فصل: (تابع: حرف الدال)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الدال‏]‏

سغد‏:‏ السُّغْدُ‏:‏ جيل معروف‏.‏

التهذيب‏:‏ في النوادر فِصالٌ مُمْغَدَةٌ ومَماغِيدُ ومُسْمَغِدَّةٌ

ومُسْغَدَةٌ ومُساغَدَةٌ إِذا كانت رِواء من اللبن؛ وقد سَغَدَت أُمَّهاتها

ومَغَدَتها إِذا رضعتها، والله أَعلم‏.‏

سفد‏:‏ السِّفادُ‏:‏ نَزْوُ الذكر على الأُنثى‏.‏

الأَصمعي‏:‏ يقال للسباع كلها‏:‏ سَفَدَ وسَفِدَ أُنْثاه، وللتيس والثور

والبعير والطير مثلها‏.‏ وتسافدت السباع وقد سَفِدَها، بالكسر، يَسْفَدُها

وسَفَدَها، بالفتح، يَسْفِدُها سَفْداً وسِفاداً فيهما جميعاً، يكون في الماشي والطائر، وقد جاء في الشعر في السابح‏.‏ وأَسْفَدَه غيرُه وأَسْفِدْني

تَيْسَك؛ عن اللحياني، أَي أَعِرْني إِياه ليُسْفِدَ عَنزي؛ واستعاره

أُمية بن أَبي الصلت للزند فقال‏:‏

والأَرض صَيَّرها الإِلهُ طَرُوقةً

للماء، حتى كلُّ زَنْدٍ مُسْفِدُ

وفي ترجمة جعرلُعْبة يقال لها سَفْدُ اللِّفاح، وذلك انتظام الصبيان

بعضهم في إِثر بعض كلُّ واحد آخِذٌ بحُجْزة صاحبه من خلفه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِذا

ضرب الجمل الناقة قيل‏:‏ قَعَا وقاعَ وسَفِدَ يَسْفَدُ، وأَجاز غيره سَفَدَ

يَسْفِدُ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ اسْتَيْفَدَ فلانٌ بعيره إِذا أَتاه من خلفه فركبه؛ وقال أَبو زيد‏:‏ أَتاه فَتَسَفَّده وتعَرْقَبَه مثله‏.‏

والسُّفُود من الخيل‏:‏ التي قُطِعَ عنها السِّفادُ حتى تمت مُنْيَتُها، ومُنيتها عشرون يوماً؛ عن كراع‏.‏ وتَسَفَّدَ فرسَه واسْتسْفَدها؛ الأَخيرة

عن الفارسي‏:‏ ركبها من خلف‏.‏

والسَّفُّودُ والسُّفُود، بالتشديد‏:‏ حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف

يُشْوي به اللحم، وجمعه سفافيد‏.‏

سقد‏:‏ السّقْدُ‏:‏ الفرَسُ المُضَمَّر‏.‏ وقد أَسقَد فرَسَه وسقده يَسْقِدُهُ

سَقْداً وسَقَّده‏:‏ ضَمَّره؛ وفي حديث أَبي وائل‏:‏ فخرجت في السحر

أَسْقِدُ فرساً أَي أُضَمِّرُهُ، ويروي بالفاء والراء، وسيأْتي ذكره‏.‏ وفي حديث

ابن مُعَيزٍ‏:‏ خرجت بفرس لأُسَقِّدَه أَي لأُضَمِّرَه‏.‏

سقدد‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ السُّقْدُد الفرس المُضَمَّر؛ وقد أَسقَد

فرسَه‏.‏

سلغد‏:‏ رجل سِلَّغْدٌ‏:‏ لئيم؛ عن كراع‏.‏ والسِّلَّغْدُ من الرجال‏:‏

الرِّخْو‏.‏ وأَحمر سِلَّغْد‏:‏ شديد الحمرة؛ عن اللحياني‏.‏ ومن الخيل أَشقر

سِلَّغْد، وهو الذي خلصت شُقْرته؛ وأَنشد‏:‏

أَشقَرُ سِلَّغْد وأَحْوَى أَدعَجُ

والأُنثى سِلَّغْدة‏.‏ والسِّلَّغد‏:‏ الأَحمق، ويقال الذئبُ؛ قال الكميت

يهجو بعض الولاة‏.‏

وِلايَةُ سِلَّغْدٍ أَلفَّ كأَنه، من الرَّهَقِ المخلوطِ بالنُّوكِ، أَثْوَلُ

وهو في الصحاح السِّلْغَدُّ؛ يقول‏:‏ كأَنه من حُمْقه وما يتناوله من الخمر تيس مجنون‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السِّلَّغْدُ الأَكول الشَّرُوب الأَحمق من الرجال‏.‏

سلقد‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ السِّلْقِدُ الضاوي المَهزول؛ ومنه قول ابن مُعيز‏:‏ خرجْتُ أُسلْقِدُ فرسي أَي أُضمَّره‏.‏

سمد‏:‏ سَمَدَ يَسْمُد سُموداً‏:‏ علا‏.‏ وسَمَدت الإِبل وتَسْمُدُ سُموداً‏:‏

لم تعرِف الإِعياء‏.‏ ويقال للفحل إِذا اغتلم‏.‏ قد سمَد‏.‏

والسَّمْد من السَّير‏:‏ الدأْب‏.‏ والسَّمْدُ‏:‏ السير الدائم‏.‏ وسَمَدت

الإِبل في سيرها‏:‏ جَدَّت‏.‏ وسَمَدَ‏:‏ ثبت في الأَرض ودام غليه‏.‏ وهو لك أَبداً

سَمْداً سَرْمَداً؛ عن ثعلب بمعنى واحد‏.‏ ولا أَفعل ذلك أَبداً سمداً

سرمداً‏.‏ السُّمود‏:‏ اللهو‏.‏ وسَمَد سُمُوداً‏:‏ لها‏.‏ وسمَّده‏:‏ أَلهاه‏.‏ وسمَد

سُموداً‏:‏ غَنَّى؛ قال ثعلب‏:‏ وهي قليلة؛ وقوله عز وجل‏:‏ وأَنتم سامِدون؛ فَسِّرَ

باللهو وفسر بالغِناء؛ وقيل‏:‏ سامدون لاهُون؛ وقال ابن عباس‏:‏ سامدون

مستكبرون؛ وقال الليث‏:‏ سامدون ساهون‏.‏ والسُّمود في الناس‏:‏ الغفلة والسَّهو عن الشيء‏.‏ وروي عن ابن عباس أَنه قال‏:‏ السُّمود الغناء بلغة حِمْيَر؛ يقال‏:‏ اسْمُدي لنا أَي غَنِّي لنا‏.‏ ويقال لِلقَيْنَةِ‏:‏ أَسمِدِينا أَي

أَلهِينا بالغناء؛ وقيل‏:‏ السُّمود يكون سروراً وحزناً؛ وأَنشد‏:‏

رمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آلِ حَزْبٍ

بأَمْرٍ، قد سَمَدْنَ له سُمودا

فَرَدَّ شُعورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً، ورَدَّ وُجوهَهُن البِيضَ سُودا

ابن الأَعرابي‏:‏ السامِدُ اللاهي، والسامِدُ الغافلُ، والسامد الساهي، والسامد المُتَكَبِّر، والسامد القائم، والسامد المُتَحير بَطَراً

وأَشَراً، والسامد الغبيُّ‏.‏ وفي حديث عليّ أَنه خرج إِلى المسجد والناسُ ينتظرونه

للصلاة قياماً فقال ما لي أَراكم سامدين، قال أَبو عبيد قوله سامدين

يعني القيام؛ قال المبرد‏:‏ السامد القائم في تَحيُّر، وأَنشد‏:‏

قيل‏:‏ قُمْ فانظُرْ إِليهم، ثم دَعْ عنك السُّمودا

قال ابن الأَثير‏:‏ السامد المنتصب إِذا كان رافعاً رأْسه ناصباً صدره، أَنكر عليهم قيامهم قبل أَن يَرَوا إِمامهم؛ ومنه الحديث الآخر‏:‏ ما هذا

السُّمودُ؛ وقيل‏:‏ هو الغفلة والذَّهابُ عن الشيء‏.‏ وسَمَدَ سُموداً‏:‏ رفع

رأْسه تكبُّراً‏.‏ وكلُّ رافعٍ رأْسَه، فهو سامد‏.‏ وقد سَمِدَ يَسْمَدُ

ويَسْمُد سموداً؛ قال رؤْبة بن العجاج يصف إِبلاً‏.‏

سَوامِدُ الليلِ خِفافُ الأَزوادْ

أَي دَوائبُ‏.‏ وقوله خِفافُ الأَزواد أَي ليس في بطونها علَف؛ وقيل‏:‏ ليس

على ظهورها زاد للراكب، وسَمَدَ الرجلُ سُموداً‏:‏ بُهِتَ، وسَمَدَه

سَمْداً‏:‏ قصده كصَمَده‏.‏

وتسميدُ الأَرض‏:‏ أَن يُجْعَل فيها السَّمادُ وهو سِرجِينٌ ورَماد‏.‏

وسَمَدَ الأَرض سَمْداً‏:‏ سهلها‏.‏ وسمَّدها‏:‏ زبَّلها‏.‏

والسَّمادُ‏:‏ تراب قَوِيٌّ يُسَمَّدُ به النبات‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَن رجلاً كان يُسَمِّدُ أَرضَه بعَذِرَة الناس، فقال‏:‏ أَما يَرضى

أَحدُكم حتى يُطِعمَ الناس ما يَخرج منه‏؟‏ السَّماد ما يُطرح في أُصول

الزرع والخُضَر من العذرة والزِّبْل ليَجود نَباتُه‏.‏ والمِسْمَد‏:‏ الزَّبيلُ؛ عن اللحياني‏.‏ قال‏:‏ ولا يقال‏.‏ وتَسْميدُ الرأْس‏:‏ استئصالُ شَعَره، لغة في التسبيدِ‏.‏ وسَمَّد شعره‏:‏ استأْصله وأَخذه كله‏.‏

والسَّميدُ‏:‏ الطعام؛ عن كراع؛ قال‏:‏ هي بالدال غير المعجمة‏.‏ والإِسميدُ‏:‏

الذي يسمى بالفارسية سَمِدْ معرّب؛ قال ابن سيده‏:‏ لا أَدري أَهو هذا الذي

حكاه كراع أَم لا‏.‏

والمُسْمَئِدُّ‏:‏ الوارم‏.‏ واسْمَأَدَّ، بالهمز، اسمِئْداداً‏:‏ وَرِمَ؛ وقيل‏:‏ ورِمَ غضباً‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ وَرِمَ ورَماً شديداً‏.‏ واسمأَدَّت يده‏:‏

ورِمَت‏.‏ وفي حديث بعضهم‏:‏ اسمأَدَّت رجلها أَي انَتَفَخَت وورِمَت‏.‏ وكلُّ

شيءٍ ذهب أَو هَلَك، فقد اسْمدَّ واسمَأَدَّ‏.‏ واسْمادَّ من الغضب كذلك‏.‏

واسْمادَّ الشيءُ‏:‏ ذهب‏.‏

سمعد‏:‏ الأَزهري‏:‏ اسمَعَدَّ الرجلُ واسمَغَدَّ إِذا امتلأَ غَضَباً، وكذلك اسْمَعَطَّ واشمَعَطَّ، ويقال ذلك في ذَكرَ الرجل إِذا اتمَهَلَّ‏.‏

سمغد‏:‏ السِّمَّغْدُ

الطويلُ‏.‏ والسِّمَّغْدُ‏:‏ الأَحْمق الضعيف‏.‏

والمُسمَغِدُّ‏:‏ المُنَتَفخ، وقيل‏:‏ النَّاعم، وقيل‏:‏ الذاهب‏.‏

والمُسْمَغِدُّ‏:‏ الشديد القَبْض حتى تنتفخ‏.‏ الأَنامل‏.‏ والمُسْمَغِدُّ‏:‏ الوارم، بالغين

معجمة‏.‏ يقال‏:‏ اسْمَغَدَّت أَنامله إِذا تَوَرَّمَت‏.‏ واسمَغَدَّ الرجل

أَي امتلأَ غضباً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه صلى حتى اسمَغَدَّت رجلاه أَي

تورَّمَتا وانتفختا‏.‏ والمُسْمَغِدُّ‏:‏ المتكبر المنتِفِخُ غضباً‏.‏ واسْمَغَدَّ

الجرح إِذا وَرِمَ‏.‏ وقيل‏:‏ المُسْمَغِدُّ من الرجال الطويلُ الشديدُ الأَركان؛ قاله أَبو عمرو وأَنشد‏:‏

حتى رأَيت العَزَبَ السِّمَّغَدا، وكان قد شعبَّ شَباباً مَغْداً

ابن السكيت‏:‏ رأَته مُغِدّاً مُسْمَغِدّاً إِذا رأَيته وارماً من الغضَب؛ وقال ابو سواج‏:‏

إِنَّ المَنِيَّ، إِذا سَرى

في العبد، أَصْبَحَ مُسْمَغِدّا

سمهد‏:‏ السَّمْهَدُ‏:‏ الكثير اللحم الجسيم من الإِبل‏.‏ واسمَهَدَّ سنَامُه

إِذا عَظُم‏.‏ والسَّمْهَدُ‏:‏ الشيءُ الصُّلْب اليابس‏.‏

سند‏:‏ السَّنَدُ‏:‏ ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي، والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك‏.‏ وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً، فهو مُسْنَد‏.‏ وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد

وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه‏.‏ ويقال‏:‏ سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه

أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد‏:‏

سانَدُوه، حتى إِذا لم يَرَوْه

شُدَّ أَجلادُه على التسنيد

وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً، وجمعه المَسانِدُ‏.‏ الجوهري‏:‏

السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح‏.‏ والسَّنَدُ‏:‏ سنود القوم في الجبل‏.‏ وفي حديث أُحُد‏:‏ رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن، ويروى بالشين المعجمة وسنذكره‏.‏ وفي حديث عبد الله بن أَنيس‏:‏ ثم أَسنَدوا

إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا‏.‏ وخُشُبٌ مُسَنَّدة‏:‏ شُدِّد للكثرة‏.‏

وتَسانَدْتُ إِليه‏:‏ استَنَدْتُ‏.‏ وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ

وكاتَفْتَه‏.‏ وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد‏:‏ رَقِيَ‏.‏ وفي خبر أَبي

عامر‏:‏ حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر‏.‏ والمُسْنَد

والسَّنِيد‏:‏ الدَّعِيُّ‏.‏ ويقال للدعِيِّ‏:‏ سَنِيدٌ؛ قال لبيد‏:‏

كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ

وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي

معتَمَدٌ‏.‏

وأَسنَد في العَدْو‏:‏ اشتدّ وجَمَّد‏.‏ وأَسنَد الحديثَ‏:‏ رفعه‏.‏ الأَزهري‏:‏

والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي صلى الله عليه وسلم والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل‏.‏ والإِسنادِ في الحديث‏:‏

رَفْعُه إِلى قائله‏.‏ والمُسْنَدُ‏:‏ الدهر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لا آتيه

يَدَ الدهر ويَدَ المُسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً‏.‏

وناقة سِنادٌ‏:‏ طويلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام، وقيل‏:‏ ضامرة؛ أَبو عبيدة‏:‏ الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره‏:‏ السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر‏.‏ وناقة

مُسانَدةُ القَرى‏:‏ صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب‏:‏

مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى، جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ

ويروى مُذَكِّرة ثنيا‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن برزج‏:‏ السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها‏.‏ وقال الأَصمعي في المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها

بعضاً؛ الجوهري‏:‏ السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة‏:‏

جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها

وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ

جُمالِيَّة‏:‏ ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها‏.‏

والحَرْفُ‏:‏ الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل‏.‏ وأَزَجُّ

الخَطْوِ‏:‏ واسِعُه‏.‏ وظَمآنُ‏:‏ ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو الكثير المخ، والوَظِيفُ‏:‏ عظم الساق، والسَّهْوَقُ‏:‏ الطويل‏.‏

والإِسنادُ‏:‏ إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ

والهَمْلَجَة‏.‏

ويقال‏:‏ سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها‏.‏ وفي حديث عبد الله بن أَنيس‏:‏ ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا

إِليه‏.‏ يقال‏:‏ أَسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه‏.‏

والسنَدُ‏:‏ أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه رأَى على عائشة، رضي الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث‏:‏ السَّندُ

ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق

مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى‏:‏ سِمْطاً؛ قال العجاج يصف

ثوراً وحشيّاً‏:‏

كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ

وقال ابن بُزُرخ‏:‏ السنَدُ الأَسنادُ

من الثياب وهي من البرود، وأَنشد‏:‏

جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها، لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ

قال‏:‏ وهي الحمراء من جِبابِ البرود‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سَنَّدَ الرجلُ إِذا

لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود‏.‏ وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على

راياتٍ شَتَّى‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ خرج ثُمامة بن أُثال وفلان

مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين

به‏.‏ المُسْنَدُ‏:‏ خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما

بينهم، قال أَبو حاتم‏:‏ هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن‏.‏ وفي حديث عبد

الملك‏:‏ أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند؛ قال‏:‏ هي كتابة قديمة، وقيل‏:‏

هو خط حمير؛ قال أَبو العباس‏:‏ المُسْنَدُ كلام أَولاد شيث‏.‏

والسِّنْد‏:‏ جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، والنسبة

إِليهم سِنْديّ‏.‏

أَبو عبيدة‏:‏ من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول

عَبِيد بن الأَبرص‏:‏

فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ، كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ

ثم قال‏:‏

فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي

وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ

وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال‏:‏

وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ

والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول‏.‏ وروي عن ابن سلام

أَنه قال‏:‏ السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره‏.‏

ومن هذا يقال‏:‏ خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني

أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير

واحد‏.‏ قال ابن بُزرُخ‏:‏ يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل

إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة‏:‏

وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ

أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا

ابن سيده‏:‏ سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما‏:‏ خالف بين الحركات

التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله‏:‏

شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ

بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا

وقوله فيها‏:‏

أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ، جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا‏؟‏

فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت

قَيْنا مع وينا وهو عيب‏.‏ قال ابن جني‏:‏ بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة

قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أن الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك

الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما

تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع‏:‏ منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا

ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة

راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت

بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم

قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود، وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش

بعد أَن خصص كيفية السناد‏:‏ أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم

يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال‏:‏

ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال الشاعر‏:‏

فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ

فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً‏.‏ قال ابن جني‏:‏ وجه ما قاله أَبو الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية

الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت

فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال‏:‏ ووجه من خص بعض عيوب

القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير

مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت

في ضارب ومضروب؛ قال وقوله‏:‏

فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد

الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه

عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ

الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول

الحطيئة‏:‏

وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ

قال‏:‏ ومثله كثير‏.‏ قال‏:‏ وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه؛ المسند هو الجزء الأَول من الجملة، والمسند إِليه الجزء الثاني منها، والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول، واللام في قوله والمسند

إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند، لأَنه

أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت‏:‏ هذا باب المُسْنَدِ

والمُسْنَدِ هُو إِليه‏.‏ قال الخليل‏:‏ الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كقولك‏.‏ عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَنَدٌ، ورجل صالح

مُسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي‏:‏ أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم‏:‏

تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم، تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن

قال‏:‏ ويسمى هذا السناد‏.‏ قال الفراءُ‏:‏ سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه

عن الخليل‏.‏

الكسائي‏:‏ رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ‏:‏ هي

من النُّوق الجريئَة‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً

تحت العمامة من الدُّهْن‏.‏

والأَسْنادُ‏:‏ شجر‏.‏ والسَّندانُ‏:‏ الصَّلاءَةُ‏.‏

والسِّنْدُ‏:‏ جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ‏.‏

وسِنْدٌ‏:‏ بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ

وزِنْجٍ‏.‏

والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ‏:‏ ضَرْب من الثياب‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل‏:‏ هو نوع من البرود

اليمانِية وفيه لغتان‏:‏ سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد‏.‏

وسٍَِنْدادٌ‏:‏ موضع‏.‏ والسَّنَدُ‏:‏ بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله‏:‏

يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ

والعَلياءُ‏:‏ اسم بلد آخر‏.‏ وسِنداد‏:‏ اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بن يَعْفُر‏:‏

والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد

سهد‏:‏ الليث‏:‏ السُّهْدُ والسُّهادُ نَقيضُ الرُّقاد؛ قال الأَعشى‏:‏

أَرِقتُ وما هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ

الجوهري‏:‏ السُّهادُ الأَرَقُ‏.‏ والسُّهُدُ، بضم السين والهاء‏:‏ القليل من النوم‏.‏

وسَهِدَ، بالكسر، يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهاداً‏:‏ لم يَنَمْ‏.‏ ورجل

سُهُدٌ‏:‏ قليلُ النوم؛ قال أَبو كبير الهذلي‏:‏

فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً، سُهُداً، إِذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ

وَعَينٌ سُهُدٌ كذلك‏.‏ وقد سَهَّدَه الهمُّ والوجعُ‏.‏ وما رأَيتُ من فلان

سَهْدَةً أَي أَمراً أَعْتَمِدُ عليه من خير أَو بركة أَو خَبرٍ أَو كلام

مُقْنِع‏.‏ وفلان ذُو سَهْدَةٍ أَي ذُو يَقَظَةٍ‏.‏ وهو أَسْهَدُ رَأْياً

منك‏.‏ وفي باب الإِتباع‏:‏ شيءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ أَي حَسَن‏.‏

والسَّهْوَدُ‏:‏ الطويلُ الشديد؛ شمر‏:‏ يقال غلام سَهْوَدٌ إِذا كان غَضّاً

حَدَثاً؛ وأَنشد‏:‏

ولَيْتَه كان غلاماً سَهْوَدا، إِذا عَسَت أَغصانُه تَجدّدا

وسَهَّدْتُه أَنا فهو مُسَهَّدٌ‏.‏ وفلان يُسَهَّدُ أَي لا يُتْرَكُ أن ينام؛ ومنه قول النابغة‏:‏

يُسَهَّدُ من نومِ العشاءِ سَليمُها، لِحَلْيِ النساءِ في يديه قَعاقَعُ

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للمرأَة إِذا ولَدَت ولَدَها بزَحْرة واحدة‏:‏ قد

أَمْصَعَتْ به وأَخْفَدَتْ به وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ به وحَطَأَتْ

به‏.‏ سُهْدُد‏:‏ اسم جبل لا ينصرف كأَنهم يذهبون به إِلى الصخرة أو البقعة‏.‏

سود‏:‏ السَّواد‏:‏ نقيضُ البياض؛ سَوِدَ وَسادَ واسودَّ اسْوِداداً

واسْوادّ اسْوِيداداً، ويجوز في الشعر اسْوَأَدَّ، تحرك الأَلف لئلاَّ يجمع بين

ساكنين؛ وهو أَسودُ، والجمع سُودٌ وسُودانٌ‏.‏ وسَوَّده‏:‏ جعله أَسودَ، والأَمر منه اسْوادَدْ، وإِن شئت أَدغمْتَ، وتصغيرُ الأَسود أُسَيِّدٌ، وإن شئت أُسَيْوِدٌ أَي قد قارب السَّوادَ، والنسْبَةُ إِليه أُسَيْدِيٌّ، بحذف الياء المتحركة، وتَصغير الترخيم سُوَيْدٌ‏.‏

وساوَدْتُ فلاناً فَسُدْتُه أَي غَلَبْتُه بالسواد من سواد اللونِ

والسُّودَدِ جميعاً‏.‏ وسَوِدَ الرجلُ‏:‏ كما تقول عَوِرَت عَيْنُه وَسَوِدْتُ

أَنا؛ قال نُصَيْبٌ‏:‏ سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادي، وتحتَه

قميص من القُوهِيِّ، بيضٌ بَنائقُهْ

ويُرْوَى‏:‏

سَوِدْتُ فلم أَملك وتحتَ سَوادِه

وبعضهم يقول‏:‏ سُدْتُ؛ قال أَبو منصور‏:‏ وأَنشد أَعرابي لِعنترةَ يَصِفُ

نفسَه بأَنه أَبيضُ الخُلُق وإِن كان أَسودَ الجلدِ‏:‏

عليّ قميصٌ من سَوادٍ وتحتَه

قميصُ بَياضٍ،‏.‏‏.‏ بنَائقُه

وكان عنترةُ أَسْوَدَ اللون، وأَراد بقميصِ البياضِ قَلْبَه‏.‏ وسَوَّدْتُ

الشيءَ إِذا غَيَّرْتَ بَياضَه سَوَاداً‏.‏ وأَسوَدَ الرجُلُ وأَسأَدَ‏:‏

وُلِدَ له ولد أَسود‏.‏ وساوَدَه سِواداً‏:‏ لَقِيَه في سَوادِ الليلِ‏.‏

وسَوادُ القومِ‏:‏ مُعْظَمُهم‏.‏ وسوادُ الناسِ‏:‏ عَوامُّهُم وكلُّ عددٍ

كثير‏.‏ يقال‏:‏ أَتاني القومُ أَسوَدُهم وأَحمرُهم أَي عَرَبُهم وعَجَمُهم‏.‏

ويقال‏:‏ كَلَّمُتُه فما رَدَّ عليَّ سوداءَ ولا بيضاءَ أَي كلمةً قبيحةً ولا

حَسَنَةً أَي ما رَدَّ عليّ شيئاً‏.‏

والسواد‏:‏ جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه؛ وقيل‏:‏ إِنما

ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ‏.‏ وسوادُ كلِّ شيءٍ‏:‏ كُورَةُ ما

حولَ القُرَى والرَّساتيق‏.‏ والسَّوادُ‏:‏ ما حَوالَي الكوفةِ من القُرَى

والرَّساتيقِ وقد يقال كُورةُ كذا وكذا وسوادُها إِلى ما حَوالَيْ قَصَبَتِها

وفُسْطاطِها من قُراها ورَساتيقِها‏.‏ وسوادُ الكوفةِ والبَصْرَة‏:‏

قُراهُما‏.‏ والسَّوادُ والأَسْوِداتُ والأَساوِدُ‏:‏ جَماعةٌ من الناس، وقيل‏:‏ هُم

الضُّروبُ المتفرِّقُون‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لعمر، رضي الله عنه‏:‏ انظر

إِلى هؤلاء الأَساوِدِ حولك أَي الجماعاتِ المتفرقة‏.‏ ويقال‏:‏ مرّت بنا

أَساودُ من الناسِ وأَسْوِداتٌ كأَنها جمع أَسْوِدَةٍ، وهي جمعُ قِلَّةٍ

لسَوادٍ، وهو الشخص لأَنه يُرَى من بعيدٍ أَسْوَدَ‏.‏ والسوادُ‏:‏ الشخص؛ وصرح

أَبو عبيد بأَنه شخص كلِّ شيء من متاع وغيره، والجمع أَسْودةٌ، وأَساوِدُ

جمعُ الجمعِ‏.‏ ويقال‏:‏ رأَيتُ سَوادَ القومِ أَي مُعْظَمَهم‏.‏ وسوادُ العسكرِ‏:‏

ما يَشتملُ عليه من المضاربِ والآلات والدوابِّ وغيرِها‏.‏ ويقال‏:‏ مرت بنا

أَسْوِداتٌ من الناس وأَساوِدُ أَي جماعاتٌ‏.‏ والسَّوادُ الأَعظمُ من الناس‏:‏ هُمُ الجمهورُ الأَعْظمُ والعدد الكثير من المسلمين الذين تَجمعوا

على طاعة الإِمام وهو السلطان‏.‏ وسَوادُ الأَمر‏:‏ ثَقَلُه‏.‏ ولفلانٍ سَوادٌ

أَي مال كثيرٌ‏.‏

والسَّوادُ‏:‏ السِّرارُ، وسادَ الرجلُ سَوْداً وساوَدَه سِواداً، كلاهما‏:‏

سارَّه فأَدْنى سوادَه من سَوادِه، والاسم السِّوادُ والسُّوادُ؛ قال ابن سيده‏:‏ كذلك أَطلقه أَبو عبيد، قال‏:‏ والذي عندي أَن السِّوادَ مصدر

ساوَد وأَن السُّوادَ الاسم كما تقدّم القول في مِزاحٍ ومُزاحٍ‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ أُذُنَكَ على أن تَرْفَعَ الحجاب وتَسْمَعَ سِوادِي حتى أَنهاك؛ قال الأَصمَعي‏:‏ السِّوادُ، بكسر

السين، السِّرارُ، يقال منه‏:‏ ساوَدْتُه مُساودَة وسِواداً إِذا

سارَرْتَه، قال‏:‏ ولم نَعْرِفْها بِرَفْع السين سُواداً؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ ويجوز

الرفع وهو بمنزلة جِوارٍ وجُوارٍ، فالجُوارُ الاسمُ والجِوارُ المصدرُ‏.‏

قال‏:‏ وقال الأَحمر‏:‏ هو من إِدْناء سَوادِكَ من سَوادِه وهو الشخْص أَي

شخْصِكَ من شخصه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ فهذا من السِّرارِ لأَنَّ السِّرارَ لا يكون

إِلا من إِدْناءِ السَّوادِ؛ وأَنشد الأَحمر‏:‏

مَن يَكُنْ في السِّوادِ والدَّدِ والإِعْـ *** ـرامِ زيراً، فإِنني غيرُ زِيرِ

وقال ابن الأَعرابي في قولهم لا يُزايِلُ سَوادي بَياضَكَ‏:‏ قال الأَصمعي

معناه لا يُزايِلُ شخصي شخصَكَ‏.‏ السَّوادُ عند العرب‏:‏ الشخصُ، وكذلك

البياضُ‏.‏ وقيل لابنَةِ الخُسِّ‏:‏ ما أَزناكِ‏؟‏ أَو قيل لها‏:‏ لِمَ حَمَلْتِ‏؟‏

أَو قيل لها‏:‏ لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سيَّدَةُ قَوْمِكِ‏؟‏ فقالت‏:‏ قُرْبُ

الوِساد، وطُولُ السِّواد؛ قال اللحياني‏:‏ السِّوادُ هنا المُسارَّةُ، وقيل‏:‏

المُراوَدَةُ، وقيل‏:‏ الجِماعُ بعينه، وكله من السَّوادِ الذي هو ضدّ

البياض‏.‏ وفي حديث سلمان الفارسي حين دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول‏:‏ لا

أَبكي خوفاً من الموت أَو حزناً على الدنيا، فقال‏:‏ ما يُبْكِيك‏؟‏ فقال‏:‏

عَهِد إِلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَكْف أَحدَكم مثلُ زاد الراكب

وهذه الأَساوِدُ حَوْلي؛ قال‏:‏ وما حَوْلَه إِلاَّ مِطْهَرَةٌ

وإِجَّانَةٌ وجَفْنَةٌ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ أَراد بالأَساودِ الشخوصَ من المتاع الذي

كان عنده، وكلُّ شخص من متاع أَو إِنسان أَو غيرِه‏:‏ سوادٌ، قال ابن الأَثير‏:‏ ويجوز أَن يُريدَ بالأَساودِ الحياتِ، جَمْعَ أَسودَ، شَبَّهَها بها

لاسْتضرارِه بمكانها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا رأَى أَحدكم سواداً بليل فلا يكن

أَجْبنَ السَّوادَينِ فإِنه يخافُك كما تخافُه أَي شخصاً‏.‏ قال‏:‏ وجمع

السَّوادِ أَسوِدةٌ ثم الأَساودُ جمع الجمع؛ وأَنشد الأَعشى‏:‏

تناهَيْتُمُ عنا، وقد كان فيكُمُ

أَساوِدُ صَرْعَى، لم يُسَوَّدْ قَتِيلها

يعني بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فجاء بعُودٍ وجاءَ

بِبَعرةٍ حتى زعموا فصار سواداً أَي شخصاً؛ ومنه الحديث‏:‏ وجعلوا سَواداً

حَيْساً أَي شيئاً مجتمعاً يعني الأَزْوِدَة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا رأَيتم

الاختلاف فعليكم بالسَّواد الأَعظم؛ قيل‏:‏ السواد الأَعظمُ جُمْلَة الناس

ومُعْظَمُهم التي اجْتَمَعَتْ على طاعة السلطان وسلوك المنهج القويم؛ وقيل‏:‏ التي

اجتمعت على طاعة السلطان وبَخِعَت لها، بَرّاً كان أَو فاجراً، ما أَقام

الصلاةَ؛ وقيل لأَنَس‏:‏ أَين الجماعة‏؟‏ فقال‏:‏ مع أُمرائكم‏.‏

والأَسْوَدُ‏:‏ العظيمُ من الحيَّات وفيه سوادٌ، والجمع أَسْوَدات

وأَساوِدُ وأَساويدُ، غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء، والأُنثى أَسْوَدَة نادرٌ؛ قال الجوهري في جمع الأَسود أَساوِد قال‏:‏ لأَنه اسم ولو كان صفة لَجُمِِع على

فُعْلٍ‏.‏ يقال‏:‏ أَسْوَدُ سالِخٌ غير مضاف، والأُنثى أَسْوَدَة ولا توصف

بسالخةٍ‏.‏ وقوله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الفِتَنَ‏:‏ لَتَعُودُنَّ فيها

أَساوِدَ صُبّاً يَضِربُ بعضكم رقاب بعض؛ قال الزهري‏:‏ الأَساودُ

الحياتُ؛ يقول‏:‏ يَنْصَبُّ بالسيف على رأْس صاحِبِه كما تفعلُ الحيةُ إِذا ارتفعت

فَلَسعت من فَوْقُ، وإِنما قيل للأَسود أَسْودُ سالِخٌ لأَنه يَسْلُخُ

جِلْدَه في كلِّ عام؛ وأَما الأَرقم فهو الذي فيه سواد وبياض، وذو الطُّفُيَتَيْنِ الذي له خَطَّان أَسودان‏.‏ قال شَمِير‏:‏ الأَسودُ أَخْبثُ الحيات

وأَعظمها وأَنكاها وهي من الصفة الغالبة حتى استُعْمِل استِعْمال

الأَسماءِ وجُمِعَ جَمْعَها، وليس شيءٌ من الحيات أَجْرَأَ منه، وربما عارض

الرُّفْقَةَ وتَبَِعَ الصَّوْتَ، وهو الذي يطلُبُ بالذَّحْلِ ولا يَنْجُو سَلِيمُه، ويقال‏:‏ هذا أَسود غير مُجْرًى؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ أَراد بقوله

لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يعني جماعاتٍ، وهي جمع سوادٍ من الناس

أَي جماعة ثم أَسْوِدَة، ثم أَساوِدُ جمع الجمع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أَمر

بقتل الأَسوَدَين في الصلاة؛ قال شَمِر‏:‏ أَراد بالأَسْوَدَينِ الحيةَ

والعقربَ‏.‏

والأَسْوَدان‏:‏ التمر والماء، وقيل‏:‏ الماء واللبن وجعلهما بعض الرُّجَّاز

الماءَ والفَثَّ، وهو ضرب من البقل يُختَبَزُ فيؤكل؛ قال‏:‏

الأَسْودانِ أَبرَدا عِظامي، الماءُ والفَثُّ دَوا أَسقامي

والأَسْودانِ‏:‏ الحَرَّةُ والليل لاسْوِدادهما، وضافَ مُزَبِّداً

المَدَنيَّ قومٌ فقال لهم‏:‏ ما لكم عندنا إِلا الأَسْوَدانِ فقالوا‏:‏ إِن في ذلك

لمَقْنَعا التمر والماءِ، فقال‏:‏ ما ذاك عَنَيْتُ إِنما أَردت الحَرَّةَ

والليل‏.‏ فأَما قول عائشة، رضي الله عنها‏:‏ لقد رأَيْتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إِلا الأَسْودان؛ ففسره أَهل اللغة بأَنه

التمر والماءُ؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنها إِنما أَرادت الحرة والليلَ، وذلك أَن وجود التمر والماء عندهم شِبَعٌ ورِيٌّ وخِصْبٌ لا شِصْبٌ، وإِنما

أَرادت عائشة، رضي الله عنها، أَن تبالغ في شدة الحال وتَنْتَهيَ في ذلك

بأَن لا يكون معها إِلا الحرة والليل أَذْهَبَ في سوء الحال من وجود

التمر والماء؛ قال طرفة‏:‏

أَلا إِنني شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً، أَلا بَجَلي من الشرابِ، أَلا بَجَلْ

قال‏:‏ أَراد الماء؛ قال شَمِرٌ‏:‏ وقيل أَراد سُقِيتُ سُمَّ أَسوَدَ‏.‏ قال الأَصمعي والأَحمر‏:‏ الأَسودان الماء والتمر، وإِنما الأَسود التمر دون

الماءِ وهو الغالب على تمر المدينة، فأُضيف الماءُ إِليه ونعتا جميعاً بنعت

واحد إِتباعاً، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان يُسَمَّيان معاً

بالاسم الأَشهر منهما كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر، والقمران للشمس

والقمر‏.‏ والوَطْأَة السَّوْداءُ‏:‏ الدارسة، والحمراء‏:‏ الجديدة‏.‏ وما ذقت عنده

من سُوَيْدٍ قَطْرَةً، وما سقاهم من سُوَيْدٍ قَطْرةً، وهو الماءُ نفسه

لا يستعمل كذا إِلا في النفي‏.‏ ويقال للأَعداءِ‏:‏ سُودُ الأَكباد؛ قال‏:‏

فما أَجْشَمْتُ من إِتْيان قوم، هم الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ

ويقال للأَعداء‏:‏ صُهْبُ السِّبال وسود الأَكباد، وإِن لم يكونوا كذلك

فكذلك يقال لهم‏.‏

وسَواد القلب وسَوادِيُّه وأَسْوَده وسَوْداؤُه‏:‏ حَبَّتُه، وقيل‏:‏ دمه‏.‏

يقال‏:‏ رميته فأَصبت سواد قلبه؛ وإِذا صَغَّروه ردّوه إِلى سُوَيْداء، ولا

يقولون سَوْداء قَلْبه، كما يقولون حَلَّق الطائر في كبد السماء وفي كُبَيْد السماء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فأَمر بسواد البَطن فشُوِيَ له الكبد‏.‏

والسُّوَيْداءُ‏:‏ الاسْت‏.‏ والسَّوَيْداء‏:‏ حبة الشُّونيز؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ الصواب الشِّينِيز‏.‏ قال‏:‏ كذلك تقول العرب‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ عنى به الحبة

الخضراء لأَن العرب تسمي الأَسود أَخضر والأَخضر أَسود‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما

من داءٍ إِلا في الحبة السوداءِ له شفاء إِلا السام؛ أَراد به الشونيز‏.‏

والسَّوْدُ‏:‏ سَفْحٌ من الجبل مُسْتَدِقٌّ في الأَرض خَشِنٌ أَسود، والجمع أَسوادٌ، والقِطْعَةُ منه سَوْدةٌ وبها سميت المرأَة سَوْدَةَ‏.‏ الليث‏:‏

السَّوْدُ سَفْحٌ مستو بالأَرض كثير الحجارة خشنها، والغالب عليها أَلوان

السواد وقلما يكون إِلا عند جبل فيه مَعْدِن؛ والسَّود، بفتح السين

وسكون الواو، في شعر خداش بن زهير‏:‏

لهم حَبَقٌ، والسَّوْدُ بيني وبينهم، يدي لكُمُ، والزائراتِ المُحَصَّبا

هو جبال قيس؛ قال ابن بري‏:‏ رواه الجرميُّ يدي لكم، بإِسكان الياءِ على

الإِفراد وقال‏:‏ معناه يدي لكم رهن بالوفاءِ، ورواه غيرهُ يُديَّ لكم جمع

يد، كما قال الشاعر‏:‏

فلن أَذكُرَ النُّعمانَ إِلا بصالح، فإِن له عندي يُدِيّاً وأَنعُما

ورواه أَبو شريك وغيره‏:‏ يَديّ بكم مثنى بالياءِ بدل اللام، قال‏:‏ وهو الأَكثر في الرواية أَي أَوقع الله يديّ بكم‏.‏ وفي حديث أَبي مجلز‏:‏ وخرج إِلى

الجمعة وفي الطريق عَذِرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول‏:‏ ما هذه

الأَسْوَدات‏؟‏ هي جمع سَوْداتٍ، وسَوْداتٌ جمع سودةٍ، وهي القِطعة من الأَرض فيها

حجارة سُودٌ خَشِنَةٌ، شَبَّهَ العَذِرةَ اليابسة بالحجارة السود‏.‏

والسَّوادِيُّ‏:‏ السُّهْريزُ‏.‏

والسُّوادُ‏:‏ وجَع يأْخُذُ الكبد من أَكل التمر وربما قَتل، وقد سُئِدَ‏.‏

وماءٌ مَسْوَدَةٌ يأْخذ عليه السُّوادُ، وقد سادَ يسودُ‏:‏ شرب

المَسْوَدَةَ‏.‏ وسَوَّدَ الإِبل تسويداً إِذا دَقَّ المِسْحَ الباليَ من شَعَر فداوى

به أَدْبارَها، يعني جمع دَبَر؛ عن أَبي عبيد‏.‏

والسُّودَدُ‏:‏ الشرف، معروف، وقد يُهْمَز وتُضم الدال، طائية‏.‏ الأَزهري‏:‏

السُّؤدُدُ، بضم الدال الأُولى، لغة طيء؛ وقد سادهم سُوداً وسُودُداً

وسِيادةً وسَيْدُودة، واستادهم كسادهم وسوَّدهم هو‏.‏

والمسُودُ‏:‏ الذي ساده غيره‏.‏ والمُسَوَّدُ‏:‏ السَّيّدُ‏.‏ وفي حديث قيس بن عاصم‏:‏ اتقوا الله وسَوِّدوا أَكبَرَكم‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ ما رأَيت بعد

رسول الله صلى الله عليه وسلم أَسْوَدَ من معاوية؛ قيل‏:‏ ولا عُمَر‏؟‏ قال‏:‏

كان عمر خيراً منه، وكان هو أَسودَ من عمر؛ قيل‏:‏ أَراد أَسخى وأَعطى

للمال، وقيل‏:‏ أَحلم منه‏.‏

قال‏:‏ والسَّيِّدُ يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم

والحليم ومُحْتَمِل أَذى قومه والزوج والرئيس والمقدَّم، وأَصله من سادَ

يَسُودُ فهو سَيْوِد، فقلبت الواو ياءً لأَجل الياءِ الساكنة قبلها ثم أُدغمت‏.‏

وفي الحديث‏:‏ لا تقولوا للمنافق سَيِّداً، فهو إِن كان سَيِّدَكم وهو منافق، فحالكم دون حاله والله لا يرضى لكم ذلك‏.‏ أَبو زيد‏:‏ اسْتادَ القومُ

اسْتِياداً إِذا قتلوا سيدهم أَو خطبوا إِليه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ استاد فلان في بني فلان إِذا تزوّج سيدة من عقائلهم‏.‏ واستاد القوم بني فلان‏:‏ قتلوا

سيدهم أَو أَسروه أَو خطبوا إِليه‏.‏ واستادَ القومَ واستاد فيهم‏:‏ خطب فيهم

سيدة؛ قال‏:‏

تَمنَّى ابنُ كُوزٍ، والسَّفاهةُ كاسْمِها، لِيَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَيالِيا

أَي أَراد يتزوجُ منا سيدة لأَن أَصابتنا سنة‏.‏ وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه‏:‏ تَفَقَّهوا قبل أَن تُسَوَّدوا؛ قال شَمِر‏:‏ معناه تعلَّموا

الفقه قبل أَن تُزَوَّجوا فتصيروا أَرباب بيوت فَتُشْغَلوا بالزواج عن

العلم، من قولهم استاد الرجلُ، يقول‏:‏ إِذا تَزوّج في سادة؛ وقال أَبو عبيد‏:‏ يقول تعلموا العلم ما دمتم صِغاراً قبل أَن تصيروا سادَةً رُؤَساءَ

منظوراً إِليهم، فإِن لم تَعَلَّموا قبل ذلك استحيتم أَن تَعَلَّموا بعد

الكبر، فبقِيتم جُهَّالاً تأْخذونه من الأَصاغر، فيزري ذلك بكم؛ وهذا شبيه

بحديث عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما‏:‏ لا يزال الناس بخير ما أَخذوا

العلم عن أَكابرهم، فإِذا أَتاهم من أَصاغرهم فقد هلكوا، والأَكابر أَوْفَرُ

الأَسنان والأَصاغرُ الأَحْداث؛ وقيل‏:‏ الأَكابر أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأَصاغر مَنْ بَعْدَهم من التابعين؛ وقيل‏:‏ الأَكابر أَهل

السنة والأَصاغر أَهل البدع؛ قال أَبو عبيد‏:‏ ولا أُرى عبدالله أَراد

إِلا هذا‏.‏ والسَّيِّدُ‏:‏ الرئيس؛ وقال كُراع‏:‏ وجمعه سادةٌ، ونظَّره بقَيِّم

وقامة وعَيِّل وعالةٍ؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن سادةً جمع سائد على ما

يكثر في هذا النحو، وأَما قامةٌ وعالةٌ فجمْع قائم وعائل لا جمعُ قَيِّمٍ

وعيِّلٍ كما زعم هو، وذلك لأَنَّ فَعِلاً لا يُجْمَع على فَعَلةٍ إِنما

بابه الواو والنون، وربما كُسِّر منه شيء على غير فَعَلة كأَموات

وأَهْوِناء؛ واستعمل بعض الشعراء السيد للجن فقال‏:‏

جِنٌّ هَتَفْنَ بليلٍ، يَنْدُبْنَ سَيِّدَهُنَّهْ

قال الأَخفش‏:‏ هذا البيت معروف من شعر العرب وزعم بعضهم أَنه من شعر

الوليد والذي زعم ذلك أَيضاً‏.‏

ابن شميل‏:‏ السيد الذي فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع، المعطي ماله في حقوقه المعين بنفسه، فذلك السيد‏.‏ وقال عكرمة‏:‏ السيد الذي لا يغلبه غَضَبه‏.‏ وقال قتادة‏:‏ هو العابد الوَرِع الحليم‏.‏ وقال أَبو خيرة‏:‏ سمي سيداً لأَنه يسود سواد الناس أَي عُظْمهم‏.‏ الأَصمعي‏:‏ العرب

تقول‏:‏ السيد كل مَقْهور مَغْمُور بحلمه، وقيل‏:‏ السيد الكريم‏.‏ وروى مطرّف

عن أَبيه قال‏:‏ جاءَ رجل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أَنت سيد

قريش‏؟‏ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ السيدُ الله، فقال‏:‏ أَنت

أَفضلُها قولاً وأَعْظَمُها فيها طَوْلاً، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

لِيَقُلْ أَحدكم بقوله ولا يَسْتَجْرِئَنَّكُم؛ معناهُ هو الله الذي يَحِقُّ

له السيادة، قال أَبو منصور‏:‏ كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمْدَحَ في وجهه وأَحَبَّ التَّواضع لله تعالى، وجَعَلَ السيادة للذي ساد الخلق

أَجمعين، وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ حين قال لقومه الأَنصار‏:‏

قوموا إِلى سيدكم، أَراد أَنه أَفضلكم رجلاً وأَكرمكم، وأَما صفة الله، جل

ذكره، بالسيد فمعناه أَنه مالك الخلق والخلق كلهم عبيده، وكذلك قوله‏:‏

أَنا سيّدُ ولد آدم يوم القيامة ولا فَخْرَ، أَراد أَنه أَوَّل شفيع وأَول

من يُفتح له باب الجنة، قال ذلك إِخباراً عما أَكرمه الله به من الفضل

والسودد، وتحدُّثاً بنعمة الله عنده، وإِعلاماً منه ليكون إِيمانهم به على

حَسَبهِ ومُوجَبهِ، ولهذا أَتبعه بقوله ولا فخر أَي أَن هذه الفضيلة التي

نلتها كرامة من الله، لم أَنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوَّتي، فليس

لي أَن أَفْتَخِرَ بها؛ وقيل في معنى قوله لهم لما قالوا له أَنت

سَيِّدُنا‏:‏ قولوا بِقَوْلِكُم أَي ادْعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله، ولا

تُسَمُّوني سَيِّداً كما تُسَمُّونَ رؤُساءكم، فإِني لست كأَحدهم ممن يسودكم

في أَسباب الدنيا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يا رسولَ الله مَنِ السيِّد‏؟‏ قال‏:‏ يوسفُ بن إِسحقَ بن يعقوبَ بن إِبراهيم، عليه السلام، قالوا‏:‏ فما في أُمَّتِك

من سَيِّدٍ‏؟‏ قال‏:‏ بلى من آتاه الله مالاً ورُزِقَ سَماحَةً، فأَدّى شكره

وقلَّتْ شِكايَتهُ في النَّاس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كل بني آدم سَيِّدٌ، فالرجل

سيد أَهل بيته، والمرأَة سيدة أَهل بيتها‏.‏ وفي حديثه للأَنصار قال‏:‏ من سيدكم‏؟‏ قالوا‏:‏ الجَدُّ بنُ قَيس على أَنا نُبَخِّلُه، قال‏:‏ وأَي داءٍ أَدْوى

من البخل‏؟‏ وفي الحديث أَنه قال للحسن بن علي، رضي الله عنهما‏:‏ إِن ابْني

هذا سيدٌ؛ قيل‏:‏ أَراد به الحَليم لأَنه قال في تمامه‏:‏ وإِن الله يُصْلِحُ

به بين فئتين عظيمتين من المسلمين‏.‏ وفي حديث‏:‏ قال لسعد بن عبادة‏:‏ انظروا

إِلى سيدنا هذا ما يقول؛ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا رواه الخطابي‏.‏ وقيل‏:‏

انظروا إِلى من سَوَّدْناه على قومه ورأْسْناه عليهم كما يقول السلطانُ

الأَعظم‏:‏ فلان أَميرُنا قائدُنا أَي من أَمَّرناه على الناس ورتبناه لقَوْد

الجيوش‏.‏ وفي رواية‏:‏ انظروا إِلى سيدكم أَي مُقَدَّمِكُم‏.‏ وسمى الله تعالى

يحيى سيداً وحصوراً؛ أَراد أَنه فاق غيره عِفَّة ونزاهة عن الذنوب‏.‏

الفراء‏:‏ السَّيِّدُ الملك والسيد الرئيس والسيد السخيُّ وسيد العبد مولاه، والأُنثى من كل ذلك بالهاء‏.‏ وسيد المرأَة‏:‏ زوجها‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وأَلْفَيَا

سيدها لدى الباب؛ قال اللحياني‏:‏ ونظنّ ذلك مما أَحدثه الناس، قال ابن سيده‏:‏

وهذا عندي فاحش، كيف يكون في القرآن ثم يقول اللحياني‏:‏ ونظنه مما أَحدثه

الناس؛ إِلا أَن تكون مُراوِدَةُ يوسف مَمْلُوكَةً؛ فإِن قلت‏:‏ كيف يكون

ذلك وهو يقول‏:‏ وقال نسوة في المدينة امرأَة العزيز‏؟‏ فهي إِذاً حرّة، فإِنه‏.‏ قد يجوز أن تكون مملوكة ثم يُعْتِقُها ويتزوّجها بعد كما نفعل نحن ذلك كثيراً بأُمهات

الأَولاد؛ قال الأَعشى‏:‏

فكنتَ الخليفةَ من بَعْلِها، وسَيِّدَتِيَّا، ومُسْتادَها

أَي من بعلها، فكيف يقول الأَعشى هذا ويقول اللحياني بعد‏:‏ إِنَّا نظنه

مما أَحدثه الناس‏؟‏ التهذيب‏:‏ وأَلفيا سيدها معناه أَلفيا زوجها، يقال‏:‏ هو سيدها وبعلها أَي زوجها‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَن امرأَة

سأَلتها عن الخضاب فقالت‏:‏ كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره ريحه؛ أَرادت معنى السيادة تعظيماً له أَو ملك الزوجية، وهو من قوله‏:‏ وأَلفيا

سيدها لدى الباب؛ ومنه حديث أُم الدرداء‏:‏ حدثني سيدي أَبو الدرداء‏.‏

أَبو مالك‏:‏ السَّوادُ المال والسَّوادُ الحديث والسواد صفرة في اللون

وخضرة في الظفر تصيب القوم من الماء الملح؛ وأَنشد‏:‏

فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا وتسَوِّدوا، فكونوا نَعَايَا في الأَكُفِّ عِيابُها

يعني عيبة الثياب؛ قال‏:‏ تُسَوِّدُوا تَقْتلُوا‏.‏ وسيِّد كلِّ شيء‏:‏

أَشرفُه وأَرفَعُه؛ واستعمل أَبو إِسحق الزجاج ذلك في القرآن فقال‏:‏ لأَنه

سيد الكلام نتلوه، وقيل في قوله عز وجل‏:‏ وسيداً وحصوراً، السيد‏:‏ الذي

يفوق في الخير‏.‏ قال ابن الأَنباري‏:‏ إِن قال قائل‏:‏ كيف سمى الله، عز وجل، يحيى سيداً وحصوراً، والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعين ولا مالك

لهم سواه‏؟‏ قيل له‏:‏ لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد الرئيسَ

والإِمامَ في الخير، كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا، صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري

وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً، فهو سيِّدٌ، وهم سادَةٌ، تقديره فَعَلَةٌ، بالتحريك، لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ، وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ ولا نظير لهما، يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ، بالهمز، مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ؛ وقال أَهل البصرة‏:‏ تقدير

سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً، مِثلَ

قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ؛ وقالوا‏:‏ إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد

والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ، بالهمز على غير قياس، لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ

فياعلُ بلا همز، والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ، مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ‏.‏ وتقول‏:‏ سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي

أَجلُّ منه‏:‏ قال الفراء‏:‏ يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم، فإِذا أَخبرت أَنه

عن قليل يكون سيدَهم قلت‏:‏ هو سائدُ قومِه عن قليل‏.‏ وسيد

‏.‏‏.‏‏.‏ وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ غلاماً

سيداً؛ وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون‏.‏ والسَّيِّد من المعز‏:‏

المُسِنُّ؛ عن الكسائي‏.‏ قال‏:‏ ومنه الحديث‏:‏ ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز؛ قال الشاعر‏:‏

سواء عليه‏:‏ شاةُ عامٍ دَنَتْ له

لِيَذْبَحَها للضيف، أَم شاةُ سَيِّدِ

كذا رواه أَبو علي عنه؛ المُسِنُّ من المعز، وقيل‏:‏ هو المسنّ، وقيل‏:‏ هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً‏.‏ والحديث الذي جاء عن النبي، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ أَن جبريل قال لي‏:‏ اعلم يا محمد أَن ثنية من الضأْن خير من السيِّد

من الإِبل والبقر، يدل على أَنه معموم به‏.‏ قال‏:‏ وعند أَبي علي فَعْيِل من «س و د» قال‏:‏ ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن السيدَ

لا معنى له ههنا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ

بكبش يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به؛ قوله‏:‏ ينظر في سواد، أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها؛ قال كثير‏:‏

وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بياضٍ، إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ

قوله‏:‏ تدمع في بياض وتنظر في سواد، يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض

ونظرها من حدقة سوداء، يريد أَنه أَسوَدُ القوائم، ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ؛ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر‏.‏ الأَصمعيُّ‏:‏ يقال جاءَ

فلان بغنمه سُودَ البطون، وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى؛ معناهما مهازِيل‏.‏

والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته، والعرب تقول‏:‏ إِذا كثر البياض قلَّ

السواد؛ يعنون بالبياض اللبن وبالسواد التمر؛ وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ

فيه التمر‏.‏ وفي المثل‏:‏ قال لي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر‏.‏

وأُمُّ سُويْدٍ‏:‏ هي الطِّبِّيجَةُ‏.‏

والمِسْأَدُ‏:‏ نِحْيُ السمن أَو العسل، يُهْمَز ولا يُهمز، فيقال مِسادٌ، فإِذا همز، فهو مِفْعَلٌ، وإِذا لم يُهْمَز، فهو فِعَالٌ؛ ويقال‏:‏ رمى

فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب

الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به؛ قال الشاعر‏:‏

قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها‏:‏

هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ‏؟‏

قال بعضهم‏:‏ أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ، وقيل‏:‏ هي سهام

القَنَا؛ قال أَبو سعيد‏:‏ الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر

بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه، وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد، فقالت له امرأَته‏:‏ أَين النبل الذي كنتَ ترمي به‏؟‏ فقال هذا البيت‏:‏ قالت

خُلَيْدَةُ‏.‏

والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ‏:‏ طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد، قال‏:‏ وبعضهم يسميها السُّوادِيَّةَ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فيها الناقةُ

وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل‏.‏

وأَسْوَدُ‏:‏ اسم جبل‏.‏ وأَسْوَدَةُ‏:‏ اسم جبل آخر‏.‏

والأَسودُ‏:‏ عَلَمٌ في رأْس جبل؛ وقول الأَعشى‏:‏

كَلاَّ، يَمِينُ اللَّهِ حتى تُنزِلوا، من رأْس شاهقةٍ إِلينا، الأَسْوَدا

وأَسْودُ العَيْنِ‏:‏ جبل؛ قال‏:‏

إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ

كِراماً، وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ

قال الهَجَرِيُّ‏:‏ أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى‏.‏ وأَسْوَدَةُ‏:‏

بِئر‏.‏ وأَسوَدُ والسَّودُ‏:‏ موضعان‏.‏

والسُّوَيْداء‏:‏ موضعٌ بالحِجاز‏.‏ وأَسْوَدُ الدَّم‏:‏ موضع؛ قال النابغةُ

الجعدي‏:‏

تَبَصَّرْ خَلِيلِي، هل تَرَى من ظعائنٍ

خَرَجْنَ بنصف الليلِ، من أَسْوَدِ الدَّمِ‏؟‏

والسُّوَيْداءُ‏:‏ طائرٌ‏.‏ وأَسْودانُ‏:‏ أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ‏.‏ وسُوَيْدٌ

وسَوادةُ‏:‏ اسمان‏.‏ والأَسْوَدُ‏:‏ رجل‏.‏

سيد الكلام نتلوه، وقيل في قوله عز وجل‏:‏ وسيداً وحصوراً، السيد‏:‏ الذي

يفوق في الخير‏.‏ قال ابن الأَنباري‏:‏ إِن قال قائل‏:‏ كيف سمى الله، عز وجل، يحيى سيداً وحصوراً، والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعين ولا مالك

لهم سواه‏؟‏ قيل له‏:‏ لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد الرئيسَ

والإِمامَ في الخير، كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا، صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري

وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً، فهو سيِّدٌ، وهم سادَةٌ، تقديره فَعَلَةٌ، بالتحريك، لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ، وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ ولا نظير لهما، يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ، بالهمز، مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ؛ وقال أَهل البصرة‏:‏ تقدير

سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً، مِثلَ

قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ؛ وقالوا‏:‏ إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد

والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ، بالهمز على غير قياس، لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ

فياعلُ بلا همز، والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ، مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ‏.‏ وتقول‏:‏ سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي

أَجلُّ منه‏:‏ قال الفراء‏:‏ يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم، فإِذا أَخبرت أَنه

عن قليل يكون سيدَهم قلت‏:‏ هو سائدُ قومِه عن قليل‏.‏ وسيد‏.‏‏.‏‏.‏ وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ غلاماً

سيداً؛ وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون‏.‏ والسَّيِّد من المعز‏:‏

المُسِنُّ؛ عن الكسائي‏.‏ قال‏:‏ ومنه الحديث‏:‏ ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز؛ قال الشاعر‏:‏

سواء عليه‏:‏ شاةُ عامٍ دَنَتْ له

لِيَذْبَحَها للضيف، أَم شاةُ سَيِّدِ

كذا رواه أَبو علي عنه؛ المُسِنُّ من المعز، وقيل‏:‏ هو المسنّ، وقيل‏:‏ هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً‏.‏ والحديث الذي جاء عن النبي، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ أَن جبريل قال لي‏:‏ اعلم يا محمد أَن ثنية من الضأْن خير من السيِّد

من الإِبل والبقر، يدل على أَنه معموم به‏.‏ قال‏:‏ وعند أَبي علي فَعْيِل من «س و د» قال‏:‏ ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن السيدَ

لا معنى له ههنا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ

بكبش يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به؛ قوله‏:‏ ينظر في سواد، أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها؛ قال كثير‏:‏

وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بياضٍ، إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ

قوله‏:‏ تدمع في بياض وتنظر في سواد، يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض

ونظرها من حدقة سوداء، يريد أَنه أَسوَدُ القوائم، ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ؛ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر‏.‏ الأَصمعيُّ‏:‏ يقال جاءَ

فلان بغنمه سُودَ البطون، وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى؛ معناهما مهازِيل‏.‏

والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته، والعرب تقول‏:‏ إِذا كثر البياض قلَّ

السواد؛ يعنون بالبياض اللبن وبالسواد التمر؛ وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ

فيه التمر‏.‏ وفي المثل‏:‏ قال لي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر‏.‏

وأُمُّ سُويْدٍ‏:‏ هي الطِّبِّيجَةُ‏.‏

والمِسْأَدُ‏:‏ نِحْيُ السمن أَو العسل، يُهْمَز ولا يُهمز، فيقال مِسادٌ، فإِذا همز، فهو مِفْعَلٌ، وإِذا لم يُهْمَز، فهو فِعَالٌ؛ ويقال‏:‏ رمى

فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب

الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به؛ قال الشاعر‏:‏

قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها‏:‏

هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ‏؟‏

قال بعضهم‏:‏ أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ، وقيل‏:‏ هي سهام

القَنَا؛ قال أَبو سعيد‏:‏ الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر

بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه، وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد، فقالت له امرأَته‏:‏ أَين النبل الذي كنتَ ترمي به‏؟‏ فقال هذا البيت‏:‏ قالت

خُلَيْدَةُ‏.‏

والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ‏:‏ طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد، قال‏:‏ وبعضهم يسميها السُّوادِيَّةَ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فيها الناقةُ

وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل‏.‏

وأَسْوَدُ‏:‏ اسم جبل‏.‏ وأَسْوَدَةُ‏:‏ اسم جبل آخر‏.‏

والأَسودُ‏:‏ عَلَمٌ في رأْس جبل؛ وقول الأَعشى‏:‏

كَلاَّ، يَمِينُ اللَّهِ حتى تُنزِلوا، من رأْس شاهقةٍ إِلينا، الأَسْوَدا

وأَسْودُ العَيْنِ‏:‏ جبل؛ قال‏:‏

إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ

كِراماً، وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ

قال الهَجَرِيُّ‏:‏ أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى‏.‏ وأَسْوَدَةُ‏:‏

بِئر‏.‏ وأَسوَدُ والسَّودُ‏:‏ موضعان‏.‏

والسُّوَيْداء‏:‏ موضعٌ بالحِجاز‏.‏ وأَسْوَدُ الدَّم‏:‏ موضع؛ قال النابغةُ

الجعدي‏:‏

تَبَصَّرْ خَلِيلِي، هل تَرَى من ظعائنٍ

خَرَجْنَ بنصف الليلِ، من أَسْوَدِ الدَّمِ‏؟‏

والسُّوَيْداءُ‏:‏ طائرٌ‏.‏ وأَسْودانُ‏:‏ أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ‏.‏ وسُوَيْدٌ

وسَوادةُ‏:‏ اسمان‏.‏ والأَسْوَدُ‏:‏ رجل‏.‏

شحد‏:‏ الليث‏:‏ الشُّحْدُودُ السَّيّءُ الخُلُقِ‏.‏ قالت أَعرابية وأَرادَتْ أَنْ تَرْكَبَ بغلاً‏:‏ لعله حَيُوصٌ أَو قَمُوصٌ أَو شُحْدُودٌ؛ قال‏:‏ وجاء به غير الليث‏.‏