فصل: (تابع: حرف الشين)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الشين‏]‏

نشش‏:‏ نَشَّ الماءُ يَنِشُّ نَشًّا ونَشِيشاً ونَشَّشَ‏:‏ صَوَّتَ عند الغلَيان أَو الصبِّ، وكذلك كل ما سُمع له كَتِيت كالنَّبِيد وما أَشبهه، وقيل‏:‏ النَّشِيش أَولُ أَخْذِ العصير في الغليان، والخَمرُ تَنِشُّ إِذا أَخذَت في الغليات‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا نَشَّ فلا تَشرَبُ‏.‏ ونَشَّ اللحمُ نَشًّا ونَشِيشاً‏:‏ سُمع له صوت على المِقْلى أَو في القِدْر‏.‏ ونَشِيشُ اللحمِ‏:‏ صوْتُه إِذا غلى‏.‏ والقِدرُ تَنِشُّ إِذا أَخذت تَغْلي‏.‏

ونَشَّ الماءُ إِذا صبَبْته من صاخِرةٍ طال عهدُها بالماء‏.‏ والنَّشِيشُ‏:‏ صوْتُ الماء وغيرِه إِذا غَلى‏.‏ وفي حديث النبيذ‏:‏ إِذا نَشَّ فلا تَشْربْ أَي إِذا غلى؛ يقال‏:‏ نَشَّت الخمرُ تَنِشُّ نَشِيشاً؛ ومنه حديث الزهري‏:‏ أَنه كرِه للمتوفى عنها زوجُها الدُّهْنَ الذي يُنَشُّ بالريْحان أَي يُطيَّب بأَن يُغلى في القدر مع الريحان حتى يَنِشَّ‏.‏

وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ ونَشْناشةٌ‏:‏ لا يَجِفُّ ثَراها ولا ينبت مَرْعاها، وقد نَشَّت بالنَّزِّ تَنِشُّ‏.‏ وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ‏:‏ تَنِشُّ من النَّزّ، وقيل‏:‏ سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ وهو ما يظهر من ماء السباخ فيَنِشُّ فيها حتى

يعود مِلْحاً؛ ومنه حديث الأَحنف‏:‏ نَزَلْنا سَبَخَةً نَشَّاشةً، يعني

البَصْرة، أَي نَزَّارةً تَنِزٌّ بالماء لأَن السبَخَةَ يَنِزُّ ماؤُها

فيَنِشُّ ويعود مِلْحاً، وقيل‏:‏ النَّشَّاشةُ التي لا يجِفُّ تُرْبُها ولا

ينبُت مرعاها‏.‏

بعض الكِلابيّين‏:‏ أَشَّت الشَّجَّةُ ونَشَّت؛ قال‏:‏ أَشَّت إِذا أَخذت

تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قطَرت، ونَشَّ الغَدِيرُ والحَوْضُ يَنِشُّ نَشّاً

ونَشِيشاً‏:‏ يَبِسَ ماؤُهما ونَضَبَ، وقيل‏:‏ نَشَّ الماءُ على وجه الأَرض

نَشِفَ وجفَّ، ونَشَّ الرُّطَبُ وذَوِيَ ذهب ماؤُه؛ قال ذو الرمة‏:‏

حتى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ له

بأَجَّةٍ، نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ

والنَّشُّ‏:‏ وزنُ نَواة من ذهب، وقيل‏:‏ هو وزن عشرين درهماً، وقيل‏:‏ وزن

خمسة دراهم، وقيل‏:‏ هو ربع أُوقيَّة والأُوقية أَربعون درهماً‏.‏ ونَشَّ

الشيء‏:‏ نِصْفُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أشن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُصْدِق

امرأَةً من نسائه أَكْثرَ من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشٍّ؛ الأُوقِيَّةُ أَربعون والنَّشُّ عشرون فيكون الجميعُ خَمْسَمائة درهم؛ قال

الأَزهري‏:‏ وتصديقُه ما رُوي عن عبد الرحمن قال‏:‏ سأَلت عائشة، رضي اللَّه عنها‏:‏

كم كان صَداقُ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم‏؟‏ قالت‏:‏ ان صَداقُه اثنتَيْ

عشرة ونَشّاً، قالت‏:‏ والنَّشُّ نصفُ أُوقية‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ النَّشُّ النصف

من كل شيء؛ وأَنشد‏:‏

من نِسوةٍ مُهورُهنَّ النَّشُّ

الجوهري‏:‏ النَّشُّ عشرون درهماً وهو نصف أُوقية لأَنهم يُسَمُّون

الأَربعين درهماً أُوقيةً، ويسمون العشرين نَشّاً، ويسمون الخمسة

نَواةً‏.‏ نَشْنَشَ الطائرُ رِيشَه بمِنْقارِه إِذا أَهْوى له إِهْواءً خفيفاً

فنَتَف منه وطَيَّر به، وقيل‏:‏ نتَفَه فأَلقاه؛ قال‏:‏

رأَيتُ غُراباً واقِعاً فوقَ بانةٍ، يُنَشْنِشُ أَعلى رِيشِه ويُطايِرهْ

وكذلك وضعْتُ له لَحْماً فنَشْنَشَ منه إِذا أَكل بعَجَلة وسرعة؛ وقال

أَبو الدرداء لبَلْعَنْبر يصف حية نشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِير‏:‏

فنَشْنَشَ إِحدى فِرْسِنَيْها بِنَشْطةٍ، رَغَتْ رَغْوَةً منها، وكادَتْ تُقَرْطِبُ

ونَشْنَشُوه‏:‏ تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه كان يَنُشُّ الناس بعد العِشاء بالدِّرَّة أُ يَسُوقُهم إِلى

بيوتهم‏.‏ والنَّشُّ‏:‏ السَّوْقُ الرَّفيق، ويروى بالسين، وهو السَّوْق

الشديد؛ قال شمر‏:‏ صحّ الشين عن شعبة في حديث عمر وما أَراه إِلاَّ صحيحاً؛ وكان

أَبو عبيد يقول‏:‏ إِنما هو يَنُسُّ أَو يَنُوش‏.‏ وقال شمر‏:‏ نَشْنَشَ

الرجلُ الرجلَ إِذا دفعه وحَرَّكه‏.‏ ونَشْنَش ما في الوِعاء إِذا نَتَرَه

وتناوَلَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

الأُقْحُوَانةُ إِذ يُثْنىَ بجانِبِها

كالشَّيخ، نَشْنَشَ عنه الفارِسُ السِّلبَا

وقال الكميت‏:‏

فغادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونَشْنَشُوا

حَقِيبَتها، بين التَّوَزُّع والنَّتْرِ

والنَّشْنَشَةُ‏:‏ النَّقْض والنَّتْرُ‏.‏ ونَشْنَشَ الشجرَ‏:‏ أخذ من لِحائه‏.‏

ونَشْنَشَ السَّلَب‏:‏ أَخذه‏.‏ ونَشَّشْت الجلد إِذا أَسرعْت سلْخَه

وقطَعْته عن اللحم؛ قال مرة بن مَحْكان‏:‏

أَمْطَيْتُ جازِرَها أَعْلة سَناسِنها، فَخِلْتُ جازِرَنا من فوقِها قَتَبا

يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها وهي بارِكةٌ، كما يُنَشْنِشُ كفَّا قاتِلٍ سَلَبا

أَمْطَيْتُه أَي أَمْكَنْتُه من مَطاها وهو ظَهْرُها أَي عَلا عليها

ليَنْتَزِع عنها جلْدَها لمَّا نُحِرَت‏.‏ والسَّناسِنُ‏:‏ رؤُوسُ الفَقارٍ، الواحدُ سِنْسِنٌ‏.‏ والقتَبُ‏:‏ رَحْلُ الهَوْدج، ويروى‏:‏ كفَّا فاتِلٍ سَلَبا، بالسَّلَبُ على هذا ضرْبٌ من الشجر يُمَدُّ فَيَلِينُ بذلك ثم يُقْتل منه

الحُزُم‏.‏ ورجل نَشْنَشِيُّ الذِّراعِ‏:‏ خفيفُها رَحْبُها، وقيل‏:‏ خفيف في عمله ومِرَاسِه؛ قال‏:‏

فقامَ فَتًى نَشْنَشيُّ الذِّراع، فلَم يَتَلَبَّثُ ولم يَهْمُمِ

وغلام نَشْنَشٌ‏:‏ خفيفٌ في السفر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ النَّشُّ السَوْق

الرفيق، والنَشُّ الخَلْط؛ ومنه زَعْفرانٌ مَنْشُوش‏.‏ ورَوَى عبدُ الرزاق عن

ابن جريج‏:‏ قلت لعطاء الفَأْرَةُ تَمُوت في السَّمْنِ الذائبِ أَو الدُّهْن، قال‏:‏ أَما الدُّهن فيُنَشُّ ويُدْهَنُ به إِن لم تَقْذَرْه نفسُك؛ قلتُ‏:‏

ليس في نفسك من أَن يأْثمَ إِذا نشَّ‏؟‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ قلتُ فالسَّمن يُنَشُّ ثم يؤْكل، قال‏:‏ ليس ما يؤْكل به كهيئة شيءٍ في الرأْس يُدَّهَنُ

به، وقوله يُنَشُّ ويدهن به إَن لم تَقذَره نفسُك أَي يُخلط ويُداف‏.‏ ورجل

نَشْناشٌ‏:‏ وهو الكَمِيشةُ يَداه في عمَله‏.‏

ويقال‏:‏ نَشْنَشَه إِذا عَمِلَ عَملاً فأَسرع فيه‏.‏ والنَّشْنَشةُ‏:‏ صوت

حركةِ الدُّرُوع والقرْطاسِ والثوبِ الجديد، والمَشْمَشةُ‏:‏ تفريقُ

القُمَاش‏.‏ والنِّشْنِشةُ‏:‏ لغةٌ في الشِّنْشِنَةِ ما كانت؛ قال الشاعر‏:‏

بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَسْ، نَشْنَشَها أَرْبعةً ثم جَلَسْ

رأَيت في حواشي بعض الأُصول‏:‏ البَوْكُ للحمار والنَّيْك للإِنسان‏.‏

ونَشْنَشَ المرأَةَ ومَشْمَشها إِذا نكحَها‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال لابن عباس في شيءٍ شاوَرَه فيه فأَعْجَبه كلامُه فقال‏:‏ نِشْنِشةٌ

أَعرِفُها من أَخْشَن؛ قال أَبو عبيد‏:‏ هكذا حدَّثَ به سفيان وأَما أَهل

العربية فيقولون غيرَه، قال الأَصمعي إِنما هو‏:‏

شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم

قال‏:‏ والنِّشْنِشةُ قد تكون كالمُضْغة أَو كالقِطْعة تقطع من اللحم، وقال أَبو عبيدة‏:‏ شِنْشِنة ونِشْنشة، قال ابن الأَثير‏:‏ نِشْنشةٌ من أَخْشَن

أَي حجَرٌ من جبل، ومعناه أَنه شبَّهه بأَبيه العباس في شَهامتِه ورأْيِه

وجُرْأَتِه على القول، وقيل‏:‏ أَراد أَن كلمته منه حجرٌ من جبل أَي أن مثلها يجيءُ من مثله، وقال الحربي‏:‏ أَراد شِنشِنةٌ أَي غَريزة وطبيعة‏.‏

ونَشْنَشَ ونشَّ‏:‏ ساقَ وطَرَدَ‏.‏ والنَشْنَشةُ‏:‏ كالخَشْخَشة؛ قال‏:‏

للدِّرْع فوق مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ

وروى الأَزهري عن الشافعي قال‏:‏ الأَدْهان دُهْنانِ‏:‏ دُهْنٌ طيِّب مثل

الْبانِ المَنْشُوشِ بالطِّيب، ودُهْنٌ ليس بالطَّيِّب مثل سَلِيخة الْبان

غير مَنْشُوشٍ ومثل الشِّبْرِق‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ المَنْشوشُ المُرَيَّبُ

بالطيْب إِذا رُبِّب بالطِّيب فهو مَنْشُوش، والسَّلِيخةُ ما اعْتُصر من ثمَر البان ولم يُرَبَّبْ بالطِّيب‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ النَّشّ

الخَلْط‏.‏ نَشَّةُ ونَشْناشٌ‏:‏ اسمان‏.‏ وأَبو النَّشْناش‏:‏ كنية؛ قال‏:‏

ونائِية الأَرْجاءِ طامِية الصُّوى، خَدَتْ بأَبي النَّشْناشِ فيها ركائبه والنَّشْناشُ‏:‏ موضع بعينه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏

بِأَوْدِيَةِ النَّشْناشِ حتى تتابَعَتْ

رِهامُ الحَيا، واعْتَمَّ بالزهَرِ البَقْلُ

نطش‏:‏ النَطْشُ‏:‏ شِدَّةُ جَبْلةِ الخَلْقِ‏.‏ ورجلٌ نَطِيشُ جَبْلةِ

الظَّهْرِ‏:‏ شديدُها‏.‏ وقولُهم ما به نَطِيشٌ أَي ما به حَراكٌ وقوَّة؛ قال

رؤبة‏:‏بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ النَّطِيشِ

وفي النوادر‏:‏ ما به نَطِيشٌ ولا حَويلٌ ولا حَبِيصٌ ولا نَبِيصٌ أَي ما

به قوة‏.‏ وعطْشان نَطْشان‏:‏ إِتباع‏.‏

نعش‏:‏ نَعَشَه اللَّهُ يَنْعَشُه نَعْشاً وأَنْعَشَه‏:‏ رَفَعَه‏.‏

وانْتَعَشَ‏:‏ ارتفع‏.‏ والانْتِعاشُ‏:‏ رَفْعُ الرأْس‏.‏ والنَّعْشُ‏:‏ سَريرُ الميت منه، سمي بذلك لارتفاعه، فإِذا لم يكن عليه ميّت فهو سرير؛ وقال ابن الأَثير‏:‏

إِذا لم يكن عليه ميت محمول فهو سرير‏.‏ والنَّعْشُ‏:‏ شَبِيهٌ بالمِحَفَّة

كان يُحْمَل عليها المَلِكُ إِذا مَرِض؛ قال النابغة‏:‏

أَلم تَرَ خَيْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه

على فِتْيةٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ سائرا‏؟‏

ونَحْنُ لَدَيْه نسأَل اللَّه خُلْدَه، يُرَدُّ لنا مَلْكاً، وللأَرض عامِرا

وهذا يدل على أَنه ليس بميت، وقيل‏:‏ هذا هو الأَصل ثم كثر في كلامهم حتى

سُمِّي سريرُ الميت نَعْشاً‏.‏ وميت مَنْعُوشٌ‏:‏ محمول على النَعْش؛ قال

الشاعر‏:‏

أَمَحْمُولٌ على النَّعْشِ الهُمام‏؟‏

وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول عنترة‏:‏

يَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، وكأَنه

حَرَجٌ على نَعْشٍ لهنَّ مُخَيِّم

فحَكى عن ابن الأَعرابي أَنه قال‏:‏ النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف لا عَقل

له‏.‏ وقال أَبو العباس‏:‏ إِنما وصف الرِّئالَ أَنها تتبع النعامةَ

فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، وكأَن قُلَّةَ رأْسها ميتٌ على سرير، قال‏:‏

والرواية مخيِّم، بكسر الياء؛ ورواه الباهِليّ‏:‏

وكأَنه زَوْجٌ على نعش لهن مخيَّم

بفتح الياء؛ قال‏:‏ وهذه نعام يُتَّبَعْن‏.‏ والمُخَيَّمُ‏:‏ الذي جُعِل

بمنزلة الخَيْمة‏.‏ والزَّوْجُ‏:‏ النَّمطُ‏.‏ وقُلَّةُ رأْسه‏:‏ أَعْلاهُ‏.‏ يَتْبَعْن‏:‏

يعني الرِّئالَ؛ قال الأَزهري‏:‏ ومن رواه حَرَجٌ على نعش، فالحَرَجُ

المَشْبَك الذي يُطْبَق على المرأَة إِذا وُضِعت على سرير المَوْتى وتسميه

الناس النَّعْش، وإِنما النَّعْش السريرُ نفسُه، سمي حَرَجاً لأَنه

مُشَبَّكٌ بعِيدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج‏.‏ قال‏:‏ ويقولون النَّعْش الميت

والنَّعْش السرير‏.‏

وبَناتُ نعش‏:‏ سبعةُ كَواكبَ‏:‏ أَربعة منها نَعْش لأَنها مُربّعة، وثلاثةٌ

بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الكوكب مذكر فَيُذكِّرونه على

تذكيره، وإِذا قالوا ثلاث أشو أَربع ذهبوا إِلى البنات، وكذلك بَناتُ

نَعْشٍ الصُّغْرى، واتفق سيبويه والفراء على ترك صرْف نعْش للمعرفة

والتأْنيث، وقيل‏:‏ شبهت بحَمَلة النَّعْشِ في تَرْبيعها؛ وجاء في الشعر بَنُو

نَعَش، أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْديّ‏:‏

وصَهْباء لا يَخْفى القَذى وهي دُونَه، تُصَفِّقُ في رَاوُوقِها ثم تُقْطَبُ

تمَزَّزْتُها، والدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ، إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبُوا

الصَّهْباءُ‏:‏ الخَمْرُ‏.‏ وقوله لا يَخْفى القَذى وهي دونه أَي لا

تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فيها لكونها صافية فالقَذى يُرى فيها إِذا وقع‏.‏ وقوله‏:‏ وهي

دونه يريد أَن القَذى إِذا حصل في أَسفل الإِناء رآه الرائي في الموضع

الذي فَوْقَه الخمرُ والخمرُ أَقْربُ إِلى الرائي من القذى، يريد أَنها

يُرى ما وراءها‏.‏ وتُصَفَّق‏:‏ تُدارُ من إِناء إِلى إِناء‏.‏ وقوله‏:‏

تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قليلاً قليلاً‏.‏ وتُقْطَب‏:‏ تُمْزَج بالماء؛ قال الأَزهري‏:‏

وللشاعر إِذا اضطر أَن يقول بَنُو نَعْش كما قال الشاعر، وأَنشد البيت، ووجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالوا بَناتُ آوى وبناتُ عُرْس، والواحدُ منها ابنُ عُرْس وابن مِقْرَض

، يؤنثون جمْعَ

ما خلا الآدميّين؛ وأَما قول الشاعر‏:‏

تَؤُمُّ النَّواعِشَ والفَرْقَدَيـ *** ن، تَنْصِبُ للقَصْد منها الجَبينا

فإِنه يريد بنات نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ المضاف كما أَنه جُمِع سامُّ

أَبْرَصَّ الأَبارِصَ، فإِن قلت‏:‏ فكيف كَسَّر فَعْلاَ على فَواعِلَ وليس من بابه‏؟‏ قيل‏:‏ جاز ذلك من حيث كان نَعْشٌ في الأَصل مصدر نَعَشَه نَعْشاً، والمَصْدرُ إِذا كان فَعْلاَ فقد يُكسَّر على ما يكسَّر عليه فاعِل، وذلك

لمُشابهَةِ المصدر لاسم الفاعل من حيث جازَ وقُوعُ كلِّ واحد منهما

موقبعَ صاحبه، كقوله قُمْ قائماً أَي قُمْ قياماً، وكقوله سبحانه‏:‏ قل

أَرأَيْتُم إِن أَصبَحَ ماؤكم غَوْراً‏.‏ ونَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً‏:‏

تَدارَكَه من هَلَكةٍ‏.‏ ونَعَشَه اللَّهُ وأَنْعَشَه‏:‏ سَدَّ فَقْرَه؛ قال

رؤبة‏:‏

أَنْعَشَني منه بسَيْبٍ مُقْعَثِ

ويقال‏:‏ أَقْعَثَني وقد انْتَعَشَ هو‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ نَعَشَه الله أَي رَفَعَه، ولا يقال أَنْعَشه وهو من كلام العامَّة، وفي الصحاح‏:‏ لا

يقال أَنْعَشَه اللَّه؛ قال ذو الرمة‏:‏

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه

داغٍ يُنادِيه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم

وانْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض من عَثْرَتِه‏.‏ ونَعَّشْتُ له‏:‏ قلت‏:‏ له

نَعَشَك اللَّهُ؛ قال رؤبة‏:‏

وإِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا‏:‏ دَعْدَعا

له، وعالَيْنا بتَنْعِيشِ لَعَا

وقال شمر‏:‏ النَّعْشُ البقاءُ والارتفاع‏.‏ يقال‏:‏ نَعَشَه اللَّه أَي

رَفَعَه اللَّهُ وجَبَره‏.‏ قال‏:‏ والنَّعْشُ مِنْ هذا لأَنه مرتفع على السرير‏.‏

والنَّعْشُ‏:‏ الرفْعُ‏.‏ ونَعَشْت فلاناً إِذا جَبَرته بعد فَقْر أَو

رَفَعْته بعد عَثْرة‏.‏ قال‏:‏ والنَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فهم يَنْعَشُونه أَي

يذكُرونه ويَرْفَعون ذِكْرَه‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ انْتَعِشْ

نَعَشَك اللَّهُ؛ معناه ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ ومنه قولهم‏:‏ تَعِسَ فلا

انْتَعَش، وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ فلا انْتَعَش أَي لا ارْتَفَع وهو دُعاء عليه‏.‏

وقالت عائشة في صِفَة أَبيها، رضي اللَّه عنهما‏:‏ فانْتاشَ الدِّينَ

بنَعْشِه إِيّاه أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه من مَصْرَعِه، ويروى‏:‏ فانْتاشَ

الدِّينَ فَنَعَشَه، بالفاء على أَنه فِعْل وفي حديث جابر‏:‏ فانْطَلَقْنا

به نَنْعَشُه أَي نُنْهِضه ونُقَوّي جأْشَه‏.‏ ونَعَشْت الشجرةَ إِذا كانت

مائلةً فأَقَمْتها‏.‏ والرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ‏:‏ يُعيشُهم ويُخْصِبهم؛ قال النابغة‏:‏

وأَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه، وسَيفٌ، أَْعِيرَتْه المَنِيّةُ، قاطعُ

نغش‏:‏ النَغْشُ والانْتِغاشُ والنَّغَشانُ‏:‏ تحرُّكُ الشيء في مكانه‏.‏

تقول‏:‏ دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورأْس تَنْتَغِشُ صِئْباناً؛ وأَنشد الليث

لبعضهم في صفة القُراد‏:‏

إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ

حُشاشَتُها، في غير لَحْم ولا دَم

وفي الحديث أَنه قال‏:‏ مَنْ يَاْتِيني بخبَرِ سعْدِ بن الربيع‏؟‏ قال محمدُ

بن سلَمةَ‏:‏ فرَأَيتُه وسَطَ القَتْلى صَريعاً فنادَيْتُه فلم يُجِبْ، فقُلْت‏:‏ إِن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَني إِليك، فَتَنَغَّشَ كما تَتَنَغّشُ الطيرُ أَي تحرَّك حركة ضعيفة‏.‏ وانْتَغَشَت الدارُ

بأَهلها والرأْسُ بالقَمْل وتَنَغَّشَ‏:‏ ماجَ‏.‏

والتَّنَغُّشُ‏:‏ دخولُ الشيء بعضه في بعض كتداخُلِ الدَّبَى ونحوِه‏.‏ أَبو

سعيد‏:‏ سُقِي فلانٌ فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً‏.‏ ونَغَشَ إِذا تحرَّك بعد أن كان غُشِي عليه، وانْتَغَشَ الدُّودُ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ النُّغَاشِيّون هم القِصارُ‏.‏ في الحديث‏:‏ أَنه رأَى

نُغاشِيّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تعالى‏.‏ والنُّغَاشُ‏:‏ القَصِيرُ‏.‏ وورد في الحديث‏:‏ أَنه مرَّ بِرَجُل نُغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثم قال‏:‏ أَسْأَلُ الله العافيةَ، وفي رواية أُخرى‏:‏ مرّ برجل نُغاشِيٍّ؛ النُّغَاشُ

والنُّغاشِيُّ‏:‏ القصيرُ أَقْصَر ما يكون، الضعيف الحركة الناقص الخَلْق‏.‏

ونغَشَ الماء إِذا رَكِبَه البعيرُ في غَدِير ونحوه، واللَّه عز وجل

أَعلم‏.‏

نفش‏:‏ النَفَشُ‏:‏ الصُّوفُ‏.‏ والنَّفْشُ‏:‏ مَدُّكَ الصُّوفَ حتى يَنْتَفِشَ

بعضه عن بعض، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ، والتَّنْفِيشُ مثلُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه

نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلاَّ ما عَمِلَت بيدَيْها نحو الخَبْزِ

والغَزْل والنَفْشِ؛ هو نَدْفُ القُطْن والصُّوفِ، وإِنما نَهَى عن كَسْبِ

الإِماء لأَنه كانت عليهن ضَرائِبُ فلم يَأْمَن أَن يكونَ منهنّ الفُجورُ، ولذلك جاء في رواية‏:‏ حتى يُعْلم من أَيْنَ هُو‏.‏ ونَفَشَ الصوفَ وغيره

يَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حتى يتجوَّف، وقد انْتَفَش‏.‏ وأَرْنَبةٌ

مُنْتَفِشةٌ ومُتَنَفِّشةٌ‏:‏ مُنبَسطة على الوجه‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ وإِن أَتاكَ

مُنْتَفِش المَنْخِرَين أَي واسعً مَنْخِرَي الأَنفِ وهو من التفريق‏.‏

وتَنَفَّشَ الضِّبْعانُ والطائرُ إِذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر والرِّيشِ

كأَنه يَخاف أَو يُرْعَد، وأَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كذلك‏.‏ وكلُّ شيء تراه

مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فهو مُتَنَفِّشٌ ومُنْتَفِشٌ‏.‏ وانْتَفَشَت

الهِرّةُ وتَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏

أَنه أَتى على غُلام يَبِيعُ الرَّطْبةَ فقال‏:‏ انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لها

أَي فَرِّق ما اجتمع منها لتَحْسُنَ في عين المشتري‏.‏

والنَّفَشُ‏:‏ المتاعُ المُتفرّق‏.‏ ابن السكيت‏:‏ النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر

الإِبلُ بالليل فتَرْعَى، وقد أَنْفَشْتها إِذا أَرْسَلْتها في الليل

فتَرْعَى، بِلا راعٍ‏.‏ وهي إِبل نُفّاشٌ‏.‏

ويقال نَفَشَت الإِبل تَنْفُش وتَنفِشُ ونَفِشَت تَنفَش إِذا تفرّقت

فرَعَتْ بالليل من غير عِلْم راعيها، والاسمُ النفَشُ، ولا يكون النَّفَشُ

إِلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً‏.‏ ويقال‏:‏ باتت غنمُه نَفَشاً، وهو أَن تَفَرّقَ في المرعى من غير علم صاحبها‏.‏ وفي حديث عبد اللَّه بن عمرو‏:‏ الحَبّةُ في الجنّةِ مثلُ كَرِشِ البعير يَبِيتُ نافِشاً أَي راعياً

بالليل‏.‏ ويقال‏:‏ نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش وتَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت

ليلاً بلا راعٍ، وهَمَلَتْ إِذا رعت نهاراً‏.‏ ونَفَشَت الإِبلَ والغنم

تَنْفُش وتَنْفِش نَفَشاً ونُفُوشاً‏:‏ انتشرت ليلاً فرعت، ولا يكون ذلك

بالنهار، وخص بعضهم به دخولَ الغنم في الزرع‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ إِذْ نَفَشَت فيه

غنَمُ القومِ؛ وإبل نَفَشٌ ونُفِّشٌ ونُفّاشٌ ونَوافِشُ‏.‏ وأَنْفَشَها

راعِيها‏:‏ أَرْسَلَها لَيْلاً ترعى ونامَ عنها، وأَنْفشْتها أَنا إِذا تركتها

ترعى بلا راع؛ قال‏:‏

اجْرِشْ لها يا ابنَ أَبي كِباشٍ

، فما لها اللَّيْلةَ من إِنْفاشِ، إِلا السُّرَى وسائقٍ نَجّاشِ

قال أَبو منصور‏:‏ إِلاَّ بمعنى غير السُّرى كقوله عز وجل‏:‏ لو كان فيهما

آلهة إلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا؛ أَراد لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا، فسبحان اللَّه وقد يكون النَفْش في جميع الدواب وأَكثرُ ما يكون في الغنم، فأَما ما يخص الإِبل فَعَشَتْ عَشْواً، وروى المنذري عن أَبي طالب

أَنه قال قولهم‏:‏ إِن لم يكن شَحْمٌ فنَفَشٌ، قال‏:‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏

معناه إِن لم يكن فِعْلٌ فرِياءٌ‏.‏

نقش‏:‏ النَّقْشُ النَّقّاشُ

، نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشاً وانْتَقَشَه‏:‏ نَمْنَمَه، فهو مَنْقُوشٌ، ونَقَّشَه تَنْقِيشاً، والنَقّاشُ صانِعُه، وحِرْفتُه النِّقَاشةُ، والمِنقاشُ

الآلةُ التي يُنْقَش بها؛ اَنشد ثعلب‏:‏

فواجَزَنَا إِنّ الفِراقَ يَرُوعُني

بمثل مَناقِيشِ الحُلِيّ قِصَارِ

قال‏:‏ يعني الغِرْبان‏.‏ والنَّقْشُ‏:‏ النتْفُ بالمِنْقاشِ، وهو كالنَتْشِ

سواء‏.‏ والمَنْقُوشةُ‏:‏ الشجّةُ التي تُنْقَشُ منها العظامُ أَي تُستخرج؛ قال أَبو تراب‏:‏ سمعت الغَنوِيّ يقول‏:‏ المُنَقِّشةُ المُنَقِّلةُ من الشِّجَاج التي تَنَقَّل منها العظامُ‏.‏

ونَقَشَ الشوكةَ يَنْقُشُها نَقْشاً وانْتَقَشها‏:‏ أَخرجها من رِجْله‏.‏

وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ عَثَرَ فلا انْتَعَش، وشِيكَ فلا انْتَقَش أَي إِذا

دَخَلت فيه شوكةٌ لا أَخْرَجها من موضعها، وبه سمي المِنْقاشُ الذي

يُنْقَشُ به وقالوا‏:‏ كأَن وجهَه نُقِشَ بقَتادةٍ أَي خُدِشَ بها، وذلك في الكراهة والعُبُوس والغضَب‏.‏

وناقَشَه الحسابَ مُناقشةً ونِقاشاً‏:‏ استقصاه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من نُوقِشَ

الحسابَ عُذّبَ أَي من استُقْصِي في مُحاسبته وحُوقِق؛ ومنه حديث عائشة، رضي اللَّه عنها‏:‏ من نُوقِشَ الحسابَ فقد هَلَك‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه

السلام‏:‏ يَجْمَع اللَّهُ الأَوّلين والآخرين لنِقاشِ الحساب؛ وهو مصدر منه‏.‏

وأَصل المُناقَشة من نقَش الشركة إِذا استخرجها من جسمه، وقد نَقَشَها

وانْتَقَشها‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ المُناقَشةُ الاستقصاء في الحساب حتى لا يُتْرَك

منه شيء‏.‏ وانْتَقَش منه جميعَ حقِّه وتَنَقَّشه‏:‏ أَخذه فلم يدَع منه شيئاً؛ قال الحرث بن حِلِّزة اليَشْكُرِيّ‏:‏

أَو نَقَشْتم، فالنَقْشُ يَجْشَمُه النا *** سُ، وفيه الصِّحاحُ والإِبْراءُ

يقول‏:‏ لو كان بيننا وبينكم محاسبةٌ عرفتم الصحة والبَراءَة؛ قال‏:‏ ولا أَحسَب نَقْش الشوكةِ من الرِّجْل إِلا من هذا، وهو استخراجُها حتى لا يُترك منها شيء في الجسد؛ وقال الشاعر‏:‏

لا تَنْقُشَنّ برِجْل غيرك شَوكةً *** فتَقي بِرجْلِك رِجْلَ من قد شاكَها

والباء أُقيمت مُقام عن؛ يقول‏:‏ لا تَنْقُشَنّ عن رِجْل غيرك شوكاً فتجعله في رجلك؛ قال‏:‏ وإِنما سمِّي المِنْقاشُ مِنْقاشاً لأَنه يُنْقَشُ به أَي يِسْتخرج به الشوكُ‏.‏

والانْتِقاشُ‏:‏ أَن تَنْتَقِشَ على فَصِّك أَي تسأَل النقّاشَ أن يَنْقُش على فَصِّك؛ وأَنشد لرجل نُدِب لعمَلٍ وكان له فرس يقال له

صِدامٌ وما اتَّخذْتُ صِداماً للمُكوثِ بها *** وما انْتَقَشْتُك إِلا للوَصَرَّاتِ

قال‏:‏ الوَصَرّةُ القَبالةُ بالدُّرْبةِ‏.‏ وقوله‏:‏ ما انْتَقَشْتك أَي ما اخْتَرْتك‏.‏

وانْتَقَشَ الشيءَ‏:‏ اختاره‏.‏ ويقال للرجُل إِذا تخيّر لنفسه شيئاً‏:‏ جادَ ما انْتَقَشَه لنفسه‏.‏ ويقال للرجل إِذا اتخذ لنفسه خادماً أَو غيره‏:‏ انْتَقَشَ لنفسه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيراً فإِنه مالٌ رَقِيقٌ

وانْقُشُوا له عَطنَهُ؛ ومعنى النَّقْشِ تَنْقِيةُ مَرابِضِها مما يُؤذيها من حجارة أَو شوك أَو غيره‏.‏ والنَّقْشُ‏:‏ الأَثَرُ في الأَرض؛ قال أَبو الهيثم‏:‏

كتبت عن أَعرابي يَذْهبُ الرَّمادُ حتى ما نَرَى له نَقْشاً أَي أَثراً في الأَرض‏.‏ والمَنْقُوشُ من البُسْرِ‏:‏ الذي يُطْعَن فيه بالشوك ليَنْضَج

ويُرْطِبَ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ إِذا ضُرِب العِذْقُ بشوكة فأَرْطَبَ فذلك

المَنْقُوشُ، والفِعْل منه النَّقْشُ‏.‏ ويقال‏:‏ نُقِشَ العذق، على ما لم يسمّ

فاعلُه، إِذا ظهر منه نُكَتٌ من الإِرْطابِ‏.‏ وما نَقَشَ منه شيئاً أَي ما

أَصابَ، والمعروف ما نَتَشََ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَنقش إِذا أَدام نَقْشَ

جاريتِه، وأَنْقَشَ إِذا اسْتَقْصى على غَرِيمه‏.‏ وانْتَقَشَ البعيرُ إِذا ضرَب

بيده الأَرضَ لشيء يَدخل في رجله؛ ومنه قيل‏:‏ لَطَمَه لَطْمَ المُنْتَقِش؛ وقول الراجز‏:‏

نَقْشاً ورَبّ البيت أَيّ نَقْشِ

قال أَبو عمرو‏:‏ يعني الجِماعَ‏.‏

نكش‏:‏ النَّكْشُ‏:‏ شِبْهُ الأَتْيِ على الشيء والفراغ منه‏.‏ ونَكَشَ الشيءَ

يَنْكِشُه ويَنْكُشُه نَكْشاً‏:‏ أَتى عليه وفرغ منه‏.‏ يقول‏:‏ انتَهَوْا

إِلى عُشْبٍ فنَكَشُوه، يقول‏:‏ أَتَوْا عليه وأَفْنَوْه‏.‏ وبَحُر لا يُنْكَشُ‏:‏

لا يُنْزَف، وكذلك البئر‏.‏ ونَكَشْتُ البئر أَنْكِشُها، بالكسر، أَي

نَزفْتها؛ ومنه قولهم‏:‏ فلان بحر لا يُنْكَشُ، وعنده شجاعة ما تُنْكَشُ‏.‏ وقال

رجل من قريش في علي بن أَبي طالب، رضي اللَّه عنه‏:‏ عنده شجاعة ما

تُنْكَشُ، فاستعاره في الشجاعة، أَي ما تُسْتخرج ولا تُنْزف لأَنها بعيدةُ

الغايةِ، يقال‏:‏ هذه بئر ما تُنْكَش أَي ما تُنْزح‏.‏ وتقول‏:‏ حَفَرُوا بِئْراً

فما نَكَشُوا منها بعيداً أَي ما فرَغُوا منها؛ قال أَبو منصور‏:‏ لم يُجَوِّد الليثُ في تفسير النَّكش‏.‏ والنَّكْشُ‏:‏ أَن تَسْتَقِيَ من البئر حتى

تُنْزَحَ‏.‏ ورجل مِنْكَشٌ‏:‏ نَقّابٌ عن الأُمور‏.‏

نمش‏:‏ النَّمَشُ‏:‏ خُطوط النُّقوشِ من الوَشْي وغيرِه؛ وأَنشد‏:‏

أَذاكَ أَم نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ ناشِطٌ شَبَبُ‏؟‏

والنَمَشُ، بالتحريك‏:‏ نُقَطٌ بيض وسُود؛ ومنه ثور نَمِشٌ، بكسر الميم، وهو الثور الوحشي الذي فيه نقط‏.‏ والنَّمَشُ‏:‏ بياضٌ في أُصول الأَظفار يذهب

ويعود، والنَّمَشُ يقَعُ على الجِلْد في الوجه يخالف لونَه، وربما كان

في الخَيل، وأَكثرُ ما يكون في الشُّقْر، نَمِشَ نَمَشاً وهو أَنْمَشُ‏.‏

ونَمَشَه يَنْمِشُه نَمْشاً‏:‏ نَقََه ودَبَّجَه‏.‏ ونَمِشٌ نعتٌ للأَكْرُعِ، أَراد بالشِّعْر‏:‏ أَذاك أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

فعَرَفْنا نَمَشَ أَيديهم في العُذوقِ‏.‏ والنَّمشُ، بفتح الميم وسكونها‏:‏

الأَثرُ، أَي أَثَرَ أَيديهم فيها، وأَصلُ النَّمَشِ نُقطٌ بيض وسود في اللَّون‏.‏

وثَوْر نَمِشٌ، بالكسر‏.‏ الليث‏:‏ النَّمْشُ النميمةُ والسِّرارُ، والنَّمْشُ الالتِقاطُ للشيء كما يَعْبَثُ الإِنسان بالشيء في الأَرض؛ وروى

المنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده‏:‏

يا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ، إِنْ يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا في أَذَنْ، ونَمَشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ

قال‏:‏ نَمَشُوا خَلَطُوا‏.‏ وثورٌ نَمِشُ القوائِم‏:‏ في قوائمه خطوطُ

مختلفة؛ أَرادَ‏:‏ خَلَطُوا حديثاً حسَناً بقبيح، قال‏:‏ ويُرْوى نَمَّشُوا أَي

أَسَرُّوا وكذلك هَمَشُوا‏.‏ وعَنْز نَمْشاءُ أَي رَقْطاء‏.‏ ويقال في الكذب‏:‏

نَمَشَ ومَشَنَ وفَرَشَ ودَبَشَ‏.‏ وبعير نَمِشٌ ونَهِشٌ إِذا كان في خُفِّه

أَثر يتبيّن في الأَرض من غير إِثْرة‏.‏ ونَمَشَ الكلامَ‏:‏ كذَب فيه

وزوّرَه؛ قال الراجز‏:‏

قال لها، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ‏:‏

هل لكِ يا خَلِيلتي في الطَّفْشِ‏؟‏

استعمل النَّمْشَ في الكَذِب والتَّزْوير؛ ومثله قول رؤبة‏:‏

عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالتَّرْقُِيشِ، إِليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشِي

يعني بالترقيش التزيينَ والتزويرَ‏.‏ ونَمَشَ الدَّبى الأَرضَ يَنْمُشُها

نَمْشاً‏:‏ أَكلَ من كَلَئِها وترك‏.‏ والنَّمْشُ‏:‏ الالتِقاطُ والنَّمِيمةُ، وقد نَمشَ بينهم، بالتخفيف، وأَنمَشَ‏.‏ ورجل مُنْمِشٌ‏:‏ مُفْسِد؛ قال‏:‏

وما كُنْت ذا نَيْرَبٍ فيهمُ، ولا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل

جَرّ مُنْمِشاً على توهم الباء في قوله ذا نَيْرَب حتى كأَنه قال‏:‏ وما

كنت بذي نَيْرَبٍ؛ ونظيرُه ما أَنشده سيبويه من قول زهير‏:‏

بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ ما مَضى، ولا سابقٍ شيئاً إِذا كان جائيَا

نهش‏:‏ نَهَشَ يَنْهَش ويَنْهِشُ نَهْشاً‏:‏ تناوَل الشيء بفَمِه ليَعَضَّه

فيؤثر فيه ولا يَجْرحه، وكذلك نَهْشُ الحيّةِ، والفِعلُ كالفعل‏.‏ الليث‏:‏

النَّهْشُ دون النَّهْسِ، وهو تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ

تناوُلٌ من بعيد كنَهْش الحية، والنَّهْسُ القبض على اللحم ونَتْفُه‏.‏ قال أَبو

العباس‏:‏ النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، والنَّهْسُ بالأَسْنان والأَضْراس‏.‏

ونَهشَتْه الحيةُ‏:‏ لسَعَتْه الأَصمعي‏:‏ نَهَشَتْه الحيةُ ونَهَسَتْه إِذا

عضَّته؛ وقال أَبو عمرو في قول أَبي ذؤيب‏:‏

يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي

يَنْهَشْنَه‏:‏ يَعْضَضْنَه؛ قال‏:‏ والنَّهْشُ قريب من النَّهْس؛ وقال

رؤبة‏:‏كَمْ مِنْ خَليلٍ وأَخٍ مَنْهوشِ، مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ

قال‏:‏ المَنْهُوشُ الهَزيلُ‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه لمَنْهُوشُ الفخذين، وقد نُهِشَ

نَهْشاً‏.‏ وسُئِل ابنُ الأَعرابي عن قول عليّ، عليه السلام‏:‏ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْهوشَ القَدَمَين فقال كان مُعَرَّقَ القدمين‏.‏

ورجل مَنْهوشٌ أَي مَجْهودٌ مهزول‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وانْتَهَشَت أَعْضادُنا

أَي هُزِلَت‏.‏ والنَّهْشُ‏:‏ النَّهْسُ، وهو أَخْذ اللحم بمقدَّم الأَسنان؛ قال الكميت‏:‏

وغادَرْنا، على حُجْرِ بنِ عَمْرٍو، قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَقِينا

يروى بالشين والسين جميعاً‏.‏ ونَهْشُ السبعٍ‏:‏ تَناوُله الطائفةَ من الدابّة‏.‏ ونهَشَه نَهْشاً‏:‏ أَخَذَه بلسانه‏.‏ والمَنْهوشُ من الرجال‏:‏ القليلُ

اللحم وإِن سَمِنَ، وقيل‏:‏ هو القليلُ اللحم الخفيفُ، وكذلك النَّهْشُ

والنَّهِشُ والنَّهِيشُ والنَّهْشُ‏:‏ قلةُ لحم الفخذين‏.‏ وفلان نَهْشُ اليدين

أَي خفيفُ اليدين في المَرِّ، قليلُ اللحم عليهما‏.‏ ودابة نَهْشُ اليدين أَي

خفيف، كأَنه أَخذ من نَهْشِ الحية؛ قال الراعي يصف ذئباً‏:‏

مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فيه شُكْلَةٌ، نَهْشَ اليدين، تَخالُه مَشْكولا

وقوله تَخاله مَشْكولا أَي لا يستقيم في عَدْوِه كأَنه قد شُكِل

بِشِكالٍ؛ قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاد هذا البيت‏:‏ نهشَ اليدين، بنصب الشين، لأَنه

في صفة ذئب وهو منصوب بما قبله‏:‏

وقْع الرَّبيعِ وقد تَقارَبَ خَطْوُه، ورَأَى بعَقْوَتِه أَزَلَّ نَسولا

وعَقْوَتُه‏:‏ ساحتُه‏.‏ والأَزَلُّ‏:‏ الذئب الأَرْسحُ، والأَرْسَحُ‏:‏ ضدُّ

الأَسْته‏.‏ والنَّسُولُ‏:‏ من النَّسَلانِ وهو ضرب من العَدْوِ؛ وقال أَبو

ذؤيب‏:‏

يَعْدُو به نَهِش المُشَاشِ كأَنه

صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعه لا يَظْلع

ابن الأَعرابي‏:‏ قد نَهَشَه الدهرُ فاحتاج‏.‏ ابن شميل‏:‏ نُهِشَت عضدُه أَي

دَقَّتْ‏.‏ والمَنْهُوشُ من الأَحْراج‏:‏ القليلُ اللحم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من اكتَسَبَ مالاً من نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ من هنا وهنا؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسر نَهَشَ؛ قال ابن سيده‏:‏ ولكنه عندي أَخَذَ‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ كأَنه

أَخَذَه من أَفواه الحيّات وهو أَن يكتِسِبَه من غير حِلِّه؛ قال ابن الأَثير‏:‏

هكذا جاء في رواية، بالنون، وهي المَظالمُ من قوله نهَشَه إِذا جهَدَه، فهو مَنْهوش، ويجوز أَن يكون من الهَوْشِ الخَلْطِ، قال‏:‏ ويُقْضي بزيادة

النون ويكون نظيرَ قولهم تَباذِيرَ وتخارِيبَ من التَبْذِير والخَرابِ‏.‏

والمُنْتَهِشةُ من النساء‏:‏ التي تخْمِشُ وجهَها عند المصيبة، والنَّهْشُ‏:‏

له أَن تأْخذَ لحمَه بأَظفارِها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعَنَ المُنْتَهِشةَ والحالِقةَ؛ ومن هذا قيل‏:‏ نهَشَتْه

الكِلابُ‏.‏

نوش‏:‏ ناشَه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً‏:‏ تناوَله؛ قال دريد ابن الصمّة‏:‏

فجئت إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه، كوَقْعِ الصَّياصي في النَّسِيج المُمَدَّدِ

والانْتِياشُ مثله؛ قال الراجز‏:‏

باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا

وتَناوَشَه كناشه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وأَنَّى لهم التناوُشُ من مكان بعيد؛ أَي فكيف لهم أَن يتناوَلوا ما بعُد عنهم من الإِيمان وامتنع بعْد أَن كان

مبذولاً لهم مقبولاً منهم‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ التناوُش، بلا همز، الأَخْذُ من قُرْب، والتناؤشُ، بالهمز، من بُعْد، وقد تقدم ذكره أَولَ الفصل‏.‏ وقال

أَبو حنيفة‏:‏ التناوُش بالواو من قُرْب‏.‏ قال اللَّه تعالى‏:‏ وأَنى لهم

التناوُشُ من مكان بَعِيد؛ قال أَبو عبيد‏:‏ التَّناوُشُ بغير همز التَّناوُلُ

والنَّوْشُ مثله، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً‏.‏ قال الفراء‏:‏ وأَهل الخجاز تركوا

همْزَ التَّناوُشِ وجعَلوه من نُشْتُ الشيء إِذا تَناوَلْته‏.‏ وقد تَناوشَ

القومُ في القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بعضاً بالرّماح ولم يَتدانَوْا

كلَّ التَّداني‏.‏ وفي حديث قيس ابن عاصم‏:‏ كُنْتُ أُناوِشُهم وأُهاوِشُهم في الجاهلية أَي أُقاتِلُهم؛ وقرأَ الأَعمش وحمزة والكسائي التناؤش بالهمز، يجعلونه من نَأَشْت وهو البُطْء؛ وأَنشد‏:‏

وجِئْتَ نَئِيشاً بعْدَما فاتَك الخَبَرْ

أَي بَطيئاً متأَخراً، مَنْ همز فمعناه كيف لهم بالحركة فيما لا جَدْوى

له، وقد ذكر ذلك في ترجمة نأَش‏.‏ قال الزجاج‏:‏ التَّناوُشُ، بغير همز، التناوُلُ؛ المعنى وكيف لهم أَن يَتَناوَلوا ما كان مَبْذُولاً لهم وكان

قريباً منهم فكيف يَتَناوَلونه حين بَعُدَ عنهم، يعني الإِيمان باللَّه كانَ

قَريباً في الحياة فضَيّعُوه، قال‏:‏ ومن هَمَز فهو الحركة في إِبْطاء، والمعنى مِنْ أَين لهم أَن يتحركوا فيما لا حِيلَة لهم فيه؛ الجوهري‏:‏ يقول

أَنَّى لهم تَناولُ الإِيمانِ في الآخرة وقد كَفَرُوا به في الدنيا‏؟‏ قال‏:‏

ولك أَن تَهْمِزَ الواو كما يقال أُقِّتَتْ ووُقِّتَتْ، وقرئ بهما

جميعاً‏.‏ ونُشْتُ من الطعام شيئاً‏:‏ أَصَبْتُ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ يقول اللَّهُ يا محمد نَوِّش العلماءَ اليومَ في ضِيافَتي؛ التَّنْوِيشُ للدَّعْوةِ‏:‏ الوَعْدُ وتَقْدِيمَتُه، قال ابن الأَثير‏:‏ قاله

أَبو موسى‏.‏ وناشَت الظَّبْية الأَراكَ‏:‏ تناوَلَتْه؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فما أُمُّ خَشْفٍ بالعَلايَةِ شادِنٍ

تَنُوشُ البَرِيرَ، حيث طابَ اهتِصارُها

والناقةُ تَنُوشُ الحوضَ بفِيها كذلك؛ قال غَيْلانُ ابن حُرَيث‏:‏

فهي تَنُوشُ الحوض نَوْشاً مِنْ عَلا، نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا

الضميرُ في قوله فهي للإِبل‏.‏ وتَنُوشُ الحوض‏:‏ تَتََناوَل مِلأَه‏.‏ وقولُه

مِنْ علا أَي من فَوق، يريد أَنها عاليةُ الأَجسام طِوالُ الأَعْناقِ، وذلك النَّوْشُ الذي تَنالُه هو الذي يُعِينُها على قَطْع الفَلَوات، والأَجْوازُ جمعُ جَوْزٍ وهو الوسط، أَي تَتَناوَلُ ماءَ الحوضِ من فوق وتشرب

شُرباً كثيراً وتقطع بذلك الشربِ فَلَواتٍ فلا تحتاج إِلى ماء آخر‏.‏

وانْتاشَتْه فيهما‏:‏ كناشَتْه، قال‏:‏ ومنه المُناوَشةُ في القتال‏.‏ ويقال للرجل

إِذا تناوَلَ رجُلاً ليأْخذ برأْسه ولِحْيَتِه‏:‏ ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً‏.‏

ورجل نَوُوشٌ أَي ذو بَطشٍ‏.‏ ونُشْتُ الرجلَ نَوْشاً‏:‏ أَنَلْته خيراً أَو

شرّاً‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ نُشْتُه خيراً أَي أَنَلْته‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه

السلام، وسُئِل عن الوصيَّة فقال‏:‏ الوَصيَّةُ نَوْشٌ بالمعروف أَي

يَتَناوَلُ المُوصي المُوصى له بشيء من غير أَن يُجْحِفَ بمالِه‏.‏ وقد ناشَه

يَنُوشُه نَوْشاً إِذا تَناوَلَه وأَخَذَه؛ ومنه حديث قُتَيلةَ أُخت النَّضْر

بن الحرث‏:‏

ظَلَّتْ سُيوفُ بَني أَبيه تَنُوشُه، لِلَّهِ أَرْحامٌ هناك تُشَقَّقُ

أَي تَتَناوَلُه وتَأْخُذُه‏.‏ وفي حديث عبد الملِك‏:‏ لما أَراد الخروجَ

إِلى مُصْعب بن الزُّبير ناشَتْ به امرأَته وبَكَتْ فبَكَتْ جَوارِيها، أَي

تَعَلَّقَتْ به‏.‏ وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما‏:‏

فانتاشَ الدِّينَ بِنَعْشِه أَي اسْتَدْرَكه واسْتَنْقَذَه وتنَاوَلَه وأَخذه

من مَهْواتِه، وقد يُهْمز من النَّئِيش وهو حركةٌ في إِبْطاء‏.‏ يقال‏.‏

نأَشْتُ الأَمر أَنْأَشُه وانْتأَشَ، قال‏:‏ والأَوّل أَوْجَهُ‏.‏ ونُشْتُ الشيء

نَوْشاً‏:‏ طَلَبْتُه‏.‏ وانْتَشْتُ الشيءَ‏:‏ استخْرَجْته؛ قال‏:‏

وانْتاشَ عائنَه من أَهل ذِي قارِ

ويقال‏:‏ انْتاشَني فلانٌ من الهَلَكةِ أَي أَنْقَذَني، بغير همز، بمعنى

تَناوَلَني‏.‏ وناوَشَ الشيءَ‏:‏ خالَطَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وبه فُسِّر قول

أَبي العارم وذكَر غَيْثاً قال‏:‏ فما زِلْنا كذلك حتى ناوَشْنا الدَّوَّ

أَي خالَطْناه‏.‏ وناقة مَنُوشةُ اللحمِ إِذا كانت رقيقةً اللحم‏.‏

هبش‏:‏ الهَبْشُ‏:‏ الجمْعُ والكسْبُ‏.‏ يقال‏:‏ هو يَهْبِشُ لِعِياله

ويُهَبِّشُ هَبْشاً ويَتَهبَّشُ ويَهْتَبِشُ ويَحْرِفُ ويَحْتَرِفُ ويَخْرِشُ

ويَخْتَرِشُ وهو هَبَّاشٌ؛ قال رؤبة‏:‏

أَعْدُو لِهَبْشٍ المَغْنَمِ المَهْبُوشِ

ابن سيده‏:‏ اهْتَبَشَ وتَهَبَّشَ كسَبَ وجمَعَ واحْتالَ‏.‏ ورجل هَبَّاشٌ‏:‏

مُكْتَسِب جامعٌ‏.‏ وهَبَشَ الشيءَ يَهْبِشُه هَبْشاً واهْتَبَشَه

وتَهَبَّشَه‏:‏ جمَعَه‏.‏ قال‏:‏ وأَرى أَن يعقوب حكى هَبِشَ، بالكسر، جمَع، والاسم

الهُباشةُ‏.‏ الجوهري‏:‏ الهُباشةُ مثل الحُباشةِ وهو ما جُمِع من الناس

والمال‏.‏ يقال‏:‏ تَأَبَّشَ القومُ وتَهَبّشُوا إِذا تَجَيَّشُوا وتَجَمَّعوا‏.‏

والهُباشةُ‏:‏ الجماعةُ‏.‏ وإِن المَجْلِسَ ليَجْمعُ هُباشاتٍ وحُباشاتٍ من الناس أَي أُناساً ليسُوا من قبيلة واحدة‏.‏ وتَهَبَّشُوا وتحَبَّشُوا إِذا

اجتمعوا؛ قال رؤبة‏:‏

لولا هُباشاتٌ من التَّهْبِيشِ

لِصِبْيةً، كأَفْرُخِ العُشوشِ

أَراد بالهُباشاتِ ما كسَبَه من المال وجَمَعَه‏.‏

والهَبْشُ‏:‏ نوعٌ من الضَّرْب‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الهَبْشُ ضَرْبُ التَّلَف‏.‏

وقد هَبَشَه إِذا أَوجَعَه ضَرْباً‏.‏ والهَيْشُ‏:‏ الحَلْبُ بالكَفِّ كلها؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ إِنما هو الهَبْشُ، قال‏:‏ وكذلك وقع في المصنَّف غير أَن أَبا عبيد قال هو الحَلْبُ الرُّوَيدُ فوافَقَ ثعلباً في الرواية وخالفه في التفْسير‏.‏

وهُباشةُ وهابشٌ‏:‏ اسمان‏.‏

هتش‏:‏ هتَشَ الكلبَ والسبُعَ يَهْتِشه هَتْشاً فاهْتَنَشَ‏:‏ حَرَّشَه

فاحْتَرَشَ، يمانية‏.‏ قال الليث‏:‏ هُتِشَ الكلبُ فاهْتَتَشَ إِذا حُرِّشَ

فاحْتَرَشَ، قال‏:‏ ولا يقال إِلا للسِّباع خاصة، قال‏:‏ وفي هذا المعنى حُتِشَ

الرجلُ أَي هُيِّج للنَّشاط‏.‏

هرش‏:‏ رجل هَرِشٌ‏:‏ مائِقٌ جافٍ‏.‏

والمُهارَشةُ في الكلاب ونحوها‏:‏ كالمُحارَشةِ‏.‏ يقال‏:‏ هارَشَ بين الكلاب؛ وأَنشد‏:‏

جِرْوا رَبيضٍ هُورِشا فهَرَّا

والهِراشُ والاهْتِراشُ‏:‏ تقاتُلُ الكِلاب‏.‏ الجوهري‏:‏ الهِراشُ

المُهارَشةُ بالكلاب، وهو تَحْريشُ بعضِها على بعضٍ‏.‏ والتَّهْرِيشُ‏:‏ التَّحْريشُ، وكلبُ هِراشٍ وخِراشٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يَتهارَشُون تَهارُشَ الكِلابِ أَي

يَتقَاتَلُون ويَتَواثَبُون‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ فإِذا هُمْ يَتَهارَشُون؛ هكذا رواه بعضهم وفسره بالتَّقاتُلِ، وهو في مسند أَحمد بالواو بدل

الراء‏.‏ والتهارُشُ‏:‏ الاختلاطُ‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ فرسٌ مُهارِشُ العِنانِ؛ وأَنشد‏:‏مُهارِشة العِنانِ كأَنّ فيها

جَرادةَ هَبْوةٍ، فيها اصْفِرارُ

وقال مِرَّة‏:‏ مُهارِشةُ العِنانِ هي النَشِيطةُ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏

مُهارِشةُ العنانِ خَفِيفةُ اللجام كأَنها تُهارِشُه‏.‏

وقد سمت هَرّاشاً ومُهارِشاً‏.‏ وهَرْشَى‏:‏ موضعٌ؛ قال‏:‏

خُذا جَنْبَ هَرْشَى أَو قَفاها، فإِنه

كِلا جانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَريقُ

وفي الصحاح‏:‏

خُذِي أَنْف هرشَى أَو قفاها

الجوهري‏:‏ هَرْشَى ثَنِيَّةٌ في طريق مكة قريبة من الجُحْفة يُرَى منها

البحرُ، ولها طريقان فكلُّ مَنْ سَلَكهما كان مُصِيباً‏.‏ وفي الحديث ذكر

ثنيَّة هَرْشَى؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هي ثنيَّة بين مكة والمدينة، وقيل‏:‏

هَرْشَى جبل قريب من الجحفة، واللَّه عز وجل أَعلم‏.‏

هردش‏:‏ التهذيب في أَثناء كلامه على هرشف‏:‏ يقال للناقة الهَرِمة‏:‏

هِرْشَفَّةٌ وهِرْدِشَةٌ وهِرْهِر‏.‏

هشش‏:‏ الهَشُّ والهَشِيشُ من كل شيء‏:‏ ما فيه رَخاوَةٌ ولين، وشيءٌ هَشٌ

وهشِيشٌ، وهَشَ يَهِشُّ هَشاشةً، فهو هَشٌّ وهَشِيشٌ‏.‏ وخُبْزة هَشَّةٌ‏:‏

رِخْوة المَكْسَر، ويقال‏:‏ يابسة؛ وأَتْرُجَّةٌ هَشَّةٌ كذلك‏.‏ هَشَّ الخبْزُ

يَهِشُّ، بالكسر‏:‏ صار هَشّاً‏.‏ وهَشَّ هُشُوشةً‏:‏ صار خَوَّاراً ضعيفاً‏.‏

وهشَّ يَهِشُّ‏:‏ تَكَسَّر وكَبِر‏.‏ ورجل هَشٌ وهَشِيشٌ‏:‏ بَشٌ مُهْتَرٌ

مَسْرورٌ‏.‏

وهشَّشْتُه وهَشِشْتُ به، بالكسر، وهشَشْت؛ الأَخيرة عن أَبي

العَمَيْثَل الأَعرابيِّ، هَشاشةً‏:‏ بَشِشْت، والاسم الهَشَاشُ‏.‏ والهَشَاشةُ‏:‏

الارْتِياحُ والخِفَّة للمعروف‏.‏ الجوهري‏:‏ هشِشْتُ بفلان، بالكسر، أَهَشّ

هَشاشةً إِذا خَّفَفْت إِليه وارْتَحْت له وفَرِحْت به؛ ورجل هَشٌّ بَشٌّ‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ لقد راهَنَ النبي صلى الله عليه وسلم على فرس له يقال

له سَبْحَةُ فجاءَت سابقةً فلَهَشَ لذلك وأَعْجَبه أَي فلقد هشَّ، واللام

جواب القسم المحذوف أَو للتأْكيد‏.‏ وهَشَشْت وهَشِشْت للمعروف هَشّاً

وهَشَاشةً واهْتَشَشْت‏:‏ ارْتَحْتُ له واشْتَهَيْته؛ قال مُلَيح

الهُذَلي‏:‏مُهْتَشَّة لِدَلِيجِ الليلِ صادِقَة

وَقْع الهجيرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ

وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال‏:‏ هشِشْت يوماً فَقَبَّلْتُ

وأَنا صائم، فسأَلتُ عنه رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم؛ قال شمر‏:‏ هشِشت

أَي فَرِحْت واشتهيت؛ قال الأَعشى‏:‏

أَضْحَى ابنُ ذِي فائشٍ سَلامةً ذي الـ *** ـتفضال هَشّاً، فُؤَادُه جَذِلا

قال الأَصمعي‏:‏ هشّاً فُؤَادُه أَي خفيفاً إِلى الخَيْر‏.‏ قال‏:‏ ورَجل هشٌّ

إِذا هشَّ إلى إِخوانِه‏.‏ قال‏:‏ والهَشَاشُ والأَشَاشُ واحدٌ‏.‏

واسْتَهشَّنِي أَمرُ كذا فَهَشَِشْت له أَي اسْتَخَفَّنِي فخَفَفْت له‏.‏ وقال أَبو

عمرو‏:‏ الهَشِيشُ الرجلُ الذي يَفْرح إِذا سأَلته‏.‏ يقال‏:‏ هو هاشٌ عند

السؤَال وهَشِيشٌ ورائحٌ ومُرْتاحٌ وأَرْيَحِيٌّ؛ وأَنشد أَبو الهَيْثَم في صفة

قِدْر‏:‏

وحاطِبانِ يهُشَّان الهَشيمَ لها، وحاطِبُ الليلِ يلْقى دُونَها عنَنا

يَهُشَّان الهَشيمَ‏:‏ يُكَسِّرانِه للقدْر‏.‏ وقال عمرٌو‏.‏ الخيلُ تُعْلَفُ

عند عَوَز العلَف هَشِيمَ السَمَك، والهَشِيشُ لِخُيُول أَهلِ الأَسْيافِ

خاصة؛ وقال النمر بن تَوْلَب‏:‏

والخَيْلُ في إِطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ، نُطْعِمها اللحمَ، إِذا عَزَّ الشَجَرْ

قال ذلك في كَلِمته التي يقول فيها‏:‏ الله من آياتِه هذا القَمَرْ

قال‏:‏ وتُعْلَفُ الخيلُ اللحمَ إِذا قلَّ الشجرُ‏.‏ ويقال للرجل إِذا

مُدِحَ‏:‏ هو هَشُّ المَكْسَِرِ أَي سَهْل الشأْن فيما يُطْلَبُ عنده من الحوائج‏.‏ ويقال‏:‏ فلان هَشُّ المَكْسِرِ والمَكْسَرِ سَهْلُ الشأْن في طلَب

الحاجةِ، يكون مَدْحاً وذمّاً، فإِذا أَرادوا أَن يقولوا ليس هو بصَلاَّدِ

القِدْح، وإِذا أَرادوا أَن يقولوا هو خَوَّارُ العُودِ فهو ذمٌ‏.‏ الجوهري‏:‏

الفَرَسُ الهَشُّ خِلاف الصَّلُود‏.‏ وفرس هَشٌّ‏:‏ كثيرُ العَرَق‏.‏ وشاةٌ

هَشُوشٌ إِذا ثرَّتْ باللَّبَنِ‏.‏ وقِرْبةٌ هَشَّاشةٌ‏:‏ يَسِيل ماؤها

لرِقَّتِها، وهي ضد الوَكِيعةِ؛ وأَنشد أَبو عمرو لطَلْق بن عدي يصف

فرساً‏:‏كأَنَّ ماءَ عِطْفِه الجَيَّاشِ

ضَهْلُ شِنانِ الحَوَرِ الهَشَّاشِ

والحَوَرُ‏:‏ الأَدِيمُ، والهَشُّ‏:‏ جَذْبك الغُصْنَ من أَغصان الشجَرة

إِليك، وكذلك إِن نَثَرْتَ ورَقَها بعصاً هشَّه يهُشُّه هَشّاً فيهما‏.‏ وقد

هشَشْتُ أَهُشُّ هَشّاً إِذا خَبَطَ الشجرَ فأَلْقاه لغَنَمِه‏.‏ وهشَشْتُ

الورَقَ أَهُشُّه هَشّاً‏:‏ خبَطْتُه بِعصاً ليتَحاتَّ؛ ومنه قوله عز وجل‏:‏

وأَهُشُّ بها على غَنَمِي؛ قال الفراء‏:‏ أَي أَضرِب بها الشجرَ اليابس

ليَسْقُطَ ورَقُها فتَرْعاه غنَمُه؛ قال أَبو منصور‏:‏ والقول ما قاله الفراءُ

والأَصمعي في هَشَّ الشجرَ، لا ما قاله الليث إِنه جَذْبُ الغُصْن من الشجر إِليك‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ لا يُخْبَطُ ولا يُعْضَد حِمَى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ولكن هُشُّوا هَشّاً أَي انثُرُوه نَثْراً بلِينِ

ورِفْقِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ هَشَّ العودُ هُشُوشاً إِذا تكَسَّرَ، وهشَّ

للشيء يَهِشُّ إِذا سُرَّ به وفَرِحَ‏.‏ وفَرَسٌ هَشُّ العِنَان‏:‏ خَفِيفُ

العِنَان‏.‏

قال شمر‏:‏ وهاشَ بمعنى هشَّ؛ قال الراعي‏:‏

فكَبَّر للرُّؤْيا وهاشَ فُؤَادُه، وبَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها

قال‏:‏ هاش طَرِبَ‏.‏ ابن سيده‏:‏ والهَشِيشةُ الورَقَةُ أَظُنُّ ذلك‏.‏

وهَشَاهِشُ القومِ‏:‏ تحرُّكهم واضطرابُهم‏.‏

هلبش‏:‏ هَلْبَشٌ وهُلابِشٌ‏:‏ اسمان‏.‏

همش‏:‏ الهَمْشةُ‏:‏ الكلامُ والحركةُ، هَمَشَ وهَمِشَ القومُ فهم

يَهْمَشُون ويَهْمِشُون وتَهامَشُوا‏.‏ وامرأَة هَمَشى الحديثِ، بالتحريك‏:‏ تُكْثِرُ

الكلامَ وتُجَلَّبُ‏.‏ والهَمِشُ‏:‏ السريعُ العملُ بأَصابِعه‏.‏ وهَمَشَ

الجرادُ‏:‏ تحرَّك ليَثُور‏.‏ والهَمْشُ‏:‏ العَضُّ، وقيل‏:‏ هو سُرْعَة الأَكلِ‏.‏ قال

أَبو منصور‏:‏ الذي قاله الليث في الهَمْش أَنه العَضُّ غيرُ صحيح، وصوابه الهَمْس، بالسين، فصحَّفه، قال‏:‏ وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه

قال‏:‏ إِذا مضَغَ الرجلُ الطعامَ وفُوهُ مُنْضَمٌّ قيل‏:‏ هَمَشَ يَهمِشُ

هَمْشاً‏.‏ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال‏:‏ يقال للجراد إِذا طُبِخَ في المِرْجَل الهَمِيشةُ، وإِذا سُوِّيَ على النار فهو المَحْسُوسُ‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ قالت امرأَة من العرب لامرأَة ابنها طَفَّ حَجْرُكِ وطابَ نَشْرُك

وقالت لابنتها‏:‏ أَكَلْتِ هَمْشاً، وحَطَبْتِ قَمْشاً دعَتْ على امرأَة

ابنها أَن لا يكون لها ولَد ودَعَت لابْنَتِها أَن تَلِدَ حتى تُهامِشَ

أَولادَها في الأَكْل أَي تُعاجِلَهم، وقولُها حَطَبْتِ قَمْشاً أَي حطَبَ لك

ولدُكِ من دِقِّ الحَطَبِ وجلِّه‏.‏ ويقال للناس إِذا كثروا بمكان

فأَقبلوا وأَدْبَرُوا واختلطوا‏:‏ رأَيتهم يَهْتَمِشُون ولهم هَمْشةٌ، وكذلك

الجراد إِذا كان في وِعاء فغَلى بعضُهُ في بعض وسمعتَ له حركة تقول‏:‏ له

هَمَشةٌ في الوعاء‏.‏ ويقال‏:‏ إِن البراغيث لتَهْتَمِشُ تحْت جَنْبي فتُؤْذيني

باهْتِماشها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الهَمْشُ والهَمَشُ كثرةُ الكلام والخَطَل في غير صواب؛ وأَنشد‏:‏

وهَمِشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ

قال الأَزهري‏:‏ وأَنشدَنِيه المنذريُّ وهَمَشُوا، بفتح الميم، ذكره عن

أَبي الهيثم‏.‏ واهْتَمَشَت الدابةُ إِذا دبَّت دَبِيباً‏.‏

همرش‏:‏ الهَمَّرِشُ‏:‏ العجوزُ المُضْطرِبةُ الخَلْق؛ قال ابن سيده‏:‏ جعلها

سيبويه مرة فَنُعَلِلاَ ومرة فَعْلَلِلاً، وردَّ أَبو علي أَن يكون

فَنْعَلِلاً وقال‏:‏ لو كان كذلك لظهرت النون لأَن إِدغام النون في الميم من كلمة لا يجوز، أَلا ترى أَنهم لم يُدْغموا في شاة زَنْماء وامرأَة قَنْواء

كراهية أَن يَلْتبس بالمُضاعَف‏؟‏ وهي عند كراع فَعَّلِل، قال‏:‏ ولا نظير لها

البتة‏.‏ الليث‏:‏ عجوز هَمَّرِش في اضطراب خَلْقها وتشَنُّجِ جِلدِها‏.‏

الجوهري‏:‏ الهَمَّرِشُ العجوزُ الكبيرة والناقةُ الغزيرة واسم كلْبةٍ؛ قال

الراجز‏:‏

إِن الجِراءَ تَخْترش، في بطْنِ أُمّ الهَمَّرِشْ، فيهن جِرْوٌ نَخْوَرِشْ

قال الأَخفش‏:‏ هو من بنات الخمسة، والميمُ الأُولى نونٌ، مثال جَحْمَرِش

لأَنه لم يجئ شيء من بنات الأَربعة على هذا البناء، وإِنما لم تُبَيَّن

النونُ لأَنه ليس له مثال يلتبس به فيُفْصل بينهما‏.‏

والهَمْرَشةُ‏:‏ الحركةُ‏.‏ والهَمْرَشُ‏:‏ الحركةُ، وقد تَهَمْرَشَ القومُ

إِذا تحرّكوا‏.‏

هوش‏:‏ هاشَت الإِبلُ هَوْشاً‏:‏ نفَرَت في الغارة فتبدَّدَتْ وتفرَّقت‏.‏

وإِبل هَوّاشةٌ‏:‏ أَخَذَت من هنا وهنا‏.‏ والهَوْشَةُ‏:‏ الفِتْنةُ والهَيْجُ

والاضطرابُ والهَرْجُ والاختلاطُ‏.‏ يقال‏:‏ قد هَوَّشَ القوم إِذا اختلطوا؛ وكذلك كل شيء خَلَطْتَه فقد هَوَّشْته؛ قال ذو الرمة يصِفُ المنازل وأن الرياح قد خلَطت بعضَ آثارها ببعض‏:‏

تَعَفَّتْ لِتَهْتانِ الشِّتاءِ، وهَوَّشَتْ

بها نائِجاتُ الصَّيْفِ شَرْقِيَّةً كُدْرا

وفي حديث الإِسراء‏:‏ فإِذا بَشَرٌ كثيرٌ يَتَهاوَشُون؛ التَّهاوُشُ‏:‏

الاختلاطُ، أَي يَدْخُل بعضُهم في بعض‏.‏ وفي حديث قيس بن عاصم‏:‏ كنت أُهاوِشُهم

في الجاهلية أَي أُخالِطُهم على وَجْهِ الإِفْساد‏.‏ والهَوْشةُ‏:‏ الفسادُ‏.‏

وهاشَ القومُ وهَوِشُوا هَوَشاً وتَهَوّشوا‏:‏ وقعُوا في فساد‏.‏ وتهَوَّشوا

عليه‏:‏ اجْتَمَعُوا‏.‏ وهَوَّشَ بينهم‏:‏ أَفسَد؛ وقول الراجز‏:‏

قد هَوَّشَتْ بُطونُها واحْقَوْقَفَتْ

أَي اضطربت من الهُزال، وكذلك هاشَ القومُ يَهُوشون هَوْشاً‏.‏

ويقال للعدد الكثير‏:‏ هَوْشٌ‏.‏ والهُواشاتُ، بالضم‏:‏ الجماعاتُ من الناس

ومن الإِبل إِذا جمعوها فاختلط بعضها ببعض‏.‏ قال عرام‏:‏ يقال رأَيت هُوَاشةً

من الناس وهَوِيشةً أَي جماعة مختلطة‏.‏ قال أَبو عدنان‏:‏ سمعت التميميات

يقلْن الهَوْشُ والبَوْشُ كثرةُ الناس والدواب؛ ودخلنا السوق فما كِدْنا

نَخْرُج من هَوْشِها وبَوْشِها‏.‏ وقال‏:‏ إتقوا هَوَشاتِ السُّوق أَي اتقوا

الضلال فيها وأَن يُحْتالَ عليكم فتُسْرَقُوا‏.‏ وهَوَشاتُ الليل‏:‏ حوادثُه

ومكروهُه‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهَوَشاتُ السوق قال حكاه ثعلب بفتح الواو ولم يفسره، قال‏:‏ وأَراه اخْتِلاطَها وما يُوكَسُ فيه الإِنسانُ عندها ويُغْبَن‏.‏

وفي حديث ابن مسعود‏:‏ إيّاكم وهَوَشاتِ الليلِ وهَوَشاتِ الأَسواق، ورواه

بعضهم‏:‏ وهَيَشاتِ، بالياء، أَي فِتَنها وهَيْجَها‏.‏ والهُوَاشُ، بالضم‏:‏ ما

جُمِع من مالٍ حرام وحلالٍ كأَنه جمعُ مَهْوَشٍ من الهَوْش الجمع

والخلْط‏.‏

والمَهاوِشُ‏:‏ مكاسبُ السُّوء؛ ومنه الحديث‏:‏ مَن اكتسبَ مالاً من مَهاوِشَ أَذْهَبَهُ اللَّه في نَهابِرَ؛ المَهاوِشُ‏:‏ كلُّ مالٍ يُصاب من غير

حِلَّة ولا يُدْرَى ما وجهُه كالغَصْب والسَّرِقة ونحو ذلك وهو شبيه بما

ذكر من الهَوَشاتِ؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ ويروى‏:‏ مِنْ نَهاوِشَ، وقد تقدم في موضعه، وهو أَن يَنْهشَ من كلّ مكان، ورواه بعضهم‏:‏ من تَهاوِشَ‏.‏ ابن الأَنباري؛ وقول العامّة شَوَّشَ الناسُ إِنما صوابه هَوَّشَ وشَوَّشَ خطأٌ‏.‏

الليث‏:‏ إِذا أُغِيرَ على مالِ الحيِّ فنَفَرت الإِبلُ واخْتَلَط بعضُها

ببعض قيل‏:‏ هاشَت تَهُوش، فهي هَوائِشُ‏.‏

وجاء بالهَوْشِ والبَوْشِ أَي بالجَمْع الكثير من الناس‏.‏ والهَوْشُ‏:‏

المجتمعون في الحرْب، والهَوْش‏:‏ خلاءُ البطن‏.‏

وأَبو المهْوَشِ‏:‏ من كُناهم‏.‏ وذو هاشٍ‏:‏ موضعٌ ذكره زهير في شعره‏.‏

هيش‏:‏ الهَيْشةُ‏:‏ الجماعةُ؛ قال الطرِمّاح‏:‏

كأَن الخِيمَ هاشَ إِليه منه

نِعاجُ صَرائمٍ جُمّ القُرُونِ

وفي حديث ابن مسعود‏:‏ إِياكم وهَيْشاتِ الليلِ وهَيْشاتِ الأَسواقِ؛ والهَيْشاتُ‏:‏ نحوٌ من الهَوْشات، وهو كقولهم‏:‏ رجل ذو دَغَواتٍ ودَغَياتٍ، وفي حديث آخر‏:‏ ليس في الهَيْشاتِ قَوَدٌ؛ عَنى به القَتِيلَ يُقْتَل في الفِتْنة لا يُدْرى مَنْ قتَله، ويقال بالواو أَيضاً‏.‏ وهاشَ القومُ بعضهم

إِلى بعض وتَهَيَّشُوا‏:‏ وهو من أَدْنى القِتالِ؛ وتَهَيَّشَ القومُ بعضُهم

إِلى بعض تَهَيُّشاً‏.‏ أَبو زيد‏:‏ هذا قتِيلُ هَيْشٍ إِذا قُتِل، وقد هاشَ

بعضُهم إِلى بعض، والهَيْشُ‏:‏ الاختلاطُ‏.‏ وهاشَ في القوم هَيْشاً‏:‏ عاثَ

وأَفْسَدَ‏.‏ الجوهري‏:‏ الهَيْشةُ مثل الهَوْشةٍ‏.‏ وهاشَ القومُ يَهِيشُون

هَيْشاً إِذا تحرّكوا وهاجُوا؛ قال الشاعر‏:‏

هِشْتُم علينا، وكنتم تَكْتَفُون بما

نُعْطِيكمُ الحَقَّ منا غيرَ مَنْقُوصِ

وهاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض للقتال، والمَصْدَرُ الهَيْشُ؛ أَبو زيد‏:‏

هاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض هَيْشاً إِذا وَثَبَ بعضُهم إِلى بعض

للقتال‏.‏ والهَيْشُ‏:‏ الحَلْبُ الرُّوَيْدُ، جاء به في باب حَلْب الغَنَم، قال

ثعلب‏:‏ وهو بالكفّ كلّها‏.‏

والهَيْشَةُ‏:‏ أُمُّ حُبَيْنٍ؛ قال بِشْر بن المعتمر‏:‏

وهَيْشَة تأْكلها سُرْفةٌ، وسِمْعُ ذِئبٍ هَمُّه الحُضْرُ

وقال‏:‏

أَشْكُو إِليك زَماناً قد تَعَرّقَنا، كما تَعرَّقَ رأْسَ الهَيْشةِ الذِّيبُ

يعني أُمَّ حُبَين، واللَّه أَعلم‏.‏

وبش‏:‏ الوَبْشُ والوَبَشُ‏:‏ البياضُ الذي يكون على الأَظفار، وفي المحكم‏:‏

على أَظفار الأَحْداثِ، وفي التهذيب‏:‏ النَّمْنِمُ الأَبيض يكون على

الظُّفُرِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ هو الوَبْشُ والكَدِبُ والكَدَبُ والنِّمْنِمُ، يقال‏:‏ بظُفْرِه وبْشٌ وهو ما نُقِّط من البياض في الأَظفار؛ ووَبِشَت

أَظفارُه ووَبَّشَت‏:‏ صار فيها ذلك الوَبْش‏.‏

والأَوْباشُ من الناس‏:‏ الأَخْلاطُ مثل الأَوْشابِ، ويقال‏:‏ هو جمع مقلوب

من البَوْش‏.‏ ابن سيده‏:‏ أَوْباشُ الناسِ الضُّروبُ المُتفرِّقون، واحدُهم

وَبْشٌ ووَبَشٌ‏.‏ وبها أَوْباشٌ من الشجر والنبات، وهي الضُّروب

المتفرّقة‏.‏ ويقال‏:‏ ما بهذه الأَرض إِلاَّ أَوْباشٌ من شجر أَو نبات إِذا كان

قليلاً متفرقاً‏.‏

الأَصمعي‏:‏ يقال بها أَوْباشٌ من الناس وأَوْشابٌ من الناس وهم الضُّروب

المتفرقون‏.‏ وفي الحَديث‏:‏ إِن قُريْشاً وَبَّشَت لِحَرْب النبي صلى الله عليه وسلم أَوْباشاً لها؛ أَي جمعت له جموعاً من قبائلَ شتّى‏.‏ ابن شميل‏:‏ الوَبَش الرَّقَطُ من الجَرب يَتَفَشَّى في جِلْد البَعير؛ يقال‏:‏

جمَلٌ وَبِشٌ وبه وَبَشٌ وقد وَبِشَ جلْدُه وبَشاً‏.‏ ووَبْشُ الكلامِ‏:‏

رَديئُه‏.‏ وفي حديث كعب أَنه قال‏:‏ أَجِدُ في التوراة أَن رجُلاً من قُرَيشٍ

أَوْبَشَ الثَّنايا يَحْجِلُ في الفتنة؛ قال شمر‏:‏ قال بعضهم أَوْبَشَ الثنايا

يعني ظاهرَ الثنايا، قال‏:‏ وسمعت ابن الحريش يحكي عن ابن شميل عن الخليل

أَنه قال‏:‏ الواوُ عندهم أَثْقلُ من الياء والأَلف إِذ قال أَوْيَش‏.‏

وبَنُو وابِشٍ وبنو وابِشِيّ‏:‏ بَطْنانِ؛ قال الراعي‏:‏

بَني وابِشِيٍّ قد هَوِينا جِمَاعَكم، وما جَمَعَتْنا نِيّةٌ قبلها مَعَا

وتش‏:‏ وَتَشُ الكلامِ‏:‏ رَديئُه، قال‏:‏ كذلك وجدته في كتاب ابن الأَعرابي

بخط أَبي موسى الحامض، والمعروفُ وَبْشُ‏.‏ الأَزهري‏:‏ قرأْت في نوادر

الأَعراب‏:‏ يقال للحارِضِ من القوم الضعيفِ وتَشَةٌ وأُتَيْشةٌ وهِنَّمَةٌ

صوْـكة وصوّـكة‏.‏ والوَتْشُ‏:‏

القليلُ من كل شيء مثل الوَتْحِ‏.‏ وإِنه لمن وَتْشِهم أَي من رُذالهم‏.‏

وحش‏:‏ الوَحْش‏:‏ كلُّ شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث، وهو وَحْشِيّ، والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر على غير ذلك؛ حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ

وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ‏.‏ ويقال‏:‏ حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ

وحْشِيٌّ‏.‏ ابن شميل‏:‏ يقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم وهذه شاةٌ

وَحْش، والجماعة هي الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش؛ قال أَبو النجم‏:‏

أَمْسى يَبَاباً، والنَّعامُ نَعَمُهْ، قَفْراً، وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ

وهذا مثل ضائِنِ وضَئينٍ‏.‏ وكل شيء يسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِيّ؛ وكل شيء لا يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ‏.‏ قال بعضهم‏:‏ إِذا أَقبل الليلُ

استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ‏.‏

والوَحْشةُ‏:‏ الفَرَقُ من الخَلْوة‏.‏ يقال‏:‏ أَخذَتْه وَحْشةٌ‏.‏ وأَرض

مَوْحُوشةٌ‏:‏ كثيرة الوَحْشِ‏.‏ واسْتَوْحَشَ منه‏:‏ لم يَأْنَسْ به فكان

كالوَحْشيّ؛ وقول أَبي كبير الهذلي‏:‏

ولقد عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ، تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف

قيل‏:‏ عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه، وقوله بَصِيرة بالمُشْرف

يعني الرِّيحَ أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته، والرِّداءُ السَّيفُ‏.‏ وفي حديث النجاشي‏:‏ فنَفَخَ في إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حتى

جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ في البَرِّية حتى مات، وفي رواية‏:‏ فطارَ

مع الوَحْشِ‏.‏ ومكانٌ وَحْشٌ‏:‏ خالٍ، وأَرض وَحْشةٌ، بالتسكين، أَي قَفْرٌ‏.‏

وأَوْحَشَ المكانُ من أَهله وتوَحّشَ‏:‏ خَلا وذهبَ عنه الناسُ‏.‏ ويقال

للمكان الذي ذهب عنه الناسُ‏:‏ قد أَوْحَشَ، وطَلَلٌ مُوحِشٌ؛ وأَنشد‏:‏

لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ، يَلُوح كأَنه خِلَلُ

وهذا البيت أَورده الجوهري فقال‏:‏ لِمَيّةَ موحشاً؛ وقال ابن بري‏:‏ البيت

لكُيَيّر، قال وصواب إِنشاده‏:‏ لِعَزَّةَ موحشاً، وأَوْحَشَ المكانَ‏:‏

وجَدَه وحْشاً خالياً‏.‏ وتوَحَّشَت الأَرضُ‏:‏ صارت وحْشةً؛ وأَنشد الأَصمعي

لعبّاس بن مِرْداس‏:‏

لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا، وأَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا

ويروى‏:‏

وأَقْفَر إِلاَّ رَحْرَحانَ فراكِسا

ورَحْرَحانُ وراكِس‏:‏ موضعان‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من المعروف ولو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ؛ الوَحْشانُ‏:‏ المُغْتَمُّ‏.‏ وقومٌ

وَحاشَى‏:‏ وهو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس‏.‏ والوَحْشةُ‏:‏ الخَلْوة والهَمُّ‏.‏

وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، وكذلك توحّشَ، وقد أَوْحَشْت

الرجلَ فاسْتَوْحَشَ‏.‏ وفي حديث عبد اللَّه‏:‏ أَنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الأَرضِ وَحْشاً أَي وحْدَه ليس معه غيره‏.‏ وفي حديث فاطمة بنت قيس‏:‏ أَنها كانت في مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ على ناحِيتها أَي

خَلاءٍ لا ساكنَ به‏.‏ وفي حديث المدينة‏:‏ فيَجدانه وَحْشاً‏.‏ وفي حديث ابن المسيب وسئل عن المرأَة‏:‏ هي في وَحْشٍ من الأَرض‏.‏ ولَقِيَه بوَحْشِ

إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، ومعناه كمعنى الأَول، أَي ببلد قَفْر‏.‏ وتركته بوَحْشِ

المَتْنِ أَي بحيث لا يُقْدر عليه، ثم فسّر المَتْنَ فقال‏:‏ وهو المتنُ من الأَرض وكلُّه من الخَلاء‏.‏

وبلادٌ حِشُون‏:‏ قَفْرةٌ خالية؛ وأَنشد‏:‏

منازلُها حِشُونا

على قياس سِنُونَ وفي موضع النصب والجرّ حِشِينَ مثل سِنِينَ؛ وأَنشد‏:‏

فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا

قال أَبو منصور‏:‏ حِشُون جمعُ حِشَةٍ وهو من الأَسماء الناقصة، وأَصلُها

وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما نَقَصُوها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَة، ثم جَمَعُوها على حِشِينَ كما قالوا عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسماء الناقصة‏.‏

وباتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً لم يأْكل شيئاً فخلا جَوفُه، والجمع أَوْحاشٌ‏.‏ والوَحْشُ والمُوحِشُ‏:‏ الجائعُ من الناس وغيرهم لخُلُوِّهِ من الطعام‏.‏ وتوَحَّشَ جوفُه‏:‏ خَلا من الطعام‏.‏ ويقال‏:‏ تَوَحَّشْ للدَّواء أَي

أَخْل جوفَك له من الطعام‏.‏ وتوَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلى

مَعِدَتَه ليكون أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه‏.‏ والتوَحُّشُ للدواء‏.‏

الخُلُوُّ له‏.‏ ويقال للجائع الخالي البطن‏:‏ قد توَحَّشَ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ رجل مُوحِشٌ

ووحْشٌ ووحِشٌ وهو الجائع من قوم أَوْحاشٍ‏.‏ ويقال‏:‏ بات وَحْشاً ووَحِشاً

أَي جائعاً‏.‏ وأَوْحَشَ الرجلُ‏:‏ جاعَ‏.‏ وبِتْنا أَوْحاشاً أَي جِياعاً‏.‏ وقد

أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا؛ قال حُمَيد يصف ذئباً‏:‏

وإِن بات وحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها

ذِراعاً، ولم يُصْبِحْ بها وهو خاشِعُ

وفي الحديث‏:‏ لقد بِتْنا وَحْشِينَ ما لنا طعام‏.‏ يقال‏:‏ رجل وَحْشٌ، بالسكون، من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له؛ وقد أَوْحَشَ إِذا جاع‏.‏

قال ابن الأَثير‏:‏ وجاء في رواية الترمذي‏:‏ لقد بِتْنا لَيْلتَنا هذه

وَحْشى، كأَنه أَراد جماعةَ وحْشِيٍّ؛ والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ‏:‏ شِقَّا

كلِّ شيء‏.‏ ووَحْشِيُّ كلِّ شيء‏:‏ شِقُّه الأَيْسَرُ، وإِنْسِيُّه شِقُّه

الأََيْمنُ، وقد قيل بخلاف ذلك‏.‏ الجوهري‏:‏ والوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من كل شيء؛ هذا قول أَبي زيد وأَبي عمرو؛ قال عنترة‏:‏

وكأَنما تَنْأَى بجانب دَفّها الـ *** ـوَحْشِيّ من هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم

وإِنما تَنْأَى بالجانب الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الراكب في يده اليمنى؛ وقال الراعي‏:‏

فمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها، وقدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ

ويقال‏:‏ ليس من شيء يَفْزَع إِلا مال على جانبه الأَيمن لأَن الدابة لا

تؤْتى من جانبها الأَيْمَن وإِنما تُؤْتى في الاحْتِلاب والركُوبِ من جانبها الأَيْسر، فإِنما خَوْقُه منه، والخائف إِنما يَفِرّ من موضع المخافة

إِلى موضع الأَمْن‏.‏ والأَصمعي يقول‏:‏ الوحْشِيُّ الجانبُ الأَيْسرُ من كل

شيء‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ إِنْسِيُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها على القدم

الأُخرى، ووَحْشِيُّها ما خالفَ إِنْسِيَّها‏.‏ ووَحْشِيُّ القَوْسِ

الأَعْجمِيّةِ‏:‏ ظَهرُها، وإِنْسِيُّها‏:‏ بَطنُها المُقْدِمُ عليك، وفي الصحاح‏:‏

وإِنْسِيُّها ما أَقْبَل عليك منها، وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرجْل

وإِنْسِيُّهما، وقيل‏:‏ وحْشِيُّها الجانبُ الذي لا يقع عليه السَّهمُ، لم يَخُصَّ بذلك

أَعْجميّةٌ من غيرها‏.‏ ووَحْشِيُّ كلِّ دابة‏:‏ شِقَّه الأَيمن، وإِنْسِيُّه‏:‏ شقُّه الأَيسر‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ جوّدَ الليثُ في هذا التفسير في الوَحْشِيّ والإِنْسِيّ ووافَقَ قولُه قول الأَئمة المُتْقِنِينَ‏.‏ ورُوي عن

المفضل وعن الأَصمعي وعن أَبي عبيدة قالوا كلُّهم‏:‏ الوَحْشِيُّ من جميع

الحيوان ليس الإِنسان، هو الجانبُ الذي لا يُحْلَب منه ولا يُرْكَبُ، والإِنسيُّ الجانبُ الذي يَرْكَب منه الراكب ويَحْلُب منه الحالب‏.‏ قال أَبو

العباس‏:‏ واختلف الناس فيهما من الإِنسان، فبعضهم يُلْحِقه في الخيل والدواب

والإِبل، وبعضهم فرّق بينهما فقال‏:‏ الوَحْشِيّ ما وَليَ الكتِفَ، والإِنْسِيُّ ما وَليَ الإِبْطَ، قال‏:‏ هذا هو الاختيار ليكون فرقاً بين بني آدم

وسائرٍ الحيوان؛ وقيل‏:‏ الوَحْشِيُّ من الدابة ما يَرْكب منه الراكبُ

ويَحْتَلِبُ منه الحالبُ، وإِنما قالوا‏:‏ فَجالَ على وَحْشِيّه وانْصاعَ جانبه الوَحْشِيُّ لأَنه لا يؤْتى في الركوب والحلب والمُعالجة وكلِّ شيء إِلا

منه فإِنما خوْفُه منه، والإِنْسِيُّ الجانبُ الآخر؛ وقيل‏:‏ الوحشي الذي لا

يُقدَر على أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه وإِنما يؤخذ من الإِنْسِيّ، وهو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الجانب الوَحِيشُ

كالوَحْشِيّ؛ وأَنشد‏:‏

بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِيّة

حَياء، وللمُهْدى إِليه طَريقُ

لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ، ولا يُرى

لِجارتِنا منّا أَخٌ وصديقُ

وتَوَحَّشَ الرجلُ‏:‏ رَمى بثوبه أَو بما كان‏.‏ ووَحَشَ بِثَوْبه وبسيفه

وبرُمْحه، خَفِيف‏:‏ رَمى؛ عن ابن الأَعرابي، قال‏:‏ والناسُ يقولون وَحَّشَ، مُشَدَّداً، وقال مرّة‏:‏ وحَشَ بثوبه وبدِرْعه ووَحَّش، مخفف ومثقَّل، خافَ

أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ عن دابته‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ورأَيت في كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه وارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بثيابه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ كانَ بين الأَوْس والخَزْرج قِتال فجاء النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، فلما رآهم نادى‏:‏ أَيُّها الناسُ اتَّقوا اللَّه حق تُقاتِه

«الآيات» فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بعضاً أَي رَمَوْها؛ قالت

أُم عمرو بنت وَقْدانَ‏:‏

إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم، فذَرُوا السِّلاحَ وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ

وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه‏:‏ أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا

برِماحِهم واستَلّوا السيوف؛ ومنه الحديث‏:‏ كان لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه

وسلم، خاتم من حديد

فَوَحَّشَ به بين ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم، وفي الحديث‏:‏ أَتاه

سائلٌ فأَعطاه تمرةً َوَحَّشَ بها‏.‏ والوحشي من التِّين‏:‏ ما نَبَت في الجبال وشَواحِط الأَوْدية، ويكون من كل لون‏:‏ أَسود وأَحمر وأَبيض، وهو أَصغر

التين، وإِذا أَكل جَنِيّاً أَحْرق الفم، ويُزَبَّبُ؛ كل ذلك عن أَبي

حنيفة‏.‏

ووَحْشِيٌّ‏:‏ اسم رجل، ووَحْشِيَّةُ‏:‏ اسم امرأَة؛ قال الوَقَّافُ أَو

المرّار الفقعسي‏:‏

إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لم يكن

لِعَيْنَيك، مما تَشْكُوانِ، طَبِيبُ

والوَحْشةُ‏:‏ الخَلْوةُ والهَمُّ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ‏.‏

وخش‏:‏ الوَخْشُ‏:‏ رذالةُ الناس وصغارهم وغيرهم، يكون للواحد والاثنين

والجمع والمؤنث بلفظ واحد‏.‏ ويقال‏:‏ ذلك من وَخْشِ الناس أَي من رُذالِهم‏.‏

وجاءني أَوْخاشٌ من الناس اي سُقاطُهم؛ ورجل وَخْشٌ وامرأَة وَخْش وقَوم

وَخْش، وربما جُمِع أَوْخاشاً، وربما أُدخِل فيه النون؛ وأَنشد لدَهْلَبِ ابن قريع‏:‏

جارية ليسَتْ من الوَخْشَنِّ، كأَن مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ

قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ

أَراد الوَخْشَ فزاد فيه نوناً ثقيلة‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ النون صلة الروي، قال ابن سيده‏:‏ وربما جاء مؤنثه بالهاء؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

وقد لَفَّفَا خَشْناءَ، لَيستْ بِوَخْشةٍ، تُوارِي سَماءَ البيتِ مُشرفة القُتْر

يعني بالخَشْناء جُلَّة التمر، وجمعُ الوَخْشةِ وِخاشٌ‏.‏ ووخُشَ الشيءُ، بالضم، وَخاشَةً ووُخُوشةً ووُخوشاً‏:‏ رَذُلَ وصار رَدِيئاً؛ قال الكميت‏:‏

تَلْقَى الندَى ومَخْلَداً حَلِيفين، ليسا من الوَكْسِ ولا بوخْشَين

وفي حديث ابن عباس‏:‏ وإِنّ قَرْنَ الكَبْشِ مُعَلَّقٌ في الكَعْبة قد

وَخُشَ وفي رواية‏:‏ إنّ رَأْسِه مُعلَّق بقَرْنيه في الكعبة، وَخُشَ أَي

يَبِس وتَضاءَل‏.‏ وأَوْخَشَ القومُ أَي رَدُّوا السِّهام في الرِّبابةِ مرةً

بعد أُخرى كأَنهم صاروا إِلى الوَخاشةِ والرَّذالةِ؛ وأَنشد أَبو عبيد في الإِيخاشِ ليزيدَ بن الطَثَرِيّة وهي أُمه واسم أَبيه سلمة‏:‏

أَرَى سبعةً يَسْعَوْنَ للوَصْل، كلّهم

له عند رَيّا دِينةٌ يَسْتَدِينُها

وأَلقَيتُ سَهمي وَسْطهم حين أَوخَشوا، فما صارَ لي في القَسْمِ إِلا ثَمِينُها

قال‏:‏ أَوْخَشُوا خَلطُوا‏.‏ وقوله فما صارَ لي في القَسْم إِلا ثمِينُها

أَي كنتُ ثامنَ ثمانية ممن يَسْتَدِينها؛ وقال النابغة‏:‏

أَبَوْا أَن يُقِيمُوا للرماح، ووَخَّشَتْ

شَغارِ، وأَعْطَوْا مُنيةً كلَّ ذي ذَحْل

قال شمر‏:‏ وخَّشَتْ أَلقَتْ بأَيديها وأَطاعت‏.‏

ودش‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الوَدْشُ الفساد‏.‏

ورش‏:‏ الوارِشُ‏:‏ الدافِعُ‏.‏ والوارِشُ‏:‏ الطُّفَيْلِيُّ، المُتَشَهّي

للطعام‏.‏ ويقال للذي يَدْخُل على قوم يَطْعَمُون ولم يُدْع ليُصِيبَ من طعامِهم‏:‏ وارِشٌ، وللذي يَدْخُل عليهم وهم شَرْبٌ‏:‏ واغِلٌ‏:‏ وقيل‏:‏ الوارِشُ

الداخلُ على الشَّرْب كالواغِلِ، وقيل‏:‏ الوارِشُ في الطعام خاصة، والواغِلُ في الشَّراب، والدافعُ في أَيّ شيء وقع في شَراب أَو طعام أَو غيره، وقيل‏:‏

الوارِشُ في كل شيء أَيضاً‏.‏ وورَشَ وَرْشاً ووُرُوشاً، وهو من الشهوة

إِلى الطعام لا يُكْرِمُ نفسه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الوارِشُ النشيطُ، وقد وَرِشَ

وَرْشاً؛ وأَنشد‏:‏

يَتْبَعْنَ زَيّافاً إِذا زِفْنَ نَجَا، باتَ يُبارِي وَرِشاتٍ كالقَطا

إِذا اشتَكَينَ بُعْدَ مَمْشاهُ اجْتَزَى

مِنْهُنّ، فاسْتَوْفى برَحْبٍ أَو عَدَا

أَي زاد‏.‏ اجْتزى منهن‏:‏ من الجزاء‏.‏ قال‏:‏ ورجل وارِشٌ نشِيط‏.‏

والتَّوْرِيشُ‏:‏ التَّحْريشُ، يقال‏:‏ ورَّشْت بين القوم وأَرَّشْت‏.‏

والوَرِشَةُ من الدواب‏:‏ التي تَفَلَّتُ إِلى الجَرْي وصاحبُها يكُفُّها‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ الوَرِشات الخِفافُ من النُّوقِ‏.‏

والوَرْشُ‏:‏ تناوُلُ شيء من الطعام، تقول‏:‏ ورَشْتُ أَرِشُ ورْشاً إِذا

تناولت منه شيئاً‏.‏ ووَرَشَ من الطعام شيئاً‏:‏ تناوَلَ، وقيل‏:‏ تناوَلَ قليلاً

من الطعام‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّوْشُ الأَكلُ الكثير، والوَرْشُ الأَكلُ

القليل‏.‏

والوَرَشانُ‏:‏ طائرُ شِبْهُ الحمامةِ، وجمْعُه وِرْشانٌ، بكسر الواو

وتسكين الراء، مثل كِرْوان جمع كَرَوان على غير قياس، والأُنثى وَرَشانةٌ وهو ساقُ حُرٍّ‏.‏ وفي المثل‏:‏ بعِلّة الوَرَشان يأْكلُ رُطَبَ المُشانِ، والجمعُ الوَراشينُ‏.‏ والوَرَشانُ أَيضاً‏:‏ حُمْلاقُ العَينِ الأَعْلى‏.‏

والوَرَشانُ‏:‏ الكبير؛ قال ابن سيده‏:‏ وجدناه في شرح شعر الأَعشى بخط ينسب إِلى

ثعلب‏.‏

وشوش‏:‏ الوَشْوَشُ والوَشْواشُ من الرجال والإِبل‏:‏ الخفيفُ السريع‏.‏ ورجل

وَشْواشٌ أَي خفيف؛ عن الأَصمعي؛ وأَنشد‏:‏

في الرَّكْبِ وَشْواشٌ وفي الحَيِّ رَفِلْ

وفي التهذيب‏:‏ الوَشْواشُ الخفيفُ من النعام، وناقة وَشْواشةٌ كذلك‏.‏

والوَشْوَشةُ‏:‏ كلامٌ في اختلاط؛ وفي حديث سُجود السهو‏:‏ فلما انْفَتَل

تَوَشْوَشَ القومُ؛ الوَشْوَشةُ‏:‏ كلامٌ مختلط حتى لا يكاد يُفْهم، ورواه

بعضهم بالسين المهملة، ويريد به الكلامَ الخفيَّ‏.‏ والوَشْوَشةُ‏:‏ الكلمة

الخفيّةُ وكلامٌ في اختلاط‏.‏ الليث‏:‏ الوَشْوَشةُ الخِفّةُ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ في فلان منْ أَبيه وَشْواشةٌ أَي شبَهٌ‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ رجل وَشْوَشِيُّ الذِّراع

ونَشْنَشِيُّ الذراع، وهو الرقيقُ اليد الخفيفُ في العمَل؛ وأَنشد‏:‏

فقامَ فَتًى وَشْوَشِيُّ الذِّرَا

عِ، لرم يَتَلَبَّثْ ولم يَهْمُمِ

وطش‏:‏ وطَشَ القومَ عَنِّي وَطْشاً ووَطَّشَهم‏:‏ دفَعَهم‏.‏ وضَربوه فما

وَطَّشَ إِليهم أَي لم يُعطهم، وفي الصحاح‏:‏ فما وَطَّشَ إِليهم تَوْطِيشاً

أَي لم يمْدُدْ بيدِه ولم يدْفع عن نفسه، وفي المحكم‏:‏ أَي لم يدفع عن

نفسه‏.‏ ويقال‏:‏ سأَلته عن شيء فما وَطَشَ وما وَطَّشَ وما دَرَّعَ أَي ما

بيَّنَ لي شيئاً‏.‏ وسأَلوه فما وَطَّشَ إِليهم بشيء أَي لم يُعْطهم شيئاً‏.‏

ووطَّشَ عنه‏:‏ ذَبَّ‏.‏ ووَطَّشَ‏:‏ أَعْطى قليلاً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏هَبطْنا بِلاداً ذاتَ حُمَّى وحَصْبةٍ

ومُومِ، وإِخوانِ مُبِينٍ عُقُوقُها

سوى أَنّ أَقواماً من الناس وَطَّشُوا

بأَشياءَ، لم يَذْهَبْ ضَلالاً طَرِيقُها

أَي لم يَضِعْ فعالُهم عندنا، وقيل‏:‏ معناه ل يَخْفَ علينا أَنهم قد

أَحسنوا إِلينا‏.‏ اللحياني‏:‏ يقال وَطِّشْ لي شيئاً وغَطِّشْ لي شيئاً حتى

أَذكُرَه أَي افتح‏.‏ والوَطْشُ‏:‏ بَيانُ طرفٍ من الحديث‏.‏ الفراء‏:‏ وطَّشَ له

إِذا هيَّأَ له وجهَ الكلام والعملِ والرأي‏.‏ وطَوَّشَ إِذا مَطَل غريمَه‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ التَوْطِيشُ الإِعطاءُ القليل‏.‏

وفش‏:‏ بها أَوْفاشٌ من الناسِ‏:‏ وهم السُّقَاطُ، واحدُهم وَفْشٌ، وقد يقال

أَوْقاسٌ، بالقاف والسين غير المعجمة‏.‏

وقش‏:‏ الوَقْشُ والوَقَشُ والوَقْشَةُ والوَقَشَةُ‏:‏ الصوتُ والحركةُ‏.‏

وأُقَيْشٌ‏:‏ جدُّ النَّمِر، سُمِّي بذلك لأَنَّ أَباه نظر إِلى أُمه وقد

حَبِلت به فقال‏:‏ ما هذا الذي يتَوَقَّش في بَطْنِك‏؟‏ أَي يتحرك‏.‏

ويقال‏:‏ سمعت وَقْشَه أَي حِسَّه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه، صلى اللَّه عليه

وسلم، قال‏:‏ دخلتُ الجِنَّةَ فسَمِعْتُ وَقْشاً خَلْفِي فإِذا بِلالٌ‏.‏ قال

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال سمعت وَقْش فلان أَي حركته؛ وأَنشد‏:‏

لأَخْفافِها بالليل وَقْشٌ كأَنه، على الأَرض، تَرْشافُ الظِّباء السَّوانِح

وذكره الأَزهري في حرف الشين والسين فيكونان لغتين‏.‏ وتوَقَّشَ أَي

تحرَّك؛ قال ذو الرُّمة‏:‏

فدَعْ عنك الصِّبَا، ولَدَيْكَ هَمّاً

توَقَّشَ في فُؤَادِك واحْتِيالا

قال ابن بري‏:‏ هذا البيت أَورده الجوهري‏:‏ ولَدَيْك همٌّ، قال وصوابُ

إنشادِه‏:‏ ولَدَيْك هَمّاً،على الإِغْراء؛ قال‏:‏ وكذا أَنشده بالنصب في فصل

الراء، والمعنى عليه والإعرابُ، أَلا تراه عطَفَ عليه قوله واحتيالا‏؟‏

والمعنى دَعْ عنك الصِّبا واصْرفْ هِمَّتك واحتيالَك إِلى الممدوح؛ ولهذا يقول

بعده‏:‏

إِلى ابن العامِريِّ إِلى بلالٍ، قطَعْتُ بأَرْضِ مَعْقُلةَ العدَالا

معْقُلة‏:‏ اسم أَرض‏.‏ والعِدَالُ‏:‏ أَن يُعادِلَ بين أَمرين وما يَعْدِل به عن هواه‏.‏

ووَقَشَ منه وَقْشاً‏:‏ أَصاب منه عطاء‏.‏ والوَقْشُ‏:‏ العيبُ‏.‏

ووَقْشٌ‏:‏ اسمُ رجل من الأَوْس‏.‏ وبنو وَقْشٍ‏:‏ حيٌّ من الأَنصار‏.‏

ووُقَيْشٌ‏:‏ حيٌّ من العرب‏.‏ وأُقَيْشُ بن ذُهْل‏:‏ من شعرائهم؛ عن اللحياني، قال‏:‏

إِنما أَصله وُقَيْشٌ فأَبْدلوا من الواو همزة؛ قال‏:‏ وكذلك الأَصل عندي

فيما أَنشدَه سيبويه للنابغة‏:‏

كأَنَّك من جِمال بني أُقَيْشٍ، يُقَعْقَعُ خَلف رِجْليه بشَنّ

إِنما أَصله الواو فأُبدل إِذ لا يُعْرف في الكلام أَقش‏.‏ الجوهري‏:‏ بنو

أُقَيش قومٌ من العرب، وأَصل الأَلف فيه واو مثل أُقِّتَتْ ووقِّتَت، وأَنشَدَ البيت بيت النابغة، وقال كأَنك جمل من جمالهم فحذف كما قال تعالى‏:‏

وإِنْ مِنْ أَهل الكِتاب إِلاَّ ليُؤْمِنَنَّ به؛ أَي وما من أَهل الكتاب

أَحدٌ إِلاَّ ليُؤْمِنَنَّ به‏.‏ قال أَبو تراب‏:‏ سمعت مبتكراً يقول

الوَقَشُ والوَقَصُ صِغارُ الحطب الذي تُشَيَّع به النارُ‏.‏

ومش‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرديءُ من الكلام‏.‏

ومش‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الوَمْشةُ الخالُ الأَبيض‏.‏

ونش‏:‏ الوَنْش‏:‏ الرديءُ من الكلام‏.‏

وهش‏:‏ الوَهْش‏:‏ الكَسْر والدقّ، واللَّه أَعلم‏.‏