فصل: سورة يس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.سورة يس:

.تفسير الآيات (1- 11):

{يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)}
أخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال: {يس} محمد صلى الله عليه وسلم. وفي لفظ قال: يا محمد.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن محمد بن الحنفية في قوله: {يس} قال: يا محمد.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {يس} قال: يا إنسان.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعكرمة والضحاك، مثله.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يس} قال: يا إنسان بالحبشية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب قال: سألت مالك بن أنس أينبغي لاحد أن يتسمى بيس؟ فقال: ما أراه ينبغي لقوله: {يس والقرآن الحكيم} يقول: هذا اسمي، تسميت به.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله الله {يس والقرآن الحكيم} قال: يقسم الله بما يشاء، ثم نزع بهذه الآية {سلام على آل ياسين} [ الصافات: 130] كأنه يرى أنه سلم على رسوله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي كثير في قوله: {يس والقرآن الحكيم} قال: يقسم بألف عالم {إنك لمن المرسلين}.
وأخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار في قوله: {يس} قال: هذا قسم، أقسم به ربك قال: {يا محمد إنك لمن المرسلين} قبل أن اخلق الخلق بألفي عام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين} قال: اقسم كما تسمعون أنه {لمن المرسلين على صراط مستقيم} أي على الإِسلام {تنزيل العزيز الرحيم} قال: هو القرآن {لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم} قال: قريش لم يأت العرب رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم، لم يأتهم ولا آباءهم رسول قبله.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة {لتنذر قوماً ما أنذر آباءهم} قال بعضهم {لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم} ما أنذر الناس من قبلهم، وقال بعضهم {لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم} أي هذه الأمة لم يأتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {لقد حق القول على أكثرهم} قال: سبق في علمه.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد، فيجهر بالقراءة، حتى تأذّى به ناس من قريش، حتى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد، ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم، فنزلت {يس والقرآن الحكيم} إلى قوله: {أم لم تنذرهم لا يؤمنون} قال: فلم يؤمن من ذلك النفر أحد».
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً لأفعلن. ولأفعلن... فنزلت {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً} إلى قوله: {لا يبصرون} فكانوا يقولون: هذا محمد فيقول: أين هو أين هو...؟ لا يبصره.
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وجعلنا من بين أيديهم سداً} قال: كفار قريش غطاء {فأغشيناهم} يقول: ألبسنا أبصارهم {فهم لا يبصرون} النبي صلى الله عليه وسلم فيؤذونه، وذلك أن ناساً من بني مخزوم تواطئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه. منهم أبو جهل، والوليد بن المغيرة. فبينا النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يسمعون قراءته، فأرسلوا إليه الوليد ليقتله، فانطلق حتى أتى المكان الذي يصلي فيه، فجعل يسمع قراءته ولا يراه، فانصرف إليهم، فأعلمهم ذلك، فأتوه فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلي فيه، سمعوا قراءته فيذهبون إليه فيسمعون أيضاً من خلفهم، فانصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلاً. فذلك قوله: {وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً..}.
وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن محمد بن كعب القرظي قال: اجتمع قريش؛ وفيهم أبو جهل على باب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا على بابه: ان محمداً يزعم أنكم ان بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، وبعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم نار تحرقون فيها، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ حفنة من تراب في يده قال: «نعم، أقول ذلك، وأنت أحدهم، وأخذ الله على أبصارهم فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم، وهو يتلو هذه الآيات {يس والقرآن الحكيم} إلى قوله: {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات، فلم يبق رجل إلا وضع على رأسه تراباً، فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، وإذا عليه تراب فقالوا: لقد كان صدقنا الذي حدثنا».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {الأغلال} ما بين الصدر إلى الذقن {فهم مقمحون} كما تقمح الدابة باللجام.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مقمحون} قال: مجموعة أيديهم إلى أعناقهم تحت الذقن.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {مقمحون} قال (المقمح) الشامخ بأنفه، المنكس برأسه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر:
ونحن على جوانبها قعود ** نغض الطرف كالإِبل القماح

وأخرج الخرائطي في مساوي الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً} قال: البخل. أمسك الله أيديهم عن النفقة في سبيل الله {فهم لا يبصرون}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً} قال: في بعض القراءات {إنا جعلنا في أيمانهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون} قال: مغلولون عن كل خير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد {فهم مقمحون} قال: رافعوا رؤوسهم، وأيديهم موضوعة على أفواههم.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً} برفع السين فيهما {فأغشيناهم} بالغين.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: اجتمعت قريش بباب النبي صلى الله عليه وسلم، ينتظرون خروجه ليؤذوه، فشق ذلك عليه، فأتاه جبريل بسورة {يس} وأمره بالخروج عليهم، فأخذ كفاً من تراب، وخرج وهو يقرأها ويذر التراب على رؤوسهم، فما رأوه حتى جاز، فجعل أحدهم يلمس رأسه، فيجد التراب وجاء بعضهم فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: ننتظر محمداً فقال: لقد رأيته داخلاً المسجد قالوا: قوموا فقد سحركم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: اجتمعت قريش فبعثوا عتبة بن ربيعة فقالوا: أئتِ هذا الرجل، فقل له إن قومك يقولون: إنك جئت بأمرٍ عظيم، ولم يكن عليه آباؤنا، ولا يتبعك عليه أحلامنا، وإنك إنما صنعت هذا إنك ذو حاجة، فإن كنت تريد المال فإن قومك سيجمعون لك ويعطونك، فدع ما تريد وعليك بما كان عليه آباؤك، فانطلق عليه عتبة فقال له: الذي أمروه، فلما فرغ من قوله وسكت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{بسم الله الرحمن الرحيم، حم تنزيل من الرحمن الرحيم} [ فصلت 1- 2] فقرأ عليه من أولها حتى بلغ {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [ فصلت: 13] فرجع عتبة فأخبرهم الخبر، فقال: لقد كلمني بكلام ما هو بشعر، ولا بسحر، وإنه لكلام عجيب، ما هو بكلام الناس، فوقعوا به، وقالوا نذهب إليه بأجمعنا، فلما أرادوا ذلك، طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمدهم حتى قام على رؤوسهم، وقال بسم الله الرحمن الرحيم {يس والقرآن الحكيم} حتى بلغ {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً} فضرب الله بأيديهم على أعناقهم، فجعل من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً، فأخذ تراباً، فجعله على رؤوسهم، ثم انصرف عنهم، ولا يدرون ما صنع بهم، فعجبوا وقالوا: ما رأينا أحداً قط أسحر منه أنظروا ما صنع بنا».
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أئتمر ناس من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسطوا عليه، فجاؤوا يريدون ذلك، فجعل الله {من بين أيديهم سداً} قال: ظلمة {ومن خلفهم سداً} قال: ظلمة {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} قال: فلم يبصروا النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال: كان ناس من المشركين من قريش يقول بعضهم لبعض: لو قد رأيت محمداً لفعلت به كذا وكذا، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم في حلقة في المسجد، فوقف عليهم فقرأ {يس والقرآن الحكيم} حتى بلغ {لا يبصرون} ثم أخذ تراباً، فجعل يذره على رؤوسهم، فما يرفع إليه رجل طرفه، ولا يتكلم كلمة، ثم جاوز النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم، والله ما سمعنا، والله ما أبصرنا، والله ما عقلنا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً} قال: عن الحق {فهم} يترددون {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} هدى، ولا ينتفعون به.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: جعل هذا السد بينهم وبين الإِسلام والإِيمان، فلم يخلصوا إليه. وقرأ {وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} من منعه الله لا يستطيع.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي، أنه كان يقرأ {من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً} بنصب السين.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ {فأغشيناهم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إنما تنذر من اتبع الذكر} قال: اتباع الذكر اتباع القرآن {وخشي الرحمن بالغيب} قال: خشي عذاب الله وناره {فبشره بمغفرة وأجر كريم} قال: الجنة.

.تفسير الآية رقم (12):

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)}
أخرج عبد الرزاق والترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي سعيد الخدري قال: كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فأنزل الله: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم} فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنه يكتب آثاركم، ثم قرأ عليهم الآية، فتركوا».
وأخرج عبد بن حميد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم} قال: الخطا.
وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت الأنصار منازلهم بعيدة من المسجد، فأرادوا أن ينتقلوا قريباً من المسجد، فنزلت {ونكتب ما قدموا وآثارهم} فقالوا: بل نمكث مكاننا.
وأخرج مسلم وابن جرير وابن مردويه عن جابر بن عبدالله قال: إن بني سلمة أرادوا أن يبيعوا ديارهم، ويتحولوا قريباً من المسجد، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مردويه عن أنس قال: أراد بنو سلمة أن يبيعوا دورهم، ويتحوّلوا قريب المسجد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فكره أن تعرى المدينة فقال: «يا بني سلمة أما تحبون أن تكتب آثاركم إلى المسجد؟قالوا: بلى. فأقاموا».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس رضي الله عنه في قوله: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} قال: هذا في الخطو يوم الجمعة.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن مردويه عن أُبيّ بن كعب قال: كان رجل ما يعلم من أهل المدينة ممن يصلي القبلة أبعد منزلاً منه من المسجد، فكان يشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له لو اشتريت حماراً تركبه في الرمضاء والظلمات، فقال والله ما يسرني أن منزلي بلصق المسجد، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك، فقال: يا رسول الله كيما يكتب أثري، وخطاي، ورجوعي إلى أهلي، وإقبالي، وإدباري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطاك الله ذلك كله، وأعطاك ما احتسبت أجمع».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حين يخرج أحدكم من منزله إلى منزل رجل يكتب له حسنة، ويحط عنه سيئة».
وأخرج عبد بن حميد عن مسروق قال: ما خطا رجل خطوة إلا كتب الله له حسنة أو سيئة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ونكتب ما قدموا} قال: أعمالهم {وآثارهم} قال: خطاهم بأرجلهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: لو كان مغفلاً شيئاً من أثر ابن آدم لأغفل هذا الأثر التي تعفها الرياح، ولكن أحصر على ابن آدم أثره، وعمله كله، حتى أحصى هذا الأثر فيما هو في طاعة الله أو معصيته، فمن استطاع منكم أن يكتب أثره في طاعة الله، فليفعل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} قال: ما سنوا من سنة، فعملوا بها من بعد موتهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {نكتب ما قدموا} قال: ما قدموا من خير {وآثارهم} قال: ما أورثوا من الضلالة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن جرير بن عبدالله البجلي قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيء. ثم تلا هذه الآية {ونكتب ما قدموا وآثارهم}».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس في فضائل القرآن وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} قال: أم الكتاب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} قال: كل شيء من امام عند الله محفوظ، يعني في كتاب.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم رضي الله عنه {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} قال: كتاب.