فصل: الجزء الثالث

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


الجزء الثالث

لسان العرب

باب‏:‏ الذال

الذال حرف من الحروف المجهورة والحروف اللثوية؛والثاءُ المثلثة والذال المعجمة والظاء المعجمة في حيز واحد‏.‏

أخذ‏:‏ الأَخْذ‏:‏ خلاف العطاء، وهو أَيضاً التناول‏.‏ أَخذت الشيء آخُذُه أَخذاً‏:‏ تناولته؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً، والإِخذُ، بالكسر‏:‏ الاسم‏.‏ وإِذا أَمرت قلت‏:‏ خذْ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً؛ قال ابن سيده‏:‏ فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة، وقد جاء على الأَصل فقيل‏:‏ أُوخذ؛ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك؛ ويقال‏:‏ خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى‏.‏ والتأْخاذُ‏:‏ تَفْعال من الأَخذ؛ قال الأَعشى‏:‏

لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً *** دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَحْ

قال ابن بري‏:‏ والذي في شعر الأَعشى‏:‏

ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها *** دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح

أَي عَطْفَها‏.‏ يقال‏:‏ رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه، وفسر العكْرَ بقوله‏:‏ دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح‏.‏ والمنَحُ‏:‏ جمع مِنْحَة، وهي الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها‏.‏ وفي النوادر‏:‏

إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ جاءت امرأَة إِلى عائشة، رضي الله عنها، أُقَيّدُ جملي‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ أُؤْخِّذ جملي‏.‏ فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها؛ وفي حديث آخر‏:‏ قالت لها‏:‏ أُؤْخِّذُ جملي‏؟‏ قالت‏:‏ نعم‏.‏

التأْخيذُ‏:‏ حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء، وكَنَتْ بالجمل عن زوجها

ولم تعلم عائشة، رضي الله عنها، فلذلك أَذِنت لها فيه‏.‏ والتأْخِيذُ‏:‏ أن تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها، وذلك نوع من السحر‏.‏ يقال‏:‏ لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء، وقد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخيذاً؛ ومنه قيل للأَسير‏:‏ أَخِيذٌ‏.‏ وقد أُخِذَ فلان إِذا أُسر؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم‏.‏ معناه، والله أَعلم‏.‏

الفراء‏:‏ أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش، وهو الذي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه، فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه‏.‏ والأَخيذُ‏:‏ المأْخُوذُ‏.‏ والأَخيذ‏:‏ الأَسير‏.‏ والأَخِيذَةُ‏:‏ المرأَة لِسَبْي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني‏؟‏ فقال‏:‏ كن خير آخِذٍ أَي خيرَ آسر‏.‏ والأَخيذَةُ‏:‏ ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ‏.‏

وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة‏:‏ عاقبه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فكلاًّ أَخذْنا بذَنْبه‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم أَخذتُها؛ أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله‏:‏ ويستعجلونك بالعذاب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به‏.‏ يقال‏:‏ أُخِذَ فلانٌ

بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به‏.‏

وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا‏.‏ يقال‏:‏ أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته

عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وهمَّت كلُّ

أُمّة برسولهم ليأْخذوه قال الزجاج‏:‏ ليتمكنوا منه فيقتلوه‏.‏ وآخَذَه‏:‏

كأَخَذَه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا؛ والعامة تقول

واخَذَه‏.‏ وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه، وذهب الحجازَ وما أَخذ

إِخذه، ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها، واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه، بالكسر، أَي لم يأْخذ

ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه، وقال الفراء‏:‏ ما والاه وكان

في ناحيته‏.‏

وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم، يكسرون‏.‏ الأَلف ويضمون الذال، وإِن شئت فتحت

الأَلف وضممت الذال، أَي ومن سار سيرهم؛ ومن قال‏:‏ ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي

ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم‏.‏ والعرب تقول‏:‏ لو كنت منا لأَخَذْتَ

بإِخذنا، بكسر الأَلف، أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم، ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل‏.‏

فسره فقال‏:‏ أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم، لم يقل

ذلك غيره‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم؛ أَي نزلوا منازِلَهم؛ قال

ابن الأَثير‏:‏ هو بفتح الهمزة والخاء‏.‏

والأُخْذَة، بالضم‏:‏ رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة

يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال، من التأْخِيذِ‏.‏ وآخَذَه‏:‏ رَقاه‏.‏ وقالت أُخْتُ

صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً، وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير، لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ

والراكِبَ‏:‏ أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ، ولم آخُذْ عنك النائمَ؛ وفي صبح هذا يقول لبيد‏:‏

ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه، ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ

عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه، وهو حيٌّ، فنظر

إِلى سوادِ كَبِده‏.‏

ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء‏:‏ محبوس‏.‏

وائْتَخَذْنا في القتال، بهمزتين‏:‏ أَخَذَ بعضُنا بعضاً‏.‏ والاتِّخاذ‏:‏

افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه

فَعِلَ يَفْعَلُ‏.‏ قالوا‏:‏ تَخِذَ يَتْخَذ، وقرئ‏:‏ لتَخِذْت عليه أَجراً‏.‏

وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول‏:‏ اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ

أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في قولهم ستُّ؛ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى

التاءَين تخفيفاً، كما قالوا‏:‏ ظَلْتُ من ظَلِلْتُ‏.‏ قال ابن شميل‏:‏

اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ‏.‏

والإِخاذةُ‏:‏ الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه؛ وكذلك الإِخاذُ وهي

أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان‏.‏ والأَخْذُ‏:‏ ما حَفَرْتَ

كهيئةِ الحوض لنفسك، والجمع الأُخْذانُ، تُمْسِكُ الماءَ أَياماً‏.‏ والإِخْذُ

والإِخْذَةُ‏:‏ ما حفرته كهيئةِ الحوض، والجمع أُخْذٌ وإِخاذ‏.‏

والإِخاذُ‏:‏ الغُدُرُ، وقيل‏:‏ الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ، نادر، وقيل‏:‏

الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى، والإِخاذةُ‏:‏ شيء كالغدير، والجمع إِخاذ، وجمع

الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ، وقد يخفف؛ قال الشاعر‏:‏

وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة

تَطْفُو، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا

وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع قال‏:‏ ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ

الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ؛ وقال أَبو عبيد‏:‏ هو الإِخاذُ بغير هاء؛ وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير؛ قال عدِيّ بنُ زيد يصف

مطراً‏:‏

فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ

ضِ، وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ

وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ؛ وقال الأَخطل‏:‏

فظَلَّ مُرْتَثِئاً، والأُخْذُ قد حُمِيَتْ، وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ

وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه‏:‏ وأَما الإِخاذةُ، بالهاء، فإِنها

الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها، وقيل‏:‏ الإِخاذُ جمع

الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه، والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة

لا جمعاً، ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ

الراكِبَ، وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث‏:‏ وامتلأَت الإِخاذُ؛ أَبو عدنان‏:‏ إِخاذٌ

جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ؛ وقال أَبو عبيدة‏:‏ الإِخاذةُ والإِخاذ، بالهاء وغير الهاء، جمع إِخْذٍ، والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه‏.‏ وفي حديث

أَبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً، فكانت منها

طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير، وكانت فيها

إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ، فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا، وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ

كلأً، وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم وعلَّم، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي

أُرْسِلْتُ به؛ الإِخاذاتُ‏:‏ الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ

فَتَحْبِسهُ على الشاربة، الواحدةُ إِخاذة‏.‏ والقيعانُ‏:‏ جمع قاع، وهي أَرض حَرَّة لا

رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها، ولا غُدُر فيها تُمسِكُ

الماءَ، فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء‏.‏ اهـ‏.‏

وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل، وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع

اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها‏.‏ وأَخذ في كذا أَي بدأَ‏.‏

ونجوم الأَخْذِ‏:‏ منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها؛ قال‏:‏

وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً، أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري

قوله‏:‏ يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ، وهي نجومُ الأَنواءِ، وقيل‏:‏ إِنما قيل

لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في منازلها كل ليلة في منزل منها، وقيل‏:‏ نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها

مُسْتَرِقُ السمع، والأَول أَصح‏.‏

وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً، وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ

منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها، وجمعها أُخَذٌ؛ ومنه قول

الراجز‏:‏وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر

الليث‏:‏ يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً، وتَخِذَ يَتْخَذُ

تخَذاً، وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها

أَصلية‏.‏ قال الله عز وجل‏:‏ لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً؛ قال الفراء‏:‏ قرأَ

مجاهد لَتَخِذْتَ؛ قال‏:‏ وأَنشدني العتابي‏:‏

تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُه

قال‏:‏ وأَصلها افتعلت؛ قال أَبو منصور‏:‏ وصحت هذه القراءة عن ابن عباس

وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء، وقرأَ أَبو زيد‏:‏ لَتَخَذْتَ عليه أَجراً‏.‏

قال‏:‏ وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء؛ ومن قرأَ لاتَّخَذْت، بفتح الخاء وبالأَلف، فإِنه يخالف الكتاب‏.‏ وقال الليث‏:‏ من قرأَ لاتَّخَذْت

فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء، وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما‏.‏

والأَخِذُ من الإِبل‏:‏ الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ، والجمع أَواخِذُ‏.‏

وأَخِذَ الفصيل، بالكسر، يأْخَذُ أَخَذاً، فهو أَخِذ‏:‏ أَكثر من اللبن حتى

فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم‏.‏

أَبو زيد‏:‏ إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ، وروي عن الفراء أَنه

قال‏:‏ من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء؛ قال أَبو زيد‏:‏ هو الفصيل الذي

اتُّخِذَ من اللبن‏.‏ والأَخَذُ‏:‏ شبه الجنون، فصيل أَخِذٌ على فَعِل، وأَخِذَ

البعيرُ أَخَذاً، وهو أَخِذٌ‏:‏ أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة، وقياسه أَخِذٌ‏.‏

والأُخُذُ‏:‏ الرَّمَد، وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً‏.‏ ورجل أَخِذٌ‏:‏ بعينه

أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد، والقياس أَخِذٌ كالأَوّل‏.‏ ورجل مُسْتأْخِذٌ‏:‏

كأَخِذ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ

مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ

والمستأْخذُ‏:‏ الذي به أُخُذٌ من الرمد‏.‏ والمستأْخِذُ‏:‏ المُطَأْطِئُ

الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ

مُسْتَكِيناً‏.‏

وقولهم‏:‏ خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء؛ فقال‏:‏ خذ

الخطام

وقولهم‏:‏ أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء، وبعضهم يُظهرُ الذال، وهو قليل‏.‏

اذذ‏:‏ أَذَّ يَؤُذُّ‏:‏ قطع مثل هذَّ، وزعم ابن دريد أَن همزة أَذَّ بدل من هاء هذَّ؛ قال‏:‏

يَؤُذُّ بالشَّفْرة أَيّ أَذِّ

مِنْ قَمَعٍ ومَأْنَةٍ وفلْذِ

وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ‏:‏ قاطعة كَهَذوذٍ‏.‏

وإِذْ‏:‏ كلمة تدل على ما مضى من الزمان، وهو اسم مبني على السكون وحقه

أَن يكون مضافاً إِلى جملة، تقول‏:‏ جئتك إِذ قام زيد، وإِذ زيد قائم، وإِذ

زيد يقوم، فإِذا لم تُضَفْ نُوِّنت؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

نَهَيْتُكَ عن طِلابِك أُمَّ عَمْرٍو، بِعاقِبةٍ، وأَنت إِذٍ صحِيحُ

أَراد حينئذ كما تقول يومئذ وليلتئذ؛ وهو من حروف الجزاء إِلا أَنه لا

يجازى به إِلا مع ما، تقول‏:‏ إِذ ما تأْتني آتك، كما تقول‏:‏ إن تأْتني وقتاً

آتِك؛ قال العباسُ بن مِرادسٍ يمدحُ النبيّ، صلى الله عليه وسلم‏:‏

يا خيرَ مَن رَكِبَ المَطِيَّ ومن مَشى

فوق الترابِ، إِذا تُعَدُّ الأَنْفُسُ

بكل أَسلَم الطاغُوتُ واتُّبِعَ الهُدَى، وبك انجلى عنا الظلامُ الحِنْدِسُ

إِذ ما أَتيتَ على الرسولِ فقل له‏:‏

حقًّا عليك إِذا اطمأَن المجلِسُ

وهذا البيت أَورده الجوهريُّ‏:‏

إِذ ما أَتيتَ على الأَمير

قال ابن بري‏:‏ وصواب إِنشاده‏:‏ إِذ ما أَتيتَ على الرسول، كما أَوردناه‏.‏

قال‏:‏ وقد تكونُ للشيءِ توافِقُه في حالٍ أَنتَ فيها ولا يليها إِلا الفعلُ

الواجبُ، تقول‏:‏ بينما أَنا كذا إِذ جاء زيد‏.‏ ابن سيده‏:‏ إِذ ظرف لما مضى، يقولون إِذ كان‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وإِذ قال ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة، قال أَبو عبيدة‏:‏ إِذ هنا زائدة؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ هذا إِقدام من أَبي عبيدة لأَن القرآن العزيز ينبغي أَن لا يُتكلم فيه إِلا بغاية تحري

الحق، وإِذ‏:‏ معناها الوقت فكيف تكون لغواً ومعناه الوقت، والحجة في إِذ

أَنّ الله تعالى خلق الناس وغيرهم، فكأَنه قال ابتداء خلْقكم‏:‏ إِذ قال

ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة أَي في ذلك الوقت‏.‏ قال‏:‏ وأَمّا قول

أَبي ذؤيب‏:‏ وأَنت إِذ صحيح، فإِنما أَصل هذا أَن تكون إِذ مضافة فيه

إِلى جملة إِما من مبتدإِ وخبر نحو قولك‏:‏ جئتك إِذ زيد أَمير، وإِما من فعل

وفاعل نحو قمت إِذ قام زيد، فلما حُذِف المضافُ إِليه إِذ عُوِّضَ منه

التنوين فدخل وهو ساكن على الذال وهي ساكنة، فكُسِرَت الذالُ لالتقاء

الساكنين فقيل يومئذ، وليست هذه الكسرةُ في الذال كسرةَ إِعراب وإِن كانت إِذ

في موضع جر بإِضافة ما قبلها إِليها، وإِنما الكسرة فيها لسكونها وسكون

التنوين بعدها كقوله صَهٍ في النكرة، وإِن اختلفت جهتا التنوين، فكان في إِذٍ عوضاً من المضاف إِليه، وفي صَهٍ علماً للتنكير؛ ويدل على أن الكسرة في ذال إِذٍ إِنما هي حركة التقاء الساكنين هما هي والتنوين قوله

«وأَنت إِذٍ صحيح» أَلا ترى أَنَّ إِذٍ ليس قبلها شيء مضاف إِليها‏؟‏ وأَما قول

الأَخفش‏:‏ إِنه جُرَّ إِذٍ لأَنه أَراد قبلها حين ثم حذفها وبَقِيَ الجر

فيها وتقديره حينئذ فساقط غير لازم، أَلا ترى أَن الجماعة قد أَجمعت على

أَن إِذْ وكَمْ من الأَسماء المبنية على الوقف‏؟‏ وقول الحُصينِ بن الحُمام‏:‏ما كنتُ أَحسَبُ أَن أُمِّي عَلَّةٌ، حتى رأَيتُ إِذِي نُحازُ ونُقْتَلُ

إِنما أَراد‏:‏ إِذ نُحازُ ونُقتل، إِلا أَنه لما كان في التذكير إِذي وهو يتذكر إِذ كان كذا وكذا أَجرى الوصلَ مُجرَى الوقف فأَلحقَ الياء في الوصل فقال إِذي‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ َولن ينفعكم اليوم إِذ ظلمتم أَنكم في العذاب مشتركونْ؛ قال ابن جني‏:‏ طاولت أَبا علي، رحمه الله تعالى، في هذا

وراجعته عوداً على بدءٍ فكان أَكثَرَ ما بَرَدَ منه في اليدِ أَنه لما كانت

الدارُ الآخرةُ تلي الدارَ الدنيا لا فاصل بينهما إِنما هي هذه فهذه صار ما

يقعُ في الآخرةِ كأَنه واقع في الدنيا، فلذلك أُجْرِيَ اليومُ وهي

للآخرة مُجْرى وقت الظلم، وهو قوله‏:‏ إِذ ظلمتم، ووقت الظلم إِنما كان في الدنيا، فإِن لم تفعل هذا وترتكبه بَقِيَ إِذ ظلمتم غيرَ متعلق بشيء، فيصير ما

قاله أَبو علي إِلى أَنه كأَنه أَبدل إِذ ظلمتم من اليوم أَو كرره عليه؛ وقول أَبي ذؤيب‏:‏

تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْه، ولم نَشْعُرْ إِذاً اني خَلِيفُ

قال ابن جني‏:‏ قال خالد إِذاً لغة هذيل وغيرهم يقولون إِذٍ، قال‏:‏ فينبغي

أَن يكون فتحة ذال إِذاً في هذه اللغة لسكونها وسكون التنوين بعدها، كما

أَن من قال إِذٍ بكسرها فإِنَّما كسرها لسكونها وسكون التنوين بعدها بمن فهرب إِلى الفتحة، استنكاراً لتوالي الكسرتين، كما كره ذلك في من الرجل

ونحوه

اسبذ‏:‏ النهاية لابن الأَثير‏:‏ في الحديث أَنه كتب لعباد الله الأَسبذِينَ؛ قال‏:‏ هم ملوكُ عُمانَ بالبحرَين؛ قال‏:‏ الكلمة فارسية معناها عَبَدَةُ

الفَرَس لأَنهم كانوا يعبدون فرساً فيما قيل، واسم الفرس بالفارسية

أَسب‏.‏

اصبهبذ‏:‏ الأَزهري في الخماسي‏:‏ إِصْبَهْبَذْ اسم أَعجمي‏.‏

بذذ‏:‏ بَذِذْتَ تَبَذُّ بَذَذاً

وبَذاذةً وبُذُوذَةً‏:‏ رثَّت هيئتُك وساءت حالتك‏.‏ وفي الحديث عن

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ البَذاذةُ من الإِيمان؛ البذاذة‏:‏ رثاثة

الهيئة؛ قال الكسائي‏:‏ هو أَن يكون الرجلُ مَتَقَهِّلاً رثَّ الهيئة، يقال منه‏:‏

رجل باذّ الهيئة وفي هيئته بذاذة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ البَذّ الرجل

المُتَقَهِّل الفقير، قال‏:‏ والبذاذة أَن يكون يوماً متزيناً ويوماً شَعِثاً‏.‏

ويقال‏:‏ هو ترك مداومة الزينة‏.‏ وحال بَذَّة أَي سيئة‏.‏ وقد بَذِذتَ بعدي، بالكسر، فأَنت باذُّ الهيئة أَي ورثُها بَيِّن البذاذة والبُذوذة‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ أَي رثّ اللِّبْسَة، أَراد التواضعَ في اللباس وتركَ

التَّبَجُّجِ به‏.‏ وهيئة بَذَّةٌ‏:‏ صفة، ورجل بَذُّ البخت‏:‏ سيئُه رديئه؛ عن

كراع‏.‏ بَذَّ القومَ يَبُذُّهم بذّاً‏:‏ سبقهم وغلبهم، وكل غالب باذٌّ‏.‏ والعرب

تقول‏:‏ بَذَّ فلان فلاناً يَبُذُّه بذاً إِذا ما علاه وفاقه في حسن أَو عمل

كائناً ما كان‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ البَذْبَذَة التقشُّف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ بَذَّ

القائلين أَي سبقهم وغلبهم يَبُذُّهم بَذًّا؛ ومنه صفة مشيه، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ يَمْشِي الهُوُيْنا يَبُذُّ القوم إِذا سارع إِلى خير أَو مشى

إِليه‏.‏

وتمَربَذٌّ‏:‏ مُتَفَرِّق لا يَلْزَقُ بعضه ببعض كَفَذٍّ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والبَذُّ‏:‏ موضع، أُراه أَعجميّاً‏.‏ والبَذُّ‏:‏ اسم كُورةٍ من كُوَر

بابَكَ الخُرَّمِي‏.‏

بسذ‏:‏ قال الأَزهري في تهذيبه‏:‏ أُهملت السين مع التاء والذال والظاء إِلى

آخر حروفها على ترتيبه فلم يُستعمل من جميع وجوهها شيء في مُصاصِ كلام

العرب، فأَما قولهم‏:‏ هذا قضاءُ سَذُومَ بالذال فإِنه أَعجمي؛ وكذلك

البُسَّذُ لها الجَوْهَرِ ليس بعربي، وكذلك السَّبَذَة فارسي‏.‏

بغدذ‏:‏ بَغْدادُ وبَغداذُ وبَغذادُ وبَغْدانُ، بالنون، ومغَدانُ، بالميم، معرّب يذكر ويؤنث‏:‏ مدينة السلام‏.‏

بغذذ‏:‏ بغذاذ‏:‏ مدينة السلام وفيها اختلاف ذكر في بغدذ‏.‏

بوذ‏:‏ التهذيب‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ باذ إِذا تواضع‏.‏ التهذيب‏:‏ الفراء‏:‏ باذ الرجل

إِذا افتقر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ باذَ يبوذُ إِذا تعدى على الناس‏.‏

تخذ‏:‏ تَخِذ الشيءَ تَخَذاً وتَخْذاً؛ الأَخيرة عن كراع، واتَّخَذَه‏:‏

عمله‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ إِن الذين اتخذوا العجل؛ أَراد اتخذوه إِلهاً فحذف

الثاني لأَن الاتخاذ دليل عليه‏.‏ وحكى سيبويه‏:‏ استخذ فلان أَرضاً، وهو استفعل

منه، كأَنه استتخذ فحذفت إِحدى التاءَين كما حذفت التاء الأُولى من قولهم

تَقَى يَتْقِي، فحذفت التاء التي هي فاء الفعل؛ أَنشد يعقوب‏:‏

زيادَتَنا نُعْمانُ لا تَحْرِمنَّنا، تَقِ اللهَ فينا، والكتابَ الذي تَتْلو

أَي اتقِ الله؛ قال ابن جني‏:‏ وفيه وجه آخر وهو أَنه يجوز أَن يكون أَصله

اتْتَخَذ وزنه افتَعَل ثم إِنهم أَبدلوا من التاء الأُولى التي هي فاء

افتَعَل سيناً كما أَبدلوا التاء من السين في سِتٍّ، فلما كانت السين

والتاء مهموستين جاز إِبدال كل واحدة منهما من أُختها‏.‏ وفي حديث موسى والخضر، عليهما السلام، قال‏:‏ لو شئت لَتَخذْت عليه أَجراً؛ قال ابن الأَثير‏:‏

يقال تَخِذَ يَتْخَذُ يوزن سَمِعَ يَسْمَعُ مثل أَخذَ يأْخُذُ، وقرئ‏:‏

لَتَخَذْتَ ولاتَّخَذْتَ، وهو افتعل من تَخِذَ فأَدغم إِحدى التاءَين في الأُخرى؛ قال‏:‏ وليس من أَخذ في شيء، فإِن الافتعال من أَخذ ائتخذ لأَن فاءها

همزة والهمزة لا تدغم في التاءِ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ الاتخاذ الافتعال من الأَخذ

إِلا أَنه أَدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء، ثم لما كثر استعماله

بلفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يفعل، قالوا‏:‏

تَخِذَ يَتْخَذُ؛ قال‏:‏ وأَهل العربية على خلاف ما قال الجوهري‏:‏

ترمذ‏:‏ تِرمِذُ، بكسر التاء والميم‏:‏ البلد المعروف بخراسان‏.‏

تلمذ‏:‏ التلاميذُ‏:‏ الخَدَمُ والأَتباع، واحدهم تِلْميذٌ‏.‏

جاذ‏:‏ الليث وغيره‏:‏ الجائذ العَبَّابُ في الشرب، والفعل جأَذَ يَجْأَذُ

جَأْذاً شَرِبَ؛ أَنشد أَبو حنيفة‏:‏

مُلاهِسُ القوم على الطعام، وجائِذٌ في قَرْقَفِ المُدام

شرْبَ الهِجان الْوُلَّهِ الهِيام

جبذ‏:‏ جَبَذَ جَبْذاً‏:‏ لغة في جَذَبَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فَجَبَذَني رجل من خلفي، وظنه أَبو عبيد مقلوباً عنه؛ قال ابن سيده‏:‏ وليس ذلك بشيء‏.‏ وقال‏:‏ قال

ابن جني ليس أَحدهما مقلوباً عن صاحبه وذلك أَنهما جميعاً يتصرفان تصرفاً

واحداً، تقول‏:‏ جَذَبَ يَجْذِبُ جَذْباً، فهو جاذب، وجَبَذَ يَجبذُ

جَبْذاً، فهو جابذ، فإِن جعلت مع هذا أَحدهما أَصلاً لصاحبه فسد ذلك لأَنك لو

فعلته لم يكن أَحدُهما أَسعَدَ بهذه الحال من الآخر، فإِذا وقَفْتَ

الحالَ بهما ولم تُؤْثِِرْ بالمزية أَحدَهما عن تصرف صاحبه فلم يُساوه فيه كان

أَوسعهُما تَصَرُّفاً أَصلاً لصاحبه، وذلك نحو قولهم‏:‏ أَنى الشيءُ يأْني

وآنَ يَئِينُ، فآنَ مقلوب عن أَنَى والدليل على ذلك وجودك مصدَرَ أَنى

يأْنِي أَنًى، ولا تجد لآن مصدراً، كذا قال الأَصمعي، فأَما الأَيْن فليس

من هذا في شيء، إِنما الأَيْنُ الإِعْياءُ والتعبُ، فلما عَدِمَ آن

المصدرَ الذي هو أَصل الفعل علم أَنه مقلوب عن أَنَى يأْنى‏.‏ قال الله سبحانه

وتعالى‏:‏ إِلا أَن يؤذن لكم إِلى طعام غير ناظرين أَناه، أَي بلوغَه

وإِداركَهُ، غير أَن أَبا زيد قد حكى لآن مصدراً، وهو الأَيْنُ، فإِن كان

الأَمر كذلك فهما إِذاً أَصلان متساويان متساوقان‏.‏ وجَبَذَ العنبُ يَجْبِذُ‏:‏

صَغُر وقَفَّ‏.‏

جذذ‏:‏ الجَذُّ‏:‏ كسر الشيء الصُّلْب‏.‏ جَذَذْتُ الشيءَ‏:‏ كسرتُه وقطَعْتُه

والجُذاذُ والجِذاذُ‏:‏ ما كسر منه، وضمه أَفصح من كسره، والجَذُّ‏:‏ القَطْع

الوحِيُّ المُستأْصِلُ، وقيل‏:‏ هو القطع المستأْصِل فلم يُقَيَّدْ بوحاء؛ جَذَّهُ يَجُذُّهُ جَذًّ، فهو مجذوذ وجَذيذ، وجَذَّذَه فانْجَذَّ

وتَجَذَّذ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ عطاء غير مجذوذ؛ فسره أَبو عبيد غير مقطوع، والانْجذاذُ‏:‏ الانقطاع‏.‏ قال الفراء‏:‏ رحِمٌ جَذَّاءُ وحَذَّاءُ، بالجيم والحاء، ممدودان وذلك إِذا لم توصَل‏.‏ وفي الحديث أَنه قال يوم حنين‏:‏ جُذّوهُم جَذّاً؛ الجَذُّ‏:‏ القطع، أَي استأْصلوهم قتلاً‏.‏ والجُذاذ‏:‏ المُقَطَّع

والجِذاذُ‏:‏ القطع المكسرة، منه‏.‏ فجعلهم جُذاذاً أَي حُطاماً، وقيل‏:‏ هو جمع جَذيذ، وهو من الجمع

العزيز‏.‏ وقال الفراء في قوله‏:‏ فجعلهم جُذاذاً، فهو مثل الحُطام والرُّفات، ومن قرأَها جِذاذاً، فهو جمعَ جَذيذ مثل خفيف وخفاف‏.‏ وفي حديث مازن‏:‏ فثُرتُ

إِلى الضم فكسرته أَجذاذاً أَي قطعاً وكسراً، واحدها جَذ‏.‏ وفي حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ أَصولُ بيدٍ جَذَّاءَ أَي مقطوعة، كنى به عن قصور أَصحابه وتقاعدهم عن الغزو، فإِن الجند للأَمير كاليد، ويروى بالحاء المهملة‏.‏

الليث‏:‏ الجُذاذُ قِطَع ما كسر، الواحدةُ جُذاذَةٌ‏.‏ قال‏:‏ وقطع الفضة الصغار

جُذاذ‏.‏ ويقال لحجارة الذهب‏:‏ جُذاذ لأَنها تُكسر‏.‏

والجُذاذات‏:‏ القراضات‏.‏ وجُذاذات الفضة‏:‏ قِطَعها‏.‏ والجُذاذُ‏:‏ الفِرق‏.‏

وسويق جَذيذ‏:‏ مَجْذوذ‏.‏ والسويق الجَذيذُ‏:‏ الكثير الجُذاذ‏.‏ والجَذيذة‏:‏

السويق‏.‏ والجَذِيذَة‏:‏ جَشيشَةٌ تعمل من السويق الغليظ لأَنها تُجَذّ أَي تقطع

قطعاً وتُجش‏.‏ وروي عن أَنس أَنه كان يأْكلُ جَذيذَة قبل أَن يغدو في حاجته؛ أَراد شربة من سويق أَو نحو ذلك، سميت جَذيذة لأَنها تُجُذُّ أَي

تُكَسَّر وتدق وتطحن وتُجشش إِذا طحنت‏.‏ ومنه حديث علي‏:‏ أَنه أمر نوفاً

البكاليّ أَن يأْخذ من مِزْوده جَذيذاً؛ وحديثه الآخر‏:‏ رأَيت عليّاً يشرب

جَذيذاً حين أَفطر‏.‏ ويقال للحجارة الذهب‏:‏ جُذاذ، لأَنها تكسر وتسحل؛ وأَنشد‏:‏كما انْصَرفت فوق الجُذاذ المَساحِن

وجَذَذْت الحبل جَذّاً أَي قطعته فانجذ‏.‏ وجَذَّ الأَمرَ عني يَجُذُّه

جَذّاً‏:‏ قطعه‏.‏ وجَذَّ النخلَ يَجُذُّه جَذّاً وجَذاذاً وجِذاذاً‏:‏ صرمه؛ عن

اللحياني‏.‏

وما عليه جُذّة وما عليه قِزاع أَي ما عليه ثوب يستره؛ وفي الصحاح‏:‏ أَي

ما عليه شيء من الثياب‏.‏

الأَصمعي‏:‏ الجَذَّان والكذَّان الحجارة الرخوة، الواحدة جَذَّانة

وكَذَّانة‏.‏

ومن أَمثالهم السائرة في الذي يقدم على اليمين الكاذبة‏:‏ جَذَّها جَذَّ

البعير الصِّلِّيانَةَ، أَراد أَنه أَسرع إِليها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

المِجَذُّ طرق المِرْوَدِ، وهو الميل؛ وأَنشد‏:‏

قالت وقد ساف مِجَذَّ المِرْود

قال‏:‏ ومعناه أَن الحسناء إِذا اكتحلت مسحت بطرف الميل شفتيها ليذدادَ

حُمَّة؛ وقال الجَعدي يذكر نساء‏:‏

تَرَكْن بَطالة وأَخَذْن جذًّا، وأَلقين المكاحِلَ للنبِيج

قال‏:‏ الجذ والمجذ طرف المرود‏.‏

جرذ‏:‏ أَبو عبيد‏:‏ الجَرَذُ‏.‏ بالتحريك، كل ما حدث في عرقوب الفرس، وفي الصحاح‏:‏ في عرقوب الدابة من تزيُّد وانتفاخ عصب ويكون في عرض الكعب من ظاهر

أَو باطن‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ الجَرَذ ورم يأْخذ الفرس في عرض حافزه وفي ثَفِنتَه من رجله حتى يعقره ودم غليظ ينعقر

والبعير

بِأَخْذِه‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ الجَرَذ داء يأْخذ في مفصل العرقوب ويكوى منه

تمشيطاً فيبرأُ عرقوبه آخراً ضخماً غليظاً فيكون رديئاً في حمله ومشيه‏.‏

ابن سيده‏:‏ الجَرَذُ‏:‏ داء يأْخذ في قوائم الدابة، وقد تقدّم في الدال

المهملة والأَصل الذال العجمة؛ وداية جَرِذ‏.‏ وحكى بعضهم‏:‏ رجل جَرِذ

الرجلين‏.‏ الجُرَذ‏:‏ الذكر من الفأْر، وقيل‏:‏ الذكر الكبير من الفأْر، وقيل‏:‏ هو أَعظم من اليربوع أَكدَر في ذنبه سواد والجمع جُرْذان‏.‏ الصحاح‏:‏ الجُرذُ ضرب

من الفأْر‏.‏

وأُمُّ جِرْذانَ‏:‏ آخر نخلة بالحجاز إِدراكاً؛ حكاها أَبو حنيفة وعزاها

إِلى الأَصمعي، قال‏:‏ ولذلك قال الساجع‏:‏ إِذا طلعت الخَراتان أُكِلَتْ

أُمُّ جِرْذان؛ وطلوع الخَراتَيْنِ في أُخْريات القَيْظ بعد طلوع سهيل وفي قُبُل‏.‏ الصفَرِيّ قال‏:‏ وزعموا أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا

لأُمّ جِرْذان مرتين؛ قال‏:‏ رواه الأَصمعي عن نافع بن أَبي قارئ أَهل المدينة

عن ربيعة بن أَبي عبد الرحمن فقيههم، قال‏:‏ وهي أُم جِرْذان رطباً فإِذا

جفت فهي الكبيس‏.‏ وفي الحديث ذكر أُم جِرْذان، وهو نوع من التمر كبار، قيل‏:‏ إِن نخله يجتمع تحت الفأْر، وهو الذي يسمى بالكوفة المُوشان، يعنون

الفأْر بالفارسية‏.‏ وأَرض جَرِذَة‏:‏ من الجُرَذ أَي ذات جِرْذان‏.‏ والجُرَذات‏:‏

عَصَبان في ظاهر خَصِيلة الفرس وباطنهما يلي الجنبين‏.‏

ورجل مُجَرَّذٌ‏:‏ داهٍ مُجَرِّبٌ للأُمور؛ ابن الأَعرابي‏:‏ جَرَّذَه الدهر

ودلَكه ودَيَّثَه ونَجَّذَهُ وحَنَّكه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ هو المُجَرَّذُ

والمُجرَّسُ‏.‏ وأَجْرذَه إِلى الشيء‏:‏ أَلجأَه واضطره؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏وحاد عني عَبْدُهُمْ وأُجْرِذا

أَي أُلجئ؛ قال الشاعر‏:‏

كأن أَوْبَ صَنْعَةِ المَلاَّذِ

يَسْتَهْيِعُ المُراهِيَ المحاذي

عافِيه سَهْواً غيرَ ما إِجْراذِ

وعافيه‏:‏ ما جاء من عفوه سهواً سهلاً بلا حث ولا إِكراه عليه‏.‏

ورجل مُجْرَذٌ‏:‏ أَفرده أَصحابه فلجأَ إِلى سواهم، وقيل‏:‏ هو الذي ذهب

ماله فلجأَ إِلى من ينوّله؛ قال كثير عزة‏:‏

وأَلفَيْتُ عَيَّالاً كأَنّ عُواءَه

بُكا مُجْرَذٍ، يَبْغي المَبيتَ، خَليع

جربذ‏:‏ الجَرْبَذَة‏:‏ من عدو الفرس فوق القدر بتنكيس الرأْس وشدّة

الاختلاط‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ جَرْبَذَتِ الفرسِ جَرْبَذَة وجِرْباذاً، وهو عدو

ثقيل، وهي مُجَرْبِذ‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ الجَرْبَذَة من سير الخيل؛ وفرس مُجَرَبِذ، قال‏:‏ وهو القريب القَدْر في تنكيس الرأْس وشدّة الاختلاط مع بطء إِحارة

يديه ورجليه‏.‏ قال‏:‏ ويكون المجربذ أَيضاً في قُرب السُّنْبُك من الأَرض

وارتفاعه؛ وأَنشد‏:‏

كنت تَجْري بالبُهْر خِلْواً، فلما

كَلَّفَتْكَ الجِيادُ جَرْيَ الجِيادِ، جَرْبَذَتْ دونها يداك، وأَرْدَى

بك لؤمُ الآباءِ والأَجْدادِ

والجَرْبَذَة‏:‏ ثقل الدابة، وهو المُجَرْبِذُ‏.‏

والجَرَنْبَذُ

الذي تتزوج أُمه‏.‏ ابن الأَنباري‏:‏ البَروُك من النساء

التي تتزوّج زوجاً ولها ابن مدرك من زوج آخر، ويقال لابنها الجَرَنْبَذَ؛ قال الأَزهري‏:‏ وهو مأْخوذ من الجَرْبَذَة‏.‏

جلذ‏:‏ الجَلِذُ

الفأْر الأَعمى، والجمع مَناجِذُ على غير واحده، كما قالوا خلفة والجمع مخاض‏.‏

والجِلذاء‏:‏ الحجارة، وقيل‏:‏ هو ما صلب من الأَرض، والجمع جِلْذاء، بالكسر، ممدود وجَلاذي؛ الأَخيرة مطردة‏.‏

الأَزهري في نوادر الأَعراب‏:‏ جِلْظاء من الأَرض وجلماظ وجلذاء وجِلْذان‏.‏

والجِلْذاءَة‏:‏ الأَرض الغليظة، وجمعها جَلاذي، وهي الحِزْباءَة‏.‏

ابن شميل‏:‏ الجُلْذِية المكان الخشن الغليظ من القُف المرتفع

جداً يقطع أَخفاف الإِبل وقلما ينقاد، لا ينبت شيئاً‏.‏ والجُلْذِية من الفراسن‏:‏ الغليظة الوكيعة‏.‏ وقولهم‏:‏ أَسهل من جِلْذان، وهو حمى قريب من الطائف لين مستو كالراحة‏.‏ والجُلْذي‏:‏ الحجر‏.‏ والجلذي، بالضم، من الإِبل‏:‏

الشديد الغليظ؛ قال الراجز‏:‏

صوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا، أَخْيَفَ كانت أُمه صَفِيَّا

وناقة جُلْذِيّة‏:‏ قوية شديدة صُلبة‏.‏ والذكر جُلْذِيّ مشتق من ذلك؛ قال

علقمة‏:‏

هل تُلْحِقيني بأَولى القَوْمِ إِذْ سَخِطوا

جُلْذِيَّةً كأَتان الضَّحْلِ عُلْكُوم‏؟‏

وأَتان الضحل‏:‏ صخرة عظيمة مُلَمْلَمة‏.‏ والضحل‏:‏ الماء الضحضاح‏.‏ والعلكوم‏:‏

الناقة الشديدة‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ ولم يعرفه الكلابيون في ذكور الإِبل ولا

في الرجال؛ وسير جُلْذِيٌّ وخمس جُلْذِيٌّ وقَرَبٌ جُلْذِيّ‏:‏ شديد؛ فأَما

قول ابن ميادة‏:‏

لَتَقْرُبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا، ما دام فيهنّ فَصِيلٌ حيَّا، وقد دجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا

القَرَب‏:‏ القُرب من الورود بعد سير إِليه‏.‏ وليلة القَرَب‏:‏ الليلة التي

ترد الإِبل في صبيحتها الماء‏.‏ وهيَّا‏:‏ بمعنى الاستحثاث‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

وزعم الفارسي أَنه يجوز أَن يكون صفة للقَرَب وأَن يكون اسماً للناقة، على

أَنه ترخيم جُلْذِيَّة مسمى بها أَو جلِذية صفة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ والجَلاذي

في شعر ابن مقبل جمع الجُلْذِية، وهي الناقة الصلبة، وهو‏:‏

صوت النواقيس فيه ما يفرّطه

أَيدي الجلاذيّ جون ما يعفينا‏.‏

والجَلاذي‏:‏ صغار الشجر؛ وخص أَبو حنيفة به صغار الطلح‏.‏

وإِنه لَيُجْلَذ بكل خير أَي يظن به، وقد تقدم في الدال‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ الجَلاذِيُّ الصُّنَّاعُ، واحدهم جُلْذِيٌّ‏.‏ وقال غيره‏:‏

الجَلاذي خدم البيعة وجعلهم جَلاذِيّ لغلظهم‏.‏

وجِلْذان‏:‏ عقبة بالطائف‏.‏

واجْلَوّذ الليل‏:‏ ذهب، قال الشاعر‏:‏

أَلا حبذا حبذا حبذا

حَبيبٌ تَحَمَّلْتُ منه الأَذى

إِذا أَظْلمَ الليلُ واجْلَوّذا

والإجْلِوَّذ والاجْليواذُ‏:‏ المَضاء والسرعة في السير؛ قال سيبويه‏:‏ لا

يستعمل إِلا مزيداً‏.‏ التهذيب‏:‏ الجُلْذِيُّ الشديد من السير السريعُ؛ قال

العجاج يصف فلاة‏:‏

الخِمْسُ والخِمْسُ بها جُلْذِيُّ

يقول‏:‏ سير خمس بها شديد‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الاجْلِوَّاذ في السير

والاجْرِوَّاطُ المضاء في السرعة؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ هو الإِسراع‏.‏ واجْلَوَّذ

واجرهدّ إِذا أَسرع‏.‏ واجْلَوَّذَ بهم السير اجْلِوَّاذاً أَي دام مع السرعة، وهو من سير الإِبل؛ ومنه اجْلَوَّذَ المطر‏.‏ وفي حديث رقيقة‏:‏ واجلوّذ المطر

أَي امتد وقت تأَخره وانقطاعه‏.‏

جنبذ‏:‏ الجُنْبُذَةُ، بالضم‏:‏ ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة؛ قال

يعقوب‏:‏ والعامة تقول‏:‏ جُنْبَذَة، بفتح الباء، ابن سيده‏:‏ الجُنْبُذَة المرتفع

من كل شيء‏.‏ والجُنْبُذَة‏:‏ ما علا من الأَرض واستدار‏.‏ ومكان مُجَنْبَذ‏:‏

مرتفع؛ حكاه كراع‏.‏ وجُنْبُذَة الكيل‏:‏ منتهى أَصْبارِه؛ وقد جَنْبَذه‏.‏

والجُنْبُذَة‏:‏ القبة؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وفي الحديث في صفة الجنة‏:‏ وسطها

جنَابِذ من ذهب وفضة يسكنها قوم من أَهل الجنة كالأَعراب في البادية؛ وورد في حديث آخر‏:‏ فيها جنَابِذ من لؤلؤ، وفسره بذلك أَيضاً‏.‏

جوذ‏:‏ أَبو الجُوذِيّ‏:‏ كنية رجل؛ قال‏:‏

لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ

بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِّ

مُسْتَويات كنوى البَرْنِّي

وقد تقدم أَنه أَبو الجُودي، بالدال المهملة‏.‏

جوذ‏:‏ أَبو الجُوذِيّ‏:‏ كنية رجل؛ قال‏:‏

لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ

بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِّ

مُسْتَويات كنوى البَرْنِّي

وقد تقدم أَنه أَبو الجُودي، بالدال المهملة‏.‏

حبذ‏:‏ ذكر الأَزهري هذه الترجمة في الحاء والذال والباء، قال‏:‏ وأَما

قولهم حَبَّذا كذا وكذا، بتشديد الباء، فهو حرف معنى أُلِّف من حَبَّ وذا‏.‏

وقال في آخر الفصل‏:‏ وحبذا في الحقيقة فعل واسم‏:‏ حَبّ بمنزلة نِعْم، وذا

فاعل بمنزلة الرجل، وقد ذكرناه نحن في ترجمة حبب فيما تقدّم، والله أَعلم‏.‏

حذذ‏:‏ الحَذُّ‏:‏ القطع المستأْصل‏.‏ حَذَّهُ يَحُذّه حَذّاً‏:‏ قطعه قطعاً

سريعاً مُسْتأْصلاً؛ وقال ابن دريد‏:‏ قطعه قطعاً سريعاً من غير أَن يقول

مستأْصلاً‏.‏

والحُذَّة‏:‏ القطعة من اللحم كالخُزَّة والفِلْذة؛ قال الشاعر‏:‏

تُعْيِيه حُذَّة فِلْذٍ إِنْ أَلَمّ بها

من الشِّواءِ، ويُرْوِي شُرْبَهُ الغُمَرُ‏.‏

ويروى حزة فلذ، وسنذكره في موضعه‏.‏

والحَذَذ‏:‏ السرعة، وقيل‏:‏ السرعة والخفة‏.‏ والحذذ‏:‏ خفة الذنب واللحية، والنعت منهما أَحَذُّ‏.‏ ويعبر أَحَذُّ ولحية حَذاء‏:‏ خفيفة؛ قال‏:‏

وشُعثٍ على الأَكْوارِ حُذٍّ لِحاهُمُ

تَفادَوْا من الموتِ الذَّريعِ تَفادِيا

وفرس أَحَذُّ‏:‏ خفيف شعر الذنب؛ وقطاة حَذاء‏:‏ وصفت بذلك لقصر ذنبها وقلة

ريشها، وقيل‏:‏ لخفتها وسرعة طيرانها‏.‏ وفي حديث عتبة بن غزوان‏:‏ أَنه خطب

الناس فقال في خطبته‏:‏ إِن الدنيا قد آذَنَتْ بِصَرْمٍ ووَلَّتْ حَذَّاء فلم يَبْق منها إِلا صُبابَةٌ كصُبابةِ الإِناء؛ يقول‏:‏ لم يبق منها إِلا مثل

ما بقي من الذَّنَبِ الأَحَذّ، ومعنى قوله ولت حَذَّاء أَي سريعة

الإِدبار؛ قال الأَزهري‏:‏ ولت حذاء هي السريعة الخفيفة التي قد انقطع آخرها، ومنه قيل للقطاة حذاء لقصر ذنبها مع خفتها؛ قال النابغة يصف القطا‏:‏

حَذَّاءُ مُقْبِلَةً سَكَّاءُ مُدْبِرَةً، للماء في النَّحْرِ منها نَوْطَةً عَجَبُ

قال‏:‏ ومن هذا قيل للحمار القصير الذنب أَحذّ‏.‏ والأَحَذُّ‏:‏ السريع في الكلام والفعال؛ وقيل‏:‏ ولت حذاء أَي ماضية لا يتعلق بها شيء‏.‏ وحمار أَحَذُّ‏:‏

قصير الذنب، والاسم من ذلك الحَذَذ ولا فعل له‏.‏ الأَزهري‏:‏ الحَذَذ مصدر

الأَحذّ من غير فعل‏.‏ ورجل أَحَذُّ‏:‏ سريع اليد خفيفها؛ قال الفرزدق يهجو

عُمَرَ بن هبيرة الفزاري‏:‏

تَفَيْهَقَ بالعراقِ أَبو المُثَنَّى، وعَلَّم أَهْلَه أَكلَ الخَبِيص

أَأَطْعمتَ العراقَ ورافِدَيْهِ

فَزارَيّاً أَحَذَّ يَد القَمِيص‏؟‏

يصفه بالغلو وسرعة اليد، وقوله أَحَذَّ يد القميص، أَراد أَحذَّ اليد

فأَضاف إِلى القميص لحاجته وأَراد خفة يده في السرقة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الفزاري

المهجوّ في البيت عمر بن هبيرة؛ وقد قيل في الأَحذ غير ما ذكره الجوهري، وهو أَن الأَحذ المقطوع، يريد أَنه قصير اليد عن نيل المعالي فجعله

كالأَحذ الذي لا شعر لذنبه ولا يجبّ لمن هذه صفته أَن يولى العراق‏.‏ وفي حديث

عليّ، رضوان الله عليه‏:‏ أَصول بِيَدٍ حَذَّاءَ أَي قصيرة لا تمتد إِلى ما

أُريد، ويروى بالجيم، من الجذ القطع، كنى بذلك عن قصور أَصحابه وتقاعدهم

عن الغزو‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وكأَنها بالجيم أَشبه‏.‏ وأَمر أَحَذُّ‏:‏ سريع

المَضاء‏.‏ وصريمة حذاء‏:‏ ماضية‏.‏ وحاجة حَذَّاء‏:‏ خفيفة سريعة النفاذ‏.‏

وأَمْرٌ أَحَذُّ أَي شديد منكر‏.‏ وجئتنا بِخُطوبٍ حُذٍّ أَي بأُمور منكرة؛ وقال

الطرماح‏:‏

يَقْري الأُمورَ الحُذَّ ذا إِرْبَةٍ

في لَيِّها شَزْراً وإِبْرامِها

أَي يقريها قلباً ذا إِربة‏.‏ الأَزهري‏:‏ والقلب يسمى أَحَذَّ؛ قال ابن سيده‏:‏ وقلب أَحَذُّ ذَكِيٌّ خفيف‏.‏ وسهم أَحذ‏:‏ خفف غِراء نَصْله ولم يُفتق؛ قال العجاج‏:‏

أَورد حُذًّا تَسْبِقُ الأَبصارا، وكلَّ أُنثى حَمَلَتْ أَحجارا

يعني بالأُنثى الحاملة الأَحجار المنجنيقَ‏.‏ الأَزهري‏:‏ الأَحَذُّ اسم

عروض من أَعاريض الشعر؛ قال ابن سيده‏:‏ هو من الكامل إِلى مُتفا ونقله إِلى

فَعِلُنْ، أَو مُتْفاعِلُنْ إِلى مُتْفا ونقله إِلى فَعْلُنْ، وذلك لخفتها

بالحذف‏.‏ وزاده الأَزهري إِيضاحاً فقال‏:‏ يكون صدره ثلاثة أَجزاء متفاعلن، وآخره جزآن تامّان، والثالث قد حذف منه علن وبقيت القافية متفا فجعلت

فَعْلُنْ أَو فَعِلُنْ كقول ضابيء‏:‏

إِلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابياً

بالقَرْحِ بَيْنَ لَبانِهِ ويَدِه‏.‏

وكقوله‏:‏

وحُرِمْتَ مِنَّا صاحِباً ومُؤازِراً، وأَخاً على السَّرَّاءِ والضُّرّ

والقصيدة حَذَّاءُ؛ قال ابن سيده‏:‏ قال أَبو إِسحق‏:‏ سمي أَحَذَّ لأَنه

قَطْعٌ سريعٌ مستأْصلٌ‏.‏ قال ابن جني‏:‏ سمي أَحَذَّ لأَنه لما قطع آخر الجزء

قَلَّ وأَسْرَعَ انقضاؤه وفناؤه‏.‏ وجُزء أَحَذُّ إِذا كان كذلك‏.‏

والأَحَذُّ؛ الشيءُ الذي لا يتعلق به شيء‏.‏ وقصيدة حذَّاء‏:‏ سائرة لا عيب فيها ولا

يتعلق بها شيء من القصائد لجودتها‏.‏ والحذَّاء‏:‏ اليمين المنكرة الشديدة

التي يقتطع بها الحق؛ قال‏:‏

تَزَبَّدَها حذَّاءَ يَعْلَمُ أَنه

هو الكاذبُ الآتي الأُمورَ البَجارِيا

الأَمر البُجْرِيُّ‏:‏ العظيم المنكر الدي لم يُرَ مثله‏.‏ الجوهري‏:‏ اليمين

الحَذَّاء التي يحلف صاحبها بسرعة، ومن قاله بالجيم يذهب إِلى أَنه

جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانَةَ‏.‏ ورَحِمٌ حَذَّاء وجَذَّاء؛ عن الفراء، إِذا لم توصل‏.‏

وامرأَة حُذْحُذٌ وحُذْحُذَة‏:‏ قصيرة‏.‏

وقَرَبٌ حَذْحاذٌ وحُذاحِذ‏:‏ بعيدٌ‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏ قَرَبٌ حَذْحاذٌ

سريع، أُخِذَ من الأَحَذِّ الخفيف مثل حَثْحاثٍ‏.‏ وخِمْسٌ حَذْحاذٌ‏:‏ لا

فُتُورَ فيه، وزعم يعقوب أَن ذاله بدل من ثاءِ حَثْحاثٍ؛ وقال ابن جني‏:‏ ليس

أَحدهما بدلاً من صاحبه لأَن حَذْحاذاً من معنى الشيء الأَحَذّ، والحَثْحاتُ

السريع، وقد تقدّم‏.‏

حمذ‏:‏ الحُماذيّ‏:‏ شِدَّةُ الحر كالهَمَاذِيّ‏.‏

حنذ‏:‏ حَنَذَ الجَدْيَ وغيره يَحْنِذُه حَنْذاً‏:‏ شواه فقط، وقيل‏:‏

سَمَطَهُ‏.‏

ولحمٌ حَنْذٌ‏:‏ مشويّ، على هذه الصفة وصف بالمصدر، وكذلك مَحْنُوذٌ

وحَنِيذٌ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فجاء بعجل حنيذ‏.‏ قال‏:‏ محنوذ مشوي‏.‏ وروى في قوله

عز وجل‏:‏ فجاء بعجل حنيذ، قال‏:‏ هو الذي يقطرُ ماؤه وقد شوي‏.‏ قال‏:‏ وهذا

أَحسن ما قيل فيه‏.‏ الفراء‏:‏ الحَنْيذُ ما حَفَرْتَ له في الأَرض ثم غممته، قال‏:‏ وهو من فعل أَهل البادية معروف؛ وهو محنوذ في الأَصل وقد حُنِذَ، فهو مَحْنُوذٌ، كما قيل‏:‏ طبيخ ومطبوخ‏.‏ وقال شمر‏:‏ الحنيذ الماء السُّخْنُ؛ وأَنشد لابن مَيَّادَةَ‏:‏

إِذا باكَرَتْهُ بالحَنِيذَ غَواسلُهْ

وقال أَبو زيد‏:‏ الحنيذ من الشِّواءِ النَّضِيجُ، وهو أَنْ تَدُسَّه في النار‏.‏ وقال ابن عرفة‏:‏ بعجل حنيذ أَي مشوي بالرِّضافِ حتى يقطر عرقاً‏.‏

وحنذته الشمس والنار إِذا شوتاه‏.‏ والشِّواءُ المحنوذُ‏:‏ الذي قد أُلقيت

فوقه الحجارة المرضوفة بالنار حتى ينشوي انشواءً شديداً فيهتري تحتها‏.‏

شمر‏:‏ الحنيذ من الشِّواء الحار الذي يقطر ماؤه وقد شوي‏.‏ وقيل‏:‏ الحنيذ من اللحم الذي يؤخذ فيقطع أَعضاء وينصف له صَفيحُ الحجارة فَيقُابَلُ، يكون

ارتفاعه ذراعاً وعَرْضُه أكثر من ذراعين في مثلهما، ويجعل له بابان ثم يوقد في الصفائح بالحطب

واشتذّ حرها وذهب كل دخان فيها ولهب أُدخل فيه اللحم، وأُغلق البابان

بصفحتين قد كانتا قِدِّرَتا للبابين ثم ضربتا بالطين وبفرث الشاة وأُدْفئِتا

إِدْفاءً شديداً بالتراب في النار ساعة، ثم يخرج كأَنه البُسرُ قد

تَبَرَّأَ اللحمُ من العظم من شدة نُضْجِه؛ وقيل‏:‏ الحنبذ أَن يشوي اللحم على

الحجارة المُحْماةِ، وهو مُحْنَذٌ؛ وقيل‏:‏ الحنيذ أَن يأْخذ الشاة فيقطعها ثم يجعلها في كرشها ويلقي مع كل قطعة من اللحم في الكَرِش رَضْفَةً، وربما

جعل في الكرش قَدَحاً من لبن حامض أَو ماء ليكون أَسلم للكرش أن يَنْقَدَّ، ثم يخللها بخلال وقد حفر لها بُؤرَة وأَحماها فيلقي الكرش في البؤْرة

ويغطيها ساعة، ثم يخرجها وقد أَخذت من النُّضْجِ حاجتها؛ وقيل‏:‏ الحنيذ

المشويُّ عامة، وقيل‏:‏ الحنيذ الشِّواءُ الذي لم يُبالَغْ في نُضْجِه، والفِعْلُ كالفعل، ويقال‏:‏ هو الشِّواء المَغْمُومُ الذي يُحْنَذُ أَي يُغير، وهي أَقلها‏.‏

التهذيب‏:‏ الحَنْذُ اشتواء اللحم بالحجارة المسخنة، تقول‏:‏ حَنَذْتُه

حَنْذاً وحَنَذَه يَحْنِذُه حَنْذاً‏.‏ وأَحْنَذَ اللحم أَي أَنْضَجَهُ‏.‏

وحَنَذْتُ الشاة أَحْنِذُها حَنْذاً أَي شويتها وجعلت فوقها حجارة محماة

لتنضجها، وهي حنيذ؛ والشمس تَحْنِذُ أَي تُحْرِقُ‏.‏ والحَنْذُ‏:‏ شدة الحر

وّإحراقه؛ قال العجاج يصف حماراً وأَتاناً‏:‏

حَتى إِذا ما الصيفُ كان أَمَجَا، ورَهِبَا من حَنْذِه أَنْ يَهْرَجَا

ويقال‏:‏ حَنذَتُه الشمسُ أَي أَحرقته‏.‏ وحِناذٌ مِحْنَذٌ على المبالغة أَي

حر محرق؛ قال بَخْدَجٌ يهجو أَبا نُخَيْلَةَ‏:‏

لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مْحْنَذا

مِنَّي، وَشَلاًّ لِلأَعادي مِشْقَذَا

أَي حرّاً ينضجه ويحرقه‏.‏ وحَنَذَ الفرس يَحْنِذه حَنْذاً‏.‏ وحِناذاً، فهو محنوذ وحنيذ‏:‏ أَجراه أَو أَلقى عليه الجِلالَ لِيَعْرَقَ‏.‏ والخيلُ

تُحَنَّذُ إِذا أُلقيت عليها الجلالُ بعضها على بعض لِتَعْرَقَ‏.‏ الفراء‏:‏

ويقال‏:‏ إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ يعني أَخْفِسْ، يقول‏:‏ أَقِلَّ الماءَ وأَكثر

النبيذَ، وقيل‏:‏ إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ أَي عَرِّقْ شرابك أَي صُبَّ فيه

قليلَ ماء‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ أَحْنَذَ، بقطع الأَلف، قال‏:‏ وأَعْرَقَ في معنى

أَخْفَسَ؛ وذكر المنذري‏:‏ أَنا أَبا الهيثم أَنكر ما قاله الفراء في الإِحْناذ انه بمعنى أَخْفَسَ وأَعْرَقَ وَعَرَفَ الإِخْفاسَ والإِعْراقَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ شراب مُحْنَذٌ ومُخْفَسٌ ومُمْذًى ومُمْهًى إِذا أُكثر

مِزاجُه بالماء، قال‏:‏ وهذا ضد ما قاله الفراء‏.‏ وقال أَبو الهيثم‏:‏ أَصل

الحِناذِ من حِناذِ الخيل إِذا ضُمِّرَتْ، قال‏:‏ وحِناذهُا أَن يُظاهَرَ عليها

جُلٌّ فَوْقَ جُلٍّ حتى تُجَلَّلَ بأَجْلالٍ خمسةٍ أَو ستة لِتَعْرَقَ

الفرسُ تحت تلك الجِلالِ ويُخْرِجَ العرقُ شَحْمَها، كي لا يتنفس تنفساً

شديداً إِذا جرى‏.‏ وفي بعض الحديث‏:‏ أَنه أَتى بضب مَحْنوذ أَي مشويّ؛ أَبو

الهثيم‏:‏ أَصله من حِناذِ الخيل، وهو ما ذكرناه‏.‏ وفي حديث الحسن‏:‏ عَجَّلتْ

قبلَ حَينذها بِشوائها أَي عجلت القِرى ولم تنتظر المشوي‏.‏ وحَنَذَ

الكَرْمُ‏:‏ فُرِغَ مِنْ بعضه، وحَنَذَ له يَحْنِذُ‏:‏ أَقَلَّ الماءَ وأَكثر الشرابَ

كأَخْفَسَ‏.‏ وحَنَذْتُ الفرسَ أَحْنِذُه حَنْذاً، وهو أَن يُحْضِرَهُ

شوطاً أَو شوطين ثم يُظاهِرَ عليه الجِلالَ في الشمس ليعرق تحتها، فهو محنوذ

وحنيذ، وإِن لم يعرق قيل‏:‏ كَبَا‏.‏

وحَنَذٌ‏:‏ موضع قريب من مكة، بفتح الحاء والنون والذال المعجمة؛ قال

الأَزهري‏:‏ وقد رأَيت بوادي السِّتارَيْنِ من ديار بني سعد عينَ ماء عليه نخل

زَيْنٌ عامر وقصور من قصور مياه الأَعراب يقال لذلك الماء حنيذ، وكان

نَشِيلُه حارّاً فإِذا حُقِنَ في السقاء وعلق في الهواء حتى تضربه الريح

عَذُبَ وطاب‏.‏ وفي أَعْراضِ مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية

قريبة من المدينة النبوية فيها نخل كثير يقال لها حَنَذ؛ وأَنشد ابت

السكيت لبعض الرُّجَّاز يصف النخل وأَنه بحذاء حَنَذ ويتأَبر منه دون أن يؤبر، فقال‏:‏

تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسيلِ، تَأَبَّري مِنْ حَنَذٍ فَشُولي، إِذْ صَنَّ أَهلُ النَّخلِ بالفُحول

ومعنى تَأَبَّرِي أَي تلقَّحي، وإِن لم تُؤبَّري برائحة حِرْقِ

فَحاحِيلِ حَنَذ، وذلك أَن النخل إِذا كان بحذاء حائط فيه فُحَّالٌ مما يلي

الجنوب فإِنها تؤبر بروائحها وإِن لم تؤبر؛ وقوله فشولي شبهها بالناقة التي

تُلْقَحُ فَتَشُول ذنبها أَي ترفعه؛ قال ابن بري‏:‏ الرجز لأُحَيْحَة بن الجُلاحِ، قال‏:‏ والمعنى تأَبري من روائح هذا النخل إِذا ضن أَهل النخل

بالفحول التي يؤبر بها، ومعنى شولي ارفعي من قولهم شالت الناقة بذنبها إِذا

رفعته للقاح‏.‏

وحَنّاذٌ‏:‏ اسم‏.‏

حوذ‏:‏ حاذَ يَحُوذَ حَوْذاً كحاط حَوْطاً، والحَوْذُ‏:‏ الطَّلْقُ‏.‏

والحَوْذُ والإِحْواذُ‏:‏ السيرُ الشديد‏.‏ وحاذ إِبله يحوذها حَوْذاً‏:‏ ساقها سوقاً

شديداً كحازها حوزاً؛ وروي هذا البيت‏:‏

يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذيُّ

فسره ثعلب بأَن معنى قوله حوذي امتناع في نفسه؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَعرف

هذا إِلا ههنا، والمعروف‏:‏

يحوزهنّ وله حوزي

وفي حديث الصلاة‏:‏ فمن فرّغ لها قلبه وحاذ عليها، فهو مؤمن أَي حافظ

عليها، من حاذ الإِبل يحوذها إِذا حازها وجمعها ليسوقها‏.‏ وطَرَدٌ أَحْوَذُ‏:‏

سريع؛ قال بَخْدَجٌ‏:‏

لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا

مني، وشلاًّ للأَعادي مِشْقَذا، وطَرَداً طَرْدَ النعام أَحْوَذا

وأَحْوَذَ السيرَ‏:‏ سار سيراً شديداً‏.‏ والأَحْوَذِيُّ‏:‏ السريع في كل ما

أَخَذَ فيه، وأَصله في السفر‏.‏ والحَوْذُ‏:‏ السوق السريع، يقال‏:‏ حُذْت

الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً وأَحْوَذْتها مثله‏.‏ والأَحْوَذِيّ‏:‏ الخفيف في الشيء

بحذفه؛ عن أَبي عمرو، وقال يصف جناحي قطاة‏:‏

على أَحْوَذِيَّينِ اسْتَقَلّتْ عليهما، فما هي إِلا لَمْحَة فَتَغيب

وقال آخر‏:‏

أَتَتْكَ عَبْسٌ تَحْمِل المَشِيَّا، ماءٍ مِنَ الطّثرة أَحْوَذيَّا

يعني سريع الإِسهال‏.‏ والأَحْوَذيّ‏:‏ الذي يسير مسيرة عشر في ثلاث ليال؛ وأَنشد‏:‏

لَقَدْ أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثِ، وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيبُ

قال‏:‏ انضمامها انطواء بدنها، وهي إِذا انضمت فهي أَسرع لها‏.‏ قال‏:‏

والذعاليب أَيضاً ذيول الثياب‏.‏ ويقال‏:‏ أَحْوَذَ ذاك إِذا جمعه وضمه؛ ومنه يقال‏:‏

استحوذ على كذا إِذا حواه‏.‏ وأَحْوَذ ثوبه‏:‏ ضمه إِليه؛ قال لبيد يصف

حماراً وأُتناً‏:‏

إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها

وأَوردَهَا على عُوجٍ طِوال

قال‏:‏ يعني ضمها ولم يفته منها شيء، وعنى بالعُوج القوائم‏.‏ وأَمر مَحُوذ‏:‏

مضموم محكم كَمَحُوز، وجادَ ما أَحْوَذ قصيدتَه أَي أَحكمها‏.‏ ويقال‏:‏

أَحوذ الصانع القِدْح إِذا أَخفه؛ ومن هذا أُخِذَ الأَحْوذيّ المنكمش الحادّ

الخفيف في أُموره؛ قال لبيد‏:‏

فهو كَقِدْحِ المَنِيح أَحْوَذَه الصَّا

نعُ، يَنْفِي عن مَتْنِه القُوَبَا

والأَحْوَذِيُّ‏:‏ المشمر في الأُمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها

شيء‏.‏

والحَويذُ من الرجال‏:‏ المشمر؛ قال عمران بن حَطَّان‏:‏

ثَقْفٌ حَويذٌ مُبِينُ الكَفِّ ناصِعُه، لا طَائِشُ الكفّ وَقّاف ولا كَفِلُ

يريد بالكَفِلِ الكِفْلَ‏.‏ والأَحْوَذِيّ‏:‏ الذي يَغْلِب‏.‏ واستَحْوَذ‏:‏

غلب‏.‏ وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي الله عنهما‏:‏ كان والله أَحْوَذيّاً

نَسِيجَ وحْدِه‏.‏ الأَحْوذِيّ‏:‏ الحادّ المنكمش في أُموره الحسن لسياق الأُمور‏.‏

وحاذه يَحُوذه حوذاً‏:‏ غلبه‏.‏ واستَحْوذ عليه الشيطان واستحاذ أَي غلب، جاء

بالواو على أَصله، كما جاء اسْتَرْوحَ واستوصب، وهذا الباب كله يجوز أن يُتَكَلَّم به على الأَصل‏.‏ تقول العرب‏:‏ اسْتَصاب واسْتَصْوَب واستَجاب

واسْتَجْوب، وهو قياس مطرد عندهم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ أَلم نستحوذ عليكم؛ أَي

أَلم نغلب على أُموركم ونستول على مودّتكم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما من ثلاثة في قرية

ولا بَدْوٍ لا تقام فيهم الصلاة إِلا وقد اسْتَحْوَذ عليهم الشيطان أَي

استولى عليهم وحواهم إِليه؛ قال‏:‏ وهذه اللفظة أَحد ما جاء على الأَصل من غير إِعلال خارِجَةً عن أَخواتها نحو استقال واستقام‏.‏ قال ابن جني‏:‏

امتنعوا من استعمال استحوذ معتلاًّ وإِن كان القياس داعياً إِلى ذلك مؤذناً

به، لكن عارض فيه إِجماعهم على إِخراجه مصححاً ليكون ذلك على أُصول ما

غُيّر من نحوه كاستقام واستعان‏.‏ وقد فسر ثعلب قوله تعالى‏:‏ استحوذ عليهم

الشيطان، فقال‏:‏ غلب على قلوبهم‏.‏ وقال الله عز وجل، حكاية عن المنافقين يخاطبون

به الكفار‏:‏ أَلم نستَحْوذ عليكم ونَمْنَعْكم من المؤمنين؛ وقال أَبو

إِسحق‏:‏ معنى أَلم نستحوذ عليكم‏:‏ أَلم نستول عليكم بالموالاة لكم‏.‏ وحاذَ

الحمارُ أُتُنَه إِذا استولى عليها وجمعها وكذلك حازها؛ وأَنشد‏:‏

يَحُوذُهُنَّ وله حُوذِيُّ

قال وقال النحويون‏:‏ استحوذ خرج على أَصله، فمن قال حاذ يَحُوذ لم يقل

إِلا استحاذ، ومن قال أَحْوذَ فأَخرجه على الأَصل قال استحوذ‏.‏

والحاذُ‏:‏ الحال؛ ومنه قوله في الحديث‏:‏ أَغبط الناس المؤمنُ الخفيفُ

الحاذِ أَي خفيف الظهر‏.‏ والحاذانِ‏:‏ ما وقع عليه الذنَب من أَدبار الفخذين، وقيل‏:‏ خفيف الحال من المال؛ وأَصل الحاذِ طريقة المتن من الإِنسان؛ وفي الحديث‏:‏ ليأْتين على الناس زمان يُغْبَط الرجل فيه لخفة الحاذِ كما يُغْبَطُ

اليومَ أَبو العَشَرة؛ ضربه مثلاً لقلة المال والعيال‏.‏ شمر‏:‏ يقال كيف

حالُك وحاذُك‏؟‏ ابن سيده‏:‏ والحاذُ طريقة المتن، واللام أَعلى من الذال، يقال‏:‏ حالَ مَتْنُه وحاذَ مَتْنُه، وهو موضع اللبد من ظهر الفرس‏.‏ قال‏:‏

والحاذان ما استقبلك من فخذي الدابة إِذا استدبرتها؛ قال‏:‏

وتَلُفُّ حاذَيْها بذي خُصَل

رَيّانَ، مِثْلَ قَوادِمِ النَّسْر

قال‏:‏ والحاذانِ لحمتانِ في ظاهر الفخذين تكونان في الإِنسان وغيره؛ قال‏:‏

خَفِيفُ الحاذِ نَسّالُ الفَيافي، وعَبْدٌ لِلصّحابَةِ غَيْرُ عَبْد

الرياشي قال‏:‏ الحاذُ الذي يقع عليه الذنَب من الفخذين من ذا الجانب وذا

الجانب؛ وأَنشد‏:‏

وتَلُفّ حاذَيْها بذي خُصَل

عَقِمَتْ، فَنِعْمَ بُنَيّةُ العُقْم

أَبو زيد‏:‏ الحاذ ما وقع عليه الذنب من أَدبار الفخذين، وجمع الحاذ

أَحْواذ‏.‏ والحاذُ والحالُ معاً‏:‏ ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس؛ وضرب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله مؤمنٌ خَفِيفُ الحاذِ قلةَ اللحم، مثلاً

لقلة ماله وقلة عياله كما يقال خفيف الظهر‏.‏ ورجل خفيف الحاذ أَي قليل المال، ويكون أَيضاً القليل العيال‏.‏ أَبو زيد‏:‏ العرب تقول‏:‏ أَنفع اللبن ما

وَليَ حاذَيِ الناقة أَي ساعة تحلب من غير أَن يكون رضعها حُِوار قبل ذلك‏.‏

والحاذُ‏:‏ نبت، وقيل‏:‏ شجر عظام يَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لها غِصَنَةٌ

كثيرة الشوك‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الحاذ من شجر الحَمْض يعظم ومنابته السهل

والرمل، وهو ناجع في الإِبل تُخصِب عليه رطباً ويابساً؛ قال الراعي ووصف

إِبله‏:‏

إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربيعِ وَصَالها

عَرادٌ وحاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وأَلف الحاذ واو، لأَن العين واواً أَكثر منها ياء‏.‏ قال

أَبو عبيد‏:‏ الحاذ شجر، الواحدة حاذة من شجر الجنَبَة؛ وأَنشد‏:‏

ذواتِ أَمْطِيٍّ وذاتِ الحاذِ

والأَمطيّ‏:‏ شجرة لها صمغ يمضغه صبيان الأَعراب، وقيل‏:‏ الحاذة شجرة

يأْلفها بقَرُ الوحش؛ قال ابن مقبل‏:‏

وهُنَّ جُنُوحٌ لِذِي حاذَة، ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن

وقال مزاحم‏:‏

دَعاهُنّ ذِكْرُ الحاذِ من رَمْل خَطْمةٍ

فَمارِدُ في جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ

والحَوْذانُ‏:‏ نبت يرتفع قدر الذراع له زهرة حمراء في أَصلها صفرة وورقته

مدوّرة والحافر يسمن عليه، وهو من نبات السهل حلو طيب الطعم؛ ولذلك قال

الشاعر‏:‏

آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسَلْ

والحوْذانُ‏:‏ نبات مثل الهِنْدِبا ينبت مسطحاً في جَلَد الأَرض وليانها

لازقاً بها، وقلما ينبت في السهل، ولها زهرة صفراء‏.‏ وفي حديث قس عمير

حَوْذان‏:‏ الحوذان نبت له ورق وقصب ونَور أَصفر‏.‏ وقال في ترجمة هوذ‏:‏ والهاذة

شجرة لها أَغصان سَبْطَةٌ لا ورق لها، وجمعها الهاذ؛ قال الأَزهري‏:‏ روى

هذا النضر والمحفوظ في باب الأَشجار الحاذ‏.‏

وحَوْذان وأَبو حَوْذان‏:‏ أَسماء رجال؛ ومنه قول عبد الرحمن بن عبد الله بن الجراح‏:‏

أَتتك قَوافٍ من كريم هَجَوْتَهُ، أَبا الحَوْذِ، فانظر كيف عنك تَذودُ

إِنما أَراد أَبا حوذان فحذف وغير بدخول الأَلف واللام؛ ومثل هذا

التغيير كثير في أَشعار العرب كقول الحطيئة‏:‏

جَدْلاء مُحْكَمَة من صُنْع سَلاَّم

يريد سليمان فغير مع أَنه غلط فنسب الدروع إِلى سليمان وإِنما هي لداود؛ وكقول النابغة‏:‏

ونَسْج سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائل

يعني سليمان أَيضاً، وقد غلط كما غلط الحطيئة؛ ومثله في أَشعار العرب

الجفاة كثير، واحدتها حَوْذانة وبها سمي الرجل؛ أَنشد يعقوب لرجل من بني

الهمّاز‏:‏

لو كان حَوْذانةُ بالبلادِ، قام بها بالدّلْو والمِقَاطِ، أَيّامَ أَدْعُو يا بني زياد

أَزْرَقَ بَوّالاً على البساط

مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ

الصُّدَّادُ‏:‏ الوزَغُ؛ ورواه غيره‏:‏ بأَبي زياد؛ وروي‏:‏

أَوْرَقَ بوّالاً على البساط

وهذا هو الأَكفأُ‏.‏

خذذ‏:‏ التهذيب‏:‏ أَهمله الليث، وفي نوادر الأَعراب‏:‏ خَذَّ الجُرْحُ

خَذيذاً إِذا سال منه الصَّديد‏.‏

خنذ‏:‏ الخِنْذِيانُ‏:‏ الكثير الشر‏.‏ ورجلِ خِنْذيذُ اللسان‏:‏ بَذِيُّه‏.‏

والخنْذيذُ‏:‏ الفحل؛ قال بشر‏:‏

وخِنْذيذٍ ترى الغُرْمُولَ منه

كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التِّجارُ

والخنذيذ‏:‏ الخصيُّ أَيضاً، وهو من الأَضداد‏.‏ ابن سيده‏:‏ الخنذيذ، بوزن

فِعْلِيلٍ، كأَنه بني من خَنَذَ وقد أُمِيتَ فِعْلُه، وهو من الخيل الخصي

والفحل؛ وقيل‏:‏ الخناذيذ جياد الخيل؛ قال خُفافُ بن عبد قيس من البَراجِمِ‏:‏وبَراذِينَ كابِيَاتٍ، وأُتْنَا، وخَناذيذَ خِصْيَةً وفُحُولا

وصفها بالجودة أَي منها فحول ومنها خصيان، فخرج بذلك من حد الأَضداد‏.‏

قال ابن بري‏:‏ زعم الجوهري أَن البيت لخفاف بن عبد قيس، وهو للنابغة

الذبياني؛ وقبله‏:‏

جمعوا من نوافل الناس سَيْباً، وحميراً مَوْسُومَةً وخُيولا

قال‏:‏ وجعل هذا البيت شاهداً على أَن الخنذيذ يكون غير الخصي؛ قال‏:‏

والأَكثر في اللغة أَن الخِنْذيذ هو الخصي، وقيل‏:‏ الخنذيذ الطويل من الخيل‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ كل ضخم من الخيل وغيره خِنْذِيذ، خصياً كان أَو غيره؛ وأَنشد بيت بشر‏:‏

وخنذيذ ترى الغرمول منه

والخِنْذِيذُ‏:‏ الشاعر المجيد المُنَقِّح المُفْلِقُ‏.‏ والخِنْذِيذُ‏:‏

الشجاع البُهْمَةُ الذي لا يُهْتَدَى لقتاله‏.‏ والخِنْذيذ‏:‏ السخي التام

السخاء‏.‏ والخنذيذ‏:‏ الخطيب المُصْقِعُ‏.‏ والخنذيذ‏:‏ السيد الحليم‏.‏ والخنذيذ‏:‏

العالم بأَيام العرب وأَشعار القبائل‏.‏ ورجل خِنْظِيانٌ وخِنْذِيانٌ، بالخاء

المعجمة، أَي فحاش‏.‏ ورجل خِنْذيانٌ‏:‏ كثير الشر‏.‏ التهذيب‏:‏ والخِنذيذ البذيّ

اللسان من الناس، والجمع الخناذيذ، قال أَبو منصور‏:‏ والمسموع من العرب

بهذا المعنى الخِنْذِيانُ والخِنْظِيانُ؛ وقد خَنْذَى وخَنْطى وحَنْظى

وعَنْظَى إِذا خرج إِلى البذاءة وسَلاطَة اللسان؛ قال‏:‏ ولم أَسمع

الخِنْذِيذَ بهذا المعنى‏.‏ قال‏:‏ وكذلك خَنَادِي الجبال، واحدتها خِنْذُوَةٌ، وقيل‏:‏

خِنْذِيذُ الريح إِعْصاره؛ وقال الشاعر‏:‏

نِسْعيَّة ذات خِنْذِيذٍ يُجاوِبُها

نِسْعٌ لها بِعِضاه الأَرض تَهْزِيرُ

نِسْعٌ ومِسْعٌ‏:‏ من أَسماء الريح الشمال لدقة مهبّها، شبهت بالنسع الذي

تعرفه‏.‏ ابن سيده‏:‏ والخِنْذِيذ الجبل الطويل المشرف الضخم، وفي الصحاح‏:‏

رأْس الجبل المشرف‏.‏ وخناذيذ الجِبال‏:‏ شُعَب دقاق الأَطراف طوال في أَطرافها

خِنْذيذة؛ فأَما قوله‏:‏

تَعْلُو أَواسِيَه خَناذِيذُ خِيَمْ

فقد تكون الخناذيذ هنا الجبال الضخام وتَكون المشرفة الطوال‏.‏ والخناذيذ‏:‏

هي الشماريخ الطوال المشرفة، واحدتها خِنْذِيذَةٌ‏.‏ وخناذيذ الغيم‏:‏

أَطراف منه مشرفة شاخصة مشبهة بذلك‏.‏ والخُنْذُوَة‏:‏ الشعْبَةُ من الجبل، مثل

بها سيبويه وفسرها السيرافي، قال‏:‏ ووجدت في بعض النسخ حُنْذُوَةً، وفي بعضها جُنْذُوَةً، وخُنذوة، بالخاء معجمة، أَقعد بذلك يشتقها من الخِنْذِيذِ، وحكيت خِنْذُوَة، بكسر الخاء، وهو قبيح لأَنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها

واو وليس بينهما إِلا ساكن لأَنَّ الساكن غير معتدٍّ به فكأَنه خِذُوَة، وحكيت جِنْدِوَة وخِنْذِوَة وحِنْذِوَة، لغات في جميع ذلك حكاه بعض أَهل

اللغة؛ وكذلك وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه وهذا لا يعضده القياس ولا

السماع، أَما الكسرة فإِنها توجب قلب الواو ياء، وإِن كان بعدها ما يقع عليه

الإِعراب وهو الهاء، وقد نفى سيبويه مثل ذلك؛ وأَما السماع فلم يجئ لها

نظير وإِنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم لأَنَّ نسخ كتاب سيبويه

اختلفت فيها‏.‏

خوذ‏:‏ المُخاوَذَةُ‏:‏ المخالفة إِلى الشيء‏.‏

خَاوَذَهُ خِوَاذاً ومخاوذة‏:‏ خالفه‏.‏ يقال‏:‏ بنو فلان خاوذونا إِلى الماء

أَي خالفونا إِليه‏.‏ الأُمَوِيُّ‏:‏ خاوَذْته مُخَاوَذَة فعلت مثل فعله، وأَنكر شمر خاوذت بهذا المعنى، وذكر أَن المُخاوَذَة والخِواذ الفِراقُ، وأَنشد‏:‏

إِذا النَّوَى تَدْنُو عن الخِوَاذِ

وخَاوَذَتْه الحُمَّى خِوَاذاً‏:‏ أَخذته ثم انقطعت عنه ثم عاودته؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقيل‏:‏ مخاوذتها إِياه تعهدها له، وقيل‏:‏ خِواذُ الحمى أن تأْتي لوقت غير معلوم‏.‏ الفراء‏:‏ الحمى تُخَاوذه إِذا حم في الأَيام‏.‏ وفلان

يُخَاوِذُنا بالزيارة أَي يتعهدنا بالزيارة‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وسماعي من العرب في الخِواذِ أَن حِلَّتَين نزلتا على ماء عضوض لا يروي نَعَمَهُما في يوم واحد، فسمعت بعضهم يقول لبعض‏:‏ خَاوِذُوا وِرْدَكم ترووا نَعَمَكمْ؛ ومعناه أَن يورد فريق نَعَمَه يوماً ونَعَم الآخرين في الرعي، فإِذا كان

اليوم الثاني أَورد الآخرون نعمهم، فإِذا فعلوا ذلك شرب كلُّ مال غِبّاً

لأَنَّ المالين إِذا اجتمعا على الماء نزح فلم يرووا، وكان صَدَرُهم عن

غيرِ رِيّ، فهذا معنى الخِوَاذِ عندهم‏.‏ وهو من خُوذَانِهم؛ عن ابن الأَعرابي، أَي من خُشارِهم وخَمَّانهم‏.‏ ويقال‏:‏ ذهب فلان في خُوذانِ الخامل إِذا

أُخر عن أَهل الفضل؛ قال ابن أَحمر‏:‏

إِذا سَبَّنَا منهم دَعِيٌّ لأُمِّهِ

خليلانِ من خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ

وفي النوادر‏:‏ أَمر خائذ لائذ، وأَمر مُخَاوِذٌ مُلاوِذٌ إِذا كان

مُعْوِزاً‏.‏ وخَاوَذَ عنه إِذا تنحى؛ قال أَبو وجزة‏:‏

وخاوذ عنه فلم يعانها‏.‏