الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.سورة البلد: .فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة: .فصل في فضل السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي:فضل السّورة:فيه حديثان من نحو ما سبق: «مَنْ قرأها أَعطاه الله الأَمن من غُصّة يوم القيامة».وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها قام من قبره، وعليه جناحات خضراوان، فيطير إِلى الجنَّة، وله بكلّ آية ثواب القانتين». اهـ..فصل في مقصود السورة الكريمة: .قال البقاعي: سورة البلد مقصودها الدلالة على نفي القدرة عن الإنسان، وإثباتها لخالقه الديان ن بذكر المخلص منها، الموصل إلى السعادة في الآخرة، وهو ما هدى إليه ربه سبحانه، وذلك هو معنى اسمها، فإن من تأمل أمان أهل الحرم وماهم فيه من الرزق والخير على قلة الرزق ببلدهم- مع ما فيه غيرهم ممن هم أكثر منهم وأقثوى- من الخوف والجوع علم ذلك. اهـ..قال مجد الدين الفيروزابادي: .بصيرة في: {لا أقسم بهذا البلد}: السّورة مكِّيّة.وآياتها عشرون.وكلماتها اثنتان وثمانون.وحروفها ثلاثمائة وإحدى وخمسون.فواصل آياتها (هدنا).سمّيت سورة البلد؛ لمفتتحها، وسورة العقبة، لقوله: {فَلاَ اقتَحَمَ العقبة}..معظم مقصود السّورة: تشريف مكَّة بحكم القَسَم بها، وشدّة حال الأَدنى، والخبر من سرّه وعلانيته، والمِنَّة عليه بالنعم المختلفة، وتهويل عَقَبَة الصِّراط وبيان النجاة منها، ومدح المؤمنين وصبرهم على البلاءِ، ورحمة بعضهم بعضًا، وخلود الكفَّار في النَّار في قوله: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مؤصدة}.السّورة محكمة. اهـ..فصل في متشابهات السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي:ومن المتشابهات:قوله: {لاَ أُقْسِمُ بِهذا البلد} ثم قال: {وأنت حل بهذا البلد} كرّره وجعله فاصلا في الآيتين.وقد سبق القول في مثل هذا، وممَّا ذكر في هذه السّورة على الخصوص أَنَّ التقدير: لا أُقسم بهذا البلد وهو حَرَام {وأنت حل بهذا البلد} وهو حلال؛ لأَنَّه أُحِلَّت له مكَّة حتى قيل فيها: مَن شاءَ قاتل فلما اختلف معناه صار كأَنه غير الأَوّل، ودخل في القِسْم الذي يختلف معناه ويتَّفق لفظه. اهـ..فصل في التعريف بالسورة الكريمة: .قال ابن عاشور: سورة البلد:سميت هذه السورة في ترجمتها عن (صحيح البخاري): سُورَةَ {لا أقسم} وسميت في المصاحف وكتب التفسير (سورة البلد). وهو إما على حكاية اللفظ الواقع في أولها، وإما لإِرادة البلد المعروف وهو مكة.وهي مكية وحكى الزمخشري والقرطبي الاتفاق عليه واقتصر عليه معظم المُفسرين وحكَى ابن عطية عن قوم: أنها مدنية. ولعل هذا قول من فسر قوله: {وأنت حل بهذا البلد} (البلد: 2) أن الحل الإِذن له في القتال يوم الفتح وحَمل {وأنت حل}على معنى: وأنت الآن حلّ، وهو يرجع إلى ما روى القرطبي عن السدّي وأبي صالح وعزي لابن عباس. وقد أشار في (الكشاف) إلى إبطاله بأن السورة نزلت بمكة بالاتفاق، وفي رده بذلك مصادرة، فالوجه أن يُرد بأن في قوله: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} إلى قوله: {فلا اقتحم العقبة} (البلد: 5-11) ضمائر غيبة يتعين عودها إلى الإِنسان في قوله: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} (البلد: 4) وإلا لخلت الضمائر عن معاد. وحكى في (الإِتقان) قولاً أنها مدنية إلا الآيات الأربعَ من أولها.وقد عُدت الخامسة والثلاثين في عدد نزول السور.نزلت بعد سورة ق وقبل سورة الطارق.وعدد آيها عشرون آية.أغراضها:حوت من الأغراض التنويه بمكة. وبمُقام النبي صلى الله عليه وسلم بها. وبركته فيها وعلى أهلها.والتنويهَ بأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم من سكانها الذين كانوا من الأنبياء مثل إبراهيم وإسماعيل أو من أتباع الحنيفية مثل عَدنان ومُضر كما سيأتي.والتخلصَ إلى ذَم سيرة أهل الشرك. وإنكارهم البعث. وما كانوا عليه من التفاخر المبالغ فيه، وما أهملوه من شكر النعمة على الحواس، ونعمة النطق، ونعمة الفكر، ونعمة الإِرشاد فلم يشكروا ذلك بالبذل في سبل الخير وما فرطوا فيه من خصال الإِيمان وأخلاقه.ووعيدَ الكافرين وبشارة الموقنين. اهـ..قال الصابوني: سورة البلد:مكية.وآياتها عشرون آية.بين يدي السورة:* هذه السورة الكريمة مكية، وأهدافها نفس أهداف السور المكية، من تثبيت العقيدة والإيمان، والتركيز على الإيمان بيوم الحساب والجزاء، والتمييز بين الأبرار والفجار، وطريق النجاة من عذاب النار.* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالبلد الحرام، الذي هو سكن النبي صلى الله عليه وسلم، تعظيما لشأنه وتكريما لمقامه الرفيع عند ربه، ولفتا لأنظار الكفار إلى أن إيذاء الرسول في البلد الأمين، من أكبر الكبائر عند الله تعالى {لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد} الآيات.* ثم تحدثت عن بعض كفار مكة، الذين اغتروا بقوتهم، فعاندوا الحق، وكذبوا رسول الله وأنفقوا أموالهم في المباهاة والمفاخرة، ظنا منهم أن إنفاق الأموال في حرب الإسلام يدفع عنهم عذاب الله، وقد ردت عليهم الآيات بالحجة القاطعة والبرهان الساطع.{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهكلت مالا لبدا..} الآيات.* ثم تناولت أهوال القيامة وشدائدها، وما يكون بين يدي الإنسان في الآخرة، من مصاعب ومتاعب وعقبات، لا يستطيع أن يقطعها ويجتازها إلا بالإيمان، والعمل الصالح.{فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة..} الآيات.* وختمت السورة الكريمة بالتفريق بين المؤمنين والكفار، في ذلك اليوم العصيب، وبينت مآل السعداء، ومال الأشقياء، في دار الخلد والكرامة {ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة..} الآيات إلى نهاية السورة الكريمة. اهـ..قال أبو عمرو الداني: سورة البلد 90:مكية.وقد ذكر نظيرتها في غير المدني الأخير والبصري ونظيرتها في المدني الأخير اقرأ ولا نظير لها في البصري. وكلمها اثنتان وثمانون كلمة.وحروفها ثلاثمائة وأحد وثلاثون حرفا.وهي عشرون آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف..ورءوس الآي: {البلد}.1- {البلد}.2- {ولد}.3- {كبد}.4- {أحد}.5- {لبدا}.6- {أحد}.7- {عينين}.8- {وشفتين}.9- {النجدين}.10- {العقبة}.11- {العقبة}.12- {رقبة}.13- {مسغبة}.14- {مقربة}.15- {متربة}.16- {بالمرحمة}.17- {الميمنة}.18- {المشأمة}.19- {مؤصدة}. اهـ..فصل في معاني السورة كاملة: .قال المراغي: سورة البلد:{البلد}: مكة، {حلّ}: أي حالّ مقيم فيه، {ووالد وما ولد}: أي وأىّ والد وأىّ مولود من الإنسان والحيوان والنبات، والكبد: المشقة والتعب، قال لبيد يرثى أخاه أربد:{أيحسب}: أي أيظن، {أهلكت}: أي أنفقت، {لبدا}: أي كثيرا، والنجد: الطريق المرتفعة والمراد بالنجدين طريقا الخير والشر.اقتحم الشيء: دخل فيه بشدة، و{العقبة}: الطريق الوعرة في الجبل يصعب سلوكها، والمراد بها مجاهدة الإنسان نفسه وهواه ومن يسوّل له فعل الشر من شياطين الإنس والجن، وفك الرقبة: عتقها أو المعاونة عليه، والمسبغة: الجوع، يقال سغب الرجل يسغب إذا جاع، والمقربة: القرابة في النسب، تقول فلان من ذوى قرأبتى ومن أهل مقربتى إذا كان قريبك نسبا، والمتربة: الفقر، تقول ترب الرجل إذا افتقر، وأترب إذا كثر ماله حتى صار كالتراب، تواصوا بالصبر: أي نصح بعضهم بعضا به، و{الميمنة}: طريق النجاة والسعادة، و{المشأمة}: طريق الشقاء، {مؤصدة}: أي مطبقة عليهم من آصدت الباب، أي أغلقته، قال: . اهـ.. باختصار. .قال الفراء: سورة البلد:{وأنت حل بهذا البلد}وقوله عز وجل: {وأنت حل بهذا البلد}....يقول: هو حلال لك أحله يوم فتح مكة لم يحل قبله، ولن يحل بعده.{وَوَالِدٍ وَمَا ولد}وقوله عز وجل: {وَوَالِدٍ وَمَا ولد...}.أقسم بآدم وولده، وصلحت (ما) للناس، ومثله: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} وهو الخالق الذكر والأُنثى ومثله {فَانكِحُوا مَا طابَ لَكُم مِن النِّسَاءِ}، ولم يقل: من طاب. وكذلك: {ولا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِن النِّساءِ} كل هذا جائز في العربية. وقد تكون: (ما) وما بعدها في معنى مصدر، كقوله: {والسَّماءِ وَمَا بناها}، {وَنَفْسٍ وَمَا سواها}، كأنه قال: والسماء وبنائها ونفس وتسويتها. ووالد وولادته، وخلقه الذكر والأنثى، فأينما وجّهته فصواب.{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كبد}وقوله عز وجل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كبد...}.يقول: منتصبا معتدلا، ويقال: خلق في كبد، إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، ونزلت في رجل من بنى جمح كان يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم العكاظى، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق الأديم. ولم تزل قدماه. فقال الله تبارك وتعالى: {أيحسب} لشدته {أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أحد} والله قادر عليه. ثم قال: يقول: أنفقت مالاً كثيراً في عداوة محمد صلى الله عليه وهو كاذب، فقال الله تبارك وتعالى: {أيحسب أَن لَّمْ يَرَهُ أحد}. في إنفاقه.{يَقول أَهْلَكْتُ مَالاً لبدا}وقوله عز وجل: {يَقول أَهْلَكْتُ مَالاً لبدا...}.اللبد: الكثير.قال بعضهم واحدته: لُبدة، ولُبَد جماع. وجعله بعضهم على جهة: قُثَم، وحُطَم واحدًا، وهو في الوجهين جميعا الكثير.وقرأ أبو جعفر المدنى. {مالاً لبدا} مشددة مثل رُكّع، فكأنه أراد: مالا لابِدٌ، ومالان لابدان، وأموالٌ لبَّد. والأموال والمال قد يكونان معنى واحد.{وَهَدَيْنَاهُ النجدين}وقوله عز وجل: {وَهَدَيْنَاهُ النجدين...}.النجدان: سبيل الخير، وسبيل الشر.قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد حدثنا الفراء قال: حدثنى الكسائى قال: حدثنى قيس وحدثنى قيس عن زياد بن علاقة عن أبى عمارة عن علي رحمه الله في قوله جل وعز: {وَهَدَيْنَاهُ النجدين} قال: الخير والشر.{فَلاَ اقتَحَمَ العقبة}وقوله عز وجل: {فَلاَ اقتَحَمَ العقبة...}.ولم يُضَم إلى قوله: {فلا اقتحم} كلام آخر فيه (لا)؛ لأن العرب لا تكاد تفرد (لا) في الكلام حتى يعيدوها عليه في كلام آخر، كما قال عز وجل: {فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى} و{لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، وهو مما كان في آخره معناه، فاكتفى بواحدة من أخرى. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بشيئين، فقال: {فَكّ رقبة أو إطعام في يومٍ ذى مسغبة}، {ثم كان من الذين آمنوا} ففسرها بثلاثة أشياء، فكأنه كان في أول الكلام، فلا فعل ذا ول إذا ول إذا.وقد قرأ العوام: {فَكُّ رقبة أو إِطعامٌ}.وقرأ الحسن البصرى: {فَكَّ رقبة} وكذلك على بن أبى طالب حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: وحدثنى محمد بن الفضل المروزى عن عطاء عن أبى عبدالرحمن عن علي أنه قرأها:{فَكَّ رقبة أو أطعمَ} وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية؛ لأن الإطعام: اسم، وينبغى أن يرد على الاسم اسم مثله، فلو قيل: ثم إن كان أشكلُ للإِطعام، والفك، فاخترنا: {فَكَّ رقبة} لقوله: {ثم كان}، والوجه الآخر جائز تضمر فيه (أَنْ)، وتلقى فكيون مثل قول الشاعر:ألاى ترى أن ظهور (أن) في آخر الكلام يدل: على أنها معطوفة على أخرى مثلها في أول الكلام وقد حذفها.{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مسغبة}وقوله عز وجل: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مسغبة...}.ذى مجاعة، ولو كانت {ذا مسغبة} تجعلها من صفة اليتيم، كأنه قال: أو أطعم في يوم يتيما ذا مسغبة أو مسكيناً حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: وحدثنى حِبَّان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس: أنه مرّ بمسكين لاصق بالتراب حاجةً، فقال: هذا الذي قال الله تبارك وتعالى: {أَوْ مِسْكِيناً ذا متربة} {والموصَدة}: تهمز ولا تهمز، وهى: المطبقة. اهـ.
|