فصل: (تابع: حرف العين)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف العين‏]‏

ضرع‏:‏ ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً‏:‏ خضع وذلَّ، فهو ضارِعٌ، من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ‏.‏ وتضرَّع‏:‏ تذلَّل وتخشَّع‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ فلولا إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا، فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا‏.‏ ويقال‏:‏ ضرَع فلان لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه؛ قال الأعشى‏:‏

سائِلْ تَميماً به أَيّامَ صَفْقَتِهمْ *** لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا

أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع‏.‏ ويقال‏:‏ ضرَع له واستَضْرَعَ‏.‏

والضارِعُ‏:‏ المتذلِّلُ للغَنِيّ‏.‏ وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ‏.‏ قال الفواء‏:‏

جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى

بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غيره‏.‏

وفي المثل‏:‏ الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ‏.‏ وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ‏:‏ مُتَخَشِّعٌ على المثل‏.‏ والتضرُّعُ‏:‏ التَّلَوِّي والاستغاثةُ‏.‏

وأَضرَعْتُ له مالي أَي بَذَلْتُه له‏.‏

قال الأَسود‏:‏

وإِذا أَخِلاَّئي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ *** فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ

أَي مبذولٌ‏.‏ والضَّرَعُ، بالتحريك، والضارِعُ‏:‏ الصغير من كل شيء، وقيل‏:‏

الصغير السنّ الضعيف الضاوي النحيفُ‏.‏ وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي

نحيف ضعيف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى ولَدَيْ

جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال‏:‏ ما لي أَراهُما ضارِعَيْن‏؟‏ فقالوا‏:‏ إِنَّ العَيْنَ

تُسْرِعُ إِليهما‏:‏ الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم‏.‏ يقال‏:‏ ضَرِعَ

يَضْرَعُ، فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ، بالتحريك‏.‏ ومنه حديث قيس بن عاصم‏:‏ إِني

لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما

للرّكوب، يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها؛ ومنه حديث المِقْداد‏:‏ وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ، وحديث عمرو

بن العاصِ‏:‏ لَسْتُ بالضَّرَعِ، ويقال‏:‏ هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال؛ وقال الشاعر‏:‏

أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً، فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ

ويقال‏:‏ جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ؛ وأَنشد‏:‏

مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ

ويقال‏:‏ قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ؛ وأَنشد‏:‏

وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ

وقد ضَرُعَ ضَراعةً، وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره؛ قال صخر‏:‏

ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى، بَيْنَ الجَوانِحِ، مُضْرِعٌ جِسْمِي

ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ‏:‏ ناحِل ضعيفٌ‏.‏ والضَّرَعُ‏:‏

الجمل الضَّعِيفُ‏.‏ والضَّرَعُ‏:‏ الجَبانُ‏.‏ والضَّرَعُ‏:‏ المُتهالِكُ من الحاجةِ للغنى؛ وقول أَبي زبيد‏:‏

مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ

من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ، والضَّارِعُ مثله‏.‏

وقوله عزَّ وجل‏:‏ تدعونه تضرُّعاً وخفية؛ المعنى تدعونه مظهرين الضراعة

وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل، وانتصابهما على الحال، وإِن كانا

مصدرين‏.‏ وفي حديث الاستسقاء‏:‏ خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً؛ التضَرُّعُ

الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة‏.‏ يقال‏:‏ ضَرِعَ يَضْرَعُ، بالكسر

والفتح، وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ

الصغير؛ ومنه حديث علي‏:‏ أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها‏.‏ ويقال‏:‏

لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه، وقد ورد في حديث سلمان‏:‏ قد ضَرِع

به‏.‏ وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ‏:‏ غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ، وتَضْريعُها‏:‏ دُنُوُّها للمغيب‏.‏ وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً‏:‏ حان أن تُدْرِكَ‏.‏

والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ، وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ‏:‏ مَدَرُّ

لبنها، والجمع ضُرُوعٌ‏.‏ وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ‏:‏ نَبَتَ

ضَرْعُها أَو عَظُم‏.‏ والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً‏:‏ العظيمة

الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل‏.‏ وشاة ضَرِيعٌ‏:‏ حَسَنة الضَّرْعِ‏.‏ وأَضْرَعَتِ

الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ‏.‏ وأَضْرَعَتِ الناقةُ، وهي مُضْرِعٌ‏:‏ نزل

لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج، وقيل‏:‏ هو إِذا قرب نتاجها‏.‏ وما له زرع

ولا ضَرْعٌ‏:‏ يعني بالضرع الشاة والناقة؛ وقول لبيد‏:‏

وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم

بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ

فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن، ورواه

أَبو عبيد‏:‏ وصُرُوع، بالصاد المهملة، وهي الضُّروبُ من الشيء، يغني ذي

أَفانِينَ‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ، وهي الأَخْلافُ، واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ، وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن‏.‏

والضُّروعُ‏:‏ عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد‏.‏

والمُصارِعُ‏:‏ المُشْبِهُ‏.‏ والمُضارَعةُ‏:‏ المشابهة‏.‏ والمُضارعة للشيء‏:‏

أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه‏.‏ وفي حديث عدِيّ، رضي الله عنه‏:‏ قال له لا

يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية؛ المُضارَعةُ‏:‏

المُشابَهةُ والمُقارَبةُ، وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا

يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو

مكروه، وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ، ثم قال يعني أَنه نظيف، قال ابن الأَثير‏:‏ وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير؛ ومنه حديث معمر بن عبد الله‏:‏ إِني

أَخافُ أَن تُضارِعَ، أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء‏.‏ وفي حديث

معاوية‏:‏ لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ، أَي لست بشَتَّام

للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي‏.‏ ويقال‏:‏ هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه، بالضاد

والصاد، أَي مِثْله‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ

مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب‏.‏ والمُضارِعُ من الأَفعال‏:‏ ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر؛ والمُضارِعُ في العَرُوضِ‏:‏ مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله‏:‏

دَعاني إِلى سُعاد

دَواعِي هَوَى سُعاد

سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ‏.‏

والضُّروعُ والصُّروعُ‏:‏ قُوَى الحبْل، واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ‏.‏

والضَّرِيعُ‏:‏ نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ، وقيل‏:‏ هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ، وقيل‏:‏ ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ، وهو مَرْعَى

سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً، وإِن لم تفارقه إِلى غيره

ساءَت حالها‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا

يُغني من جوع؛ قال الفراء‏:‏ الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ، وأَهل

الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الضريع العوْسَجُ

الرطْب، فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ، وجاءَ في التفسير‏:‏ أَن الكفار قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا، فقال الله عز وجل‏:‏ لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع‏.‏ وجاء في حديث أَهل النار‏:‏

فيُغاثون بطعام من ضريع؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له

الشبرق؛ وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها‏:‏

وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ، فكُلُّها

حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ، حَرُودُ

هَزْمُ الضرِيعِ‏:‏ ما تَكَسَّر منه، والحَرُودُ‏:‏ التي لا تكاد تَدِرُّ؛ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال؛ وقيل‏:‏ الضرِيعُ طعام أَهل النار، وهذا لا

يعرفه العرب‏.‏ والضَّرِيعُ‏:‏ القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم، وقيل‏:‏ هو جلد

على الضِّلَعِ‏.‏

وتَضْرُوعُ‏:‏ بلدة؛ قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه‏:‏

ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه

بِتَضْرُوعَ، يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ

قال ابن برِّي‏:‏ أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه، ويَمْرِي بيديه‏:‏ يحرّكهما

كالعابث، ويَعْسِف‏:‏ ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ، وهذا المكان وهذا

البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو؛ قال ابن بري‏:‏ ورواه ابن دريد

بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب‏.‏

وتُضارُعٌ، بضم التاء والراء‏:‏ موضع أَو جبل بنجد، وفي التهذيب‏:‏

بالعَقِيق‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ، وفيه‏:‏ إِذا أَخصبت

تُضارُعٌ أَخصبت البلاد؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ

وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ

قال ابن بري‏:‏ صوابه تُضارِع، بكسر الراء، قال‏:‏ وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب، فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا

فُعالُلٌ، قال ابن جني‏:‏ ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ، ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل، وأَضرُعٌ‏:‏ موضع؛ وأَما قول

الراعي‏:‏فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم، بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا

فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار؛ قال خالد ابن جبلة‏:‏ هي

أُكَيْمات صغار، ولم يذكر لها واحداً‏.‏

ضرجع‏:‏ الضَّرْجَعُ‏:‏ النَّمِرُ‏.‏

ضعع‏:‏ الضَّعْضَعةُ‏:‏ الخُضُوعُ والتذلُّلُ‏.‏ وقد ضَعْضَعه الأَمر

فَتَضَعْضَعَ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

وتَجَلُّدِي للشامِتِينَ أُرِيهِمُ

أنّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ

وفي الحديث‏:‏ ما تَضَعْضَعَ امرؤٌ لآخَرَ يريد به عَرَضَ الدنيا إِلاَّ

ذهَب ثُلثَا دينِه، يعني خضَع وذَلَّ، وضَعْضَعَه الدهرُ‏.‏ وفي حديث أَبي

بكر، رضي الله عنه، في إِحدى الروايتين‏:‏ قد تَضَعْضَعَ بهم الدهرَ فأَصْبَحُوا

في ظُلُماتِ القُبُور أَي أَذلّهم‏.‏ والضَّعْضاعُ‏:‏ الضعِيفُ من كل شيء‏.‏

يقال‏:‏ رجل ضَعْضاعٌ أَي لا رأْيَ له ولا حزم، وكذلك الضَّعْضَعُ وهو مقصور

منه‏.‏ وتَضَعْضَعَ الرجل‏:‏ ضَعُفَ وخفّ جسمه من مرض أَو حزن‏.‏ وتَضَعْضَعَ

ماله‏:‏ قلّ‏.‏ وتضعضع أَي افتقر، وكأَنَّ أَصل هذا من ضَعَّ‏.‏ وضَعْضَعَه أَي

هدَمه حتى الأَرض‏.‏ وتَضَعْضَعَت أَركانُه أَي اتَّضَعَت‏.‏ والعرب تسمي

الفقير مُتَضَعْضِعاً‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ الضَّعُّ راياضةُ البعير والناقةِ

وتأْديبهُما إِذا كانا قضيبين؛ وقال ثعلب‏:‏ هو أَن يقال له ضَعْ

ليتأَدّب‏.‏

ضفع‏:‏ ضَفَعَ الرجلُ يَضْفَعُ ضَفْعاً‏:‏ جَعَسَ وأَحْدَثَ، وقيل‏:‏ أَبْدَى، وفَضَعَ لغة فيه‏.‏ ويقال‏:‏ ضَفَعَ وقَعَ بِبَوْلِه وسَلَحَ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ نَجْوُ الفيل الضَّفْعُ، وجِلْدُه الحَوْرانُ، وباطِنُ جِلْده

الحِرْصِيانُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والضَّفْعانةُ ثَمرَةُ السَّعْدانة ذاتُ

الشوْكِ، وهي مستديرة كأَنها فَلْكةٌ لا تراها إِذا هاج السَّعْدانُ وانْتَثَرَ

ثَمَرُها إِلا مستلقية قد كَشَرَتْ عن شَوْكِها وانْتَصَّتْ لِقَدَمِ من يَطَؤُها، ولإِبل تَسْمَنُ على السعدان وتَطِيبُ عليها أَلبانها‏.‏

ضفدع‏:‏ الضِّفْدِعُ‏:‏ مثال الخِنْصِر، والضَّفْدَع‏:‏ معروف، لغتان فصيحتان، والأُنثى ضِفْدِعةٌ وضَفْدَعةٌ؛ قال الجوهري‏:‏ وناس يقولون ضِفْدَعٌ؛ قال

الخليل‏:‏ ليس في الكلام فِعْلَلٌ إِلا أَربعةَ أَحرف‏:‏ دِرْهَمٌ وهِجْرَعٌ

وهِبْلَعٌ وقِلْعَمٌ، وهو اسم‏.‏ الأَزهري‏:‏ الضفدع جمعه ضَفادِعُ وربما

قالوا ضَفَادِي؛ وأَنشد بعضهم‏:‏ ولِضَفادِي جَمّه نَقانِقُ

أَي لضفادِع فجعل العين ياء كما قالوا أَراني وأَرانِبَ‏.‏ ويقال‏:‏ نَقَّتْ

ضَفادِعُ بطنِه إِذا جاع كما يقال نَقَّت عَصافِيرُ بَطْنِه‏.‏

والضِّفْدِعُ، بكسر الدال فقط‏:‏ عظم يكون في باطن حافر الفَرَس‏.‏

وضَفْدَعَ الرجلُ‏:‏ تَقَبَّضَ، وقيل سَلَح، وقيل ضَرطَ؛ قال

‏:‏

بِئْسَ الفَوارِسُ، يا نَوارُ، مُجاشِعٌ

خُوراً، إِذا أَكَلُوا خَزِيراً ضَفْدَعُوا

وقول لبيد‏:‏

يَمَّمْنَ أَعْداداً بِلُبْنَى أَو أَجَا

مُضَفْدِعاتٍ، كُلُّها مُطَحْلِبه يريد مياهاً كثيرة الضَّفادع‏.‏

ضكع‏:‏ رجل ضَوْكَعةٌ‏:‏ أَحْمَقُ كَثير اللحم مع ثِقَل، وقيل‏:‏ الضَّوْكَعُ

المُسْتَرْخِي القَوائِم في ثِقَل‏.‏

ضلع‏:‏ الضِّلَعُ والضِّلْعُ لغتان‏:‏ مَحْنِيّة الجنب، مؤنثة، والجمع أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ؛ قال الشاعر‏:‏

وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ، إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ

وتَضَلَّعَ الرجلُ‏:‏ امْتَلأَ ما بين أَضْلاعِه شِبَعاً وريّاً؛ قال ابن عَنّابٍ الطائي‏:‏

دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ، وأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا

ودابّةٌ مُضْلِعٌ‏:‏ لا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْلِ‏.‏ وحِمْلٌ

مُضْلِعٌ‏:‏ مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ‏.‏ والإِضْلاعُ‏:‏ الإِمالةُ‏.‏ يقال‏:‏ حِمْلٌ مُضْلِعٌ

أَي مُثقِلٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقْـ *** قِ وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال

وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ‏:‏ تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها‏.‏ والأَضْلَعُ‏:‏

الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ‏.‏ واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ‏:‏ احْتَمَلَتْه

أَضلاعُه؛ والضَّلَعُ أَيضاً في قول سُوَيْد‏:‏

جَعَلَ الرَّحْمنُ، والحَمْدُ له، سَعَةَ الأَخْلاقِ فينا، والضَّلَعْ

القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ؛ قاله الأَصمعي‏.‏

والضَّلاعةُ‏:‏ القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ، تقول منه‏:‏ ضَلُعَ الرجل، بالضم، فهو ضليعٌ‏.‏ وفرس ضلِيعٌ تامّ الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ

الأَلْواحِ كثير العصب‏.‏ والضَّلِيع‏:‏ الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبين

العظيم الصدر‏.‏ وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل‏:‏ فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بين

أَضْلَعَ منهما أَي بين رجلين أَقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأَشدّ، وقيل‏:‏ الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَيِّ الحيوان كان

حتى من الجنّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنَّ عمر، رضي الله عنه، صارَعَ جِنِّيّاً

فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له‏:‏ ما لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كلب‏؟‏ يَسْتَضْعِفُه

بذلك، فقال له الجِنِّيّ‏:‏ أَما إِني منهم لَضَلِيعٌ أَي إِني منهم لعَظيم

الخَلْقِ‏.‏ والضَّلِيعُ‏:‏ العظيم الخلق الشديد‏.‏ يقال‏:‏ ضَلِيعٌ بَيِّنُ

الضَّلاعةِ، والأَضْلَعُ يوصف به الشديد الغليظ‏.‏ ورجل ضَلِيعُ الفمِ‏:‏ واسِعُه

عظِيمُ أَسْنانِه على التشبيه بالضِّلْع‏.‏ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏

ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه، وقيل‏:‏ واسِعُه؛ حكاه الهرويُّ في الغريبين، والعرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره؛ ومنه قولهم في صفة

مَنْطِقِه، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه كان يفتتح الكلام ويختتمه

بأَشْداقِه، وذلك لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ قلت لأَعرابي‏:‏ ما الجَمالُ‏؟‏

فقال‏:‏ غُؤُورُ العينين وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ‏.‏ وقال

شمر في قوله ضَلِيعُ الفم‏:‏ أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها‏.‏ ويقال‏:‏ رجل

ضَليع الثنايا غليظها‏.‏ ورجل أَضْلَعُ‏:‏ سِنُّه شبيهة بالضَّلع، وكذلك

امرأَة ضَلْعاءُ، وقوم ضُلْعٌ‏.‏ وضُلُوعُ كلِّ إِنسان‏:‏ أَربع وعشرون ضِلعاً، وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقي أَطرافها في الصدر وتتصل أَطراف بعضها

ببعض، وتسمى الجَوانِحَ، وخَلْفها من الظهر الكَتِفانِ، والكَتفانِ

بجِذاء الصدر، واثنتا عشرة ضلعاً أَْفَلَ منها في الجنبين، البطن بينهما لا

تلتقي أَطْرافُها، على طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف، وبين الصدر والجنبين

غُضْرُوفٌ يقال له الرَّهابةُ، ويقال له لِسانُ الصدر، وكل ضِلْع من أَضْلاعِ الجنبين أَقْصَرُ من التي تليها إِلى أَن تنتهي إِلى آخرتها، وهي

التي في أَسفل الجنب يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ‏.‏ وفي حديث غَسْلِ دَمِ

الحَيْضِ‏:‏ حُتِّيه بضِلَع، بكسر الضاد وفتح اللام، أَي بعود، والأَصل فيه

الضِّلْع ضلع الجَنْبِ، وقيل للعود الذي فيه انْحِناء وعِرَضٌ‏:‏ ضِلَع تشبيهاً

بالضِّلْع الذي هو واحد الأَضْلاعِ، وهذه ضلع وثلاث أَضْلُع، قال ابن بري‏:‏ شاهد الضِّلَعِ، بالفتح، قول حاجب بن ذُبْيان‏:‏

بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ، أَنْتَ تُقِيمُها، أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها

وشاهد الضِّلْع، بالتسكين، قول ابن مفرِّغ‏:‏

ورَمَقْتُها فَوَجَدْتُها

كالضِّلْعِ، لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ

ويقال‏:‏ شَرِبَ فلان حتى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة

الشرب، ومثله‏:‏ شرب حتى أَوَّنَ أَي صار له أَوْنانِ في جنبيه من كثرة الشرب‏.‏

وفي حديث زمزم‏:‏ فأَخَذ بِعَراقِيها فشرب حتى تَضَلَّع أَي أَكثر من الشرب

حتى تمدَّد جنبه وأَضلاعه‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ أَنه كان يَتَضَلَّعُ من زمزم‏.‏ والضِّلَعُ‏:‏ خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرض ثم يُخَطُّ آخر ثم يبذر ما

بينهما‏.‏

وثياب مُضَلَّعةٌ‏:‏ مُخَطَّطة على شكل الضِّلع؛ قال اللحياني‏:‏ هو المُوَشَّى، وقيل‏:‏ المُضَلَّعُ من الثياب المُسَيَّر، وقيل‏:‏ هو المُخْتَلِفُ

النَّسْجِ الرقيق، وقال ابن شميل‏:‏ المضلَّع الثوب الذي قد نُسِجَ بعضه وترك

بعضه، وقيل‏:‏ بُرد مُضَلَّع إِذا كانت خطوطه عَريضة كالأَضْلاع‏.‏

وتَضْلِيعُ الثوب‏:‏ جعلُ وشْيِه على هيئة الأَضلاع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أُهْدِيَ له صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعةٌ بقَزٍّ؛ المضلع الذي فيه

سيُور وخُطوط من الإِبْرَيْسَمِ أَو غيره شِبْهُ الأَضْلاع‏.‏ وفي حديث علي‏:‏

وقيل له ما القَسِّيّةُ‏؟‏ قال‏:‏ ثياب مُضَلَّةٌ فيها حرير أَي فيها خطوط

عريضة كالأَضْلاعْ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى‏.‏

والضِّلَعُ من الجبل‏:‏ شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ، وقيل‏:‏ هو الجُبَيْلُ

الصغير الذي ليس بالطويل، وقيل‏:‏ هو الجبيل المنفرد، وقيل‏:‏ هو جبل ذلِيلٌ

مُسْتَدِقٌّ طويل، يقال‏:‏ انزل بتلك الضِّلع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما نظر إِلى المشركين يوم بدر قال‏:‏ كأَني بكم يا أَعداءَ الله مُقَتَّلِين بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ؛ قال الأَصمعي‏:‏ الضِّلَع جبيل

مستطيل في الأَرض ليس بمرتفع في السماء‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ

عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم‏.‏ والضِّلَعُ‏.‏ الحَرَّةُ

الرَّجِيلةُ‏.‏ والضَّلَعُ‏:‏ الجَزيرةُ في البحر، والجمع أَضلاع، وقيل‏:‏ هو جزيرة

بعينها‏.‏

والضَّلْعُ‏:‏ المَيْلُ‏.‏ وضَلَعَ عن الشيء، بالفتح، يَضْلَعُ ضَلْعاً، بالتسكين‏:‏ مالَ وجَنَفَ على المثل‏.‏ وضَلَعَ عليه ضَلْعاً‏:‏ حافَ‏.‏ والضالِعُ‏:‏

الجائِرُ‏.‏ والضالِعُ‏:‏ المائِلُ؛ ومنه قيل‏:‏ ضَلْعُك مع فلان أَي مَيْلُكَ

معه وهَواك‏.‏ ويقال‏:‏ هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ، وتسكين اللام فيهما جائز‏.‏

وفي حديث ابن الزبير‏:‏ فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مع مَرْوانَ أَي مَيْلَه‏.‏ وفي المثل‏:‏ لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَي

مَيْلَها؛ وهو حديث أَيضاً يضرب للرجل يخاصم آخرَ فيقول‏:‏ أَجْعَلُ بيتي وبيتك

فلاناً لرجل يَهْوَى هَواه‏.‏ ويقال‏:‏ خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ أَي

مَيْلُكَ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال هم عليَّ أَلْبٌ واحد، وصَدْعٌ واحد، وضَلْعٌ

واحد، يعني اجتماعَهم عليه بالعَداوة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه، صلى الله عليه

وسلم، قال‏:‏ اللهم إِني أَعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل

والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال؛ قال ابن الأَثير‏:‏

أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ، قال‏:‏ والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ، أَي يُثْقِلُه حتى

يميل صاحبُه عن الاستواءِ والاعتدالِ لثقله‏.‏ وفي حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏

وارْدُدْ إِلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك‏.‏

والضَّلَعُ، بالتحريك‏:‏ الاعْوِجاجُ خِلْقةً يكون في المشي من المَيْلِ؛ قال محمد

بن عبد الله الأَزديّ‏:‏

وقد يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبه على ضَلَعٍ في مَتْنِه، وهْوَ قاطِعُ

فإِن لم يكن خلقة فهو الضَّلْعُ، بسكون اللام، تقول منه‏:‏ ضَلعَ، بالكسر، يَضْلَعُ ضَلَعاً، وهو ضَلِعٌ‏.‏ ورُمْحٌ ضَلِعٌ‏:‏ مُعَوَّجٌ لم يُقَوَّمْ؛ وأَنشد ابن شميل‏:‏

بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ

يصف إِبلاً تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق، والفَلِيقُ‏:‏ المطمئِنُّ في عنق البعير الذي فيه الحُلْقُوم‏.‏ وضَلِعَ

السيفُ والرمْحُ وغيرهما ضَلَعاً، فهو ضَلِيعٌ‏:‏ اعْوَجَّ‏.‏ ولأُقِيمن ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك‏.‏ وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة‏:‏ في عُودها عَطَفٌ

وتقيومٌ وقد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للمتنخل

الهذلي‏:‏

واسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ، نَوَّقَها الباري ولم يَعْجَلِ

وضَلِيعٌ

‏:‏

القَوْسُ‏.‏

ويقال‏:‏ فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَي قويٌّ عليه، وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعةِ‏.‏ قال‏:‏ ولا يقال مُطَّلِعٌ، بالإِدغام‏.‏ وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم‏:‏ يقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر ومُطَّلِعٌ له، فالاضْطلاعُ من الضَّلاعةِ وهي القوَّة، والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ

الثَّنِيَةَ أَي عَلَوْتُها أَي هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له‏.‏ قال الليث‏:‏

يقال إنِّي بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضاد تدغم في التاء

فتصير طاء مشددة، كما تقول اظنَّنَّي أَي اتّهَمَني، واظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ

الظُّلْمَ‏.‏ واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه‏.‏ وقال ابن السكية‏:‏ يقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ على حَمْلِه، وهو مُفْتَعِلٌ

من الضَّلاعة، قال‏:‏ ولا يقال هو مُطَّلِع بحَمْله؛ وروى أَب الهيثم قول

أَبي زبيد‏:‏

أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ

للنَّئباتِ، ولو أُضْلِعْنَ مُطَّلِعٌُ

أُضْلِعْنَ‏:‏ أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ؛ مُطَّلِعٌ‏:‏ وهو القويُّ على

الأَمرِ المُحْتَمِلُ؛ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم، هكذا رواه بخطه، قال‏:‏ ويروى

مُضْطَلِعٌ‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام، في صفة النبي، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك؛ اضْطَلَعَ افتَعَلَ من الضَّلاعةِ وهي القوةُ‏.‏ يقال‏:‏ اضطَلَعَ بحمله أَي قَوِيَ عليه ونَهَضَ به‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا ينقطع إِظهارُ البدع؛ المُضْلِعُ‏:‏ المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئُ على الأَضْلاعِ، ولو روي بالظاء

من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً‏.‏

ضلفع‏:‏ الضَّلْفَع والضَّلْفَعَةُ من النساء‏:‏ الواسعةُ الهَنِ‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ الضلفع المرأَة السمينة مثل الللُّباخِيّةِ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قال ابن السكيت في الأَلفاظ إن صح له‏:‏ الضَّلْفَعُ والضَّلْفَعةُ من النساء

الواسعةُ؛ وأَنشد‏:‏

أَقْبَلْنَ تَقْرِيباً وقامَت ضَلْفَعا، فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبَبلً أَبْقَعا، عندَ اسْتِها مِثْلَ اسْتِها وأَوْسَعا

وضَلْفَعٌ‏:‏ موضع؛ أَنشد الأَزهري‏:‏

بِعَمايَتَينِ إلى جوانِبِ ضَلْفَعِ

وأَنشد ابن بري لطفيل‏:‏

عَرَفْت لسلمى، بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ، مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِيفٍ ومَرْبَعِ

وأَنشد لابن جِذْل الطَّعان‏:‏

أَتَنْسَى قُشَيراً والشَّريدَ ومالِكاً، وتَذكُرُ مَن أَمْسَى سَلِيماً بَضَلْفَعا‏؟‏

الأَزهري‏:‏ ضَلْفَعَه وصَلْفَعه وصَلْمَعه إِذا حَلَقَه‏.‏

ضوع‏:‏ ضاعَه يَضُوعُه ضَوْعاً وضَوَّعَه، كلاهما‏:‏ حَرَّكه وراعَه، وقيل‏:‏

حَرَّكَه وهَيَّجَه؛ قال بشر‏:‏

سَمعْتُ بِدارةِ القَلْتَينِ صَوْتاً

لِحَنْتَمةَ، الفُؤادُ بهِ مَضُوعُ

وأَنشد ابن السكيت لبشر بن أَبي خازم‏:‏

وصاحَبها غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى، يَضُوعُ فُؤادَها مِنْهُ بُغامُ

وتَضَوَّعَتِ الرِّيحُ أَي تَحَرَّكَتْ‏.‏ ويقال‏:‏ ضاعَني أَمرُ كذا وكذا

يَضُوعُني إِذا أَفْزَعَني‏.‏ ورجل مَضُوعٌ أَي مَذْعُورٌ؛ قال الكميت‏:‏

رِئابُ الصُّدُوعِ، غِياثُ المَضُو

عِ، لأْمَتُه الصَّدَرُ المُبْجِلُ

ويقال‏:‏ لايَضُوعَنْكَ ما تَسْمَعُ منها أَي لا تَكْتَرِثْ له‏.‏ وقال‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ ضاعَه أَفْزَعَه؛ وأَنشد لأَبي الأَسود العِجْلِيّ‏:‏

فما ضاعَني تَعْرِيضُه وانْدِراؤُه

عليَّ، وإِنِّي بالعُلى لَجَدِيرُ

وقال ابن هَرْمةَ‏:‏

أَذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ‏؟‏

أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤادِ مَضُوعُ‏؟‏

وقَدِ انْضاعَ الفرخُ أَي تَضَوَّرَ وتَضَوَّعَ‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏ انْضاعَ

وتَضَوَّعَ إِذا بسط جناحيه إِلى أُمه لِتَزُقَّه أَو فَزِعَ من شيء

فَتَضَوّرَ منه؛ قال أَبو ذؤَيب الهذلي‏:‏

فُرَيْخانِ يَنْضاعانِ في الفَجْرِ، كُلَّما

أَحَسَّا دَوِيَّ الرِّيحِ، أَو صَوْتَ ناعِب

وضاعت الريحُ الغُصْنَ‏:‏ أَمالَتْه‏.‏ وضاعتني الريحُ‏:‏ أثْقَلَتني

وأَقْلَقَتني‏.‏

والضَّوْعُ‏:‏ تَضَوُّعُ الريحِ الطيبةِ أَي نَفْحَتُها‏.‏ وضاعتِ الرائحةُ

ضَوْعاً وتَضَوَّعَت، كلاهما‏:‏ نَفَحَتْ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ جاء العباسُ فجلس على

الباب وهو يَتَضَوَّعُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم رائحةً لم يَجِدْ مِثْلَها؛ تَضَوُّعُ الريحِ‏:‏ تَفَرُّقُها وانْتِشارُها وسُطُوعُها؛ وقال الشاعر‏:‏

إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريحُها، نَسِيمَ الصِّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ

وضاعَ المِسْكُ وتَضَوَّعَ وتَضَيَّعَ أَي تحرّك فانتشرت رائحته؛ قال

عبد الله بن نمير الثقفي‏:‏

تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أَنْ مَشَتْ

به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطِرات

ويروى‏:‏ خَفِرات‏.‏ ومن العرب من يستعمل التضَوُّعَ في الرائحة المُصِنَّةِ‏.‏

وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ تضَوَّعَ النهَتْنُ؛ وأَنشد‏:‏

يَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْـ *** ـكِ، ضِماخاً كأَنَّه رِيحُ مَرْقِ

والضِّماخُ‏:‏ الريحُ لمُنْتِنُ، المَرْقُ‏:‏ صُوفُ العِجاف والمَرْضَى، وقال الأَزهري‏:‏ هو الإِهابُ الذي عُطِّنَ فأَنْتَنَ‏.‏ وضاعَ يَضُوعُ

وتَضَوَّعَ‏:‏ تَضَوَّرَ في البُكاء، وقد غَلب على بكاء الصبيّ‏.‏ قال الليث‏:‏ هو تَضَوُّرُ الصبيّ في البكاء في شدّة ورَفع صوت، قال‏:‏ والصبيّ بكاؤه تَضوُّعٌ؛ قال امرؤ القيس يصف امرأَة‏:‏

يَعِزُّ عليها رُقْبَتِي، ويَسُوءُها

بُكاه، فَتَثني الجِيدَ أَنْ يَتَضَوَّعا

يقول‏:‏ تَثني الجِيد إِلى صبيِّها حِذارَ أَنْ يَتَضَوَّعَ‏.‏

والضُّوعُ والضِّوَعُ، كلاهما‏:‏ طائرٌ من طير الليل كالهامة إِذا أَحَسَّ

بالصَّباح صَدَحَ؛ قال الأَعشى يصف فلاة‏:‏

لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يُؤَنِّسُه

بالليلِ، إِلا نَئِيمَ البُومِ والضِّوَعا

بكسر الضاد، وجمعه ضِيعانٌ، وهما لغتان‏:‏ ضِوَعٌ وضُوَعٌ؛ وأَنشد

الأَصمعي‏:‏

فهو يَزْقُو مِثْلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ

قال‏:‏ ونَصَبَ الضَّوَعَ بنيَّةِ النَّئِيم كأَنه قال إِلا نئيمَ البُوم

وصياحَ الضِّوَع، وقيل‏:‏ هو الكَرَوانُ، وجمعه أَضْواعٌ وضِيعانٌ، وقال

المفضل‏:‏ هو ذكر البوم، وقال ثعلب‏:‏ الضُّوَعُ أَصغر من العُصْفُور؛ وأَنشد‏:‏مَنْ لا يَدُلُّ على خَيْرٍ عَشِيرَتَه، حتى يَدُلَّ على بَيْضاتِه الضُّوَعُ

قال‏:‏ لأَنه يضَع بيضه في موضع لا يُدْرَى أَين هو‏.‏ والضَّواعُ‏:‏ صوتُه‏.‏

وقد تَضَوَّعَ‏.‏ وضاعَ الطائرُ فرْخَه يضُوعه إِذا زَقَّه؛ ويقال منه‏:‏

ضَعْ ضَعْ إِذا أَمرتَه بزقه‏.‏

وأَضْوعٌ‏:‏ موضع، ونظيره أَقْرُنٌ وأَخْرُبٌ وأَسقُفٌ، وهذه كلها مواضع، وأَذْرُحٌ اسم مدينة الشَّراةِ، فأَما أَعصُرٌ اسم رجل فإِنما سمي بجمع

عَصْرٍ وكذلك أَسْلُمٌ اسم رجل إِنما هو جمع سَلْمٍ‏.‏

لأَثير في ترجمة ضيع‏:‏ وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر

أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها، قال‏:‏ ورواه بعضهم بالصاد

المهملة والنون، وقيل‏:‏ إِنه هو الصواب، وقيل‏:‏ هو في حديث بالمهملة وفي آخر

بالمعجمة، قال‏:‏ وكلاهما صواب في المعنى‏.‏

طبع‏:‏ الطبْعُ والطَّبِيعةُ‏:‏ الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها

الإِنسان‏.‏ والطِّباعُ‏:‏ كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وقال أَبو القاسم الزجاجي‏:‏

الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قال الأَزهري‏:‏ ويجمع طَبْعُ

الإِنسان طِباعاً، وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه

ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه

ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه‏.‏ والطِّباعُ‏:‏ واحد طِباعِ الإِنسان، على فِعال

مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ الطَّبْعُ

المِثالُ‏.‏ يقال‏:‏ اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه

وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَي

طَبِيعةٌ؛ وأَنشد‏:‏

له طابِعٌ يَجْرِي عليه، وإِنَّما

تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ

وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً‏:‏ فَطَرَه‏.‏ وطبَع الله الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم

طبْعاً‏:‏ خَلَقَهم، وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي

طُبِعَ؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي

يخلق عليها‏.‏ والطِّباعُ‏:‏ ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا

يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر‏.‏

والطَّبْع‏:‏ ابتداءَ صنْعةِ الشيء، تقول‏:‏ طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ

الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً‏:‏ صاغَه‏.‏ والطَّبّاعُ‏:‏ الذي يأْخذ

الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو

نحو ذلك، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً‏:‏ عَمِلْت، والطَّبّاعُ‏:‏ الذي يعمَلها‏.‏ والطبْعُ‏:‏ الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه‏.‏

وفي نوادر الأَعراب‏:‏ يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف

الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت‏:‏ طَبَعْتُ قفاه، وطَبع الشيءَ

وعليه يَطْبَعُ طبْعاً‏:‏ ختم‏.‏ والطابَعُ والطابِعُ، بالفتح والكسر‏:‏ الخاتم

الذي يختم به؛ الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة‏.‏ والطابِعُ والطابَعُ‏:‏

مِيسَم الفرائض‏.‏ يقال‏:‏ طبَع الشاةَ‏.‏ وطبَع الله على قلبه‏:‏ ختم، على المثل‏.‏

ويقال‏:‏ طبَع الله على قلوب الكافرين، نعوذ بالله منه، أَي خَتَمَ فلا يَعِي

وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير‏.‏ وقال أَبو إِسحق النحوي‏:‏ معنى طبع في اللغة وختم

واحد، وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال

ا تعالى‏:‏ أَم على قلوب أَقْفالُها، وقال عز وجل‏:‏ كلاَّ بلْ رانَ على

قلوبهم؛ معناه غَطَّى على قلوبهم، وكذلك طبع الله على قلوبهم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ، قال مجاهد‏:‏ الرَّيْنُ أَيسر من الطبع، والطبع أَيسر من الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا

تفسير الطبع، بإِسكان الباء، وأَما طَبَعُ القلب، بتحريك الباء، فهو تلطيخه بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره‏.‏ وفي الحديث‏:‏

من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه

ومنعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون‏:‏ الختم، وبالتحريك‏:‏ الدَّنَسُ، وأَصله

من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف، ثم استعير فيما يشبه ذلك من الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ‏.‏ وفي حديث الدُّعاء‏:‏ اخْتِمْه

بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة؛ الطابع، بالفتح‏:‏ الخاتم، يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه‏.‏

وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع‏:‏

مَلأَه‏.‏ وطِبْعُه‏:‏ مِلْؤُه‏.‏ والطَّبْعُ‏:‏ مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ

فيه من شدّة مَلْئِه‏.‏ قال‏:‏ ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا

يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت‏.‏ وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء‏.‏ فاض به من جوانبه وتَدَفَّق‏.‏

والطِّبْعُ، بالكسر‏:‏ النهر، وجمعه أَطباع، وقيل‏:‏ هو اسم نهر بعينه؛ قال

لبيد‏:‏

فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

وقيل‏:‏ الطِّبْعُ هنا المِلءُ، وقيل‏:‏ الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ

به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في بيت لبيد فتحَيَّر فيه، فمرّة جعله المِلْءَ، وهو ما أَخذ الإِناءُ من الماءِ، ومرة جعله الماء، قال‏:‏ وهو في المعنيين غير مصيب‏.‏ والطِّبْعُ في بيت

لبيد النهر، وهو ما قاله الأَصمعي، وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس

ابْتَدَؤُوا حفره، وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف، والنِّكْث

بمعنى المَنْكوث من الصوف، وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض

شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً، إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم؛ قال‏:‏ وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي، لأن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ

عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها، وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً

إِذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم، الذين حاجُّوه عند النعمان بن المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا، بروايا مُثْقَلة خاضت

أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها، والله أَعلم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ويجمع الطِّبْعُ

بمعنى النهر على الطُّبوعِ، سمعته من العرب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَلقى الشَّبكةَ

فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها‏.‏ والطِّبْعُ أَيضاً‏:‏ مَغِيضُ الماءِ

وكأَنه ضِدّ، وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ‏.‏ وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ‏:‏

مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء؛ قال عُوَيفُ القَوافي‏:‏

عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا

طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ

قال الأَزهري‏:‏ والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبي عبيدة؛ قال‏:‏ وأَنشد غيره‏:‏

أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ‏؟‏

وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ‏؟‏

ويروى الجَلنْفَعهْ‏.‏ وقال‏:‏ المطبَّعة المُثْقَلةُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وتكون

المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها‏.‏ وقِربة

مُطبَّعة طعاماً‏:‏ مملوءة؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فقيلَ‏:‏ تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها

مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لا يَضيرُها

وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ‏:‏ صدئ؛ قال جرير‏:‏

وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ، وخَرَجْتَ لا طَبِعاً، ولا مَبْهُورا

قال ابن بري‏:‏ هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ‏.‏ وطَبِعَ الثوبُ

طَبَعاً‏:‏ اتَّسَخَ‏.‏ ورجل طَبِعٌ‏:‏ طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء

لا يستَحْيي من سَوأَة‏.‏ وفي حديث عمر بن عبد العزيز‏:‏ لا يتزوج من الموالي

في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ

الطَّبِعُ؛ وقد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ‏:‏

لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ، وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني

قال شمر‏:‏ طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛ قال‏:‏ وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية‏:‏

ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ، وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا

قال‏:‏ ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت‏:‏ الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ

أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وقال ابن الطثَريّة‏:‏

وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا، منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا

أَراد أَن تَخْلِطي، وهي لغة تميم‏.‏ والمُطَبَّع‏:‏ الذي نُجِّسَ، والمَأْبيُّ‏:‏ الماء الذي تأْبى الإِبل شربه‏.‏ وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع‏.‏

وطَبِعَ‏:‏ بمعنى كَسِلَ‏.‏ وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ

السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول‏:‏ هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ

أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً، وربما وَرِمَ مَعْضُوضه، ويعلّل

بالأَشياء الحُلْوة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ هو النِّبْرُ عند العرب؛ وأَنشد الأَصمعي

وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي، قال‏:‏ ويقال إِنها لحكيم بن مُعَيّة الرَّبَعِيّ‏:‏

إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ، وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ، من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ

مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ، يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ

لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ، تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ

من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ

وفي الحديث‏:‏ نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ

وعَيْبٍ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الطبَعُ الدنس والعيب، بالتحريك‏.‏ وكل شَينٍ في دِين أَو دُنيا، فهو طبَع‏.‏

وأما الذي في حديث الحسن‏:‏ وسئل عن قوله تعالى‏:‏ لها طلع نضيد، فقال‏:‏ هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه؛ الطِّبِّيعُ، بوزن القِنْدِيل‏:‏ لُبُّ الطلْعِ، وكُفُرّاه وكافورُه‏:‏ وِعاؤُه‏.‏

طرسع‏:‏ سَرْطَعَ وطَرْسَع، كلاهما‏:‏ عَدا عَدْواً شديداً من فَزَع‏.‏

طزع‏:‏ رجُل طَزِعٌ وطَزيع وطَسِعٌ وطَسِيعٌ‏:‏ لا غَيْرةَ له‏.‏ والطَّزَعُ‏:‏

النكاح‏.‏ وطَزِعَ طَزَعاً وطَسِعَ طَسَعاً‏:‏ لم يَغَرْ؛ وقيل‏:‏ طَزِعَ

طَزَعاً لم يكن عنده غَناءٌ‏.‏

طسع‏:‏ الطَّسِعُ والطَّزِعُ‏:‏ الذي لا غيرة عنده، طَسِعَ طَسَعاً وطَزِعَ

طَزَعاً‏.‏ والطَّسِيعُ والطَّزِيعُ‏:‏ الذي يرى مع أَهله رجلاً فلا يَغارُ

عليه‏.‏ والطَّسْعُ‏:‏ كلمة يُكَنَّى بها عن النكاح‏.‏ ومكان طَيْسَعٌ‏:‏ واسع‏.‏

والطَّيْسَعُ‏:‏ الحَريصُ‏.‏

طعع‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الطَّعُّ اللَّحْسُ، والطَّعْطَعةُ‏:‏ حكاية صوت

اللاطِعِ والنَّاطِعِ والمُتَمَطِّق إِذا لَصِقَ لسانه بالغار الأَعلى عند

اللَّطْعِ أَو التَّمَطُّق ثم لَطَعَ من طيب شيء يأْكله‏.‏ والطَّعْطَعُ من الأَرض‏:‏ المطمئن‏.‏

طلع‏:‏ طَلَعَتِ الشمس والقمر والفجر والنجوم تَطْلُعُ طُلُوعاً

ومَطْلَعاً ومَطْلِعاً، فهي طالِعةٌ، وهو أَحَد ما جاء من مَصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ

على مَفْعِلٍ، ومَطْلَعاً، بالفتح، لغة، وهو القياس، والكسر الأَشهر‏.‏

والمَطْلِعُ‏:‏ الموضع الذي تَطْلُعُ عليه الشمس، وهو قوله‏:‏ حتى إِذا بلغ

مَطْلِعَ الشمس وجدها تَطْلُع على قوم، وأَما قوله عز وجل‏:‏ هي حتى مَطْلِعِ

الفجر، فإِن الكسائي قرأَها بكسر اللام، وكذلك روى عبيد عن أَبي عمرو

بكسر اللام، وعبيد أَحد الرواة عن أَبي عمرو، وقال ابن كثير ونافع وابن عامر

واليزيدي عن أَبي عمرو وعاصم وحمزة‏:‏ هي حتى مَطْلَع الفجر، بفتح اللام، قال الفراء‏:‏ وأَكثر القراء على مطلَع، قال‏:‏ وهو أَقوى في قياس العربية

لأَن المطلَع، بالفتح، هو الطلوع والمطلِع، بالكسر، هو الموضع الذي تطلع

منه، إِلا أَن العرب تقول طلعت الشمس مطلِعاً، فيكسرون وهم يريدون المصدر، وقال‏:‏ إِذا كان الحرف من باب فعَل يفعُل مثل دخل يدخل وخرج يخرج وما

أَشبهها آثرت العرب في الاسم منه والمصدر فتح العين،إِلا أَحرفاً من الأَسماء

أَلزموها كسر العين في مفعل، من ذلك‏:‏ المسجِدُ والمَطْلِعُ والمَغْرِبُ

والمَشْرِقُ والمَسْقِطُ والمَرْفِقُ والمَفْرِقُ والمَجْزِرُ والمسْكِنُ

والمَنْسِكُ والمَنْبِتُ، فجعلوا الكسر علامة للاسم والفتح علامة للمصدر، قال الأَزهري‏:‏ والعرب تضع الأَسماء مواضع المصادر، ولذلك قرأَ من قرأَ‏:‏ هي

حتى مطلِع الفجر، لأَنه ذَهَب بالمطلِع، وإِن كان اسماً، إِلى الطلوع مثل

المَطْلَعِ، وهذا قول الكسائي والفراء، وقال بعض البصريين‏:‏ من قرأَ

مطلِع الفجر، بكسر اللام، فهو اسم لوقت الطلوع، قال ذلك الزجاج؛ قال

الأَزهري‏:‏ وأَحسبه قول سيبويه‏.‏ والمَطْلِعُ والمَطْلَعُ أَيضاً‏:‏ موضع طلوعها‏.‏

ويقال‏:‏ اطَّلَعْتُ الفجر اطِّلاعاً أَي نظرت إِليه حين طلَع؛ وقال‏:‏

نَسِيمُ الصَّبا من حيثُ يُطَّلَعُ الفَجْرُ

وآتِيكَ كل يوم طَلَعَتْه الشمسُ أَي طلَعت فيه‏.‏ وفي الدعاء‏:‏ طلعت الشمس

ولا تَطْلُع بِنَفْسِ أَحد منا؛ عن اللحياني، أَي لا مات واحد منا مع

طُلُوعها، أَراد‏:‏ ولا طَلَعَتْ فوضع الآتي منها موضع الماضي، وأَطْلَعَ لغة

في ذلك؛ قال رؤبة‏:‏

كأَنه كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعا

وطِلاعُ الأَرضِ‏:‏ ما طَلعت عليه الشمسُ‏.‏ وطِلاعُ الشيء‏:‏ مِلْؤُه؛ ومنه

حديث عمر، رحمه الله‏:‏ أَنه قال عند موته‏:‏ لو أَنَّ لي طِلاعَ الأَرضِ ذهباً؛ قيل‏:‏ طِلاعُ الأَرض مِلْؤُها حتى يُطالِعَ أَعلاه أَعْلاها فَيُساوِيَه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ جاءه رجل به بَذاذةٌ تعلو عنه العين، فقال‏:‏ هذا خير من طِلاعِ الأَرض ذهباً أَي ما يَمْلَؤُها حتى يَطْلُع عنها ويسيل؛ ومنه قول

أَوْسِ بن حَجَرٍ يصف قوساً وغَلَظَ مَعْجِسها وأَنه يملأُ الكف‏:‏

كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها، ولا عَجْسُها عن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا

الكَتُوم‏:‏ القَوْسُ التي لا صَدْعَ فيها ولا عَيْبَ‏.‏ وقال الليث‏:‏ طِلاعُ

الأَرضِ في قول عمر ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ من الأَرض، والقول الأَوَّل، وهو قول أَبي عبيد‏:‏

وطَلَعَ فلان علينا من بعيد، وطَلْعَتُه‏:‏ رُؤْيَتُه‏.‏ يقال‏:‏ حَيَّا الله طَلْعتك‏.‏ وطلَع الرجلُ على القوم يَطْلُع وتَطَلَع طُلُوعاً وأَطْلَع‏:‏ هجم؛ الأَخيرة عن سيبويه‏.‏ وطلَع عليهم‏:‏ أَتاهم‏.‏ وطلَع عليهم‏:‏ غاب، وهو من الأَضْداد‏.‏ وطَلعَ عنهم‏:‏ غاب أَيضاً عنهم‏.‏ وطَلْعةُ الرجلِ‏:‏ شخْصُه وما طلَع

منه‏.‏ وتَطَلَّعه‏:‏ نظر إِلى طَلْعَتِه نظر حُبٍّ أَو بِغْضةٍ أَو غيرهما‏.‏

وفي الخبر عن بعضهم‏:‏ أَنه كانت تَطَلَّعُه العين صورةً‏.‏ وطَلِعَ الجبلَ، بالكسر، وطلَعَه يَطْلَعُه طُلُوعاً‏:‏ رَقِيَه وعَلاه‏.‏ وفي حديث السُّحور‏:‏

لا يَهِيدَنَّكُمُ الطالِعُ، يعني الفجر الكاذِب‏.‏ وطَلَعَتْ سِنُّ الصبي‏:‏

بَدَتْ شَباتُها‏.‏ وكلُّ بادٍ من عُلْوٍ طالِعٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ هذا بُسْرٌ قد

طَلَعَ اليَمَن أَي قَصَدَها من نجْد‏.‏ وأطْلَعَ رأْسه إِذا أَشرَف على

شيء، وكذلك اطَّلَعَ وأَطْلَعَ غيرَه واطَّلَعَه، والاسم الطَّلاعُ‏.‏

واطَّلَعْتُ على باطِنِ أَمره، وهو افْتَعَلْتُ، وأَطْلَعَه على الأَمر‏:‏

أَعْلَمَه به، والاسم الطِّلْعُ‏.‏ وفي حديث ابن ذي بزَن‏:‏ قال لعبد المطلب‏:‏

أَطْلَعْتُك طِلْعَه أَي أَعْلَمْتُكَه؛ الطِّلع، بالكسر‏:‏ اسم من اطَّلَعَ على

الشيء إِذا عَلِمَه‏.‏ وطَلعَ على الأَمر يَطْلُع طُلُوعاً واطَّلَعَ

عليهم اطِّلاعاً واطَّلَعَه وتَطَلَّعَه‏:‏ عَلِمَه، وطالَعَه إِياه فنظر ما

عنده؛ قال قيس بم ذريح‏:‏

كأَنَّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ الناسَ قَبْلَهُمْ، ولَمْ يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَنْ يُطالِعُ

وقوله تعالى‏:‏ هل أَنتم مُطَّلِعُون فاطَّلَع؛ القرَّاء كلهم على هذه

القراءة إِلا ما رواه حسين الجُعْفِيّ عن أَبي عمرو أَنه قرأَ‏:‏ هل أَنتم

مُطْلِعونِ، ساكنة الطاء مكسورة النون، فأُطْلِعَ، بضم الأَلف وكسر اللام، على فأُفْعِلَ؛ قال الأَزهري‏:‏ وكسر النون في مُطْلِعونِ شاذّ عند النحويين

أَجمعين ووجهه ضعيف، ووجه الكلام على هذا المعنى هل أَنتم مُطْلِعِيّ وهل

أَنتم مُطْلِعوه، بلا نون، كقولك هل أَنتم آمِرُوهُ وآمِرِيَّ؛ وأَما

قول الشاعر‏:‏

هُمُ القائِلونَ الخَيْرَ والآمِرُونَه، إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما

فوجه الكلام والآمرون به، وهذا من شواذ اللغات، والقراء الجيدة الفصيحة‏:‏

هل أَنتم مُطَّلِعون فاطَّلَعَ، ومعناها هل تحبون أَن تطّلعوا فتعلموا

أَين منزلتكم من منزلة أَهل النار، فاطَّلَعَ المُسْلِمُ فرأَى قَرِينَه في سواء الجحيم أَي في وسط الجحيم، وقرأَ قارئ‏:‏ هل أَنتم مُطْلِعُونَ، بفتح

النون، فأُطْلِعَ فهي جائزة في العربية، وهي بمعنى هل أَنتم طالِعُونَ

ومُطْلِعُونَ؛ يقال‏:‏ طَلَعْتُ عليهم واطَّلَعْتُ وأَطْلَعْتُ بمعنًى

واحد‏.‏ اسْتَطْلَعَ رأْيَه‏:‏ نظر ما هو‏.‏ وطالَعْتُ الشيء أَي اطَّلَعْتُ عليه، وطالَعه بِكُتُبه، وتَطَلَّعْتُ إِلى وُرُودِ كتابِكَ‏.‏ والطَّلْعةُ‏:‏

الرؤيةُ‏.‏ وأَطْلَعْتُك على سِرِّي، وقد أَطْلَعْتُ من فوق الجبل واطَّلَعْتُ

بمعنى واحد، وطَلَعْتُ في الجبل أَطْلُعُ طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ فيه حتى

لا يراك صاحبُكَ‏.‏ وطَلَعْتُ عن صاحبي طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ عنه‏.‏

وطَلَعْتُ عن صاحبي إِذا أَقْبَلْتَ عليه؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا كلام العرب‏.‏

وقال أَبو زيد في باب الأَضداد‏:‏ طَلَعْتُ على القوم أَطلُع طُلُوعاً إِذا

غِبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْكَ، وطلَعت عليهم إِذا أَقبلت عليهم حتى يروك‏.‏

قال ابن السكيت‏:‏ طلعت على القوم إِذا غبت عنهم صحيح، جعل على فيه بمعنى عن، كما قال الله عز وجل‏:‏ ويل لمطففين الذين إِذا اكتالوا على الناس؛ معناه عن

الناس ومن الناس، قال وكذلك قال أَهل اللغة أَجمعون‏.‏ وأَطْلَعَ الرامي

أي جازَ سَهْمُه من فوق الغَرَض‏.‏ وفي حديث كسرى‏:‏ أَنه كان يسجُد للطالِعِ؛ هو من السِّهام الذي يُجاوِزُ الهَدَفَ ويَعْلُوه؛ قال الأَزهري‏:‏ الطالِع

من السهام الذي يقَعُ وراءَ الهَدَفِ ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِسِ؛ قال

المَرَّارُ‏:‏

لَها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَى، ولا شاخِصاتٌ، عن فُؤادي، طَوالِعُ

أَخبر أَنَّ سِهامَها تُصِيبُ فُؤادَه وليست بالتي تقصُر دونه أَو

تجاوزه فتُخْطِئُه، ومعنى قوله أَنه كان يسجد للطالع أَي أَنه كان يخفض رأْسه

إِذا شخَص سهمُه فارتفع عن الرَّمِيّةِ وكان يطأْطئ رأْسه ليقوم السهم

فيصيب الهدف‏.‏

والطَّلِيعةُ‏:‏ القوم يُبعثون لمُطالَعةِ خبر العدوّ، والواحد والجمع فيه

سواء‏.‏ وطَلِيعةُ الجيش‏:‏ الذي يَطْلُع من الجيش يُبعث لِيَطَّلِعَ طِلْعَ

العدوّ، فهو الطِّلْعُ، بالكسر، الاسم من الاطّلاعِ‏.‏ تقول منه‏:‏ اطَّلِعْ

طِلْعَ العدوّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان إِذا غَزا بعث بين يديه طَلائِعَ؛ هم القوم الذين يبعثون ليَطَّلِعُوا طِلْع العدوّ كالجَواسِيسِ، واحدهم

طَلِيعةٌ، وقد تطلق على الجماعة، والطلائِعُ‏:‏ الجماعات؛ قال الأَزهري‏:‏

وكذلك الرَّبِيئةُ والشَّيِّفةُ والبَغِيَّةُ بمعنى الطَّلِيعةِ، كل لفظة

منها تصلح للواحد والجماعة‏.‏

وامرأَة طُلَعةٌ‏:‏ تكثر التَّطَلُّعَ‏.‏ يقال‏:‏ امرأَة طُلَعةٌ قُبَعةٌ، تَطْلُع تنظر ساعة ثم تَخْتَبئُ‏.‏ وقول الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ‏:‏ إن أَبْغَضَ كنائِني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ أَي التي تَطْلُعُ كثيراً ثم تَخْتَبِئُ‏.‏ ونفس طُلَعةٌ‏:‏ شَهِيّةٌ مُتَطَلِّعةٌ، على المثل، وكذلك

الجمع؛ وحكى المبرد أَن الأَصمعي أَنشد في الإِفراد‏:‏

وما تَمَنَّيْتُ من مالٍ ولا عُمُرٍ

إِلاَّ بما سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ

وفي كلام الحسن‏:‏ إِنَّ هذه النفوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعوها بالمواعِظِ وإِلا

نَزَعَتْ بكم إِلى شَرِّ غايةٍ؛ الطُّلَعةُ، بضم الطاء وفتح اللام‏:‏

الكثيرة التطلّع إِلى الشيء أَي أَنها كثيرة الميْل إِلى هواها تشتهيه حتى تهلك

صاحبها، وبعضهم يرويه بفتح الطاء وكسر اللام، وهو بمعناه،والمعروف

الأَوَّل‏.‏

ورجل طَلاَّعُ أَنْجُدٍ‏:‏ غالِبٌ للأُمور؛ قال‏:‏

وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دونَ هَمِّه، وقد كانَ، لولا القُلُّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ

وفلان طَلاَّعُ الثَّنايا وطَلاَّعُ أَنْجُدٍ إِذا كان يَعْلُو الأُمور

فيَقْهَرُها بمعرفته وتَجارِبِه وجَوْدةِ رأْيِه، والأَنْجُد‏:‏ جمع

النَّجْدِ، وهو الطريق في الجبل، وكذلك الثَّنِيَّةُ‏.‏ ومن أَمثال العرب‏:‏ هذه

يَمِينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ، وهي اليمين التي تَجْعل لصاحبها

مَخْرَجاً؛ ومنه قول جرير‏:‏

ولا خَيْرَ في مالٍ عليه أَلِيّةٌ، ولا في يَمِينٍ غَيْرِ ذاتِ مَخارِمِ

والمَخارِمُ‏:‏ الطُّرُقُ في الجبال، واحدها مَخْرِمٌ‏.‏ وتَطَلَّعَ الرجلَ‏:‏

غَلَبَه وأَدْرَكَه؛ أَنشد ثعلب‏:‏

وأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرسَه، ومَوْلايَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ

قال ابن بري‏:‏ ويقال تَطالَعْتَه إِذا طَرَقْتَه ووافَيْتَه؛ وقال‏:‏

تَطالَعُني خَيالاتٌ لِسَلْمَى، كما يَتَطالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ

وقال‏:‏ كذا أنشده أَبو علي‏.‏ وقال غيره‏:‏ إِنما هو يَتَطَلَّعُ لأن تَفاعَلَ لا يتعدّى في الأكثر، فعلى قول أَبي عليّ يكون مثل تَخاطأَتِ النَّبْلُ

أَحشاءَه، ومِثْلَ تَفاوَضْنا الحديث وتَعاطَيْنا الكأْسَ وتَباثَثْنا

الأَسْرارَ وتَناسَيْنا الأَمر وتَناشَدْنا الأَشْعار، قال‏:‏ ويقال

أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا بمعنى طَلَعَتْ؛ قال الكميت‏:‏

كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ، في عِشائِها، بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ

والطِّلْعُ من الأَرَضِينَ‏:‏ كلُّ مطمئِنٍّ في كلِّ رَبْوٍ إِذا طَلَعْتَ

رأَيتَ ما فيه، ومن ثم يقال‏:‏ أَطْلِعْني طِلْعَ أَمْرِكَ‏.‏ وطِلْعُ

الأَكَمَةِ‏:‏ ما إِذا عَلَوْتَه منها رأَيت ما حولها‏.‏ ونخلة مُطَّلِعةٌ‏:‏

مُشْرِفةٌ على ما حولها طالتِ النخيلَ وكانت أَطول من سائرها‏.‏ والطَّلْعُ‏:‏

نَوْرُ النخلة ما دامِ في الكافُور، الواحدة طَلْعةٌ‏.‏ وطَلَعَ النخلُ طُلوعاً

وأَطْلَعَ وطَلَّعَ‏:‏ أَخرَج طَلْعَه‏.‏ وأَطْلَعَ النخلُ الطَّلْعَ

إِطْلاعاً وطَلَعَ الطَّلْعُ يَطْلُعُ طُلُوعاً، وطَلْعُه‏:‏ كُفُرّاه قبل أن ينشقّ عن الغَرِيضِ، والغَرِيضُ يسمى طَلْعاً أَيضاً‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي عن

المفضل الضبّيّ أَنه قال‏:‏ ثلاثة تُؤْكَلُ فلا تُسْمِنُ‏:‏ وذلك الجُمَّارُ

والطَّلْعُ والكَمْأَةُ؛ أَراد بالطَّلْع الغَرِيض الذي ينشقّ عنه

الكافور، وهو أَوَّلُ ما يُرَى من عِذْقِ النخلة‏.‏ وأَطْلَعَ الشجرُ‏:‏ أَوْرَقَ‏.‏

وأَطْلَعَ الزرعُ‏:‏ بدا، وفي التهذيب‏:‏ طَلَعَ الزرعُ إِذا بدأَ يَطْلُع

وظهَر نباتُه‏.‏

والطُّلَعاءُ مِثالُ الغُلَواء‏:‏ القَيْءُ، وقال ابن الأَعرابي‏:‏

الطَّوْلَعُ الطُّلَعاءُ وهو القيْءُ‏.‏ وأَطْلَعَ الرجلُ إِطْلاعاً‏:‏

قاءَ‏.‏ قَوْسٌ طِلاعُ الكَفِّ‏:‏ يملأُ عَجْسُها الكفّ، وقد تقدم بيت أَوس بن حجر‏:‏ كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ وهذا طِلاعُ هذا أَي قَدْرُه‏.‏ وما يَسُرُّني

به طِلاعُ الأَرض ذهباً، ومنه قول الحسن‏:‏ لأَنْ أَعْلم أَنِّي بَرِيءٌ من النِّفاقِ أَحَبُّ إِليَّ من طِلاعِ الأَرض ذهباً‏.‏

وهو بِطَلْعِ الوادِي وطِلْعِ الوادي، بالفتح والكسر، أَي ناحيته، أُجري

مجرى وزْنِ الجبل‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ نَظَرْتُ طَلْعَ الوادي وطِلْعَ

الوادي، بغير الباء، وكذا الاطِّلاعُ النَّجاةُ، عن كراع‏.‏ وأَطْلَعَتِ السماءُ

بمعنى أَقْلَعَتْ‏.‏

والمُطَّلَعُ‏:‏ المَأْتى‏.‏ ويقال‏:‏ ما لهذا الأَمر مُطَّلَعٌ ولا مُطْلَعٌ

أَي ما له وجه ولا مَأْتًى يُؤْتى إِليه‏.‏ ويقال‏:‏ أَين مُطَّلَعُ هذا

الأَمر أَي مَأْتاه، وهو موضع الاطِّلاعِ من إِشْرافٍ إِلى انْحِدارٍ‏.‏ وفي حديث

عمر أَنه قال عند موته‏:‏ لو أَنَّ لي ما في الأَرض جميعاً لافْتَدَيْتُ به من هَوْلِ المُطَّلَعِ؛ يريد به الموقف يوم القيامة أَو ما يُشْرِفُ

عليه من أَمر الآخرة عَقِيبَ الموت، فشبه بالمُطَّلَعِ الذي يُشْرَفُ عليه

من موضع عالٍ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ وقد يكون المُطَّلَعُ المَصْعَدَ من أَسفل

إِلى المكان المشرف، قال‏:‏ وهو من الأَضداد‏.‏ وفي الحديث في ذكر القرآن‏:‏ لكل

حرْف حَدٌّ ولكل حدٍّ مُطَّلَعٌ أَي لكل حدٍّ مَصْعَدٌ يصعد إِليه من معرفة

علمه‏.‏ والمُطَّلَعُ‏:‏ مكان الاطِّلاعِ من موضع عال‏.‏ يقال‏:‏ مُطَّلَعُ هذا

الجبل من مكان كذا أَي مأْتاه ومَصْعَدُه؛ وأَنشد أَبو زيد

‏:‏

ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَت ثَنِيَّتُه، إِلاَّ وَجَدْت سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا

وقيل‏:‏ معناه أَنَّ لكل حدٍّ مُنْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرْتَكِبُه أَي

أَنَّ الله لم يحرِّم حُرْمةً إِلاَّ علم أَنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون لكل حدٍّ مَطْلَعٌ بوزن مَصْعَدٍ ومعناه؛ وأَنشد ابن بري لجرير‏:‏

إني، إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ، لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعُورا

قال الليث‏:‏ والطِّلاعُ هو الاطِّلاعُ نفسُه في قول حميد بن ثور‏:‏

فكانَ طِلاعاً مِنْ خَصاصٍ ورُقْبةً، بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وطَرْفاً مُقَسَّما

قال الأَزهري‏:‏ وكان طِلاعاً أَي مُطالَعةً‏.‏ يقال‏:‏ طالَعْتُه طِلاعاً

ومُطالَعةً، قال‏:‏ وهو أَحسن من أَن تجعله اطِّلاعاً لأَنه القياس في العربية‏.‏

وقول الله عز وجل‏:‏ نارُ اللهِ المُوقَدةُ التي تَطَّلِع على الأَفْئِدةِ؛ قال الفراءُ‏:‏ يَبْلُغُ أَلَمُها الأَفئدة، قال‏:‏ والاطِّلاعُ والبُلوغُ قد

يكونان بمعنى واحد، والعرب تقول‏:‏ متى طَلَعْتَ أَرْضنا أَي متى بَلَغْت

أَرضنا، وقوله تطَّلع على الأَفئدة، تُوفي عليها فَتُحْرِقُها من اطَّلعت

إِذا أَشرفت؛ قال الأَزهري‏:‏ وقول الفراء أَحب إِليَّ، قال‏:‏ وإِليه ذهب

الزجاج‏.‏ ويقال‏:‏ عافى الله رجلاً لم يَتَطَلَّعْ في فِيكَ أَي لم يتعقَّب

كلامك‏.‏ بو عمرو‏:‏ من أَسماء الحية الطِّلْعُ والطِّلُّ‏.‏

وأَطْلَعْتُ إِليه مَعْروفاً‏:‏ مثل أَزْلَلْتُ‏.‏ ويقال‏:‏ أَطْلَعَني فُلان

وأَرْهَقَني وأَذْلَقَني وأَقْحَمَني أَي أَعْجَلَني‏.‏

وطُوَيْلِعٌ‏:‏ ماء لبني تميم بالشَّاجِنةِ ناحِيةَ الصَّمَّانِ؛ قال

الأَزهري‏:‏ طُوَيْلِعٌ رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بناحية الشَّواجِنِ عَذْبةُ الماءِ

قريبة الرِّشاءِ؛ قال ضمرة ابن ضمرة‏:‏

وأَيَّ فَتًى وَدَّعْتُ يومَ طُوَيْلِعٍ، عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عليه وسَلَّما

فَيا جازيَ الفِتْيانِ بالنِّعَمِ اجْزِه

بِنُعْماه نُعْمَى، واعْفُ إن كان مُجْرِما

طمع‏:‏

الطَّمَعُ‏:‏ ضِدُّ اليَأْسِ‏.‏ قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه‏:‏ تعلمن أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ وأَنَّ اليَأْسَ غِنًى‏.‏ طَمِعَ فيه وبه طَمَعاً

وطَماعةً وطَماعِيةً، مخفَّف، وطَماعِيَّةً، فهو طَمِعٌ وطَمُعٌ‏:‏ حَرَص عليه

ورَجاه، وأَنكر بعضهم التشديد‏.‏ ورجاٌ طامِعٌ وطَمِعٌ وطَمُعٌ من قوم

طَمِعِينَ وطَماعَى وأَطْماعٍ وطُمَعاءَ، وأَطْمَعَه غيره‏.‏ والمَطْمعُ‏:‏ ما

طُمِعَ فيه‏.‏ والمَطْمَعةُ‏:‏ ما طُمِعَ من أَجْله‏.‏ وفي صفة النساء‏:‏ ابنةُ عشر

مَطْمَعةٌ للناظِرين‏.‏ وامرأَة مِطْماعٌ‏:‏ تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ من نفْسها‏.‏ ويقال‏:‏ إِنَّ قَوْلَ الخاضِعةِ من المرأَة لَمَطْمَعةٌ في الفَساد أَي

مما يُطْمِعُ ذا الرِّيبةِ فيها‏.‏ وتَطْمِيعُ القَطْر‏:‏ حين يَبْدأُ

فيَجِيء منه شيءٌ قليل، سمي بذلك لأَنه يُطْمِعُ بما هو أَكثر منه؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

كأَنَّ حَدِيثَها تَطْمِيعُ قَطْرٍ، يُجادُ به لأَصْداءٍ شِحاحِ

الأَصْداءُ ههنا‏:‏ الأَبْدانُ، يقول‏:‏ أَصْداؤُنا شِحاحٌ على حديثها‏.‏

والطَّمَعُ‏:‏ رِزْق الجُنْد، وأَطْماع الجُند‏:‏ أَرزاقُهم‏.‏ يقال‏:‏ أَمَرَ لهم

الأَميرُ بأَطماعِهم أَي بأَرزاقِهم، وقيل‏:‏ أَوْقاتُ قَبْضِها، واحدها

طَمَعٌ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ يقال طَمَعٌ وأَطْماعٌ ومَطْمَعٌ ومَطامِعُ‏.‏ ويقال‏:‏ ما

أَطْمَعَ فلاناً على التعجُّب من طَمَعِه‏.‏ ويقال في التعجب‏:‏ طَمُعَ

الرجلُ فلان، بضم الميم، أَي صار كثير الطَّمَعِ، كقولك إِنه لَحَسُنَ الرجلُ، وكذلك التعجب في كل شيء مضموم، كقولك‏:‏ خَرُجَتِ المرأَةُ فلانة إِذا كانت

كثيرة الخُروج، وقَضُوَ القاضِي فلان، وكذلك التعجب في كل شيء إِلاَّ ما

قالوا في نِعْمَ وبِئْس رواية تروى عنهم غير لازمة لقياس التعجب، جاءَت

الرواية فيهما بالكسر لأَنَّ صور التعجب ثلاث‏:‏ ما أَحْسَنَ زيداً، أَسْمِعْ

به، كَبُرَتْ كَلِمةً، وقد شَذَّ عنها نِعْم وبِئْسَ‏.‏

طوع‏:‏ الطَّوْعُ‏:‏ نَقِيضُ الكَرْهِ‏.‏ طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه، والاسم

الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ‏.‏ ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ‏.‏ ورجل طائِعٌ وطاعٍ

مقلوب، كلاهما‏:‏ مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ، ولا فِعْل لطاعٍ؛ قال‏:‏حَلَفْتُ بالبَيْتِ، وما حَوْلَه

من عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طاعِ

وكذلك مِطْواعٌ ومِطْواعةٌ؛ قال المتنخل الهذلي‏:‏

إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً، ومَهْما وكَلْتَ إِليه كَفاه

الليحاني‏:‏ أَطَعْتُه وأَطَعْتُ له‏.‏ ويقال أَيضاً‏:‏ طِعْتُ له وأَنا

أَطِيعُ طاعةً‏.‏ ولَتَفْعَلَنَّه طَوْعاً أَو كَرْهاً، وطائِعاً أَو كارِهاً‏.‏

وجاء فلان طائعاً غير مُكْرَهٍ، والجمع طُوَّعٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ من العرب

من يقول طاعَ له يَطُوعُ طَوْعاً، فهو طائعٌ، بمعنى أَطاعَ، وطاعَ يَطاعُ

لغة جيدة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وطاعَ يَطاعُ وأَطاعَ لانَ وانْقادَ، وأَطاعَه

إِطاعةً وانْطاعَ له كذلك‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ وقد طاع له يَطُوعُ إِذا انقاد له، بغير أَلِف، فإِذا مضَى لأَمره فقد أَطاعَه، فإِذا وافقه فقد طاوعه؛ وأَنشد ابن بري للرَّقّاصِ الكلبي‏:‏

سِنانُ مَعَدٍّ في الحُرُوبِ أَداتُها، وقد طاعَ مِنْهُمْ سادةٌ ودَعائِمُ

وأَنشد للأَحوص‏:‏

وقد قادَتْ فُؤادي في هَواها، وطاعَ لها الفُؤادُ وما عَصاها

وفي الحديث‏:‏ فإِنْ هُمْ طاعُوا لك بذلك‏.‏ ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ‏.‏ قال‏:‏

والطاعةُ اسم من أَطاعَه طاعةً، والطَّواعِيةُ اسم لما يكون مصدراً

لطاوَعَه، وطاوَعَتِ المرأَةُ زوجها طَواعِيةً‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ يقال طاعَ له

وأَطاعَ سواء، فمن قال طاع يقال يطاع، ومن قال أَطاعَ قال يُطِيعُ، فإِذا

جئت إِلى الأَمر فليس إِلاَّ أَطاعَه، يقال أَمَرَه فأَطاعَه، بالأَلف، طاعة لا غير‏.‏ وفي الحديث‏:‏ هَوًى مُتَّبَعٌ وشُحٌّ مُطاعٌ؛ هو أَن يُطِيعَه

صاحبُه في منع الحقوق التي أَوجبها الله عليه في ماله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا طاعةَ في مَعْصِيةِ الله؛ يريد طاعةَ وُلاةِ الأَمر إِذا أَمرُوا بما فيه معصية

كالقتل والقطع أَو نحوه، وقيل‏:‏ معناه أَن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلُص

إِذا كانت مشوبة بالمعصية، وإِنما تصح الطاعة وتخلص مع اجتناب المعاصي، قال‏:‏ والأَول أَشبه بمعنى الحديث لأَنه قد جاء مقيّداً في غيره كقوله‏:‏ لا

طاعةَ لمخلوق في معصية الله، وفي رواية‏:‏ في معصية الخالق‏.‏ والمُطاوَعةُ‏:‏

الموافقة، والنحويون ربما سموا الفعل اللازم مُطاوِعاً‏.‏ ورجل مِطْواعٌ أَي

مُطِيعٌ‏.‏ وفلان حسن الطَّواعِيةِ لك مثل الثمانية أَي حسن الطاعة لك‏.‏ ولسانه

لا يَطُوعُ بكذا أَي لا يُتابِعُه‏.‏ وأَطاع النَّبْتُ وغيره‏:‏ لم يمتنع على

آكله‏.‏ وأَطاعَ له المَرْتَعُ إِذا اتَّسَعَ له المرتع وأَمْكَنَه

الرَّعْيُ؛ قال الأَزهري‏:‏ وقد يقال في هذا الموضع طاعَ؛ قال أَوس بن حجر‏:‏كأَنَّ جِيادَهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ، جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ

أَنشده أَبو عبيد وقال‏:‏ الوَراقُ خُضْرَةُ الأَرض من الحشيش والنبات

وليس من الورق‏.‏ وأَطاعَ له المَرْعَى‏:‏ اتَّسَعَ وأَمكن الرعْيُ منه؛ قال

الجوهري‏:‏ وقد يقال في هذا المعنى طاعَ له المَرْتَعُ‏.‏ وأَطاعَ التمرُ

حانَ صِرامُه وأَدْرَك ثمره وأَمكن أن يجتنى‏.‏ وأَطاع النخلُ والشجرُ إِذا أَدرك‏.‏

وأَنا طَوْعُ يَدِكَ أَي مُنْقادٌ لك‏.‏ وامرأَة طَوْعُ الضَّجِيعِ‏:‏

مُنْقادةٌ له؛ قال النابغة‏:‏

فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ، فَباتَ له

طَوْع الشَّوامِتِ، مِنْ خَوْفٍ ومن صَرَدِ

يعني بالشَّوامِتِ الكِلابَ، وقيل‏:‏ أَراد بها القوائم، وفي التهذيب‏:‏ يقال

فلان طَوْعُ المكارِه إِذا كان معتاداً لها مُلَقًّى إِيّاها، وأَنشد

بيت النابغة، وقال‏:‏ طوع الشوامت بنصب العين ورفعها، فمن رفع أَراد بات له

ما أَطاعَ شامِتُه من البرْدِ والخَوْف أَي بات له ما اشتَهى شامِتُه وهو طَوْعُه ومن ذلك تقول‏:‏ اللهم لا تُطِيعَنَّ بنا شامِتاً أَي لا تفعلْ بي

ما يَشْتَهِيه ويُحِبُّه، ومن نصب أَراد بالشَّوامِتِ قوائمه، واحدتها

شامِتةٌ؛ تقول‏:‏ فبات الثوْرُ طَوْعَ قَوائِمِه أَي بات قائماً‏.‏ وفرس

طَوْعُ العِنانِ‏:‏ سَلِسُه‏.‏ وناقة طَوْعةُ القِيادِ وطَوْعُ القِيادِ وطَيِّعةُ

القِيادِ‏:‏ ليِّنة لا تُنازِعُ قائِدَها‏.‏

وتَطَوَّعَ للشيءِ وتَطَوَّعه، كلاهما‏:‏ حاوَله، والعرب تقول‏:‏ عَليَّ

أَمْرةٌ مُطاعةٌ‏.‏ وطَوَّعَتْ له نفسُه قَتْلَ أَخِيه؛ قال الأَخفش‏:‏ مثل

طَوَّقَتْ له ومعناه رخّصت وسهّلت، حكى الأَزهري عن الفراء‏:‏ معناه فَتابَعَتْ

نفسُه، وقال المبرد‏:‏ فطوَّعت له نفسه فَعَّلَتْ من الطوْع، وروي عن

مجاهد قال‏:‏ فطوَّعت له نفسه شَجَّعَتْه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ عنى مجاهد أَنها

أَعانته على ذلك وأَجابته إِليه، قال‏:‏ ولا أَدْرِي أَصله إِلاَّ من الطَّواعِيةِ؛ قال الأَزهري‏:‏ والأَشبه عندي أَن يكون معنى طَوَّعَتْ سَمَحَتّْ

وسهَّلت له نفسه قتل أَخيه أَي جعلت نفسُه بهواها المُرْدي قَتلَ أَخيه

سهلاً وهَوِيَتْه، قال‏:‏ وأَما على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله قتلَ

أَخيه على إِفضاء الفعل إِليه كأَنه قال فطوَّعت له نفسه أَي انقادت في قتل

أَخيه ولقتل أَخيه فحذف الخافض وأَفْضَى الفعلُ إِليه فنصبه‏.‏

قال الجوهري‏:‏ والاسْتِطاعةُ الطَّاقةُ؛ قال ابن بري‏:‏ هو كما ذكر إِلاَّ

أَنّ الاستطاعة للإِنسان خاصّة والإِطاقة عامة، تقول‏:‏ الجمل مطيق لحِمْله

ولا تقل مستطيع فهذا الفرق ما بينهما، قال‏:‏ ويقال الفَرسُ صَبور على

الحُضْر‏.‏ والاستطاعةُ‏:‏ القدرة على الشيء، وقيل‏:‏ هي استفعال من الطاعة؛ قال

الأَزهري‏:‏ والعرب تحذف التاء فتقول اسْطاعَ يَسْطِيعُ؛ قال‏:‏ وأَما قوله

تعالى‏:‏ فما اسْطاعُوا أَن يظهروه، فإِن أَصله استطاعوا بالتاء، ولكن التاء

والطاء من مخرج واحد فحذفت التاء ليخف اللفظ، ومن العرب من يقول

اسْتاعوا، بغير طاء، قال‏:‏ ولا يجوز في القراءة، ومنهم من يقول أَسْطاعُوا بأَلف

مقطوعة، المعنى فما أَطاعُوا فزادوا السين؛ قال‏:‏ قال ذلك الخليل وسيبويه

عوضاً من ذهاب حركة الواو لأَن الأَصل في أَطاعَ أَطْوَعَ، ومن كانت هذه

لغته قال في المستقبل يُسْطِيعُ، بضم الياء؛ وحكي عن ابن السكيت قال‏:‏ يقال ما

أَسطِيعُ وما أُسْطِيعُ وما أَسْتِيعُ، وكان حمزة الزيات يقرأُ‏:‏ فما

اسْطّاعوا، بإِدغام الطاء والجمع بين ساكنين، وقال أَبو إِسحق الزجاج‏:‏ من قرأَ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من يقول بقولهم، وحجتهم في ذلك أَن السين ساكنة، وإِذا أُدغمت التاء في الطاء

صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين، قال‏:‏ ومن قال أَطْرَحُ حركة التاء

على السين فأَقرأُ فما أَسَطاعوا فخطأ أَيضاً لأَن سين استفعل لم تحرك قط‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ واسْتَطاعَه واسْطاعَه وأَسْطاعَه واسْتاعَه وأَسْتاعَه

أَطاقَه فاسْتَطاعَ، على قياس التصريف، وأَما اسْطاعَ موصولةً فعلى حذف

التاء لمقارنتها الطاء في المخرج فاسْتُخِفَّ بِحذفها كما استخف بحذف أَحد

اللامين في ظَلْتُ، وأَما أَسْطاعَ مقطوعة فعلى أَنهم أَنابُوا السين

منَابَ حركة العين في أَطاعَ التي أَصلها أَطْوَعَ، وهي مع ذلك زائدة، فإِن قال

قائل‏:‏ إِنّ السين عوض ليست بزائدة، قيل‏:‏ إِنها وإِن كانت عوضاً من حركة

الواو فهي زائدة لأَنها لم تكن عوضاً من حرف قد ذهب كما تكون الهمزة في عَطاءٍ ونحوه؛ قال ابن جني‏:‏ وتعقب أَبو العباس على سيبويه هذا القول فقال‏:‏

إِنما يُعَوَّضُ من الشيء إِذا فُقِدَ وذهب، فأَما إِذا كان موجوداً في اللفظ فلا وجه للتعويض منه، وحركة العين التي كانت في الواو قد نقلت إِلى

الطاء التي هي الفاء، ولم تعدم وإِنما نقلت فلا وجه للتعويض من شيء موجود

غير مفقود، قال‏:‏ وذهب عن أَبي العباس ما في قول سيبويه هذا من الصحة، فإِمّا

غالَطَ وهي من عادته معه، وإِمّا زلّ في رأْيه هذا، والذي يدل على صحة

قول سيبويه في هذا وأَن السين عوض من حركة عين الفعل أَن الحركة التي هي

الفتحة، وإِن كانت كما قال أَبو العباس موجودة منقولة إِلى الفاء، إِما

فقدتها العين فسكنت بعدما كانت متحركة فوهنت بسكونها، ولما دخلها من التَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام، وذلك لم يُطِعْ وأَطِعْ، ففي كل هذا قد حذف

العين لالتقاء الساكنين، ولو كانت العين متحركة لما حذفت لأَنه لم يك هناك

التقاء ساكنين، أَلا ترى أَنك لو قلت أَطْوَعَ يُطْوِعُ ولم يُطْوِعْ

وأَطْوِعْ زيداً لصحت العين ولم تحذف‏؟‏ فلما نقلت عنها الحركة وسكنت سقطت

لاجتماع الساكنين فكان هذا توهيناً وضعفاً لحق العين، فجعلت السين عوضاً من سكون العين الموهن لها المسبب لقلبها وحذفها، وحركةُ الفاء بعد سكونها لا

تدفع عن العين ما لحقها من الضعف بالسكون والتَّهيُّؤ للحذف عند سكون

اللام،ويؤكد ما قال سيبويه من أَن السين عوض من ذهاب حركة العين أَنهم قد

عوضوا من ذهاب حركة هذه العين حرفاً آخر غير السين، وهو الهاء في قول من قال

أَهْرَقْتُ، فسكن الهاء وجمع بينها وبين الهمزة، فالهاء هنا عوض من ذهاب

فتحة العين لأَن الأَصل أَرْوَقْتُ أَو أَرْيَقْتُ، والواو عندي أَقيس

لأَمرين‏:‏ أَحدهما أَن كون عين الفعل واواً أَكثر من كونها ياء فيما اعتلت

عينه، والآخر أَن الماء إِذا هريق ظهر جوهره وصفا فَراق رائيه، فهذا

أَيضاً يقوّي كون العين منه واواً، على أَن الكسائي قد حكى راقَ الماءُ

يَرِيقُ إِذا انْصَبّ، وهذا قاطع بكون العين ياء، ثم إِنهم جعلوا الهاء عوضاً

من نقل فتحة العين عنها إِلى الفاء كما فعلوا ذلك في أَسطاع، فكما لا يكون

أَصل أَهرقت استفعلت كذلك ينبغي أَن لا يكون أَصل أَسْطَعْتُ

اسْتَفْعَلْتُ، وأَما من قال اسْتَعْتُ فإِنه قلب الطاء تاء ليشاكل بها السين لأَنها

أُختها في الهمس، وأَما ما حكاه سيبويه من قولهم يستيع، فإِما أَن يكونوا

أَرادوا يستطيع فحذفوا الطاء كما حذفوا لام ظَلْتُ وتركوا الزيادة كما

تركوها في يبقى، وإِما أَن يكونوا أَبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد

السين مهموساً مثلها؛ وحكى سيبويه ما أَستتيع، بتاءين، وما أَسْتِيعُ وعدّ

ذلك في البدل؛ وحكى ابن جني استاع يستيع، فالتاء بدل من الطاء لا محالة، قال سيبويه‏:‏ زادوا السين عوضاً من ذهاب حركة العين من أَفْعَلَ‏.‏ وتَطاوَعَ

للأَمر وتَطَوَّعَ به وتَطَوَّعَه‏:‏ تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له؛ قال الأَزهري‏:‏ ومن يَطَّوَّعْ خيراً، الأَصل فيه يتطوع فأُدغمت التاء في الطاء، وكل حرف أَدغمته في حرف نقلته إِلى

لفظ المدغم فيه، ومن قرأَ‏:‏ ومن تطوّع خيراً، على لفظ الماضي، فمعناه

للاستقبال، قال‏:‏ وهذا قول حذاق النحويين‏.‏ ويقال‏:‏ تَطاوَعْ لهذا الأَمر حتى

نَسْتَطِيعَه‏.‏ والتَّطَوُّعُ‏:‏ ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا يلزمه

فرضه كأَنهم جعلوا التَّفَعُّلَ هنا اسماً كالتَّنَوُّطِ‏.‏

والمُطَّوِّعةُ‏:‏ الذين يَتَطَوَّعُون بالجهاد، أُدغمت التاء في الطاء كما

قلناه في قوله‏:‏ ومن يَطَّوَّعْ خيراً، ومنه قوله تعالى‏:‏ والذين يلمزون

المطَّوّعين من المؤمنين، وأَصله المتطوعين فأُدغم‏.‏ وحكى أَحمد بن يحيى

المطوِّعة، بتخفيف الطاء وشد الواو، وردّ عليه أَبو إِسحق ذلك‏.‏ وفي حديث أَبي

مسعود البدري في ذكر المُطَّوِّعِينَ من المؤمنين‏:‏ قال ابن الأَثير‏:‏ أَصل

المُطَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء في الطاء وهو الذي يفعل الشيء

تبرعاً من نفسه، وهو تَفَعُّلٌ من الطّاعةِ‏.‏

وطَوْعةُ‏:‏ اسم‏.‏

طيع‏:‏ الطَّيْعُ‏:‏ لغة في الطوْع مُعاقِبةٌ‏.‏

ظلع‏:‏ الظَّلْعُ‏:‏ كالغَمْزِ‏.‏ ظَلَعَ الرجلُ والدابةُ في مَشْيِه يَظْلَعُ

ظَلْعاً‏:‏ عَرَجَ وغمزَ في مَشْيِه؛ قال مُدْرِكُ بن محصن

‏:‏

رَغا صاحِبي بعد البُكاءِ، كما رَغَتْ

مُوَشَّمَةُ الأَطْرافِ رَخْصٌ عَرِينُها

مِنَ الملْحِ لا تَدْرِي أَرِجْلٌ شِمالُها

بها الظَّلْعُ، لَمَّا هَرْوَلَتْ، أَمْ يَمِينُها

وقال كثيِّر‏:‏

وكنتُ كَذاتِ الظَّلْعِ، لَمَّا تحامَلَتْ

على ظَلْعِها يومَ العِثارِ، اسْتَقَلَّتِ

وقال أَبو ذؤَيب يذكر فرساً‏:‏

يَعْدُو به نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّه

صَدْعٌ سَلِيمٌ، رَجْعُه لا يَظْلَعُ

النَّهِيشُ المُشاشِ‏:‏ الخَفِيفُ القَوائِمِ، ورَجْعُه‏:‏ عطْفُ يديه‏.‏

ودابّة ظالِعٌ وبِرْذَوْنٌ ظالِعٌ، بغير هاء فيهما، إِن كان مذكراً فعلى

الفعل، وإِن كان مؤنثاً فعلى النسب‏.‏ وقال الجوهريّ‏:‏ هو ظالِعٌ والأُنثى

ظالعة‏.‏ في مَثَل‏:‏ ارْقَ على ظَلْعِكَ أَن يُهاضَا أَي ارْبَعْ على نفسك

وافْعَلْ بقدر ما تُطِيقُ ولا تَحْمِلْ عليها أَكثر مما تطيق‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

يقال ارْقَ على ظلْعِك، فتقول‏:‏ رَقِيتُ رُقِيًّا، ويقال‏:‏ ارْقَأْ على ظلعك، بالهمز، فتقول‏:‏ رَقَأْتُ، ومعناه أَصْلِحْ أَمرَك أَوَّلاً‏.‏ ويقال‏:‏ قِ

على ظَلْعِك، فتجيبه‏:‏ وَقَيْتُ أَقي وَقْياً‏.‏ وروى ابن هانئ عن أَبي زيد‏:‏

تقول العرب ارْقَأْ على ظَلْعِكَ أَي كُفَّ فإِني عالم بمَساوِيكَ‏.‏ وفي النوادر‏:‏ فلان يَرْقَأُ على ظَلْعِه أَي يَسكُتُ على دائِه وعَيْبِه، وقيل‏:‏ معنى قوله ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي تَصَعَّدْ في الجبل وأَنت تعلم أَنك

ظالِعٌ لا تُجْهِدُ نفسَك‏.‏

ويقال‏:‏ فرس مِظْلاعٌ؛ قال الأَجْدَعُ الهَمْدانِيّ‏:‏

والخَيْلُ تَعْلَمُ أَنَّني جارَيْتُها

بأَجَشَّ، لا ثَلِبٍ ولا مِظْلاعِ

وقيل‏:‏ أَصل قوله ارْبَعْ على ظَلْعِكَ من رَبَعْتُ الحجَر إِذا

رَفَعْتَه أَي ارْفعْه بمقدار طاقتك، هذا أَصله ثم صار المعنى ارْفُقْ على نفسك

فيما تحاوله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فإِنه لا يَرْبَع على ظَلْعِكَ من ليس يَحْزُنه

أَمرك؛ الظلْع، بالسكون‏:‏ العَرَجُ؛ المعنى لا يقيم عليك في حال ضعفك

وعرَجِك إِلا مَنْ يهتم لأَمرك وشأْنك ويُحْزِنُه أَمرُك‏.‏ وفي حديث الأَضاحِي‏:‏

ولا العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها‏.‏ وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر، رضي الله عنهما‏:‏ عَلَوْتَ إِذْ ظَلَعُوا أَي انْقَطَعُوا وتأَخَّروا لتَقْصِيرهِم، وفي حديثه الآخر‏:‏ ولْيَسْتَأْنِ بِذاتِ النَّقْب

والظَّالِعِ أَي بذات

الجَرَب والعَرْجاءِ؛ قال ابن بري‏:‏ وقول بَعْثَر بنِ لقيط‏:‏

لا ظَلْعَ لي أَرْقِي عليه، وإِنَّما

يَرْقِي على رَثَياتِه المَنْكُوبُ

أَي أَنا صحيح لا عِلَّة بي‏.‏

والظُّلاعُ‏:‏ يأْخذ في قوائِم الدّوابِّ والإِبل من غير سير ولا تعَب

فَتظْلَعُ منه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أُعْطِي قوماً أَخافُ ظَلَعَهم، هو بفتح اللام، أَي مَيْلَهم عن الحق وضَعْفَ إِيمانهم، وقيل‏:‏ ذَنْبَهم، وأَصله داء في قوائم الدابة تَغْمِزُ منه‏.‏ ورجل ظالِعٌ أَي مائل مُذْنِبٌ، وقيل‏:‏ المائل

بالضاد، وقد تقدم‏.‏ وظلَع الكلْبُ‏:‏ أَراد السِّفادَ وقد سَفِدَ‏.‏ وروى أَبو

عبيد عن الأَصمعي في باب تأَخّر الحاجة ثم قضائها في آخر وقتها‏:‏ من أَمثالهم

في هذا‏:‏ إِذا نام ظالِعُ الكلابِ، قال‏:‏ وذلك أَن الظالِعَ منها لا

يَقْدِرُ أَن يُعاطِلَ مع صِحاحِها لضعفه، فهو يؤخر ذلك وينتظر فراغ آخرها فلا

ينام حتى إِذا لم يبق منها شيء سَفِدَ حينئذ ثم ينام، وقيل‏:‏ من أَمثال

العرب‏:‏ لا أَفعل ذلك حتى ينام ظالِعُ الكلاب، قال‏:‏ والظالع من الكلاب

الصَّارِفُ؛ يقال صَرَفَتِ الكلبةُ وظَلَعَتْ وأَجْعَلَتْ واسْتَجْعَلَتْ

واسْتَطارَت إِذا اشتهت الفحل‏.‏ قال‏:‏ والظالع من الكلاب لا ينام فيضرب مثلاً

للمُهْتَمِّ بأَمره الذي لا ينام عنه ولا يُهْمِلُه؛ وأَنشد خالد بن زيد

قول الحطيئة يُخاطِبُ خَيالَ امرأَةٍ طَرَقَه‏:‏

تَسَدَّيْتَنا من بعدِ ما نامَ ظالِعُ الـ *** ـكِلابِ، وأخْبى نارَه كلُّ مُوقِدِ

ويروى‏:‏ وأَخْفى‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ ظالع الكلاب الكلبة الصارِفُ‏.‏ يقال‏:‏

ظَلَعَت الكلبةُ وصَرَفَت لأَن الذكور يَتْبَعْنها ولا يَدَعْنَها تنام‏.‏

والظَّالِعُ‏:‏ المُتَّهَمُ؛ ومنه قوله‏:‏ ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ، هذا بالظاء لا

غير؛ وقوله‏:‏

وما ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَيْتُهُمُ به، ولا حَسَدٍ مِنِّي لَهُمْ يتَظَلَّعُ

قال ابن سيده‏:‏ عندي أَن معناه يقوم في أَوْهامِهم ويَسْبِقُ إِلى

أَفهامهم‏.‏ وظَلَعَ يَظْلَعُ ظَلْعاً‏:‏ مال؛ قال النابغة‏:‏

أَتُوعِدُ عَبْداً لم يَخُنْكَ أَمانةً، وتَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً، وهو ظالِعُ‏؟‏

وظَلَعَتِ المرأَةُ عينَها‏:‏ كسَرَتْها وأَمالَتْها؛ وقول رؤبة‏:‏

فإِنْ تَخالَجْنَ العُيُونَ الظُّلَّعا

إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه على النسب‏.‏ وظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها

تَظْلَعُ أَي ضاقتْ بهم من كثرتهم والظُّلَعُ‏:‏ جبل لِسُلَيْم‏.‏

وفي الحديث‏:‏ الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِعُ إِظْهارُ

البِدَعِ؛ المُضْلِعُ المُثْقِلُ، وقد تقدم في موضعه؛ قال ابن الأَثير‏:‏

ولو روي بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ والغَمْزِ لكان وجهاً‏.‏

عفرجع‏:‏ الأَزهري‏:‏ رجل عَفَرْجَعٌ سَيِّءُ الخُلُق‏.‏