الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق} الصبح.
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} من حيوان مكلف وغير مكلف وجماد كالسم وغير ذلك.
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} أي الليل إذا أظلم، أوالقمر إذا غاب.
{وَمِن شَرِّ النفاثات} السواحر تنفث {فِي العقد} التي تعقدها في الخيط تنفخ فيها بشيء تقوله من غير ريق. وقال الزمخشري معه كبنات لبيد المذكور.
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} أظهر حسده وعمل بمقتضاه كلبيد المذكور من اليهود الحاسدين للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الثلاثة الشامل لها (ما خلق) بعده لشدّة شرها.
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس} خالقهم ومالكهم خُصُّو بالذكر تشريفاً لهم ومناسبة للاستفادة من شر الموسوس في صدورهم.
{مَلِكِ الناس}.
{إله الناس} بدلان أو صفتان أو عطفا بيان وأظهر المضاف اليه فيهما زيادة للبيان.
{مِن شَرِّ الوسواس} أي الشيطان سمي بالحدث لكثرة ملابسته له {الخناس} لأنه يخنس ويتأخر عن القلب كلما ذُكِرَ الله.
{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُوِر النَّاسِ} قلوبهم إذاغفلوا عن ذكر الله.
{مِنَ الجنة والناس} باين للشيطان الموسوس أنه جني أوإنسي، كقوله تعالى: {شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ} [112: 6] أو من الجنة بيان له (والناس) عطف على (الوسواس) وعلى كل شمل شر لبيد وبناته المذكورين، واعترض الأول بأن الناس لا يوسوس في صدورهم الناس إنما يوسوس في صدورهم الجن، وأُجيب بأن الناس يوسوسون أيضاً بمعنى يليق بهم في الظاهر ثم تصل وسوستهم إلى القلب وتثبت فيه بالطريق المؤدي إلى ذلك والله تعالى أعلم.
|