فصل: (تابع: حرف العين)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف العين‏]‏

تلع‏:‏ تَلعَ النهارُ يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلُوعاً وأَتْلَع‏:‏ ارْتَفَعَ‏.‏

وتَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً وأَتْلَعَت‏:‏ انْبَسَطَت‏.‏

وتَلَعُ الضُّحى‏:‏ وقتُ تُلُوعِها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطنِ وادٍ حَمامةٌ *** بَكَيْتَ، ولم يَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عاذِرُ

تَعالَيْن في عُبْرِيّه، تَلَعَ الضُّحَى *** على فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْه السَّرائر

وتَلَع الظبْيُ والثَّوْرُ من كِناسه‏:‏ أَخرج رأْسه وسَمَا بِجِيدِه‏.‏

وأَتْلَع رأْسَه‏:‏ أَطْلَعه فنظر؛ قال ذو الرُّمة‏:‏

كما أَتْلَعَتْ، من تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمةٍ *** إِلى نَبْأَةِ الصوْتِ، الظِّباءُ الكَوانِسُ

وتَلَع الرجلُ رأْسَه‏:‏ أَخرجه من شيء كان فيه، وهو شِبْه طَلَع إِلا أن طلَع أَعمّ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ في كلام العرب‏:‏ أَتْلَع رأْسَه إِذا أَطلَع

وتَلَع الرأْسُ نفْسُه، وأَنشد بيت ذي الرمة‏.‏

والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ‏:‏ الطويلُ، وقيل‏:‏ الطويلُ العُنُقِ، وقال الأَزهري في ترجمة بتع‏:‏ والبَتِعُ الطويل العُنق، والتَّلِعُ الطويل

الظهر‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ أَكثر ما يراد بالأَتلع طويل العنق، وقد تَلِعَ

تَلَعاً، فهو تَلِعٌ بيّن التَّلَعِ؛ وقول غَيلانَ الرَّبَعِي‏:‏

يَسْتَمْسِكُونَ، من حِذارِ الإِلْقاء، بتَلِعاتٍ كجُذُوعِ الصِّيصاء

يعني بالتّلِعات هنا سُكّانات السُّفُن؛ وقوله من حِذار الإِلقاء أَراد

من خَشْية أَن يقَعُوا في البحر فيَهْلِكوا؛ وقوله كجُذُوعِ الصِّيصاء أَي

أَن قُلُوعَ هذه السفينة طويلة حتى كأَنها جُذُوع الصّيصاء وهو ضرب من التمر نَخْلُه طِوالٌ‏.‏ وامرأَة تَلْعاء بيِّنة التلَعِ، وعُنق أَتْلَع

وتَلِيعٌ، فيمن ذكَّر‏:‏ طويلٌ، وتَلْعاء فيمن أَنَّث؛ قال الأَعشى‏:‏

يومَ تُبْدِي لنا قُتَيْلةُ عن جِيـ *** ـدٍ تَلِيعٍ، تَزِينُه الأَطْواقُ

وقيل‏:‏ التَّلَعُ طُوله وانْتِصابه وغِلَظُ أَصلِه وجَدْلُ أَعْلاه‏.‏

والأَتْلَع أَيضاً والتَّلِعُ‏:‏ الطويل من الادبَ

؛ قال‏:‏

وعَلَّقُوا في تَلِعِ الرأْسِ خَدِبْ

والأُنثى تَلِعةٌ وتَلْعاء‏.‏ والتَّلِعُ‏:‏ الكثير التَّلَفُّت حوْله، وقيل‏:‏ تَلِيعٌ وسيِّد تَلِيعٌ وتَلِعٌ‏:‏ رفِيعٌ‏.‏ وتَتَلَّع في مَشْيِه

وتَتالَع‏:‏ مَدَّ عُنقَه ورفَع رأْسَه‏.‏

وتتلَّع‏:‏ مَدَّ عُنقَه للقيام‏.‏ يقال‏:‏ لزم فلان مكانه قعَد فما يَتتلَّع

أَي فما يرفع رأْسه للنُّهوض ولا يريد البَراح‏.‏ والتَّتلُّع‏:‏ التقدُّم؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضْـ *** ـضُرَباء فوقَ النجْمِ، لا يَتتلَّعُ

قال ابن بري‏:‏ صوابه خلفَ النجم، وكذلك رواية سيبويه‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ لقد

أَتْلَعُوا أَعناقَهم إِلى أَمْرٍ لم يكونوا أَهلَه فوُقِصُوا دونه أَي

رَفَعُوها‏.‏ والتَّلْعةُ‏:‏ أَرض مُرتفعة غَلِيظة يَتردَّدُ فيها السيْلُ ثم يَدْفع منها إِلى تَلْعةٍ أَسفل منها، وهي مَكْرَمةٌ من المَنابِت‏.‏

والتَّلْعةُ‏:‏ مَجْرَى الماء من أَعلى الوادي إِلى بُطون الأَرض، والجمع التِّلاعُ‏.‏ ومن أَمثال العرب‏:‏ فلان لايَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة؛ يضرب للرجل الذليل

الحقير‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فيجيء مطر لا يُمْنَعُ منه ذَنَبُ تَلْعة؛ يريد كثرته

وأَنه لا يخلو منه موضع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ليَضْرِبَنَّهم المؤمنون حتى لا

يَمنَعُوا ذنَبَ تَلْعة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ويقال في مثل‏:‏ ما أَخاف إِلا من سيْل

تَلْعَتي أَي من بني عمي وذوي قرابَتي، قال‏:‏ والتَّلْعَةُ مَسيلُ الماء

لأَن من نزل التلْعة فهو على خَطَر إِن جاء السيلُ جرَفَ به، قال‏:‏ وقال هذا

وهو نازل بالتلعة فقال‏:‏ لا أَخاف إِلاَّ من مَأْمَني‏.‏ وقال شمر‏:‏

التِّلاعُ مَسايِلُ الماء يسيل من الأَسْناد والنِّجاف والجبال حتى يَنْصَبَّ في الوادي، قال‏:‏ وتَلْعة الجبل أَن الماء يجيء فيخُدُّ فيه ويحْفِرُه حتى

يَخْلُصَ منه، قال‏:‏ ولا تكون التِّلاع إِلا في الصحارى، قال‏:‏ والتلْعة ربما

جاءت من أَبْعَد من خمسة فراسخ إِلى الوادي، فإِذا جرت من الجبال فوقعت في الصَّحارى حفرت فيها كهيئة الخَنادق، قال‏:‏ وإِذا عظُمت التلْعة حتى تكون

مثل نصف الوادي أَو ثُلُثَيْه فهي مَيْثاء‏.‏ وفي حديث الحجاج في صفة المطر‏:‏

وأَدْحَضت التِّلاعَ أَي جعلَتْها زَلَقاً تَزْلَق فيها الأَرجُل‏.‏

والتلْعةُ‏:‏ ما انهَبط من الأرض، وقيل‏:‏ ما ارْتَفَع، وهو من الأَضْداد، وقيل‏:‏

التَّلْعةُ مثل الرَّحَبةِ، والجمع من كل ذلك تَلْعٌ وتِلاعٌ؛ قال عارِق

الطائي‏:‏

وكُنَّا أُناساً دائِنينَ بغِبْطةٍ، يَسِيلُ بِنا تَلْعُ المَلا وأَبارِقُهْ

وقال النابغة‏:‏

عَفا ذو حُساً من فَرْتَنى فالفَوارِعُ، فَجَنْبا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ

حكى ابن بري عن ثعلب قال‏:‏ دخلت على محمد بن عبد الله بن طاهر وعنده أَبو

مُضَر أَخو أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي فقال لي‏:‏ ما التَّلْعةُ‏؟‏ فقلت‏:‏

أَهل الرواية يقولون هو من الأَضداد يكون لما عَلا ولما سَفَل؛ قال

الراعي في العلو‏:‏

كدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلى تَلْعةٍ، غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولا

وقال زهير في الانهباط‏:‏

وإِني مَتى أَهْبِطُ من الأَرضِ تَلْعةً، أَجِدْ أَثَراً قَبْلي جَدِيداً وعافِيا

قال‏:‏ وليس كذلك إِنما هي مَسِيل ماء من أَعلى الوادي إِلى أَسفله، فمرة

يُوصَفُ أَعلاها ومرة يوصف أَسفلها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يَبْدُو

إِلى

هذه التِّلاع؛ قيل في تفسيره‏:‏ هو من الأَضداد يقع على ما انحدر من الأَرض

وأَشْرَفَ منها‏.‏ وفلان لا يُوثَقُ بسَيْل تَلْعَته‏:‏ يوصف بالكذب أَي لا

يوثقُ بما يقول وما يجيء به‏.‏ فهذه ثلاثة أَمثال جاءت في التلْعةِ؛ وقول

كثيِّر عَزَّةَ‏:‏

بكلِّ تِلاعةٍ كالبَدْرِ لَمّا

تَنَوَّرَ، واسْتَقَلَّ على الحِبالِ

قيل في تفسيره‏:‏ التِّلاعةُ ما ارتفع من الأَرض شبَّه الناقة به، وقيل‏:‏

التلاعةُ الطويلةُ العُنُقِ المرتفِعَتُه والباب واحد‏.‏ وتَلْعَةُ‏:‏ موضع؛ قال جرير‏:‏

أَلا رُبَّما هاجَ التذَكُّرُ والهَوَى، بتَلْعةَ، إِرْشاشَ الدُّموعِ السَّواجِم

وقال أَيضاً‏:‏

وقد كان في بَقْعاء رِيٌّ لِشائكُمْ، وتَلْعةَ والجَوْفاء يَجْرِي غَدِيرُها

ويروى‏:‏

وتَلْعةُ والجوفاءُ يجري غديرها

أَي يَطَّرِدُ عند هُبوب الرِّيح‏.‏

ومُتالِعٌ، بضم الميم‏:‏ جبل؛ قال لبيد‏:‏

دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأبانِ

بالحِبْسِ، بين البيدِ والسُّوبانِ

وقال ابن بري عجزه‏:‏

فتَقادَمَت بالحبْس فالسوبانِ

أَراد المَنازِل فحذف وهو قبيح‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ مُتالع جبل بناحية

البحرين بين السَّوْدةِ والأَحْساء، وفي سَفْح هذا الجبل عين يَسيح ماؤه يقال له

عين مُتالع‏.‏

والتَّلَعُ شبيه بالتَّرَع‏:‏ لُغَيّةٌ أَو لُثْغة أَو بدل‏.‏ ورجل تَلِعٌ‏:‏

بمعنى التَّرِعِ‏.‏

توع‏:‏ تاعَ اللِّبَأَ والسَّمْن يَتوعه توْعاً إِذا كسره بقِطعة خبز أَو

أَخذه بها‏.‏ حكى الأَزهري عن الليث قال‏:‏ التوْعُ كَسْرُك لِباً أَو سَمناً

بكِسْرة خبز ترفَعُه بها، تقول منه‏:‏ تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً‏.‏

توع‏:‏ تاعَ اللِّبَأَ والسَّمْن يَتوعه توْعاً إِذا كسره بقِطعة خبز أَو

أَخذه بها‏.‏ حكى الأَزهري عن الليث قال‏:‏ التوْعُ كَسْرُك لِباً أَو سَمناً

بكِسْرة خبز ترفَعُه بها، تقول منه‏:‏ تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً‏.‏

تيع‏:‏ التَّيْعُ‏:‏ ما يَسيل على وجه الأَرض من جَمَد ذائب ونحوه؛ وشيء

تائع مائع‏.‏ وتاعَ الماءُ يَتِيعُ تَيْعاً وتَوْعاً، الأَخية نادرة، وتَتَيَّعَ كلاهما‏:‏ انبسط على وجه الأَرض‏.‏ وأَتاعَ الرجلُ إِتاعة، فهو مُتِيع‏:‏

قاء‏.‏ وأَتاع قَيْأَه وأَتاعَ دَمَه فتاعَ يَتِيعُ تُيُوعاً‏.‏ وتاعَ القَيْءُ

يَتِيع تَوْعاً أَي خرج، والقَيءُ مُتاعُ؛ قال القُطامي وذكر الجراحات‏:‏

فظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدي كُلُوماً، تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتاعا

وتاعَ السُّنْبُلُ‏:‏ يَبِس بعضُه وبعضُه رَطْب، والريحُ تَتَّايَعُ

باليَبِيسِ؛ قال أَبو ذؤيب يذكر عَقْره ناقة وأَنها كاسَتْ فخَرَّتْ على

رأْسها‏:‏

ومُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها

فخَرّتْ، كما تَتَّايَعُ الرِّيحُ بالقَفْلِ

قال الأَزهري‏:‏ يقال اتَّايَعَتِ الريحُ بورق الشجر إِذا ذهَبت به، وأَصله تَتايَعت به‏.‏ والقَفْلُ‏:‏ ما يَبِسَ من الشجر‏.‏

والتَّتايُع في الشيء وعلى الشيء‏:‏ التَّهافُت فيه والمُتايَعةُ عليه

والإِسْراعُ إِليه‏.‏ يقال‏:‏ تَتايَعُوا في الشرّ إِذا تَهافَتُوا وسارَعُوا

إِليه‏.‏ والسكْرانُ يَتَتايَعُ أَي يَرْمِي بنفسه‏.‏ وفي حديثه، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ ما يحمِلُكم على أَن تَتايَعُوا

في الكَذِب كما

يَتتايَعُ الفَراشُ في النار‏؟‏ التَّتايُعُ‏:‏ الوقوع في الشرّ من غير فِكْرةٍ ولا

رَوِيّةٍ والمُتايَعةُ عليه، ولا يكون في الخيْر‏.‏ ويقال في التَّتايُع‏:‏

إِنه اللَّجاجةُ، قال الأَزهري‏:‏ ولم نسمع التَّتايُع في الخير وإِنما سمعناه

في الشر‏.‏ والتتايُع‏:‏ التهافُت في الشر واللَّجاج ولا يكون التتايع إِلا في الشرّ؛ ومنه قول الحسن بن علي، رضوان الله عليهما‏:‏ إِنَّ عليّاً أَراد

أَمْراً فتَتايَعَتْ عليه الأُمور فلم يَجِد مَنْزَعاً، يعني في أَمْرِ

الجَمَل‏.‏ وفلان تَيِّعٌ ومُتتيِّعٌ أَي سريع إِلى الشر، وقيل‏:‏ التتايُع في الشر

كالتتايُع في الخير‏.‏ وتَتايَعَ الرجل‏:‏ رمى بنفسه في الأَمر سريعاً‏.‏

وتَتايَعَ الحَيْرانُ‏:‏ رَمى بنفسه في الأمر سريعاً من غير تثبُّت‏.‏ وفي الحديث‏:‏

لما نزل قوله تعالى‏:‏ والمُحْصَناتُ من النساء، قال سَعْد بنُ عُبادة‏:‏ إن رأَى رجل مع امرأَته رجلاً فيَقْتُله تَقْتُلونه، وإِن أَخْبر يُجْلَد

ثمانين جَلْدة، أَفلا نَضْرِبه بالسيف‏؟‏ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

كفى بالسيف شا؛ أَراد أَن يقول شاهداً فأَمسك ثم قال‏:‏ لولا أَن يَتتايَعَ

فيه الغَيْرانُ والسّكْرانُ، وجواب لولا محذوف أَراد لولا تَهافُتُ

الغَيْرانِ والسكْرانِ في القَتْل لتَمَّمْتُ على جعله شاهداً أو لحكَمْت بذلك، وقوله لولا أَن يتتايع فيه الغيران والسكران أَي يَتهافَت ويقع فيه‏.‏ وقال

ابن شميل‏:‏ التتايُع ركوب الأَمر على خلاف الناس‏.‏ وتَتايَعَ الجملُ في مَشْيِه في الحر إِذا حرَّك أَلواحه حتى يكاد يَنْفَكُّ‏.‏

والتِّيعةُ، بالكسر‏:‏ الأَربعون من غَنَم الصدَقة، وقيل‏:‏ التيعة

الأَربعون من الغنم من غير أَن يُخص بصدقة ولا غيرها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كتَب لوائل

ابنُ حجر كتاباً فيه على التِّيعةِ شاةٌ والتِّيمةُ لصاحبها؛ قال

الأَزهري‏:‏ قال أَبو عبيد التِّيعةُ الأَربعون من الغنم لم يزد على هذا التفسير، والتِّيمة مذكورة في موضعها، قال‏:‏ والتيعة اسم لأَدنى ما يجب فيه الزكاة

من الحيوان، وكأَنها الجملة التي للسُّعاة عليها سَبِيل من تاعَ يَتِيعُ

إِذا ذهَب إِليه كالخمس من الإِبل والأَربعين من الغنم‏.‏ وقال أَبو سعيد

الضرير‏:‏ التِّيعةُ أَدنى ما يجب من الصدقة كالأَربعين فيها شاة وكخمس من الإِبل فيها شاة، وإِنما تَيَّعَ التِّيعةَ الحَقُّ الذي وجب للمصدِّق

فيها لأَنه لو رامَ أَخْذ شيء منها قبل أَن يبلُغ عددها ما يجب فيه

التِّيعةُ لمنَعَه صاحبُ المال، فلما وجَب فيه الحق تاعَ إِليه المصدِّق أَي

عَجِل، وتاعَ رَبُّ المال إِلى إِعْطائه فجاد به، قال‏:‏ وأَصله من التَّيْعِ

وهو القَيْءُ‏.‏ يقال‏:‏ أَتاعَ قَيْأَه فَتاعَ‏.‏ وحكى شمر عن ابن الأَعرابي

قال‏:‏ التِّيعة لا أَدري ما هي، قال‏:‏ وبلغنا عن الفراء أَنه قال‏:‏ التيعة من الشاء القِطْعة التي تجب فيها الصدقة ترعى حول البيوت‏.‏ ابن شميل‏:‏ التيْعُ

أَن تأْخذ الشيء بيدك، يقال‏:‏ تاعَ به يَتِيع تَيْعاً وتَيَّع به إِذا

أَخذه بيده؛ وأَنشد‏:‏

أَعْطَيْتُها عُوداً وتِعْتُ بتَمْرةٍ، وحَيْرُ المَراغِي، قد عَلِمْنا، قِصارُها

قال‏:‏ هذا رجل يزعم أَنه أَكل رَغْوة مع صاحبة له فقال‏:‏ أَعطيتها عُوداً

تأْكل به وتِعْت بتمرة أَي أَخَذْتها آكُل بها‏.‏ والمِرْغاة‏:‏ العود أَو

التمر أَو الكسرة يُرْتَغى بها، وجمعه المَراغِي‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ رأَيته بخط

أَبي الهيثم‏:‏ وتِعْت بتمرة، قال‏:‏ ومثل ذلك وبَيَّعْتُ بها، وأَعطاني

تمرة فتِعْت بها وأَنا فيه واقف، قال‏:‏ وأَعطاني فلان درهماً فتِعت به أَي

أَخذته، الصواب بالعين غير معجمة‏.‏

وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة‏:‏ اليَتُوعاتُ كل بقلة أَو ورقة إِذا

قُطِعَت أَو قُطِفَت ظهر لها لبن أَبيض يَسِيل منها مثلُ ورَق التين

وبُقُول أُخر يقال لها اليَتُوعات‏.‏

حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي‏:‏ تُعْ تُع إِذا أَمرته بالتواضُع‏.‏

وتتايَعَ القومُ في الأَرض أَي تَباعَدوا فيها على عَمًى وشِدَّة‏.‏

قال ابن الأَعرابي‏:‏ التاعةُ الكُتْلةُ من اللِّبَاءِ الثَّخينةُ‏.‏ في نوادر الأَعراب‏:‏ تتيَّع عَلَيّ فلان، وفلان تَيَّعانُ وتَيِّعانُ وتَيَّحانُ

وتَيِّحانُ وتيِّعٌ وتَيّحٌ وتَيَّقانُ وتَيِّقٌ مثله‏.‏

ثرع‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ثَرِعَ الرجلُ إِذا طَفَّلَ على قَوْم‏.‏

ثطع‏:‏ الثَّطَعُ‏:‏ الزُّكام، وقيل هو مثل الزُّكام، والثُّطاعِيُّ مأْخوذ

منه، وقد ثُطِعَ الرجل، على ما لم يسم فاعله، فهو مَثْطُوع أَي زُكِمَ، وقيل هو مثل الزُّكام والسُّعال‏.‏ وثَطَعَ ثَطْعاً‏:‏ أَبْدَى، وليس بثبَت‏.‏

دريد، قال أَبو منصور في ترجمة ثعع‏:‏ روى الليث هذا الحرف بالتاء

المثناة‏:‏ تَعَّ إِذا قاء، وهو خطأٌ إِنما هو بالثاء المثلثة لا غير من الثعْثَعةِ، والثعْثَعةُ‏:‏ كلام فيه لُثْعة، والتعْتَعةُ‏:‏ الحركة العَنِيفة، وقد

تَعْتَعَه إِذا عَتَلَه وأَقْلَقه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ تَعْتَعْتُ الرجلَ

وتَلْتَلْتُه‏:‏ وهو أَن تُقْبِلَ به وتُدْبِرَ به وتُعَنِّفَ عليه في ذلك، وهي

التعْتَعة والتلْتَلةُ أَيضاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حتى يؤخََذَ للضعيفِ حقُّه غير

مُتعتع، بفتح التاء، أَي من غير أَن يُصِيبه أَذًى يُقْلِقُه ويُزْعِجُه‏.‏

والتعْتَعُ‏:‏ الفأْفاء‏.‏ والتعْتعةُ في الكلام‏:‏ أَن يَعْيَا بكلامه ويتَرَدَّد

من حَصْر أَو عِيٍّ، وقد تَعْتَعَ في كلامه وتَعْتَعه العِيُّ‏.‏ ومنه

الحديث‏:‏ الذي يقرأُ القرآن ويَتَتَعْتَع

فيه أَي يتردَّدُ في قراءته ويَتَبَلَّدُ فيها لسانُه‏.‏ وتُعْتِعَ فلان

إِذا رُدّ عليه قولُه، ولا أَدْرِي ما الذي تَعْتَعَه‏.‏ ووقَع القومُ في تَعاتِعَ إِذا وقعوا في أَراجِيفَ وتَخْلِيط‏.‏ وتَعْتعةُ الدابةِ‏:‏

ارْتِطامها في الرمل والخَبار والوَحل من ذلك‏.‏ وقد تَعْتَعَ البعيرُ وغيره إِذا

ساخَ في الخَيار أَي في وُعُوثةِ الرِّمال؛ قال الشاعر‏:‏

يُتَعْتِعُ في الخَيارِ إِذا عَلاه، ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ

ثلع‏:‏ هذه ترجمة انفرد بها الجوهري وذكرها بالمعنى لا بالنص في ترجمة ثلغ

في حرف الغين المعجمة فقال‏:‏ هنا ثَلَعْتُ رأْسه أَثْلَعُه ثَلْعاً أَي

شَدَخْتُه‏.‏ والمُثَلَّعُ‏:‏ المُشَدَّخُ من البُسْر وغيره‏.‏

ثوع‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ثُعْ ثُعْ إِذا أَمرتَه بالانبساط في البلاد في طاعة‏.‏ الثُّوَعُ‏:‏ شجر من أَشجار البلاد عظام تَسْمُو له ساق غليظة وعَناقِيدُ

كعناقِيد البُطْم، وهو مما تَدُوم خُضرته، وورقه مثل ورق الجوز، وهو سَبْطُ الأَغْصان وليس له حَمْل ولا يُنْتفع به في شيء، واحدته ثُوَعَةٌ؛ قال

الدِّينَوَرِي‏:‏ الثُّعَبةُ شجرة تشبه الثُّوَعَة‏.‏ وحكى الأَزهري عن أَبي

عمرو‏:‏ الثّاعِي القاذِفُ، وعن ابن الأَعرابي‏:‏ الثاعةُ القَذَفةُ، وذكر

ابن بري أَنّ ابن خالويه حكى عن العامري‏:‏ أَن الثّواعةَ الرجل النحْسُ

الأَحْمَقُ‏.‏

ثيع‏:‏ قال ابن سيده‏:‏ ثاعَ الماءُ، وقال غيره‏:‏ ثاعَ الشيءُ يَثِيعُ

ويثَاعُ ثَيْعاً وثَيَعاناً سال‏.‏

جبع‏:‏ الجُبَّاع‏:‏ سَهْم صغير يَلْعَب به الصبيان يجعلون على رأْسه تَمرة

لئلا يَعْقِر؛ عن كراع؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَحقُّها وإِنما هو الجُمّاحُ

والجُمّاعُ، وامرأَة جُبّاعٌ وجُبَّاعةٌ‏:‏ قصيرة شبهوها بالسهم القصير؛ قال ابن مقبل‏:‏

وطَفْلة غَيْر جُبّاعٍ ولا نَصَفٍ، من دَلِّ أَمْثالِها بادٍ ومَكْتُومُ

أَي غير قصيرة؛ كذا رواه الأَصمعي غير جُبَّاع، والأَعرف غير جُبّاء‏.‏

جحلنجع‏:‏ حكى الأَزهري عن الخليل بن أَحمد قال‏:‏ الرباعي يكون اسماً ويكون

فعلاً، وأَما الخماسي فلا يكون إِلاَّ اسماً، وهو قول سيبويه ومن قال

بقوله‏.‏ وقال أَبو تراب‏:‏ كنت سمعت من أَبي الهميسع حرفاً، وهو جَحْلَنْجَع، فذكرته لشمر بن حمدويه وتبرأْت إِليه من معرفته وأَنشدته فيه ما كان

أَنشدني، قال‏:‏ وكان أَبو الهميسع ذكر أَنه من أَعراب مَدْيَنَ وكنا لا نكاد

نفهم كلامه وكتبه شمر والأَبيات التي أَنشدني‏:‏

إِن تَمْنَعِي صَوْبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ، يَجْرِي على الخَدِّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ

وطَمْحةٍ صَبِيرُها جَحْلَنْجَعِ، لم يَحْضُها الجَدْوَلُ بالتَّنَوُّعِ

قال‏:‏ وكان يسمِّي الكُورَ المِحْضَى‏.‏ وقال الأَزهري عن هذه الكلمة وما

بعدها في أَوّل باب الرباعي من حرف العين‏:‏ هذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد

لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العارِبة ما أَوْدَعُوا

كتبهم، ولم أَذكرها وأَنا أَحقُّها، ولكني ذكرتها اسْتِنْداراً لها

وتَعَجُّباً منها ولا أَدري ما صحّتها، ولم أَذكرها أَنا هنا مع هذا القول إِلاَّ

لئلا يذكرها ذاكر أَو يسمعها سامع فيظنّ بها غير ما نقلت فيها، والله أَعلم‏.‏

جدع‏:‏ الجَدْعُ‏:‏ القَطْعُ، وقيل‏:‏ هو القطع البائن في الأَنف والأُذن

والشَّفةِ واليد ونحوها، جَدَعَه يَجْدَعُه جَدْعاً، فهو جادِعٌ‏.‏ وحمار

مُجَدَّع‏:‏ مَقْطُوع الأُذن؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ‏:‏

أَتانِي كلامُ التَّغْلَبيّ بن دَيْسَقٍ، ففي أَيِّ هذا، وَيْلَه، يَتَترَّعُ‏؟‏

يقول الخَنى، وأَبغَضُ العُجْمِ، ناطِقاً

إِلى ربه، صوتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ

أَراد الذي يُجدَّع فأدخل اللام على الفعل المضارع لمضارعة اللام الذي

كما تقول هو اليَضْرِبُك، وهو من أَبيات الكتاب وقال أَبو بكر بن السراج‏:‏

لما احتاج إِلى رفع القافية قلب الاسم فعلاً وهو من أَقبح ضرورات الشعر، وهذا كما حكاه الفراء من أَن رجلاً أَقبل فقال آخر‏:‏ هاهوذا، فقال السامع‏:‏

نِعْمَ الهاهوذا، فأَدخل اللام على الجملة من المبتدإِ والخبر تشبيهاً له

بالجملة المركبة من الفعل والفاعل؛ قال ابن بري‏:‏ ليس بيتُ ذي الخِرَق

هذا من أَبيات الكتاب كما ذكر الجوهري وإِنما هو في نوادر أَبي زيد‏.‏ وقد

جَدِعَ جَدَعاً، وهو أَجْدَعُ بيِّن الجَدَعِ، والأُنثى جَدْعاء؛ قال أَبو

ذؤيب يصف الكلاب والثور‏:‏

فانْصاعَ من حَذرٍ وسَدَّ فُروجَه

غُبْرٌ ضَوارٍ‏:‏ وافِيانِ وأَجْدَعُ

أجْدع أَي مَقْطوع الأُذن‏.‏ وافيانِ‏:‏ لم يُقْطع من آذانهما شيء، وقيل‏:‏ لا

يقال جَدعَ ولكن جُدعَ من المَجْدُوع‏.‏

والجَدَعةُ‏:‏ ما بَقِي منه بعد القَطْع‏.‏ والجَدَعةُ‏:‏ موضع الجَدْع، وكذلك

العَرَجةُ من الأَعْرج، والقَطَعة من الأَقْطَع‏.‏ والجَدْعُ‏:‏ ما انقطع من مَقادِيم الأَنف إِلى أَقْصاه، سمي بالمصدر‏.‏

وناقة جَدْعاء‏:‏ قُطِع سُدسُ أُذنها أَو ربعها أَو ما زاد على ذلك إِلى

النصف‏.‏ والجَدْعاء من المعزَ‏:‏ المَقْطوع ثلث أُذنها فصاعداً، وعم به ابن الأَنباري جميع الشاء المُجَدَّع الأُذن‏.‏ وفي الدعاء على الإِنسان‏:‏ جَدْعاً

له وعَقْراً؛ نصبوها في حدّ الدعاء على إِضمار الفعل غير المستعمل

إِظهاره، وحكى سيبويه‏:‏ جَدَّعْتُه تَجْديعاً وعَقَّرْتُه قلت له ذلك، وهو مذكور

في موضعه؛ فأَمّا قوله‏:‏

تَراه كأَنَّ اللهَ يَجْدَعُ أَنْفَه

وعَيْنَيْه، إِنْ مَولاه ثابَ له وَفْرُ

فعلى قوله‏:‏

يا لَيْتَ بَعْلَكِ قد غَدا

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا

إِنما أَراد ويفقأُ عينيه؛ واستعار بعضُ الشُّعراء الجَدْعَ والعِرْنينَ

للدّهْر فقال‏:‏

وأَصبَح الدهْرُ ذُو العِرْنِينِ قد جُدِعا

والأَعرف‏:‏

وأَصبحَ الدهرُ ذو العلاَّتِ قد جُدعا

وجَداعِ‏:‏ السَّنةُ الشديدة تذهب بكل شيء كأَنها تَجْدَعُه؛ قال أَبو

حَنْبل الطائي‏:‏

لقد آليْتُ أَغْدِر في جَداعِ، وإِنْ مُنِّيتُ، أُمّاتِ الرِّباعِ

وهي الجَداعُ أَيضاً غير مبنية لمكان الأَلف واللام‏.‏ والجَداعُ‏:‏ الموت

لذلك أَيضاً‏.‏ والمُجادعةُ‏:‏ المُخاصمةُ‏.‏ وجادَعَه مُجادَعة وجِداعاً‏:‏

شاتَمَه وشارَّه كأَنَّ كل واحد منهما جَدَع أَنف صاحبه؛ قال النابغة

الذُّبْياني‏:‏

أَقارعُ عَوْفٍ، لا أُحاوِلُ غيرَها، وجُوهُ قُرودٍ، تَبْتَغِي من تُجادِعُ

وكذلك التّجادُع‏.‏ ويقال‏:‏ اجْدَعْهم بالأَمر حتى يَذِلُّوا؛ حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسره‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه على المثل أَي اجدع أُنوفهم‏.‏

وحكي عن ثعلب‏:‏ عام تَجَدَّعُ أَفاعِيه وتجادَعُ أَي يأْكل بعضها بعضاً

لشدّته، وكذلك تركت البلاد تَجَدَّعُ وتَجادَعُ أَفاعيها أَي يأْكل بعضها

بعضاً، قال‏:‏ وليس هناك أَكل ولكن يريد تقَطَّعُ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏

المُجَدَّعُ من النبات ما قُطع من أَعلاه ونَواحِيه أَو أُكل‏.‏ ويقال‏:‏ جَدَّع

النباتَ القَحْطُ إِذا لم يَزْكُ لانْقِطاع الغَيْثِ عنه؛ وقال ابن مقبل‏:‏وغَيْث مَريع لم يُجَدَّعْ نَباتُه

وكَلأٌ جُداعٌ، بالضم، أَي دَوٍ؛ قال رَبيعةُ بن مَقْرُوم الضَّبِّيّ‏:‏

وقد أَصِلُ الخَلِيلَ وإِن نآني، وغِبَّ عَداوتي كَلأٌ جُداعُ

قال ابن بري‏:‏ قوله كَلأٌ جُداع أي يَجْدَعُ مَن رَعاه؛ يقول‏:‏ غِبّ

عَداوتي كَلأٌ فيه الجَدْع لمن رعاه، وغب بمعنى بعد‏.‏ وجَدِعَ الغلامُ يَجْدَعُ

جَدَعاً، فهو جَدِعٌ‏:‏ ساء غِذاؤه؛ قال أَوْس بن حَجَر‏:‏

وذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها، تُصْمِتُ بالماء تَوْلَباً جَدِعا

وقد صحّف بعض العلماء هذه اللفظة، قال الأَزهري في أَثناء خطبة كتابه‏:‏

جمع سليمان بن علي الهاشميّ بالبصرة ين المُفَضَّل الضبّيّ والأَصمعي

فأَنشد المفضَّل‏:‏ وذات هدم، وقل آخر البيت‏:‏ جَذَعا، ففَطِن الأَصمعي لخَطئه، وكان أَحدَثَ سِنّاً منه، فقال له‏:‏ إِنما هو تولباً جَذَعا، وأَراد تقريره

على الخطاء فلم يَفْطَن المفضل لمراده، فقال‏:‏ وكذلك أَنشدته، فقال له

الأَصمعي حينئذ‏:‏ أَخطأْت إِنما هو‏:‏ تَوْلباً جَدِعا، فقال له المفضل‏:‏ جذعا

جذعا، ورفع صوته ومدّه، فقال له الأَصمعي‏:‏ لو نفَخْت في الشَّبُّور ما

نفعك، تكم كلام النمل وأَصبْ، إِنما هو‏:‏ جَدِعا، فقال سليمان بن علي‏:‏ من تَخْتارانِ أَجعله بينكما‏؟‏ فاتفقا على غلام من بني أَسد حافظ للشعر

فأُحْضِر، فعرَضا عليه ما اختلفا فيه فصدَّق الأَصمعي وصوّب قوله، فقال له

المفضل‏:‏ وما الجَدِعُ‏؟‏ قال‏:‏ السيّء الغِذاء‏.‏ وأَجدَعَه وجَدَّعَه‏:‏ أَساء غذاءه‏.‏

قال ابن بري‏:‏ قال الوزير‏:‏ جَدِعٌ فَعِلٌ بمعنى مَفْعول، قال‏:‏ ولا يعرف

مثله‏.‏ وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً‏:‏ ساء غِذاؤُه‏.‏ وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً‏:‏

رُكِب صغيراً فوَهَن‏.‏ وجَدَعْتُه أَي سجنْتُه وحبستُه، فهو مجُدوع؛ وأَنشد‏:‏

كأَنه من طول جَدْعِ العَفْسِ

وبالذال المعجمة أَيضاً، وهو المحفوظ‏.‏ وجَدَعَ الرجلُ عِيالَه إِذا حَبس

عنهم الخير‏.‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ الذي عندنا في ذلك أَنهَ الجَدْعَ

والجِذْعَ واحد، وهو حَبْسُ من تَحْبِسه على سُوءِ ولائه وعلى الإِذالةِ منك له؛ قال‏:‏ والدليل على ذلك بيت أَوس‏:‏

تُصْمِت بالماء تَوْلباً جَدِعا

قال‏:‏ وهو من قولك جَدَعْتُه فجَدِع كما تقول ضرَب الصَّقِيعُ النباتَ

فضَرِبَ، وكذلك صَقَع، وعَقَرْتُه فَعَقِر أَي سقَط؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏حَبَلَّق جَدَّعه الرِّعاء

ويروى‏:‏ أَجْدَعَه، وهو إِذا حبَسه على مَرْعى سَوْء، وهذا يقوّي قول

أَبي الهيثم‏.‏

والجَنادِعُ‏:‏ الأَحْناشُ، ويقال‏:‏ هي جَنادِبُ تكون في جِحَرةِ

اليَرابِيعِ والضِّباب يَخرُجْن إِذا دَنا الحافر من قَعْر الجُحْر‏.‏ قال ابن بري‏:‏

قال أَبو حنيفة الجُنْدَب الصغير يقال له جُنْدع، وجمعه جَنادِعُ؛ ومنه

قول الراعي‏:‏

بحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عليه مَهابةٌ

بِجَمْع، إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا

ومنه قيل‏:‏ رأَيت جَنادِعَ الشرِّ أَي أَوائلَه، الواحدة جُنْدُعةٌ، وهو ما دَبَّ من الشرّ؛ وقال محمد بن عبد الله الأَزْديّ‏:‏

لا أَدْفَعُ ابنَ العَمِّ يَمْشِي على شَفاً، وإِن بَلَغَتْني مِنْ أَذاه الجَنادِعُ

وذاتُ الجَنادِعِ‏:‏ الداهيةُ‏.‏ الفرّاء‏:‏ يقال هو الشيطان والمارِدُ

والمارِجُ والأَجْدَعُ‏.‏ روي عن مسروق أَنه قال‏:‏ قدمت على عمر فقال لي‏:‏ ما

اسمُك‏؟‏ فقلت‏:‏ مَسروقُ بن الأَجْدَع، فقال‏:‏ أَنت مسروق بن عبد الرحمن، حدثنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ الأَجدع شيطان، فكان اسمُه في الديوان

مسروق بن عبد الرحمن‏.‏ وعبد الله بن جُدْعانَ

وأَجْدَعُ وجُدَيْعٌ‏:‏ اسمانِ‏.‏ وبنو جَدْعاءَ‏:‏ بطن من العرب، وكذلك بنو

جُداع وبنو جُداعةَ‏.‏

جذع‏:‏ الجَذَعُ‏:‏ الصغير السن‏.‏ والجَذَعُ‏:‏ اسم له في زمن ليس بسِنٍّ تنبُت

ولا تَسْقُط وتُعاقِبُها أُخرى‏.‏ قال الأزهري‏:‏ أَما الجَذَع فإِنه يَختلف

في أَسنان الإِبل والخيل والبقر والشاء، وينبغي أَن يفسر قول العرب فيه

تفسيراً مُشْبعاً لحاجة الناس إِلى مَعرِفته في أَضاحِيهم وصَداقاتهم وغيرها، فأَما البعير فإِنه يُجْذِعُ لاسْتِكماله أَربعةَ أَعوام ودخوله في السنة

الخامسة، وهو قبْلَ ذلك حِقٌّ؛ والذكر جَذَعٌ والأُنثى جَذَعةٌ وهي التي

أَوجبها النبي صلى الله عليه وسلم في صدَقة الإِبل إِذا جاوزَتْ

ستِّين، وليس في صدَقات الإِبل سنٌّ فوق الجَذَعة، ولا يُجزئ الجَذَعُ من الإِبلِ في الأَضاحِي‏.‏ وأَما الجَذَع في الخيل فقال ابن الأَعرابي‏:‏ إِذا

استَتمَّ الفرس سنتين ودخل في الثالثة فهو جذع، وإِذا استتم الثالثة ودخل في الرابعة فهو ثَنِيٌّ، وأَما الجَذَعُ من البقر فقال ابن الأَعرابي‏:‏ إِذا طلَع

قَرْنُ العِجْل وقُبِض عليه فهو عَضْبٌ، ثم هو بعد ذلك جذَع، وبعده

ثَنِيٌّ، وبعده رَباعٌ، وقيل‏:‏ لا يكون الجذع من البقر حتى يكون له سنتانِ

وأَوّل يوم من الثالثة، ولا يجزئ الجذع من البقر في الأَضاحي‏.‏ وأَما الجَذَعُ

من الضأْن فإِنه يجزئ في الضحية، وقد اختلفوا في وقت إِجذاعه، فقال أَبو

زيد‏:‏ في أَسنان الغنم المِعْزى خاصّة إِذا أَتى عليها الحول فالذكر تَيْسٌ

والأُنثى عَنْز، ثم يكون جذَعاً في السنة الثانية، والأُنثى جذعة، ثم ثَنِيًّا في الثالثة ثم رَباعيّاً في الرابعة،ولم يذكر الضأْن‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الجذع من الغنم لسنة، ومن الخيل لسنتين، قال‏:‏ والعَناقُ يُجْذِعُ

لسنة وربما أَجذعت العَناق قبل تمام السنة للخِصْب فتَسْمَن فيُسْرِع

إِجذاعها، فهي جَذَعة لسنة، وثَنِيَّة لتمام سنتين‏:‏ وقال ابن الأَعرابي في الجذع من الضأْن‏:‏ إِن كان ابن شابَّيْن أَجْذَعَ لستة أَشهر إِلى سبعة أَشهر، وإِن كان ابن هَرِمَيْن أَجْذَعَ لثمانية أَشهر إِلى عشرة أَشهر، وقد

فَرَق ابن الأَعرايّ بين المعزى والضأْن في الإِجْذاع، فجعل الضأْن أَسْرعَ

إِجذاعاً‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وهذا إِنما يكون مع خِصب السنة وكثرة اللبن والعُشْب، قال‏:‏ وإِنما يجزئ الجذع من الضأْن في الأَضاحي لأَنه يَنْزُو

فيُلْقِحُ، قال‏:‏ وهو أَوّل ما يسطاع ركوبه، وإِذا كان من المعزى لم يُلقح حتى

يُثْني، وقيل‏:‏ الجذع من المعز لسنة، ومن الضأْن لثمانية أَشهر أَو تسعة‏.‏

قال الليث‏:‏ الجذع من الدوابِّ والأَنعام قبل أَن يُثْني بسنة، وهو أَول ما

يستطاع ركوبه والانتفاعُ به‏.‏ وفي حديث الضحية‏:‏ ضَحَّيْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجَذَع من الضأْن والثنيّ من المعز‏.‏ وقيل لابنة

الخُسِّ‏:‏ هل يُلْقِحُ الجَذَع‏؟‏ قالت‏:‏ لا ولا يَدَعْ، والجمع جُذعٌ

قد أُذِلَّ

وأُقْهِرَا، فأُقْهِرَا في هذا لغةٌ في قُهِرَ أَو يكون أُقْهِر وُجِد

مَقْهُوراً‏.‏ وخص أَبو عبيد بالجِذاع رَهْط الزِّبْرقان‏.‏

ويقال‏:‏ ذهب القومُ جِذَعَ مِذَعَ إِذا تفرَّقوا في كل وجه‏.‏

وجُذَيْعٌ‏:‏ اسم‏.‏ وجِذْعٌ أَيضاً‏:‏ اسم‏.‏ وفي المثل‏:‏ خُذْ من جِذْعٍ ما

أَعطاكَ؛ وأَصله أَنه كان أَعْطى بعضَ المُلوك سَيْفَه رَهناً فلم يأْخذه

منه وقال‏:‏ اجعل هذا في كذا من أُمِّك، فضرَبه به فقتله‏.‏ والجِذاعُ‏:‏ أَحْياء

من بني سعد مَعْروفون بهذا اللقب‏.‏ وجُذْعانُ الجِبال‏:‏ صِغارُها؛ وقال ذو

الرمة يصف السراب‏:‏

جَوارِيه جُذْعانَ القِضافِ النَّوابِك

أَي يَجرِي فيُرِي الشيءَ القَضِيفَ كالنّبَكة في عِظَمِه‏.‏ والقَضَفةُ‏:‏

ما ارتَفَعَ من الأَرض‏.‏

والجَذْعَمةُ‏:‏ الصغير‏.‏ وفي حديث علي‏:‏ أَسلم والله أَبو بكر، رضي الله عنهما، وأَنا جَذْعَمةٌ؛ وأَصله جَذَعةٌ والميم زائدة، أَراد‏:‏ وأَنا جذَع

أَي حديث السنِّ غير مُدْرِك فزاد في آخره ميماً كما زادوها في سُتْهُم

العَظِيم الاسْتِ وزُرْقُم الأَزْرَق، وكما قالوا للابن ابْنُم، والهاء

للمبالغة‏.‏

جرع‏:‏ جَرِعَ الماءَ وجَرَعه يَجْرَعُه جَرْعاً، وأَنكر الأَصمعي

جَرَعْت، بالفتح، واجْتَرَعَه وتَجَرَّعَه‏:‏ بَلِعَه‏.‏ وقيل‏:‏ إِذا تابع الجَرْع

مرة بعد أُخرى كالمُتكارِه قيل‏:‏ تَجَرَّعَه، قال الله عزَّ وجل‏:‏ يَتجرَّعُه

ولا يَكادُ يُسِيغُه؛ وفي حديث الحسن بن علي، رضي الله عنهما، وقيل له

في يوم حارٍّ‏:‏ تَجرَّعْ، فقال‏:‏ إِنما يَتجرَّعُ أَهلُ النار؛ قال ابن الأَثير‏:‏ التجرُّعُ شُرْبٌ في عَجَلةٍ، وقيل‏:‏ هو الشرب قليلاً قليلاً، أَشار

به إِلى قوله تعالى‏:‏ يتجرَّعُه ولا يَكاد يُسِيغُه، والاسم الجُرْعة

والجَرْعةُ وهي حُسْوة منه، وقيل‏:‏ الجَرْعة المرة الواحدة، والجُرْعة ما

اجْتَرَعْته، الأَخيرة للمُهْلة على ما أَراه سيبويه في هذا النحو‏.‏

والجُرْعةُ‏:‏ مِلءُ الفم يَبْتَلِعُه، وجمع الجُرْعة جُرَعٌ‏.‏ وفي حديث المقدار‏:‏ ما

به حاجةٌ إِلى هذه الجُرْعة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ تروى بالفتح والضم، فالفتح

المرة الواحدة منه، والضم الاسم من الشرب اليسير، وهو أَشبه بالحديث، ويروى بالزاي وسيأْتي ذكره‏.‏ وجَرِعَ الغيظَ‏:‏ كظَمَه على المثل بذلك‏.‏

وجَرَّعه غُصَصَ الغيْظِ فتجَرَّعه أَي كظَمَه‏.‏ ويقال‏:‏ ما من جُرْعةٍ أَحمدَ

عُقْباناً من جُرْعةِ غيْظٍ تَكْظِمُها‏.‏ وبتصغير الجُرْعة جاءَ المثل وهو قولهم‏:‏ أَفْلَتَ بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ وجُرَيعةَ الذقن، بغير حرف، أَي

وقُرْبُ الموتِ منه كقُرْب الجُرَيْعةِ من الذَّقَن، وذلك إِذا أَشْرَفَ على

التلَف ثم نجا؛ قال الفراء‏:‏ هو آخر ما يَخرج من النفْس يريدون أَنَّ نَفْسه صارت في فِيه فكاد يَهْلِكُ

فأَفْلَتَ وتخلَّص‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ ومن أَمثالهم في إِفْلاتِ الجَبان‏:‏

أَفْلَتَني جُرَيْعَةَ الذَّقَن إِذا كان قريباً منه كقُرْبِ الجُرْعة من الذقن ثم أَفْلَتَه، وقيل‏:‏ معناه أَفْلَتَ جَرِيضاً؛ قال مُهَلْهل‏:‏

منَّا على وائلٍ، وأَفْلَتَنا

يَوْماً عَدِيٌّ، جُرَيْعةَ الذَّقَنِ

قال أَبو زيد‏:‏ ويقال أَفلَتني جَرِيضاً إِذا أَفْلَتَك ولم يَكَدْ‏.‏

وأَفلتني جُريعةَ الرِّيق إِذا سبَقَك فابْتَلَعْتَ رِيقَك عليه غيظاً‏.‏ وفي حديث عطاء قال‏:‏ قلت للوليد قال عُمر‏:‏ وَدِدْت أَنِّي نَجَوْتُ كَفافاً، فقال‏:‏ كذبْتَ فقلت‏:‏ أَو كُذِّبْتُ فأُفْلِتُّ منه

بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ، يعني أُفْلِتُّ

بعدما أَشرفْت على الهلاك‏.‏

والجَرَعةُ والجَرْعةُ والجَرَعُ والأَجْرَعُ والجَرْعاءُ‏:‏ الأَرضُ ذاتُ

الحُزُونة تُشاكل الرملَ، وقيل‏:‏ هي الرملةُ السَّهلة المستوية، وقيل‏:‏ هي

الدِّعْص لا تُنبِت شيئاً‏.‏ والجَرْعةُ عندهم‏:‏ الرَّملة العَذاة

الطَّيِّبةُ المَنْبِتُ التي لا وُعُوثة فيها‏.‏ وقيل‏:‏ الأَجرع كَثِيب جانبٌ منه

رَمْل وجانب حجارة، وجمع الجَرَعِ أَجْراع وجِراع، وجمع الجَرْعةِ جِراعٌ، وجمع الجَرَعة جَرَعٌ، وجمع الجَرْعاء جَرْعاواتٌ، وجمع الأَجْرَعِ

أَجارِعُ‏.‏ وحكى سيبويه‏:‏ مكان جَرِعٌ كأَجْرع‏.‏ والجَرْعاء والأَجْرع‏:‏ أَكبر من الجَرْعة؛ قال ذو الرمة في الأَجْرع فجعله ينبت النبات‏:‏

بأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

ولا يكون مَرَبّاً مُحَلَّلاً إِلاَّ وهو يُنبِت النَّباتَ؛ وفي قصة

العباس بن مِرْداس وشعره‏:‏

وكَرِّي على المُهْر بالأَجْرَعِ

قال ابن الأَثير‏:‏ الأَجْرَعُ المكانُ الواسع الذي فيه حُزونةٌ وخُشونةٌ‏.‏

وفي حديث قُسّ‏:‏ بين صُدورِ جِرْعانٍ؛ هو بكسر الجيم جمع جَرَعة، بفتح

الجيم والراء، وهي الرملة التي لا تُنْبِت شيئاً ولا تُمسِك ماء‏.‏

والجَرَعُ‏:‏ التواء في قوَّة من قُوى الحَبْل أَو الوَترِ تَظْهر على سائر القُوَى‏.‏

وأَجْرَع الحبْلَ والوَترَ‏:‏ أَغْلظَ بعضَ قُواه‏.‏ وحبْلٌ جَرِعٌ ووتر

مجَرَّعٌ وجَرِعٌ، كلاهما‏:‏ مستقيم إِلا أَن في موضع منه نُتُوءاً فيُمْسَحُ

ويُمْشَقُ بقطعة كساء حتى يذهب ذلك النُّتوء‏.‏

وفي الأَوتار المُجَرَّع‏:‏ وهو الذي اختلف فَتْلُه وفيه عُجَر لم يُجَد

فَتْلُه ولا إِغارَتُه، فظهر بعضُ قُواه على بعض، وهو المُعَجَّر، وكذلك

المُعَرَّد، وهو الحَصِدُ من الأَوتار الذي يَظهر بعضُ قُواه على بعض‏.‏

ونوق مَجارِيعُ ومَجارِعُ‏:‏ قَليلاتُ اللبن كأَنه ليس في ضروعها إِلا

جُرع‏.‏

وفي حديث حذيفة‏:‏ جئتُ يوم الجَرَعةِ فإِذا رجل جالِسٌ؛ أَراد بها ههنا

اسم موضع بالكوفة كان فيه فِتْنةٌ في زمن عثمانَ بن عفان، رضي الله عنه‏.‏

جرشع‏:‏ الجُرْشُعُ‏:‏ العظيم الصدر، وقيل الطويل، وقال الجوهري من الإِبل

فخَصَّص، وزاد‏:‏ المنتفِخُ الجَنْبين؛ قال أَبو ذؤيب يصف الحُمُر‏:‏

فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، وامَتَرَسَتْ به هَوْجاءُ هادِيَةٌ، وهادٍ جُرْشُعُ

أَي فنَكِرْنَ الصائدَ‏.‏ وامْتَرَسَتِ الأَتانُ بالفحلِ‏.‏ والهادية‏:‏

المتقدِّمة‏.‏ الأَزهري‏:‏ الجَرَاشِع أَودية عِظام؛ قال الهذلي‏:‏

كأَنَّ أَتِيَّ السيْلِ مدّ عليهمُ، إِذا دَفَعَتْه في البَدَاح الجَرَاشِعُ

جزع‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ إِذا مَسَّه الشرُّ جَزُوعاً وإِذا مسه الخيْرُ

مَنُوعاً؛ الجَزُوع‏:‏ ضد الصَّبُورِ على الشرِّ، والجَزَعُ نَقِيضُ

الصَّبْرِ‏.‏ جَزِعَ، بالكسر، يَجْزَعُ جَزَعاً، فهو جازع وجَزِعٌ وجَزُعٌ

وجَزُوعٌ، وقيل‏:‏ إِذا كثر منه الجَزَعُ، فهو جَزُوعٌ وجُزاعٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

ولستُ بِميسَمٍ في الناس يَلْحَى، على ما فاته، وخِمٍ جُزاع

وأَجزعه غيرُه‏.‏

والهِجْزَع‏:‏ الجَبان، هِفْعَل من الجَزَع، هاؤه بدل من الهمزة؛ عن ابن جني؛ قال‏:‏ ونظيره هِجْرَعٌ وهِبْلَع فيمن أَخذه من الجَرْع والبَلْع، ولم يعتبر سيبويه ذلك‏.‏ وأَجزعه الأَمرُ؛ قال أَعْشَى باهلَة‏:‏

فإِنْ جَزِعْنا، فإِنَّ الشرَّ أَجْزَعَنا، وإِنْ صَبَرْنا، فإِنّا مَعْشَرٌ صُبُرُ

وفي الحديث‏:‏ لما طُعِنَ عُمر جعَل ابن عباس، رضي الله عنهما، يُجْزِعُه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ أَي يقول له ما يُسْليه ويُزِيل جَزَعَه وهو الحُزْنُ

والخَوف‏.‏

والجَزْع‏:‏ قطعك وادياً أَو مَفازة أَو موضعاً تقطعه عَرْضاً، وناحيتاه

جِزْعاه‏.‏ وجَزَعَ الموضعَ يَجْزَعُه جَزْعاً‏:‏ قطَعَه عَرْضاً؛ قال

الأَعشى‏:‏جازِعاتٍ بطنَ العَقيق، كما تَمْـ *** ـضِي رِفاقٌ أَمامهن رِفاقُ

وجِزْع الوادي، بالكسر‏:‏ حيث تَجْزَعه أَي تقطعه، وقيل مُنْقَطَعُه، وقيل

جانبه ومُنْعَطَفه، وقيل هو ما اتسع من مَضايقه أَنبت أَو لم ينبت، وقيل‏:‏ لا يسمى جِزْع الوادي جِزْعاً حتى تكون له سعة تنبِت الشجر وغيره؛ واحتج بقول لبيد‏:‏

حُفِزَتْ وزايَلَها السرابُ، كأَنها

أَجزاعُ بئْشةَ أَثلُها ورِضامُها

وقيل‏:‏ هو مُنْحَناه، وقيل‏:‏ هو إِذا قطعته إِلى الجانب الآخر، وقيل‏:‏ هو رمل لا نبات فيه، والجمع أَجزاع‏.‏ وجِزْعُ القوم‏:‏ مَحِلَّتُهم؛ قال الكميت‏:‏

وصادَفْنَ مَشْرَبَهُ والمَسا

مَ، شِرْباً هَنيًّا وجِزْعاً شَجِيرا

وجِزْعة الوادي‏:‏ مكان يستدير ويتسع ويكون فيه شجر يُراحُ فيه المالُ من القُرّ ويُحْبَسُ فيه إِذا كان جائعاً أَو صادِراً أَو مُخْدِراً، والمُخْدِرُ‏:‏ الذي تحت المطر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه وقَفَ على مُحَسِّرٍ فقَرَع

راحلَته فخَبَّتْ حتى جَزَعَه أَي قطَعَه عَرْضاً؛ قال امرؤ القيس‏:‏

فَريقان‏:‏ منهم سالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ، وآخَرُ منهم جازِعٌ نَجْد كَبْكَبِ

وفي حديث الضحية‏:‏ فتَفَرَّقَ الناسُ إلى غُنَيْمةٍ فتَجَزّعوها أَي

اقْتَسَموها، وأَصله من الجَزْع القَطْعِ‏.‏

وانْجَزَعَ الحبل‏:‏ انْقَطَع بنِصْفين، وقيل‏:‏ هو أَن ينقطِع، أَيًّا كان، إلا أَن يَنقطع من الطرَف‏.‏

والجِزْعَةُ والجُزْعَةُ‏:‏ القليل من المال والماء‏.‏

وانْجَزعَتِ العصا‏:‏ انكسرت بنصفين‏.‏ وتَجَزّعَ السهمُ‏:‏ تكَسَّر؛ قال

الشاعر‏:‏

إذا رُمْحُه في الدَّارِعِين تَجَزّعا

واجْتَزَعْتُ من الشجرة عوداً‏:‏ اقْتَطَعْتُه واكْتَسَرْته‏.‏ ويقال‏:‏

جَزَعَ لي من المال جِزْعةً أَي قطَعَ لي منه قِطْعةً‏.‏

وبُسرةٌ مُجَزَّعةٌ ومُجَزٍّعةٌ إِذا بلَغ الإرطابُ ثُلُثيها‏.‏ وتمرٌ

مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ ومُتَجَزِّعٌ‏:‏ بلَغَ الإِرطابُ نصفَه، وقيل‏:‏ بلغ

الإِرطابُ من أَسفله إلى نصفه، وقيل‏:‏ إلى ثلثيه، وقيل‏:‏ بلغ بعضَه من غير أن يُحَدّ، وكذلك الرُّطب والعنب‏.‏ وقد جَزَّع البُسْرُ والرطبُ وغيرهما

تجزيعاً، فهو مُجَزِّع‏.‏ قال شمر‏:‏ قال المَعَرِّي المُجَزِّع، بالكسر، وهو عندي

بالنصب على وزن مُخَطَّم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وسماعي من الهَجَرِيّين رُطب

مُجَزِّع؛ بكسر الزاي، كما رواه المعري عن أبي عبيد‏.‏ ولحم مُجَزِّعٌ‏:‏ فيه

بياض وحمرة، ونوى مُجَزّع إِذا كان محكوكاً‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ أَنه

كان يُسبّح بالنوى المجَزَّع، وهو الذي حَكَّ بعضُه بعضاً حتى ابيضَّ

الموضِعُ المحكوك منه وتُرك الباقي على لونه تشبيهاً بالجَزْعِ‏.‏ ووَتَر

مُجَزَّع‏:‏ مختلِف الوضع، بعضُه رَقيق وبعضه غَليظ، وجِزْعٌ‏:‏ مكان لا شجر

فيه‏.‏ الجَزْعُ والجِزْعُ؛ الأَخيرة عن كراع‏:‏ ضرب من الخَرَز، وقيل‏:‏ هو الخرز

اليماني، وهو الذي فيه بياض وسواد تشبَّه به الأَعين؛ قال امرؤ القيس‏:‏

كأَنَّ عُيُونَ الوحْشِ، حَولَ خِبائنا

وأَرْحُلِنا، الجَزْعُ الذي لم يُثَقَّبِ

واحدته جَزْعة؛ قال ابن بري‏:‏ سمي جَزْعاً لأَنه مُجَزَّع أَي مُقَطَّع

بأَلوان مختلفة أَي قَطِّع سواده ببياضه، وكأَنَّ الجَزْعةَ مسماة

بالجَزْعة، المرة الواحدة من جَزعَتْ‏.‏

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ انقطَع عِقْد لها من جِزْعِ ظَفارِ‏.‏

والجُزْعُ‏:‏ المِحْوَرُ الذي تَدورُ فيه المَحالةُ، لغة يمانية‏.‏

والجازِعُ‏:‏ خشبة مَعروضة بين خشبتين منصوبتين، وقيل‏:‏ بين شيئين يحمل

عليها‏:‏ وقيل‏:‏ هي التي توضع بين خشبتين منصوبتين عَرضاً لتوضع عليها سُروع

الكرُوم وعُروشها وقُضْبانها لترفعها عن الأَرض‏.‏ فإن وُصِفت قيل‏:‏

جازِعةٌ‏.‏ الجُزْعةُ والجِزْعة من الماء واللبن‏:‏ ما كان أَقل من نصف السقاء

والإِناء والحوض‏.‏ وقال اللحياني مرة‏:‏ بقي في السقاء جُِزْعة من ماء، وفي الوَطب جُِزْعة من لبن إِذا كان فيه شيء قليل‏.‏ وجَزَّعْتُ في القربة‏:‏ جعلت

فيها جُِزْعة، وقد جزَّعَ الحوضُ إِذا لم يبقَ فيه إلا جُزْعة‏.‏ ويقال‏:‏ في الغدير جُزْعة وجِزْعة ولا يقال في الركِيَّة جُزْعة وجِزْعة، وقال ابن شميل‏:‏ يقال في الحوض جُزْعة وجِزعة، وهي الثلث أَو قريب منه، وهي الجُزَعُ

والجِزَعُ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الجزعة والكُثْبة والغُرْفة والخمْطة

البقيّة من اللبن‏.‏ والجِزْعةُ‏:‏ القطْعة من الليل، ماضيةً أَو آتيةً، ويقال‏:‏

مضت جِزْعة من الليل أَي ساعة من أَولها وبقيت جِزْعة من آخرها‏.‏

أَبو زيد‏:‏ كَلأ جُزاع وهو الكلأُ الذي يقتل الدوابَّ، ومنه الكلأُ

الوَبيل‏.‏

والجُزَيْعةُ‏:‏ القُطيعةُ من الغنم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ثم انكَفَأَ إلى

كَبْشَين أَمْلَحين فذبحهما وإلى جُزَيْعة من الغنم فقسمها بيننا؛ الجُزَيْعةُ‏:‏

القطعة من الغنم تصغير جِزْعة، بالكسر، وهو القليل من الشيء؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا ضبطه الجوهري مصغراً، والذي جاء في المجمل لابن فارس

الجَزيعة، بفتح الجيم وكسر الزاي، وقال‏:‏ هي القطعة من الغنم فَعِيلة بمعنى

مفعولة، قال‏:‏ وما سمعناها في الحديث إلا مصغرة‏.‏ وفي حديث المقداد‏:‏ أَتاني

الشيطانُ فقال إنَّ محمداً يأْتي الأَنصارَ فيُتْحِفُونه، ما به حاجة إلى هذه

الجُزَيعة؛ هي تصغير جِزْعة يريد القليل من اللبن، هكذا ذكره أَبو موسى

وشرحه، والذي جاء في صحيح مسلم‏:‏ ما به حاجة إلى هذه الجِزْعةِ، غير

مصغَّرة، وأَكثر ما يقرأُ في كتاب مسلم‏:‏ الجُرْعة، بضم الجيم وبالراء، وهي

الدُّفْعةُ من الشراب‏.‏

والجُزْعُ‏:‏ الصِّبْغ الأَصفر الذي يسمى العُروق في بعض اللغات‏.‏

جشع‏:‏ في الحديث‏:‏ أَنَّ معاذاً لما خرج إلى اليمن شيَّعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فبكى معاذ جَشَعاً لفِراق رسولِ الله، صلى الله عليه

وسلم؛ الجَشَعُ‏:‏ الجزَعُ لِفراق الإِلْفِ‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ ثم أَقبل علينا

فقال‏:‏ أَيُّكم يُحِب أَن يُعْرِضَ الله عنه‏؟‏ قال‏:‏ فجَشِعْنا أَي

فَزِعْنا‏.‏ وفي حديث ابن الخَصاصِيَّة‏:‏ أَخافُ إِذا حضَر قِتالٌ جَشِعَتْ نفسي

فكَرِهَتِ الموتَ‏.‏ والجَشَعُ‏:‏ أَسْوَأُ الحِرْصِ، وقيل‏:‏ هو أَشدُّ الحِرْص

على الأَكل وغيره، وقيل‏:‏ هو أَن تأْخذ نصيبك وتَطْمَعَ في نصيب غيرك؛ جَشِعَ، بالكسر، جَشَعاً، فهو جَشِعٌ من قوم جَشِعِين وجَشاعى وجُشَعاء

وجِشاعٌ وتَجَشَّعَ مثله؛ قال سويد‏:‏

وكِلابُ الصيْدِ فيهنّ جَشَعْ

ورجل جَشِعٌ بَشِعٌ‏:‏ يجمع جَزَعاً وحِرْصاً وخبثَ نَفْس‏.‏

وقال بعض الأَعراب‏:‏ تجاشَعْنا الماء نتَجاشَعهُ وتناهَبْناه

وتَشاحَحْناه إِذا تضايَقْنا عليه وتَعاطَشْنا‏.‏ والجَشِعُ‏:‏ المُتَخَلِّق بالباطل وما

ليس فيه‏.‏

ومُجاشِعٌ‏:‏ اسم رجل من بني تميم وهو مُجاشِع بن دارِم بن مالك بن حنْظَلة بن مالك بن عمرو بن تميم‏.‏

جعع‏:‏ الجَعْجاعُ‏:‏ الأَرض، وقيل‏:‏ هو ما غَلُظَ منه‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏

الجَعْجاع الأَرض الصُّلْبة‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ قال الأَصمعي الجَعْجاع الأَرض

التي لا أَحد بها؛ كذا فسره في بيت ابن مقبل‏:‏

إِذا الجَوْنةُ الكدْراء نالَتِ مَبِيتَنا، أَناخَتْ بجَعْجاعٍ جَناحاً وكَلْكَلا

وقال نُهَيْكةُ الفزاري‏:‏

صَبْراً بَغِيضَ بن رَيْثٍ، إِنها رَحِمٌ

حُبْتُمْ فأَناخَتْكم بجَعْجاعِ

وكلُّ أَرض جَعْجاعٌ؛ قال الشماخ‏:‏

وشُعْثٍ نَشاوى من كَرًى، عند ضُمَّرٍ، أَنَخْنَ بجَعْجاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ

وهذا البيت لم يُستَشْهد إلاَّ بعَجُزه لا غير، وأَوردوه‏:‏ وباتوا

بجَعْجاع؛ قال ابن بري‏:‏ وصوابه أَنخْن بجعجاع كما أَوردناه‏.‏

والجَعْجَعُ‏:‏ ما تَطامَنَ من الأَرض‏.‏ وجَعْجَعَ بالبعير‏:‏ نَحَرَه في ذلك

الموضع‏.‏ قال إِسحق بن الفَرَج‏:‏ سمعت أَبا الربيع البكْرِيّ يقول‏:‏

الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ من الأَرض المُتطامِنُ، وذلك أَن الماء يَتَجَفْجَف فيه

فيقوم أَي يَدُوم، قال‏:‏ وأَرَدْتُه على يَتَجَعْجع فلم يقلها في الماء‏.‏

ومكانٌ جَعْجَعٌ وجَعْجاعٌ‏:‏ ضَيّق خَشِن غَلِيظ؛ ومنه قول تأَبّط شرًّا‏:‏

وبما أَبْرَكَها في مُناخٍ

جَعْجَعٍ، يَنْقَبُ فيه الأَظَلُّ

أَبركها‏:‏ جَثَّمها وأَجْثاها؛ وهذا يقوِّي رواية من روى قول أَبي قيْس

بن الأَسْلَتِ‏:‏

مَن يَذُقِ الحَرْب، يَذُقْ طَعْمَها

مُرًّا، وتُبْرِكْه بجَعْجاعِ

والأَعرف‏:‏ وتَتْرُكْه، واستشهد الجوهري بهذا البيت في الأَرض الغليظة‏.‏

وجَعْجَعَ القومُ أَي أَناخوا، ومنهم من قَيَّد فقال‏:‏ أَناخوا

بالجَعْجاع؛ قال الراجز‏:‏

إِذا عَلَوْنَ أَرْبَعاً بأَرْبَعِ، بجَعْجَعٍ مَوْصِيَّةٍ بجَعْجَعِ، أَنَنَّ أَنَّاتِ النُّفوسِ الوُجَّعِ

أَربعاً‏:‏ يعني الأَوْظِفةَ، بأَربع‏:‏ يعني الذِّراعَين والساقين؛ ومثله

قول كعب بن زهير‏:‏

ثَنَتْ أَرْبَعاً منها على ثِنْي أَرْبَعٍ، فهُنَّ بمَثْنِيّاتِهنَّ ثَمان

وجَعَّ فلان فلاناً إِذا رَماه بالجَعْوِ، وهو الطِّينُ، وجَعَّ إِذا

أَكل الطين، وفَحْل جَعْجاع‏:‏ كثيرُ الرُّغاء؛ قال حُمَيْد بن ثَور‏:‏

يُطِفْنَ بجَعْجاعٍ، كأَن جِرانَه

نَجِيبٌ على جالٍ من النهْر أَجْوَف

والجَعْجاع من الأَرض‏:‏ مَعْرَكةُ الأَبطال‏.‏ والجَعْجعةُ‏:‏ أَصوات الجمال

إِذا اجتمعت‏.‏ وجَعْجَعَ الإِبلَ وجَعْجَعَ بها‏:‏ حرَّكها للإِناخة أَو

النُّهوض؛ قال الشاعر‏:‏

عَوْد إِذا جُعْجِعَ بعدَ الهَبِّ

وقال أَوْسُ بن حَجَر‏:‏

كأَنَّ جُلودَ النُّمْرِ جِيبَتْ عليهِمُ، إِذا جَعْجَعوا بين الإِناخةِ والحَبْسِ

قال ابن بري‏:‏ معنى جَعْجَعُوا في هذا البيت نزلوا في موضع لا يُرْعَى

فيه، وجعله شاهداً على الموضع الضيِّق الخَشن‏.‏ وجَعْجَعَ بهم أَي أناخ بهم

وأَلزمهم الجَعْجاعَ‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ فأَخذنا عليهم

أَن يُجَعْجِعا عند

القرآن ولا يُجاوزاه أَي يُقيما عنده‏.‏ وجَعْجَعَ البعيرُ أَي بَرَك

واسْتناخَ؛ وأَنشد‏:‏

حتى أَنَخْنا عِزَّه فَجَعْجعا

وجَعْجَع بالماشية وجَفْجَفَها إِذا حَبَسها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

نَحُلُّ الدِّيارَ وَراء الدِّيا

ر، ثم نُجَعْجع فيها الجُزُرْ

نُجَعْجِعُها‏:‏ نَحْبِسُها على مكروهها‏.‏ والجَعْجاعُ‏:‏ المَحْبِسُ‏.‏

والجَعْجَعَةُ‏:‏ الحَبْسُ‏.‏ والجَعْجاعُ‏:‏ مُناخُ السَّوْء من حَدَب أَو غيره‏.‏

والجَعْجعةُ‏:‏ القُعود على غير طُمأْنينةٍ‏.‏ والجَعْجعةُ‏:‏ التضْيِيق على

الغَرِيم في المُطالَبة‏.‏ والجَعْجَعةُ‏:‏ التَّشْريدُ بالقوم، وجَعْجَعَ به‏:‏

أَزْعجَه‏.‏ وكتب عبيد الله بن زياد إلى عَمرو بن سعد‏:‏ أَن جَعْجِعْ بالحسين

بن علي بن أَبي طالب أَي أَزْعِجْه وأَخْرِجه، وقال الأَصمعي‏:‏ يعني

احْبِسْه، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ يعني ضَيِّقْ عليه، فهو على هذا من الأَضداد؛ قال الأَصمعي‏:‏ الجَعْجَعةُ الحَبْس، قال‏:‏ وإنما أَراد بقوله جَعْجِعْ

بالحسين أَي احْبِسْه؛ ومنه قول أَوْس بن حَجَر‏:‏

إِذا جَعْجَعُوا بين الإِناخةِ والحَبْسِ

والجَعْجَعُ والجَعْجَعة‏:‏ صوت الرَّحَى ونحوها‏.‏ وفي المثل‏:‏ أَسْمَعُ

جَعْجَعةً ولا أَرى طحْناً؛ يضرب للرجل الذي يُكثر الكلام ولا يَعْمَلُ

وللذي يَعِدُ ولا يفعل‏.‏ وتَجَعْجَعَ البعيرُ وغيره أَي ضرب بنفسه الأَرض

باركاً من وجَعٍ أَصابَه أَو ضَربٍ أَثْخَنه؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فأَبَدّهُنّ حُتوفَهنّ فَهارِبٌ

بذَمائِه، أَو بارِكٌ مَتَجَعْجِعُ

جفع‏:‏ جَفَع الشيءَ جَفْعاً‏:‏ قَلَبه؛ قال ابن سيده‏:‏ ولولا أَنه له مصدر

لقلنا إِنه مقلوب‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قال بعضهم جَفعَه وجَعَفَه إِذا صرَعه، وهذا مقلوب كما قالوا جبَذَ وجَذَب، وروى بعضهم بيت جرير‏:‏ وضَيْفُ بني

عِقالٍ يُجْفَعُ، بالجيم، أَي يَصْرَعُ من الجُوع، ورواه بعضهم‏:‏ يُخْفَع، بالخاء‏.‏

جلع‏:‏ جَلِعَت المرأَةُ، بالكسر، جَلَعاً، فهي جَلِعةٌ وجالِعةٌ، وجَلَعَت وهي جالع وجالَعَت وهي مُجالِعٌ كله إذا ترَكت الحَياء وتكلمت بالقبيح، وقيل إِذالل كانت متَبرِّجةً‏.‏ وفي صفة امرأَة‏:‏

جَلِيعٌ على زوجها حَصان من غيره؛ الجَلِيعُ‏:‏ التي لا تَسْتُر نفسَها

إِذا خلت مع زوجها، والاسم الجَلاعة، وكذلك الرجل جَلِعٌ وجالع‏.‏ وجَلَعَت

عن رأْسها قِناعَها وخِمارها وهي جالعٌ‏:‏ خَلَعَتْه؛ قال‏:‏

يا قَوْمِ إِني قد أَرَى نَوارا

جالِعةً، عن رأْسِها، الخِمارا

وقال الراجز‏:‏

جالِعةً نصيفَها وتَجْتَلِحْ

أَي تَتَكَشّف ولا تَتَسَتَّر‏.‏

وانْجَلَع الشيءُ‏:‏ انكشف؛ قال الحكَم بن مُعَيَّةَ‏:‏

ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ، فانْجَلَعْ

عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم تَدَعْ

وقال الأَصمعي‏:‏ جَلَعَ ثوبَه وخَلَعَه بمعنى، وقال أبو عمرو‏:‏ الجالِعُ

السافِرُ، وقد جَلَعَت تَجْلَعُ جُلوعاً؛ وأَنشد‏:‏

ومَرَّت علينا أَمُّ سُفْيانَ جالِعاً، فلم تَرَ عَيْني مِثْلَها جالِعاً تَمشِي

وقيل‏:‏ الجَلَعةُ والجَلَقةُ مَضْحَك الأَسْنان، والتَّجالُعُ

والمُجالَعةُ‏:‏ التنازع والمُجاوَبةُ بالفُحْش عند القسمة أَو الشرْب أَو القِمار من ذلك؛ قال‏:‏

ولا فاحِش عند الشَّرابِ مُجالِع

وأَنشد‏:‏

أَيْدِي مُجالِعةٍ تَكُفُّ وتَنْهَد

قال الأَزهري‏:‏ وتُرْوى مُخالعة، بالخاء، وهم المُقامِرُون‏.‏ وجَلِعَتِ

المرأَةُ‏:‏ كشَرَتْ عن أَنيابها‏.‏ والجَلَعُ‏:‏ انْقِلابُ غِطاء الشفة إلى

الشارب، وشفة جَلْعاء‏.‏ وجَلِعَت اللِّثةُ جَلَعاً، وهي جَلْعاء إذا انقلبت

الشفة عنها حتى تَبْدو، وقيل‏:‏ الجَلَع أَن لا تنضَمّ الشفتانِ عند

المَنْطِقِ بالباءِ والميم تَقْلِصُ العُلْيا فيكون الكلامُ بالسفْلى وأَطرافِ

الثنايا العليا‏.‏ ورجل أَجْلَعُ‏:‏ لا تنضم شفتاه على أَسنانه، وامرأَة

جَلْعاء، وتقول منه‏:‏ جَلِعَ فمه، بالكسر، جَلَعاً، فهو جَلِعٌ، والأُنثى

جَلِعةٌ‏.‏ وكان الأَخفش الأَصغر النحوي أَجْلَع‏.‏ وفي الحديث في صفة الزبير بن العوام‏:‏ كان أَجْلَع فَرِجاً؛ قال القتيبي‏:‏ الأَجْلَعُ من الرجال الذي لا

يزال يَبْدو فَرْجُه ويَنْكَشِفُ إِذا جلس، والأَجلع‏:‏ الذي لا تنضّم

شفتاه، وقيل‏:‏ هو المُنْقَلِبُ الشفةِ، وأَصله الكشْفُ‏.‏ وانجَلع الشيءُ أَي

انْكَشَفَ‏.‏ وجلَع الغلامُ غُرْلَته وفَصَعَها إِذا حَسَرها عن الحشفة

جَلْعاً وفَصْعاً‏.‏ وجَلَعُ القُلْفة‏:‏ صَيْرُورَتُها خلف الحُوق، وغلامٌ

أَجْلَعُ‏.‏

والجَلَعْلَعُ‏:‏ الجمل الشديدُ النفْس‏.‏ والجُلُعْلُعُ والجَلَعْلَعُ، كلاهما‏:‏ الجُعَلُ‏.‏ والجُلَعْلَعةُ‏:‏ الخنفساء، وحكى كراع جميع ذلك جَلَعْلَع، بفتح الجيم واللامين، وعندي أَنه اسم للجمع‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ كان عندنا

رجل يأْكل الطين فامْتَخَطَ فخرج من أَنفه جُلَعْلعة نصفها طين ونصفها

خُنْفُساء قد خُلِقت في أَنفه، قال شمر‏:‏ وليس في الكلام فُعَلْعَلٌ‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ الجَلَعْلَع الضَّبُّ، قال‏:‏ والجُلَعْلَع، بضم الجيم، خُنفساء

نصفها طين‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الجَلْعَم القليل الحياء، والميم زائدة‏.‏

جلفع‏:‏ الجَلَنْفَع‏:‏ المسنّ، أَكثر ما توصف به الإناث‏.‏ وخطب رجلٌ امرأَةً

إلى نفسها، وكانت امرأَة بَرْزةً قد انكشفَ وجهُها وراسَلَتْ، فقالت‏:‏ إن سأَلت عني بني فلان أُنَبِئْتَ عني بما يسُرُّك، وبنو فلان يُنْبِئُونَك

بما يَزِيدُك فيَّ رَغْبةً، وعند بني فلان مني خُبْر، فقال الرجل‏:‏ وما

عِلم هؤُلاء بكِ‏؟‏ فقالت‏:‏ في كلٍِّ قد نُكحت، قال‏:‏ يا ابنة أُمّ، أَراكِ

جَلَنْفَعَةً قد خزَّمَتْها الخَزائِمُ قالت‏:‏ كلا ولكني جَوّالة بالرجل

عَنْتَرِيسٌ‏.‏ والجَلَنْفَع من الإِبل‏:‏ الغليظُ التامُّ الشديد، والأُنثى

بالهاء؛ قال‏:‏

أَينَ الشِّظاظانِ وأَين المِرْبَعهْ‏؟‏

وأَين وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ‏؟‏

على أَن الجَلَنْفَعةَ هنا قد تكون المُسِنَّةَ، وقد قيل‏:‏ ناقة

جَلَنْفَعٌ، بغير هاء‏.‏ الأَزهري‏:‏ ناقة جَلَنْفَعةٌ قد أَسَنَّت وفيها بقية، واستشهد بهذا الرجز‏.‏ والجلنفعةُ من النوق‏:‏ الجسيمة وهي الواسعة الجوف التامة؛ وأَنشد‏:‏

جَلَنْفَعة تَشُقُّ على المَطايا، إذا ما اخْتَبَّ رَقْراقُ السَّرابِ

وقد اجْلَنْفَع أَي غَلُظ‏.‏ والجَلَنْفَعُ‏:‏ الضَّخْمُ الواسع؛ قال‏:‏

عِيدِيّة، أَمّا القَرَا فَمُضَبَّرٌ

منها، وأَما دَفُّها فَجَلَنْفَعُ

وقيل‏:‏ الجَلَنْفَعُ الواسع الجوْفِ التامُّ، وقيل‏:‏ الجَلَنْفَع الجسيم الضخم الغليظ، إن كان سمحاً أَو غير سمح‏.‏ ولِثةٌ جَلَنْفَعة كثيرة اللحم، وقيل‏:‏ إِنما هو على التشبيه، وأَرى أَن كراعاً قد حكى القاف مكان الفاء في الجلنفع، قال ابن سيده‏:‏ ولست منه على ثقة‏.‏

جلقع‏:‏ قال ابن سيده في ترجمة جلفع‏:‏ إِن كراعاً حكى القاف مكان الفاء في الجلنفع، قال‏:‏ ولست منه على ثقة‏.‏