فصل: (تابع: حرف الطاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الطاء‏]‏

معط‏:‏ مَعَطَ الشيءَ يَمْعَطُه معطاً‏.‏ مدّه‏.‏ وفي حديث أَبي إِسحق‏:‏ إن فُلاناً وتَّر قوسَه ثم معَطَ فيها أَي مدَّ يديه بها، والمَغْطُ، بالعين

والغين‏:‏ المدّ، وطويل مُمَّعِطٌ منه كأَنه مُدّ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ المعروف في الطويل المُمَّغِطُ، بالغين المعجمة، وكذلك رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي، قال‏:‏ ولم أَسمع ممَّعطاً بهذا المعنى لغير الليث إِلا بإِقرائه في كتاب

الاعتقاب لأَبي تراب، قال‏:‏ سمعت أَبا زيد وفلانَ بن عبد اللّه التميمي

يقولان‏:‏ رجل مُمَّعِطٌ وممَّغط أَي طويل؛ قال الأَزهري‏:‏ ولا أُبْعِدُ أن يكونا لغتين كما قالوا لَعَنَّك ولَغَنَّك بمعنى لعَلَّك، والمَغَصُ

والمَعَصُ من الإِبل البِيضُ، وسُرُوعٌ وسُرُوغٌ للقُضْبان الرِّخْصة‏.‏

والمَعْطُ‏:‏ الجَذْبُ‏.‏ ومعَطَ السيفَ وامْتَعَطه‏:‏ سلَّه‏.‏ وامتعط رمحه‏:‏ انتزعه، ومَعِط شعرُه وجلده معَطاً، فهو أَمْعَطُ‏.‏ يقال‏:‏ رجل أَمْعَطُ أَمْرَطُ لا

شعر له على جسده بيِّن المَعَط ومَعِطٌ‏.‏

وتَمَعَّطَ وامَّعَط، وهو افْتَعل

‏:‏ تمرَّط وسقط من داء يَعْرِضُ له‏.‏

ويقال‏:‏ امَّعَط الحبلُ وغيره أَي انجرد‏.‏ ومَعَطَه يَمْعَطُه مَعْطاً‏:‏

نتَفَه‏.‏ وتمعَّطت أَوْبار الإِبل‏:‏ تطايرت وتفرّقت، ومن أَسماء السَّوءَةِ

المَعْطاء والشَّعْراء والدَّفْراء‏.‏ وذِئب أمعط‏:‏ قليل الشعر وهو الذي تساقط

عنه شعره، وقيل‏:‏ هو الطويل على وجه الأَرض‏.‏ ويقال‏:‏ مَعِط الذئب ولا يقال

مَعِطَ شعره، والأُنثى مَعْطاء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قالت له عائشة لو آخذْتَ

ذاتَ الذنْب منَّا بذنبها، قال‏:‏ إِذاً أَدَعها كأَنها شاة مَعْطاء؛ هي التي

سقط صُوفُها‏.‏ ولِصٌّ أَمعط على التمثيل بذلك‏:‏ يشبه بالذِّئب الأَمعط

لخُبْثه‏.‏ ولصوص مُعْط، ورجل أَمْعَط‏:‏ سَنُوط‏.‏ وأَرض مَعْطاء‏:‏ لا نبت بها‏.‏

وأَبو مُعْطةَ‏:‏ الذِّئب لتمَعُّط شعره، علم معرفة، وإِن لم يخص الواحد من جنسه، وكذلك أُسامةُ وذُؤالةُ وثُعالةُ وأَبو جَعْدة‏.‏ والمَعْطُ‏:‏ ضرب من النكاح‏.‏ ومَعَطَها مَعْطاً‏:‏ نكحها‏.‏ ومَعَطَني بحقي‏:‏ مطَلَني‏.‏

والتَّمعُّط في خُضْر الفرس‏:‏ أَن يمُدَّ ضَبْعَيْه حتى لا يجد مزيداً، ويَحْبِس رجليه حتى لا يجد مزيداً للحاق، ويكون ذلك منه في غير الاحْتِلاط

يَمْلَخُ بيديه ويَضْرَحُ برجليه في اجتماعهما كالسابح‏.‏ وفي حديث حكيم

بن معاوية‏:‏ فأَعرض عنه فقام مُتمَعِّطاً أَي متسخِّطاً متغضِّباً‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ يجوز أَن يكون بالعين والغين‏.‏

وماعِط ومُعَيْطٌ‏:‏ اسمان‏.‏ وبنو مُعَيْط‏:‏ حيّ من قريش معروفون‏.‏

ومُعَيْطٌ‏:‏ موضع‏.‏ وأَمْعَطُ‏:‏ اسم أَرض؛ قال الراعي‏:‏

يَخْرُجْن بالليلِ من نَقْعٍ له عُرَفٌ، بقاعٍ أَمْعَطَ، بين السَّهل والصِّيَرِ

مغط‏:‏ المَغْط‏:‏ مدّ الشيء يستطيله وخص بعضهم به مدّ الشيء الليِّن

كالمُصْرانِ ونحوه، مغَطَه يَمْغُطه مَغْطاً فامَّغَط وامْتَغَط‏.‏

والمُمَّغِطُ‏:‏ الطويل ليس بالبائن الطول، وقيل‏:‏ الطويل مطلقاً كأَنه

مدَّ مدّاً من طوله‏.‏ ووصف علي، عليه السلام، النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ لم يكن بالطويل الممَّغِط ولا القصير المتردّد؛ يقول‏:‏ لم يكن

بالطويل البائن ولكنه كان رَبْعة‏.‏

الأَصمعي‏:‏ المُمَّغِط، بتشديد الميم الثانية، المتناهي الطول‏.‏ وامَّغط

النهار امِّغاطاً‏:‏ طال وامتدَّ‏.‏ ومغَط في القوس يَمْغَطُ

مغْطاً مثل مخط‏:‏

نزع فيها بسهم أَو بغيره‏.‏ ومغَط الرجلُ القوس مغطاً إِذا مدَّها بالوتر‏.‏

وقال ابن شميل‏:‏ شدَّ ما مغَطَ في قوسه إِذا أَغرق في نزْع الوتر ومدّه

ليُبْعِد السهم‏.‏ ومَغَطْت الحبل وغيره إِذا مددته، وأَصله مُنْمغِط والنون

للمطاوعة فقلبت ميماً وأُدغمت في الميم، ويقال بالعين المهملة بمعناه‏.‏

والمغط‏:‏ مدّ البعير يديه في السير؛ قال‏:‏

مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ

وقد تمغَّط، وكذلك في عدْو الفرس أَن يمُدَّ ضبْعيه‏.‏ قال أَبو عبيدة‏:‏

فرس مُتَمَغِّطٌ والأُنثى مُتَمغِّطةٌ‏.‏ والتمغُّطُ‏:‏ أَن يمُدّ ضَبْعَيْه

حتى لا يجد مَزيداً في جَرْيِه ويَحْتَشِيَ رجليه في بطنه حتى لا يجد

مَزيداً للإلحاق ثم يكون ذلك منه في غير احْتلاط، يسْبَح بيديه ويَضْرَحُ

برجليه في اجتماع‏.‏ وقال مرة‏:‏ التمغُّطُ أَن يمدّ قَوائمه ويتمَطَّى في جَرْيِه‏.‏ وامْتَغَطَ النهارُ أَي ارتفع‏.‏ وسقط البيت عليه فتمَغَّط فمات أَي

قتله الغُبار، قال ابن دريد‏:‏ وليس بِمُسْتَعْمَل‏.‏

مقط‏:‏ مَقَطَ عُنقَه يَمْقُطها ويَمْقِطها مَقْطاً‏:‏ كسرها‏.‏ ومَقَطْتُ

عُنُقه بالعَصا ومَقَرْتُه إِذا ضربتَه بها حتى ينكسر عظم العنق والجلد

صحيح‏.‏ ومقَط الرجلَ يَمْقطه مَقْطاً‏:‏ غاظَه، وقيل‏:‏ ملأَه غَيْظاً‏.‏ وفي حديث

حَكيم بن حِزام

‏:‏ فأَعْرَضَ عنه فقام مُتمَقِّطاً أَي

متَغَيِّظاً، يقال‏:‏ مَقَطْت صاحبي مَقْطاً وهو أَن تَبْلغ إِليه في الغَيْظِ، ويروى بالعين، وقد تقدَّم‏.‏ وامْتَقَط فلان عينين مثل جَمْرتين أَي

استخرجهما؛ قال أَبو جندب الهذلي‏:‏

أَيْنَ الفَتى أُسامةُ بن لُعْطِ‏؟‏

هلاَّ تَقُومُ أَنتَ أَو ذو الإِبْطِ‏؟‏

لو أَنَّه ذُو عِزّةٍ ومَقْطِ، لمنَعَ الجِيرانَ بعْضَ الهَمْطِ

قيل‏:‏ المَقْطُ الضرْب، يقال‏:‏ مقَطه بالسَّوطِ‏.‏ قيل‏:‏ والمقط الشِّدّة، وهو ماقِطٌ شديد، والهَمْطُ‏:‏ الظُّلْم‏.‏ ومقَطَ الرجلَ مَقْطاً ومقَط به‏:‏

صَرَعه؛ الأَخيرة عن كراع‏.‏ ومقَطَ الكرة يَمْقُطها مَقْطاً‏:‏ ضرب بها الأَرض

ثم أَخذها‏.‏ والمَقْطُ‏:‏ الضرْب بالحُبَيْل الصغير المُغارِ‏.‏ والمِقاطُ‏:‏

حبل صغير يكاد يقوم من شدة فتله؛ قال رؤبة يصف الصبح‏:‏

مِنَ البياض مُدَّ بالمِقاطِ

وقيل‏:‏ هو الحبل أَيّاً كان، والجمع مُقُطٌ مثل كتاب وكُتُب‏.‏ ومقَطَه

يَمْقُطه مَقْطاً‏:‏ شدَّه بالمِقاط، والمِقاطُ حبل مثل القِماط مقلوب منه‏.‏

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قَدِم مكةَ فقال‏:‏ مَن يعلم موضع المَقام‏؟‏

وكان السيلُ احتمله من مكانه، فقال المُطَّلِبُ بن أَبي وَداعةَ‏:‏ قد كنت

قدَّرْتُه وذرعته بمِقاطٍ عندي؛ المِقاط، بالكسر‏:‏ الحبل الصغير الشديد

الفتل‏.‏ والمَقّاطُ‏:‏ الحامل من قَرْية إِلى قرية أُخرى‏.‏ ومقَط الطائرُ الأُنثى

يَمقُطها مَقْطاً‏:‏ كَقَمَطها‏.‏

والماقِطُ والمَقَّاط‏:‏ أَجيرُ الكَرِيّ، وقيل‏:‏ هو المُكْتَرَى من منزل

إِلى آخر‏.‏ والماقِطُ‏:‏ مولى المولى، وتقول العرب‏:‏ فلان ساقِطُ بن ماقِطِ

ابن لاقِطٍ تَتسابُّ بذلك، فالساقِطُ عبدُ الماقِط، والماقِط عبد

اللاَّقِط، واللاقطُ عَبْدٌ مُعْتَقٌ؛ قال الجوهري‏:‏ نقلته من كتاب من غير سماع‏.‏

والماقِطُ‏:‏ الضَّارب بالحَصى المُتكَهِّن الحازِي‏.‏ والماقِطُ من الإِبل‏:‏

مثل الرّازِم، وقد مَقَطَ يَمْقُطْ مُقُوطاً أَي هُزِلَ هُزالاً شديداً‏.‏

الفراء‏:‏ المَاقِطُ البعير الذي لا يتحرّكُ هُزالاً‏.‏

مقعط‏:‏ القُمْعُوطةُ والمُقْعُوطَةُ، كلتاهما‏:‏ دويبَّة ماء‏.‏

ملط‏:‏ المِلْطُ‏:‏ الخَبِيثُ من الرّجال الذي لا يُدْفَع إِليه شيء إِلا

أَلْمَأَ عليه وذهَب به سَرَقاً واسْتِحلالاً، وجمعه أَمْلاطٌ ومُلُوط، وقد

مَلَطَ مُلوطاً؛ يقال‏:‏ هذا مِلْطٌ من المُلوط‏.‏

والمَلاَّطُ‏:‏ الذي يملُط بالطين، يقال‏:‏ ملَطْت مَلْطاً‏.‏ وملَط الحائطَ

مَلْطاً ومَلَّطَه‏:‏ طَلاه‏.‏ والمِلاط‏:‏ الطين الذي يُجعل بين سافَيِ البِناء

ويُمْلَطُ به الحائط، وفي صفة الجنة‏:‏ ومِلاطُها مِسْك أَذْفَرُ، هو من ذلك، ويُمْلَطُ به الحائط أَي يُخْلط‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنّ الإِبل يُمالِطُها

الأَجْربُ أَي يُخالِطُها‏.‏ والمِلاطانِ‏:‏ جانِبا السَّنام ممَّا يلي

مُقدَّمَه‏.‏ والمِلاطانِ‏:‏ الجَنْبانِ، سميا بذلك لأَنهما قد مُلِطَ اللحمُ

عنهما مَلْطاً أَي نُزِع، ويجمع مُلُطاً‏.‏ والمِلاطانِ‏:‏ الكَتِفان، وقيل‏:‏

المِلاطُ وابن المِلاط الكتف بالمَنكِب والعَضُدِ والمِرفقِ‏.‏ وقال ثعلب‏:‏

المِلاطُ المِرْفق فلم يزد على ذلك شيئاً؛ وأَنشد‏:‏

يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاط

والجمع مُلُط؛ الأَزهري في قول قَطِرانَ السَّعدي‏:‏

وجَوْن أَعانَتْه الضُّلُوعُ بِزَفْرةٍ

إِلى مُلُط بانَتْ، وبانَ خَصِيلُها

قال‏:‏ إِلى مُلُط أَي مع مُلط؛ يقول‏:‏ بان مِرْفقاها من جَنْبِها فليس بها

حازٌّ ولا ناكِتٌ، وقيل للعَضُد مِلاط لأَنه سمي باسم الجنب، والمُلُط‏:‏

جمع مِلاط للعَضُدِ والكتفِ‏.‏ التهذيب‏:‏ وابنا مِلاط العضُدانِ، وفي الصحاح‏:‏ ابنا ملاط عضدا البعير لأَنهما يَليانِ الجنبين؛ قال الراجز يصف

بعيراً‏:‏كِلا مِلاطَيْهِ إِذا تَعَطَّفا

بانَا، فما رَاعى براع أَجْوَفا

قال‏:‏ والمِلاطانِ ههنا العَضُدانِ لأَنهما المائران كما قال الراجز‏:‏

عَوْجاء فيها مَيَلٌ غَيْرُ حَرَدْ

تُقَطِّع العِيسَ، إِذا طال النّجُدْ، كِلا مِلاطَيْها عن الزَّوْرِ أَبَدّْ

قال النضر‏:‏ الملاطان ما عن يمين الكِركرة وشمالها‏.‏ وابنا مِلاطَي

البعير‏:‏ هما العَضُدانِ، وقيل ابنا ملاطي البعير كتفاه، وابنا مِلاطٍ‏:‏

العضُدانِ والكتفان، الواحد ابن مِلاط؛ وأَنشد ابن بري لعُيينة ابن مِرْداس‏:‏تَرَى ابْنَيْ مِلاطَيْها، إِذا هي أَرْقَلَتْ، أُمِرّا فبانا عن مُشاشِ المُزَوَّر

المُزَوَّرُ‏:‏ موضع الزَّور‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ ابنا مِلاط العضدان، والملاطانِ الإِبْطانِ؛ وقال أَنشدني الكلابي‏:‏

لقد أُيِّمَتْ، ما أُيِّمتْ، ثم إِنه

أُتِيحَ لها رِخْوُ المِلاطَيْن قارِسُ

القارِسُ‏:‏ البارِد، يعني شيخاً وزوجته؛ وأَنشد لجُحَيْشِ بن سالم‏:‏

أَظُنُّ السِّرْبَ سِرْبَ بَنِي رُمَيْحٍ، سَتُذْعِرُه شَعاشِعةٌ سِباطُ

ويُصْبِحُ صاحِبُ الضّرّاتِ مُوسى

جَنِيباً، حَذْو مائرةِ المِلاطِ

وابن المِلاطِ‏:‏ الهِلال؛ حكي عن ثعلب‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏ يقال للهلال ابن مِلاط‏.‏

وفلان مِلْطٌ، قال الأَصمعي‏:‏ المِلْط الذي لا يُعرف له نَسب ولا أَب من قولك أَمْلَطَ رِيش الطائر إِذا سقط عنه‏.‏ ويقال غلام مِلْطٌ خِلْطٌ، وهو المختلط النسب‏.‏ والمِلاطُ‏:‏ الجَنْب؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

ملاط تَرى الذِّئْبانَ فيه كأَنَّه

مَطينٌ بثّأْطٍ، قد أُمِيرَ بِشَيَّانِ

الثأْطُ‏:‏ الحَمأَة الرَّقيقةُ‏.‏ والذِّئبانُ‏:‏ الوبَرُ الذي يكون على

المَنْكِبين‏.‏ وأُمِيرَ‏:‏ خُلِطَ‏.‏ والشَّيّانُ‏:‏ دَمُ الأَخَوَيْن؛ قال ابن بري‏:‏

وهذا البيت دليل على أَنه يقال للمنكب والكتف أَيضاً مِلاطٌ وللعضدين

ابنا مِلاطٍ؛ قال وقالت امرأَة من العرب‏:‏

ساقٍ سَقاها لَيْسَ كابْنِ دَقْلِ، يُقَحِّمُ القامةَ بَعْدَ المَطْلِ، بِمنْكِبٍ وابْنِ مِلاطٍ جَدْلِ

والمِلْطَى من الشِّجاجِ‏:‏ السِّمْحاقُ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ وقيل المِلطاةُ، بالهاء، قال‏:‏ فإِذا كانت على هذا فهي في التقدير مَقْصورة، وتفسيرُ

الحديث الذي جاء‏:‏ يُقْضَى في المِلْطَى بدمها، معناه أَنه حين يُشَجُّ صاحبها

يؤْخذ مِقدارُها تلك الساعةَ ثم يُقْضَى فيها بالقِصاص أَو الأَرْشِ، ولا

يُنظر إِلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أَو نقصان، وهذا قول بعض

العلماء وليس هو قول أَهلِ العراق، قال الواقدي‏:‏ المِلْطى مقصور، ويقال

المِلْطاةُ، بالهاء، هي القشرة الرقيقة التي بين عظم الرأْس ولحمه‏.‏ وقال شمر‏:‏

يقال شَجَّه حتى رأَيت المِلْطَى، وشجَّةٌ مِلطى مقصور‏.‏ الليث‏:‏ تقدير

الملطاء أَنه ممدود مذكر وهو بوزن الحرباء‏.‏ شمر عن ابن الأَعرابي‏:‏ أَنه ذكر

الشجاج فلما ذكر الباضِعةَ قال‏:‏ ثم المُلْطِئةُ؛ وهي التي تخرق اللحم حتى

تَدْنُو من العظم‏.‏ وقال غيره‏:‏ يقول الملطى؛ قال أَبو منصور‏:‏ وقول ابن الأَعرابي يدل على أَن الميم من المِلْطى ميم مِفْعل وأَنها ليست بأَصلية

كأَنها من لَطَيْت بالشيء إِذا لَصِقْت به‏.‏ قال ابن بري‏:‏ أَهمل الجوهري من هذا الفصل المِلْطَى، وهي المِلْطاةُ أَيضاً، وهي شَجَّة بينها وبين

العظم قشرة رقيقة، قال‏:‏ وذكرها في فصل لطي‏.‏ وفي حديث الشَّجاج‏:‏ في المِلْطى

نصف دِيةِ المُوضِحة، قال ابن الأَثير‏:‏ المِلْطى، بالقصر، والمِلْطاةُ

القشرة الرقيقة بين عظم الرأْس ولحمه، تمنع الشجةَ أَن تُوضِحَ، وقيل الميم

زائدة، وقيل أَصلية والأَلف للإِلحاق كالذي في مِعْزى، والمِلْطاةُ

كالعِزْهاةِ، وهو أَشبه‏.‏ قال‏:‏ وأَهل الحجاز يسمونها السِّمْحاقَ‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ يُقْضى في المِلْطَى بدمها، قوله بدمها في موضع الحال ولا يتعلق

بيقضى، ولكن بعامل مضمر كأَنه قيل‏:‏ يقضى فيها مُلْتَبِسة بدمها حال شجها

وسيلانه‏.‏

وفي كتاب أَبي موسى في ذكر الشجاج‏:‏ المِلطاط وهي السمحاق، قال‏:‏ والأَصل

فيه من مِلْطاط البعير وهو حرف في وسط رأْسه‏.‏ والمِلْطاطُ‏:‏ أَعلى حرف

الجبل وصحنُ الدار‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ هذا المِلْطاطُ طريق بِقِيَّةِ

المؤْمنين؛ هو ساحل البحر؛ قال ابن الأَثير‏:‏ ذكره الهروي في اللام وجعل ميمه

زائدة، وقد تقدم، قال‏:‏ وذكره أَبو موسى في الميم وجعل ميمه أَصلية‏.‏ ومنه

حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه‏:‏ فأَمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأْتيهم

أَمري، يريد به شاطِئَ الفُراتِ‏.‏

والأَمْلَطُ‏:‏ الذي لا شعر على جسده ولا رأْسه ولا لحيته، وقد مَلِطَ

مَلَطاً ومُلْطةً‏.‏ ومَلَطَ شعرَه مَلْطاً‏:‏ حَلَقه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ الليث‏:‏

الأَمْلَطُ الرجل الذي لا شعر على جسده كله إِلا الرأْس واللِّحيةَ، وكان الأَحْنَفُ بن قيس أَمْلَطَ أَي لا شعر على بدنه إِلا في رأْسه، ورجل

أَمْلَطُ بَيِّنُ الملَطِ وهو مثل الأَمْرَطِ؛ قال الشاعر‏:‏

طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبِيخُ أَمِيهةٍ، دقيقُ العِظامِ، سَيِّءُ القِشْمِ، أَمْلط

يقول‏:‏ كانت أُمه به حاملة وبها نُحاز أَي سُعال أَو جُدَرِيّ فجاءت به ضاوِياً‏.‏ والقِشْمُ‏:‏ اللحْمُ‏.‏ وأَملطت الناقةُ جَنِينها وهي مُمْلِطةٌ‏:‏

أَلْقَتْه ولا شعر عليه، والجمع مَمالِيطُ، بالياء، فإِذا كان ذلك لها عادة

فهي مِمْلاطٌ، والجنين مَلِيطٌ‏.‏ والمَلِيطُ‏:‏ السَّخْلةُ‏.‏ والمَلِيطُ‏:‏

الجَدْي أَوَّل ما تضعه العنز، وكذلك من الضأْن‏.‏ ومَلَطَتْه أُمُّه

تَمْلُطه‏:‏ ولدته لغير تمام‏.‏ وسهم أَمْلَطُ ومَلِيطٌ‏:‏ لا ريش عليه مثل أَمْرَط؛ وأَنشد يعقوب‏:‏

ولو دَعا ناصِرَه لَقِيطا، لذاقَ جَشْأً لم يَكُنْ مَلِيطا

لَقِيطٌ‏:‏ بدل من ناصِر‏.‏ وتَمَلَّطَ السهمُ إِذا لم يكن عليه ريش‏.‏

ومَلَطْيةُ‏:‏ بلد‏.‏

ويقال‏:‏ مالَط فلان فلاناً إِذا قال هذا نصف بيت وأَتَمَّه الآخر بيتاً‏.‏

يقال‏:‏ مَلَّطَ له تَمْلِيطاً‏.‏ والمِلْطَى‏:‏ الأَرض

السهلة‏.‏ قال أَبو

علي‏:‏ يحتمل وزْنُها أَن يكون مِفْعالاً وأَن يكون فِعْلاء، ويقال‏:‏ بعتُه

المَلَسَى والمَلَطَى وهو البيع بلا عُهْدَةٍ‏.‏ ويقال‏:‏ مضى فلان إِلى موضع

كذا فيقال جعله اللّه مَلَطَى لا عُهْدَة أَي لا رجعة‏.‏ والمَلَطَى مثل

المَرَطَى‏:‏ من العَدْوِ‏.‏

والمُتَمَلِّطَةُ‏:‏ مَقْعَد الاشْتِيامِ، والاشْتِيامُ‏:‏ رَئيسُ

الرُّكّابِ‏.‏

ميط‏:‏ ماطَ عني مَيْطاً ومَيَطاناً وأَماطَ‏:‏ تَنَحَّى وبعُد وذهب‏.‏ وفي حديث العقبة‏:‏ مِطْ عنا يا سعْدُ أَي ابْعُد‏.‏ ومِطْتُ عنه وأَمَطْتُ إِذا

تنحَّيْت عنه، وكذلك مِطْتُ غيري وأَمَطْتُه أَي نَحَّيْته‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏

مِطْتُ أَنا وأَمَطْتُ غيري، ومنه إِماطةُ الأَذَى عن الطريق‏.‏ وفي حديث

الإِيمانِ‏:‏ أَدْناها إِماطةُ الأَذَى عن الطريق أَي تَنْحِيته؛ ومنه حديث

الأَكل‏:‏ فليُمِط ما بها من أَذىً‏.‏ وفي حديث العَقِيقةِ‏:‏ أَمِيطُوا عنه

الأَذى‏.‏ والمَيْطُ والمِياطُ‏:‏ الدَّفْعُ والزَّجْرُ، ويقال‏:‏ القوم في هِياطٍ ومِياطٍ‏.‏ وماطَه عني وأَماطَه‏:‏ نحّاه ودفَعه‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ مِطْتُ به وأَمَطْتُه على حكم ما تتعَدَّى إِليه الأَفعال غير المتعدية بوسيط النقل

في الغالب‏.‏ وأَماطَ اللّهُ عنك الأَذى أَي نحّاه‏.‏ ومِطْ وأَمِطْ عني

الأَذى إِماطةً لا يكون غيره‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَمِطْ عنا يدَكَ أَي نحِّها‏.‏ وفي حديث بدر‏:‏ فما ماطَ أَحدُهم عن موضع يد رسول اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم‏.‏ وفي حديث خيبر‏:‏ أَنه أَخذ الرايةَ فهزَّها ثم قال‏:‏ مَن يأْخُذها

بحقِّها‏؟‏ فجاء فلان فقال‏:‏ أَنا، فقال‏:‏ أَمِطْ، ثمَّ جاءَ آخر فقال‏:‏ أَمِطْ أَي

تنَحَّ واذْهَب‏.‏ وماطَ الأَذى مَيْطاً وأَماطَه‏:‏ نَحّاه ودفعه؛ قال

الأَعشى‏:‏

فَمِيطي، تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤَاد، ووَصّالِ حَبْلٍ وكنَّادِها

أَنَّث لأَنه حمل الحبل على الوُصْلة؛ ويروى‏:‏

وَصُولِ حِبالٍ وكنّادِها

ورواه أَبو عبيد‏:‏

ووصْل حِبال وكنَّادها

قال ابن سيده‏:‏ وهو خطأٌ إِلا أَن يضَع وصْل موضع واصِل؛ ويروى‏:‏

ووصْل كَرِيم وكنَّادها

الأَصمعي‏:‏ مِطْتُ أَنا وأَمَطْت غيري، قال‏:‏ ومن قال بخلافه فهو باطل‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ مِطْ عني وأِمِط عني بمعنى؛ قال‏:‏ وروى بيت الأَعشى‏:‏ أَمِيطي

تَمِيطي، بجعل أَماط وماط بمعنى، والباء زائدة وليست للتعدية‏.‏ ويقال‏:‏

أَمِطْ عني أَي اذهَبْ عني واعْدِل، وقد أَماطَ الرجلُ إِماطة‏.‏ وماطَ

الشيءُ‏:‏ ذهب‏.‏ وماطَ به‏:‏ ذهب به‏.‏ وأَماطَه‏:‏ أَذْهَبه؛ وقال أَوس‏:‏

فَمِيطِي بِمَيّاطٍ، وإِنْ شِئْتِ فانْعِمِي

صَباحاً، ورُدِّي بَيْنَنا الوَصْلَ، واسْلَمي

وتَمايَطَ القومُ‏:‏ تَباعَدُوا وفسد ما بينهم‏.‏ الفراء‏:‏ تَهايَطَ القوم

تَهايُطاً إِذا اجتمعوا وأَصلحوا أَمرهم، وتَمايَطُوا تَمايُطاً إِذا

تباعدُوا‏.‏ وقال أَبو طالب بن سَلمَة‏:‏ قولهم ما زِلْنا بالهِياطِ والمِياطِ؛ قال الفراء‏:‏ الهِياط أَشدّ السوْق في الوِرْد، والمِياطُ أَشد السوق في الصدَرِ، ومعنى ذلك بالمَجيء والذِّهاب‏.‏ اللحياني‏:‏ الهِياطُ الإِقْبالُ، والمِياطُ الإِدْبار؛ وقال غيره‏:‏ الهِياطُ اجتماع الناس للصلح، والمياط

التفرّق عن ذلك؛ وقال الليث‏:‏ الهِياط المُزاولةُ، والمِياط المَيْل‏.‏ ويقال‏:‏

أَرادوا بالهِياط الجَلبةِ والصخَب، وبالمياط التباعُد والتنَحّي

والميل‏.‏ ماط عليَّ في حكمه يَمِيط مَيْطاً‏:‏ جار‏.‏ وما عنده مَيْطٌ أَي شيء، وما

رجع من مَتاعِه بمَيْطٍ‏.‏ وأَمْرٌ ذو مَيْط‏:‏ شديد‏.‏ وامتلأَ حتى ما يجد

مَيْطاً أَي مَزيداً؛ عن كراع‏.‏

والمَيَّاط‏:‏ اللّعّابُ البطّال‏.‏ وفي حديث أَبي عثمان النَّهْدِيّ‏:‏ لو

كان عُمر مِيزاناً ما كان فيه مَيْطُ شعرة أَي مَيْلُ شعرة؛ وفي حديث بني

قُريظة والنَّضِير‏:‏

وقد كانوا بِبَلْدتِهم ثِقالاً، كما ثَقُلَتْ بِميطانَ الصُّخور

فهو بكسر الميم

موضع في بلاد بني مُزَيْنة بالحجاز‏.‏

نأط‏:‏ ابن بُزُرج‏:‏ نأَط بالحِمْل نأْطاً ونَئِيطاً إِذا زَفَر به‏.‏

نبط‏:‏ النَّبَط‏:‏ الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إِذا حُفرت، وقد نبَطَ

ماؤها ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً‏.‏ وأَنبطنا الماءَ أَي

استنبطناه وانتهينا إِليه‏.‏ ابن سيده‏:‏ نبَطَ الرَّكِيّةَ نَبْطاً وأَنْبَطها

واسْتَنْبَطها ونبّطها؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي‏:‏ أَماهَها‏.‏ واسم الماء

النُّبْطةُ والنَّبَطُ، والجمع أَنْباط ونُبوط‏.‏ ونبطَ الماءُ ينْبُطُ

وينْبِط نُبوطاً‏:‏ نبع؛ وكل ما أُظهر، فقد أُنْبِط‏.‏

واسْتَنْبَطه واستنبط منه علماً وخبراً ومالاً‏:‏ استخرجه‏.‏ والاسْتنْباطُ‏:‏

الاستخراج‏.‏ واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده

وفهمِه‏.‏ قال اللّه عزّ وجلّ‏:‏ لعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم؛ قال الزجّاج‏:‏

معنى يستنبطونه في اللغة يستخرجونه، وأَصله من النبَط، وهو الماء الذي يخرج

من البئر أَوّل ما تحفر؛ ويقال من ذلك‏:‏ أَنْبَطَ في غَضْراء أَي استنبطَ

الماء من طين حُرّ‏.‏ والنَّبَطُ والنَّبِيطُ‏:‏ الماء الذي يَنْبُِطُ من قعر البئر إِذا حُفرت؛ قال كعب بن سعد الغَنَوِيُّ‏:‏

قَريبٌ ثَراه ما يَنالُ عَدُوُّه

له نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ

ويروى‏:‏ قريب نَداه‏.‏ ويقال للرِكيّة‏:‏ هي نَبَطٌ إِذا أُميهتْ‏.‏ ويقال‏:‏

فلان لا يُدْرَكُ له نَبَطٌ أَي لا يُعْلَمُ قَدْرُ علمه وغايَتُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَن غَدا مِن بَيتِه يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ له الملائكةُ

أَجْنِحَتَها، أَي يُظهره ويُفْشِيه في الناس، وأَصله مِن نَبَطَ الماءُ ينبط

إِذا نَبعَ‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ ورجلٌ ارْتَبط فرساً ليَسْتَنْبِطَها أَي يَطلُب

نَسْلها ونِتاجَها، وفي رواية‏:‏ يَسْتَبْطِنها أَي يطلب ما في بطنها‏.‏ ابن سيده‏:‏ فلان لا يُنالُ له نَبَطٌ إِذا كان داهياً لا يُدْرَك له غَوْر‏.‏

والنبَط‏:‏ ما يتَحَلَّبُ من الجَبل كأَنه عَرَق يخرج من أَعْراض الصخر‏.‏ أَبو

عمرو‏:‏ حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطين، فإِذا بلغ الماء قيل أَنْبَطَ، فإِذا كثُر الماء قيل أَماهَ وأَمْهَى، فإِذا بلغ الرّملَ قيل أَسْهَبَ‏.‏

وأَنبَط الحَفّارُ‏:‏ بلغ الماء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للرجل إِذا كان

يَعِدُ ولا يُنْجِزُ‏:‏ فلان قريب الثَّرَى بعيدُ النَّبَطِ‏.‏ وفي حديث بعضهم وقد

سُئل عن رجل فقال‏:‏ ذلك قريب الثرى بعيدُ النَبط، يريد أَنه داني

المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز‏.‏ وفلان لا يُنال نَبَطُه إِذا وُصف بالعزّ والمَنَعةِ

حتى لا يجد عدوُّه سبيلاً لأَن يتَهَضَّمَه‏.‏

ونَبْطٌ‏:‏ واد بعينه؛ قال الهذلي‏:‏

أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ، فَمَرٌّ، فأَعلى حَوْزِها، فَخُصورُها

والنَّبَطُ والنُّبْطةُ، بالضم‏:‏ بَياض تحت إِبْط الفَرس وبطنِه وكلّ

دابّة وربما عَرُضَ حتى يَغْشَى البطن والصدْر‏.‏ يقال‏:‏ فرس أَنْبَطُ بيِّن

النَّبَط، وقيل الأَنْبطُ الذي يكون البياض في أَعلى شِقّي بطنه مما يليه

في مَجْرى الحِزام ولا يَصعَد إِلى الجنب، وقيل‏:‏ هو الذي ببطنه بياضٌ، ما

كان وأَين كان منه، وقيل هو الأَبيض البطن والرُّفْغ ما لم يصعَد الى

الجنبين، قال أَبو عبيدة‏:‏ إِذا كان الفرسُ أَبيضَ البطن والصدر فهو أَنبط؛ وقال ذو الرمة يصف الصبح‏:‏

وقد لاحَ للسّارِي الذي كَمَّل السُّرَى، على أُخْرَياتِ الليْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ

كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائماً، تَمايَل عنه الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ

شبّه بياضَ الصبح طالعاً في احْمِرار الأُفُق بفرس أَشْقَر قد مال عنه

جُلُّه فبان بياضُ إِبْطه‏.‏ وشاة نَبْطاء‏:‏ بيضاء الشاكلة‏.‏ ابن سيده‏:‏ شاةٌ

نَبطاء بيضاء الجنبين أَو الجنب، وشاة نبطاء مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ

مُحْوَرَّةٌ، فإِن كانت بيضاء فهي نبطاء بسواد، وإِن كانت سوداء فهي نبطاء

ببياض‏.‏

والنَّبِيطُ والنَبطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ في التقدير‏:‏ جِيلٌ

يَنْزِلُون السواد، وفي المحكم‏:‏ ينزلون سواد العراق، وهم الأَنْباطُ، والنَّسَبُ

إِليهم نَبَطِيٌّ، وفي الصحاح‏:‏ ينزلون بالبَطائِح بين العِراقين‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال رجل نُباطيّ، بضم النون

، ونَباطِيٌّ ولا تقل نَبَطِيٌّ‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ رجل نَبَطيٌّ

ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مثل يَمنيّ ويمَانيّ ويمان، وقد استنبطَ الرجلُ‏.‏ وفي كلام

أَيُّوبَ بن القِرِّيّةِ‏:‏ أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهل

البَحْرَيْن نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا‏.‏ ويقال‏:‏ تَنَبَّطَ فلان إِذا انْتَمى إِلى

النَّبَط، والنَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم ما يخرج من الأَرضين‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ تَمَعْدَدُوا ولا تَسْتَنْبِطُوا أَي

تَشبَّهوا بمَعَدٍّ ولا تشبَّهوا بالنَّبط‏.‏ وفي الحديث الآخر‏:‏ لا

تَنَبَّطُوا في المدائن أَي لا تَشَبَّهوا بالنَّبط في سكناها واتخاذ العَقارِ

والمِلْك‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ نحن مَعاشِر قُريْش من النَّبط من أَهل كُوثَى

رَبّاً، قيل‏:‏ إِن إِبراهيم الخليل ولد بها وكان النَّبطُ سكّانَها؛ ومنه

حديث عمرو بن مَعْدِيكَرِب‏:‏ سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبي وقّاص، رضي الله عنهم، فقال‏:‏ أَعرابيٌّ في حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ في جِبْوتِه؛ أَراد أَنه

في جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بها ومَهارة فيها

لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها‏.‏ وفي حديث ابن أَبي أَوْفى‏:‏

كنا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشام، وفي رواية‏:‏ أَنْباطاً من أَنْباط الشام‏.‏

وفي حديث الشعبي‏:‏ أَن رجلاً قال لآخر‏:‏ يا نَبَطيّ فقال‏:‏ لا حَدّ عليه

كلنا نَبطٌ يريد الجِوارَ والدار دُون الوِلاة‏.‏ وحكى أَبو علي‏:‏ أن النَّبط واحد بدلالة جمعهم إِيَّاه في قولهم أَنباط، فأَنباط في نَبَط كأَجْبال

في جبَل‏.‏ والنبِيطُ كالكليب‏.‏ وعِلْكُ الأَنْباطِ‏:‏ هو الكامان المذاب

يجعل لَزُوقاً للجرح‏.‏ والنَّبْطُ‏:‏ الموْتُ‏.‏ وفي حديث علي‏:‏ وَدَّ السُّراةُ

المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قد أَتى علينا كلِّنا؛ قال ثعلب‏:‏ النَّبْطُ

الموت‏.‏

وَوَعْساء النُّبَيْطِ‏:‏ رملة معروفة بالدّهْناء، ويقال وعساء

النُّمَيْطِ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وهكذا سماعي منهم‏.‏ وإِنْبِط‏:‏ اسم موضع بوزن إِثْمِد؛ وقال ابن فَسْوةَ‏:‏

فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه

مُباحٌ لها، ما بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ

نثط‏:‏ النَّثْطُ‏:‏ خُروج النباتِ والكمأَةِ من الأَرض‏.‏ والنَّثْطُ‏:‏

النباتُ نفسُه حين يَصْدَعُ الأَرض ويظهر‏.‏ والنثْطُ‏:‏ غَمْزُك الشيء بيدك، وقد

نَثَطَه بيده‏:‏ غَمزَه، وفي الحديث‏:‏ كانت الأَرض تَمُوجُ تَمِيدُ

فوق الماء فنَثَطها الله بالجِبالِ فصارت لها أَوتاداً‏.‏ وفي الحديث أَيضاً‏:‏ كانت الأَرض

هِفّاً على الماء فنَثَطَها اللّه بالجِبال أَي أَثْبَتَها وثَقَّلَها‏.‏

والنثطُ‏:‏ غمزُك الشيء حتى يثبُت‏.‏ ونثَط الشيءُ نُثُوطاً‏:‏ سكن، ونَثَطْته‏:‏

سكَّنته‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ النثْطُ التَّثقِيلُ؛ ومنه خبر كعب‏:‏ أَن الله عزّ وجلّ لما مَدَّ الأَرض مادت فثَنَطها بالجبال أَي شَقّها فصارت

كالأَوتاد لها، ونثطها بالآكام فصارت كالمُثْقِلات لها‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ فرق ابن

الأَعرابي بين الثَّنْط والنثْطِ، فجعل الثَّنْط شَقّاً، وجعل الثَّنْط

إِثقالاً، قال‏:‏ وهما حرفان غريبان، قال‏:‏ ولا أَدري أعرابيان أَم دخيلان‏.‏

نحط‏:‏ الأَزهري‏:‏ النَّحْطةُ داء يُصِيبُ الخيل والإِبل في صدورها لا تكاد

تسلم منه‏.‏ والنَّحْطُ‏:‏ شِبْه الزَّفِير‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ النحطُ الزفير، وقد نَحَطَ يَنْحِط، بالكسر؛ قال أُسامة الهُذلِيُّ‏:‏

مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ، إِذا جَنَّه الليلُ كالنّاحِطِ

ابن سيده‏:‏ ونحَطَ القَصّارُ يَنْحِطُ إِذا ضرب بثوبه على الحجر وتنفَّسَ

ليكون أَرْوَحَ له؛ قال الأَزهري‏:‏ وأَنشد الفرّاء‏:‏

وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ الليل، نَحْطةً

تَقضَّبُ منها، أَو تَكادُ، ضُلُوعُها

ابن سيده‏:‏ النَّحْطُ والنَّحِيطُ والنُّحاطُ أَشدّ البكاء، نحَط

يَنْحِطُ نَحْطاً ونَحِيطاً‏.‏ والنَّحِيطُ أَيضاً‏:‏ صوت معه توجُّع، وقيل‏:‏ هو صوت

شبيه بالسُّعال‏.‏ وشاةٌ ناحِط‏:‏ سَعِلة وبها نَحْطةٌ‏.‏ والنَّحِيطُ‏:‏

الزَّجْرُ عند المَسْأَلة‏.‏ والنَّحِيط والنَّحْطُ‏:‏ صوتُ الخيلِ من الثِّقَل

والإِعْياء يكون بين الصدْرِ إِلى الحَلْق، والفِعلُ كالفِعْل‏.‏ ونحَط الرجلُ

يَنْحِط إِذا وقعت فيه القَناةُ فصوَّت من صَدْره‏.‏

والنَّحّاطُ‏:‏ المُتَكَبّر الذي يَنْحِط من الغَيْظِ؛ قال‏:‏

وزادَ بَغْي الأَنِفِ النحّاطِ

نخط‏:‏ نَخَطَ إِليهم‏:‏ طَرَأَ عليهم‏.‏ ويقال‏:‏ نَعَر إِلينا ونَخَطَ علينا‏.‏

ومن أَين نَعَرْتَ ونَخَطْتَ أَي من أَيْنَ طَرَأْت علينا‏؟‏ وما أَدْرِي

أَيُّ النُّخْطِ هو أَي ما أَدرِي أَيُّ النّاسِ هو؛ ورواه ابن الأَعرابي

أَيُّ النَّخْط، بالفتح، ولم يفسره، وردّ ذلك ثعلب فقال‏:‏ إِنما هو بالضم‏.‏

وفي كتابه العين‏:‏ النَّخَطُ الناسُ‏.‏ ونَخَطَه من أَنفه وانْتَخَطه أَي

رمَى به مثل مَخَطَه؛ ومنه قول ذي الرمة‏:‏

وأَجْمالِ مَيٍّ، إِذْ يُقَرِّبْن بَعْدَما

نَخَطْنَ بِذِبّانِ المَصِيفِ الأَزارِقِ

قال أَبو منصور في ترجمة مخط في قول رؤبة‏:‏

وإِن أَدْواء الرِّجالِ المُخَّطِ

قال‏:‏ الذي رأَيته في شعر رؤبة‏:‏

وإِن أَدواء الرجال النُّخَّطِ

بالنون‏:‏ وقال‏:‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ النُّخَّطُ اللاَّعِبُونَ بالرِّماحِ

شَجاعة كأَنه أَراد الطعّانِين في الرجال‏.‏ ويقال للسُّخْدِ وهو الماء

الذي في المَشِيمةِ‏:‏ النُّخْطُ، فإِذا اصفرّ فهو الصَّفَقُ والصَّفَرُ

والصُّفَار‏.‏ والنُّخْط أَيضاً‏:‏ النُّخاعُ وهو الخيط الذي في القفا‏.‏

نخرط‏:‏ النِّخْرطُ‏:‏ نبت، قال ابن دريد‏:‏ وليس بثَبَت‏.‏

نسط‏:‏ النَّسْط‏:‏ لغة في المَسْط وهو إِدخال اليد في الرَّحِم لاستخراج

الولد‏.‏ التهذيب‏:‏ النُّسُطُ الذين يستخرجون أَولاد النوق إِذا تَعسّر

وِلادها، والنون فيه مبدلة من الميم، وهو مثل المُسُطِ‏.‏

نشط‏:‏ النَّشاطُ‏:‏ ضدّ الكَسَلِ يكون ذلك في الإِنسان والدابة، نَشِطَ

نَشاطاً ونَشِطَ إِليه، فهو نَشِيط ونَشَّطَه هو وأَنْشطه؛ الأَخيرة عن

يعقوب‏.‏ الليث‏:‏ نَشِط الإِنسان يَنْشَط نَشاطاً، فهو نَشِيط طيّب النفْس

للعمل، والنعت ناشِطٌ، وتَنَشَّط لأَمر كذا‏.‏ وفي حديث عُبادَة‏:‏ بايَعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المَنْشَطِ والمَكْره؛ المَنْشَطُ

مَفْعَل من النَّشاط وهو الأَمر الذي تنْشَط له وتَخِفُّ إِليه وتُؤثر فعله

وهو مصدر بمعنى النشاط‏.‏ ورجل نَشِيط ومُنْشِطٌ‏:‏ نَشِطَ دوابُّه وأَهلُه‏.‏

ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كانت له دابة يركبها، فإِذا سَئِم الركوب نزل

عنها‏.‏ ورجل مُنْتَشِطٌ من الانْتِشاطِ إِذا نزل عن دابَّته من طُولِ

الرُّكوب، ولا يقال ذلك للراجل‏.‏ وأَنْشَطَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم نَشِيطةً‏.‏

ونَشِطَ الدَّابةُ‏:‏ سَمِنَ‏.‏ وأَنْشَطه الكَلأُ‏:‏ أَسْمَنه‏.‏ ويقال‏:‏ سَمن بأَنْشِطةِ الكلإِ أَي بعُقْدتِه وإِحْكامه إِياه، وكلاهما من أُنْشُوطةِ

العُقْدةِ‏.‏ ونشَط من المكان يَنْشِطُ‏:‏ خرج، وكذلك إِذا قطع من بلد إِلى

بلد‏.‏

والناشِطُ‏:‏ الثَّوْر الوحْشِيّ الذي يخرج من بلد إِلى بلد أَو من أَرض

إِلى أَرض؛ قال أُسامة الهُذلي‏:‏

وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه، وطَغْياً معَ اللَّهِقِ الناشِطِ

وكذلك الحِمارُ؛ وقال ذو الرمة‏:‏

أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ

ونَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً‏:‏ مضت على هُدّى أَو غير هدى‏.‏ ويقال

للناقة‏:‏ حَسُنَ ما نَشَطَتِ السيرَ يعني سَدْوَ يديها في سيرها‏.‏ الليث‏:‏

طريق ناشِطٌ يَنْشِط من الطريق الأَعظم يَمنة ويَسْرة‏.‏ ويقال‏:‏ نَشَط بهم

الطريقُ‏.‏ والناشِطُ في قول الطرماح‏:‏ الطريق‏.‏ ونشَط الطريقُ ينشِط‏:‏ خرج من الطريق الأَعظم يَمنةً أَو يَسْرة؛ قال حميد‏:‏

مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ

وكذلك النواشِطُ من المَسايل‏.‏

والأُنْشُوطةُ‏:‏ عُقْدة يَسْهُل انحلالها مثل عقدة التِّكة‏.‏ يقال‏:‏ ما

عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَي ما مَوَدَّتُك بوَاهِيةٍ، وقيل‏:‏ الأُنْشوطةُ عقدةٌ

تَمدُّ بأَحدِ طرفيها فتَنحل، والمُؤَرَّبُ الذي لا ينحل إِذا مُدَّ حتى

يُحَلّ حلاًّ‏.‏ وقد نشَط الأُنْشُوطةَ يَنْشُطُها نَشْطاً ونشَّطها‏:‏ عقَدها

وشدَّها، وأَنْشَطها حلَّها‏.‏ ونشَطْت العَقْد إِذا عقدته بأُنشوطة‏.‏

وأَنشطَ البعير‏:‏ حَلَّ أُنشوطته‏.‏ وأَنشطَ العِقال‏:‏ مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ‏.‏

وأَنشطْت الحبلَ أَي مدَدْتُه حتى ينحَل‏.‏ ونشَطت الحبل أَنْشُطه نشْطاً‏:‏

ربطْتُه، وإِذا حللْتَه فقد أَنشَطْتَه، ونشَطه بالنِّشاط أَي عقده‏.‏ ويقال

للآخِذ بسُرعة في أَيّ عمل كان، وللمريض إِذا بَرأَ، وللمَغْشِيّ عليه

إِذا أَفاق، وللمُرْسَل في أَمر يُسرع فيه عزِيمتَه‏:‏ كأَنما أُنْشِط من عِقال، ونَشِط أَي حُلَّ‏.‏ وفي حديث السِّحر‏:‏ فكأَنما أُنْشِط من عِقال أَي

حُلّ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وكثيراً ما يجيء في الرواية كأَنما نَشِط من عقال، وليس بصحيح‏.‏ ونَشَطَ الدَّلْوَ من البئر يَنْشِطُها وينشُطها نشْطاً‏:‏

نَزَعها وجذَبَها من البئر صُعُداً بغير قامة، وهي البَكْرة، فإِذا كان

بقامة فهو المَتْح‏.‏

وبئر أَنْشاط وإِنشاط‏:‏ لا تخرجُ منها الدلو حتى تُنْشَطَ كثيراً‏.‏ وقال

الأَصمعي‏:‏ بئر أَنشاط قريبة القعر، وهي التي تَخرج الدلُو منها بجَذْبة

واحدة‏.‏ وبئر نَشُوط‏:‏ وهي التي لا تَخرج الدلو منها حتى تُنْشَط كثيراً‏.‏ قال

ابن بري‏:‏ في الغريب لأَبي عبيد بئر إِنشاط، بالكسر، قال‏:‏ وهو في الجمهرة

بالفتح لا غير‏.‏

وفي حديث عوف بن مالك‏:‏ رأَيت كأَنَّ سبَباً من السماء دُلِّي فانْتُشِطَ

النبي صلى الله عليه وسلم ثم أُعِيد فانتُشِط أَبو بكر، رضي الله عنه، أَي جُذِب إِلى السماء ورفع إِليها؛ ومنه حديث أُمّ سَلمة‏:‏ دخل

علينا عَمَّار، رضي اللّه عنهما، وكان أَخاها من الرّضاعة فنَشَط زينبَ من حَجْرها، ويروى‏:‏ فانتشط‏.‏ ونَشَطَه في جنبه ينْشُطه نشْطاً‏:‏ طعَنَه، وقيل‏:‏

النشْطُ الطعْنُ، أَيّاً كان من الجسد ونشَطَتْه الحيةُ تَنْشِطُه

وتنْشُطُه نشطاً وأَنْشَطتْه‏:‏ لدغَتْه وعضَّتْه بأَنيابها‏.‏ وفي حديث أَبي

المِنهال وذكرَ حَيَّات النار وعَقارِبَها فقال‏:‏ وإِنَّ لها نَشْطاً ولَسْباً، وفي رواية‏:‏ أَنْشأْنَ به نَشطاً أَي لِسْعاً بسُرعة واخْتِلاس، وأَنْشأن بمعنى طَفِقْن وأَخذْن‏.‏ ونَشَطَتْه شَعُوبُ نشطاً، مثَلٌ بذلك‏.‏ وانتشطَ

الشيءَ‏:‏ اختَلَسه‏.‏ قال شمر‏:‏ انتشط المالُ المَرْعَى والكلأَ انتزعه

بالأَسنان كالاختلاس‏.‏ ويقال‏:‏ نشَطْتُ وانْتَشَطْت أَي انتزعت‏.‏

والنَّشيطةُ‏:‏ ما يغنَمُه الغُزاة في الطريق قبل البلوغ إِلى موضع الذي

قصدوه‏.‏ ابن سيده‏:‏ النَّشِيطة من الغنيمة ما أَصاب الرئيسُ في الطريق قبل

أَن يصير إِلى بَيْضةِ القوم؛ قال عبد اللّه بن عَنَمة الضَّبِّي‏:‏

لَكَ المِرْباعُ منها والصّفايَا، وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ

يخاطب بِسْطامَ بن قَيْس‏.‏ والمِرْباعُ‏:‏ ربع الغنيمة يكون لرئيس القوم في الجاهلية دون أَصحابه، وله أَيضاً الصفايا جمع صَفِيّ، وهو يَطْطَفِيه

لنفسه مثل السيف والفرس والجارية قبل القسمة مع الربع الذي له‏.‏ واصْطَفَى

رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم سيفَ مُنَبِّه بن الحجَّاج من بني

سَهْم بن عمرو بن هُصَيْصِ بن كَعب بن لُؤَي ذا الفَقارِ يوم بَدْر، واصطفى جُوَيْرية بنت الحرث من بني المُصْطَلِق من خُواعةَ يوم المُرَيْسِيع، جَعل صداقَها عِتقَها وتزوَّجها، واصْطَفَى صَفِيَّةَ بنت حُيَيّ ففعل

بها مثل ذلك، وللرئيس أَيضاً النَّشِيطةُ مع الربع والصَّفيِّ، وهو ما

انْتُشِط من الغنائم ولم يُوجِفوا عليه بخيل ولا رِكاب‏.‏ وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصَّة وكان للرئيس أَيضاً الفُضُولُ مع الربعِ والصفي والنشِيطة، وهو ما فَضَل من القِسْمةِ مما لا تصح قِسمتُه على عدَد

الغُزاةِ كالبعير والفرس ونحوهما، وذهبت الفُضول في الإِسلام‏.‏ والنشِيطةُ من الإِبل‏:‏ التي تُؤْخَذ فتُساق من غير أَن يُعْمَد لها؛ وقد انْتَشطوه‏.‏

والنَّشُوط‏:‏ كلام عراقي وهو سَمك يُمْقَر في ماء ومِلح‏.‏ وانْتَشَطْتُ

السمكةَ‏:‏ قَشَرْتُها‏.‏ والنَّشُوطُ‏:‏ ضرب من السمك وليس بالشَّبُّوطِ‏.‏

وقال أَبو عبيد في قوله عزَّ وجل‏:‏ والنَّاشِطاتِ نَشْطاً، قال‏:‏ هي

النجوم تَطْلُع ثم تَغِيب، وقيل‏:‏ يعني النجوم تَنْشِط من بُرْج إِلى برج

كالثور الناشط من بلد إِلى بلد، وقال ابن مسعود وابن عباس‏:‏ إِنها الملائكة، وقال الفراء‏:‏ هي الملائكة تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها، وقال الزجاج‏:‏ هي

الملائكة تنشِط الأَرْواحَ نشطاً أَي تَنْزِعُها نَزْعاً كما تنزِع

الدَّلْوَ من البئر‏.‏ ونَشَّطْتُ الإِبل تنشيطاً إِذا كانت ممنوعة من المَرْعى

فأَرسلْتها تَرْعى، وقالوا‏:‏ أَصلها من الأُنشوطة إِذا حُلَّت؛ وقال أَبو

النجم‏:‏

نَشَّطَها ذُو لِمّة لم تَقْمَلِ، صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّعَزُّلِ

أَي أَرْسلَها إِلى مَرْعاها بعدما شربت‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال في وقت نَكْثها لتُضْفَر

ثانية‏.‏ وتَنَشَّطت الناقةُ في سيرها‏:‏ وذلك إِذا شدّت‏.‏ وتنشَّطت الناقةُ

الأَرضَ‏:‏ قطعَتْها؛ قال‏:‏

تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ

يقول‏:‏ تناوَلَتْه وأَسرعت رَجْع يديها في سيرها‏.‏ والمِغْلاةُ‏:‏ البعيدةُ

الخَطْو‏.‏ والوهَقُ‏:‏ المُباراةُ في السير‏.‏ قال الأَخفش‏:‏ الحِمارُ يَنْشِطُ

من بَلد إِلى بلد، والهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها؛ وقال هِمْيانُ‏:‏

أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَناشِطا‏:‏

الشامَ بي طَوْراً، وطَوْراً واسِطا

ونَشِيطٌ‏:‏ اسم‏.‏ وقولهم‏:‏ لا حتى يرجِعَ نَشِيطٌ من مَرْو، هو اسم رجل

بَنى لزِياد داراً بالبَصرة فهَرَبَ إِلى مَرْو قبل إِتمامها، فكان زياد

كلما قيل له‏:‏ تَمِّم دارك، يقول‏:‏ لا حتى يرجع نشيط من مرو، فلم يَرجع فصار

مثلاً‏.‏

نطط‏:‏ النطُّ‏:‏ الشدُّ‏.‏ نَطَّه وناطَه ونطَّ الشيءَ يَنُطُّه نَطّاً

مدَّه‏.‏ الأَنَطُّ‏:‏ السفَر البعيد، وعقَبةٌ نَطَّاء‏.‏ وأَرض نَطِيطةٌ‏:‏ بعِيدة‏.‏

وتَنَطْنَطَ الشيءُ‏:‏ تباعَد‏.‏ ونَطْنَطَ إِذا باعَد سفره‏.‏ والنُّطُطُ‏:‏

الأَسْفارُ البعيدة‏.‏ ونطَّ في الأَرض يَنِطُّ نَطّاً‏:‏ ذهب، وإِنه لنَطَّاط‏.‏

ورجل نَطَّاطٌ مِهْذار‏:‏ كثير الكلام والهَذْر؛ قال ابن أَحمر‏:‏

فلا تَحْسَبَنِّي مُسْتَعِدّاً لنَفْرةٍ، وإِنْ كنْت نَطّاطاً كَثِيرَ المَجاهلِ

وقد نَطَّ يَنِطُّ نَطِيطاً‏.‏ ورجل نَطْناطٌ‏:‏ طويل، والجمع النَّطانِطُ‏.‏

وفي حديث أَبي رُهْمٍ‏:‏ سأَله النبي صلى الله عليه وسلم عمن تَخَلَّف

من غِفار فقال‏:‏ ما فعل النفَرُ الحُمْرُ النَّطانِطُ‏؟‏ جمع نَطْناطٍ وهو الطويل، وقيل‏:‏ هو الطويل المَدِيد القامة، وفي رواية‏:‏ ما فعل الحمر

الطوالُ النّطانِطُ‏؟‏ ويروى الثِّطاط، بالثاء المثلثة، وقد تقدم‏.‏ ونَطْنَطْتُ

الشيء‏:‏ مَدَدْته‏.‏

نعط‏:‏ ناعِطٌ‏:‏ حِصْن في رأْس جبل بناحية اليمن قديم معروف، كان لبعض

الأَذْواء‏.‏ وناعِطٌ‏:‏ جبَل، وقيل‏:‏ ناعط جبل باليمن‏.‏ وناعِطٌ‏:‏ بطن من هَمْدانَ، وقيل‏:‏ هو حصن في أَرضهم؛ قال لبيد‏:‏

وأَفْنى بناتُ الدَّهْرِ أَرْبابَ ناعِطٍ، بمُسْتَمَعٍ دُون السماء ومَنْظَرِ

وأَعْوَصْنَ بالدُّوميِّ من رأْسِ حِصْنِه، وأَنْزَلْنَ بالأَسْبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ

أَعْوَصْنَ به أَي لَوَيْنَ عليه أَمره‏.‏ والدُّومِي‏:‏ هو أُكَيْدِرُ

صاحبُ دومة الجَنْدلِ‏.‏ والمشقَّر‏:‏ حصن، ورَبّه‏:‏ أَبو امرئ القيس‏.‏

والنُّعُطُ‏:‏ المسافرون سفراً بعيداً، بالعين‏.‏ والنُّعُط‏:‏ القاطِعو اللُّقَم بنصفين

فيأْكلون نصفاً ويلقون النصف الآخر في الغَضارة، وهم النُّعُط والنُّطُع، واحدهم ناعِطٌ وناطِعٌ، وهو السيِّء الأَدَبِ في أَكله ومُروءته

وعَطائه‏.‏ ويقال‏:‏ أَنْطَعَ وأَنْعَطَ إِذا قطَع لُقَمه‏.‏ والنُّغُط، بالغين‏:‏

الطِّوال من الرّجال‏.‏

نغط‏:‏ قال الأَزهري في ترجمة نعط‏:‏ والنُّغُط، بالغين، الطوال من الرجال‏.‏

نفط‏:‏ النَّفْطُ والنَّفْطُ‏:‏ دُهْن، والكسر أَفصح‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏

النِّفْط والنَّفط الذي تُطْلى به الإِبل للجَرب والدَّبَر والقِرْدانِ وهو دون

الكُحَيْلِ‏.‏ وروى أَبو حنيفة أَن النفط والنفط هو الكحيل‏.‏ قال أَبو

عبيد‏:‏ النفط عامَّةُ القَطِرانِ، وردّ عليه ذلك أَبو حنيفة قال‏:‏ وقول أَبي

عبيد فاسد، قال والنفط والنفط حلابة جبل في قعر بئر توقد به النار، والكسر

أَفصح‏.‏ والنَّفَّاطةُ والنَّفَاطة‏:‏ الموضع الذي يستخرج منه النفط‏.‏

والنَّفَاطاتُ والنَّفَّاطاتُ‏:‏ ضَرْب من السُّرُج يُرْمى بها بالنفط، والتشديدُ

في كل ذلك أَعرفُ‏.‏ التهذيب‏:‏ والنَّفَّاطات ضرب من السُّرُج يُسْتَصْبح

بها، والنفَّاطاتُ أَدواتٌ تُعمل من النُّحاس يرمى فيها بالنفْط والنار‏.‏

ونَفَط الرجلُ يَنْفِطُ نَفْطاً‏:‏ غَضِبَ، وإِنه ليَنْفِطُ غَضباً أَي

يتحرّك مثل يَنْفِتُ‏.‏ والقِدر تنْفِطُ نَفِيطاً‏:‏ لغة في تَنْفِت إِذا

غَلَتْ وتبَجَّسَتْ‏.‏ والنفَطانُ‏:‏ شبيه بالسُّعال، والنفْخُ عند الغضب‏.‏

والنفَطُ، بالتحريك‏:‏ المَجْلُ‏.‏ وقد نَفِطَتْ يدُه، بالكسر، نَفْطاً ونفَطاً

ونَفِيطاً وتنفَّطَتْ‏:‏ قَرِحَتْ من العمل، وقيل‏:‏ هو ما يصيبها بين الجلد

واللحم، وقد أَنْفَطها العمل، ويدٌ نافِطةٌ ونَفِيطةٌ ومَنْفُوطة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ كذا حكى أَهل اللغة مَنفوطة، قال‏:‏ ولا وجه له عندي لأَنه من أَنفطها

العمل، والنَّفَطُ ما يُصيبها من ذلك‏.‏

الليث‏:‏ والنَّفْطةُ بَثْرةٌ تخرج في اليد من العمل ملأى ماء‏.‏ أَبو زيد‏:‏

إِذا كان بين الجلد واللحم ماء قيل‏:‏ نَفِطَت تَنْفَط نَفَطاً ونَفِيطاً‏.‏

ورَغْوة نافِطةٌ‏:‏ ذاتُ نَفّاطاتٍ؛ وأَنشد‏:‏

وحَلَب فيه رُغاً نَوافِطُ

ونَفَطَ الظبْيُ يَنْفِطُ نَفِيطاً‏:‏ صوّت، وكذلك نَزَبَ نَزِيباً‏.‏

ونَفَطَتِ الماعِزةُ، بالفتح، تَنْفِطُ نَفْطاً ونَفِيطاً‏:‏ عَطَسَتْ، وقيل‏:‏

نَفَطت العنزُ إِذا نَثَرَتْ بأَنْفِها؛ عن أَبي الدُّقَيْشِ‏.‏

ويقال في المثل‏:‏ ما له عافِطةٌ ولا نافِطةٌ أَي ما له شيء؛ وقيل‏:‏

العَفْطُ الضَّرِطُ، والنفْطُ العُطاسُ، فالعافِطةُ من دُبُرها، والنافِطةُ من أَنفها، وقيل‏:‏ العافِطةُ الضّائنةُ، والنَّافطةُ الماعِزةُ، وقيل‏:‏

العافطة الماعزة إِذا عطَسَت، والنافطة إِتباع‏.‏ قال أَبو الدقيش‏:‏ العافِطةُ

النعْجة، والنافطة العنز، وقال غيره‏:‏ العافطة الأَمة، والنافطة الشاةُ، وقال

ابن الأَعرابي‏:‏ العفْط الحُصاص للشاة، والنفْط عُطاسها، والعَفِيط

نَثِير الضأْن، والنَّفِيطُ نثير المعز‏.‏ وقولهم في المثل‏:‏ لا يَنْفِطُ فيه

عَناق أَي لا يؤخذ لهذا القَتِيل بثأْر‏.‏

نقط‏:‏ النُّقْطة‏:‏ واحدة النُّقَط؛ والنِّقاطُ‏:‏ جمع نُقْطةٍ مثل بُرْمةٍ

وبِرام؛ عن أَبي زيد‏.‏ ونقَط الحرفَ يَنْقُطه نَقْطاً‏:‏ أَعْجَمه، والاسم

النُّقْطة؛ ونقَّط المصاحف تنْقِيطاً، فهو نَقَّاط‏.‏ والنَّقْطة‏:‏ فَعْلة

واحدة‏.‏ ويقال‏:‏ نقَّط ثوبه بالمِداد والزعفران تَنْقِيطاً، ونقَّطَت المرأَة

خدَّها بالسواد‏:‏ تحَسَّنُ بذلك‏.‏

والناقِطُ والنَّقِيطُ‏:‏ مولى المولى، وفي الأَرض نُقَطٌ من كلإِ ونِقاطٌ

أَي قِطَعٌ متفرِّقة، واحدتها نُقْطة، وقد تنقَّطت الأَرض‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ما بقي من أَمْوالهِم إِلا النُّقْطة، وهي قِطْعة من نخل ههنا، وقطعة

من زرع ههنا‏.‏ وفي حديث عائشة، رضوان اللّه عليها‏:‏ فما اختلفوا في نُقْطةٍ

أَي في أَمر وقَضِيَّةٍ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا أَثبته بعضهم بالنون، قال‏:‏ وذكره الهروي في الباء، وقال بعض المتأَخرين‏:‏ المضبوط المرويّ عند

علماء النقل أَنه بالنون، وهو كلام مشهور، يقال عند المُبالغة في المُوافَقةِ، وأَصله في الكتابين يُقابل أَحدهما بالآخر ويعارض، فيقال‏:‏ ما اختلفا

في نُقْطة يعني من نُقط الحروف والكلمات أَي أَن بينهما من الاتفاق ما لم يختلفا معه في هذا الشيء اليسير‏.‏

نمط‏:‏ النمَطُ‏:‏ ظِهارةُ فراش مّا؛ وفي التهذيب‏:‏ ظِهارة الفراش‏.‏ والنمَطُ‏:‏

جماعة من الناس أَمرُهم واحد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ خيرُ الناس هذا النمَطُ

الأَوسط‏.‏ وروي عن عليّ، كرَّم اللّه وجهه، أَنه قال‏:‏ خير هذه الأُمة النَّمَطُ

الأَوسطُ يَلْحَقُ بهم التالي ويرجع إِليهم الغالي؛ قال أَبو عبيدة‏:‏

النمطُ هو الطريقة‏.‏ يقال‏:‏ الزَم هذا النَّمَط أَي هذا الطريق‏.‏ والنمَطُ

أَيضاً‏:‏ الضربُ من الضُّروب والنوعُ من الأَنواع‏.‏ يقال‏:‏ ليس هذا من ذلك

النمَط أَي من ذلك النوع والضرب، يقال هذا في المتاع والعلم وغير ذلك، والمعنى

الذي أَراد علي، عليه السلام، أَنه كره الغُلُوّ والتقصير في الدين كما

جاء في الأَحاديث الأُخَر‏.‏ أَبو بكر‏:‏ الزَمْ هذا النمَطَ أَي الزم هذا

المذْهبَ والفَنَّ والطريق‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والنمَطُ عند العرب والزَّوْجُ

ضُروبُ الثِّيابِ المُصَبَّغَةِ‏.‏ ولا يكادون يقولون نمَطٌ ولا زَوْجٌ

إِلا لما كان ذا لَوْن من حُمرة أَو خضرة أَو صفرة، فأَما البياض فلا يقال

نمط، ويجمع أَنْماطاً‏.‏ والنمط‏:‏ ضرب من البُسُط، والجمع أَنماط مثل سبَب

وأَسْباب؛ قال ابن بري‏:‏ يقال له نمط وأَنماط ونِماط؛ قال المتنخل‏:‏

عَلامات كتَحْبِير النِّماطِ

وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَنه كان يُجَلِّلُ بُدْنَه الأَنماط؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هي ضرب من البُسُط له خَمْل رقيق، واحدها نمَط‏.‏ والأَنْمَطُ‏:‏

الطريقةُ‏.‏ والنمَطُ من العلم والمتاعِ وكلِّ شيء‏:‏ نوعٌ منه، والجمع من ذلك كله

أَنماط ونِماط، والنسَبُ إِليه أَنماطِيّ ونمَطِيٌّ‏.‏ ووَعْساء النُّمَيْط

والنُّبَيْطِ‏:‏ معروفة تُنْبِتُ ضروباً من النبات، ذكرها ذو الرُّمة

فقال‏:‏فأَضْحَتْ بوَعْساء النُّمَيْطِ كأَنَّها

ذُرى الأَثْلِ، من وادي القُرى، ونخيلها

والنُّمَيْط‏:‏ اسم موضع؛ قال ذو الرمة‏:‏

فقال‏:‏ أَراها بالنُّمَيْطِ كأَنَّها

نَخِيلُ القُرى، جَبَّارُه وأَطاوِلُه

نهط‏:‏ نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً‏:‏ طعنَه به‏.‏

نوط‏:‏ ناطَ الشيءَ يَنُوطُه نَوْطاً‏:‏ عَلَّقه‏.‏ والنَّوْطُ‏:‏ ما عُلِّق، سمي بالمصدر، قال سيبويه وقالوا‏:‏ هو منِّي مَناط الثُّرَيَّا أَي في البُعْد، وقيل‏:‏ أَي بتلك المنزلة فحذف الجارّ وأَوْصل كذهبت الشام ودخلت

البيتَ‏.‏ وانتاط به تعَلَّق‏.‏ والنَّوْطُ‏:‏ ما بين العَجُز والمَتْن‏.‏ وكلُّ ما

عُلِّقَ من شيء، فهو نَوْط‏.‏ والأَنواطُ‏:‏ المَعالِيقُ‏.‏ وفي المثل

‏:‏ عاطٍ بغير أَنْواطٍ أَي يتَناوَلُ وليس هناك شيء

مُعَلَّق، وهذا نحو قولهم‏:‏ كالحادِي وليس له بعير، وتجَشَّأَ لُقْمانُ من غير

شبَعٍ‏.‏ والأَنْواطُ‏:‏ ما نُوِّطَ على البعير إِذا أُوقِرَ‏.‏ والتَّنْواطُ‏:‏

ما يُعَلَّق من الهَوْدَج يُزَيَّنُ به‏.‏ ويقال‏:‏ نِيطَ عليه الشيء عُلِّقَ

عليه؛ قال رقاع بن قَيْس الأَسدي‏:‏

بِلاد بِها نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي، وأَوَّلُ أَرضٍ مسَّ جِلْدِي تُرابُها

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ أَنه أُتِيَ بمال كثير فقال‏:‏ إِني

لأَحْسَبكم قد أَهْلَكْتُم الناسَ، فقالوا‏:‏ واللّه ما أَخَذْناه إِلاَّ عَفْواً

بلا سَوْطٍ ولا نوط أَي بلا ضَرْب ولا تَعْلِيقٍ؛ ومنه حديث علي، كرَّم الله وجهه‏:‏ المُتَعَلِّقُ بها كالنَّوْط المُذَبْذَبِ؛ أَراد ما يُناطُ

بِرَحْل الرَّاكب من قَعْب أَو غيره فهو أَبداً يتحرَّك‏.‏ ونيط به الشيء

أَيضاً‏:‏ وُصِلَ به‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أُرِيَ الليلةَ رجُل صالحٌ أَنَّ أَبا بكر

نِيطَ برسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم أَي عُلِّقَ‏.‏ يقال‏:‏ نُطْتُ

هذا الأَمرَ به أَنُوطُه، وقد نِيطَ به، فهو مَنُوط‏.‏

وفي حديث الحجّاج‏:‏ قال لِحَفَّار البئر‏:‏ أَخَسَفْتَ أَم أَوْشَلْتَ‏؟‏

فقال‏:‏ لا واحدَ منهما ولكن نَيِّطاً بين الأَمرين أَي وسَطاً بين القليل

والكثير، كأَنه مُعَلَّق بينهما؛ قال القتيبي‏:‏ هكذا روي بالياء مشدَّدة، وهي

من ناطَه يَنُوطُه نَوْطاً، فإِن كانت الرواية بالباء الموحدة فيقال

للرّكية إِذا استُخْرج ماؤُها واسْتُنْبِط هي نَبَطٌ، بالتحريك‏.‏

ونِياطٌ كل شيء‏:‏ مُعَلَّقُه كنِياطِ القوْسِ والقِرْبة‏.‏ تقول‏:‏ نُطْتُ

القربةَ بنِياطِها نَوْطاً‏.‏ ونِياطُ القوس‏:‏ مُعَلَّقُها‏.‏ والنِّياط‏:‏

الفُؤَاد‏.‏ والنِّياطُ‏:‏ عِرْق علق به القلب من الوتين، فإِذا قُطع مات صاحبُه، وهو النَّيْطُ أَيضاً؛ ومنه قولهم‏:‏ رماه اللّه بالنيْطِ أَي بالموت‏.‏ ويقال

للأَرنب‏:‏ مُقَطَِّعَةُ النِّياطِ كما قالوا مُقَطَّعة الأَسْحار‏.‏

ونِياطُ القلب‏:‏ عِرْق غليظ نِيط به القلبُ إِلى الوتين، والجمع أَنوِطةٌ ونُوط، وقيل‏:‏ هما نِياطانِ‏:‏ فالأَعلى نِياطُ الفؤاد، والأَسفل الفرجُ، وقال

الأَزهري في جمعه‏:‏ أَنوِطةٌ، قال‏:‏ فإِذا لم ترد العدد جاز أَن يقال للجمع

نُوط لأَن الياء التي في النِّياطِ واو في الأَصل‏.‏ والنِّياط والنائط‏:‏ عرق

مستبْطِن الصُّلْب تحت المتن، وقيل‏:‏ عرق في الصلب ممتدّ يُعالَج

المَصْفور بقَطْعه، قال العجاج‏:‏

فَبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، قَضْبَ الطَّبِيبِ، نائطَ المَصْفُورِ

القَضْبُ‏:‏ القَطْع‏.‏ والمَصْفُور‏:‏ الذي في بطنه الماء الأَصفر‏.‏ ونِياطُ

المَفازةِ‏:‏ بُعد طريقها كأَنها نِيطت بمفازة أُخرى لا تكاد تنقطع، وإِنما

قيل لبُعد الفلاة نياط لأَنها منوطة بفلاة أُخرى تتصل بها؛ قال العجاج‏:‏

وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ، مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِي

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ إِذا انْتاطتِ المَغازِي أَي إِذا بَعُدت

وهو من نِياطِ المَفازة وهو بعدها، ويقال‏:‏ انْتاطَت المغازي أَي بَعُدت

من النَّوط، وانْتَطَتْ جائز على القلب؛ قال رؤبة‏:‏

وبَلْدةٍ نِياطُها نَطِيّ

أَراد نَيِّطٌ فقلب كما قالوا في جمع قَوْس قِسِيّ وانْتاطَ أَي بعُد، فهو نَيِّطٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ وانْتاطَتِ الدارُ بعُدَت، قال‏:‏ ومنه قول

مُعاوية في حديثه لبعض خُدّامه‏:‏ عليك بصاحِبك الأَقدم فإِنك تَجِدُه على

مودّة واحدة وإِن قَدُمَ العهدُ وانْتاطَتِ الدار، وإِياك وكل مُسْتَحْدَثٍ

فإِنه يأْكل مع كل قوم ويجري مع كل ريح؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

ولكنَّ أَلفاً قد تجَهَّز غادِياً، بحَوْرانَ، مُنْتاط المَحَلِّ غَرِيبُ

والنَّيِّطُ من الآبار‏:‏ التي يجري ماؤُها معلَّقاً يَنْحَدِرُ من أَجْوالِها إِلى مَجَمِّها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ بئر نَيِّطٌ إِذا حُفرت فأَتَى

الماء من جانب منها فسال إِلى قعرها ولم تَعِنْ من قعرها بشيء؛ وأَنشد‏:‏

لا تَسْتَقِي دِلاؤها من نَيِّطِ، ولا بَعِيدٍ قعْرُها مُخْرَوِّطِ

وقال الشاعر‏:‏

لا تتّقي دِلاؤها بالنَّيِّط

وانْتاطَ الشيءَ‏:‏ اقْتَضَبَه برأْيه من غير مُشاوَرة‏.‏

والنَّوْطُ‏:‏ الجُلّةُ الصغيرة فيها التمر ونحوه، والجمع أَنْواطٌ

ونِياطٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وسمعت البَحْرانِيين يسمون الجِلالَ الصغار التي

تعلَّق بعُراها من أَقتاب الحَمُولةِ نِياطاً، واحدها نَوْط‏.‏ وفي الحديث‏:‏

إِنَّ وفد عبد القَيْس قَدِمُوا على رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم فأَهْدَوْا له نَوْطاً من تَعْضُوضِ هَجَر أَي أَهدوا له جُلّة صغيرة من تمر التَّعْضُوض، وهو من أَسْرَى تُمْرانِ هَجر، أَسْوَدُ جَعْدٌ لَحِيم

عَذْب الطعم حُلو‏.‏ وفي حديث وفد عبد القيس‏:‏ أَطْعِمْنا من بقيَّةِ القَوْس

الذي في نَوْطِك‏.‏ الأَصمعي‏:‏ ومن أَمثالهم في الشدّة على البخيل‏:‏ إن ضَجَّ فزِدْه وِقْراً، وإِن أَعْيا فزِدْه نَوطاً، وإِن جَرْجَرَ فزِدْه

ثقلاً؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ النوط العِلاوة بين الفَوْدَيْنِ‏.‏

ويقال للدَّعِيِّ يَنْتَمِي إِلى قوم‏:‏ مَنُوطٌ مُذَبْذَب؛ سمي مذبذباً

لأَنه لا يدرى إِلى من يَنتَمِي فالريح تُذَبْذِبُه يميناً وشمالاً‏.‏ ورجل

منوط بالقوم‏:‏ ليس من مُصاصِهم؛ قال حسان‏:‏

وأَنْتَ دَعِيٌّ نِيطَ في آل هاشِمٍ، كما نِيطَ خَلْفَ الراكِب القَدَحُ الفَرد

ونيط به الشيء‏:‏ وُصل به‏.‏

والنَّوْطةُ‏:‏ الحوْصَلةُ؛ قال النابغة في وصف قطاة‏:‏

حَذَّاء مُدبِرةً، سَكّاء مُقْبِلةً، للماء في النَّحْر منها نَوْطة عَجَبُ

قال ابن سيده‏:‏ ولا أَرى هذا إِلا على التشبيه‏.‏ حذّاء‏:‏ خفيفة الذنب‏.‏

سَكّاء‏:‏ لا أُذن لها، شبه حوصلةَ القطاةِ بنوطة البعير وهي سِلْعة تكون في نَحْرِه‏.‏ والنوْطةُ‏:‏ ورم في الصدر، وقيل‏:‏ ورَم في نَحر البعير وأَرْفاغه

وقد نِيط له؛ قال ابن أَحمر‏:‏

ولا عِلْمَ لي ما نَوْطةٌ مُسْتكِنَّةٌ، ولا أَيُّ مَن فارقت أَسْقي سِقائيا

والنوْطةُ‏:‏ الحِقْدُ‏.‏ ويقال للبعير إِذا وَرِمَ نحرُه وأَرفاغُه‏:‏ نِيطت

له نوْطة، وبعير مَنُوط وقد نِيطَ له وبه نَوْطة إِذا كان في حَلقه ورَم‏.‏

ويقال‏:‏ نيط البعير إِذا أَصابه ذلك‏.‏ وفي الحديث‏:‏ بعير له قد نيط‏.‏ يقال‏:‏

نِيط الجمل، فهو منوط إِذا أَصابه النوْطُ، وهي غُدَّة تُصيبه فتقتله‏.‏

والنوْطة‏:‏ ما يَنْصَبُّ من الرِّحاب من البلد الظاهر الذي به الغَضَا‏.‏

والنوْطةُ‏:‏ الأَرض يكثر بها الطَّلْح، وليست بواحدة، وربما كانت فيه نِياطٌ

تجتمع جماعات منه ينقطع أَعلاها وأَسفلها‏.‏ ابن شميل‏:‏ والنوْطةُ ليست بوادٍ

ضخْمٍ ولا بتَلْعةٍ هي بينهما‏.‏ والنوْطةُ‏:‏ المَكان في وسطه شجر، وقيل‏:‏

مكان فيه طَرْفاء خاصّة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ النوْطةُ المكان فيه شجر في وسطه، وطرَفاه لا شجر فيهما، وهو مرتفع عن السيل‏.‏ والنوْطة‏:‏ الموضع المرتفع عن

الماء؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وقال أَعرابي‏:‏ أَصابنا مطَر جَوْدٌ وإِنَّا

لَبِنَوْطةٍ فجاء بجارّ الضبُع أَي بسَيْل يجُرّ الضبُع من كثرته‏.‏

والتَّنَوُّطُ والتُّنَوِّطُ‏:‏ طائر نحو القارِية سواداً تركَّب عُشها

بين عُودين أَو على عود واحد فتُطيل عشها فلا يصل الرجل إِلى بيضها حتى

يُدخل يده إِلى المنكب، وقال أَبو علي في البصريّات‏:‏ هو طائر يُعلِّق قشوراً

من قشور الشجر ويُعشِّش في أَطرافها ليحفظَه من الحيات والناس والذرّ؛ قال‏:‏

تُقَطِّعُ أَعناقَ التَنَوُّطِ بالضُّحَى، وتَفْرِسُ في الظَّلْماء أَفْعَى الأَجارِعِ

وصف هذه الإِبل بطول الأَعناق وأَنها تصل إِلى ذلك، واحدها تَنَوُّطةٌ

وتُنَوِّطة‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ إِنما سمي تنوّطاً لأَنه يُدلِّي خُيوطاً من شجرة ثم يُفرخ فيها‏.‏ وذاتُ أَنواطٍ‏:‏ شجرة كانت تُعبد في الجاهلية، وفي الحديث‏:‏ اجعل لنا ذات أَنْواطٍ، قال ابن الأَثير‏:‏ هي اسم سَمُرةٍ بعينها كانت

للمشركين يَنُوطون بها سِلاحَهم أَي يعلِّقونه بها ويَعْكُفون حولَها، فسأَلوه أَن يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك‏.‏ وأَنواط جمع نَوْط، وهو مصدر

سمي به المَنُوط‏.‏ الجوهري‏:‏ وذات أَنواط اسم شجرة بعينها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه

أَبصر في بعض أَسفاره شجرة دَفْواء تسمّى ذاتَ أَنواط‏.‏

ويقال‏:‏ نوْطةٌ من طَلْح كما يقال عِيصٌ من سِدْر وأَيكةٌ من أَثل وفَرْس

من عُرْفُط ووَهْطٌ من عُشَرٍ وغالٌّ من سَلَم وسَلِيلٌ من سَمُر

وقَصِيمةٌ من غضاً ومن رِمْث وصَرِيمةٌ من غَضاً ومن سَلَم وحَرَجةٌ من شجر‏.‏

وقال الخليل‏:‏ المدّات الثلاث مَنُوطات بالهمز، ولذلك قال بعض العرب في الوقوف‏:‏ افْعَلِئ افْعَلأ افْعَلُؤ، فهمزوا الأَلف والياء والواو حين

وقفوا‏.‏

نيط‏:‏ النَّيْطُ‏:‏ الموتُ‏.‏ وطَعَنَ في نيْطِه أَي في جَنازته إِذا مات‏.‏

ورُميَ فلان في طَنْيِه وفي نَيْطِه‏:‏ وذلك إِذا رُميَ في جنازته، ومعناه

إِذا مات‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ يقال رماه اللّه بالنَّيْط ورماه الله بنَيْطه أَي بالموت الذي يَنُوطه، فإِن كان ذلك فالنيط الذي هو الموت إِنما

أَصله الواو، والياء داخلة عليها دخول معاقبة، أَو يكون أَصله نَيّطاً أَي

نَيْوِطاً ثم خفف؛ قال أَبو منصور‏:‏ إِذا خفف فهو مثل الهَيْنِ والهَيِّن

والليْنِ والليِّن‏.‏ وروي عن عليّ، عليه السلام، أَنه قال‏:‏ لوَدَّ معاوية

أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرْمَةٍ إِلا طُعِنَ

في نَيْطِه؛ معناه إِلا مات‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ والقياس النوط لأَنه من ناط ينوط إِذا

عُلِّق، غير أَن الواو تعاقب الياء في حروف كثيرة‏.‏

وقيل‏:‏ النَّيْطُ نياط القلب وهو العِرْق الذي القلب متعلق به‏.‏ وفي حديث

أَبي اليَسَر‏:‏ وأَشار إِلى نِياط قلبه‏.‏ وأَتاه نَيْطُه أَي أَجله‏.‏ وناطَ

نَيْطاً وانتاط‏:‏ بَعُدَ‏.‏ والنَّيِّطُ‏:‏ العين في البئر قبل أَن تصل إِلى

القعر‏.‏

هبط‏:‏ الهُبُوطُ‏:‏ نقِيضُ الصُّعُود، هبطَ يهْبِط ويهبُطُ هُبُوطاً إِذا

انْهَبط في هَبُوط من صَعُود‏.‏ وهَبَطَ هُبوطاً‏:‏ نزل، وهَبَطْته

وأَهْبَطْتُه فانْهَبطَ؛ قال‏:‏

ما راعَني إِلا جَناحٌ هابِطا، على البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا

أَي مُهْبِطاً قوطَه‏.‏ قال‏:‏ وقد يجوز أَن يكون أَراد هابطاً على قَوْطه

فحذف وعدّى‏.‏ وفي حديث الطفيل بن عمرو‏:‏ وأَنا أَتَهَبَّطُ إِليهم من الثنيّةِ أَي أَنْحَدِرُ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا جاء في الرواية وهو بمعنى

أَنْهَبِطُ وأَهْبِطُ‏.‏ وهَبَطه أَي أَنزله، يتعدّى ولا يتعدّى‏.‏ وأَما قوله

عزّ وجلّ‏:‏ وإِنَّ منها لمَا يَهْبِطُ من خَشْيَةِ اللّه، فأَجودُ القولين

فيه أَن يكون معناه‏:‏ وإِن منها لما يَهْبِطُ مَن نَظَر إِليه مِن خَشْيَةِ الله، وذلك أَن الإِنسان إِذا فكَّر في عِظَم هذه المخلوقات تَضاءَل

وخَشَعَ، وهَبطَت نفسُه لعظم ما شاهَد، فنُسِب الفعل إِلى تلك الحِجارة لما

كان الخشوع والسُّقوط مسبَّباً عنها وحادثاً لأَجل النظر إِليها، كقول الله سبحانه‏:‏ وما رميْتَ إِذا رميْتَ ولكنَّ اللّه رمى؛ هذا قول ابن جني، وكذلك أَهْبَطْتُه الركْبَ؛ قال عدي بن زيد

‏:‏

أَهْبَطْته الرَّكْبَ يُعْدِيني، وأُلْجِمُه، للنّائباتِ، بِسَيْرٍ مِخْذَم الأَكَمِ

والهَبُوطُ من الأَرض‏:‏ الحَدُورُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وفَرْقُ ما بين

الهَبُوط والهُبوط أَنَّ الهَبُوطَ اسم للحَدُور، وهو الموضع الذي يُهْبِطُكَ من أَعلى إِلى أَسفل، والهُبُوط المصدر‏.‏ والهَبْطةُ‏:‏ ما تَطامَن من الأَرض‏.‏

وهَبَطْنا أَرضََ كذا أَي نزلناها‏.‏ والهَبْطُ‏:‏ أَن يقع الرجل في شَرّ‏.‏

والهبْط أَيضاً‏:‏ النقصان‏.‏ ورجل مَهْبُوطٌ‏:‏ نقَصت حالُه‏.‏ وهَبَطَ القوْمُ

يَهْبِطُون إِذا كانوا في سَفال ونقصوا؛ قال لبيد‏:‏

كلُّ بَنِي حُرَّةٍ مَصِيرُهُمُ

قُلٌّ، وإِنْ أَكثَرُوا مِنَ العَدَدِ

إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أُمِروا

يَوْماً، فهم للفَناء والنَّفَدِ

وهو نقِيضُ ارتفعوا‏.‏ والهَبْطُ‏:‏ الذُّلُّ، وأَنشد الأَزهري بيت لبيد

هذا‏:‏ إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطوا‏.‏ ويقال‏:‏ هَبطَه فهبطَ، لفظ اللازم والمتعدي

واحد‏.‏

وفي الحديث‏:‏ اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً أَي نسأَلك الغِبْطةَ ونعوذ بك

أَن نَهْبِطَ عن حالنا، وفي التهذيب‏:‏ أَي نسأَلك الغبطة ونعوذ بك أن تُهْبِطنا إِلى حال سَفال، وقيل‏:‏ معناه نسأَلك الغبطة ونعوذ بك من الذلِّ

والانحِطاط والنزول؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول لبيد‏:‏ إِن يغبطوا يهبطوا؛ وقول

العباس‏:‏

ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاد لا بَشَرٌ

أَنْتَ، ولا مُضْغَةٌ، ولا علَقُ

أَراد لما أَهبط آدم إِلى الدنيا كنت في صُلْبه غير بالغ هذه الأَشياء‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ والعرب تقول اللهم غبطاً لا هبطاً؛ قال‏:‏ الهبط ما تقدَّم

من النَّقْصِ والتسفُّلِ، والغَبْطُ أَن تُغْبَط بخير تقع فيه‏.‏ وهبَطَتْ

إِبلي وغنمي تَهْبِطُ هُبوطاً‏:‏ نقصت‏.‏ وهَبطْتُها هَبْطاً وأَهْبَطْتُها، وهَبطَ ثمنُ السلعةَ تَهْبطُ هُبوطاً‏:‏ نقص، وهبَطْته أَهْبِطُه هَبْطاً

وأَهْبطته‏.‏ الأَزهري‏:‏ هَبطَ ثمنُ السِّلْعة وهبَطْته أَنا أَيضاً، بغير

أَلف‏.‏ والمَهْبوط‏:‏ الذي مرض فهبَطَه المرضُ إِلى أَن اضْطرب لحمه‏.‏ وهبط فلان

إِذا اتَّضع‏.‏ وهَبطَ القومُ‏:‏ صاروا في هُبوط‏.‏ ورجل مَهْبوط وهَبِيطٌ‏:‏

هبطَ المرضُ لحمَه نقصَه وأَحْدَره وهزَلَه‏.‏ وهبطَ اللحمُ نفسُه‏:‏ نقص وكذلك

الشحمُ‏.‏ وهبَط شحمُ الناقة إِذا اتَّضع وقلَّ؛ قال أُسامةُ الهذلي‏:‏

ومِنْ أَيْنها بَعْدَ إِبدانِها، ومن شَحْمِ أَثْباجِها الهابِط

ويقال‏:‏ هبَطْتُه فهبط لازم وواقع أَي انْهَبَطَتْ أَسْنِمَتُها

وتواضَعتْ‏.‏

والهَبيطُ من النوق‏:‏ الضَّامر‏.‏ والهبيط من الأَرض‏:‏ الضامرُ، وكله من النُّقصان‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏ الهبيطُ الضامر من الإِبل؛ قال عَبِيدُ بن الأَبْرَصِ‏:‏

وكأَنَّ أَقْتادي تَضَمَّنَ نِسْعَها، من وَحْشِ أَوْرالٍ، هَبيطٌ مُفْرَدُ

أَراد بالهَبِيط ثوراً ضامراً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ عنى بالهبيط الثور الوحشي

شبه به ناقته في سُرعتها ونشاطها وجعله مُنفرداً لأَنه إِذا انفرد عن

القَطِيع كان أَسْرع لِعَدْوِه‏.‏ وهَبَطَ الرجل من بلد إِلى بلد وهبَطْتُه

أَنا وأَهْبَطْته؛ قال خالد بن جَنْبة‏:‏ يقال‏:‏ هبَط فلان أَرضَ كذا وهبَط

السُّوقَ إِذا أَتاها؛ قال أَبو النجم يصف إِبلاً‏:‏

يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوِي القَرْمَلِ

فَهَبَطَتْ، والشمسُ لم تَرَجَّلِ

أَي أَتَتْه بالغَداةِ قبل ارتفاع الشمس‏.‏ ويقال‏:‏ هبطه الزمان إِذا كان

كثير المال والمعروف فذهب ماله ومعروفه‏.‏ الفرَّاء‏:‏ يقال هبطه الله وأَهْبَطَه‏.‏

والتَّهِبِّطُ‏:‏ بلد، وقال كراع‏:‏ التَّهِبِّطُ طائر ليس في الكلام على

مثال تِفِعِّل غيره، وروي عن أَبي عُبيدة‏:‏ التَّهَبُّط على لفظ المصدر‏.‏ وفي حديث ابن عباس في العَصْف المأْكول قال‏:‏ هو الهَبُوط، قال ابن الأَثير‏:‏

هكذا جاءَ في رواية بالطاء، قال سُفيان‏:‏ هو الذَّرُّ الصغير، قال‏:‏ وقال

الخطابي أَراه وهَماً وإِنما هو بالراء‏.‏

هرط‏:‏ هرَطَ الرجلُ في عرْض أَخِيه وهَرَط عِرْضَ أَخِيه يَهْرِطُه

هَرْطاً‏:‏ طَعَنَ فيه ومَزَّقه وتنَقَّصه، ومثله هَرَتَه وهرَدَه ومزَقَه

وهَرْطَمَه‏.‏ وتهارَطَ الرجلان‏:‏ تَشاتَما‏.‏

وقيل‏:‏ الهَرْط في جميع الأَشياء المَزْقُ العَنِيف، والهَرْطُ لغة في الهَرْتِ وهو المزق العنيف‏.‏ وناقة هِرْطٌ‏:‏ مُسِنَّةٌ، والجمع أَهْراط

وهُروط‏.‏ والهِرْط‏:‏ لحم مَهْزول كأَنه مُخاط لا يُنْتفع به لغَثاثتِه‏.‏ والهِرْط

والهِرْطةُ‏:‏ النعجة الكبيرة المهزولة، والجمع هِرَطٌ مثل قِرْبة

وقِرَبٍ‏.‏ الليث‏:‏ نعجة هِرْطة وهي المهزولة لا ينتفع بلحمها غُثوثةً، الفراء‏:‏

ولحمها الهِرط، بالكسر‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الهَرط، بفتح الهاء، وهو الذي

يتَفَتَّت إِذا طُبِخ‏.‏ ابن شميل‏:‏ الهِرْطةُ من الرجال الأَحمق الجبان

الضعيف‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ هَرِطَ الرجلُ إِذا اسْترْخى لحمُه بعد صَلابة من عِلَّة أَو فَزَع، والإِنسان يَهْرِطُ في كلامه‏:‏ يُسَفْسِفُ ويَخْلِطُ‏.‏

والهَيْرَطُ‏:‏ الرِّخْو‏.‏

هرمط‏:‏ هَرْمَطَ عِرْضه‏:‏ وقع فيه وهو مثل هرَطه‏.‏

هطط‏:‏ الأَزهري‏:‏ الهُطُطُ الهَلْكى من الناس، والأَهَطُّ الجمل الكثير

المَشْي الصَّبُور عليه، والناقة هَطَّاء‏.‏

والهَطْهَطةُ‏:‏ السُّرعة فيما أُخذ فيه من عمل مشي أَو غيره‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ هُطْهُطْ إِذا أَمرته بالذَّهاب والمجيء‏.‏