

قريب من يَنْبُع‏.‏

بند‏:‏ البَنْدُ‏:‏ العَلمُ الكبير معروف، فارسي معرّب؛ قال الشاعر‏:‏

وأَسيافُنَا، تحتَ البُنُودِ، الصَّواعِقُ

وفي حديث أَشراط الساعةِ‏:‏ أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً؛ البَنْدُ‏:‏ العَلمُ الكبير، وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ‏.‏

والبَنْدُ‏:‏ كل عَلَم من الأَعلام‏.‏ وفي المحكم‏:‏ من أَعلام الروم يكون للقائد، يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر‏.‏ وقال الهجيميّ‏:‏

البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل‏:‏

جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا

قال النضر‏:‏ سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ‏.‏

والبَنْدُ‏:‏ الذي يُسكِر من الماء؛ قال أَبو صخر‏:‏

وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ، ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ، بالٍ ثُمَامُها

يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت‏.‏ الليث‏:‏ البَنْدُ حِيَلٌ

مستعملة؛ يقال‏:‏ فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل‏.‏ والبَنْدُ‏:‏ بَيْذَقٌ

مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ‏.‏

بند‏:‏ البَنْدُ‏:‏ العَلمُ الكبير معروف، فارسي معرّب؛ قال الشاعر‏:‏

وأَسيافُنَا، تحتَ البُنُودِ، الصَّواعِقُ

وفي حديث أَشراط الساعةِ‏:‏ أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً؛ البَنْدُ‏:‏ العَلمُ الكبير، وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ‏.‏

والبَنْدُ‏:‏ كل عَلَم من الأَعلام‏.‏ وفي المحكم‏:‏ من أَعلام الروم يكون للقائد، يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر‏.‏ وقال الهجيميّ‏:‏

البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل‏:‏

جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا

قال النضر‏:‏ سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ‏.‏

والبَنْدُ‏:‏ الذي يُسكِر من الماء؛ قال أَبو صخر‏:‏

وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ، ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ، بالٍ ثُمَامُها

يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت‏.‏ الليث‏:‏ البَنْدُ حِيَلٌ

مستعملة؛ يقال‏:‏ فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل‏.‏ والبَنْدُ‏:‏ بَيْذَقٌ

مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ‏.‏

بهد‏:‏ بَهْدَى وذو بَهْدَى‏:‏ موضعان‏.‏

بود‏:‏ بادَ الشيءُ بَواداً‏:‏ ظهر، وسنذكره في الياء أَيضاً‏.‏

والبَوْدُ‏:‏ البئر‏.‏

أَبو عبيد‏:‏ يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين؛ وقيل‏:‏

بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق، وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان

صاحبه الزمانَ، ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً، ثم يأْتيه؛ قال‏:‏ وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً؛ وأَنشد شمر‏:‏

وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ، دعَوْتُه

بُعَيْداتِ بَيْنٍ، لا هِدانٍ ولا نِكْسِ

ويقال‏:‏ إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في الحين‏.‏

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد، وفي آخر‏:‏ يَتَبَعَّدُ؛ وفي آخر‏:‏ أَنه صلى الله عليه وسلم كان يُبْعِدُ

في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه في ذهابه إِلى

الخلاء‏.‏ وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها‏.‏ وفي حديث قتل أَبي جهل‏:‏ هَلْ

أَبْعَدُ من رجل قتلتموه‏؟‏ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا جاء في سنن أَبي داود

معناها أَنهى وأَبلغ، لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه، وهذا

أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه، والمعنى‏:‏ أَنك استعظمت شأْني واستبعدت

قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال‏:‏ والروايات الصحيحة أَعمد، بالميم‏.‏

تقد‏:‏ ابن سيده‏:‏ التِّقْدَةُ، بكسر التاء، والتَّقْدَةُ؛ الأَخيرة عن

الهروي‏:‏ الكُسْبَرَةُ‏.‏ والتقدة‏:‏ الكَرَوْياءُ؛ وفي حديث عطاء‏:‏ وذكر الحبوب

التي تجب فيها الصدقة وعدّ التَّقْدَة هي الكُزْبَرَةُ؛ وقيل‏:‏ الكرويا، وقد تفتح التاء وتكسر القاف؛ وقال ابن دريد‏:‏ هي التِّقْرِدَةُ، وأَهل اليمن يسمون الأَبزار التِّقْرِدَةَ‏.‏ والتَّقِيدَةُ‏:‏ موضع‏.‏

تقرد‏:‏ التِّقْرِدَةُ‏:‏ الكسبرة؛ عن ابن دريد؛ قال‏:‏ والتِّقْرِدَةُ

الأَبزار كلها عند أَهل اليمن‏.‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ التِّقْرِدُ الكرويا، قال الأَزهري‏:‏ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي‏:‏ التِّقْدَةُ الكزبرة والتِّقْدَةُ

الكرويا‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وهذا هو الصحيح، وأَما التِّقْرِدُ فلا أَعرفه في كلام العرب‏.‏

تلد‏:‏ التالد‏:‏ المال القديم الأَصلِيُّ الذي وُلد عندك، وهو نقيض الطارف‏.‏

ابن سيده‏:‏ التَّلْدُ والتُّلْدُ والتِّلادُ والتَّلِيدُ والإِتْلادُ

كالإِسْنامِ والمُتْلَدُ، الأَخيرة عن ابن جني‏:‏ ما وُلد عندك من مالك أو نُتج، ولذلك حكم يعقوب أَن تاءه بدل من الواو، وهذا لا يقوى، لأَنه لو كان

ذلك لَرُدَّ في بعض تصاريفه إِلى الأَصل‏.‏ وقال بعض النحويين‏:‏ هذا كله من الواو فإِذا كان ذلك، فهو معتل؛ وقيل‏:‏ التِّلاد كل مال قديم من حيوان

وغيره يورث عن الآباء، وهو التالد والتليد والمُتْلَدُ؛ قال الشاعر يصف

خيلاً‏:‏

تَلائِدٌ نَحْنُ افْتَلَيْنا هُنَّهْ، نِعْمَ الحُصُونُ والعَتادُ هُنَّهْ

وتَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تُلوداً وأَتْلَدَه هو وأَتلد الرجلُ

إِذا اتخذ مالاً‏.‏ ومال مُتْلَد وخُلُقٌ مُتْلَد‏:‏ قديم؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

ماذا رُزِينا مِنْكِ‏.‏ أُمَّ مَعْبَدِ، مِنْ سَعَةِ الحِلْم وخُلْقٍ مُتْلَدِ

وفي حديث عبدالله بن مسعود أَنه قال في سورة بني إِسرائيل والكهف ومريم

وطه والأَنبياء‏:‏ هنّ من العتاق الأُوَلِ وهن من تِلادِي يعني السور أَي

من قديم ما أَخذتُ من القرآن، شبههن بِتلاد المال‏.‏ وفي رواية أُخرى‏:‏ الحم

من تِلادِي أَي من أَوّل ما أَخذته وتعلمتُه بمكة‏.‏ وفي حديث العباس‏:‏ فهي

لهم تالِدةٌ بالِدةٌ يعني الخلافة، والبالدُ إِتباع التَّالِد‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ رجل تليد في قوم تُلَداءَ وامرأَة تلِيد في نسوة تَلائِدَ

وتُلُدٍ‏.‏ تَلِدَ فيهم يَتْلَدُ‏:‏ أَقام‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ تَلَّدَ الرجلُ إِذا جمع

ومنع‏.‏

وجارية تلِيدة إِذا ورثها الرجل فإِذا وُلِدتْ عنده فهي وَلِيدَة‏.‏ وروي

عن شريح‏:‏ أَن رجلاً اشترى جارية وشرط أَنها مُوَلَّدةٌ فوجدها تَليدَةً

فردّها شريح‏.‏ قال القتيبي‏:‏ التَّليدة هي التي وُلدت ببلاد العجم وحُملت

فنشأَت ببلاد العرب، والمُوَلَّدة بمنزلة التِّلاد‏:‏ وهو الذي وُلد عندك؛ وقيل‏:‏ المُوَلَّدَةُ التي وُلدت في بلاد الإِسلام، والحكم فيه إِن كان هذا

الاختلاف يؤثر في الغرض أَو القيمة وجب له الرَّد، وإِلاَّ فلا؛ وروي عن

الأَصمعي أَنه قال‏:‏ التليد ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيراً فثبت عندك، والتِّلادُ ما وَلَدْتَ أَنت؛ قال أَبو منصور‏:‏ سمعت رجلاً من أَهل مكة

يقول‏:‏ تلادي بمكة أَي ميلادي‏.‏ ابن شميل‏:‏ التليد الذي وُلد عندك، وهو المُوَلَّد والأُنثى المُوَلَّدةُ، والمُوَلَّد والمُوَلَّدةُ والتليد واحد

عندنا، رواه المصاحفي عنه‏.‏ وروى شمر عنه أَنه قال‏:‏ تِلادُ المال ما

تَوالَدَ عندك فتَلِدَ من رقيق أَو سائمة‏.‏ وَتَلِدَ فلان عندنا أَي وَلَدْنا

أُمه وأَباه؛ قال الأَعشى‏:‏

تَدِرُّ، على غير أَسمائها، مُطَرَّفَةٌ بعد إِتْلادِها

يقول‏:‏ كانت من تِلادِهم فصارت طارفاً عندك حين أَخذتها‏.‏ وتَلَدَ فلان في بني فلان يَتْلُد‏:‏ أَقام فيهم، وتَلَدَ بالمكان تلوداً أَي أَقام به‏.‏

وأَتْلَدَ أَي اتخذ المال‏.‏ والتليد‏:‏ الذي وُلد ببلاد العجم ثم حمل صغيراً

فثبت في بلاد الإِسلام‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ أَنها أَعتقت عن أَخيها عبد

الرحمن تِلاداً من تِلادها، فإِنه مات في منامه؛ وفي نسخة تِلاداً من أَتلاده‏.‏ والأَتْلادُ‏:‏ بطون من عبد القيس، يقال لهم أَتْلادُ عُمانَ، وذلك

لأَنهم سكنوها قديماً‏.‏

والتُّلْدُ‏:‏ فرخ العُقاب‏.‏

تمرد‏:‏ التهذيب في الرباعي، ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لبُرج الحمام‏:‏

التِّمرادُ، وجمعه التَّماريد؛ وقيل‏:‏ التَّماريد محاضين الحمام في برج الحمام، وهي

بيوت صغار يبنى بعضها فوق بعض‏.‏

تود‏:‏ التُّودُ‏:‏ شجر؛ وبه فسر قول أَبي صخر الهذلي‏:‏

عَرَفْت من هِنْدَ أَطْلالاً بذي التُّودِ *** قَفْراً وجاراتِها البِيضِ الرَّخاوِيدِ

الأَزهري‏:‏ وأَما التَّوادِي فواحدتها تَوْدِيَةٌ، وهي الخشبات التي تُشدّ على أَخلاف الناقة إِذا صُرَّتْ لئلاَّ يرضعها الفصيل؛ قال‏:‏ ولم أَسمع لها بفعل، والخيوط التي تُصَرُّ بها هي الأَصِرَّةُ واحدها صِرارٌ؛ قال‏:‏ وليست التاء بأَصلية في هذا ولا في التُّؤَدَةِ بمعنى التأَني في الأَمر‏.‏