الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإعجاز والإيجاز ***
من قوله: والكفر مخبثة لنفس المنعم. إن النساء كأشجار نبتن لـنـا *** مهن مر وبعض المر مأكول إن النساء متى ينهين عن خلق *** فإنه واجب لا بد مفـعـول قد يجمع المال غير آكـلـه *** ويأكل المال غير من جمعه فاقبل من الدهر ما أتاك به *** من قرعينا بعيشه نفـعـه من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله: كفى واعظاً للـمـرء أيام دهـره *** تروح عليه النائبات وتـغـتـدي عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمـقـارن يقـتـدي وقوله: لو بغير الماء حلقى شـرقـت *** كنت كالغصان بالماء اعتصاري قال الأصمعي: لم توصف المرأة بأوجز وأحسن من قوله: فدقت وجلت واسبكرت وأكملت *** فلوجن إنسان من الحسن جنت قال دعبل أمدح بيت قالته العرب في الجاهلية قول أبي طمحان: أضآت لهم أحسابهم ووجوههـم *** دجى الليل حتى نظم الجذع ثاقبه من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله في الخمر: وكأس شربت على لـذة *** وأخرى تداويت منها بها ووقع الإجماع على أن أهجي بيت للجاهلية قوله: تبيتون في المشتا ملاء بطونكم *** وجاراتكم غرثى يبتن خماصا وأن أمدح بيت لهم قوله: يبيتون في المشتا خماصاً وعندهم *** من الزاد فضلات تعد لمن يقرى إذا ضل عنهم ضيفهم رفعوا لـه *** من النار في الظلماء ألوية حمرا في الخبر إن أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد: الأكل شيء ما خلا الله باطل *** وكل نعيم لا محـالة زائل وقيل لبشار بن برد أخبرنا يا أبا معاذ عن أجود بيت للعرب فقال: إن تفضيل بيت على أشعار العرب لشديد ولكن أحسن كل الإحسان. واوجز واعجز لبيد في قوله: أكذب النفس إذا حـدثـتـهـا *** إن صدق النفس يزري بالأمل من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله: يود الفتى طول السلامة جاهـداً *** فكيف ترى طول السلامة تفعل وفي معناه لحميد بن ثور: أرى بصري قد رابني بعد صحة *** وحسبك داءان تصح وتسلـمـا ودعوت ربي بالسلامة جاهداً *** ليصحني فإذا السـلامة داء واحسن وأوجز وأبلغ من هذا كله قول النبي صلى الله عليه وسلم "كفى بالسلامة داء". من احاسن حسان في جوامع كلمه قوله: وإن امرأ يمسي ويصبح سالماً *** من الناس إلا ما جنى لسعيد فأجازه ابنه سعيد بقوله: وإن امرأ نال الغنى ثم لم ينل *** صديقاً ولا ذا حاجة لسعـيد ثم أجازه ابنه عبد الرحمن بقوله: وإن امرأ عادى أناساً على الغنى *** ولم يسأل الله الغنى لحـسـود يقال أن أوجع هجاء الإسلاميين قوله: دع المكارم لا ترحل لبغيتـهـا *** ةاقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي وأمير شعره قوله: من يفعل الخير لا يعدم جـوائزه *** لا يذهب العرف بين الله والناس قيل أن هذيل أشعر قبائل العرب وأبا ذؤيب أشعر هذيل وأمير شعره وغرة كلامه قصيدته في الرثاء التي أولها: أمن المنون وريبها تتـوجـع *** والدهر ليس بمعتب من يجزع وأعمر بيوتها قوله: والنفس راغبة إذا رغبتها *** وإذا ترد إلى قليل تقنع وكان يقول الأصمعي: هو أبرع بيت للعرب وأحسن ما في القصيدة قوله: وتجلدي للشـامـتـين أريهـم *** إني لريب الدهر لا أتضعضع فإذا المنية أنشبت أظفـارهـا *** ألفيت كل تميمة لا تـنـفـع كان عمر بن الخطاب يتعجب من جوده: والمرء ساع لأمر ليس يدركه *** والعيش شح وإشفاق وتأميل وبقوله ما أحسن ما قسم. ومن أمثاله السائرة قوله: فما كان قيس هلكه هلك واحد *** ولكنه بنيان قـوم تـهـدمـا من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله: إذا لم تستطع شيئاً فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع ويقال أن أهجى شعر العرب قوله: لا تهني بعد إكـرامـك لـي *** إن هذي عادة منـتـزعـه لا يكن برقك برقاً خـلـبـا *** إن خير البرق ما الغيث معه من وسائط قلائده في جوامع كلمه قوله: قوارص تأتيني ويحتقرونها *** وقد يملأ القطر الإناء فيفعم وقوله: وأنا وسعداً كالفصيل وأمـه *** إذا وطئته لم يضره اعتمادها وقوله: ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا *** مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا يقال أن أغزل شعره قوله: إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحـيين قـتـلانـا وأمدح شعره قوله: ألستم خير من ركب المطـايا *** وأندى العالمين بطـون راح سأشكر إن رددت عليّ ريشي *** وأثثت القوادم من جنـاحـي وأفخر شعره من قوله: إذا غضبت عليك بنو تميم *** حسبت الناس كلهم غضابا وأهجى شعره قوله: فغض الطرف إنك من نمير *** فلا كعباً بلغت ولا كلابـا وأصدق شعره قوله: إني لأرجو منك خيراً عاجلاً *** والنفس مولعة بحب العاجل وأظرف شعره قوله: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً *** أبشر بطول سلامة يا مربـع وأحسن أمثاله قوله: ابن الكريمة ينصر الكرم ابنها *** وابن اللئيمة للئام نـصـور وقوله: وابن اللبون إذا ما لز في قـرن *** لم يستطع صولة البزل القناعيس أمير شعره قوله من قصيدة في بني أمية. شمس العداوة حتى تستفاد لهم *** وأعظم الناس إجلالً إذا قدروا وفيها: إن العداوة تلقاها وإن قدمت *** كالعز يكمن حيناً ثم ينتشر وفيها: ضجوا من الحرب إذ غضت غواربهم *** وقيس غيلان من أخلاقها الضجـر وفيها: وأقسم المجد حقاً لا يحالفـهـم *** حتى يحالف بطن الراحة الشعر وفيها: لقد أفروا وهم مني على مضض *** والقول ينفذ مالاً تنـفـذ الإبـر وأصدق بيت له قوله: والناس همهم الحـياة ولا أرى *** طول الحياة يزيد غير خبـال وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد *** ذخراً يكون كصالح الأعمـال من جوامع كلمه ووسائط قلائده قوله من قصيدة: وخير الرأي ما استقبلت منه *** وليس بأن تتبعه اتـبـاعـا ومنها: أراهم يغمرون من استعـزوا *** ويجتنبون من صدق المضاعا وقوله من أخرى والناس من يلق خيراً قائلون لـه *** ما يشتهي ولام المخطيء الهبل قد يدرك المتأني بعض حاجتـه *** وقد يكون من المستعجل الزلل وربما فات قوماً جل أمـرهـم *** من التأني وكان الحزم لو عجلوا والعيش لا عيش غلا ما تقر بـه *** عين ولا حال إلا سوف ينتقـل من أمثاله السائرة في أبيات قصيدته قوله: فيا موقداً ناراً لغيرك ضـوءهـا *** ويا حاطباً في حبل غيرك تحطب وقوله: إذا لم يكن إلا الأسنة مركـب *** فلا رأي للمضطر إلا ركوبها وقوله: وهل ظنون امرئ إلا كأسهمـه *** والنبل إن هي تخطئ مرة تصب كنت أظن أن المعتز أبا عذرة هو القائل أهل الدنيا كسطور في صحيفة كلما طوى بعضها نشر بعضها فإذا هو آخذه من شعر الراعي فألم به ونسج على منواله وأخفى السرقة فأحسن جداً: إن الزمان الذي ترجى هوادنـه *** يأتي على الحجر القاسي فينفلق ما الدهر والناس إلا مثل واردة *** إذا مضى عنق منها أتى عنـق لا يعرف لأحد مثل قوله في وصف الظبية والغزال من قصيدة: تزجي أغن كان إبرة روقه *** قلم أصاب من الدواة مدادها ومنه أخذ وعلى قالبه ضرب: قد اطلعت ابن القرون كأنهـا *** أخذ المراود من سحيق الأثمد ومن قصيدة عدي: صلى الإله على امرئ ودعته *** وأتم نعمته علـيه وزادهـا ولا يعرف مثل قوله في وصف المرأة: وكأنها بين النساء أعـارهـا *** عينيه أحور من جآذر طاسم وسنان أقصده النعاس فرنفقت *** في عينه سنة وليس بـنـائم من قلائد وغرر قصائده قوله: وإني وتهيامي بعزة بعدمـا *** تخليت مما بيننا وتخـلـت إذا لم تجئ ظل الغمامة كلما *** تبوأ منها للمقيل اضمحلت ومن القصيدة قوله: فقلت لها يا عز كل مصـيبة *** إذا ذللت يوماً لها النفس ذلت ومن أمثاله السائرة وحكمه البالغة قوله: ومن لم يغمض عينه عن صـديقـه *** وعن بعض ما فيه يمت وهو غالب ومن يتتبع جـاهـداً كـل عـثـرة *** يجدها ولا يسلم له الدهر صاحـب من أمثاله السائرة في وسائط قلائده قوله: يا بيت عاتكة الذي أتـعـزل *** حذر العدى وبه الفؤاد موكل إني لأمنحك الصدود وإننـي *** قسماً إليك مع الصدود لأميل يقال أنه أغزل نظرائه وأغزل شعره قوله: خليليّ هل أبصرتما أو سمعتما *** قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي ومن أمثاله السائرة: كلوا اليوم من رزق الإله وأبشروا *** فإن على الرحمن رزقكم غـدا من عيون شعره الجارية مجرى الأمثال السائرة قوله: ليت هنداً أنجزتنا ما تعد *** وشفت غلتنا مما نجـد واستبدت مـرة واحـدة *** إنما العاجز من لا يستبد وقوله: قالت ترقي عيون الحي إن لها *** عيناً عليك إذا ما نمت لم تنـم نصيب يقال أن أمير شعره قوله: فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهلـه *** ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب من عزيز أمثاله السائرة قوله: وإني وتركي ندى الأكرمين *** وقدحي بكفك زنداً شحاحا كتاركة بيضها بالـعـراء *** وملبسة بيض أخرى جناحا وقوله: يحب المديح أبو جـابـر *** ويجزع من صلة المادح ومن أحاسنه: قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه *** خلق وجيب قميصه مرقـوع ومن ملحه: أرى طيب الحلال لديّ خبـثـاً *** وطيب العيش في خبث الحرام هو كثير الملح والمحاسن وليس له احسن من قوله: وكيف أنساك لا أيديك واحـدة *** عندي ولا بالذي أوليت من قدم قال القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز قد نفى عنه جميع وجوه النسيان بأوجز لفظه وأحسنه. بشار بن برد ويقال ابن برد أستاذ المحدثين وصدرهم وبدرهم وأعجوبة الدنيا لأنه كان أعمى أكمه ولد كذلك وقال مثل قوله: كان مثار النقع فوق رؤوسهم *** وأسيافنا ليل تهاوى كواكبـه وكقوله: وتراه بعد ثلاث عشرة قائماً *** مثل المؤذن شك يوم سحاب ومن أمثاله السائرة الفاخرة قوله: إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه وقوله: الحر يلحى العصى للعبد *** وليس للمخلف مثل الرد وقوله: وصاحب كالدمل المـجـد *** حملته في رقعة من جلدي وقال هارون المنجم: أشعر بيت في الغزل من شعر المحدثين قول بشار: أنا والله أشتهي سحر عينـي *** ك وأخشى مصارع العشاق ومن بدائعه قوله: يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة *** والأذن تعشق قبل العين أحيانا وقوله: تاتي المقيم وما سعى حـاجـاتـه *** عدد الحصى ويخيب سعي الناصب وقوله: وإذا جفوت قطعت عنك منافعي *** والدر يقطعه جفاء الحـالـب وقال أبو نواس: أحببت من شعر بشار لحبكـم *** بيتاً لهجت به من شعر بشـار يا رحمة الله حلي في منازلنـا *** وجاورينا فدتك النفس من جار عزة شعره ما أنشده له ابن المعتز ورواه غيره لبشار ولأيهما كان فهو من خير الكلام وسحر البيان: ظل اليسار على العباس ممدود *** وقلبه أبداً بالبخـل مـعـقـود إن الكريم لتخفى عنك عسرتـه *** حتى تراه غنياً وهو مجـهـود إذا تكرمت أن تعطي القليل ولم *** تقدر على سعة لم يظهر الجود أورق بخير يرجى للنوال فمـا *** ترجى الثمار إذا لم يورق العود قال الرياشي: قال بشار: أهجى بيت هجي به أحد هو بيت العبد الذي هجاني يعني قول حماد عجرد نسبت إلى برد وآنـت لـغـيره *** فهيهات أن يدري لمثلك من نسب وكان قد تهيأ ابن الفاعلة في هجاءي بهذا البيت ما لم يتهيأ بجرير والفرزدق وقد تهاجيا أربعين سنة ولما سمع قوله فيه: شبيه الوجه بالقرد *** إذا ما عمي القرد بكى وقال يراني ابن الفاعلة فيعفني ولا أراه فأصفه. قال إسحاق الموصلي: أنشدني إسحاق بن مخلد الرازي لأبي العتاهية: ما إن يطيب لذي الرعـا *** ية للأيام لا لعب ولا لهو إذ كان يسرف في مسرته *** فيموت من أجزائه جزو فقلت ما أحسنهما أهكذا تقول والله إنهما روحانيان بين السماء والأرض وكان الجاحظ يقول في قول أبي العتاهية: إن الشباب حجة التصابي *** روائح الجنة في الشباب فمعنى الظرف الذي لا تقدر على معرفته القلوب وتعجز عن ترجمته الأسن إلا بعد التطويل وإدامة التنكير وخير المعاني ما كان القلب إلى قبوله أسرع من اللسان إلى وصفه ومن أمثاله السائرة الفاخرة قوله: لو رأى النـاس نـبـياً *** سائلاً مـا وصـلـوه أنت ما استغنيت عن صا *** حبك الـدهـر أخـوه فإذا احـتـجـت إلـيه *** ساعة محـبـك فـوه و قوله: وما المـوت إلا رحـلة غـير أنـه *** من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي ومن قوله في الغزل: أعلمت عتـبة أنـنـي *** منها على شرف مطل وشكوت ما ألقى إلـيه *** ا والمدامع تستـهـل حتى إذا أبرمـت مـا *** أشكوكما يشكـو الأذل قالت فأي الـنـاس يع *** لم ما تقول فقلت كـل قال ابن المعتز أجمع أهل الأدب على أنهم لم يسمعوا قافية أحق بمكانها من قوله. فقلت كل. ومن أحسن شعر قيل في خليفة قوله في المهدي: أتته الخلافة مـنـقـادة *** إليه تجـرر أذيالـهـا فلم تك تصلـح إلا لـه *** ولم يك يصلح إلا لهـا ولو نالهـا أحـد غـيره *** لزلزت الأرض زلزالها ومن جوامع كلمه وروائع غرره قوله: يا رب أنت خلقـتـنـي *** وخلقت لي وخلقت مني سبحانك الـلـهـم عـا *** لم كل عيب مستـكـن ما لـي شـرك طـاقة *** يا سيدي إن لم تعـنـي كان المأمون يقول: لو نطقت الدنيا لما وصفت نفسها بأحسن من قول أبي النواس: ألا كل حي هالك وابن هالك *** وذو نسب في العالمين عريق إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفـت *** له عن عدو في ثياب صديق *** قال سفيان بن عيينة أحسن والله وأظرف شاعركم في قوله: يا قمراً أبصرت في مـأتـم *** يندب شجواً بـين أتـراب يبكي فيذري الدر من نرجس *** ويلطم الـورد بـعـنـاب وإذا أعجب به سفيان مع زهده وورعه فما الظن بغيره وقال هارون بن علي المنجم أجمع أهل العلم بالشعر على أن أجود بيت للمحدثين في المدح قول أبي نواس في الفضل بن الربيع: لقد نزلت أبـا عـبـاس مـنـزلة *** ما إن ترى خلفها الأبصار مطرحاً وكلت بالدهر عيناً غـير غـافـلة *** من جود كفك تأسو كل من جرحا ومن غرر مدائحه قوله فيه أيضاً: أنت على ما بك من قدرة *** فلست مثل الفضل بالواجد أوجده الله فمـا مـثـلـه *** لطالب فـيه ولا نـاشـد وليس لله بمسـتـنـكـر *** أن يجمع العالم في واحد وقوله في الأمين: إذا نحن أثنينا عليك بـصـالـح *** فأنت كما نثني وفوق الذي نثني وإن جرت الألفاظ يوماً بمـدحة *** لغيرك إنساناً فأنت الذي تعنـي وقوله في الخصيب: فتى يشتري حسن الثناء بمالـه *** ويعلـم أن الـدائرات تـدور فما جازه جود ولا حل دونـه *** ولكن يصير الجود حيث يصير ومن أمثاله السائرة قوله: لا أذود الطير عن شجر *** قد بلوت المر من ثمره و قوله: صار جداً ما مزحت به *** رب جسد جره اللعب وقوله: كفى حزناً إن الجواد مقتـر *** عليه ولا معروف عند بخيل
|